تواصلت الاشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب المصرية والمتظاهرين في ميدان التحرير مساء اليوم السبت بعدما فرقت الشرطة في وقت سابق اعتصاما للمطالبة بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية وإنهاء الحكم العسكري سقط خلاله مئات المصابين وسط تضارب الأنباء عن العدد ليصل إلى حوالي 500.
وذكر مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي أن قوات الأمن بدأت بالانسحاب من الميدان بعد اشتباكات دامية بين الأمن والمتظاهرين خلفت حوالي 500 جريح.
وتضاربت الأنباء بشأن عدد المصابين حيث أفادت وزارة الصحة في وقت سابق أن حوالي ثمانين متظاهرا أصيبوا بجروح، لكن ناشطين أكدوا أن العدد يفوق الثلاثمائة مصاب حيث عولج بعضهم ميدانيا ونقل ثمانون إلى المستشفيات.
وقال مصدر طبي من خدمات الإسعاف الموجودة بميدان التحرير لوكالة الأنباء الألمانية إن عدد المصابين الذين تلقوا العلاج حتى الآن تجاوز أربعمائة شخص.
وفي سياق متصل أفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية بأن قوات الشرطة أغلقت كوبري قصر النيل تماما، وأن أشخاصا "مندسين" بين المتظاهرين يحملون أسلحة بيضاء هاجموا قوات الأمن بزجاجات مولوتوف وبالحجارة وسط الميدان، وأن قوات الأمن تحاول الآن إعادتهم إلى ميدان عبد المنعم رياض.
تحطيم سيارات
وذكر مراسل الجزيرة أن اشتباكات اليوم أسفرت أيضا عن احتراق إحدى الناقلات المصفحة التابعة للشرطة، وتهشم الزجاج الخارجي لمبنى الجامعة الأميركية وسط القاهرة.
وشوهدت سيارة للشرطة وقد دمرت في الميدان بعد أن قال شهود إنهم شاهدوا في وقت سابق المتظاهرين يصعدون إلى السيارة.
وقال شاهد عيان إن نشطاء حطموا سيارات للشرطة على كورنيش النيل في وسط القاهرة قرب ميدان التحرير الذي سيطرت عليه قوات الأمن في وقت سابق من اليوم.
وذكر أن النشطاء الذين زاد عددهم على الألف حطموا مركبتين لنقل الجنود وأحدثوا أضرارا في ثلاث سيارات أخرى.
وأشار إلى أن الجنود نزلوا من السيارات بعد تعرضها للهجوم وأن نشطاء أمسكوا ببعضهم وضربوهم بالأيدي.
وتابع أن النشطاء سيطروا على كورنيش النيل في المنطقة وعلى ميدان عبد المنعم رياض القريب، وأن عيادة طبية مؤقتة أقيمت في الميدان لعلاج عشرات من المحتجين أصيبوا بجروح أثناء قيام قوات الأمن بالسيطرة على ميدان التحرير.
وقال شاهد آخر إن النشطاء احتجزوا سيارات شرطة وهاجموها بعد صرف السيارات المدنية التي كانت تسير في الشارع.
وأظهرت لقطات في التلفزيون المصري النار مشتعلة في شاحنة كبيرة في الميدان بعد سيطرة الشرطة عليه، كما أظهرت اللقطات حرائق أخرى صغيرة.
وبعد ساعات من محاولة الشرطة فض الاعتصام مستخدمة العصي والهراوات، رشقها مئات النشطاء بالحجارة في الميدان وشوارع مؤدية إليه، وردت الشرطة بقنابل الغاز المدمع.
وكان النشطاء حاولوا التقدم إلى مبنى وزارة الداخلية القريب لمهاجمته بعد محاولة فض اعتصامهم لكن تشكيلات من قوات الأمن المركزي تقدمت إلى الميدان على أكثر من محور.
إفراط وإدانة
وقال شاهد إن النشطاء ألقوا الحجارة بكثافة على القوات مما اضطرها للتقهقر وإطلاق وابل من قنابل الغاز المدمع على الميدان لكن بعض النشطاء التقطوا القنابل وردوها على القوات مما تسبب في إصابة عشرات منها باختناق.
وأشار إلى أن الاشتباكات كانت متلاحمة أحيانا وأنه رأى عددا من المتظاهرين والجنود يسقطون مصابين بإغماءات وسيارات إسعاف تنقلهم من المكان.
وكان نحو مائة متظاهر أقاموا خياما في الميدان ليلا بعد مظاهرة أمس الجمعة شارك فيها نحو خمسين ألفا غالبيتهم من الإسلاميين.
وبعد أن هدمت الشرطة الخيام وضربت أشخاصا بالهراوات لإبعادهم، عاد مئات المتظاهرين إلى الميدان واندلعت الاشتباكات وألقى كل طرف الحجارة على الآخر، وأطلقت الشرطة الغاز المدمع.
وأصدر مجلس أمناء الثورة بيانا أدان فيه المعاملة القاسية، ووصل الأمر لحد وصفه بالاعتداء الوحشي، وحمل المجلس العسكري مسؤولية ما يحدث، بينما دعا حزب الحرية والعدالة المصري للهدوء وتفويت الفرصة على من يريد إشعال الأوضاع.
وكانت المظاهرة والاعتصام يهدفان إلى الضغط على الحكام العسكريين لنقل السلطة إلى مدنيين، والاحتجاج على مبادئ فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على ميزانية الجيش.
المصدر:
الجزيرة + وكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى