الناصرة ـ 'القدس العربي' ـ من زهير أندراوس: بعد الإعلان رسميا يوم أمس الأول عن ترشيح الجنرال عمر سليمان للرئاسة المصرية، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي (غاليه تساهال)، صباح الاثنين، عن النائب العماليّ ووزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، بنيامين بن إليعازر، والذي كان على علاقة وثيقة بالرئيس المصري السابق حسنى مبارك قوله إن عمر سليمان جيد بالنسبة لإسرائيل.
وأكد بن اليعازر أن تولى أحد أعضاء جماعة 'الإخوان المسلمين' منصب الرئيس يمثل تهديداً لمعاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية التي تم التوصل إليها عام 1978. وصرح لراديو الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بأن سليمان يرى العلاقات مع إسرائيل بوصفها حجر زاوية استراتيجي، وتعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل إحدى ركائز الاستقرار منطقة الشرق الأوسط. وعبّر بن'اليعازر عن حزنه لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وقال إنّه عرض على مبارك اللجوء والعلاج في منتجع إيلات على البحر الأحمر لكنه رفض، واصفا إياه بالوطني. وفي إطار ردود الفعل على محاكمة الرئيس المصري السابق، عّدد بن اليعازر في تصريح صحافي خصال مبارك خاصة في ما يتعلق بالسلام مع الإسرائيليين.
وذكّر بن اليعازر، الذي كان صديقا لمبارك، بأن الرئيس المصري السابق أظهر التزاما قويا تجاه السلام في المنطقة خلال سنوات حكمه الثلاثين.
ووصف مبارك بالرجل الوطني، مشيرا إلى أنه حارب إسرائيل ثم كان بعد ذلك حريصا على إقامة سلام معها. وتابع بن إليعازر أنه عرض قبل شهور على الرئيس المصري السابق تلقي العلاج في إيلات، وقضاء فترة نقاهة فيها، لكنه رفض العرض. وقال إنه كان مقتنعا بأن الحكومة الإسرائيلية كانت ستقبل باستضافة مبارك في إيلات لو وافق هو على ذلك. وفي السياق ذاته، كانت قد أشارت إذاعة الجيش في وقت سابق في موقعها على الشبكة إلى أن إسرائيل تعتقد أن ترشيح عمر سليمان للرئاسة هو أمر إيجابي، كما نقلت عن الوزير سيلفان شالوم قوله إن سليمان قادر على وقف وصول الأسلحة إلى سيناء وقطاع غزة، على حد تعبيره.
وأشار محلل شؤون الشرق الأوسط في الإذاعة، جاكي حوغي، إلى أنّ وزير ما يُسمى بتطوير النقب والجليل، سيلفان شالوم، وهو من أقطاب حزب (ليكود) الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، كان قد صرح يوم أمس الأول، الأحد، أن ترشيح سليمان للرئاسة هو تحول إيجابي، وأضاف أن سليمان الذي يدرك الأمور من الداخل قادر على إحداث تغيير يوقف وصول الأسلحة والجهات المعادية والمخدرات من مصر إلى قطاع غزة، على حد قوله.
علاوة على ذلك، أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أنّ الجنرال سليمان كان قد توسط عدة مرات بين إسرائيل وجهات فلسطينية مختلفة. ونقلت عن مصادر مصرية قولها إنه مع اقتراب موعد الانتخابات في الثالث والعشرين من أيار (مايو) المقبل فإنّ المرشح أحمد شفيق، رئيس الحكومة السابق، والذي حظي بدعم الجيش المصري سوف يضطر إلى سحب ترشيحه ليوفر فرصة الفوز لعمر سليمان.
من جهتها تناولت محللة الشؤون العربيّة في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، الاثنين، ترشيح سليمان، مشيرة إلى أن الجنرال سليمان كان من أشد المخلصين للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ويده اليمنى. كما أشارت إلى أنه خلال إشغاله لمنصبه في رئاسة المخابرات كان يعرف في إسرائيل كضابط وجنتلمان.
وفي حين أوردت الصحافية سمدار بيري، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع المؤسسة الأمنية والاستخباراتية، نبأ ترشح سليمان للرئاسة، فقد بدت أكثر حرصًا على احتمالات نجاحه، حيث حذّرت من أن كيل المديح لسليمان في إسرائيل سيسيء له في مصر. وكتبت في مقال لها بعنوان الرئيس المصري القادم أنه يجب'تجنب قول أي كلمة لأنها ستكون زائدة، معتبرة أن قول أي كلمة جيدة في إسرائيل سوف تعتبر في مصر على أن إسرائيل تعمل لصالح سليمان، على حد تعبيرها.
وكان إيتان هابر، رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، إسحاق رابين، قد كتب مقالاً قال فيه إنّه بسبب مبارك لم يقتل العشرات من الإسرائيليين، لافتًا إلى أنه باسمه وباسم كل الإسرائيليين يشكر الرئيس مبارك الذي وضع سلاحه جانبا واختار طريق السلام. وأضاف، في مقال له بعنوان مع السلامة لرجل السلام نُشر بصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، لو تمكنا نحن في (إسرائيل) عندما كان يلقي خطابه، ربما الأخير، لهتفنا وبأعلى الصوت: شكرا لك، يا سيادة الرئيس مبارك، مشيرًاإلى أن الرئيس المصري يستحق كل الثناء والتقدير والإعجاب والشكر من الإسرائيليين، ورأى أن آلاف الإسرائيليين لم يُقتلوا في السنوات الأخيرة بفضل مبارك، على حد تعبيره.
القدس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى