اسمه في حد ذاته تهمة باعتباره أحد المقربين من رموز النظام السابق ويتهمه كثيرون بأنه "المروج الإعلامي" لفكرة التوريث وما كان يوصف بـ"الفكر الجديد". والغريب أنه مازال حتي بعد الثورة مؤمنا بأفكاره لأنه حسبما يقول "صاحب مبدأ ولا يتحول" كلامنا عن عبدالله كمال الذي ندعوكم لقراءة كلامه جيدا خاصة ما بين السطور. والتعليق لكم!
- ما سبب إصرارك علي الدفاع عن النظام السابق رغم سقوطه. ثم كل ما ظهر من فساد رموزه بعد ذلك؟
- لابد أن نفرق بين شيئين الدفاع عن أشخاص ربما يكونون فاسدين ويحاكمون. والدفاع عن الفكرة أنا في الأساس لم أكن أعمل لدي أفراد بعينهم. ولكن أنا كنت أعمل عند مبادئي وأنا أؤمن بدولة مصرية قوية وبالعدالة الاجتماعية والحرية الاقتصادية وأهمية أن يكون لدينا مشروع للإصلاح والذي لابد أن يأتي من داخل الدولة وأؤمن بالحياة الحزبية الديمقراطية وأرفض الفساد وكتبت كثيرا ضده وأرفض الصراعات وكتبت أيضا ضدها وأرفض الخواء وكل ما يخالف هذه المبادئ وبالتالي أنا كنت أعمل عند هذه النقاط وأؤمن بها ولكن كون أن الإدارة السابقة - ولا أريد أن أسميها النظام - كانت تدعي أنها تقوم بكل ما تحدثنا عنه ثم تبين أنها لم تفعله فأنا أعمل لدي الفكرة وليس من يرددنها والنقطة الثانية أنني لا أنقلب في لحظة لأن هذا يهدم مصداقيتي وبالتالي فإن التحول يعني أن ما كنت أكتبه كان كله نفاقا في نفاق وهذا ليس من طبعي ولكن أنا متمسك بمصداقيتي أمام الناس وأقول لهم أنا مؤمن بما كنت أفكر فيه!
- ولكن بعد ظهور هذا الكم من الفساد هل مازلت علي موقفك؟
- ما ظهر لنا جميعا لم أكن أتوقعه أبداورغم أنني أدافع عن موقفي أمام الناس وأقول لهم إنني مؤمن بما كنت أفكر به إلا أن هذا لا ينفي أن لدي مراجعاتي الخاصة والتي لا ينبغي أن تكون علي الورق الآن وهي مراجعة فكرية خاصة وأنني مازلت في منتصف عمري المهني والفكري ـ وفقا لما أعتقد ـ فلابد أن أجري هذه المراجعة من أجل مسيرتي المهنية ولأفكاري السياسية والبحث عن المشروع التنموي الأفضل لهذا البلد وما هو دوري وما الذي ينبغي أن أقوم به فأنا توقفت من أجل البحث والتدقيق والحصول علي إجابات ولكن لا يمكن بين يوم وليلة أنقلب علي نفسي لأن التغير والتحول هو انقلاب علي النفس في المقام الأول وليس انقلابا علي الآخرين ولا يمكن أن أنقلب علي نفسي بهذه الطريقة كما فعل بعض الزملاء.
- ولكن إصرارك علي مواقفك تجاه النظام السابق منح انطباعا بمعاداتك للثورة؟
- البعض لا يقرأ فبعد 11 فبراير لم أكتب كلمة عن النظام السابق وكنت خلال فترة الثورة الـ18 يوما أتعامل مع اللحظة الراهنة والأحداث يوما بيوم ولم أشتم ولم أكتب تأييدا ولا ترديدا وبعد هذا التاريخ بدأت أتعامل مع اللحظة بكل مفرداتها من حيث ما هي القوي وما هي الأفكار والمؤشرات والنتائج وأنا أقدر أن يكون هناك عدد كبير من الناس مهتم بمتابعة ردود الأفعال والطريقة التي يتعامل بها شخص مثلي لكن أتمني ألا يكون المتابع متربصا!
- ولكن علاقتك بالنظام السابق كانت وطيدة إلي حد كبير.!
- قاطعني بشدة: لابد أن نفرق بين 3 تعريفات لابد أن تكون موجودة في أذهاننا عندما نتحدث أولها الدولة وهي المظلة الأشمل لهذا المجتمع والسلطة التي تدير الدولة والحدود، والنظام هو مجموعة من القوانين والقواعد التي تحكم العلاقة بين الشعب والسلطة في هذه الدولة والذي سقط هو إدارة حكم مبارك الذي استمر 30 سنة وكانت علاقتي بإدارة هذه الدولة التي كانت تقوم علي وضعية مؤسسية وحياة حزبية. وكانت علاقتي تقوم علي مجموعة من المبادئ وطموح إصلاحي أنا كنت واضحا وصريحا ولم أخدع القارئ وقلت إن الرأي لأصحابه والخبر لقارئه. ومن ثم كنت أعلن بوضوح شديد انتمائي الحزبي وعلاقتي بالحزب وأنا كنت عضوا بالحزب قبل أن أكون رئيس تحرير بعكس بعض الزملاء الذين انتموا للحزب بعد أن أصبحوا رؤساء تحرير.
- ولكن البعض يري أن وجودك في الحزب هو الذي دفع بك إلي رئاسة التحرير؟
- عيب. هذا السؤال عيب وماذا عن مستواي المهني فهل لمجرد أنني حزبي أن أكون رئيس تحرير!
- ولكن كانت لديك آراء واضحة ومدعمة لفكرة صعود جمال مبارك وتوليه الحكم؟.
- كانت توجد خطة للتطوير ودعوة أعلنها الرئيس مبارك في جامعة الإسكندرية عام 2000 وظهر فريق يدعو للإصلاح في الحزب الوطني وأنا من هذا المنطلق آمنت بفكرة أن هناك رئيسا يدعو للإصلاح مع وجود خطة تطوير, وكانت هناك خطوات حصلت نتيجة لهذه الرغبة في الإصلاح وكانت توجد بعض الأخطاء وبالتأكيد كان هناك شخص يتصدر المشهد وكنت أتحدث عنه وكنت أدافع عن أفكار الحزب لأن الدستور يعطي الناس الحق في أن يعبروا عن آرائهم وينتموا للأحزاب وما كتبته وقلته يعبر عن رأيي فأين المشكلة إذن أنا كنت أدعم فكرة إصلاحية في الحزب الوطني فقط. وربما كان جمال مبارك رمزا لها. طيب إيه المشكلة!
- هل كنت تري أنك محظوظ لقربك من هذا الفريق؟.
- لست محظوظا. ولكن مكانتي المهنية وأفكاري السياسية اتاحت لي أن أكون موجودا في هذه الأماكن وهذا أفادني بالطبع صحفيا. ربما الحظ من حيث إنني كنت أتعرف علي الأفكار مبكرا وانقلها للقراء وأقدم لها تحليلا مضمونا مبكرا ولكنه لم يفدني وظيفيا!.
- بحكم وجودك في الحزب الوطني وقربك من رجال النظام السابق هل كنت تتوقع هذا الحجم من الفساد؟
- بالتأكيد لا وأنا في أحد الموضوعات التي كتبتها أعطيت حكومة نظيف مهلة 100 يوم ودفعت ضريبة ما كتبت لمدة 6 أشهر وعملت عليها سلسلة بعنوان حكومة الأيدي الناعمة وكنت أنا صاحب هذا التعبير الذي انتشر بعدها وعبرت عن رأيي بوضوح شديد. وكتبت عن فكرة وجود رجال الأعمال الذين لا يراعون العدالة الاجتماعية ولابد أن يبتعدوا عن مناصبهم وبالصدفة في منتصف ديسمبر الماضي وضعت علي الغلاف صورة النائب العام وهو يشير إلي الفاسدين وعرضت رسالة الدكتوراة التي حصل عليها النائب العام علي 8 صفحات عن مكافحة الفساد في إطار الاتفاقيات الدولية ولا يمكن لأحد أن يتستر علي الفساد أو أن يتخيل الأمور بهذا الشكل ورغم وجود فساد في المجتمع إلا أنني لم أكن أتخيله بهذا الشكل وأن تصل الأمور إلي الحد الذي نسمع عنه لا يمكن لأحد أن يدافع عنه أو يتخيله وأنا خدعت مثل أمة بحالها من 80 مليونا إذا ثبتت الحقائق عما يقال عنهم!.
- هل قلت فعلا لصحفيي روز اليوسف بعد الثورة "أنا قاعد علي دماغكوا 10 سنين" رغم أنك لم تذهب إلي الجريدة منذ أن احتج الصحفيون وقاموا بطرد كرم جبر رئيس مجلس الإدارة؟
- كنت أتابع الجريدة لحظة بلحظة واستغللت الثورة الالكترونية في أنني تابعت الصفحات كلها قبل النشر ولم تكن هناك صفحة يتم نشرها بدون علمي وكنت أتابع ما يحدث دقيقة بدقيقة ولكنني كنت أقيم الاجتماعات خارج الجريدة واتابع من بعيد لكنني لم أكن أريد الذهاب الي روز اليوسف حتي لا تحدث معركة من أجل الدفاع عني! وخاصة أن بعض المشاركين في المظاهرات كان يسأل عني في روزاليوسف. وأنا حماية لروز اليوسف لم أكن أريد الذهاب لعدم حدوث أي ضرر!
- وكيف تري تجربتك في روز اليوسف خلال 6 سنوات؟
- الحكم فيها للتاريخ وكل ما قدمته هو سطر سوف يكتب في تاريخ روز اليوسف ففي نهاية 1934 أصدرت السيدة فاطمة اليوسف جريدة روز اليوسف وأغلقت بعد عام وجاء صحفي اسمه عبدالله كمال بعد 70 سنة أعاد تأسيس هذه الجريدة اليومية في عام 2005 بعد أن كانت روز اليوسف مجلة أسبوعية وكنت أول رئيس تحرير لمطبوعتين كما كنت أصغر رئيس تحرير لجريدة قومية إذا ما تحدثنا عن فترة الـ30 سنة الأخيرة سأكون أنا أصغر رئيس تحرير ولكنني لا أعتبره إنجازا وأنا كنت أعلم زملائي الشباب ومازلت أن الصحفي الذي يتأكد من موهبته وإمكانياته لابد أن يكون طموحه أن يتولي رئاسة التحرير منذ يومه الأول لدخوله الجريدة.
وأنا تعلمت هذا بعد دخولي مجال الصحافة بعامين أي منذ تخرجي لأنني بدأت في العمل الصحفي قبل التخرج وكان طموحي أن أكون رئيسا لتحرير روز اليوسف واجتهدت من أجل الوصول إليه.
- وكيف تري جريدة روز اليوسف الآن؟
- لا أقرؤها علي الإطلاق لأنني طويت هذه الصفحة تماما ولا أقرأ الصحف الآن. وربما أطلع علي بعض الأخبار من خلال المواقع الالكترونية!.
المصدر: مجلة الشباب
بقلم: مروة عصام الدين