رمضان كريم وفى رمضان تحلو الذكريات ففى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى كنت أقطن فى منزل يطل على محطة الركاب البحرية بمدينة الإسكندرية حيث كان يحلو لجمال عبدالناصر استقبال ضيوفه.. فى هذا الزمان لم يكن الإرهاب قد أطل برأسه الأسود وكانت عربات الزعماء مكشوفة.. لذلك شاهدت من نافذتى معظم زعماء هذا الزمان.. ابتسمت لجوزيف بروز تيتو زعيم يوغسلافيا ولوحت لجواهر لال نهرو زعيم الهند وهتفت من النافذة لنكروما الزعيم الغانى الكبير الذى كانت زوجته «فتحية» من حى شبرا وألقيت بالونة حمراء على موكب الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف طارت أمام عربته.. فيما بعد جمعنى لقاء بالزعيم جمال عبدالناصر فى السودان وخرجت كضابط حرس شرف مع الرئيس السادات فى قصر عابدين وهو يستقبل القذافى والأسد.. وشاركت فى ثلاث من حروب الأمة العربية وقابلت شيمون بيريز وهو وزير للدفاع لأسلمه بعض قتلاه بعد حرب أكتوبر ورفضت أمام وكالات الأنباء أن أصافحه.. وفى السودان عاصرت هناك انقلاب جزيرة «آبا» وتمرد المهديين وحاصرونا فى الجزيرة وهددونا بالقتل ثم رأينا قيام وسقوط انقلاب الرائد «هاشم عطا» فى يوليو 71 وهو الضابط المثقف الذى تحالفت ضده مخابرات ثلاث دول عربية ومعها بريطانيا لإسقاطه بعد أقل من مائة ساعة فقط من انقلابه.
وأطرف المواقف التى قابلتنى فى السودان أن الرئيس «عبدالناصر» زارنا هناك فى «جبل الأولياء» جنوب الخرطوم فى مايو 1970 للاحتفال بثورة «نميرى» وبعد أن ألقى خطاباً قال فيه إنه بالصدفة كان ضابطاً فى نفس هذا الموقع وهنا تعرف على «عبد الحكيم عامر» وشجعنا ووعدنا بالنصر تجمع الناس حوله يهتفون ولأننى بطبيعتى لا أحب الزحام فقد اتجهت بعيداً تحت الأشجار ووجدت رجلاً فى الخمسين من عمره تبدو عليه الطيبة والسماحة فقلت له «إزيك يا حاج؟» وشجعتنى ابتسامته أن أواصل الحديث وأقول له «أمانة يا حاج سلم لى على مصر» وبعد لحظات جاء ضابط حرس مهرولاً ليقول لى «الله يخرب بيتك حاج مين؟!.. ده السيد حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية» فاعتذرت للرجل الطيب الورع الذى تفرغ بعد عام من هذه الواقعة ليصعد إلى منابر مساجد القاهرة بعد أن مات «عبد الناصر» ليدعو على «أنور السادات» أما المرة الأولى والأخيرة التى وقفت فيها أمام «حسنى مبارك» فقد كانت فى كشف الهيئة للقبول للكليات العسكرية حيث دخلت فوجدته جالساً بصفته مديراً للكلية الجوية وبعد أن ذكرت رقمى واسمى ومجموعى فى الثانوية العامة هز رأسه وقال «عال عال» من يومها والحال «عال العال» فقد وعدنى «السادات» عام 1978 بشقة ولم أحصل عليها وأهدانى «مبارك» فى عام 1998 وسام مقاتلى أكتوبر ولم أتسلمه حتى الآن فالصبر طيب وطول الأجل يبلغ الأمل ورمضان كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى