هام جدا ..بالصور ..كتاب خطير عن :عمر سليمان.. “عراب صفقة الغاز “لإسرائيل الذي لم يذرف دمعة على مئات الشهداء في حرب غزة
- كتاب ” أصدقاء إسرائيل في مصر يلقي الضوء عن دور عمر سليمان في إنهاك القضية الفلسطينية وعلاقاته بقادة إسرائيل
- شهادات مصرية وإسرائيلية عن نائب المخلوع الذي أطال عمر نظامه 16 عاما وأدار موقعة حصار عرفات وسبه
- وثائق : دور سليمان في صفقة الغاز لإسرائيل و تخصيص أرض حسين سالم في سيناء.. ولماذا لم يحاكم ؟
تنشر البديل بالتنسيق مع الزميل الصحفي والكاتب محمود عبده الجزء الخاص بعمر سليمان في كتابه تحت الطبع حول “أصدقاء إسرائيل في مصر” .. ويلقي عبده الضوء على علاقات سليمان بقادة إسرائيل ودوره في صفقة الغاز والتي يحاكم بسببها الآن كل من رجل الأعمال حسين سالم ووزير البترول الأسبق سامح فهمي دون إدخال سليمان في القضية رغم ظهور مستندات تتهمه بأنه كان عراب الصفقة وعراب صفقة حصول سالم على أراضي في سيناء .. ويستند الكتاب إلى شهادات إسرائيلية وأخرى مصرية عن إدارة سليمان الصراع العربي الإسرائيلي لـ “صالح إسرائيل” و موقفه من عرفات وتصفه أنه الجنرال الذي لم يذرف دمعة على مئات الشهداء الفلسطينيين خلال حرب إسرائيل على غزة في 2008 وكذلك دوره في فرض الحصار على أهالي غزة.. عن نائب الرئيس المخلوع الذي مد حكمه أكثر من 16 سنة بدوره في إنقاذه في اديس ابابا عن الرجل الذي أدار ملف التعذيب بالوكالة – طبقا لتقارير صحفية غربية – عن عمر سليمان الذي سب عرفات وتسبب في حصاره الأخير – طبقا للكتاب – يدور الجزء الخاص به في كتاب عبده الذي مازال تحت الطبع .
قد يعترض البعض على وضع هذا الرجل على قائمة المطبعين، باعتبار أن طبيعة عمله كمدير للمخابرات العامة المصرية طوال 18 سنة متواصلة كانت تفرض عليه التعامل مع الإسرائيليين، خاصة أن الرئيس المخلوع قد أسند إليه في السنوات الأخيرة من عهده ملف الوساطة بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة لفلسطين، ومن المحتمل أن يبدو ذلك الاعتراض وجيهاً بشرط واحد: ألا يكون الرجل قد تجاوز في تعامله مع الصهاينة الحدود الوظيفية إلى ما هو أعمق وأبعد.. ونستطيع أن نجزم أنه قد فعل!!
عُين عمر سليمان الفحّام مديراً للمخابرات العامة المصرية في يناير 1993م، في فترة كان نظام مبارك يخوض فيها بقوات أمنه مواجهات عنيفة مع الجماعات الإسلامية في صعيد مصر، ومع ازدياد خسائره اضطر مبارك لأن يلجأ لخيار الهدنة والتهدئة، وكلف وزير داخليته آنذاك، محمد عبد الحليم موسى، بالسعي لدى كبار العلماء، كالشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي، ليكونوا وسيطاً مع قادة تلك الجماعات، ولكن يبدو أن الأمريكيين أقنعوا مبارك بوسائلهم بأن يعدل عن ذلك الخيار قبل أن يبدأ المشايخ وساطتهم، فكان الخيار البديل أن يستعين بعمر سليمان!!
استطاع مدير المخابرات العامة الجديد أن يغير مسار المواجهات ويجعلها حرباً فعلية، وكما حكى لي بعض أقارب ضحايا تلك الحرب فقد تم استخدم أقسى الوسائل وأعنفها في المواجهات، ولم تتورع قوات الأمن عن التصفية الجسدية لأعضاء الجماعات في شوارع المدن والقرى، ولا عن حرق زوايا الصلاة، وتمزيق مصاحفها، وذلك بالتوازي مع جهود اختراق الجماعات وتفكيكها وتجفيف مواردها البشرية، وبالنجاحات التي حققها استطاع سليمان إثبات كفاءته وولائه، واستعداده لفعل أي شيء في خدمة النظام، ثم جاءت محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا في يونيو 1995م لتجعل سليمان محل ثقة كاملة من مبارك، فقد أثبت مدير المخابرات بعد نظره وحرصه على سلامة رئيسه حين أصر قبل السفر على اصطحاب سيارات مصفحة لتقل مبارك داخل العاصمة الأثيوبية، وهو ما كان سبباً في فشل محاولة الاغتيال إذ صمدت السيارة المصفحة أمام صواريخ منفذي العملية، وبعقلية رجل الأمن المحنك أمر سليمان سائق سيارة مبارك بالاستدارة بسرعة والعودة للمطار، وهو ما أفشل المحاولة تماماً، وفيما بعد ادعى مبارك أنه هو من وجه أمر العودة للسائق، وذلك ليبدو بمظهر الشجاع ثابت الجنان!!
وهكذا فإن سليمان ساهم في إنقاذ نظام مبارك من التهاوي أمام الجماعات المسلحة، كما تسبب في إنقاذ حياة مبارك نفسه في أديس أبابا، فكان طبيعياً أن يكافئه مبارك ويقربه منه، ووصلت ثقته مبارك به أن أوكل إليه في العشر سنوات الأخيرة الإشراف على الملف الذي اعتاد مبارك أن يتولاه بنفسه وهو الملف الفلسطيني/الإسرائيلي، وهنا تبدأ المرحلة التي نعني برصدها في حياة عمر سليمان ها هنا، ونعني بها مرحلة الحماس والإخلاص في خدمة الكيان الصهيوني!!
وليس في الجملة الأخيرة من أي تجن على الرجل، ولننظر ما أصاب الملف الفلسطيني تحت إشراف الرجل من نكبات، فقد أقدمت الدولة الصهيونية على اغتيال ياسر عرفات في نوفمبر 2004م، وساهم عمر سليمان في تمرير السلطة للفريق الأكثر تعاوناً وبيعاً للقضية الفلسطينية، ونعني به فريق أبو مازن ومحمد دحلان، وتحت إشراف سليمان على الملف الفلسطيني فُرض الحصار على غزة وحماس، وضرب الكيان الصهيوني غزة في نهاية ديسمبر 2008م، في وقت وقف فيه دحلان ومقاتلوه على الحدود المصرية مع فلسطين في انتظار هزيمة حماس ليدخلوا القطاع ويستعيدوا السيطرة عليه!! ومع صمود أهل القطاع فقد ضغط سليمان على مفاوضي حماس ضغطاً شديداً ليعلنوا وقف إطلاق النار من جهتهم، إنقاذاً لماء وجه الصهاينة!!
وتحت إشراف سليمان على الملف الفلسطيني بدأت الدولة الصهيونية في بناء جدار عازل داخل فلسطين، وآخر على الحدود مع مصر، وأُغلق معبر رفح على الفلسطينيين، وأُبرمت صفقة تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني!!
في 26 يونيو 2011م نشرت صحيفة المصري اليوم” القاهرية عدداً من الوثائق التي تكشف “الدور المحوري” ـ بحسب وصف الصحيفة ـ الذي قام به عمر سليمان في إتمام صفقة تصدير الغاز المصري، وكما تكشف الوثائق بدأت المراسلات بين عمر سليمان ووزير البترول السابق سامح فهمي بتاريخ 19 يناير 2000، حيث أرسل سليمان خطابا موقعا بخط يده ويحمل ختم النسر، إلى فهمي كان نصه “السيد المهندس سامح فهمي، وزير البترول، تحية طيبة وبعد، مرفق طيه البرنامج الزمني لتزويد إسرائيل وتركيا بالغاز الطبيعي. رجاء التكرم بالنظر، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام”..
ومع الخطاب أرفق سليمان مذكرة حملت عنوان(سرى جدا) وحددت في أربع نقاط مراحل تزويد الدولة الصهيونية وتركيا بالغاز الطبيعي..
وفى 26 يناير 2004، أرسل عمر سليمان خطابا لوزير البترول، يكشف فيه أنه طرف في تحديد موعد توقيع عقود تصدير الغاز!! ونصه:«معالي وزير البترول، مع عظيم الاحترام، في إطار إنهاء التعاقد مع الجانب الإسرائيلي لبيع الغاز بهدوء، أرفق طيه مشروع قرار وزير البترول بتفويض كل من رئيس هيئة البترول ورئيس الشركة القابضة في التوقيع على العقد الثلاثي (مرفق2) مهم جدا، وأرجو أن ترسل لي صورة من القرار الوزاري، عاجل جدا.
كما أرفق مشروع عقد الاتفاق السابق توقيعه مع تعديل بسيط طبقا للواقع لدراسته استعدادا لتوقيعه، وقد اتفقنا معهم على توقيع نهائي للعقود في النصف الثاني من شهر فبراير.
مع جزيل الشكر واحترامي”.
وفى 20 أبريل 2005، أرسل عمر سليمان إلى وزير البترول خطابا يحمل خاتم «سرى جداً» يقول فيه: «أتشرف بأن أرسل لسيادتكم مذكرة التفاهم الخاصة بشراء ونقل الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة المصرية، علما بأن وزير البنية التحتية السيد بنيامين بن أليعازر يرغب في توقيع مذكرة التفاهم مع توقيع شركة الكهرباء الإسرائيلية وشركة EMG عقد توريد الغاز. رجاء التكرم بالنظر”..
وبعدها بثمانية عشر يوماً أرسل عمر سليمان إلى وزير البترول عقد بيع الغاز بين شركة غاز شرق المتوسط ( (EMGالموكل إليها تصدير الغاز وشركة كهرباء إسرائيل، ليراجعه الوزير تمهيداً لتوقيعه، ومع العقد خطاب كتبه سليمان بخط اليد نصه:«الأخ العزيز المهندس سامح فهمي أتشرف أن أرفق من طيه عقد بيع الغاز لشركة EMG مع التفضل بالمراجعة ليكون جاهزا للتوقيع خلال هذا الشهر أي يسبق توقيع العقد بين EMG وشركة كهرباء إسرائيل والمزمع توقيعه بين يومي 24 مايو و28 مايو، مع التفضل بإصدار قرار التفويض المرفق مشروع مسودة له”..
كما ساعد الرجل في تخصيص محافظة شمال سيناء مساحة شاسعة لشركة حسين سالم (EMG)، ففي 12 أكتوبر 2005، أرسل عمر سليمان مذكرة معنونة بـ«سرى جداً» إلى وزير البترول، بشأن موضوع تخصيص الأرض اللازمة لمشروع شركة غاز شرق المتوسط، ويختمها بقوله «برجاء التكرم بإصدار تعليماتكم للهيئة المصرية العامة للبترول، على تخصيص مساحة حوالي 200 ألف متر مربع لشركة شرق البحر الأبيض المتوسط للغاز، من ضمن المساحة السابق تخصيصها لها من محافظة شمال سيناء، وذلك وفقا للمخطط المرفق، وبنفس الشروط والأسعار التي تعاقدت عليها الهيئة العامة للبترول مع محافظة شمال سيناء”..
وكما كان الرجل راعياً للصفقة من بدايتها، فقد عمل على تذليل العقبات أمامها، ففي خطاب آخر أرسله عمر سليمان إلى «سامح فهمي» ورد فيه: «معالي الوزير سامح فهمي، مع عظيم احترامي، أتشرف أن أرفق خطاب شركة EMG بخصوص تأكيد طلبهم بما تبقى من العقد حتى يمكن استمرار توقيع عقود مع الشركات الإسرائيلية، حيث ترفض شركة EMG الإسراع في توقيع أي عقود جديدة قبل وصول التزام الهيئة بالإمداد في عام 2011، وقد طلبني مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للشكوى وقد وعدت أن أسهل الموضوع. برجاء التكرم بتوجيه الهيئة لإرسال التزامها للشركة”..
بعد أن قامت ثورة 25 يناير، وشعر مبارك أن مركب تغرق لم يجد أوفى ولا أخلص من عمر سليمان ليعينه نائباً له، ويفوضه بعض صلاحياته، وقد لقي هذا القرار ترحيباً إسرائيلياً كبيراً، وتمنوا أن تنتقل السلطة في مصر إلى صديقهم سليمان، فهم يعرفونه جيداً ويقدرون تاريخه في خدمتهم، وقد قام يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخبارية صحيفة هاأرتس الإسرائيلية بكشف بعض أبعاد ذلك التاريخ في تحقيق موسع نشرته الصحيفة تحت عنوان:”عمر سليمان..الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصبوب”.. يؤكد ميلمان أن سليمان معروف جيداً لعشرات من كبار العاملين في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش الصهيوني، وموظفين كبار في وزارة الدفاع، ورؤساء حكومات ووزراء. ، وأن الرجل منذ أن تولى مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات المصرية، فإنه يقيم اتصالات دائمة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، وضمنها: الموساد، والأمن الداخلية “الشاباك”، وشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”..
ويدلل ميلمان على قوة العلاقات بين سليمان وقادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأن رئيس الموساد الأسبق شبطاي شفيت أخبره بأن لقاءاته مع سليمان كانت أحيانًا تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له سليمان عن عائلته وبناته الثلاث وأحفاده!!
وينقل مليمان عن مارك بيري مدير “منتدى حل النزاعات”، المتخصص في تقريب وجهات النظر بين الغرب والحركات الإسلامية، قوله: “لقد التقيت عمر سليمان عقب الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة حماس، على هامش محاضرة نُظمت في أحد مراكز الأبحاث بواشنطن، وسألته ما إذا كان حماس التي فازت بالانتخابات للتو يمكن أن تكون عنصر استقرار إيجابي في الحكومة الفلسطينية، فكان رد سليمان قاطع وحاد: “لا بكل تأكيد، أنا أعرف هؤلاء الناس، إنهم الإخوان المسلمين، وهم لن يتغيروا، إنهم كذابون، واللغة الوحيدة التي يفهموها، هي القوة”.
ويقول ميلمان إنه بالاستناد إلى معرفة الإسرائيليين بسليمان، فإنه يمكن القول إن سليمان لم يذرف دمعة واحدة على مئات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب التي شنتها (إسرائيل) على قطاع غزة في أواخر عام 2008م!!
وينقل ميلمان عن أحد قادة الاستخبارات الصهيونية قوله إنه التقى سليمان عندما كانت الانتفاضة الثانية في بدايتها، وقام سليمان فجأة بسب الرئيس الراحل ياسر عرفات بأقذع الشتائم لأنه لم يستمع لنصائحه بالعمل على وقف الانتفاضة.
وأضاف هذا القائد أن سليمان انتقم من عرفات أشد الانتقام، مشيرًا إلى أنه عندما شنت دولة الكيان حملة “السور الواقي” عام 2002، اتصل عرفات بسليمان واستعطفه أن تتدخل مصر وتقوم بإجراء رمزي للتعبير عن رفضها السلوك الصهيوني، لكن سليمان تجاهل عرفات ورفض الرد على اتصالاته، وسمح بتوفر الظروف التي أدت إلى حصار عرفات وانهيار السلطة في ذلك الوقت!!
وعن صفقة الغاز يكشف ميلمان أن رئيس الموساد الأسبق شبطاي شفيت الصديق الشخصي لسليمان استغل علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة صهيونية يملك شفيت نسبة كبيرة من أسهمها!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى