اليوم الرابع عشر
هذه هي مطالب جماهير ثوار 25 يناير، والتي لايزالون يصرون عليها، ولا يحيدون عنها، علقوها في أكثر من مكان في ميدان التحرير الذي شهد ولازال يشهد ثورتهم واعتصامهم المفتوح حتى رحيل النظام .
بدأت اليوم الحياة تعود بشكل واضح إلى شوارع ومدن مصر، فقد انتظمت الأعمال، وفتحت المحال التجارية أبوابها لاستقبال الرواد، وكذلك البنوك والمحاكم، ووانتظمت حركة المرور في معظم شوارع العاصمة القاهرة عدا القريبة من ميدان التحرير، ورغم ذلك احتشد المتظاهرون والمعتصمون في الميدان، فمنهم من ذهب إلى عملة وعاد لموقعه في الميدان، ومنهم من ظل مرابطا به طوال الوقت وقد اكتظ الميدان بهم حيث تجمع به في الصباح المبكر حوالي نصف مليون، ازدادوا ظهرا حتى وصل عددهم ما يقترب من المليون، ووصل العدد بعد مواعيد العمل الرسمية إلى ما يزيد عن مليون شخص في ميدان التحرير وميدان طلعت حرب وشوارع وسط المدينة المؤدية جميعها إلى ميدان التحرير.
كان الحديث الذي يفرض نفسه على ساحة الميدان اليوم، هو استنكار الحوار الذي جرى بين بعض الأشخاص الذين يمثلون المعارضة الرسمية وبين عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الذي شغل منصبه حديثا عقب انتفاضة 25 يناير .
استنكر بعض شباب حركة 6 أبريل وقياديها الحوار الذي تم ورفضهم لكل ما تم فيه وأعلنوا موقفهم أنه لا تفاوض إلا بعد رحيل مبارك، وكذلك بعض قيادي حركة كفاية، وبعض الحقوقيين المستقلين وأعضاء المكتب السياسي للحزب الناصري، وبعض النساء الحقوقيات والصحفيات .
قام المتظاهرون والمعتصمون عقب صلاة الظهر بصلاة الغائب على الصحفي أحمد محمود – الصحفي بجريدة الأهرام، ثم قامو بتشييع جنازة رمزية له ، في حضور زوجتة الصحفية السيدة إيناس عبد العليم وابنته الطفلة، حمل الصحفيون نعشا رمزيا للصحفي الشهيد جابوا به الميدان، وقد علت هتافاتهم ” حسني مبارك يا خسيس دم الشهدا مش رخيص، حسني مبارك يا خسيس دم الصحفي مش رخيص، يا شهيد نام وارتاح واحنا نواصل الكفاح، ارحل ارحل، باطل حسني مبارك باطل….إلخ
تحدث من مقر الإذاعة الميدانية عدد من القيادات السياسية والصحفية، ومنها الأستاذ مجدي حسين الذى خرج من المعتقل بعد أن قضى سنتين فيه إثر تسلله لدخول غزة ،وكذلك تحدثت أرملة الشهيد وبعض الصحفيين الذين أعلنوا استقلالهم عن نقابة الصحفيين كما أعلنوا رفضهم لنقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد الذي وصفوه بالعمالة، وفي كلماتهم التي وجهوها للثوار أعلنوا أنه لاحوار ولا تفاوض مع النظام بكل عناصره، وأنه أصبح هناك دم الشهداء يقف حائلا بين الثوار وبين النظام، كما أكدوا على تمسكهم برحيل حسني مبارك ومحاكمته ومحاكمة عناصر النظام.
استمر النظام في تقديم بعض الخطوات التي تمثل استجابة لمطالب الثوار والتي لا ترضيهم، فقد حددوا مطالبهم ويصرون عليها، حتى بعد أن جمد النظام أرصدة بعض القيادات الفاسدة وإحالتهم للمحاكمة، فقد تم التحفظ على شركة حديد عز المملوكة لأحمد عز الذي يعتبر من أكبر العناصر الفاسدة بلجنة السياسات بالحزب الوطني والمسئول عن تزوير الانتخابات البرلمانية السابقة.
لم تقتصر كراهية مبارك ونظامه على شيوخ ،وكهول، وشباب مصر فحسب، فالأطفال عبروا عن كراهيتهم فالطفل الذي لم يتجاوز عمره عدة سنوات تكاد تكون ثلث فترة حكم نظام مبارك حمل على الأكتاف يهتف ” يا جمال قول لابوك 80 مليون بيكرهوك .
ومن اللافت تواجد المشايخ ضمن المتظاهرين، يقومون بدورهم ويدعون الجموع للاستمرار في الاعتصام، والتظاهر، ورفض الحوارقبل تحقيق المطالب، ينتشرون بكثافة داخل الميدان .
توجس معظم المتظاهرون من محاولات اعتلاء ثورتهم وتفجيرها ، خاصة بعد أن قام البعض باتحاور أو التفاوض الذي لم يسفر عن نتيجة باسمهم دون تفويض من أحد، ومن ثم ظهرت عدة مبادرات للتحذير من ذلك .
أصدر الحزب العربي الديمقراطي الناصري بيانا، أعرب فيه عن موقفه الرافض للحوار الذي أجراه بعض الأحزاب والقوى السياسية مع عمر سليمان نائب رئس الجمهورية مؤكدين أن الشرعية الثورية التي تولدت مع ثورة 25 يناير قد أسقطت الدستوروالنظام وأنهت عهد مبارك كما أعلن الحزب تمسكه برحيل مبارك، وبمطالب الثورة .
ظلت الأعداد تتزايد حتى نهاية اليوم استعدادا لمظاهرة مليونية حاشدة غدا الثلاثاء وبات المعتصمون في الخيام التي نصبوها في الميدان.
استمرت اليوم المظاهرات متأججة في الإسكندرية والسويس والمنصورة والمحلة فيما كانت أهدأ في طنطا
وأخيرا لخص بشكل موجز الثوار رؤيتهم في عبارة من كلمات بسيطة وموجزة للزعيم غاندي تقول: في البداية سيتجاهلونك ثم سيحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون وفي النهاية ستنتصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى