صحيفة لوفيغارو الفرنسية – التقرير
اعتمد نتنياهو لهجة مروعة للتنديد بالاتفاق الإطاري الذي وقّع يوم الخميس بين القوى الكبرى وإيران. ولم يتردد المقربون منه من الحديث عن إمكانية وقوع حرب نووية “رهيبة”.
وفي محادثة “متوترة” مع باراك أوباما، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي مرة أخرى أن هذا الاتفاق الإطاري، الذي جرى ترتيبه في لوزان، يهدد “بقاء إسرائيل”.
وتوقع نتنياهو أن: “هذا الاتفاق لن يعرقل البرنامج النووي لإيران، ولكن سيفتح له الآفاق“. كما ندد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ما أسماه “خطأ تاريخيًا”؛ ردًا على “الاتفاق التاريخي” الذي أشار إليه وبكل فخر واعتزاز رئيس الولايات المتحدة.
ووفقًا لنائب وزير الخارجية، فإن “القوى العظمى وجدت نفسها في موقف ضعف من خلال رفضها فكرة المواجهة العسكرية مع إيران في صورة فشل المفاوضات، بحيث تمكنت طهران من فرض إرادتها والحصول على الشرعية الدولية لصالح برنامجها النووي“.
ويبقى أن المسألة بالنسبة للقادة الإسرائيليين لم تكتمل بعد، باعتبار أنه من المقرر أن تكون هناك ثلاثة أشهر من المناقشات للتوصل إلى اتفاق نهائي. ويضع نتنياهو كل آماله في الكونغرس، الذي سبق وأن ألقى فيه خطابًا، في أوائل شهر مارس، وذلك بدعوة من الجمهوريين. وكان الهدف من هذه المبادرة هو الضغط على باراك أوباما، الذي لم يقبل حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي ليتحداه مباشرة في واشنطن.
ويبقى أن الكونغرس، الذي يمكن له نظريًا التصويت ضد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والمنصوص عليها في اتفاقية لوزان، “من المرجح أن تكون له الكلمة الأخيرة في هذه المسألة“، بحسب جلعاد إردان، وزير الداخلية الإسرائيلي.
الخيار العسكري لا يزال مطروحًا على الطاولة
وكملاذ أخير، يمكن لإسرائيل أن تستخدم القوة؛ حيث أكد وزير الإعلام الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، أن “الخيار العسكري لا يزال مطروحًا على الطاولة“. كما أشار إلى أنه في عام 1981، لم تتردد إسرائيل في تحدي الولايات المتحدة في مهاجمة وتدمير المفاعل النووي العراقي أوزيراك، الذي بني بمساعدة فرنسا في عهد صدام حسين.
وقال يوفال شتاينتز: “عندما يتعلق الأمر بأمننا القومي، فإن واجبنا المقدس هو الدفاع عن أنفسنا حتى في الحالة التي يكون العالم فيها مخدوعًا باتفاقات لن تعمل“.
ولكن، وفقًا لمعظم المعلقين، لا توجد لإسرائيل اليوم أية فرصة للشروع في مغامرة محفوفة بالمخاطر. والشيء الوحيد المؤكد هو أن البحرية الإسرائيلية عرضت هذا الأسبوع غواصتها الرابعة التي تم تصنيعها في ألمانيا، والتي يمكنها، وفقًا لخبراء عسكريين أجانب، أن تكون مجهزة برؤوس نووية، وأن تقوم ببعثات تجسس قبالة الساحل الإيراني، مع قدرتها على اعتراض الصواريخ. وما التسليح الذي تقوم به إسرائيل إلا طريقة لإظهار قوة الردع خاصتها من دون أن تنوي استخدامها، على الأقل حتى هذه اللحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى