قام رئيس جنوب السودان بأول زيارة رسمية ومعلنة إلى إسرائيل قبل
يومين (الثلاثاء 20/12) وقال سلفاكير فى حفل علنى فى وجود الرئيس
الاسرائيلى شيمعون بيريز: «لقد وقفتم إلى جانبنا طوال الوقت، ولولا الدعم
الذى قدمتموه لنا لما قامت لنا قائمة». وجاء كلامه تعليقا على قول الرئيس
الإسرائيلى إن علاقة بلاده بقادة انفصال الجنوب بدأت أثناء حكومة ليفى
اشكول (النصف الثانى من الستينيات) عندما كان بيريز نائبا لوزير الدفاع.
والتقى لأول مرة بممثلى الجنوب فى اجتماع تم ترتيبه فى باريس، واتفق فيه
على تقديم مساعدات كبيرة فى مجالى البنية التحتية والزراعة، أضاف بيزيز أن
بلاده لاتزال تقدم لجنوب السودان ما يحتاجه من مساعدات فى شتى المجالات.
فى التقارير المنشورة إنه تم الاتفاق أثناء الزيارة على إرسال وفد اسرائيلى لدراسة جميع الاحتياجات المطلوبة للدولة الجديدة، وعلى الهامش نوقش موضوع هجرة الأفارقة الى إسرائيل (وصل عددهم إلى 53 ألف لاجئ). وذكرت تلك التقارير أن إسرائيل عرضت بيع اللاجئين الذين .. نريد الخلاص منهم، بحيث تدفع 500 دولار على كل رأس للأفريقى الذى يوافق على الرحيل، إضافة الى مبلغ آخر للدولة التى تقبل استيعابهم، وفى إطار تنشيط العلاقة بين الطرفين اتفق أيضا على تسيير خط طيران مباشر بين تل أبيب وجوبا عاصمة الجنوب.
ما قاله سلفاكير عن دور إسرائيل فى إقامة دولة جنوب السودان صحيح تماما، حتى أزعم أن دولة الجنوب صناعة إسرائيلية بالدرجة الأولى الأمر الذى لا ينفى وجود عوامل أخرى تأتى تألية فى الترتيب،ولم يعد سرا فى إسرائيل حين ذهبت إلى قلب أفريقيا وخصت جنوب السودان بالاهتمام الفائق فإنها استهدفت مصر والأمن القومى العربى بشكل عام.
يذكر العميد متقاعد موشى فرحى فى الدراسة التى أصدرها له مركز ديان للأبحاث عند إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان أن ديفيد بن جوريون أول رئيس لحكومة الدولة العبرية وجه بصره صوب أفريقيا والسودان بوجه أخص منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، أى بعد سنوات معدودة من تأسيس الدولة، وقال ما نصه: للوصول إلى الجنوب كان لابد أن توجد إسرائيل فى الدول المحيطة بالسودان، وخاصة إثيوبيا وأوغندا ثم كينيا وزائير، وكأن الرجل قد نبه فى وقت مبكر إلى أن الجهد الإسرائيلى لإضعاف الدول العربية ومصر على رأسها لا يجب أن يركز فقط على دول المواجهة بل يجب أن ينتشر ليصل إلى قلب الدول العربية ذاتها والطريق إلى ذلك يكون باستثمار نقاط الضعف فى تلك الدول خصوصا الجماعات غير العربية التى تعيش فى كنفها، مثل الاكراد فى شمال العراق والزنوج فى جنوب السودان والموارنة فى جبل لبنان.
فى حديثه عن السودان قال ضابط الموساد السابق إنه ليس دولة مواجهة ولم يشتبك مع إسرائيل يوما ما لكن أهميته تكمن فى أنه يمثل عمقا إستراتيجيا محتملا لمصر التى تعد البعد الاستراتيجى الأكبر لإسرائيل ولذلك كان لابد من إضعافه بكل السبل.
تحدث المؤلف عن إيفاد خمسة آلاف خبير إلى الدول المحيطة بالجنوب لتعزيز الوجود الإسرائيلى فيها، وتهيئة الانقضاض على الجنوب. وقد تم لهم ما أرادوا، لأنه ما إن انفتح الباب حتى ألقت إسرائيل بثقلها إلى جانب المتمردين، وأمدتهم بكل ما احتاجوه من سلاح وعتاد وخبراء عسكريين، اشترك بعضهم فى القتال ضد الشماليين، كما أنهم أوفدوا خبراء لدراسة الإمكانيات النفطية فى الجنوب لتهيئته للانفصال الذى تحقق فى شهر يوليو من العام الحالى أى بعد نحو 50 عاما من الدعم الدؤوب والمستمر.
سألت الدكتور حسن مكى رئيس جامعة إفريقيا العالمية فى الخرطوم عن تقييمه للزيارة، فقال إنها تحصيل حاصل، فقد رعت إسرائيل التمرد فى الجنوب من البداية بحيث لم يعد قادرا على أن يستمر كدولة إلا كان مستندا إلى دعمها. حيث كل القادة العسكريين الجنوبيين تدربوا هناك كما أن الخبراء الإسرائيليين منتشرون فى مختلف المرافق والأجهزة الحكومية، والشركات الإسرائيلية مهيمنة بالكامل على صناعة الفنادق وبعض المشروعات الإنشائية الأخرى، وقال إن الوجود الإسرائيلى فى الجنوب إذا كان استهدف بالأساس إضعاف مصر وتهديد الأمن القومى العربى، إلا أنه الآن يسعى أيضا إلى تثبيت الانفصال عن الشمال وقطع الطريق على احتمال وحدة البلدين. كما أنه يسعى لإغلاق باب العرب المؤدى إلى قلب إفريقيا والحد من انتشار الإسلام فى القارة.
سألته ما رأى حكومة السودان فى الموضوع، فرد على السؤال قائلا: ما رأى مصر المستهدفة؟ أحرجنى الرجل فابتلعت سؤالى وسكت
فى التقارير المنشورة إنه تم الاتفاق أثناء الزيارة على إرسال وفد اسرائيلى لدراسة جميع الاحتياجات المطلوبة للدولة الجديدة، وعلى الهامش نوقش موضوع هجرة الأفارقة الى إسرائيل (وصل عددهم إلى 53 ألف لاجئ). وذكرت تلك التقارير أن إسرائيل عرضت بيع اللاجئين الذين .. نريد الخلاص منهم، بحيث تدفع 500 دولار على كل رأس للأفريقى الذى يوافق على الرحيل، إضافة الى مبلغ آخر للدولة التى تقبل استيعابهم، وفى إطار تنشيط العلاقة بين الطرفين اتفق أيضا على تسيير خط طيران مباشر بين تل أبيب وجوبا عاصمة الجنوب.
ما قاله سلفاكير عن دور إسرائيل فى إقامة دولة جنوب السودان صحيح تماما، حتى أزعم أن دولة الجنوب صناعة إسرائيلية بالدرجة الأولى الأمر الذى لا ينفى وجود عوامل أخرى تأتى تألية فى الترتيب،ولم يعد سرا فى إسرائيل حين ذهبت إلى قلب أفريقيا وخصت جنوب السودان بالاهتمام الفائق فإنها استهدفت مصر والأمن القومى العربى بشكل عام.
يذكر العميد متقاعد موشى فرحى فى الدراسة التى أصدرها له مركز ديان للأبحاث عند إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان أن ديفيد بن جوريون أول رئيس لحكومة الدولة العبرية وجه بصره صوب أفريقيا والسودان بوجه أخص منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، أى بعد سنوات معدودة من تأسيس الدولة، وقال ما نصه: للوصول إلى الجنوب كان لابد أن توجد إسرائيل فى الدول المحيطة بالسودان، وخاصة إثيوبيا وأوغندا ثم كينيا وزائير، وكأن الرجل قد نبه فى وقت مبكر إلى أن الجهد الإسرائيلى لإضعاف الدول العربية ومصر على رأسها لا يجب أن يركز فقط على دول المواجهة بل يجب أن ينتشر ليصل إلى قلب الدول العربية ذاتها والطريق إلى ذلك يكون باستثمار نقاط الضعف فى تلك الدول خصوصا الجماعات غير العربية التى تعيش فى كنفها، مثل الاكراد فى شمال العراق والزنوج فى جنوب السودان والموارنة فى جبل لبنان.
فى حديثه عن السودان قال ضابط الموساد السابق إنه ليس دولة مواجهة ولم يشتبك مع إسرائيل يوما ما لكن أهميته تكمن فى أنه يمثل عمقا إستراتيجيا محتملا لمصر التى تعد البعد الاستراتيجى الأكبر لإسرائيل ولذلك كان لابد من إضعافه بكل السبل.
تحدث المؤلف عن إيفاد خمسة آلاف خبير إلى الدول المحيطة بالجنوب لتعزيز الوجود الإسرائيلى فيها، وتهيئة الانقضاض على الجنوب. وقد تم لهم ما أرادوا، لأنه ما إن انفتح الباب حتى ألقت إسرائيل بثقلها إلى جانب المتمردين، وأمدتهم بكل ما احتاجوه من سلاح وعتاد وخبراء عسكريين، اشترك بعضهم فى القتال ضد الشماليين، كما أنهم أوفدوا خبراء لدراسة الإمكانيات النفطية فى الجنوب لتهيئته للانفصال الذى تحقق فى شهر يوليو من العام الحالى أى بعد نحو 50 عاما من الدعم الدؤوب والمستمر.
سألت الدكتور حسن مكى رئيس جامعة إفريقيا العالمية فى الخرطوم عن تقييمه للزيارة، فقال إنها تحصيل حاصل، فقد رعت إسرائيل التمرد فى الجنوب من البداية بحيث لم يعد قادرا على أن يستمر كدولة إلا كان مستندا إلى دعمها. حيث كل القادة العسكريين الجنوبيين تدربوا هناك كما أن الخبراء الإسرائيليين منتشرون فى مختلف المرافق والأجهزة الحكومية، والشركات الإسرائيلية مهيمنة بالكامل على صناعة الفنادق وبعض المشروعات الإنشائية الأخرى، وقال إن الوجود الإسرائيلى فى الجنوب إذا كان استهدف بالأساس إضعاف مصر وتهديد الأمن القومى العربى، إلا أنه الآن يسعى أيضا إلى تثبيت الانفصال عن الشمال وقطع الطريق على احتمال وحدة البلدين. كما أنه يسعى لإغلاق باب العرب المؤدى إلى قلب إفريقيا والحد من انتشار الإسلام فى القارة.
سألته ما رأى حكومة السودان فى الموضوع، فرد على السؤال قائلا: ما رأى مصر المستهدفة؟ أحرجنى الرجل فابتلعت سؤالى وسكت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى