أعلنت مؤخرًا جامعة القاهرة عن تجديد تعاقدها مع شركة "فالكون جروب" لتأمين الجامعة خلال العام الدراسي المقبل الذي من المقرر له أن يبدأ في سبتمبر القادم، وجاء هذا التجديد بعد عام قضته "فالكون" على أبواب عدد من الجامعات من بينها القاهرة، لكن جاء التجديد هذه المرة بصلاحيات أوسع، فعلى الرغم من تواجد الشروط العامة للتعاقد القديم، إلا أن التعاقد الجديد جاء دون تدخل وزارة التعليم العالي كوسيط  مثلما حدث العام الماضي.

وهو القرار الذي ووجه بانتقادات لاذعة، واعتبره الكثيرون امتدادًا لعمليات القمع التي تمارسها الجامعات المصرية في حق الطلاب، خاصة بعد عام دراسي دامٍ شهد الكثير من الاشتباكات والمشادات مع أفراد الأمن، إضافة إلى مئات المعتقلين من داخل أسوار الجامعات وخارجها على خلفية الحراك الطلابي.

وتشكل خطة جامعة القاهرة – إضافة إلى هذا التعاقد – زيادة عدد أفراد الأمن الإداري، إضافة إلى تفعيل بروتوكول التعاون الأمني مع وزارة الداخلية وزيادة التحصينات الأمنية للجامعات، وأعلنت الشركة المذكورة مهامها في جامعة القاهرة خلال العام المقبل من خلال تركيب بوابات فولاذية إضافية ووضع كاميرات مراقبة جديدة؛ لتبدأ مهام الحراسة وفقًا للتعاقد الجديد مع بداية سبتمبر.

صلاحيات "فالكون" الواسعة تنذر بخطر شديد

إضافة إلى الصلاحيات التقليدية التي تمتلكها سائر شركات الخدمات الأمنية كامتلاك أجهزة لاسلكية وسترات واقية من الرصاص وأجهزة كشف مفرقعات، فإن شركة فالكون هي الشركة الوحيدة التي تمتلك رخصة البندقية الخرطوش في الشرق الأوسط، وهو السلاح الذي يُخشى من أن تقوم الشركة باستخدامه بشكل موسع في وجه طلاب الجامعات.

ليس هذا فحسب، فالأمر الأكثر خطورة هو أن فالكون تملك حق نشر قوات تدخل سريع، وهي خدمة أمنية خاصة تحصلت عليها فالكون من قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، وتتضمن نشر مجموعات مسلحة، إضافة إلى نشر المركبات والموتوسيكلات في نقاط التأمين المستهدفة، ونشر أجهزة تتبع ومراقبة، وتدار هذه القوات الخاصة بغرفة عمليات مركزية تتم بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

"فالكون" تنهي العام الدراسي الماضي بمعركة جمل

ولم يكن العام الماضي في جامعة القاهرة الأكثر أمانًا الذي يجعل الجامعة تجدد التعاقد، فقد بدأ بمناوشات بين طلاب ضد الانقلاب وفالكون، وقاموا وقتها بتحيطم الماكينات المخصصة لدخول وتفتيش الطلاب، ولم يمر يومان حتى قامت فالكون بالاشتباك مع الطلاب وتحرير أكثر من عشرين محضرًا لفصل عدد من طلاب الجامعة، وكان ذلك حصيلة المناوشات في الشهر الأول.

ولم تتوقف فالكون عند ذلك، بل استمرت طوال العام الدراسي بفصليه الأول والثاني في الاعتداء على الطلاب، بل والاعتداء على الصحفيين المترددين على الجامعة لتغطية فعاليات أو مؤتمر.

وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن حرية الجامعات داخل مصر، أوضح أن جامعة القاهرة تعاني من خلل واضح في الحريات.

ودارت اشتباكات بين فالكون والطلاب تعد هي الأكثر خطورة في إبريل الماضي، أي العام الدراسي الثاني، حيث تحولت تظاهرة لطلاب إلى معركة من الشوم والضرب بالعصيان من قِبَل الأمن ، بالإضافة إلى استخدام السلاسل الحديدية، الأمر الذى سبب إصابات بالغة للطلاب في الوجه والرأس.

وبعد أن تفرقت التظاهرة، فر الطلاب هاربين إلى كلياتهم، إلا أن الأمن الإداري ظل يلاحقهم حتى البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة، وهناك دارت المعركة بشكل أعنف، حيث طالت العصيان والشوم والسلاسل الحديدية الموظفين العاملين في الكلية،ووصف البعض ما دار في ساحة جامعة القاهرة بمعركة جمل جديدة.

"9 مارس" ترفض فالكون.. والمدير: التجديد ما زال محل نقاش

رغم الآراء التي رفضت قرار جامعة القاهرة، إلا أنها أصرت على التجديد. وعن ذلك يقول شريف خالد، المدير التنفيذى لمجموعة شركات فالكون للتأمين والحراسة، إن تجديد جامعة القاهرة التعاقد معنا لا يلغي دور الأمن الإداري، لأنه كان له دور كبير خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن الشركة تلقت خطابًا بالتجديد من بعض الجامعات، وأن الجامعات التي لم تتلقَّ منها خطابًا، فإن عقدها قد انتهى في بداية يوليو.

وتابع خالد أن الشركة وافقت بشكل مبدئى على تجديد التعاقد مع جامعة القاهرة، ولكن من المقرر أن يتم تحديد موعد لمناقشة بنود العقد وآلية التأمين ومناقشة تكلفة المعدات والأجهزة التي يتم توريدها، بالإضافة إلى بحث خسائر الشركة خلال المرحلة الماضية والتي كلفت ملايين.

من جانبه يقول الدكتور يحيى القزاز القيادي بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات إن قرار بعض الجامعات بالتجديد لشركة فالكون هو نوع من عدم الحنكة في التصرف، خاصة أن فالكون لم تثبت نجاحها خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن فالكون اشتبكت مع الطلاب، وقامت بتسليم بعضهم إلى قوات الشرطة.

وأكد القزاز أن هناك الكثير من أفراد الأمن الإداري المعينين بالجامعات لا بد من إستغلالهم بشكل حقيقي وتوفير المال المهدر على شركة مثل فالكون، موضحًا أن الإرهاب داخل الجامعات بدأ يختفى بدرجة كبيرة عن السنوات الماضية، ولا حاجة لشركة كتلك داخل جامعة القاهرة.

The post وكأنها نجحت.. «فالكون» للعام الثاني بجامعة القاهرة.. امتدادًا للقمع وإهدار للمال العام appeared first on البديل.

وكأنها نجحت.. «فالكون» للعام الثاني بجامعة القاهرة.. امتدادًا للقمع وإهدار للمال العام
شريهان أشرف
Sat, 04 Jul 2015 13:18:10 GMT