آخر المواضيع

آخر الأخبار

06‏/03‏/2012

اكتشاف هام لعلماء مصريات سويسريين في وادي الملوك

 

51

 

في سابقة من نوعها منذ استخراج مومياء توت عنخ آمون عام 1922، اكتشف فريق سويسري مؤخرا مومياء في وادي الملوك. وقد تحولت swissinfo.ch إلى عين المـكان للوقوف على تفاصيل هذا الحدث الهام.

 

في قلب الصحراء بمقربة من مدينة الأقصر، يقع وادي الملوك الذي يُعتبر بمثابة "الكأس المقدسة" لعلماء المصريات. فهو يأوي مقابر العديــد من الفراعنة، وأفراد العائلة المالكة، أو كبار المسؤولين في عهد الدولة الحديثة.


ففي هذا الوادي، عُثر في عام 1922 على مقبرة توت عنخ آمون، في أروع اكتشاف في تاريخ علم المصريات بما أنها كانت المقبرة الوحيـدة التي صمدت في وجه مختلف الحقب وظلت سليمة إلى عصرنا هذا. ومنذ ذلك الحيـن، لم يصادف علماء الآثار والحفريــات مقبرة مماثلة في هذا الموقع.

 

أعــمال تنــظيــف مُثــمرة

لذلك يشكل اكتشاف مقبرة جديــدة في وادي الملوك حدثا كبيرا في دنيا علم الآثار الصغيرة. الحكاية بدأت يوم 25 يناير 2011 خلال أعمال التنظيف التي أنجزتها في عين المـكان بعثة بحثيــة بقيــادة جامعة بازل السويسرية.
وتحكي سوزان بيكل، مديرة مشروع فريق علم الآثار السويسري والأستاذة في جامعة بازل: "في ذلك اليوم التاريخي، 25 يناير 2011، كنــا نقوم بمهمة التنظيف في مقبرة معروفة بالفعل. وكنا بصدد بناء سور صغير حول تلك المقبرة، ثم فجأة، اكتشفنا الحافة العــُلوية لشيء ما...".
واستطردت قائلة: "اعتقدنا في البداية أن الأمر يتعلق بركام من الحصي أو بعُمران لم يكتمل. ولكن تخيلي دهشتنا عندما اكتشفنا أن الأمر ربما يتعلق بمقبرة ثانية. لم نكن لنتصور أبدا أن تتواجد مقبرتان على هذه المسافة القريبة جدا". 
ولكن هذا الاكتــشاف ظلّ حبيس الرمال في بداية الأمر. ففي أوائل عام 2011، كانت مصر تعيش بداية الثورة وما رافقتها من تزايد الشائعات حول نهب الثروات. في تلك الظروف، فضلت بعثة علم المصريات الالتزام بقواعد السلامــة فشدت الرحال ليعود الطلبة إلى سويسرا. وقبل المغادرة، وضعوا غطاءا معدنيا على فتحة المقبرة في انتظار ظروف أكثر ملاءمة لاستكشافها.

القناع الجنائزي للآلهة باستيت Nehemes-Bastet

القناع الجنائزي للآلهة باستيت Nehemes-Bastet (Uni Basel)

"تابوت حجري لم نر من قبل مثيلا له"

فترة الانتظار طالت سنة بأكملها. ففي يناير 2012، تلقى الفريق إذنا رسميا من السلطات المصرية لمواصلة عمليات التنقيب. وتقول سوزان بيكل: "كـُنا في عجلة من أمرنا لمعرفة ما كانت تحتوي عليه المقبرة. قضينا أربعة أيام في حفر بئر، ثم تمكنا من إدخال ذراع لوضع كاميرا، فرأينا مقبرة لم تُمــَس حرمتها، وتابوتا حجريا سليما تماما ولا يشبه التوابيت التي كنا قد اعتدنا على رؤيتها".
فريق التنقيب الذي يحتمـي داخل خيمة من أشعة الشمس الحارقة المستعرة في الوادي يصف لنا تابوتا حجريا يتميز بمظهر رصين، خال من الزينة. ويضيف أحدُ أفــراده: "لا توجد أية زخرفة على الجدران. الخشب سميك جدا وجميل جدا. كنا نعلم أن المقبرة بُنيت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ولكننا اكتشفنا أن تاريخ التابوت الحجري يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد".
ويتابع قائلا: "هذا الاكتشاف يتيح لنا استنتاج عنصرين هامين. فحقيقة أن القبر يعود للقرن الخامس عشر جعلتنا نستخلص أن عملية دفن ثانية تمت بعد مرور 500 عام. ومن جــهة أخرى، قادتنا رصانة التابوت الحجري إلى الاعتقاد بأن عملية الدفن في القرن التاسع، في عصر الأسرة الثانية والعشرين، كانت تقتصر على تابوت حجري متواضع ونصب تذكاري بسيط. وذلك خلافا لعادات القرن الخامس عشر، في عهد الأسرة الثامنة عشرة، حيث كان الخزف والأثاث حاضرين بقوة".

مومياء مُغلــَّفة بطريقة أنــيقة

ويوضح علماء آثار جامعة بازل أنه "وفقا للنقوش، التي لم يتم بعد فك رموزها تماما، يتعلق الأمر بامرأة كان اسمها نيهيميس-باستيت، ما يعني "فلــْتحميها آلهة باستيت".
وتُكمل سوزان بيكل قائلة: "المُدهش هو أن طول التابوت يبلغ مترين في حين أن طول المومياء، التي توجد في حالة حفظ ممتازة، لا يتجاوز 1,55 مترا. وقد تكون مُغنية الآلهة آمون-رع. وتشير صفتها إلى أنها كانت تنتمي إلى النخبة. وربما كانت تمارس أحيانا نشاط كاهنة أثناء المواكب الكبيرة".
وتشدد الباحثة على أن "هذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها في وادي الملوك على قبر امرأة لا علاقة لها بالعائلات الملكية القديمة".

"سيدة" لم تكشف بعد عن أسرارها

ويهدف مشروع جامعة بازل إلى تحليل المقابر غير الملكية الواقعة في الوادي الجانبي المؤدي إلى مقبرة تحتمس الثالث (الفرعون الخامس في الأسرة الثامنة عشرة). وحتى الآن، لم تخضــع هذه المقابر غير الملكية إلا لدراسات قليلة جدا.
وتنوه سوزان بيكل إلى أن "الكثير من تلك المقابر لا تــُعرف أساسا. ونحن نقوم بعمليات التنقيب داخلها، وبتوثيق هندستها المعمارية، كما نحاول أن نجد في أطنان الأنقاض التي تملأها بعضَ المعلومات التي تسمح بتحديد تاريخ استخدامها، وربما الشخص أو الاشخاص الذين حظوا بامتياز دفنهم في هذا الوادي، مع الفراعنة".
اكتشاف تابوت مغنية آمون يسافر بنا إلى حقبة أخرى من استغلال وادي الملوك: القرن التاسع قبل الميلاد حينما أعيد استخدام المقابر مرة ثانية. وبما أن المومياء الجديدة التي عثر عليها في حالة مثالية، لم تخضع بعد للتحليل، يتوقع الباحثون تعلم الشيء الكثير من هذه السـيدة التي نجت من عمليات السلب والنهب، ومن مرور الزمن، لتطل علينا في حلة أنيقة وتكشف لنا عن بعض أسرارها.

فتيحة تموري - وادي الملوك، مصر- swissinfo.ch
(ترجمته من الفرنسية وعالجته: إصلاح بخات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى