ظهور واختفاء سرحان يتم عادة لأسباب سياسية.

منذ عام ونصف العام ظهرت المذيعة المثيرة للجدل، هالة سرحان، على شاشة روتانا المصرية، وهي تعلن عن برنامجها الجديد (ناس بوك)، مرتدية بدلة عسكرية، فسّر اعلاميون المظهر بأن هالة عادت للشاشة تحت حماية المجلس العسكري بقصد ضرب «الاخوان» اعلامياً، بينما قال آخرون ان زي الجيش الذي ترتديه كان تعبيرا عن شعار الثورة المصرية، «الجيش والشعب إيد وحدة»، لكن سرحان لم تعد لتقديم البرنامج منذ اجازة شهر رمضان الذي اقيل فيه المجلس العسكري من السلطة، واعلنت نهاية الاسبوع الماضي في بيان قصير، توقفها عن تقديم برنامجها ناس بوك، والاستقالة من مجموعة روتانا، التي عملت بها لاكثر من 10 سنوات.

وقالت سرحان، في بيانها، إن استقالتها جاءت نتيجة بعض المعوقات الإدارية، وإنها رغبت في الحفاظ على العلاقة الودية التي تجمعها مع صاحب مجموعة روتانا، الأمير السعودي، الوليد بن طلال، وتوقف «ناس بوك»، وحل مكانه على «روتانا» برنامج «ساعة مصرية»، الذي يقدمه الاعلامي المصري، تامر أمين.

وتعددت الروايات حول اسباب توقف البرنامج، بين كتابات مدنيةتحمل قيادات جماعة الاخوان، مسؤولية التضييق على البرامج المعارضة لها، وأخرى اسلامية ترجعها الى رغبة سرحان في القيام بـ«شو» اعلامي كبير يغطي غيابها في اميركا قبل العودة الى برنامج آخر في قناة ام بي سي مصر، التي يملكها الوليد بن طلال.

وأكد الناشط الاعلامي، محمد عبدالفتاح لـ«الامارات اليوم»، «ان جماعة الاخوان وضعت خطة مضادة للتخلص من مقدمي البرامج الناجحة، تتم عبر تشويه صورتهم اولا، من خلال ما يسمى بكتيبة الجهاد الالكتروني، وهي تتناول بشكل يومي تلك الشخصيات على صفحات «فيس بوك» و«تويتر»، اضافة الى تشويه ملاك هذه القنوات، كما حدث في التحقيق الذي نشرته جريدة الحرية والعدالة عن اجتماع في أحد فنادق القاهرة لملاك القنوات لوضع خطة تشويه (الاخوان)»، واضاف عبدالفتاح أن «إحدى وسائل التخلص من مقدمي البرامج الناجحة ما قام له نائب مرشد الاخوان، خيرت الشاطر، الذي سعى للتخلص من هالة سرحان، بزعم تحويلها البرنامج الى اداة لضرب الاخوان والرئيس محمدمرسي»، واوضح ، عبدالفتاح «ان الشاطر قدم في لقاء مع شخصية معينة تسجليا لهالة وهي توجه انتقادات لاذعة للرئيس مرسي، وتطالبه بأن يتقي الله في شعبه، وان يستشير العلماء اذا كان عاجزاً عن المعرفة، وتم بعد هذا اللقاء اختصار مدة البرنامج الى ساعة واحدة وميزانيته الى الربع».

ووجهت، سرحان، رسالة إلى الرئيس، محمد مرسي، من خلال برنامجها «ناس بوك»، طالبته فيها بالحكم بالحق والعدل، و«تقوى الله في الشعب المصري، ومشاورة العلماء والمتخصصين للقضاء على الفقر والجوع».

وكانت سرحان، قد ابلغت العاملين معها أنها ستتوقف عن البرنامج بسبب حاجتها لإجازة طويلة لزيارة ابنها في اميركا الذي لم تره لفترة طويلة، وذلك بخلاف ما قالته في بيانها حول اعتراضها على بعض الاجراءات الادارية، الا ان اداريين في القناة قالوا ان سرحان قدمت استقالتها بعد خلاف مع المدير المالي للقناة، عقب عودتها من رحلة الى العاصمة اللبنانية بيروت، اجرت خلالها عمليات تجميل في وجهها وعادت لتقدم فواتيرها الى المدير المالي، الذي اخبرها ان عمليات شد الوجه وتوسيع العينين ليست ضمن قائمة الامراض التي تنفق عليها القناة.

من جهته، قال الاعلامي، فاروق نصر، ان سرحان حضرت مع الامير الوليد، الذي جاء ممثلا لوالده الامير طلال للمشاركه في الاحتفالات بافتتاح المقر الجديد للجامعة العربية المفتوحة الاسبوع الماضي، وكانت العلاقة ودية للغاية، موضحاً لـ«الامارات اليوم»، ان سرحان تجهز لبرنامج جديد على قناة الوليد الجديدة «إم بي سي مصر»، مؤكداً احتراف سرحان ومن حولها من الاعلاميين لصناعة «شو» اعلامي حولها، يجعلها دائماً في قلب الحدث الاعلامي، وقال نصر، «ان سرحان عادة لا تستمر في برامجها اكثر من عامين، وان ما حدث مع برنامج ناس بوك نسخة مكررة من كل برامجها السابقة».

وأنهت الإعلامية المصرية علاقتها مع روتانا التي تعمل فيها منذ أكثر من 10 سنوات، وأسست معظم قنواتها، حيث كانت صاحبة فكرة إنشاء أول قناة مفتوحة للأفلام «روتانا سينما»، ثم «روتانا زمان»، لعرض روائع التراث المصري، وقدمت هالة خلال مسيرتها مع روتانا برامج عدة، استضافت فيها كبار النجوم في الوطن العربي.

وهذه هي الاقالة الثانية لسرحان، بعد خروجها الاول من مصر بعد اتهامها بفبركة حلقة من برنامجها عن فتيات الليل، واستئجار فتيات يقمن بالدور، لتعود بعد «ثورة 25 يناير» وتقدم برنامج ناس بوك. وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات على توقف ناس بوك، إذ طالب اسلاميون بنفيها واسقاط جنسيتها، لانها مثال سيئ للاعلام المصري، بينما طالبت صفحة «آسفين ياريس» بمحاكمتها على اهانتها الرئيس السابق حسني مبارك، فيما قالت صفحة حملة احمد شفيق، ان «الاخوان» طردوها، لانها ساندت الفريق شفيق في حملته الرئاسية، وسخرت من مرسي.

المصدر: الامارات اليوم … خالد محمد علي