هل قَصَّر وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله في حث القاهرة على الالتزام بالديمقراطية خلال أحدث زيارة له لمصر؟ آراء الصحافة الألمانية اختلفت في تقييمها لزيارة غيدو فيسترفيله الأخيرة للعاصمة المصرية.
صحيفة لودفيغسبورغر كرايزتسايتونغ كتبت تقول:
"بسبب امتناع ألمانيا المحرج عن التصويت على قرار بشأن ليبيا في مجلس الأمن؛ يتوجب على فيسترفله القيام بخطوات للتكفير عن ذلك الموقف. وهو يفعل ذلك. فقد قام حتى الآن بإحدى عشرة زيارة للمنطقة (الشرق الأوسط)، منها أربع زيارات لمصر وحدها، وهذا يثبت اهتمامه البالغ. كما أنه يعرف الآن كل الأطراف المؤثرة تقريبا. والرسالة التي يحملها وزير الخارجية الألماني للمنطقة، هي الرسالة الوحيد التي لها نفع الآن: التهدئة من جانب كل الأطراف، وعدم ارتكاب المزيد من العنف، والبدء في مسار ديمقراطي يشمل كل التيارات والتوجهات".
أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ فتحدثت عن واقعية وزير خارجية ألمانيا وكتبت تقول:
"امتنع فيسترفيله في القاهرة بوضوح عن التعليق بأي طريقة على إسقاط الرئيس الإسلامي - المنتخب ديمقراطياً - محمد مرسي. ويبدو أن الإصرار على قيم الديمقراطية بأثر رجعي لم يعد في دائرة اهتمام ألمانيا أو الغرب. وهذا التحول في وجهة النظر له علاقة بسياسة الأمر الواقع من جهتين: الأولى هي أن فيسترفيله يضع في حسبانه موازين القوى الجديدة، والمخاطر الكبيرة من وقوع حرب أهلية في مصر. والثانية هي أن وزير الخارجية الألماني يعرف تأثير الكلمات. فإذا ذكر الأشياء بأسمائها، ومنها الانقلاب العسكري الذي تطلعت إليه أجزاء من الشعب المصري، فإن ذلك سيوجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تتحرك وتخفض المعونات. وهذا الأمر لن يحسن الأوضاع في مصر".
فيسترفيله زار مصر 4 مرات من إجمالي 11 زيارة للشرق الأوسط. هنا يحي المتظاهرين في ميدان التحرير بعد أسبوعين تقريبا من اسقاط حسني مبارك
وتساءلت صحيفة فرانكفورتر الغماينه قائلة:
"ما الذي يمكن أن تأتي به محاولات الوساطة إذا لم يكن لدى أي طرف من أطراف النزاع الرغبة في التراجع. (يجب) في البداية التوقف عن عمليات التصعيد. فحكومة تجري مباحثات مع مؤسسات دولية سيكون من الصعب عليها أن تستخدم الجهاز الأمني المرعب، من عصر مبارك، من أجل خنق مظاهرات الإخوان المسلمين. ولن تلجأ القيادة المعتدلة للإخوان المسلمين، التي جرى إبعادها عن المشهد من قبل أصحاب السلطة، للعمل السري ما دام يجري الحديث معها."
أما صحيفة لاوزيتسر روندشاو فتساءلت عن مدى إيمان الناس في مصر بالمستقبل الديمقراطي للبلد وكتبت تقول:
"السؤال هو: هل لا يزال يوجد في مصر ما يكفي من الأشخاص المستعدين لاستقبال وحمل هذا التصور؟ الإخوان المسلمون، الذين قال لهم فيسترفيله مرة كل ما يقال، ابتسموا آنذاك وفي النهاية أساءوا استخدام أغلبيتهم ببرود لأجل الانقلاب على الدستور. والعسكر، الذين يملكون الآن دفة البلد لا يحركون ساكنا بينما يقتل المتظاهرون. إن هذه المهمة للسياسة الخارجية (الألمانية) ستزداد صعوبة جدا جدا."
DW.DE
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى