كتب ـ يحيى صقر و محمد طارق الرشيدي:
القاتل لم نجرؤ على أن نشير إليه ، والمقتول لا يزال يبحث عمن قتله، ولا أحد يلتفت إلى الدماء التى لم تبرد بعد، لأن "الرصاص" هو سيد الموقف.
موقعة العباسية في اعتصام دعي له أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، بينما خرج هو لينفي صلته بالأمر، فيما تخلت عنهم جماعة الإخوان المسلمين و تضامن معهم الثوار و اعلنت الدولة عن تشكيل لجنة تقصي حقائق لم تخرج بأدلة على الجاني .
بدأت الواقعة في الليلة الثانية للإعتصام عندما هاجم مجهولون مسلحون المعتصمين و أطلقوا النار عليهم ليسقطوا 3 شهداء لينتهي الأمر في اليوم الثالث بفض الاعتصام و اقتحام قوات الجيش لجامع النور .
المكان: شارع الخليفة المأمون بالقرب من وزار ةالدفاع .
الزمان: 2 مايو إلى 4 مايو عام 2012.
اليوم الأول: هدوء قلق.
دعت حركة "حازمون" التابعة للشيخ حازم أبو إسماعيل، أنصارهما إلى الإعتصام السلمى أمام وزارة الدفاع؛ لتحديد مهلة زمنية محددة لتسليم السلطة عقب تباطؤ المجلس العسكرى وإصداره مادة في الإعلان الدستورى المكمل تمنع الطعن على أداء اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وقاطع حزب الحرية والعدالة بداعى أن الموقف لا يحتمل المظاهرات ولابد من أن تنتهى الفترة الإنتقالية.
وقال حزب النور : أن هذا المكان والزمان الخطأ وأنه لا يصح الاعتصام أمام وزارة الدفاع من أجل ما يتبعه من عواقب وخيمة.
سادت الساعات الأولى من الإعتصام هدوء نسبى قبل أن يقوم مجهولون ،البلطجية، بمحاولة الإشتباك مع المعتصمين لمحاولة فضه، واستمرت حالة الكر والفر بين الطرفين لتبدأ حرب الشوراع فى اليوم التالى.
اليوم الثانى: حرب مع مجهولين
قام مجهولون مسلحون بإعتلاء كوبرى العباسية للهجوم على المعتصمين بشارع الخليفة المأمون بينما حاول المتظاهرون حماية أنفسهم بالدروع الخشبية فى الوقت الذى تم الاعتداء عليهم بزجاجات المولوتوف والخرطوش والألعاب النارية والحجارة
وانتقلت الاشتباكات إلى شارع امتداد رمسيس أمام مسجد النور، وتزايدت الإصابات فى صفوف المتظاهرين بشكل متتابع وكانت عبارة عن اختناقات وإصابات بالخرطوش وتم نقل المصابين بدراجات بخارية إلى المستشفى الميدانى بشارع الخليفة المأمون، وذلك فى غياب تام لسيارات الإسعاف.
ومع استمرار الاشتباكات تزايدت الإصابات بشكل ملحوظ بسبب إلقاء القنابل المسيلة للدموع، كما أصيب عدد كبير من الأشخاص بجروح قطعية بأنحاء متفرقة من أجسادهم نتيجة استخدام الأسلحة البيضاء، حسبما أكد أطباء المستشفى الميدانى الكائنة بشارع الخليفة المأمون، لافتين إلى أن عدد الإصابات يتراوح ما بين 50 إلى 70 إصابة.
ونتج عن تصاعد الاشتباكات إصابة عدد من المتظاهرين بمحيط وزارة الدفاع برصاصات نار حى، بعد هجوم مجهولين عليهم فجر اليوم الأربعاء، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى الميدانى.
و نتيجة لتصاعد وتيرة الأحداث وأعلنت حركة "6 إبريل" وحركة "كفاية" عن الإعتصام مع المتظاهرين عند وزارة الدفاع .
اليوم الأخير: جمعة النهاية
جاء يوم الجمعة 4 مايو، حيث دعا عدد كبير من القوى السياسية للتوجه بمسيرات لمؤازرة معتصمي العباسية والمطالبة بإسقاط حكم العسكر، والدفاع عن حقوق من سقطوا ضحايا تلك الاشتباكات.
لكن حينما وصلت تلك المسيرات لمنطقة العباسية كان الجيش قد أغلق مداخل ومخارج المنطقة وقبض على من تبقى من المعتصمين بشارع الخليفة المأمون، وكلما حاولت أحدى المسيرات التقدم لميدان العباسية، يرد الجيش بقنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات رصاص في الهواء.
وحين حاول بعض المتظاهرين الاحتماء بمسجد النور بالعباسية، قامت قوات الجيش بدخول المسجد بالأحذية وألقت القبض على المتواجدين بالمسجد، بدعوى تواجد مسلحين داخل المسجد، وكان من بين المعتقلين قائد المقاومة الشعبية بالسويس الشيخ حافظ سلامة.
و لإحتواء الموقف الذى خرج عن السيطرة، أصدر المشير طنطاوي أمر بالإفراج عن الشيخ حافظ بعدها بساعات، وقد أكد الشيخ حافظ في تصريحات صحفية وقتها أنه لم يكن بالمسجد مسلحون، وجميع من تم إلقاء القبض عليهم أبرياء،مشيراً إلى أن من قامت بالقبض عليهم الشرطة العسكرية يصل عددهم إلى 40 مصليا، وجميعهم أشخاص كانوا يؤدون صلاة العصر بالمسجد، ولم يكن أحد منهم معه شيء.
بيان الجيش:
ألقى اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكرى، بيانا قال فيه إن المجلس أصدر قراراً بفرض حظر التجوال فى محيط وزارة الدفاع والشوارع المؤدية إليها والمحيطة بالوزارة ابتداءً من الساعة 11 مساء الجمعة، وحتى الساعة 7 صباح السبت، وقال إن الشوارع التى فرض حظر التجوال فيها هى الفنجرى مع صلاح سالم، وشارع سرايا القبة مع مترو الأنفاق، وتقاطع شارع محمود شكرى مع سرايا القبة وشارع رمسيس حتى مستشفى الدمرداش وشارع لطفى السيد حتى مستشفى الدمرداش.
وقال إنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات تجاه من يخالف قرار حظر التجوال، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المحرضين على أحداث العباسية، كما أهاب بكافة المواطنين بضرورة الالتزام التام بحظر التجوال.
شهود العيان:
قال محمد مصطفى القبطان، أحد الشباب المعتصمين بميدان العباسية: "قبل الاشتباكات كان هناك كم غير عادى من المندسين، ومن كثرة عددهم لم نتمكن من التعامل معهم، وحاول أحد الشباب اجتياز السلك وجذبه ضابط الشرطة العسكرية وظل يضرب فيه هو والجنود أمام المعتصمين، وفجأة وجدنا وابلًا من الطوب والمياه ينهال علينا، وهرب عدد كبير من المعتصمين إلى العباسية فالتقطهم البلطجية وشاهدت أحد الضباط يقول للبلطجية الذين يعتدون على أحد الشباب "اجرحوه فقط ولا تقتلوه".
من جانبها،قالت الدكتورة نها الشرنوبى، أستاذ مساعد التخدير والرعاية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصى "قوات الشرطة حرقت الخيام التى كنا بها، واعتدت على الأطباء وحرقت المستشفيات الميدانية وما بها من مستلزمات طبية، وميدان العباسية كان عبارة عن جرى وهرولة وذعر لا تستطيع التفرقة بين البلطجية والمتظاهرين وقوات الشرطة".
يقول جمال طه أحد القربين من أبو إسماعيل: "إنه مع اشتداد الضرب على المعتصمين تواصلنا مع الشيخ صفوت حجازى، القيادى بالإخوان، لنجدتهم ليفاجئهم قائلًا "الموقف صعب ولا يمكننا فعل شيء لأننا سندخل فى مذبحة مع الجيش"، ويكمل حجازى "كان الاعتصام فى التحرير أفضل والمفروض متعملوش حاجة إلا لما نوافقكم عليها وبعدين اللى خايف من البعبع ميروحش عنده"
وقالت شاهدتان إن الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى اقتحمت مسجد النور، وألقت القبض عليهما، بعد تفتيشهما ذاتيًا ومعاملتهما بشكل سيئ، مضيفين بأن الطبيبتين المفرج عنهما تعانيان أزمة نفسية وتمران بحالة نفسية صعبة، نتيجة تعرضهما لمعاملة قاسية من جانب قوات الشرطة العسكرية.
الصحف الإجنبية
فى مفاجأة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير بعنوان ''حلقة جديدة من أوراق لجنة تقصي حقائق قتل المتظاهرين''، قالت فيها إنه كان هناك اتفاق بين قوات الجيش وقيادات عسكرية رفيعة ومجموعة من البلطجية خلال موقعة العباسية مايو 2012.
ونقلت الصحيفة عن التقرير أنه تم إثبات وفقًا لشهادات أطباء داخل مستشفى كوبري القبة العسكري أنه تم علاج مصابي موقعة العباسية دون ''تخدير'' وإجراء جراحات دقيقة دون عمليات تعقيم، فضلًا عن تعرض المصابين للاعتداء داخل المستشفى وفقًا لتعليمات صادرة من قيادات عسكرية رفيعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى