كنت طالباً فى مدرسة محرم بك الثانوية بالإسكندرية حيث ينتهى خط الترام رقم (4) ورقم (6) ويتجمع الكمسارية فى مقهى بجوار المدرسة ورأينا أن نستفيد من هذا الوضع تطبيقاً لمبدأ الاستفادة من موارد البيئة فكنا نستعين بهم عند اللزوم للقيام بدور ولى الأمر وكان معظمهم يرفض لكن عم عبده كان يوافق أن يقوم بدور الخال نظير عشرة قروش عند الفصل النهائى وخمسة قروش فى الإنذار المؤقت بالفصل وكنا نصطحبه إلى غرفة الناظر ليستعطفه ثم يوقع على الإنذار وينصرف هو إلى الترام وننصرف نحن إلى الفصول وعندما تكرر حضوره سأله الناظر «هو حضرتك خال المدرسة كلها؟» فيرد «أيوه يا أفندم أنا ليه 13 أخت» فقررنا أن نغيره كما يفعل «جوزيه» مع لاعبى هذه الأيام وعندما حصلت على إنذار بالفصل أحضرت معى عم «مصطفى» وهو شاب كان للتو قد أنهى جيشه وعينوه فى هيئة النقل العام وأعطيته بطاقة أبى القديمة ودخلنا كالعادة إلى حجرة الناظر الذى رفض أن يعترف به كأب وقال لى «ده أكبر منك بخمس سنوات فقط إزاى يبقى أبوك» فاستسمحت الناظر بسذاجة طفل أن أحضر له «كمساري» أكبر شوية فقرر الرجل لا أن يفصلنى ولكن أن يعدمنى وجمع كل الفراشين ليضربونى داخل حجرته بينما نفخ الكمسارى فى صفارته وأطلق ساقيه للريح والناظر يقول لى «السن له أحكام» وعندما كبرت رحت أبحث فى قانون الناظر «السن له أحكام» فاكتشفت أن هناك مطرباً مصرياً اسمه «محمد المسلوب» ولد أيام المماليك ومات أيام «سيد درويش» وعاش حوالى قرناً ونصفاً وغنى لمدة قر
ن من نهايات القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين والحمدلله أنه كان مطرباً فقط ولم يترشح للرئاسة ولم يكشف عنه التليفزيون حتى الآن لينتج قصة حياته فى ألف حلقة وعاصرت رئيس حزب معارض يتزوج وهو فى التسعين لذلك قررت أن أصرف النظر عن الاستعانة بالكمسارية خاصة مع بدء تجربة فى تلك الأيام بتعيين كمساريات من السيدات وأنتجوا عنها فيلماً وهى التجربة التى فشلت بسبب الزحام وكثرة الركاب بينما فشل الفيلم بسبب قلة المشاهدين فقررت الاستعانة بزوج عمتى فقد كان يكتب على باب شقته بالخط العريض «محمود عبد الرحمن الدرى- وزارة التربية والتعليم» فتوجهت مع الإنذار الأخير إلى مكان عمله لأكتشف أنه أحيل إلى المعاش منذ ثلاثة أعوام وطلق عمتى منذ عامين ومات منذ عام فأوقفت تاكسى وطلبت منه أن يوصلنى بسرعة إلى قهوة الكمسارية.. رمضان كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى