الفرقة الثانية دفاع جوي.. قضت علي أسطورة "الاستراتو كروزر" والخداع الراداري أبطل مفعول صواريخ "شرايك"
* أسقطت 16 طائرة إسرائيلية
سكاي هوك وفانتوم في اليوم الأول .. وأجبرت العدو علي عدم الاقتراب
شهدت حرب أكتوبر بطولات لا تعد ولا تحصي سواء من أفراد تشكيلات عكست الروح التي اتسم بها المقاتل المصري في حرب الكرامة واستعادة الأرض والعرض.. ومن هذه البطولات التي لا تنساها ذاكرة التاريخ.. وسجلتها سجلات العسكرية بحروف من نور.. ما قامت به الفرقة الثانية دفاع جوي والتي كانت مهمتها توفير الحماية الجوية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية في المنطقة من بورسعيد شمالا وحتي الزعفرانة جنوبا من القناة شرقا وحتي الزقازيق غربا.
بدأت قصة بطولات الفرقة الثانية دفاع جوي في عام 1971 حينما استطاعت قوات الدفاع الجوي إسقاط طائرات "الاستراتو كروزر" التي كانوا يطلقون عليها المعمل الإلكتروني الطائر خلال فترة إعداد وتجهيز قواتنا للحرب عندما كانت إسرائيل تسعي لمعرفة ما يدور داخل قواتنا غرب القناة.. وكانت إسرائيل تستخدم لتحقيق ذلك طائرات استطلاع إلكتروني يعمل بها طاقم من الخبراء والفنيين علي أعلي مستوي ومزودة بأجهزة يمكنها التقاط جميع أنواع الإشعاعات اللاسلكية بحيث تتمكن من الوقوف علي أماكن مراكز القيادة والسيطرة وأجهزة الرادار ومجهزة لتكون قادرة علي تمييز أشعة الرادار المفتوحة سواء رادارات وإنذار وقادرة أيضاً علي الإحساس بقيام القوات الأرضية بإطلاق النيران عليها ولهذا صدرت التعليمات بضرورة إسقاط تلك الطائرات ومنعها من القيام بمهامها وبالفعل تم تجهيز الوحدات التي ستتعامل معها واختيار مكان الاشتباك المناسب وفي 17 سبتمبر 1971 ظهرت الطائرات في سماء سيناء وأطلقت عليها عناصر الدفاع الجوي صاروخين أصاباها إصابة مباشرة وانفجرت في الجو.
في اليوم الثاني قام العدو الجوي بعملية انتقامية في محاولة لتدمير تشكيل الدفاع الجوي الذي تسبب في تدمير طائرة الاستطلاع الإلكتروني بالهجوم علي طول خط المواجهة باستخدام الصواريخ الراكبة لشعاع الرادار من طراز "شرايك" وهي صواريخ تطلق من الطائرات عندما يشعر الطيار بواسطة أجهزة طائرته الإلكترونية بفتح شعاع راداري عليه أو التقاطه راداريا وتقوم هذه الصواريخ بركوب شعاع الرادار بدون تدخل أو توجيه من الطيار حتي يصل لمصدر الشعاع وتدميره وكانت هي المرة الأولي التي تستخدم فيها إسرائيل تلك النوعية من الصواريخ ومع ذلك لم تصب أياً من وحدات رادارات الإنذار المصرية أو وحدات إنتاج النيران بعد نجاح مصر في أعمال الخداع الراداري التي أفقدت الصواريخ قدرتها في الوصول لمصدر الإشعاع حيث كانت عناصر الرادارات تقوم بإغلاق أجهزة الرادار بمجرد ظهور الشعاع ومع ذلك لم تفطن إسرائيل للأسلوب المصري خلال حرب أكتوبر 1973 مما أفقد الطائرات الإسرائيلية خلال هجماتها قدرتها في التأثير علي شبكة الدفاع الجوي المصري وفي 1973 وبعد نجاح الضربة الجوية مباشرة بحوالي نصف ساعة استطاعت عناصر استطلاع الفرقة ووحدات الرادار والمراقبة الجوية بالنظر من اكتشاف موجات من الطائرات الإسرائيلية قادمة من الشرق والشمال الشرقي والجنوب الشرقي علي ارتفاعات منخفضة وحتي الساعة السادسة من يوم 6 أكتوبر تم إسقاط 16 طائرة سكاي هوك وفانتوم واستمر العدو في هجماته الجوية باستخدام مشاعل ضوئية تظل مضيئة ولم تفعل شيئاً وصدرت التعليمات للطائرات الإسرائيلية بعدم الاقتراب لمدة 15 دقيقة تجنباً للدفاع الجوي المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى