مفيد فوزى فى قاموس مصر المعاصرة أن تكون جسورا وهصورا فى معارضة من بيده السلطة إذا أهمل فى الاعتناء بصحته بعض الشىء، وأن تصرخ فى وجهه إذا تهاون فى قمع معارضيه والتنكيل بهم.
مفيد فوزى أن تضبط ساعتك على العاشرة من مساء كل 25 يناير لتجلس بين يدى حبيب العادلى وزير الداخلية تلقى عليه أسئلة ناعمة مهذبة وتصفق للإجابات وتوقع بالاقتناع بحكمة وروعة كل كلمة يقولها الوزير حتى لو كانت تأتأة.
مفيد فوزى أن تعلن فى مارس 2009 أنك مع جمال مبارك رئيسا لمصر وتقول لمعتز الدمرداش فى برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور «أقولها بصراحة وبهدوء: جمال مبارك رئيسا لمصر وهو ذكى جدا ولن اقول اكثر من ذلك حتى لا تقول اننى امتدح الرئيس القادم لمصر.. جمال «أشرف من الإخوان المسلمين والذين قد يعيدوننا 50 عاما إلى الوراء» ولذا «سيعطى صوته لرجل الحزب الوطنى لأنه سيكمل مسيرة النجاح وينتصر للأمل ومصر حبلى بالمفاجآت».
ثم تقول بعد سقوط العائلة المباركية إن المخلوع كان ضحية طمع زوجته وولده.
لكن ما مناسبة هذا الكلام؟
المناسبة أن الأستاذ مفيد مذيع أعياد الشرطة خرج علينا فى مقال بصحيفة «المصرى اليوم» أمس يوزع فيه الاتهامات بالنفاق على كل من لا يعجبه، ويعطينا دروسا فى فنون النفاق وأخطاره وأساليبه، ولأنه «لا ينبئك مثل خبير» أنقل نصا عبارات من مقاله:
«حب مصر لا يحتاج لزئير حناجر ولا لغناء على الربابة، فقط بالبناء والبدء بالذات بلا مليونيات.. وظنى أن بطل كل الذى جرى وما زال يجرى هو النفاق وجذوره الحقد الأسود والتبعية العمياء، ودائما آخر النفاق هباب، ويرقد المصريون على بركة من النفاق فرضها الفرعون والنظم والأنظمة، وقد صار النفاق فى الجينات لأنه موصل جيد للحرارة لمن بيده الأمر والنهى من أول فراش على باب رئيس الأرشيف لغاية الحاكم الذى يركب أعلى ما فى خيله.. بعض الناس يتنافسون نفاقا ويجعلون من الخد مداسا لقدم الكبير، ومن المؤكد أن الثورة الينايرية قد أسقطت نظاما وأطاحت بحاكم ولكنها لم تدك قلاع النفاق، فما زالت النفوس «تهنج» أمام كلمة نفاق وتحتاج إلى شاحن ضمير»
الله عليك يا أستاذ فعلا «لا ينبئك مثل خبير» وأيضا «مثل يوتيوب» حيث تجد تلك الحلقة التاريخية التى حاور فيها المحاور مفيد فوزى وزير داخليته حبيب العادلى ليلة 25 يناير 2010 فأوسعه نقدا ومعارضة، لدرجة أنه قدمه للمشاهدين باعتباره «الفنار والمنار»، ولذا كان الوزير يسأله قبل كل سؤال جديد «اقتنعت الأول يا أستاذ مفيد» فيرد الأستاذ «طبعا يافندم اقتنعت بوجهة نظرك لأنها وجهة نظر قومية يجب أن نكاتف معها لمواجهة هذا الشرار ولا نترك البلد لهذه التيارات».. وهكذا تكون المعارضة والشراسة النقدية وإلا فلا، وليخسأ المنافقون المرتعدون الذين لم يجدوا مكانا فى قطار جمال مبارك، فعارضوه بعد أن ابتلعه البحر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى