قبل يوم من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، استقال وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل وكتب لاحقاً أن تصرّفات السادات حيّرته ومن الفرضيات التي خطرت على باله لتفسيرها "أن يكون في حالة انهيار تام سلبه إرادته، أو أن تكون التكنولوجيا الأمريكية قد نجحت في السيطرة عليه وتوجيهه مغناطيسياً

"السيد رئيس الجمهورية نظرًا للظروف الحالية التي تواجه مصر والعالم العربي وبسبب التطورات غير العادية وغير المنتظرة التي ستحدث مؤثرة في القضية العربية، أقدّم استقالتي لسيادتكم، مقتنعًا تمام الاقتناع بأنني لا أستطيع الاستمرار في مكاني ولا أستطيع أن أتحمّل المسؤولية الناتجة عن التطورات الجديدة".

بتلك الكلمات الموجزة، أرسل وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي بيان استقالته للرئيس المصري أنور السادات، اعتراضًا على إعلانه تحت قبة البرلمان المصري في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1977 استعداده لزيارة القدس وإلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي، تلك الزيارة التي ظنّ أغلب من سمعها على الهواء أنّها مبالغة معتادة من السادات، لكنّها سرعان ما صارت حقيقة، تشكّلت معها معالم عهد سياسي عربي جديد.

سبّبت استقالة فهمي مشاكل جمّة للسادات، فقد جاءت من الرجل المفترض فيه ترويج سياسات رئيسه والدفاع عنها، لكنّ السادات لم يعبأ ولم يتوقف عن مسعاه رغمًا عن كل العواصف السياسية التي سيواجهها منذ ذلك الحين.

نشرت في القاهرة شهادة متأخرة لرئيس الأركان المصري سعد الدين الشاذلي قال فيها انه كان في إمكان فرقة الجنرال الاسرائيلي أرييل شارون المدرعة أن تواصل سيرها للوصول إلى القاهرة دون مقاومة خلال حرب أكتوبر عام 1973. فقد كتب الفريق سعد الدين الشاذلي في صحيفة (العربي) المصرية الناطقة باسم الحزب العربي الديمقراطي الناصري المعارض أن شارون استطاع أن يقيم (تشكيلا قتاليا بأكمله) داخل ما اصطلح على تسميته بالثغرة التي حدثت في الدفاعات المصرية على الضفة الغربية لقناة السويس. وقال الشاذلي, الذي استقال من رئاسة الاركان المصرية في ديسمبر عام 1973 بعد أسابيع قليلة من الحرب, انه من الناحية العملية كانت جميع الفرق المدرعة المصرية الاخرى إما تحت الحصار من جانب شارون على الضفة الغربية لقناة السويس أو متمركزة في الضفة الشرقية التي عبروا إليها قبل عشرة أيام. وكشف رئيس الاركان المصري الاسبق النقاب عن أنه رغم النجاحات الاولية التي حققتها مصر, فإن الوضع تغير بصورة خطيرة بعد ذلك حيث حصدت الدبابات الاسرائيلية, على سبيل المثال, اللواء (25) المصري المدرع (باستثناء خمس دبابات) عندما حاول العودة إلى الضفة الغربية. وأضاف الشاذلي ان القوات الجوية الاسرائيلية المتفوقة للغاية كانت في ذلك الوقت قد سيطرت سيطرة كاملة على ساحة المعركة بأكملها وقامت بتدمير اللواء المدرع الاول عندما حاول التحرك جنوبا من السويس في اليوم العاشر من المعركة. وقالت صحيفة (العربي) أن المقابلة تمت مع الشاذلي في منزله بعد يوم من السماح له بالعودة من الجزائر حيث كان يعيش بالمنفى بمحض إرادته في عام 1996 ولكن الصحيفة منعت من نشر المقابلة بأوامر من الرقابة. ولاحظ المراقبون أن النشر تزامن مع الدعوات المتصاعدة في مصر وغيرها من الدول العربية للدخول في حرب جديدة ضد إسرائيل على غرار (نصر أكتوبر) وذلك بسبب الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وفي المقابلة التي مضى عليها ست سنوات ونشرت أمس, أكد الشاذلي أنه كان يمكنه تغيير مسار الحرب إن لم يصر الرئيس الراحل أنور السادات على تقدم القوات نحو ممرات سيناء الاستراتيجية (لتخفيف الضغط على سوريا). وقال ان التكتيك الاصلي كان اتخاذ وضع دفاعي على مسافة قصيرة من ضفة قناة السويس والاشتباك مع الاسرائيليين في (قتال على جبهة عريضة لفترة طويلة من الوقت) وهو الامر الذي لا يتناسب مع استراتيجيتهم في (الهجوم المفاجئ) في الحروب. وطالب الشاذلي بمحاكمة السادات بسبب الطريقة التي أدار بها الحرب وقال (حاكموا من ارتكبوا الاخطاء أو الجرائم ويجب الاعلان عن الحقائق). د.ب.ا

صور نادرة لمنفذي اغتيال السادات من محبسهم بالسجن الحربى قبل اعدامهم

خالد الاسلامبولى عطا طايل محمد عبدالسلام فرج عبدالحميد عبدالسلام حسين عباس