ارتفاع الأسعار ينهش الفقراء فى رمضان

يحل بعد أيام قليلة شهر رمضان الكريم على جميع الأسر المصرية، في ظل الارتفاع الباهظ للأسعار الذي تشهده الأسواق التجارية الخاصة بالسلع الرمضانية والوجبات الغذائية التي يعتمد عليها المواطن المصري الفقير، ليظل التساؤل الذي يدور في رأس المواطن كيف يمكن إعداد وجبة الإفطار في رمضان وكل السلع تزداد غلاء، حتى اللحوم البيضاء - غذاء الفقراء- ارتفعت 10% بسبب انخفاض الإنتاج؟.
أسعار الدواجن تصل إلى 23 جنيهًا للكيلو فى رمضان
أعلنت الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الدجنة بغرفة القاهرة التجارية، عن ارتفاع أسعار الدواجن ليصل إلى 18 جنيها سعر المزرعة، وقطاعي بمبلغ 21، وتباع معبأة ومغلفة بمبلغ 24 جنيها.
ويتوقع "السيد" أن ترتفع أسعار الدواجن خلال شهر رمضان لتصل إلى 18 جنيها سعر المزرعة، وقطاعي يتراوح مابين 22 و23 جنيها، وأرجع السبب إلى زيادة الطلب فى ظل انخفاض الإنتاج بمقدار يتراوح بين 250 و300 ألف طائر يوميا، ويتم سد الفجوة من خلال الاستيراد من الخارج.
وعلى الرغم من وجود سياسات وإنشاء هيئات ووضع استراتيجيات على مدى العقود الثلاثة الماضية خاصة بالفقر والفقراء، إلا أن الاهتمام الظاهر بتلك الشريحة من المصريين كان موسمياً، إذ كان يقتصر على التصريحات الخاصة بـ "ضبط الأسعار"، التي لم تحقق انضباطها حتى وقتنا الحالي، مع كل موجة غلاء جديدة.
وكشفت دراسة عن سياسات دعم الغذاء في مصر للدكتور خالد زكريا الأمين، بكلية الاقتصاد، أنه على الرغم من استمرار سياسة الدعم للغذاء لأكثر من 50 عاما لتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة، فإن السياسات الاقتصادية للحكومة المصرية لم تؤثر بالشكل المرجو على وضعية الفقر والفقراء، وأن هياكل الأجور في مصر لم تتطور وتصل إلى درجة النضج التي تجعلها أكثر استجابة للتغيير في الأسعار.
جشع التجار وغياب الرقابة.. أبرز أسباب ارتفاع الأسعار
يقول أحمد عبد المنعم، موظف حكومي، إن ارتفاع أسعار الخضروات الأساسية واللحوم البيضاء قبل بداية الشهر الكريم يزيد العبء على المواطن الفقير، مضيفا أن الجميع يتلاعبون بالمواطن الفقير؛ بسبب غياب الرقابة وعدم تسعير المواد الغذائية منعًا لعمليات التلاعب من قبل ضعاف النفوس، إضافة إلى عدم توفير الدعم مثلما كان فى السابق على السلع التموينية، فضلا عن جشع التجار وسعيهم للحصول على إرباح إضافية، مستغلين حاجة المواطن إلى المواد الغذائية في ذلك الشهر.
وتابع: "الظروف التي تمر بها مصر في الوقت الحالي ليست بجديدة حتى يتم رفع أسعار اللحوم البيضاء إلى 18 جنيها، مؤكدا أن وجبة الإفطار اليومي لأسرة الفقيرة يكلفها في أقل الحدود 50 جنيهًا، ما يتطلب أن يكون الحد الأدنى من راتب الفرد 2000 جنيه.
من جانبها، أكدت ثريا السيد، ربة منزل، إن شهر رمضان يجتمع فيه الجميع على طاولة واحدة لتناول طعام الإفطار، ويتطلب كميات أكبر من المواد الغذائية، وتكثر فيه الحلويات وما شابه لتعويض السكريات التي فقدها الجسم أثناء فترة الصيام، خاصة أن شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة إلى أكثر من 43 درجة.
وأضافت "السيد": "تكمن المشكلة فى ارتفاع الأسعار التى لا تقدر عليها الأسر البسيطة، خاصة فى الشهر الكريم بسبب جشع التجار، ويجب أن تكون هناك رقابة مشددة من قبل المختصين في وزارة التموين والحكومة بشكل عام لمراقبة الأسعار، فضلًا عن الزيادة التي تطرحها الحكومة نفسها".
قرارات الحكومة برفع الأسعار تخلق نوعًا من السخط الشعبى الجديد
من الناحية الأخرى، تقول الدكتورة هناء السباعي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، إن الإجراءات التي تتخذها الحكومة في الوقت الحالي فيما يتعلق برفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، تخلق نوعا من السخط الشعبي الجديد ضد الحكومة ورئيس الجمهورية، وقد تتسبب في خلق فئات احتجاجية جديدة، مؤكدة أن المساس دائمًا بدعم المواد الغذائية يخلق غضبا عارمًا.
وأوضحت "السباعي" أن المواطن المصري أصبح يستقبل المواسم وهو لا يحمل أي ابتسامة أمل، بعدما فقدها بسبب البحث والجري وراء لقمة العيش، مستنكرة مطالب الحكومة دائما بالتقشق فى حين الإعلان عن مشروعات اقتصادية بمليارات الجنيهات، مما يجعل المواطن المصري يشعر حالة من الانفصام.
وطالبت أستاذ علم الاجتماع السياسي، الإعلام المصري بضرورة أن يؤدى دورة التوعوي لتوضيح الأزمة الحالية وارتفاع الأسعار، وان يقدم برامج سريعة تشرح فيها عمل وجبات غذائية لربات المنزل بأوفر الأسعار، على خلاف ما يحدث في الوقت الحالي فى البرامج التي تقدم مأكولات تتجاوز الـ100 جنيه لكي يتم تحضيرها في وجبة الإفطار فقط، ولا يوجد أسرة تتحمل كل تلك الأعباْء.
 
ارتفاع الأسعار ينهش الفقراء فى رمضان
شريهان أشرف
Sun, 31 May 2015 09:52:36 GMT

مواضيع مشابهة