آخر المواضيع

05‏/06‏/2017

تفاصيل هامة : من داخل غرفة العمليات.. كيف أدار عبد الحكيم عامر حرب 67؟


 
حسني مبارك خيّب أمل عامر: الطائرات التي تقصفنا إسرائيلية وليست أمريكية
الفريق فوزي: "المشير اتصل بي منهارًا.. وقال لي: حط لي خطة انسحاب في تلت ساعة"
في 7 يونيو اقتنع عامر بخطأ الانسحاب.. لكن كما قال كيبلينج: لا يكون هناك توقف عندما يبدل جيش موقعه



 
تتوقف معلومات كثيرين عن دور المشير عبد الحكيم عامر في نكسة 5 يونيو 1967، عند تلك الرواية "الشعبية" المشكوك في دقتها، والتي حكاها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عن أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سأل عامر في اجتماع قبل الحرب عن مدى استعداد القوات المسلحة للقتال، فرد عليه قائلًا: "برقبتي يا ريس".
أما تفاصيل إدارة –أو عدم إدارة- القائد العام للقوات المسلحة للحرب، فتائهة داخل صفحات الكتب التي تناولت تفاصيل النكسة أو مذكرات قادة ثورة 23 يوليو 1952. ونسلط الضوء على تلك التفاصيل في الذكرى الـ49 للنكسة.
اليوم الأول – 5 يونيو
يحكي عبد اللطيف البغدادي، أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو، أنه وأحد زملائه في المجلس، اتصلا بعبد الحكيم عامر ظهر يوم 5 يونيو، وطلبوا منه أن يلتقوا به عارضين خدماتهم للمساهمة بأي شكل في نصرة الوطن بعد قيام الحرب.
 

 
وافق عامر على الزيارة، وكان هادئ الأعصاب شديد الثقة، فتحركا فورًا إلى مكتبه في مبنى القيادة العامة للجيش بمدينة نصر.
يقول البغدادي في مذكراته، إن عامر استقبلهما بخبر إسقاط 73 طائرة للعدو، وبعد أن استطرد يشرح خطة القوات المصرية في سيناء لمواجهة إسرائيل، أخبره الزائران بأنهما مستعدان لأي مساعدة، وأنهما سيغادران لأنهما لا يريدان إزعاجه، إلا انه رد بثقة: "ليس هناك ما يشغلني، كل قائد في سيناء يعرف الأوامر جيدًا، وبعد انتهاء المعركة الجوية ستجدانني بلا عمل"، وطلب منهما أن يستمرا في الجلوس.
إلا أنا الأجواء بدأت تتوتر، إذ تكررت اتصالات محمد صدقي محمود، قائد القوات الجوية، وبدا للبغدادي في أحد الاتصالات أن صدقي محمود يبكي في التليفون، وبدأ عامر في تهدئته، وطلب منه أن "يمسك أعصابه"، وانتهت المكالمة، ليتصل قائد القوات الجوية مرة أخرى ويخبر عامر أنه على ما يبدو "الطائرات الأمريكية تشارك إسرائيل في القصف"، لأن مطار الأقصر تم قصفه وذلك يصعب على إسرائيل، وأن أحد الطيارين القدامى، واسمه محمد حسني مبارك، قد شاهد الطائرات المغيرة على مطار الأقصر وأكد أنها أمريكية.
ويذكر البغدادي أن عامرًا اتصل بعبد الناصر، وأخبره بتدخل الطائرات الأمريكية، وأنه يجب البحث عن حل سياسي، فطالبه عبد الناصر أن يثبت أولًا مشاركة الطائرات الأمريكية، وأن يحضر له طائرة من النوع تم إسقاطها مثلًا. وعلى الفور اتصل عبد الحكيم بمطار الأقصر وتحدث مع مبارك وسأله عن نوع الطائرات التي أغارت على مطار الأقصر، فأخبره الأخير أنها إسرائيلية.. وهنا بدأ عامر يدرك خطورة الموقف.
اليوم الثاني – 6 يونيو
ما حدث في اليوم الثاني يمكننا التعرف عليه من خلال شهادة الفريق محمد فوزي، رئيس العمليات في حرب أكتوبر، والقائد العام للقوات المسلحة بعد النكسة، المعروف بـ"مهندس حرب الاستنزاف".
 

 
يحكي الرجل: "طلبني المشير بعد ظهر 6/6/1967، وقال لي: عايزك تحط لي خطة سريعة لانسحاب القوات إلى غرب القناة، وأمامك 20 دقيقة فقط".
يعلق فوزي على كلمات عامر: "كان المشير في حالة نفسية وعصبية منهارة، والموقف لم يكن يسمح لي بالجدل، فقد كانت القوات البرية في سيناء متماسكة حتى هذا الوقت، ولم يكن هناك ما يستدعي إطلاقًا التفكير في انسحابها".
يستكمل الفريق فوزي الحكاية، قائلًا "أسرعت إلى غرفة العمليات، ووضعت الخطة بالتعاون مع الفريق أنور القاضي رئيس الهيئة، وواللواء تهامي مساعد رئيس الهيئة، وتوجهنا إلى مكتب المشير".
أمام عبد الحكيم عامر، بدأ اللواء تهامي يشرح الخطة ويشرح ويشرح، ثم اختتم كلامه، قائلًا "أي ان يتم الانسحاب في 4 أيام وثلاث ليال"، هنا انفجر المشير صارخًا "4 أيام يا فوزي، دنا أعطيت أمر الانسحاب خلاص"، ثم قام مسرعًا -وقد احمر وجهه- ودخل إلى غرفة نومه التي تقع خلف مكتبه بطريقة هيستيرية.
ما يسرده الفريق فوزي يؤكد أن أمر الانسحاب صدر قبل أن تصل الخطة.. وينهي شهادته عن تلك اللحظة، قائلًا "فانصرفنا نحن الثلاثة مندهشين من حالة المشير".
اليوم الثالث – 7 يونيو
في كتابه "مذبحة الأبرياء في 5 يونيو"، يحكي الكاتب الصحفي وجيه أبو ذكري، أنه علم من مصادر مطلعة أن ثلاثة من كبار هيئة أركان حرب الجيش المصري طلبوا في 7 يونيو عقد اجتماع عاجل مع عبد الحكيم عامر، الذي كان قد توقف عن استقبال المكالمات منذ الليلة السابقة، لكنهم بعد إلحاح تمكنوا من إقناع مساعدي المشير بأهمية مقابلته. هؤلاء الثلاثة هم اللواء مصطفى الجمال رئيس البحوث، واللواء بهي الدين نافع نائب رئيس العمليات، واللواء رفعت الحسيني، بحسب أبو ذكري.
 

 
الثلاثي نجح في إقناع عامر –وكان منهارًا- بأن أمر الانسحاب لا يعني سوى كارثة، وعندها أعطاهم صلاحية إرسال رسائل لوقف عملية الانسحاب.
يعقب صاحب "مذبحة الأبرياء": "إلا إنه مثلما كتب كيبلينج ذات مرة: لا يكون هناك توقف أيها القائد، عندما يبدل جيش موقعه"، ويختم الحكاية، قائلًا "كافة عناصر الفرق الأمامية الأربع (الفرق الفلسطينية العشرون من جيش التحرير الفلسطيني، والألوية السابع والثاني والسادس من الفرقة الثالثة) وكذلك القوة الخاصة المدرعة بقيادة سعد الدين الشاذلي، كانت جميعها في ذلك الحين تسارع بالانسحاب في اتجاه الغرب، ودمر الإسرائيليون بعض هذه الوحدات وهي في طريقها للانسحاب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى