تقرير أوروبى: مداهمة الجمعيات الحقوقية تعيد سلوكيات أمن الدولة

فى الوقت الذى اعربت فيه الدبلوماسية الأوروبية عن ارتياحها إزاء الوعد الذى قطعه على نفسه المجلس العسكرى بوقف عمليات تفتيش مكاتب ومقار جمعيات حقوق الانسان والحركات الديمقراطية ، تضاربت فيه وجهات النظر حول مدى مصداقية العسكرى فى حماية مكتسبات ثورة 25 يناير المصرية مُستقبلاً .

ونقلت وسائل الاعلام الأوروبية تصريحات " آنا باترسون " السفيرة الأمريكية بالقاهرة ، مشيرة الى انها أكدت حصولها على تأكيدات واضحة من المجلس العسكرى ، الذى يحكم مصر منذ فبراير العام الحالى ، بعدم تكرار عمليات تفتيش على غرار ما حدث أمس  الأول الخميس ، وإرجاع كل ما تم مصادرته من أموال وأجهزة كمبيوتر .
كما ذكرت ان " ليون بينيتا " وزير الدفاع الأمريكى اتصل تليفونياً امس الجمعة برئيس المجلس العسكرى حسين طنطاوى ، وطلب منه الوقف الفورى لمداهمة مراكز الجمعيات الحقوقية فى مصر .
وفى تقرير من احدى السفارات الأوروبية بالقاهرة تسرب الى وسائل الاعلام جاء فيه : " ان عمليات مداهمة المنظمات الحقوقية ، ومؤسسات حقوق الإنسان ، والمجتمع المدني فى مصر، تعيد للأذهان تاريخ ما كانت تقوم به سلطات أمن الدولة السابق فى مصر ، ابان حكم النظام السابق برئاسة الديكتاتور مبارك الذى يحاكم فى قضايا فساد وقتل متظاهرين ثورة مصر .
واضاف التقرير : " يبدو ان خطوة المجلس العسكرى بمداهمة منظمات المجتمع المدنى تأتى رداً على ما اثير مؤخراً حول العسكرى عقب أحداث ومخالفات حدثت أثناء المظاهرات الاحتجاجية فى وسط القاهرة بالقرب من مجلسى الشعب والشورى ، والتى تم فيها حرق المجمع العلمى المصرى ، كما ان انتشار فيديو سجل عملية جر فتاة فى الشارع ، من قبل احد جنود القوات المسلحة اثر على سمعة الجيش ، الذى يسعى جاهداً لاسترداد سمعته " .
واستطرد التقرير بذكر : " انه على الرغم من إعتذار المجلس الصريح لنساء مصر ، وانه اخذ على عاتقه تحمل نفقات اعادة إعمار المجمع العلمى بشارع القصر العينى فى العاصمة القاهرة ، وتبرعاته المالية السخية مؤخراً للشعب المصرى ، واعلانه خطة بناء وحدات سكنية ، الا انه بإجراء عمليات تفتيش واسعة النطاق على عشرات المؤسسات الحقوقية ، يؤكد افتقار المجلس العسكرى للخبرة السياسية فى التعامل مع القضايا الجماهيرية ، والرأى العام المصرى الأمر الذى من الممكن ان يعيد من جديد مطالبة الثوار بسرعة تخلى العسكرى عن السلطة ، وتسليم أمور البلاد لسلطة مدنية .

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية

مواضيع مشابهة