آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تميم البرغوثى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تميم البرغوثى. إظهار كافة الرسائل

08‏/11‏/2011

نوفمبر 08, 2011

من هو تميم البرغوثى

75

تميم البرغوثي شاعر فلسطيني ولد في عام 1977 في القاهرة وهو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ورضوى عاشور الكاتبة المصرية.

سيرته الذاتية

حاز على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية كما عمل محاضرا بالجامعة الأميركية بالقاهرة، له عدة مقالات منشورة في عدد من الصحف العربية والمصرية، وعدد من الدواوين
اشتهر في برنامج أمير الشعراء الذي أذيع على تلفزيون أبو ظبي

دواوينه وكتبه

له أربعة دواوين مطبوعة هي:

  • ميجنا، عن بيت الشعر الفلسطيني برام الله عام 1999 وهو ديوان منشور باللهجة الفلسطينية

  • المنظر، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002 وهو ديوان منشور باللهجة المصرية

  • قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005 وهو ديوان منشور باللهجة المصرية

  • مقام عراق، عن دار أطلس للنشر بالقاهرة عام 2005 وهو ديوان منشور باللغة الفصحى

إضافة إلى كتابين في العلوم السياسية هما الوطنية الأليفة - الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار، وآخر بالانجليزية عن مفهوم الأمة في العالم العربي ولا يزال تحت الطبع.

أمير الشعراء

ازدادت شهرته إثر اشتراكه في برنامج أمير الشعراء الذي أذيع على تلفزيون أبو ظبي الفضائية مؤخرا، عرف بحضور القدس الدائم في شعره وانتصاره لقضية شعبه، ومن قصائده التي اشتهرت بشكل واسع قصيدة في القدسإضافة إلى عدد من

القصائد الأخرى منها:

  1. أمر طبيعي

  2. أمير المؤمنين: وهي قصيدة مدح فيها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني

  3. الليل: وهي قصيدة ارتجلها في الحلقة الأخيرة من البرنامج.

  4. من اعماله :

    فأس إبراهيم

    كأنني أريد أن أصيح أو أركض في حلم، لا صوت يخرج من فمي وكأنني أركض في رمال متحركة،
    لكنني واثق أن صوتا ما سيخرج، لأننا لسنا في حلم ولسنا نياما، وهؤلاء القتلى ليسوا مجازات بلاغية، وهذا الدم لا يختفي حين نقوم في الصباح، نغسل أيدينا وأوجهنا ونقرأ الجريدة، أصبح المرء منا حصالة أشباح، صور القتلى من كل حرب تتراكم، يظن العدو أنها بالتكرار تخف، يعني كم مرة يمكن أن تتفاجأ بالمجرزة، سيتعود الناس على الموت، على صور الموت، ولن يبالوا
    يا نيافة الحاخام، لا يتعود الإنسان على الموت، لأن الموت لا يتكرر، كل إنسان يموت مرة واحدة فقط، وغضبنا ليس تعاطفاً مع آخرين، بل هو إحساس بدنو الموت الشخصي منا، هذا الإحساس لا يمكن التعود عليه، ولا التصالح معه، إسرائيل تهديد بالموت لكل عربي في كل مكان وزمان، تهديد شخصي جداً، وثأر شخصي جداً، إسرائيل تقع خارج السياسة، إسرائيل، تقع خارج نشرة الأخبار
    يا نيافة الحاخام، يا فخامة الجنرال، أردتم أن تدخلوا إلى البيوت، فقد دخلتموها، فتحملوا الآن عاقبة أمركم، وإن أردتم سلاماً، ففاوضونا كلاً على حدة، فاوضوا ثلاثمائة ألف ألف إنسان، ووقعوا ثلاثمائة ألف ألف إتفاقية سلام، ثم انتظروا أن يكبر أطفالهم وفاوضوا معهم أيضاً، واحداً واحداً، إلى آخر الزمان
    يا رئيس الوزراء، يا قائد الجيش، ويا أيها الشعب المتعكز على محرقتين، محرقة خرج منها، ومحرقة يريد أن يدخل الناس فيها، إن قتلَنا لن يُنْجيَكم منا، نحن قوم قبورهم تقاتل، وذاكرتهم تترك آثاراً أشدَّ ثباتاً من تعريجات مجنزراتكم على الأسفلت.
    أنخيفكم؟ لا والله ليس في يدينا سلاح يخاف الناس من مثله، إنما تخيفكم سُنَّة تعرفونها، أن الضعيف لا يبقى ضعيفاً، وسُنَّةٌ أخرى تعرفونها، أن المرأة لا تنسى قاتل ولدها، إنما تخيفكم قوانين الحياة الطبيعية، لأنها تبشركم كل يوم بضلال فكرتكم، وخيبة أملكم، وزوال مُلككم.
    كانت فكرة سيئة أيها الضيوف، أن تسيئوا الزيارة إلى هذا الحد، كانت فكرة سيئة يا طالبي الإقامة، أن تنفوها عن من تطلبونها منه، كانت فكرة سيئة أن تقتلوا الناس، لأن الموتى أشد فتكاً بكم من الأحياء، إن حياً واحداً يصير ميتاً واحداً، ولكن ميتاً واحداً قد يصبح شعوباً من الأحياء، واسألوا عيسى بن مريم، والحسين بن علي، وأميرة ابنة العشرين يوما التي قتلتموها اليوم الثلاثاء الرابع من آذار 2008 السادس والعشرين من صفر 1429
    ما الذي تخافونه من الأطفال المتكلمين، أهو ثار قديم، اتهموني باللاسامية الآن، ولكن اشرحوا لي لماذا كل هؤلاء الأطفال يموتون في حروبكم، يعني لستم أول الغزاة ولا آخرهم، ولكن هذا الغيظ من الأطفال تحديداً من تخصصكم، ألم تكن غولدا مائير تقول إنها لا تنام عندما تسمع أن طفلاً فلسطينيا وُلد؟ ما بكم؟ ألم تعلن حكومتكم الموقرة أن الديمغرافيا، وهي كلمة يونانية نظيرها العربي كثرة العيال هي التهديد الأعظم لكيانكم، مالكم وللأطفال، أهو ثار قديم؟
    غزة، ومن قبلها كل مدينة اجتاحها الغزاة، مَثَلٌ ضُرِبَ للناس، وخطوة مؤلمة للخلاص من وثنية العجز. فالأصنام وهم، وإن كانت أحجارها حقيقية، ووظيفة الأحجار تثبيت الوهم في عقول الناس، وظيفتها إقناعهم بأن هناك صنماً، أو إلهاً شكله كذا، وإسرائيل وهم قنابله حقيقية، ووظيفة القنابل إقناعنا بأن إسرائيل باقية، والحاكم الظالم وَهْمٌ هراواته حقيقية، ووظيفة الهراوات أن تقنعنا أنه هو الحاكم لا نحن. غزة مثل مضروب، فأس إبراهيم، وقطرة مبكرة من ماء الطوفان.

    تميم البرغوثي 5 آذار 2008

    هي أولى منا

    لكل نظام منحط مذهبه في الاستهانة بالنفس البشرية. وإسرائيل ترى في قتلنا وسيلة لتحقيق أهدافها، وأهدافها، كأي لص هي الاحتفاظ بالمسروقات والأمان من الملاحقة معاً.

    أقول مرة أخرى إن إسرائيل تخسر، خسرت اليوم وستخسر غداً. نحن في أول آذار عام 2008 ، قتلت إسرائيل مدنيين فلسطينيين وأطفالاً في غزة، بذريعة إطلاق الصورايخ المصنعة يدوياً، وكأن إسرائيل لم تكن تقتلهم من قبل، حين لم يكونوا يطلقون إلا الحجارة عليها، وكأنها لم تقتل الناس حتى قبل زمن الحجارة عندما كان ذنبهم الوحيد أنهم موجودون في هذه الأرض، وأنهم ليسوا من اليهود.
    قصفت إسرائيل غزة بهدف وقف الصواريخ، ولم توقفها، وهي لن توقفها ما دامت لم تغز البلد براً، وحتى لو غزت إسرائيل غزة براً وأعادت احتلالها تماماً، فأغلب الظن أن المقاومة فيها لن تنتهي، وإلا كانت انتهت المقاومة حين كان الاحتلال قائماً، وقائماً لأربعين سنة لا أقل.
    إن اضطرار إسرائيل لإعادة ما جربته من أربعين سنة دليل فشل مسعاها، إن هؤلاء الغزاة القادمين من أوروبا الشرقية ما زالوا يغيرون على غزة منذ أن قامت دولتهم بيننا، وتكرار الأمر دليل فشله، فلو أن غارة منهم نجحت لاستراحوا وكفوا. أعني أن فشل العدو فشل عضوي، كعيوب الجينات، لا صلاح له.
    لن تنتصر إسرائيل إلا إذا منعنا الموتُ من مقاومتها. وأنا لا أطيق من ينصحون الناس بالموت وهم آمنون. وأنا ومثلي كثيرون من الفلسطينيين المحرومين من بلادهم، لا يسعني إلا أن أسمع وأطيع لما يقوله لي، لفظاً أو إشارةً أو وحياً، أي فلسطيني مقيم تحت الاحتلال، ولكن لا يعلم الإنسان متى يجيئ دوره، والحق يقوله من يراه من مكانه أياً كان. أما إسرائيل، ساقية الموت المتبرجة تلك، فإنها قد شربت سمها يوم ولدت، وسيفعل فيها فعله، ولا راد لقضاء الله فيها، وإني، رغم كل هذه الجثث من إخوتي وأقاربي، أقول، إن الله كتب لإسرائيل نصيباً من النواح أكبر من نصيبنا، وهي أولى منا بالخوف والحزن.

    تميم البرغوثي

    شاعر يستحق التقدير، وقصيدة تستحق الإعجاب!

نوفمبر 08, 2011

تميم البرغوتى : اغنية مصطفى سعيد يامصر هانت



يامصر هانت وبانت كلها كام يوم… نهارنا نادي ونهار الندل مش باين الدولة مفضلتش منها إلا حبة شوم.. لو مش مصدق تعالي علي الميدان عاين ياناس مفيش حاكم إلا من خيال محكوم.. واللي هيقعد في بيته بعدها خاين اللي هيعقد كأنه سلم الثانين لأمن وقاله هما ساكنين فين.. وصلت لضرب الرصاص علي الخلق في الميادين حتى الجثث حجزوها اكمنهم خايفين.. يامصر أصبحنا أحياء وميتين مساجين فاللي هيقعد في بيته يبقى مش مفهوم.. واللي هينزل الهي حارسه صاين يامصر هانت
نوفمبر 08, 2011

تميم البرغوثي : قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف

74

للشاعر تميم البرغوثي الذي رحلته السلطات المصرية إلى الأردن بعد اعتقاله في مظاهرات الغضب ضد العدوان  الأمريكي على الشعب العراقي
تميم نجل الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي والكاتبة المصرية رضوى عاشور

قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
المعنى كعبة وانا بوَفْد الحروف طايف
وألف مغزل قصايد في الإدين لافف
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
أنا لما اشوف مصر ع الصفحة بكون خايف
ما يجيش في بالي هرم ما يجيش في بالي نيل
ما يجيش في بالي غيطان خضرا وشمس أصيل
ولا جزوع فلاحين لو يعدلوها تميل
حكم الليالي ياخدهم في الحصاد محاصيل
ويلبّسوهم فراعنة ساعة التمثيل
وساعة الجد فيه سخرة وإسماعيل
ما يجيش في بالي عرابي ونظرته في الخيل
وسعد باشا وفريد وبقيّة التماثيل
ولا ام كلثوم في خِمسانها ولا المنديل
الصبح في التاكسي صوتها مبوظُّه التسجيل
ما يجيش في بالي العبور وسفارة اسرائيل
ولا الحضارة اللي واجعة دماغنا جيل ورا جيل
قالولي بتحب مصر أخدني صمت طويل
وجت في بالي ابتسامة وانتهت بعويل
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى
ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى
تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين
طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور
وتذنِّب الدهر لو يغلط بنظرة عين
وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور
وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي
وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها
تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرْها
وتقول يا حاجة إذا ما فرحتي وحزنتي
وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس
تفضل رسايل غرام للي يقدّرها
أمي وأبويا التقوا والحر للحرة
شاعر من الضفة برغوثي وإسمه مريد
قالولها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة
قالت لهم ياالعبيد اللي ملوكها عبيد
من إمتى كانت رام الله من بلاد برة
يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني
من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد
كان الجواب ان واحد سافر اسرائيل
وانا أبويا قالوله يللا ع الترحيل
دلوقت جه دوري لاجل بلادي تنفيني
وتشيِّب أمي في عشرينها وعشريني
يا أهل مصر قولولي بس كام مرة
ها تعاقِبوها على حُبَّ الفلسطيني
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
بحب أقعد علىالقهوة بدون أشغال
شيشة وزبادي ومناقشة في مآل الحال
وبصبصة ع البنات اللي قوامهم عال
لكن وشوشهم عماير هدها الزلزال
بحب لمعي وحلابِسَّة ومُحِّب جمال
أروح لهم عربية خابطة في تروللي
كإنها ورقِة مِسودّة مرميّة
جوّاها متشخبطة ومتكرمشة هيّه
أو شلّة الصوف، أو عقدة حسابيّه
سبعين مهندس ولا يقدر على حلي
فيجيبوا كل مفكّاتهم وصواميلهم
ويجرّبوا كل ألاعيبهم وتحاييلهم
ساعات كمان يغلطوا ويجربوا فيّه
بس الأكيد أنهم بيحاولوا في مشاكلي
وإنها دايماً أهون من مشاكلهم
أحب اقعد على القهوة مع القاعدين
وابص في وشوش بشر مش مخلوقين من طين
واحد كإنه تحتمس، يشرب القرفة
والتاني غلبان يلف اللقمة في الجرانين
والتالتة من بلكونتها تنادي الواد
والواد بيلعب وغالبهم ثلاثة اتنين
أتوبيس كإنه كوساية محشي بني آدمين
أقول بحكم القاموس، إن الهواء جماد
واشم ريحة شياط بس اللي شايفه رماد
عكازة الشيخ منين نابت عليها زناد
يسند على الناس ويعرج من شمال ليمين
والراديو جايب خبر م القدس أو بغداد
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
قطر الندى قاعدة بتبيع فجل بالحزمة
أميرة عازز عليها تشحت اللقمة
عريانة ما سترها الا الضل والضلمة
والشعر الابيض يزيد حرمة على حرمة
والقلب قايد مداين زي فرشة نور
والفرشة واكلاها عتة والمداين بور
اللي يشوفها يقول صادقة حكاوي الجن
واللي يشوفها يقول كل الحقايق زور
عزيزة القوم عزيزة تشتغل في بيوت
عشر سنين عمرها لكن حلال ع الموت
صبية تمشي تقع ويقولو حكم السن
وسِتّها شعرها أصفر وكلّه بُكَل
كإنها مربية فيه اربعين كتكوت
ووشها زي وش الحاكم العربي
كإن خالقها راسمها على نبوت
تحكم وقطر الندى تسمع لها وتئن
أصل البعيدة وليّة أمرها، عجبي
على الهوا بحجة الكسوة يقيموا له سور
أحكي يا قطر الندى والا ما لوش لازمة
حكاية ابن الأصول تفضل معاه لازمة
فيه ناس بتلدغ وناس ليها البكا لازمة
ياللي سطلت الخليفة بجوز عينين وشعور
كنت سما للأغاني والأغاني طيور
مين اللي باعك، عدوك، بعض أولادك
مين اللي كانوا عبيدك صاروا أسيادك
مين اللي سمى السلاسل في إديك دِبَل
مين اللي خط الكتاب مين كانوا أشهادك
وازّاي متى سألوكي "هل قبلتِ به"
سكتِّ ومشيتِ يا مولاتي في الزفة
لبنان وغزة وعراق فينا العدو تشفى
حطوا جثثنا يا حاجة تحت سجادك
ووقفت تستنى خيط الدم يبقى بحور
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لا جيتها سايح ولاني أعمي مش شايف
بلد علمها انمزع والرفّا في المساجين
ومهر مربوط في كارو وباله في البساتين
وابو زيد سلامة على كرسي وكيس جلوكوز
لجنة مشايخ تناقش فتوة الأراجوز
سؤال نعيش أو نموت، فيه لا يجوز ويجوز
لو السقوف خايخة نسندها بحجارة وطوب
لكن ده لوح القزاز كله ضرب تشريخ
لو الولد حرف في الآية، ها يبقى يتوب
بس المصيبة إذا الآية اخترعها الشيخ
يا مصر كومة حروف إبر المعاني فين
إبر بتجرح إيدينا قبل ما بتبان
نسرك في بال السما بيقول حدودها منين
نسرك بياكله الصدا في بدلة السجان
يا قلعة السجن يا قلعة صلاح الدين
أنا بقولك وأهلي ع الكلام شاهدين
لو كنت حرة ما كناش نبقى محتلين
والناس شكاير صريخ رابطين عليها سكوت
آهات سَكوتَة كإن الأرض مستشفى
مطرودة منها الدكاترة ف سجن أو منفى
والناس بتسأل هنصبر والا نتوفى
فيه ناس تقول زي بعضه دول نوعين م الصبر
وناس تقول زي بعضه دول نوعين م الموت
يا مصر بعض التسامح يبقى عار وبأجر
إفتكري "لا تحسبّن" مكتوبة فوق كام قبر
والتار يبات يصحى تاني لو يشيب الدهر
والتار حصان غير لصاحبه ما يلين ضهر
والتار تار العرب وعشان كده تار مصر
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لا جيتها سايح ولاني أعمى مش شايف
ولاني هايف اردّ بخفّة وبسرعة
وكل من رد يا كذاب يا هايف
أصل المحبة بسيطة ومصر تركيبة
ومصر حلوة ومُرَّة وشِرْحة وكئيبة
دا نا اختصر منصب الشمس وأقول شمعة
ولا اختصر مصر وانده مصر يا حبيبة
يا أهل مصر اسمعوني واسمعو الباقيين
إن كنت انا رحّلوني كلنا راحلين
يا أهل مصر يا أصحابي يا نور العين
يا شنطة المدرسة يا دفتر العناوين
يا ضغطة البنت بلكراسة ع النهدين
ترقص قصاد المراية، واحنا مش شايفين
يا صحن سلطان حسن يا صحن كحك وتين
يا ألف مدنا وجرس، لألف ملّة ودين
يا أهل مصر اسمعوني، والكلام أمانات
قلتولي بتحب مصر فقلت مش عارف
روحوا اسألوا مصر هيّه عندها الإجابات

نوفمبر 08, 2011

تميم البرغوثى : الخطران

73

خطران، خطر بقاء الحكم العسكرى فى مصر، وخطر الحرب فى المنطقة. ويبدو أن الأول من شروط الثانى. أما خطر بقاء الحكم العسكرى فأظهره ما جرى فى الأشهر العشرة الماضية، بداية بفض اعتصام التحرير الأول، وانتهاء بوثيقة على السلمى.

فقد أعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بناء قدرة الدولة المصرية على استخدام العنف ضد مواطنيها، وأعضاء المجلس، على غير ظن البعض، عالمون بمبادئ علم السياسة الكلاسيكى، الذى يربط الدولة بالعنف، فالدولة هى ذلك الجزء من المجتمع الذى يحتكر استخدام العنف، وهم يرون أن خوف الناس من الدولة هو شرط بقائها، فإن لم يخف الناس اختفت الدولة. تبعا لهذا المنطق فقد شكلت الثورة المصرية خطرا على بقاء الدولة المصرية، لأن الناس لم يعودوا يخافون. ومنذ عشرة أشهر والدولة تحاول أن تخيف الناس، وهى تعلم أنها إذا واجهتهم جميعا انهزمت، فكان لابد لها أن تخيفهم جزءا جزءا، وأن تبدأ بأضعفهم ثم تتدرج حتى تصل إلى أقواهم، وقد بدأ الأمر بفض اعتصام التحرير فى مارس، ثم بمهاجمة الضباط المنشقين فى إبريل، ثم بمهاجمة المتظاهرين عند سفارة إسرئيل فى مايو ثم بمهاجمة أهالى الشهداء فى يونيو، وقد أدت هذه الأخيرة إلى رد فعل جماعى اتفقت فيه قوى المعارضة مؤقتا على المطالبة بحق الشهداء، فتأخرت عمليات القمع حتى تم تفكيك ذلك الإجماع وعادت القوى السياسية إلى اختلافها المعهود، ثم استؤنف القمع بقتل المسيحيين. وقد كان المسيحيون أكبر الجماعات المهمشة وآخر الأقليات، ولم يبق لآلة القمع إلا تضرب مكوِّنى الثورة، المكوِّن العلمانى ثم الإسلامى.

●●●

وجاء القبض على علاء سيف الإسلام عبدالفتاح مؤشرا لذلك. هو رسالة إلى كل من الشباب سواء كان يساريا أو ليبراليا أو ناشطا مستقلا، أو مدونا ممن شاركوا فى هذه الثورة ودعوا لها أنهم لم يعودوا فى مأمن. إن هشاشة الاتهامات الموجهة إلى علاء عبدالفتاح تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن اعتقاله سياسى محض، لا علاقة له بقضية ولا بأدلة، إنما هو انتقام من علاء وتخويف لكل من كان مثل علاء. إن علاء يمثل شريحة اجتماعية سياسية كاملة ساهمت فى هذه الثورة، واعتقاله بعد الثورة كاعتقال وائل غنيم فى أيامها الأولى، ليس المقصود منه اعتقال شخص بل تخويف مجتمع كامل. وكان التطور الطبيعى لهذا النمط المستمر من عشرة أشهر أن يأتى دور الإسلاميين بعد العلمانيين، ولم تتأخر السلطة فى تقديم ورقة على السلمى التى تبشرنا بحكم عسكرى لعشرات السنين، بل هى ترقى لمستوى الانقلاب العسكرى الذى تكلم عنه عمر سليمان أيام الثورة. وهى وثيقة موجهة ضد الإسلاميين تحديدا لأنهم هم المتوقع منهم أن يفوزوا بأية انتخابات نزيهة، ونزع السلطة من الجهات المنتخبة لصالح المجلس العسكرى إضعاف لهم قبل غيرهم، كما أنه ضمانة لخصومهم وللولايات المتحدة الأمريكية من وراء خصومهم أن الشعب المصرى لن يستقل أبدا. وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى نرى فيها ليبراليا وفديا يروج للديكتاتورية العسكرية. هى وثيقة تجعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل التعديل، ومجلس الدفاع الوطنى، بعد التعديل، مسئولا دون غيره عن قرارات السلم والحرب، وعن ميزانية القوات المسلحة والتسليح، وعن كل قرار يخص الجيش من قريب أو بعيد، يعنى أن الرئيس المنتخب سيكون عاجزا عن إقالة أى عضو من أعضاء المجلس العسكرى، وسيكون عليه وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يستأذن مرءوسيه فى أى قرار يتخذه، وسيكون لهؤلاء المرءوسين الحق فى إدارة العلاقات الخارجية العسكرية، وصفقات السلاح مع الولايات المتحدة الأمريكية، دون العودة إلى رئيس الجمهورية أو إلى مجلس الشعب، بل ودون إعلام البرلمان والرئيس بما يجرى.

●●●

إن هاتين الضربتين، اعتقال علاء عبدالفتاح، ووثيقة السلمى لا يعدوان كونهما مؤشرين لضربتين أشد ربما تأتيان قريبا، إنهما مؤشران، واختباران، علميان لجس النبض، ورسالتا تهديد، لطرفى الثورة العلمانى والإسلامى، وقد تتراجع السلطة إذا وجدت وحدة فى الشارع وكانت المظاهرة يوم الثامن عشر من نوفمبر ضخمة بحيث لا يمكن تجاهلها أو قمعها، ولكن هذا التراجع لا ينفى نية السلطة فى معاودة ضرب الطرفين حتى القضاء عليهما.

لكن لماذا الآن؟ لأن المنطقة ربما تكون على وشك حرب. لقد علمت الولايات المتحدة الأمريكية أن مصر خارجة عن حكم العسكر لا محالة، يعنى أنها خارجة عن سيطرتها، ورغم إفراط بعض النخب السياسية من العلمانيين والإسلاميين فى محاولة طمأنة الولايات المتحدة بشأن نواياهم، إلا أن هذه الأخيرة لن تثق فى أى حاكم يستلم الحكم فى مصر عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، لأنها ببساطة لا تثق فى الشعب المصرى، وتعلم أن مصالح الشعب المصرى لا يمكن أن تتفق مع مصالحها ومصالح إسرائيل فى المنطقة. لذلك فإن الولايات المتحدة ربما تريد إنجاز ضربة لإيران، وتفكيكا لسوريا يخنق المقاومة فى لبنان وفلسطين قبل إقامة حكم ديمقراطى فى مصر. وقد يقول قائل إن الولايات المتحدة ليست فى وارد الحرب مع ما تعانيه من أزمة اقتصادية، لأن الأزمات الاقتصادية تقيد الدول عن خوض الحروب، وهذا صحيح، لكن الاحتجاجات الاجتماعية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية ربما دفعت الحكومات للحرب لكى توحد الناس وراءها وتشغلهم عن المطالبة بحقوقهم، وهذا يصح فى أمريكا كما يصح فى إسرائيل.

ثم إن الولايات المتحدة كانت تعول على تعويض خسرانها لمصر بحرب أهلية فى سوريا دون أن تضطر هى للتدخل، وقد تطورت الأمور فى هذا الاتجاه حتى وصلنا إلى تسلح المعارضة. لكن تسلح المعارضة هذا أضر بها أكثر مما نفعها، فقد زاد من حيرة المتحيرين فى سوريا وخارجها، فهم وإن كانوا غاضبين لقتل إخوتهم والقمع الرهيب الذى يتعرضون له، فإنهم سيترددون فى الاندفاع نحو القتل على الهوية والحرب الأهلية، فإذا أضفت لذلك زيارة بعض رموز المعارضة المتكررة لوزيرة الخارجية الأمريكية ووزير الخارجية الفرنسى، والدعوات المتكررة للتدخل الدولى العسكرى على غرار ليبيا بما فى ذلك فرض الحظر الجوى على البلاد، فإنك تتفهم ارتباك الناس فى حلب ودمشق. لذلك فقد تبين أنه حتى الحرب الأهلية ربما لا تنتهى على النحو الذى تشتهيه الولايات المتحدة. هذا الارتباك ربما أدى إلى قناعة أمريكية أن ضرب الحلف المناهض لها من الشام لن ينجح، فتحاول ضربه مباشرة فى طهران. وضربة طهران هذه تقتضى بقاء العسكر فى مصر.

●●●

أقول، إذا توحدت المعارضة فى مصر علمانيين وإسلاميين فإنهم سيفرضون الديمقراطية فرضا وستنتهى الفترة الانتقالية سريعا بحكم مدنى ديمقراطى، وهذا وحده كفيل بمنع الحرب فى المنطقة، لأن أمريكا لن تحارب ومصر ديمقراطية، لأنها تعلم أن الشعب المصرى سيدفِّعها الثمن. أما إذا لم تتوحد المعارضة فى مصر، وركض كل طرف منها يعطى الضمانات للولايات المتحدة، فإنها لن تقبل من أى منهم، وسيبقى العسكر فى الحكم، بما يسمح بمغامرات أمريكية وإسرائيلية فى المنطقة دون أن يحسب لمصر فيها حساب.

26‏/10‏/2011

أكتوبر 26, 2011

تميم البرغوثى : دم على البلاط

128

دم على البلاط، جثث فى الممرات، حرائق فى الشوارع، مذيع الأخبار يطلب من الناس أن ينصروا المسلحين على العُزَّل وأن يساعدوا المدرعات فى صد هجوم الحفاة، أكثر من عشرين شهيدا من المدنيين فى مظاهرة واحدة، لم يكن ينقص إلا قنابل الفسفور ليتطابق المشهد المصرى مع مشاهد فلسطينية وعراقية ولبنانية نعرفها. ليست الكتابة متأخرة، بل تعمدت تأخيرها لكى يذكر من نسى. مقتلة المسيحيين التى جرت أمام مبنى التلفزيون المصرى لا يجب أن تنسى، ويجب أن تسجل فى التاريخ المصرى كغيرها من العلامات الفارقة. إن مذبحة دنشواى لم يصل ضحاياها إلى هذا العدد. وبغض النظر عن العدد، فإن بنية المجازر واحدة، المسلَّح يقتل العُزَّل ويزعم إعلامُه أنه كان يدافع عن نفسه أمامهم أو أنهم كانوا مسلحين أو أن مسلحين اندسوا بينهم، أو أن جنوده لم يطلقوا النار على أحد بل قامت ميلشيات أخرى غير خاضعة لقيادته بالمذبحة. أذكركم بأن هذه بالضبط، وبالحرف الواحد، كانت حجج شارون فى مذبحة صبرا وشاتيلا، قالوا إن المخيمات احتوت على مسلحين وأن الجنود كانوا يدافعون عن أنفسهم، ثم لما لم يُجْدِ ذلك نفعا ألقوا باللوم كاملا على الميليشيات اللبنانية وكأنها لم تكن تعمل تحت إمرتهم. وكانت هذه بالضبط حجج الأمريكيين فى الفلوجة، قالوا إنهم دخلوا لتطهير البلد من المسلحين، ولما قُتل من قُتل من المدنيين زعموا أن الميليشيات العراقية المتحالفة معهم هى المسؤولة عن المذبحة وكأنهم لم يأمروها بذلك، وكأن قائد الميليشيا له أولوية على قائد الفيلق والكتيبة. «أغيار يقتلون أغيارا ويتهمون اليهود»، كان مناحم بيغن يقول عن مذابح لبنان، وكان رامسفيلد يقول «سيأخذ العراقيون وقتا حتى يتعلموا أن يعيشوا سويا»، واليوم نسمع من يقول «هم مواطنون يقتلون مواطنين، بعض الشعب يقتل بعضه الآخر ويتهمون الحكومة»، يقتلوننا ثم يقولون أنتم طائفيون يقتل بعضكم بعضا.  أقول إن بنية المجزرة واحدة، وكأن من يرتكبونها يدرسون فى معهد عالمى واحد للمجازر، وبنية الاستبداد واحدة، الاستبداد يحب الطائفية، لأنها تُحَوِّلُهُ مِنْ مُشْكِلَةٍ إلى حَلّ، ومن خصم إلى حكم. نعم كان هناك طرف يطلق النار على المسلمين والمسيحيين معا، ولكنه لم يكن طرفا مندسا أو خفيا، كان شديد العلنيةشاكى السِّلاح مُصَفَّحَ الرُّوح، ومن قتل الإسلاميين فى جبال سيناء وحقول قصب الصعيد وزنازين السجون فى مصر كلها، قتل المسيحيين تحت ذلك الجسر القاهرى الطويل. هى الهراوة نفسها، ولها إعلام يدهنها بألوان العَلَم، ويجبر كل إعلام آخر على السكوت. مذيع القناة الأولى على الهواء يدعو للاقتتال الأهلى ويسرى فودة يتم الضغط عليه فيعتكف حفظا لمهنيته وكرامته، لقد جعل يسرى «آخر كلام» للناس ورفض أن تكون الكلمة الأخيرة للهراوة، فمنعت الحكومة «الثورية» الكلام كله أوله وآخره.

●●●

والذى حدث فى ماسبيرو مرعب لأنه جزء من سلسلة، منذ تنحى مبارك وآلة القمع تضرب الأطراف الأضعف ثم الأقل ضعفا، كأنها يد تتدرب لمباراة حاسمة، فقد هوجمت مظاهرات يوم المرأة، ثم من تبقى معتصما فى التحرير، ثم أُمِرَ المتظاهرون عند السفارة الإسرائيلية فى مايو بالزحف على ركبهم كأسرى الحرب، ثم قُتِلَ عدد من سائقى الحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة بالتعذيب، ثم هوجم أهالى الشهداء وأصيب قرابة الألف منهم، ثم هوجم من اعتصموا احتجاجا على مهاجمة أهالى الشهداء، ثم أطلقت النار على المسيحيين. فى كل مرة كانت الفئة المستهدفة فئة تظن السلطة أن لا ناصر لها من الناس، وأن ضربها سيمر مرور الكرام. إن كل سكوت على مثل هذه الأحداث يعرض الساكت عنها للخطر، إن هذه اليد التى تتمرن على الضرب تظهر لى وكأنها تعالج نفسها بعد إصابتها فى يناير، وهى لم تزل تكبر وتشتد مع كل ضربة، ولم نزل نحن نفترق على أساس أن المصاب سوانا.

فإذا سمعت إسلاميا خائفا على هوية البلد، فأبلغه أن لا خطر عليها من المسيحيين إنما الخطر عليها ممن أراد فصل مصر عن أمتها العربية والإسلامية وأن يسالم إسرائيل وأمريكا ويعادى إيران والعراق وحزب الله وحماس، وإذا سمعت مسيحيا خائفا على حقوقه وحياته فأبلغه أن الخطر عليه ليس من جاره المسلم بل من هذا الوابل من الرصاص الذى انهمر عليه فى ماسبيرو. وإذا رأيت شيخا يهاجم المسيحيين فقل له أن يخجل، ويقرأ فى صحيفة أهل يثرب أن من قاتلوا مع المسلمين أمةٌ معهم لهم دينهم وللمسلمين دينهم، وإذا رأيت مسيحيا تراوده أفكار الحماية الدولية فأحضر له قنابل الغاز التى ألقيت عليه فى ماسبيرو واسأله أين صُنعت وبأمر من استُخدمت. وإذا حيرتك مسألة الهوية فاسأل الناس وقل لهم من الخواجة ومن ابن البلد، فلا جمال الدين الأفغانى خواجة ولا مكرم عبيد خواجة.

لقد قامت هذه الثورة لخلع الظلم لا لاستبدال الظالمين بالظالمين، وظُلْمٌ أن يُقتل المسيحيون فلا ينصرهم المسلمون بل والإسلاميون تحديدا، وظُلم أن يلام الضعيف ويُعذَر القوى، وظُلم أن تكون هناك مدرعات فى الطرق، بينما اللصوص فى الزوايا والغزاة على الحدود.

●●●

إن حالة اليأس والإحباط التى أصابت من أعرف من الناس بعد هذه المجزرة لن تدوم، بل هى تتحول مع الأيام إلى استنتاجات واضحة حول سلمية الثورة وشرعية الحكم وجدوى القانون والأحزاب والجماعات الرسمية. لقد تعبت هذه الثورة وهى تبحث عن قادة فلم تفلح. انتزع الناس عرش مصر من حراسه وحملوه وداروا به على بيوت قادتهم السياسيين فلم يفتحوا لهم بابا وراحوا يستأذنون الحرس القديم ماذا يفعلون. ولم يستطع قادة الأحزاب ومرشدو الجماعات والمرشحون أن يتوحدوا حتى يفككوا آلة القمع فيحموا دماء الناس ثم يختلفوا بعد ذلك على هواهم، وقديما قال لهم الشباب، شباب من حملاتهم ومن تنظيماتهم، إن ثمن تقاعسكم هذا دم سيجرى، وقد جرى. لو أن لهذه الثورة قيادة يخافها الحُكام لما أقدموا على قتل رجل واحد دون أن يفكروا فى الثمن. ولكن ربما كانت نعمة هذه الثورة أنها بلا قيادة، والقواعد والشباب والناس فى البيوت يعملون معا كل يوم، وأكاد أزعم أن لكل قارئ من قراء هذه السطور صديقا إسلاميا وآخر ليبراليا وثالثا يساريا وأنهم جميعا يستطيعون العمل معا على استكمال هذه الثورة وأن الوصول إلى إجماع بينهم ممكن، فى السياسية الخارجية والداخلية والاقتصاد على الأقل. أقول ربما كانت هذه المقتلة جرسا يخبرنا أن لا أحد يحمينا إلا نحن، أما أحزابنا وتنظيماتنافلا خير يرجى منهم إلا من رحم ربى.

27‏/09‏/2011

سبتمبر 27, 2011

تميم البرغوثى : عن الدولة الفلسطينية

21

يحلم كثير من الساسة الفلسطينيين والعرب بما يسمونه الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وانتهاء الصراع العربى الإسرائيلى، فإن سألتهم ما هى رؤيتهم لهذا الحل، حكوا لك الحكايا عن دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، عاصمتها القدس الشرقية.

وإذا سمح لى القارئ الكريم اليوم فأنا أقول إن الدولة الحلم، التى يريدها قادتنا نحن، هى ضارة ضررا بالغا بمصالح الفلسطينيين والعرب، وهى لن تعدو أن تكون كابوسا آخر من كوابيسنا الاستعمارية العديدة، وستكون أداة احتلالٍ وقمع للفلسطينيين لا أداة استقلال وحرية ونمو. وأزيد أن هذه الدولة الفلسطينية التى يريدها قادتنا فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ستكون نائبة عن الاحتلال قائمة مقامه مؤدية وظائفه حالة محله كأنها هو لا فرق بينهما إلا فى الاسم والزى والشعار. وأزيد أكثر أنها ستكون كذلك حتى لو حكمها ملائكة من السماء، لأن سوءها وضررها ناتجان عن بنيتها وهياكلها، لا عن اختيارات قادتها. إن قادتها سيكونون مضطرين دائما، لا خيار لهم، إلا ما يمليه عليهم ضعف دولتهم من ظلم بنى جلدتهم وخدمة مستعمريهم، فلا فرق إن كانوا من أولاد الناس المهذبين الطيبين أو من الأفجاج المجرمين، فلا معنى لصفات المضطر، ولا يد له فى الخير والشر.

●●●

أتمنى أن أكون مخطئا لكن لنتخيل معا أن الدولة الحلم تلك قامت غدا فكيف ستكون؟

أولا، ستكون هذه الدولة إقرارا نهائيا من الفلسطينيين بأن عكا وحيفا مدن إسرائيلية، حق اليهودى البولندى فيها كحق المواطن المصرى فى القاهرة، وأن سادة من أمثال الدكتورعزمى بشارة، والشيخ رائد صلاح ومليون ونصف المليون من الفلسطينيين الواقعين تحت احتلال إسرائيل منذ عام ثمانية وأربعين ليسوا فلسطينيين، بل هم إسرائيليون من الدرجة الثانية، ومن لم يرد منهم أن يكون إسرائيليا فعليه أن يهجر مدينته ويتجه إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة لينعم باستقلاله الوطنى مقابل تنازله عن وطنه الأصلى. أعنى أن الدولة الفلسطينيية فى الضفة وغزة تضع أهل عكا وحيفا أما خيار غريب، الاستقلال فى جهة والوطن فى جهة، وبينهما سور.

ثانيا، من الناحية الأمنية، ستصبح مصلحة الدولة الفلسطينية متوحدة مع مصلحة إسرائيل، لأن القادة الفلسطينيين سيعلمون أن أى هجوم على إسرائيل من الجبهة الشرقية مثلا، سيهدد وجود دولتهم، لأن إسرائيل ستفضل أن تدور المعارك على أراضيهم هم بدلا من أراضى السهل الساحلى الضيق. أى أن سلامة إسرائيل من أى هجوم عليها سيكون مصلحة يعمل على تحقيقها القادة الفلسطينيون. وأكثر من ذلك، سيعمل هؤلاء القادة على حماية إسرائيل من أية عمليات فدائية تنطلق من أراضيهم، خوفا من أن تكون ذريعة لاجتياح إسرائيلى يعيد احتلال الدولة الوليدة، أى أن خوفنا من احتلالهم لنا سيؤدى بنا إلى احتلال أنفسنا لحسابهم. سيكون استقلالنا من الناحية الأمنية على الأقل امتدادا للاحتلال الإسرائيلى، نحميهم من أهلنا فى المخيمات، ونحميهم من أهلنا العرب. والأدهى أن هذا الحلف الأمنى مع العدو سيمكن تبريره بصفته حفاظا على المصلحة العليا للدولة الفلسطينية الوليدة، وسيكون كذلك فعلا. لو أعدنا تعريف الذات، فسيعاد تعريف مصلحة الذات، ولو أصبح الوطن هو الضفة وغزة فقط، لأصبح التعاون مع إسرائيل وطنية ومقاومتها تهديدا لأمن ذلك الوطن.

ثالثا، من الناحية الاقتصادية، ستكون هذه الدولة معتمدة اعتمادا كاملا على الاقتصاد الإسرائيلى، حيث ستنشأ شركات مسجلة فى الدولة الفلسطينية يملك أسهمها إسرائيليون تسوق منتجاتها فى العالم العربى الواسع، وحيث رجال الأعمال الفلسطينيون يشترون السلع الإسرائيلية لبيعها فى الأراضى الفلسطينية وبلاد العرب، وحيث يشتغل بعض العمال الفلسطينيين فى إسرائيل لإعالة أسرهم. وقد رأينا نموذجا من ذلك فى أيام أوسلو الأولى، حيث كان ثلث اليد العاملة الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة يعمل فى إسرائيل، وكان الثلث الآخر معتمدا فى معيشته على بيروقراطية السلطة الوطنية الفلسطينية، التى تعتمد بدورها على إسرائيل، إذا خالفتها انقطع عنها مالها وعجزت عن دفع رواتب الناس، فكان ستة وستون بالمائة من المجتمع الفلسطينى فى الضفة وغزة معتمدأ بشكل مباشر أو غير مباشر على قوة الاحتلال. ولا شيء يدل على أن ذلك سيتغير إذا قامت الدولة غدا. ستكون دولة تابعة اقتصاديا، ومنكشفة عسكريا، ومتعاونة أمنيا.

رابعا: من الناحية السياسية، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ستكون هذه الدولة دولة غير ديمقراطية بالضرورة. إن ثلث سكان الضفة تقريبا وثلثى سكان غزة هم من اللاجئين الذين أخرجوا من ديارهم عام ثمانية وأربعين، ولا مصلحة لهم فى هذه الدولة التى ستحرس إسرائيل منهم وتبقيهم معتمدين عليها فى خبز يومهم. لذلك، إذا تركت الحرية لهم، فإنهم سينتخبون قوى سياسية تعدهم بتغيير قواعد اللعبة وبالاستقلال الاقتصادى والسياسى والأمنى والعسكرى عن إسرائيل.

لكننا نعلم أن هذا يعنى تفكيك الدولة الفلسطينية الوليدة، حيث يضعها فى مواجهة لا قبل لها بها أمام إسرائيل، وعليه فإن أية عملية ديمقراطية فى فلسطين الجديدة ستكون مشروطة بأن لا تؤثر على السلام مع العدو، وأن لا تسعى للاستقلال الحقيقى عنه. وقد رأينا نموذجا من ذلك حين عوقب الشعب الفلسطينى كله بالتجويع والحصار لأنه صوت لحزب أو حركة لم تكن إسرائيل راضية عنها. ولا يقف ضرر غياب الديمقراطية عند هذا الحد، ففى غياب مجلس نيابى منتخب انتخابا نزيها لن تكون هناك رقابة حقيقية على الميزانية، وهذا يؤدى طبعا إلى استشراء الفساد، والفساد يعنى أن أى مال يصل لهذه الدولة مقابل سلامها مع إسرائيل وتعاونها الأمنى معها، لن يصل إلى فقرائها، بل سيبقى فى أيدى قادة الدولة والمتنفذين فيها، فيخرج الفقراء الفلسطينيون، واللاجئون منهم، فى الداخل والخارج، مقموعين محرومين، خاسرين حقهم فى العودة، وخاسرين حتى الثمن الذى بيع به هذا الحق.

●●●

ربما كانت الحسنة الوحيدة لهذه الدولة أنها ستمنح بعض الفلسطينيبن جوازت سفر صالحة، ومن المفارقة أن حسنتها الوحيدة هى أن تتيح لهم فرصة مغادرتها.

أما من يسأل ما البديل؟ فنحيله لما كررناه مرارا فى هذه الزاوية عن الحلف المتكون فى المشرق من تركيا وإيران والعراق وسوريا ولبنان وربما مصر، والذى يمكن أن يدعم مقاومة فلسطينية تدخل النظام الصهيونى فى حرب استنزاف لا يستطيع أن يحقق فيها نصرا، فنفكك النظام الذى يظلم الفلسطينيين بدلا من أن نبنى نظاما آخر بجانبه يظلمهم أيضا.

26‏/04‏/2011

أبريل 26, 2011

تميم البرغوثي يا مصر هانت


يامصر هانت وبانت كلها كام يوم…
 نهارنا نادي ونهار الندل مش باين الدولة مفضلتش منها إلا حبة شوم..
لو مش مصدق تعالي علي الميدان عاين ياناس مفيش حاكم إلا من خيال محكوم..
واللي هيقعد في بيته بعدها خاين اللي هيعقد كأنه سلم الثانين لأمن وقاله هما ساكنين فين..
وصلت لضرب الرصاص علي الخلق في الميادين حتى الجثث حجزوها اكمنهم خايفين..
يامصر أصبحنا أحياء وميتين مساجين فاللي هيقعد في بيته يبقى مش مفهوم..
واللي هينزل الهي حارسه صاين يامصر هانت وبانت كلها كام يوم..
نهارنا نادي ونهار الندل مش باين.

نهارنا نادي وبأيدينا علي فكرة.. الصبح عنده فضول راح نعمل إية بكرة.
إيده علي الباب وخايف يلمس الأكرة.. ادخل ياأستاذ براحتك والبلد حرة.
إحنا زهقنا نشوف الصبح من برة.. ادخل وخرج بقايا العتمة من برة.
الناس ديه حرة وجنود الأمن مضطرة.. ياصبح طلعت روحنا لجن تيجي ياخي.
طالعين نجبيها أهوا فى كل حارة وحر..حتى لو ضربونا بالرصاص الحي.
شوف الميادين كدة مفروشة خلق وضي.. دايما مفاجأة ودايما وقتها معلوم.
الحكم لينا وليك الحق يامداين.. يامصر هانت وبانت كلها كام يوم .
نهارنا نادي ونهار الندل مش باين.. ياصف عسكر بدل الدرع شيلوة اثنين.
25 يناير ياشباب فاكرين.. كان فيه انجليزووزير الداخلية تخين…
كان عنده برده عساكر زيكم جامدين.
سابهم يموتوا علولا لو سأل فيهم.. كانوا شبهكم اساميكم اساميهم.
ياعسكري البهوات اللي بتحميهم.. ممكن يردوا عليك لما تناديهم .
ياعسكري أنا أصلي بس بستغرب.. لو لاقي تأكل وتشرب قوم ياعم اضرب.
اضرب عشان الوزير من ضربتك يطرب.. لكن هتشتغل اية لما الوزير يهرب.
أما الشديد القوي القادر أبو القادر.. برميل تلامة نشر علي مصر من الآخر.
لو شفته معددة تكتب ادب ساخر.. ثابت يقول للهرم ياكابتن اتاخر.
ولم يزل معتقد ان الهرم هيقوم.. ادي الحجر والبشر قايمين ياسيدي القوم.
والدين هيترد ياللي عشت متداين.. يامصر هانت وبانت كلها كام يوم.
نهارنا نادي ونهار الندل مش باين.. ده حكم أسرة ولا خوفو ولا خفرع.

ولا وجع بطن يتعالج بزيت خروع.. عمل مسوكر بعيد عنك ولايطلع.
جربنا فيه كل شىء ملقينا شىء ينفع.. منفعش بالأدوية جربنا ألف طبيب..
ولا بعطارة شيوخ ليهم بلح وزبيب.
ولا بجحفل مغولى وضرب بالقباقيب.. عمل مسوكر وسفلي شغل تل أبيب.
وشغل أمريكا متغلف وختمة عليه.. ضيف زارنا ياعم من غير دعوة لابس بيه.

قاعد 30 سنة ومبيقولش قاعد لية.. والنية مديها لابنه النابغة بعديه.
ويقول قضا وقدر بين البشر محتوم.. قولناله طيب ومين قال للقدر معلوم.
واش عرفك يافخمتك بالذي كان.. يامصر هانت وبانت كلها كام يوم..
نهارنا نادي ونهار الندل مش باين.

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى