لناصرة (فلسطين) : قدس برس
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الخميس، عن أرشيف احتلال مدينة القدس وضواحيها عام 1967، إضافةً لمعلومات مهمة تنشر للمرة الأولى.
وذكرت الصحيفة العبرية، في عددها الصادر اليوم، أن اللجنة الوزارية للشؤون الأمنية في حكومة الاحتلال بدأت اجتماعًا في حرب الأيام الستة؛ 6 حزيران/يونيو (اليوم الثاني من حرب 67) لعقد دورة استثنائية في تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة 48).
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، ليفي أشكول، صرّح في بداية الاجتماع بأن القوات الإسرائيلية “حققت نجاحات كبيرة ونصر بلا حدود” في اليوم الثاني من حرب 67.
وشدد أشكول على أن “الوضع السياسي قد تغير في ضوء هزيمة الجيوش العربية”، مؤكدًا “ضرورة وضع خطة لضمان المكان الشرعي لإسرائيل في الشرق الأوسط”.
وقال وزير العمل (الإسرائيلي) يغال ألون، أن أي تأخير باحتلال البلدة القديمة في القدس يمكن أن يؤدي لتدخل الأمريكي، وربما أيضًا الفاتيكان، واقترح تشكيل وحدة خاصة من المسؤولين تحت مسؤولية قائد يتفهم الأمور السياسية ويفرضها على المدينة القديمة، سريعًا.
وحث الوزير مناحيم بيغين على إكمال الإجراءات المتعلقة بالجبهة الأردنية في منطقة القدس، داعيًا لاستخدام كلمة “تحرير” بدلًا من “الاحتلال”.
واقترح وزير جيش الاحتلال حينها، موشيه ديان، عدم الذهاب في اليوم التالي لاحتلال القدس إلى البلدة القديمة والمدينة بشكل عام، مبينًا: “عسكريًا يمكننا دخول المدينة ولكن أقترح ألا نفعل ذلك لعدة أسباب منها أننا لا نريد أن نتورط في معارك حرب الشوارع في البلدة القديمة”.
ولفت النظر في ذلك الحين إلى أن استقرار جيش الاحتلال في جبل المكبر والشيخ جراح بالقدس، “يعني أنه وفي غضون يوم أو اثنين سيأتي العرب رافعين الراية البيضاء من المدينة بدون قتال”.
وأوضح أن “المسألة تتعلق بالسيطرة على مليون من العرب في الضفة الغربية”، داعيًا لـ “إفساح المجال لهم (عرب القدس) للهرب من المدينة”.
وتقرر في الاجتماع ذاته، تأكيد الاستيلاء على التلال فوق الضفة الغربية للأردن، وعدم الدخول ليلا إلى مدينة القدس والبلدة القديمة والاستيطان في محيط المدينة، والسيطرة عليها من جميع الأطراف.
وكشف الأرشيف الذي عرض اليوم الخميس بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب الـ 67 تعداد لسكان فلسطين الحقيقيين في تلك الفترة في منطقة الضفة الغربية والتي خضعت للسلطة العسكرية؛ لصالح الحكومة التي طلبته من أجل صياغة خطة سياسية في موضوع السكان في هضبة الجولان وغزة وسيناء والضفة الغربية.
وأشار إلى أن المناطق المحتلة قسمت في تلك الحرب إلى 8 تجمعات، وفي كل تجمع تم فرض منع التجول ليوم واحد، وقاموا بإحصاء السكان من بيت إلى بيت ممن تواجدوا في تلك الساعة.
وأوضح أن فرض منع التجول تم لمنع السكان من التحرك وبالتالي منع تضاعف الأرقام لعدد السكان، وعبر هذه الطريقة التحليلية تم تجنيد 2500 شخص للقيام بمهمة العد ناطقون بالعربية، و150 حافلة، وبذلك تم تجاهل أعداد كبيرة من السكان.
وكشف الأرشيف أنه في هذا التعداد تم إحصاء 6400 شخص في الجولان، و33 ألف في سيناء، وفي غزة 35600؛ نصفه في المخيمات، وفي الضفة 600 ألف نسمة.
وحسب ما كشف عنه اليوم فإن الضفة الغربية استخدمت كورقة مساومة من أجل تحقيق السلام مع الأردن، إذ قال أشكول في تلك الفترة “يجب أن نبقي على أقل ما يمكن من المناطق المحتلة بأيدينا”.
وبحسب الأرشيف، فإنه بعد نهاية الحرب ومن أجل تهدئة الأجواء صرحت الحكومة بأنها لا يوجد لها نية أو هدف لإقامة “الهيكل” مكان المسجد الأقصى، وما سنقوم به هو السماح لليهود بالقدوم إلى البراق “الذي انتزع من أيدي اليهود من قبل الأردنيين”، وفقًا لما جاء في الأرشيف.
وكما كشفت البروتوكولات المنشورة اليوم أنه مقابل الإعلان من قبل السوريين عن وقف إطلاق النار قرر الكابينيت الإسرائيلي، احتلال هضبة الجولان بدعم من وزراء في اليسار (الإسرائيلي)، وفي المقابل حاولوا تلطيف الأجواء حيث قالوا “أن النشوة أخذتنا ويجب الوقوف عند الحدود”.
وعرض في الوثائق المنشورة التوبيخ الذي وجهه أشكول لديان، حيث أمر ديان باحتلال جنوب الجولان، فيما قال أشكول إنه أبلغ بذلك في وقت لاحق وأغلق الحساب عبر رسالة أرسلت لديان بعد الحرب، حيث أخبره أنه لا مانع أن نتحدث معًا قبل القرار بساعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى