''دماء على الاسفلت''.. قد تتخيل للوهلة الأولى انه أسم لفيلم جديد يصور هذه الايام، في الحقيقة هو فيلم تم صباح اليوم السبت امام مجلس الوزراء عندما قامت سيارة الامن المركزي بسحل الشاب احمد سيد سرور والتي اسفرت عن وفاته وسط اصحابه بالميدان.
" اخويا " كلمة قالها عمرو محمد عبدالله – صديق الشاب أحمد سيد سرور – على نهج الفنان القدير نور الشريف في فيلم " دماء على الاسفلت " عندما سقطت اخته "ولاء" والتي جسدت شخصيتها الفنانة "حنان شوقي" امامه على الاسفلت والدماء تسيل منها.
في الحقيقة لم يدر في بال كلاً من الكاتب اسامة انور عكاشة والمخرج عاطف الطيب اللذان قدما انشودة " دماء على الاسفلت " في عام 1992، انها من الممكن ان تحدث اليوم في عام 2011 .
يروى عمرو محمد عبد الله صديق القتيل واخر من تواجد معه اللحظات الاخيرة في حياة الشاب احمد سيد سرور، قائلا " انه استيقظ وأحمد في تمام الساعة الرابعة وصلينا الفجر وتناولنا وجبة الافطار معا واخذا يغنيان أغاني الوطنية في الميدان".
واضاف "فوجئنا بالشباب المختصة بتامين مدخل الميدان من ناحية شارع القصر العيني يطلقون الصفارات بشكل لم نسمعه منذ اشتباكات شارع محمد محمود".
واشار الى ان القتيل قام بالجري تجاه السيارة لقذفها بالحجارة مثله مثل جميع الشباب التي تواجدت بالميدان لكنه سقط اسفل عجلة السيارة وتم سحله وتوفى".
ويبدو ان يوم "السبت" اصبح علامة فارقة في تاريخ الحكومات في المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية، ففي يوم السبت الماضي 19-11-2011 قامت قوات الامن المركزي في نفس التوقيت الساعة السابعة صباحاً بفض اعتصام مصابي ثورة 25 يناير.
وقرر حينها الثوار الالتقاء في مجموعات خارج ميدان التحرير والدخول في وقت واحد من جميع المداخل لإرباك قوات الأمن، وعقب اشتباكات عنيفة استطاع الشباب السيطرة من جديد على صينية ميدان التحرير، مما دفع قوات الأمن المركزي إلى التعامل بشكل أكثر عنفا، وإعادة قوات مكافحة الشغب التي اختفت الأشهر الماضية، بين الثوار واعتقالهم الناشطين من وسط باقي الشباب، واستطاعت الداخلية السيطرة مرة أخرى على ميدان التحرير.
واسفرت تلك الاحداث عن إصابة 2 من المعتصمين واعتقال 4 مواطنين مما اعطى للمواطنين احساس بان وزارة الداخلية تستعرض قواها على المصابين، مما دفعهم الى النزول في ميدان التحرير والاعتصام به الى ان دخل الاعتصام اليوم الثامن على التوالي حتى الان.
واتت احداث السبت الماضي وما تبعها من احداث عنف التي شهدها شارع محمد محمود والسقوط عشرات القتلى والالاف من المصابين على حكومة الدكتور عصام شرف التي قدمت استقالتها بعد رفضها من قبل المعتصمين بميدان التحرير والتي لم تنفذ أي من مطالب الثورة بعد مرور اكثر من 10 اشهر على الثورة .
وكما يبدو ان احداث السبت ايضا ولكنه اليوم 26-11-2011 ستكون بمثابة توقعات اقل المتفائلون بحكومة الدكتور كمال الجنزوري – رئيس مجلس الوزراء - والتي استقبلته الدماء على رصيف مجلس الوزراء قبل ان يدخل الى مكتبه ويستقبله العاملين هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى