آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات صفوت حجازى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صفوت حجازى. إظهار كافة الرسائل

11‏/09‏/2011

سبتمبر 11, 2011

صفوت حجازي.. شاهد على الثورة المصرية ج7

371

- البلطجي التائب
- الجيش ودوره في القبض على البلطجية
- ميدان التحرير والعلاج النفسي
- الميدان أداة للشهرة الشخصية
- زواج وأكفان وورود في الميدان

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات الثورة المصرية ورموزها، دكتور مرحبا بك.

صفوت حجازي: أهلا وسهلا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: توقفنا في الحلقة الماضية عند نهاية معركة الجمل أو بداية جمعة الرحيل التي كانت في الرابع من فبراير من العام 2011 والتي احتشد فيها الملايين في ميدان التحرير لكن أنت كنت أشرت لي إلى شيء يتعلق بالبلطجية ودورهم في معركة الجمل وربما بعدها قلت كانت مشكلة عندكم الأعداد الكبيرة التي قبضتم عليها من البلطجية لا سيما في عملية التسليم للجيش أو مكان إقامتهم أو كده كيف تعاملتم مع هذا الأمر؟

صفوت حجازي: هو بعدين حضرتك ما دمنا حنتكلم على البلطجية يبقى خلينا نتكلم من يوم 28..

أحمد منصور: 28 يناير..

صفوت حجازي: 28 يناير، مجموعة البلطجية اللي حكيت لحضرتك عليهم واللي قابلنهم.

أحمد منصور: اللي قابلتهم وأنت في الطريق، في شارع الجيش..

البلطجي التائب

صفوت حجازي: في شارع الجيش، خلينا ندي اسم حركي للبلطجي اللي قابلته عشان ما حدش يعرفه ولنقل اسمه عمر مثلا، عمر ده كان له دور مهم جداً في الميدان.

أحمد منصور: في الميدان.

صفوت حجازي: أه، لأنه الولد ده حقيقة لما شافني وشاف الشباب، وهو نفسه شاعر بالظلم، وقلت لحضرتك هو كان في أمين شرطة بيفرض عليه إتاوة فهو نفسه كان شاعر بالظلم جداً، وهو من بلطجية الموسكي ومنطقة وسط البلد، فوجئت به يوم الأحد..

أحمد منصور: اللي هو 30..

صفوت حجازي: اللي هو 30 جاي في الميدان وبيدور عليّ.

أحمد منصور: 30 يناير.

صفوت حجازي: آه، وصل لي قال لي أنا أقدر أعمل إيه، كان الكلام ده يوم الأحد بعد صلاة المغرب تقريبا، قال لي أنا ممكن أعمل إيه، أنا عاوز أبقى معاكم وقعد الولد، بكى بكاء شديداً، وكانت حالة إنسانية شديدة الإنسانية، قلت له يا عمر أنا معرفش أنت ممكن تعمل إيه، قلنا أنت ممكن تعمل إيه، قال لو أنتم عاوزين بلطجية نجيب لكم بلطجية يقفوا معاكم هنا ويضربوا العيال دول إحنا مستعدين، قلنا له لأ، متشكرين جداً مش عاوزين بلطجية يدخلوا هنا، فجت في ذهننا فكرة إنه هو يخزل عنّا.

أحمد منصور: أيوه.

صفوت حجازي: فكان بيعمل دورين مهمين، ثلاثة أدوار مهمة جداً، الدور الأولاني إن هو كان واقف في ميدان طلعت حرب، أي حد من البلطجية بتوع المنطقة ديت كان يبدأ يفت في عضده ويقدر يمشيهم وما يقدرش يمشيهم بطريقة مباشرة..

أحمد منصور: يقول لهم ده أنتم حتدبحوا ده أنتم حتضربوا..

صفوت حجازي: بالضبط..

أحمد منصور: يخوف فيهم.

صفوت حجازي: بالضبط.. فده كان الدور الأولاني اللي بيعمله، الدور الثاني إن إحنا قعدناه في أوضة في شارع التحرير اللي بيدخل على باب اللوق، وكنا لما نمسك مجموعة من البلطجية أو مجموعة من الناس نمسكهم ومش قادرين نحسم دول بلطجية ولا مش بلطجية، طبعا إحنا البلطجية كنا بنعرفهم من عدة أشياء الحاجة الأولانية البطاقة بتاعته..

أحمد منصور: ليه مكتوب فيها إيه؟

صفوت حجازي: إحنا فوجئنا إنه في كميات بطاقات خيالية معمولة بتاريخ شهر يناير 2011..

أحمد منصور: أه، قبل الثورة مباشرة.

صفوت حجازي: شهر يناير 2011 وبدون مهنة.

أحمد منصور: المهنة مكتوب قدامها فاضي.

صفوت حجازي: فاضية..

أحمد منصور: بس بيانات كاملة للشخص.

صفوت حجازي: بيانات كاملة وتاريخ الإصدار 1/ 2011 طبعا إحنا ما كناش واخدين بالنا لكن لما مسكنا كمية كبيرة من البلطجية المحسوم أمرهم عندنا لاقينا كلهم معاهم بطاقات..

أحمد منصور: صادرة في يناير 2011.

صفوت حجازي: يناير/ 2011 والأرقام مسلسلة بتاعتها تكاد تكون متقاربة جداً، فبقا خلاص عندنا أي بطاقة تحقيق شخصية، يناير/ 2011 ومن غير مهنة ده يبقى بلطجي واللي أكد لنا الكلام ده عمر، خذوا مجموعة من البلطجية خرجوهم أصلا من الحجز ما كنوش واخدين أحكام كانوا أصلا في أقسام الشرطة من غير أحكام وما كانش العيال دول ما يبقاش معاهم تحقيق شخصية، هم من الحاجات الثانية اللي عرفناها برضه إنه معظم البلطجية معاهم بطاقات قديمة، البطاقة بتاعت المربع ده كده بيبقى.. معاي بطاقة ولا لأ..

أحمد منصور: خذ بطاقتي أنا على فكرة.

صفوت حجازي: لأ معاي هيه خلاص..

أحمد منصور: تفضل..

صفوت حجازي: بنلاقي..

أحمد منصور: شايلها في جيبك يعني بيسألوك عنها ولا إيه.

صفوت حجازي: علشان الـ..

أحمد منصور: ولا عشان حظر التجول..

صفوت حجازي: عشان حظر التجول إمبارح، البطاقة بالشكل ده بنلاقي الزاوية دي مقطوعة..

أحمد منصور: مقطوعة رسمي من الحكومة.

صفوت حجازي: مقصوصة بمقص..

أحمد منصور: من الحكومة يعني.

صفوت حجازي: من الحكومة.

أحمد منصور: عشان يعرفوا إن ده بلطجي.

صفوت حجازي: أه، الضابط لما هو يروح القسم، فالضابط في الدايرة بتاعته، في دايرة القسم بتاعه عشان ما يتعبش نفسه، فبمجرد ما الواد يطلع له البطاقة يلاقيها مقصوصة من هنا..

أحمد منصور: يعرف أنه بلطجي.

صفوت حجازي: يعرف أنه خلاص رد سجون، فاللي قال لنا القصة دي عمر..

أحمد منصور: كخبير..

صفوت حجازي: أه، فكان ياخذ، الأقسام خذوا الولاد وطلعوا لهم بطاقات في شهر يناير..

أحمد منصور: عشان يستخدموهم.

صفوت حجازي: فكنا أي بطاقة نلاقيها يناير/ 2011 وبدون مهنة ده خلاص، أي بطاقة نلاقيها مقصوصة من الزاوية..

أحمد منصور: يبقى ده بلطجي..

صفوت حجازي: ده بلطجي، فدي كانت الطريقة الأولى عن طريق البطاقات، تحقيق الشخصية، الطريقة الثانية كان شكله بأه، شكله هيئته ريحته، ممكن نلاقي ريحته بقه فيها خمرة، هم طبعا كانوا بييجوا ومعظمهم يا إما شاربين يا إما مخدرات يا إما بانغو، كان البلطجي هو لما يشرب مخدرا تفضل تضرب فيه ما يحسش.

أحمد منصور: أنا قال لي أحد الأطباء الموضوع ده ما كنتش عارفه في حبوب معينة بياخدوها يعني.

صفوت حجازي: أه، إحنا كنا يعني الولد لما الشباب يمسكوه كان في شباب معاهم دبوس، فبدون ما الولد ياخد باله ييجي شكه في الدبوس..

أحمد منصور: إذا ما لقى بحسش يبقى عارفه..

صفوت حجازي: يبقى ما حسش يبقى ده واخد، خلاص خلصنا، ده بلطجي..

أحمد منصور: أنتم الشباب بأه تدربوا على الاستجوابات والاستحقاق..

صفوت حجازي: اللي قال لنا الكلام ده الحاجتين دول هو عمر، الحاجة الثالثة اللي عملها عمر، لما كنا بأه نحتار بحد مش عارفين يعني هو بلطجي ولا، كنا ناخدوا نمشي به في شارع التحرير..

أحمد منصور: فعمر يبص عليه.

صفوت حجازي: فبصفارة، صفارة يعني نغمة كنا متفقين عليها، فعمر يبص من الشباك ونقف قدام الشباك مباشرة يبص على الولد يدينا إشارة ده بلطجي ولا مش بلطجي..

أحمد منصور: ده عمر ده معلم كبير بأه..

صفوت حجازي: ده كان حد من الناس..

أحمد منصور: من كبار البلطجية.

صفوت حجازي: كبار، أه بس إحنا مش عاوزين نقول اسمه، عمر ده الاسم الحركي، فده دور مهم جداً لعبه عمر في قصة البلطجية، الحاجة الثانية كان منطقة عابدين ومنطقة شارع التحرير لما تم الحصار بتاع الأكل علينا كان اللي بيدخل لنا الأكل هو عمر.

أحمد منصور: يعني هو لوحده كان يقدر يدخل كميات كبيرة.

صفوت حجازي: هو ومعاه ثلاثة أربعة في قضية الأكل، الثلاثة الأربعة اللي معاه دول ما كانوش بلطجية يعني كانوا بتوع اللجنة الشعبية المسؤولة عن اللجان الشعبية في منطقة عابدين ومنطقة باب اللوق، كانوا بدخلوا لنا كميات الأكل اللي إحنا عاوزينها لما تم الحصار، دي قصة عمر باختصار شديد..

حمد منصور: قام بدور كبير مش بسيط.

صفوت حجازي: جداً، لما كنا بنمسك البلطجية ابتداء يعني أي حد متغاظ من أي حاجة..

أحمد منصور: بتخليه يضرب البلطجي..

صفوت حجازي: بيطلع غيظه في البلطجي، وهم الولاد كونهم واخدين الحبوب أو المخدر فما بيحسوش بالضرب فده بيغيظ الشباب أكثر تلاقي الولد مليان وشه دم مش حاسس بحاجة، مش حاسس بأي حاجة إطلاقا..

أحمد منصور: أنا ما تخيلتش ده إلا لما شفته قدامي، ما كنتش أتخيل الوضع إلا لما عشته يعني..

صفوت حجازي: ده أنت يمكن كنت شفت نوعيات خاصة اللي كنا بنجيبهم المكتب، لكن لو شفت اللي في السجن تحت في المترو..

أحمد منصور: هم قالوا لي بس قلبي بصراحة ما..

صفوت حجازي: ده كان حاجة مش عاوز أقول لحضرتك، أنا متخيلتش إن في بشر بالشكل ده يعني ما فيش أي نوع من أنواع البشرية موجود غير الهيكل..

أحمد منصور: بس دول برضه مجني عليهم.

صفوت حجازي: أكيد دول..

أحمد منصور: في جزء منهم يعني مجني عليه.

صفوت حجازي: أنا ما بقولش جزء أنا بقول كله.

أحمد منصور: والنظام صنعهم، والنظام دمرهم، وبالآخر استخدمهم.

صفوت حجازي: دي وليدة مجتمع دي نتاج مجتمع..

أحمد منصور: أعدادهم مهولة في المجتمع..

صفوت حجازي: لكن في نقطة مهمة، دول نتاج مجتمع والنظام ما كنش بيعمل حاجة لإصلاحهم أو تقويمهم.

أحمد منصور: لأ ده عاوزيهم أداة..

صفوت حجازي: لا ده بالعكس ده كان بيزيد في الإذلال بتاعهم وفي الفساد بتاعهم، فكنا نمسك البلطجي يترن علقة..

أحمد منصور: بس دول مش بمصر بس دول طلع في اليمن اسمهم البلاطجة وفي سوريا اسمهم الشبيحة، يبدو كل دولة، كل نظام من الأنظمة الديكتاتورية دي كانت عامله لها..

الجيش ودوره في القبض على البلطجية

صفوت حجازي: أنا أظن أنه في تقرير من وزارة الخارجية المصرية إن في عندنا 100 ألف مسجل خطر في مصر وده رقم مهول، كنا بنمسك البلطجية نسلمهم للجيش بعد ما يضربوا، اكتشفنا إنا إحنا بنمسكهم ثاني..

أحمد منصور: لأن الجيش كان بيسبهم.

صفوت حجازي: الجيش كان بيسبهم، وكادت أن تحدث..

أحمد منصور: أنا قدامي مسكوا الشباب وسلموهم للجيش ولقيتهم الجيش ما أخذهمش حتى، يعني مسكوا من هنا وطلعوا من هنا..

صفوت حجازي: ودي كادت أن تحدث فتنة بين الجيش وبين الشباب في الميدان، خاصةً يوم الاثنين.

أحمد منصور: الاثنين 31.

صفوت حجازي: 31يناير لأنه اليوم ده اتمسك كمية بلطجية كثيرة يعني فوق الـ 500 واحد واتمسكوا بعد الفجر وفجأة الجيش طلقهم ولقيناهم واقفين ثاني على المتاريس، في الوقت ده يوم الاثنين جاني حد من الضباط وقال لنا على قصة إزاي نسلم.

أحمد منصور: تاخذ البطاقة وتسلمه في حظر التجول.

صفوت حجازي: بالضبط، فكنا بقا بنسجنهم في مداخل المترو، فوجئنا في مدخل من المداخل، الولاد دول بضربوا في بعض، البلطجية.

أحمد مصنور: رحتوا حابسينهم.

صفوت حجازي: إحنا سابينهم..

أحمد منصور: بس كانوا ببقوا متكتفين؟

صفوت حجازي: لا، بعد كده، لكن كنا في الأول ما بنكتفهمش، سابينهم في المترو وموقفين عليهم حراسة بره، فوجئنا ماسكين بعض بيضربوا بعض، بيضربوا بعض بقا بمنتهى العنف، بمنتهى القوة، الشباب إللي واقفين على الحراسة بره، بيضربوا بعض وبيجروا على بره، فالشباب وسعوا وسابوهم يجروا وانطلقوا في الميدان، مسكناهم طبعاً شكلهم معروف وبدؤوا يجروا، الناس مسكتهم وجينا ماسكينهم تاني، اكتشفنا أنهم دي كانت خطة هم عاملينها علشان يعملوا هياج جوا المدخل بتاع المترو ويخرجوا بره، فمن هنا بدأنا.

أحمد منصور: تكتفوهم.

صفوت حجازي: نكتفهم، يعني تكتيفة وناخدهم بقا وقت حظر التجول.

أحمد منصور: تأكدوا أن دول تحاكموا كلهم؟

صفوت حجازي: إحنا متأكدناش، لكن المفترض وفقاً للقانون.

أحمد منصور: في أعداد ضخمة وكلهم متورطين في جرائم.

صفوت حجازي: حوالي 1800.

أحمد منصور: خاصة إللي كان يوم موقعة الجمل وما بعدها.

صفوت حجازي: حوالي 1800 والبلطجية دول كنا بنمسك في وسطهم أمناء شرطة، مخبرين سريين، مجندين أمن مركزي، دول كلهم كنا من ضمن الناس وعندنا البطاقات بتاعتهم.

أحمد منصور: وهم برضه كانوا بيدلوا باعترافات.

صفوت حجازي: أه، للأسف الشديد إحنا مكانش عندنا الخبرة في أخذ الاعتراف، فكان الشباب يسجلوا الاعترافات، لكن تسجيلات.

أحمد منصور: بشكل غير قانوني.

صفوت حجازي: غير قانونية..

ميدان التحرير والعلاج النفسي

أحمد منصور: إيه اللي خرجتوا به من موقعة الجمل بعد ما الميدان كان فيه حوالي 2000 واحد مربطين وكثير منهم رابطين عيونهم والشباب قاعدين في الميدان واللي رجله مكسورة، أنا شفت شباب رجلهم مكسورة يوم الخميس وقاعدين في الميدان ومرضيوش يرتاحوا أو يروحوا أو ييجوا، ما أثر هذه المعركة على الثورة؟

صفوت حجازي: أولاً أول حاجة أنا شخصياً نذرت نذر يوم الخميس الصبح.

أحمد منصور: 3 فبراير.

صفوت حجازي: 3 فبراير أي حد متعور أنا ببوس راسه وكنت ماشي في الميدان، أي حد رابط بلاستر، رابط حاجة أمسك راسه أبوسها، دي حضرتك ما تتخيلش، أنا عملتها فعلاً تعبداً لله عز وجل أن الولاد دول والرجالة دول يستاهلوا فعلاً يتباس راسهم دي كانت ليلة يعني ليلة ليلاء.

أحمد منصور: والمنظر كان يوم الخميس في الميدان الحقيقة الناس كلها قاعدة زي بعد موقعة أحد.

صفوت حجازي: كلهم متربطين كأن في قنبلة انفجرت ودول، فكان الولاد خاصةً كان في ولاد مهماش ملتزمين، الشباب الليبرالي والشباب اليساريين، ولد منهم أنا جاي ببوس راسه فقال لي أنت بتبوس راسي ليه؟ قلت له يا أخي علشان أنت بتستاهل يتباس راسك التعويرة دي أنا أرجو أنها كانت تكون فيّ، قال لي أنا يساري حضرتك بتبوس راسي، قلت له دا أنا أبوسها كمان وجيت بايسها تاني، الولد حضني وانفجر في موجه من البكاء غريبة هستيريا من البكاء بعد ما هدي شوية، قال لي يا دكتور أنا مكنتش بكره حد في الدنيا زي ما بكرهك وبكره كل الشيوخ صدقني اللي أنت عملته ده كأني بسلم من جديد، قلت له يا ابني أنت مسلم، قال لي أه بس أنا مكنتش حاسس، ده موقف غير حاجات كثير في الناس، الحاجة الثانية اللي عملها أو اللي عملتها موقعة الجحش شعور الناس اللي بدأت تيجي يوم الخميس، الناس إللي بدأت تيجي يوم الخميس كانوا نوعين، الناس اللي سابتنا ومشيت يوم الثلاثاء وشعروا بالذنب فجايين دول كانوا جايين أسود بتتلمص ودول كانوا قاعدين بعيطوا يوم الجمعة الساعة عشرة الصبح علشان البلطجية مشيوا لأن يوم الخميس أه كان في ضرب بالليل لكن مكانش بالقوة، فكان شعورهم قوي بالظلم اللي هم سابونا ومشيوا فده ثبت الولاد دول، الولاد دول حضرتك مكانوش من يوم الجمعة 4 فبراير لغاية الجمعة 11 فبراير ما سابوش المتراس اللي هم واقفين عليه، ما سابوهوش، ما روحوش بيوتهم، واقفين على المتراس إحنا كنا بنبدل الورديات، دول لأ شعورهم بالذنب.

أحمد منصور: كان في هنا ظاهرة، ظاهرة بتقول ما بدلوش هدومهم، في ناس أنا شفتهم يوم 30 وشفتهم يوم 11 بنفس الهدوم بس بقت لونها لون الأرض.

صفوت حجازي: نعم.

أحمد منصور: حتى في واحد قلت له تعال البيت عندي استحم وغير هدومك، قال لي خايف معرفش أرجع الميدان ثاني أو يمسكوني بره، فقال لي أنا مش حمشي من الميدان إلا لما يمشي حسني مبارك..

صفوت حجازي: فاكر حضرتك الولد إبراهيم اللي كان بيعمل لي الشاي في الأوضه، في المكتب، الولد ده نموذج لشاب مصري، أنا عرفت قصته إحنا كنا شكينا فيه، فجبته قلت له تعال يا إبراهيم إحنا بنشك فيك.

أحمد منصور: كده؟

صفوت حجازي: كده، قال يا دكتور أنا سواق ميكروباص وأنا اللي بصرف على أبويا وعلى عيلتي وأنا كنت بقسم إيراد العربية أنا وصاحب العربية واللي أنا باخده بقسمه مع أمين الشرطة، وفي يوم العربية باظت ومشتغلناش أمين الشرطة وقفني عريان كيوم ولدتني أمي قدام القسم وساعتها أول مرة أحس بالذل، أنا جاي عشان الذل اللي أنا اذليته من أمين الشرطة، قلت له طيب أنت قاعد هنا ليه يا إبراهيم، ما بتخرجش الميدان ليه مع الناس، قال لي بصراحة أنا خايف أموت وأنا أبوي مفيش حد بيصرف غيري أنا ولو أنا مت أبوي حيموت من الجوع، فأنا قاعد هنا، الولد ده من أكثر الناس اللي أثروا فيّ في الميدان، المعنى أنه هو جاي عشان يتذل ده معنى لأي حاكم لأي مسؤول الإنسان مهما كان بسيطا، مهما كان مش متعلم، مهما كان أي حاجة إلا أن عنده حد أدنى من الكرامة متذلوش لأن اللي بتذله ده ممكن في يوم من الأيام تيجيله الفرصه اللي يبقى أسد وياكلك.

أحمد منصور: هو برضه دي بتشير إلى أن الفساد في الشرطة كان في كل المستويات وأن أمناء الشرطة حجم فسادهم كان مرعب.

صفوت حجازي: طبعاً، أمناء الشرطة نحن لا ننكر أن هناك شرفاء، لكن هناك من الفاسدين كثر، المعنى الثاني اللي عند الولد إبراهيم ده، معنى خوفه على أبوه، وأبوه كلمني، هو لما قلت له إحنا شاكين فيك فخلا أبوه يكلمني، أبوه بيبكي بيقول لي يا دكتور أرجوكم خلوه معاكم بس حافظوا عليه عشان لو مات أنا حموت من الجوع.

أحمد منصور: يا سلام.

صفوت حجازي: ما بتتخيلش حضرتك المعاني ديت في قلب الميدان بتعمل إيه، الناس، نرجع تاني للخميس والناس اللي رجعت، النوع الثاني الناس إللي جم بقا متعاطفين معانا ودول كان عدد ضخم منهم أول مرة يجي الميدان.

أحمد منصور: صحيح.

صفوت حجازي: مكانوش متخيلين.

أحمد منصور: أنا في أصدقاء كثير كلموني وقالوا لي إحنا عايزين نيجي بس مش عارفين نيجي زي أساتذة جامعة وأطباء وكده وجم وكثير منهم ما غادرش الميدان في اليوم ده، اللي جيه الخميس ما غادرش.

صفوت حجازي: أنا فوجئت بناس جايين من السعودية والكويت.

أحمد منصور: صح، ومن أوروبا على فكرة في مجموعات قابلناهم جايين من أوروبا وبعض قابلت أستاذ جامعي جاي من أميركا قال لي أنا بس جاي أشارك في الثورة.

صفوت حجازي: بالضبط.

أحمد منصور: وغيره كثير.

صفوت حجازي: ده كان رد فعل أو نتيجة إيجابية جداً لموقعة الجحش ولا موقعة الجمل، الحاجة الثالثة إحنا بقا الناس اللي موجودة في الميدان وما غادرتش وخاضوا هذه المعركة، مش عاوز أقول لحضرتك كانت أول مرة مش نحس بقا بالنصر ولا، لأ أول مرة نحس أنه إحنا أقوياء، جامدين لأ إحنا فعلاً جامدين والشباب دول رجالة وبقا قضية بقا الإصرار ونظرة التحدي ونظرة العناد كان بدأ الإعلام يتكلم ويتنظر على أن حسني مبارك معاه دكتوراه في العناد.

أحمد منصور: نعم صح.

صفوت حجازي: وبدأ الولاد بقا.

أحمد منصور: لا ده حد قال أنه هو سمعه قال أنا معاي دكتوراه في العناد.

صفوت حجازي: أه، الولاد بقا لا إذا كان معك دكتوراه في العناد نشوف مين اللي أعند، فالثلاث معاني دول كانوا نتيجة تكفينا جداً من موقعة الجمل..

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: في هنا حاجة مهمة جداً إن الصراع ما بين الشعب وما بين النظام برئاسة حسني مبارك كأنه كان صراع على بقعة صغيرة من الأرض إنه ساحتها ما زادتش عن اثنين كيلو في اثنين كيلو متر مربع من بين مليون كيلو متر مربع هي مساحة مصر، أصبحت هذه البقعة هي الرمز كله، يعني اختزلت كل أدوات الصراع في السيطرة على هذا المكان والبقاء فيه.

صفوت حجازي: هي أصلح رمز هي الرمزية لأن أنا برضه نفسي إن إحنا نتأكد إن الثورة كانت موجودة في كل محافظات مصر، وفي كل ميادين مصر.

أحمد منصور: بس في نقطة ثانية إن الميدان كان في ناس من كل محافظات مصر بل وقرى وربوع مصر.

صفوت حجازي: بالتأكيد.

أحمد منصور: يعني ما كنش أهل القاهرة فقط اللي في الميدان، وربما أهل المحافظات هم اللي كانوا أكثر صموداً فيها.

صفوت حجازي: ما أنا قلت لحضرتك إحنا كنا مقسمين المداخل العشرة على المحافظات، يعني محافظة بني سويف مسؤولة عن البوابة الفلانية، محافظة الدقهلية مسؤولة عن البوابة الفلانية، لكن هو انتشار الثورة في الأماكن لكن تركيز الإعلام والنخبة السياسية والنخبة الفكرية اللي كانت موجودة واللي تتواجد في ميدان التحرير أعطت للميدان الزخم، وأصبح الميدان هو لسان حال الشعب، الشعب يريد في الميدان وأصبحت مقياس الوطنية والثورة بالوجود في الميدان أو لأ لدرجة أنه الشباب اللي كانوا في اللجان الشعبية زي ما قلت حضرتك كانوا بيعملوا ورديات على شان ييجوا يقعدوا 6 ساعات ولا 8 ساعات في ميدان التحرير، حد من الناس المقربين من النظام السابق وكان موجود في قلب الحدث معاهم كان يقول لي إن الميدان منقول صوت وصورة عند الرئيس السابق، وكان بيقول.

أحمد منصور: كان في كاميرات في كل مكان وإحنا كنا شايفينها في العين المجردة من ميدان التحرير من مجمع التحرير لغيره بل كان في ناس ماشية بس تصور الناس كده، على أنها بتصور أي حاجة بس هم كانوا بيصوروا معروفين دول بشتغلوا إيه، حتى في واحد قال لي أنا كنت متخفي زي كا أنت عارف، واحد قال لي لأ أنا عايز أصورك كده بالزي بتاعك ده، قلت له الصورة عندهم من زمان بس صور يا سيدي، ففعلاً كان في تعمد إن في ناس مدسوسة في الميدان بس محدش كان خايف.

صفوت حجازي: الخوف ما إحنا قلنا من الأول حضرتك، يوم 28 بمجرد ما الدم تشاف، وحاجز الصدام من الشرطة تشال، ما بقاش في خوف خلاص، الخوف بقى، بقى خوف إن الثورة ما تنجحش لكن خوف على النفس لأ وكان من ضمن الناس كانوا بيحاولوا قدر الإمكان وإحنا عارفين إن كان في جهات بترصد وتخابر مين مش، ما يهمناش لكن إحنا عارفين وكانزا بيحاولوا يعرفوا لأماكن اللي إحنا بنام فيها والأماكن اللي بنقعد فيها الشخص اللي بيحكي لي ده بيقول لي من الحاجات اللي كانت بتخلع قلب النظام حسني مبارك تحديداً، لما كنا بنرفع قبضتنا وبنقول إيد واحدة، إيد واحدة ديت كانت بترج الميدان ولذلك هو أصبح الميدان بالنسبة لهم هو الدولة الجديدة هو النظام الجديد الذي يريد أن يخلع النظام القديم ويبيده.

أحمد منصور: هل مليونية الجمعة 4 فبراير اللي سميت جمعة الرحيل والعدد فيها برضه زاد عن المليونيات السابقة وكان أول مرة أيضاً الميدان يبقى فيه هذا الحشد، كان نتاج رداً على ما قام به النظام في موقعة الجمل.

صفوت حجازي: بالتأكيد أنا متخيل إن نجاح مليونية 4 فبراير مليونية الرحيل دي كانت ثالث مليونية لحد الثلاثاء 4 فبراير الجمعة أنا متخيل إنه 50.

أحمد منصور: هنا العدد زاد عن المليون في اليوم ده.

صفوت حجازي: عدى المليون ونص، متخيل إن الدافع الأساسي أو 50% أو خلينا نقول 51% من سبب الوصول إلى هذا العدد هو ما حدث يوم الأربعاء، ويوم الجمعة المليونية بتاعت 4 فبراير لاحظنا نوعية المشاركين.

الميدان أداة للشهرة الشخصية

أحمد منصور: عمرو موسى نزل في اليوم ده للميدان وفي علامات استفهام حتى الآن لاسيما بعد تسريب وثيقة من الوثائق إنه كان نازل يعني بطلب من النظام حتى يطلب من الشباب أن يفضوا الميدان.

صفوت حجازي: هو عمرو موسى لما نزل أنا ما شفتهوش لما نزل، لكن المعلومة إللي عندي جاه حاد شاب كده اسمه خالد على علاقة بيه، قال لي أستاذ عمرو موسى عاوز يجي الميدان يجي ولا ما يجيش، قلت له كنت أنا وأظن كان قاعد جنبي المستشار الخضيري والعميد محمد بدر، قلت له يا بني إحنا ما فيش حد مصري بيستأذن يجي الميدان، ما بيستأذنش غير الأجانب عشان نأمنهم، لو هو مصري أهلاً بيه ييجي لو هو أجنبي وعاوزنا نؤمنه يقلنا وإحنا نؤمنه، ده قبل ما يجي عرفت إنه هو جه، مجموعة من الشباب حاولوا الاحتكاك بيه لأنه وصلهم الخبر ده إنه هو جاي من النظام ولذلك هو ما دخلش الميدان أول ما توغلش في الميدان، هو جه من ناحية.

أحمد منصور: كثير من الناس دول بيجوا يتصوروا يعني.

صفوت حجازي: آه جامعة الدول من ناحية المبنى بتاع الجامعة ومشيوا وكثير من الناس جه الميدان والشباب لفظوه.

أحمد منصور: دي نقطة عايز أسألك عنها الآن إن كثير من الإعلاميين كثير من السياسيين يعني أنا شفت ناس كثير أهينت في الميدان وطردت من الميدان وكان هؤلاء الشباب ببعتوا رسالة عن الذي، يعني أي حد مع النظام مش مسموح له، مع أن النظام كثير من رجال النظام سارقين الثورة إلى الآن، لكن اللي كان بيحدث في الميدان كان ظاهرة ملفتة للغاية.

صفوت حجازي: الظاهرة دي كانت حدثت لحاجتين، أولاً إحنا من يوم السبت 29 بدأت التليفونات تشتغل فبدأ الناس بيتصلوا بقى وبيعرفوا الأخبار من جوا، الناس اللي قاعدة جوه الميدان وفي الوقت ده كانت الحملة الإعلامية الضخمة في التلفزيون المصري، في بعض الفضائيات في الصحافة، فكان بييجي الأخبار ده فلان المطرب فلان ولا الممثل قعد يشتم في الثورة ويشتم في الثوار ومش عارف، فبدأت الأخبار تيجي، فالنوعية دول لما شافوا إن الكفة مالت ناحية الثورة والكلام ده بدأ بعد 4 فبراير أو ابتداءً من 4 فبراير.

أحمد منصور: هو في أسبوع الصمود كما أطلق عليه.

صفوت حجازي: فبدأ ييجوا فالشباب عارفين كويس قوي يعني هم.

أحمد منصور: كان في متابعة أيضا في الميدان للفضائيات، الشباب جابوا في أكثر من مكان ريسيفر وكان.

صفوت حجازي: بعد 4 فبراير.

أحمد منصور: آه وكان بيبث، لا أظن من يوم الاثنين، الاثنين 31 بدؤوا بحاجة صغيرة كده وكانت كل شوية تخرب وبعدين.

صفوت حجازي: لغاية الجمعة كانت الجزيرة هي الوحيدة اللي بتعرض وكنا عاملين لها شاشة ودي اللي، خليني أقول لحضرتك إن إحنا رفضنا عرض أو عمل شاشات عرض لقنوات أخرى، لكننا قبلنا.

أحمد منصور: ليه قل لي ليه.

صفوت حجازي: لأن إحنا جبنا الريسيفر ده وتتبعنا يوم الاثنين.

أحمد منصور: 31 يناير.

صفوت حجازي: آه في مكان عندنا.

أحمد منصور: طبعاً الجزيرة كانت أغلقت رسمياً.

صفوت حجازي: آه، وتتبعنا إيه القنوات دي بتقول إيه وإحنا كان عندنا علامات استفهام ضخمة على إن شمعنا القنوات دي ما أغلقتش فوجدنا إن عدد كبير منها بيبث السم في العسل وإحنا مش محتاجين، فكان القرار لأ، الناس دي مش حنعرضها في الميدان لدرجة إن بعض القنوات منع استقبالها في الميدان وكانت اللجنة الأمنية اللي جوا الميدان، مش لجنة البوابات بيمنعوا الناس دول إن هم يدخلوا وبيمنعوا الشباب إن هم يتكلموا معاهم، وبعض البرامج مع بعض المذيعين جم في الميدان واستقبلوا استقبالا سيئا جداً وأهينوا، الشباب كان واعيا جداً وعارف كويس قوي مين اللي مع الثورة ومين اللي ضد الثورة ومين اللي بيتسلق ويركب الموجة بتاعت الثورة، فكان الناس اللي بيقابلوا باستهجان بعضهم اتضرب وبعضهم أتشتم وبعضهم أهين ورفض السماع إليه، ودي كانت تصرفات عفوية جداً من الشباب رغم إن كان معظم الناس بييجوا.

أحمد منصور: ما كانش حد بيقدر يمنع الشباب يعني ناس كثير يعني كانوا من إللي بييجوا يطلعوا المنصة بمجرد ما يقول حاجة مش عاجبة الناس، كانوا الناس يهينوا انزل، انزل فكان يمشي خزيان وده حصلت مع السياسيين ومع ناس كثير.

صفوت حجازي: أنا جالي أحد الناس الكبار أظن حضرتك كنت موجوداً وكنت واقفا على جنب كده، وقال لي انتم ليه مش راضيين تطلعوني المنصة، قلت له مين اللي مش راضي يطلعك، قال لي المسؤولون عن المنصة، قلت له حضرتك مش راضيين يطلعوك مش عشان مش عاوزين بس عشان التصريحات بتاعت حضرتك السابقة، قال لي لا أنا عايز أطلع قلت له طيب أنا بعد إذن حضرتك حتطلع بس إحنا مش مسؤولين عن رد الفعل، عرف حضرتك لما كان بيحصل مشكلة كنتم تيجوا جايبني ومصّدرني أنا، فأنا مشيت بعيد لأن انا عرف أيه رد الفعل اللي حيحصل وأنا مش عايز أطلع قدام الشباب أشفع لحد أنا شخصياً مش قابل وجوده، فمشيت، طبعاً سمعت الهياج والدنيا ولعت وأنت اللي نزلته يعني أنت اللي خدت بإيده وقعدته جنب أنا شايف من بعيد بس ما فيش داعي نجيب الاسم، فرجعت لقيته قاعد بيبكي قلت له أنا قلت لحضرتك قال لي لأ دول شباب غير اللي أنا أعرفهم خالص.

أحمد منصور: مساحة الوعي عند الناس ما كانش فيها أي ضبابية، يا إما أنت مع الثورة يا إما أنت ضد الثورة، أنا أذكر أيضاً واحد من الناس جاي جاب مبادرة، قلت له ما تطلعش قال لي لا أنا حأطلع قلت له أرجوك مش حيقبلوها، قال لي حأطلع، رغم إنه كان يعني مع الشباب من الأول بس طلع أول جملتين رفضوه رغم إنه كان بيظهر إنه معاهم من الأول.

صفوت حجازي: هو ده اللي أنا بتكلم عليه جه مرة ثانية جه بعد كده علشان يصلح ورُفض، رغم إنه هو حد يعني.

أحمد منصور: هي دي نقطة مهمة بس الآن للأسف الشديد الدنيا، الناس دول بيستردوا مواقعهم مرة أخرى.

صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك هذه الثورة كما قلت ثورة صنعها الله عز وجل، والله عز جل سيحميها ولن تفشل الثورة ولن يستولي أحد على الثورة وستحقق الثورة مطالبها لسبب بسيط خالص، السبب الأولاني إن الله عز وجل هو الذي صنعها، الله عز وجل صنعها بأسباب، هذه الأسباب ما زالت موجودة، الشعب هو الأداة التي أراد الله عز وجل بها لهذه الثورة أن تتم، وهذا الشعب ما زال موجودا وما زال ميدان التحرير بيوحد المتفرقين، حتى لو كان الناس تفرقوا، لكن الميدان بيجمع هؤلاء الناس مرة أخرى.

أحمد منصور: مليونية الجمعة 4/ فبراير هل تعتقد أنها مثلت حداً فاصلاً لا رجعة فيه بالنسبة لرغبة الشعب في تغيير النظام وأن خطاب مبارك العاطفي فشل الآن، فشلا ذريعا في إنه يمكن أن يرد الناس مرة أخرى؟

صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك، أنا بقسم الناس اللي شاركوا في الثورة، الناس اللي شاركت من يوم 25 لغاية 4/ فبراير أو لغاية 3/ فبراير دول نوعية، من 3/ فبراير لغاية 11/ فبراير دول نوعية ثانية، وبعد 11/فبراير دول نوعية ثالثة، الناس اللي شاركوا بعد 3/ فبراير و4/ فبراير دول الناس قطاع منهم ضخم كان، ما كانش معادي للثورة، وما كانش رافض الثورة، لكنه كان مترددا وكان الجانب العاطفي موجود عنده، ما زالت العاطفة غالبة على العقل بعد موقعة الجمل 50 % من الناس دول حسموا أمرهم..

أحمد منصور: وأصبحوا مع الثورة.

زواج وأكفان وورود في الميدان

صفوت حجازي: وأصبحوا مع الثورة، المليون ونص اللي اجتمعوا في الميدان يوم 4/ فبراير الكم ده خلا الخمسين بالمية الآخرين اللي ما زالوا مترددين حسموا أمرهم ولذلك مليونية يوم الأحد 6 فبراير كانت مختلفة عن نوعية يوم الجمعة، نوعيات الناس المشاركة يعني يوم الجمعة إحنا بدأنا نشوف مستويات اجتماعية في المجتمع المصري بتشارك في المليونية اللي خلينا نقول الطبقة الغنية.

أحمد منصور: كان بيجوا بالورد.

صفوت حجازي: أه، و الــ High class، جايبن لنا الكيك وجايبن التورت إحنا جوعانين عاوزين ناكل فول وطعمية، وبعضهم جايب يعني.. لقيت أسرة، واقف بعربية بتاعته معاه بنته وابنه، واقفين في العربية عند مدخل قصر النيل..

أحمد منصور: ده على فكرة معظم الأسر دي كانت بتدخل من المدخل ده.

صفوت حجازي: أه، ولقيت الشباب جايين لي أنا كنت قريب من المكان هناك الراجل ده مالي العربية بتاعته علب كنتاكي، الكلام ده كان يوم الأحد..

أحمد منصور: ده كنتاكي جالكم بصحيح أهو.

صفوت حجازي: أه، يوم الأحد 6/فبراير.

أحمد منصور: نعم.

صفوت حجازي: وعاوز يدخله والشباب خايفين لنتصور..

أحمد منصور: وتبقى إشاعات حقيقية.

صفوت حجازي: فجم بوشهم فبعثوا لي، قلت له حضرتك جايب ده ليه، قال لي علشان أقول لهم إن إحنا الشعب إحنا اللي بنأكل الناس دول كنتاكي، وبالمناسبة يا دكتور دي مش من كنتاكي، دي العلب بس، هو الراجل عامل الفراخ في البيت، وراح، هي كنتاكي كانت قفلة أصلاً.

أحمد منصور: قفلة في كل القاهرة..

صفوت حجازي: وراح عند فرع من الفروع ويعرف الراجل بتاع المخزن اشترى منه كمية علب وحط فيها، طبعاً قلت له آسفين مش حنقدر ندخلها، ده نوعية من الشعب اللي بدأ يشارك بعد 4/ فبراير، لحد 6/ فبراير مش عاوز أقول لحضرتك كنت حتلاقي بأه أساتذة الجامعة وحتلاقي الناس الارستقراطيين والباشاوات والبهوات والوزراء وأظن الجمعة 4/ فبراير كان نزول الدكتور عصام شرف..

أحمد منصور: لأ، عصام شرف وأعضاء هيئة التدريس نزلوا يوم الثلاثاء
8/ فبراير، نعم لأن مسيراتهم كانت مميزة وحتى الصحف يوم 9/ فبراير كتبت أنه وزير النقل السابق عصام شرف..

صفوت حجازي: بس هو الدكتور عصام شرف نزل يوم الجمعة والأحد بس نزل متخفياً لأني أنا أعرف نسيبيه، في علاقة، فكان موجود، وكان موجود ناس كثير يعني مثلا لاعيبة الكرة يوم..

أحمد منصور: أه فعلا نادر السيد كان موجود من الأول..

صفوت حجازي: نادر السيد موجود من الأول، نادر السيد ومحمد عبد المنصف..

أحمد منصور: أنا ما ليش في الكرة خالص فكانوا الشباب يقولوا لي فلان وأنا أمي تماما، بأه يشرحوا لي بأه.

صفوت حجازي: نادر السيد ومحمد عبد المنصف موجودون من بدري لكن مثلا من الجمعة 4/ فبراير جيه سيد عبد الحفيظ مثلا، جيه محمد رمضان الإداري السابق بتاع الأهلي، وبدأت الناس دي تكثر ويكثر عددها في الميدان.

أحمد منصور: ده أدى إلى عمل نقلة في نوعية الناس المشاركة في الميدان وفي الثورة كذلك.

صفوت حجازي: نعم.

أحمد منصور: يوم النظام طبعا حس بالقلق الشديد فدعا عمر سليمان نائب الرئيس آنذاك إلى حوار مع القوى السياسية المختلفة وشارك الإخوان المسلمين في هذا الحوار، وشاركت قوى مختلفة في هذا الموضوع أنتم حستوا بإيه في الميدان؟

صفوت حجازي: إحنا في الميدان رفضنا تماما هذه المفاوضات..

أحمد منصور: ليه.

صفوت حجازي: لأنه إحنا كنا على يقين أن التفاوض مش على أنه الراجل يمشي ولا ما يمشيش، ده بالنسبة لعمر سليمان ولأحمد شفيق وجود حسني مبارك دي مسألة ما بتفاوضوش عليها، هم يتفاوضون على إنه إحنا ناخد آمان، وإنه إحنا مش حنتقتل أو حنسجن..

أحمد منصور: ده عمر سليمان طلع وقال الرئيس سيعفو عن الناس اللي في الميدان..

صفوت حجازي: يعفو عن مين، معلش إحنا متأسفين، إحنا محتاجين ربنا عز وجل هو اللي يعفو عناّ، ودي مش جملتي بالمناسبة، دي جملة شاب كان اسمه عبد اللطيف تقريبا، وإحنا قاعدين حد من الشباب، بنتناقش فقال الريس خلاص حيعفو فالشاب قال إحنا مش محتاجين عفو بشر إحنا محتاجين عفو ربنا فكانت المفاوضات دي كلها إحنا في الميدان رافضينها تماما، والجيش كان يعلم ذلك..

أحمد منصور: كانت علاقتكم إيه في الجيش في الوقت ده؟

صفوت حجازي: علاقتنا في الجيش في الوقت ده كانت علاقة جيدة جداً وطيبة جداً لأن الجيش ما كنش بيجي علينا وما كنش ضدنا نهائي..

أحمد منصور: بس ما كانش معاكم..

صفوت حجازي: إحنا مش عاوزينه معانا، وإحنا قبلنا هذا الأمر يعني كان هناك هم عاملين غرفة عمليات همه في المتحف، وكان بعض الأشخاص بيتعاملوا مع الجيش..

أحمد منصور: أنت كنت بتتعامل مع الجيش في الوقت ده.

صفوت حجازي: أنا بدأت أتعامل مع الجيش من يوم الخميس.

أحمد منصور: الخميس..

صفوت حجازي: عشرة..

أحمد منصور: أه، قبل التنحي بيوم..

صفوت حجازي: قبل التنحي بيوم لأنه..

أحمد منصور: لكن قبل كده ما كنتش تتعامل مع الجيش..

صفوت حجازي: ما كنتش بتعامل معاهم بالعكس ده كانوا بيعتبروني حد من المعاديين لأن أنا..

أحمد منصور: قائد المتطرفين..

صفوت حجازي: أه، كنت في الميدان معروف إن أنا من المتطرفين العسكريين، فكان الجيش، كان اللي بتعامل مع الجيش الدكتور محمد البلتاجي على ما أذكر، والعميد محمد بدر..

أحمد منصور: ده عميد متقاعد..

صفوت حجازي: عميد متقاعد، مثلا من المواقف بتاعت الجيش إنا جينا في وقت الجيش عاوز يحرك الدبابات بتاعته اللي عند المتحف، والشباب مصرون إن لأ ما تتحركش..

أحمد منصور: الشباب كانوا خايفين بقول لهم ليه أنتم ليه معترضين فقالوا إحنا خايفين يضيقوا المسافة علينا.

صفوت حجازي: أه.

أحمد منصور: فراحوا ناموا جوا الجنازير..

صفوت حجازي: بالضبط، الجيش استعانوا بيّ على أساس إن أنا..

أحمد منصور: تقنع الشباب.

صفوت حجازي: حد عسكري ميداني بتاع طوب، أنا بدأت أتكلم مع الشباب، الجيش إدنا آمان تام إنه ما فيش الكلام اللي بيقولوا ده ما فيش حاجة خالص، فبدأت أتكلم مع الشباب، ومن المرات المعدودة وتكاد تكون المرة الأولى إنه الشباب مش راضيين يسمعوا كلامي وأنا بقول لهم امشوا..

أحمد منصور: عرفت بأه..

صفوت حجازي: مش راضيين..

أحمد منصور: اللي مش حيمشي تبع الثورة حتى لو مين..

صفوت حجازي:  بالضبط، لأ، ده هم، وخلاص وأصروا وانتهينا وقلت للجيش مش حقدر أعمل حاجة، وحيفضل الوضع على ما هو عليه، فبعد ما مشيت أنا زعلان من الشباب عشان ما سمعوش الكلام فرحت كده على جنب، فلقيت كده كل الشباب جايين حواليه قالوا لي يا دكتور أنت كنت بتتكلم جد، بقول لهم أتكلم في جد في إيه في إنا إحنا نمشي، قلت لهم أه، قالوا لي لا والله إحنا مش راضيين نمشي فاكرين إن حضرتك بتعمل موضوع تفاوضي وإن أنت أهو بذلت أقصى الجهد وهم مش راضيين يمشوا، قلت لهم لأ أنا كنت بتكلم بجد، قال لأ إحنا ما سمعناش الكلام علشان فاكرين إن دي مفاوضات وإن دي حيل من الحرب، طب نمشي قلت لهم خلاص ما تمشوش، فكان الجيش على الحياد تماما، بعض الشباب كان زعلان من الجيش إن هو مش معنا، وإن هو ما بضربش البلطجية، أنا شخصيا أنا ما كنتش زعلان من الجيش لأن البلطجية دول مهما راحوا ومهما جم هم مصريون، ما ينفعاش الجيش المصري يضرب إنسان مصري برصاصة مهما كان الإنسان ده، ياخدوا يحاكمه ويحكم عليه قضاء أه، ويطبق عليه قانون لكن يضرب بالنار في ميدان التحرير ده أنا واحد من الناس كنت رافضا هذا الكلام تماما..

أحمد منصور: الآن الأمور ظلت تراوح مكانها من الجمعة 4/فبراير، مليونية الأحد كانت شيئا بتكرر إلى أن جاءت مليونية الثلاثاء 8/فبراير ودي كانت أيضا العدد هنا كان بيزيد، وفي مليونية الثلاثاء ديت بدأت بعض الفئات تنضم كفئات وليسوا كأفراد زي أعضاء هيئة التدريس، جامعة القاهرة، زي الصحفيين كانوا بيعملوا مسيرات، المحامون بدؤوا ينزلوا في ألرواب بدأ المظهر ياخذ تمردا وشكلا من أشكال المجتمع، يعني حراكا مجتمعيا أكثر منه حراك أفراد..

صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك حاجة الأول، لمحة بمليونية أربعة فبراير فاكر حضرت الشباب اللي كانوا لابسين الأكفان.

أحمد منصور: أه.. دي تأثيرها غير عادي.

صفوت حجازي: دي حضرتك من الحاجات، النتاج الطبيعي ليوم الأربعاء
2/ فبراير أنا فوجئت بكمية من الشباب جايين من ناحية عبد المنعم رياض ولابسين أكفان، الشباب اللي على المتاريس ما رضوش يدخلوهم، فأنا بعثوا لي فرحت تقريبا كانوا أكثر من 200 واحد، إيه يا شباب دول، قالوا لي إحنا جايين من المنيا بعد اللي شفناه وإحنا مش ماشين من هنا غير.. راحوا وقفوا عند الصينية، دول حضرتك الشباب دول كان وجودهم برضه من الأشياء الفاصلة اللي مهدت لبقية المليونيات إن هي تنجح وتفوق العديد، وحدة ست من سيدات المجتمع، شكلها كده، لقيتها واقفة بتبكي فلما شافتني فجت تسلم عليّ، فقلت لها حضرتك بتبكي ليه، قالت لي أنا أول مرة في حياتي بشوف كفن، ما كنتش متخيلة إن هو مرعب بالشكل ده..

أحمد منصور: برضه يوم 4/ فبراير عقد أول قران في الميدان.

صفوت حجازي: نعم، صحيح وده كان بالنسبة لي أنا، أنا اللي عقدت العقد وده بعتبره يعني أسعد عقد زواج، أنا بعقد عقود زواج كثيرة..

أحمد منصور: أنت قلت جملة بعد الزواج، بعد العقد فكرها..

صفوت حجازي: إيه..

أحمد منصور: قلت دول حيتجوزوا وحيخلفوا في الميدان كمان لحد ما يرحل مبارك..

صفوت حجازي:  أه صحيح، قلنا إحنا قاعدين في الميدان لغاية ما يخلفوا في الميدان، دي طبعاً شيء عارف حضرتك بعث طمأنينة ضخمة في قلوب الناس في الميدان..

أحمد منصور: صحيح.

صفوت حجازي: وكانت شجاعة جداً من الولاد.

أحمد منصور: طبعاً، رغم الناس لسه مجروحة بأحداث اليومين السابقين بس أنا أذكر هذا عمل نقلة يعني، مليونية الثلاثاء 8/ فبراير عملت نقلة في كل مسيرة الثورة لأنه تبعها تغيرات هائلة في المشهد وصلت في النهاية إلى جمعة التنحي اللي هي 11/فبراير، أبدأ معك الحلقة القادمة من مليونية الثلاثاء، فشكراً جزيلاً لك، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ووجوه الثورة المصرية في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبتمبر 11, 2011

صفوت حجازي.. شاهد على الثورة المصرية ج6

370

تاريخ الحلقة: 28/8/2011

- أسلحة ليزر وبلطجة ورشى
- أصحاب الياقات البيض
- ثلاثة أهداف لنجاح الثورة
- معركة السيطرة على الميدان بين الثوار والبلطجية
- أم مكلومة في ميدان التحرير

أحمد منصور
صفوت حجازي

أسلحة ليزر وبلطجة ورشى

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية، دكتور مرحبا بك..

صفوت حجازي: مرحبا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: إحنا في الحلقة الماضية توقفنا عند الجزء الثالث من معركة أو موقعة الجمل اللي وقعت يوم 2 و3 فبراير 2011 وكنا حكيت لنا قصة عبد الكريم الذي تمنى الشهادة فجاءته حينما وقف، يعني بين أمنيته واستشهاده لحظات.

صفوت حجازي: نعم.

أحمد منصور: أنت قلت ده بعد صلاة الفجر لكن المعركة أو القسم الثالث من المعركة اللي كان هو الأخطر اللي استخدم فيه الذخيرة الحية والقناصة بدأ الساعة 2 بالليل تقريبا..

صفوت حجازي: بدأ من وحدة ونص اثنين بالليل لغاية قبل الشروق شوية صغيرين..

أحمد منصور: في اللحظة دي كتير من الشهود في الميدان قالوا لي أنه كان الليزر بتاع الأسلحة كان بيبان على المباني وعلى الناس وكده.

صفوت حجازي: نعم، كنا شايفينه..

أحمد منصور: كان منين.

صفوت حجازي: أنا شفته، كان في مكانين فندق هيلتون رمسيس والجزء القريب من شارع الجلاء من عمارة برج الدوحة.

أحمد منصور: دوحة ماسبيرو.

صفوت حجازي: دوحة ماسبيرو.

أحمد منصور: يعني القناصة طلعوا على المبنيين دول.

صفوت حجازي: أه، نعم.. دول الأشعة اللي شفناهم اللي أنا شفتهم.

أحمد منصور: في المكانين دول، أنت قدمت شاهدتك قدام أي لجنة بشكل رسمي.

صفوت حجازي: بشكل رسمي.

أحمد منصور: عن القصة دي موقعة الجمل.

صفوت حجازي: لأ، لأ.

أحمد منصور: مع أن تقرير لجنة تقصي الحقائق طلع، لكني أعتقد أن الموضوع بحاجة إلى مزيد من التحقيق.

صفوت حجازي: زي ما قلت لحضرتك هي الإشكالية في الشهادات أو خاصة في الأسماء، إحنا عشان نتكلم في شهادات عاوزين أسماء، عاوزين أشخاص.

أحمد منصور: لأ ما هو هنا هيلتون رمسيس في اليوم ده معروف مين الناس المناوبين فيه ومعروف مين اللي استأذنوا منهم أو طلبوا منهم أو أجبروهم إنهم يطلعوا.

صفوت حجازي: الشباب راحوا أدلوا بالكلام ده، وكثير من الشباب اللي كانوا موجودين شافوا نفس الموقف في نفس المواقع ونفس الأماكن.

أحمد منصور: وأسلحة بالليزر أسلحة يعني في جهات معينة اللي بتملكها.

صفوت حجازي: بقول لحضرتك، هو تقرير لجنة تقصي الحقائق بتقول إن هي إدارة مكافحة الإرهاب.

أحمد منصور: أمن الدولة.

صفوت حجازي: أمن الدولة.

أحمد منصور: وإدارة مكافحة الإرهاب كانت علاقتها مباشرة بالولايات المتحدة والسي أي إيه، والأجهزة اللي كانت بتدربها وبتدفع لها.

صفوت حجازي: أنا متأكد.

أحمد منصور: من خلال المعلومات والمصادر اللي نشرت في الموضوع.

صفوت حجازي: حتظهر حقائق كثيرة أوي في الأيام القادمة يعني أنا عندي إحساس أن الأيام والليالي حُبلى بالأحداث.. والأحداث حُبلى بالمكاشفات أكثر من الأحداث، إحنا كل يوم بيتكشف.

أحمد منصور: بس في ظل ما تتعرض له الثورة من مؤامرات هل تعتقد أن الحاجات دي ممكن تتكشف.

صفوت حجازي: إن شاء الله حتتكشف، إن شاء الله.

أحمد منصور: يعني الآن الحيلولة دون إتمام الثورة اللي أهم هدف من أهدافها وهو أن الشعب يصبح صاحب السيادة والقرار والعراقيل اللي بتتم الآن أليس جزء منها طمس الحقائق حول هذه الجرائم.

صفوت حجازي: هو جزء من اللي بيدير الثورة المضادة الآن هم اللي كانوا بيديروا وينفذوا هذه المعارك.

أحمد منصور: يعني دول لا زالوا في موقع السلطة.

صفوت حجازي: لا زالوا في موقع المقدرة على اتخاذ، المقدرة على التدبير والتخطيط والتنفيذ، ما زالوا موجودين، لما تنتهي هذه الثورة المضادة ستظهر هذه الحقائق جليّة، من الحقائق أو من الأشياء اللي فوجئنا بها شاب اسمه خالد على ما أذكر، بعد أظن كان يوم 15 أبريل.

أحمد منصور: أبريل.

صفوت حجازي: أه.

أحمد منصور: إحنا هنا كان في مليونية 8 أبريل.

صفوت حجازي: أه، 15 أبريل.

أحمد منصور: يعني الخميس.

صفوت حجازي: أه، لقيته بعد ما تفض الاعتصام..

أحمد منصور: الجمعة.

صفوت حجازي: بعد ما تفض الاعتصام.

أحمد منصور: الاعتصام تفض يوم الثلاثاء، 10، 11، 12..

صفوت حجازي: يوم الخميس.

أحمد منصور: 14 أبريل.

صفوت حجازي: أه، يوم الخميس 14 أبريل، اتصل بحد اسمه الدكتور حسين في الميدان، الدكتور حسين اتصل بيه وقابلت هذا الولد، الولد قصته أنه خرج يوم 29 أبريل.

أحمد منصور: أبريل.

صفوت حجازي: 29 يناير، وتحت كوبري 6 أكتوبر قبل ما يدخل الميدان لقى شب وقفه هو الولد بيشتغل حداد، شاب وقفه أنت رايح فين، أنا رايح الميدان، ليه ومش ليه والريس ومش الريس وأنت تبقى خاين ومش خاين تعال معنا، وجاه مديله خمسين جنيه، الولد بيقول لي هو اللي بيحكي أنا رحت، خمسين جنيه، واقتنعت أنه الريس برئ وأنا مش رايح لحاجة أنا رايح أتفرج أصلا، وبدأت أشتغل مع البلطجية اللي بيحدفوا الطوب، ووصلني براجل لقيت راجل قاعد في عربية مرسيدس ناحية ماسبيرو، الرجل ده أنا بقول له شكله إيه، قال لي أنا متأكد أنه لابس ماسك.

أحمد منصور: على وجهه.

صفوت حجازي: بقول له ليه، قال لي وشه شباب لكن رقبته مليانة تجاعيد، راكب عربية مرسيدس سودا، ولازق على النمر بتاعتها ورقة، والولد وصف العربية بإن هي مخبوطة في الرفرف القداماني يمين لقيت الراجل قاعد في العربية وفاتح الباب وفي حوالي 10، 12 واحد قاعدين وبيكلمنا على الريس وإن إحنا لازم نحمي مصر والريس ومش الريس وبدأت اشتغل معاهم، وكان كل يوم بيديني 50 جنيه.

أحمد منصور: نفس الراجل ده بيروح يوزع عليهم.

صفوت حجازي: الشباب اللي معاه، 50 جنيه، بقولوا كان يوصلكم إزاي، قال لي في تيلفون بيتصل بي، يا خالد نتقابل في المكان الفلاني وغالباً كان بيكون تحت كوبري 6 أكتوبر، بقولوا إيه اللي خلاك جاي تقول الكلام ده دي الوقت، قال لي اتصل بينا امبارح وقال لي إن إحنا يوم قبل يوم شم النسيم حنروح إسكندرية علشان نفجر كنايس هناك.

أحمد منصور: يعني في أبريل ده

صفوت حجازي: الراجل ده قابلني يوم 14 إبريل، شم النسيم 21 مش عارف 22 أبريل، قلت له بعدين، قاللي أنا أول مرة أحس بالخوف وأحس إن أنا بعمل حاجة غلط.

أحمد منصور: قال له ده في التليفون؟

صفوت حجازي: في التليفون.

أحمد منصور: يعني مش همه.

صفوت حجازي: ما فيش..إحنا دلوقتي ما فيش عندنا لا أمن دولة ولا عندنا حاجة.

أحمد منصور: لأ هو ما فيش أمن دولة بس في جهات ثانية..

صفوت حجازي: قال الكلام ده بالنص في التليفون، الولد بيقول لي أنا جيت متصل بيه، فأول مرة أتصل بالرقم اللي بطلبني ، وكانت كلمة السر أنا معاكم، بيقوله مين قاله أنا خالد، خالد مين قاله أنا معاكم، فشتمه وهزأه، فرحت اتصلت بيه من تليفون تاني.

أحمد منصور: إنت حضرتك اللي اتصلت؟

صفوت حجازي: هو لأ هوالولد اللي بيقول، اتصلت بيه من تيلفون تاني، فأنا معاكم فهزأني برضه وشتمني، الكلام ده الولد كان معاي يوم الخميس، الكلام ده حصل يوم الثلاثاء، اللي هو قبل الخميس.

أحمد منصور: الثلاثاء ده اللي اتفض فيه ميدان التحرير، اللي هو حنقدر نقول يوم 12 إبريل لأنهم قفلوا الميدان بعد يوم 8 ليوم 12.

صفوت حجازي: بالضبط، الولد قلت له إنت جاي تقول لي ليه، قاللي أنا حاسس إني بعمل حاجة غلط وأنا خايف، قلت له عندك استعداد تقول الكلام ده قدام أي جهة، قال لي أه، قلت له فين رقم التليفون اللي بتصل فيك قال لي أهو، اتصل بيه قدامي قعد يشتمه.

أحمد منصور: وأنت سامع.

صفوت حجازي: أه، لو اتصلت بي تاني أنا حقتلك.

أحمد منصور: وأنت سمعت التهديد.

صفوت حجازي: وأنا سمعت الكلام ده، أنا اتصلت بالقوات المسلحة ووصلوني بحد مسؤول وإديته كل البيانات.

أحمد منصور: بما فيها رقم تليفون الشخص ده.

صفوت حجازي: بما فيها رقم تليفون الشخص ده، ورقم تليفون الولد نفسه، فقالوا لي خلي الولد، الكلام ده كان يوم الخميس الظهر.

أحمد منصور: 14 أبريل.

صفوت حجازي: أه الظهر بعد صلاة الظهر.

أحمد منصور: طب جزء من الثورة المضادة شغالة لأن يوم الثلاثاء 12 أبريل ده، يوم الثلاثاء 12 أبريل أنا كنت موجود في ميدان التحرير وقت ما فضوه واسمعنا شفنا البلطجية بيهتفوا لحسني مبارك وصورناهم وطلعنا الصورة على الجزيرة .

صفوت حجازي: نعم، الكلام ده كان بعد صلاة الظهر في فندق سميراميس، وأنا اتعمدت أقابله هناك على أساس إن الدنيا تبقى آمنة، لأن أنا كان جال لي تهديدات كثيرة بالقتل، المسؤول في القوات المسلحة قال لي خليه معاك، فعلى الساعة 4:30 تقريباً اتصلت بالمسؤول تاني قال لي لو عايز يمشي مشيه، قلت له إيه اللي حصل قال لي ما فيش حاجة، عاوز يمشي مشيه.

أحمد منصور: يعني اتقبض على الراجل ده؟

صفوت حجازي: ما عرفش، والولد مشي وإلى الآن ما شفتوش ولا..

أحمد منصور: ولا اتصل عليك.

صفوت حجازي: ولا اتصل علي أنا ما إديتوش تليفوني أصلاً، لكن اتصلت على الدكتور حسين اللي هو جابه، قال لي لأ ما اتصلش بي تاني خالص.

أحمد منصور: إيه معناه..

صفوت حجازي: هل ممكن يكون اتقبض عليه، ممكن الواد يكون اللي كان بيشغله هو اللي اتقبض عليه يعني حاجة من الاثنين يا الولد في أمان، يا الولد في السجن.

أحمد منصور: لكن دلوقتي في.. ده بيدل على إن الثورة المضادة ديت وراها ناس معاها فلوس ومعاها سلطة ومعاها نفوذ ومش حتتوقف.

صفوت حجازي: لأ الثورة المضادة دي يا أستاذ أحمد أنا على يقين كامل أن هناك لوبي من رجال الحزب ورجال أعمال من الحزب عندهم جيش من البلطجية، وكل عضو مجلس شعب، مش كل عضو عشان.. معظم أعضاء مجلس الشعب في دواير كثيرة كان عندهم جيوش من البلطجية هم اللي بينجحوهم في الانتخابات.

أحمد منصور: دول بتوع الحزب الوطني.

صفوت حجازي: بتوع الحزب الوطني، والبلطجية دول فين هم دلوقتي، دول بيكلوا ويشربوا ليهم مرتبات شهرية من الأعضاء اللي كانوا بينجحوهم، وأنا متأكد أن هناك تكوين وتنظيم من هؤلاء الأعضاء بيديروا هذا الجيش من البلطجية.

أحمد منصور: وأكيد بيتواصلوا مع ناس ليها نفوذ جوا الدولة.

صفوت حجازي: أنا متأكد إن هم بيتواصلوا مع ناس موجودين، ومع ناس خارج مصر، ولا أستبعد إطلاقاً علاقة بينهم وبين إسرائيل وأميركا.

أحمد منصور: يعني سادتهم كان ليهم العلاقة.

صفوت حجازي: أه طبعاً.

أحمد منصور: طب خلينا نرجع ليوم فجر 3 فبراير من الساعة 2 لما بدأ إطلاق الرصاص، إزاي التحول بدأ الآن بعد الطوب إلى إطلاق رصاص حي وزيادة في عدد الشهداء.

صفوت حجازي: إحنا فوجئنا الشباب بتوعنا بدؤوا مجموعة منهم لما حسوا بأن عددنا بيزيد أو لما عملنا الخدعة بتاعت الزيادة الشباب تحمسوا

فبدؤوا مجموعة منهم طلعت في شارع رمسيس من الجنب وطلعوا على كوبري 6 أكتوبر، كوبري 6 أكتوبر في منزل على

أحمد منصور: على شارع رمسيس نعم..

صفوت حجازي: على شارع رمسيس هم طلعوا الشباب بتوعنا طلعوا من على المطلع ده على أساس على الكوبري على أساس أنه هم يهاجموا..

أحمد منصور:البلطجية اللي كانوا فوق الكوبري.

صفوت حجازي: البلطجية اللي كانوا فوق الكوبري، وفي مطلع لكوبري 6 أكتوبر من على الكورنيش من عند المتحف أو من عند الحزب الوطني..

أحمد منصور: صح.

صفوت حجازي: بيطلع بينزل في شارع رمسيس.

أحمد منصور: مزبوط.

صفوت حجازي: مجموعة تانية من الشباب طلعوا على من المنطقة ديت.

أحمد منصور:لأ بس ده مش مطلع ده منزل، في منزل بنزل عند الهلتون من فوق 6 أكتوبر، وبنزل على ميدان التحرير عند المجمع لو أنت جاي من ورا.

صفوت حجازي: لأ مش ده آه في لو أنت جاي من على الكورنيش..

أحمد منصور: وفي مطلع كمان.

صفوت حجازي: أيوه المطلع ده.

أحمد منصور: من تحت.

صفوت حجازي: آه لو أنت جاي من عند مسبيرو ودخلت تحت كوبري 6 أكتوبر.

أحمد منصور: صح في مطلع كمان.

صفوت حجازي: وعايز تدخل شارع رمسيس ممكن تطلع منه.

أحمد منصور: في مطلع ده.

صفوت حجازي: الشباب اللي طلعوا من شارع رمسيس بدأوا يطاردوا..

أحمد منصور: البلطجية اللي فوق كوبري 6 أكتوبر.

صفوت حجازي: البلطجية اللي فوق6 أكتوبر.

أحمد منصور: اللي هم كانوا متحكمين فينا من فوق.

صفوت حجازي: اللي هم كانوا متحكمين علينا من فوق، بدأو يجروا ناحية المطلع التاني بتاع شارع بتاع كوبري 6 أكتوبر، شباب بتوعنا طالعين، بس الشباب اللي كانوا طالعين دول كان عددهم قليل خمسة أو ستة، عدد البلطجية اللي فوق كان عدد كبير فمسكوا الشباب الخمسة.

أحمد منصور:أعتقد أن الجزيرة صورت الصور..

صفوت حجازي: صورت الكلام ده ومصورة واحد من الشباب بتوعنا وهو بينجر بيجروه ولقينا راس من شبابنا إترمى علينا من فوق الكوبري..

أحمد منصور: راس يعني ادبح..

صفوت حجازي: ادبح، لما خدوا الشباب بتوعنا وبيجرجروهم وماسكين، الشباب التانيين اللي طالعين بدأوا يتقهقروا ورجعوا تاني بعد اللحظة ديه..

أحمد منصور: دول كانوا راكبين عربية نص نقل على ما أعتقد اللي هم البلطجية، وكان معاهم عربية نص نقل..

صفوت حجازي: كان في عربيات نص نقل بتتحرك، بتجيب ناس وبتنزل ناس وبتشيل، الشباب بتوعنا انسحبوا من اللحظة دي بدأ ضرب الرصاص، كان تقريباً الساعة اتنين ونص أو اتنين بالليل، الرصاص يعني إحنا اللي كان معظم إللي بيتصاب من الرصاص في المتراس التاني..

أحمد منصور: مش الأولاني..

صفوت حجازي: مش الأولاني..

أحمد منصور: لأن كان دول فوق فالكوبري حاجز.

صفوت حجازي: بالضبط، بالضبط.

أحمد منصور: يعني المسافة من المتراس الأولاني اللي كانت عند التمثال تقريباً

صفوت حجازي: آه عند التمثال ما كانش الرصاصة بتنزل عليهم..

أحمد منصور: لحد المتراس التاني اللي هو كان عند العمارة الأولانية وجزء من المتحف..

صفوت حجازي: بالضبط المتراس التاني كان..

أحمد منصور : دول كانوا محميين القناصة مش قادرين يجيبوهم.

صفوت حجازي: آه فكان ييجوا كله في المتراس التاني وبعد المتراس التاني، إحنا الشباب بدأوا يتحصنوا بالدبابات لما بدأ ضرب النار..

أحمد منصور : هنا القوات المسلحة كانت برده ماخده موقف..

صفوت حجازي: القوات المسلحة على الحياد تماماً، بس الدبابات كانت واقفة بالعرض فالشباب سابوا المتراس التاني لما لقينا ضرب النار بيصيب المتراس التاني فبدأ الشباب يسيبوا..

أحمد منصور : شفت الشهداء سقطوا قبل عبد الكريم؟

صفوت حجازي: لأ عبد الكريم، آه عبد الكريم عبد الكريم كان آخر حد أنا شفته قبليه شفت اتنين..

أحمد منصور :شهداء.

صفوت حجازي: لأني أنا كنت بتحرك عند نقطة المستشفى الميداني اللي كانت في قلب..

أحمد منصور : دي تسموها مستشفى الجبهة.

صفوت حجازي: كنا مسمينها مستشفى الجبهة.

أحمد منصور :لأن المستشفى الرئيسية كانت في المسجد الصغير اللي ورا..

صفوت حجازي: دي كانت نقطة من النقاط اللي كانت موجودة، ودي كانت سبحان الله ما كانش ييجي عليها رصاص برضة بسبب أن هي قريبة من المتراس الأولاني فالكوبري مغطيها شويه، شفت اتنين واحد منهم كان مضروب بطوبة ده كان الساعة 11:30، 12 ، والتاني كان الساعة 3..

أحمد منصور : الساعة 3 برصاصة ولا بطوبة؟

صفوت حجازي: الساعة 3 برصاصة في رقبته وكان عند المستشفى الميداني، وكان ما متش كان بيطلع في الروح، والدكاترة بيحاولوا يعملوا أي حاجة، لغاية ما لفظ أنفاسه بين إيدينا وأنا واقف، كان تحت المسلة اللي قدام المتحف دول 3 أنا يعني شفتهم في نفس المكان..

أحمد منصور : استخدام الرصاص هنا عمل فيكم إيه؟

صفوت حجازي:  ما عملش فينا أي حاجة، ما فرقش معانا أي حاجة، كل اللي عملناه أن إحنا عملناه تركنا المتراس التاني ورحنا على المتراس التالت، كان المتراس التالت هو الأقرب للميدان، كان قبليه في الدبابات فأخدنا الدبابات ساتر، فبقى المنطقة من المتراس..

أحمد منصور : بس كان استشهد حوالي تقريباً 15 بالرصاص..

صفوت حجازي: كان لأ الكلام ده كان الساعة ثلاثة، ثلاثة كان معظم اللي استشهدوا، لأن المنطقة من المتراس الأول للدبابات كنا مخليين الحركة فيها قليلة جداً واللي بيمشي بيزحف وعارفين أن دي منطقة..

أحمد منصور: طيب والمجموعة اللي طلعت على الكوبري وادبح حد فيهم

صفوت حجازي: دول كانوا من المتراس الأولاني..

أحمد منصور: ودول كانوا كلهم قتلوا تقريباً؟

صفوت حجازي: لأ ما قتلوش الخمسة أو الستة اللي طلعوا دول تقريباً، إحنا بظننا إنه.. هم إحنا متأكدين إنه في 2 إتقتلوا منهم، إللي هو إترميلنا رأسه واللي كانوا بيجروه.

أحمد منصور: طيب دي عملت رعب بشكل شديد

صفوت حجازي: إطلاقاً إطلاقاً لم..

أحمد منصور:كان في واحد تاني بيجروه ده ظهر على الشاشات..

صفوت حجازي: آه لم يتأثر الشباب، إحنا متخيلين الاثنين دول هم اللي اتقتلوا والثلاثة التانيين أو الأربعة التانيين اتخطفوا أو اتأسروا ما زال في..

أحمد منصور: ما رجعوش..

صفوت حجازي: ما رجعوش في مفقودين إلى الآن..

أحمد منصور:إلى اليوم.

صفوت حجازي: إلى اليوم.

أحمد منصور:عددهم أد إيه تقريباً..

صفوت حجازي: تقريباً وفقاً للبلاغات حوالي 200 وشوية..

أحمد منصور:ودول مش لاقينهم لا في السجون ولا في أي حاجة.

صفوت حجازي: ولا في أي حاجة، ودول واحد منهم أظن اسمه كريم مش فاكر إسمه إيه، في آخر شهر مارس وجدت جثته مرمية في طريق مصر إسكندرية الصحراوي

أحمد منصور: حديثة مقتول حديثاً..

صفوت حجازي: آه..

أحمد منصور:معنى كده إن في ناس من دول ممكن يكونوا محطوطين في أي حته؟

صفوت حجازي: ممكن.

أحمد منصور:وممكن يكون في ناس اتقتلوا وادفنوا في أي حته؟

صفوت حجازي: ممكن ممكن ممكن، يعني الشباب وقفوا ورا الدبابات، بقى عندنا المتراس الأولاني والدبابات.

أحمد منصور:ده بقى الساعة 3 الصبح.

صفوت حجازي: :ده الساعة 3 الصبح، استمر الضرب بقى لغاية الساعة.

أحمد منصور:إنت ما غادرتش المنطقة دي ولا كنت بتمشي في الميدان.

صفوت حجازي: لأ أنا من الساعة 3 لغاية الساعة 7 الصبح ما غادرتش المنطقة دي لأن أنا لقيت الضرب، وحصل بقى صلاة الفجر وعبد الكريم، أنا ما غادرتش المنطقة دي خالص.

أحمد منصور:معنوياتك كانت عاملة إيه؟

صفوت حجازي: أنا كنت يعني، أنا نفسياً كان نفسي أموت، فعلاً وكنت عندي إحساس إن أنا حموت حموت، بس أنا مش عاوز مش عاوز أنتحر والشباب مانعيني، وأنا كان نفسي أموت لهدف، دايماً في الأجواء دي لما حد معروف والناس بتحبه يموت..

أحمد منصور:بيعمل شحنة عاطفية..

صفوت حجازي: بيبقى وقود أنا كان نفسي..

أحمد منصور: بس برضه الواحد يموت بتمن غالي يعني..

صفوت حجازي: كان نفسي أكون كده، وكنت متأكد أن الثورة حتنجح خاصة بعد عبد الكريم، أنا بعد عبد الكريم بقيت أتنقل بين المتراس الأولاني والدبابات أشجع دول شوية وأشجع دول شويه وهم الشباب بمجرد ما بيشوفوني بيتشجعوا وما فيش رصاصة بتيجي فيه.

أحمد منصور:أنت بتتمنى الناس اللي بيسمعوا الحاجة دي الآن، وكتير من الناس بدأت تتكالب على المغانم السياسية للثورة، ونسيت إن دماء الشهداء هي التي صنعت هذا الأمر..

صفوت حجازي: نعم للأسف الشديد..

أحمد منصور: والثورة لسه في مصر يعني حتى وإحنا بنسجل الآن أمامها تحديات ومخاطر مهولة، والثورة المضادة قوية ضدها.

أصحاب الياقات البيض

صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك حاجة، كان في مجموعة من الناس بس ما تسألنيش على أسماء، كنا نحن مسمينهم أصحاب الياقات البيضاء، منهم شباب ومنهم رجالة كبار ومعروفين، ومنهم شباب من شباب الثورة ما بيمشوش من الفضائيات، الناس اللي بتتكالب على تقسيمة التورتة ما شفوش الأحداث ديت ما حدفوش طوبة, وعاوز أقول لحضرتك ان معظم الناس اللي كانوا على الجبهات ديت, وخاصة عبد المنعم رياض أو طلعت حرب, معظم الناس دي ناس بسطاء, مخلصين, كانوا فعلا واقفين الوقفة دي عشان حاسين إنهم بيجاهدوا في سبيل الله, واحد من الولاد دول اسمه عبد المنعم قال لي دكتور أنا مبصليش وعمري ما صليت, أنا لو مت حبقى شهيد, قلت له توب يا عبد المنعم وقوم صلي, قام صلى, النوعية دي من الناس خلصت المهمة بتاعتها ورجعت بلادها وقاعدين في بيوتهم.

أحمد منصور: بستنوا بثمار السلطة..

صفوت حجازي: وهم دول لما بنقول في مليونية هم دول اللي بيجوا, لكن الناس ذوات الياقات البيضاء, اللي كانوا بيجوا علشان يقولوا كلمة, ويتصوروا ويدلوا بتصريحات.

أحمد منصور: أنا كنت مستغرب من حاجة برضه إن ناس من دول كانوا بيجوا ميدان التحرير, ومستعجلين وعايزين يقولوا الكلمة ويقولوا احنا مش فاضيين ويغضبوا لو الناس أخروهم شوية وكأنه جاي يعمل زيارة ويمشي, وفي ناس نايمة في الميدان وبتموت في الميدان.

صفوت حجازي: هم دول اللي بنسميهم ذوي الياقات البيضاء, كان بعض منهم سلم علينا بطراطيف ايده, لو حد من الشباب جاه يحضنه لو هو مشهور ولا حاجة, يبقى يعني ريحة الولد ده أو الشب ده مش حلوة, وحقيقة كان الشباب يعني, في ولد اسمه بهاء صابر, بهاء كان كل ليلة الساعة واحدة بالليل بعد الناس دي كلها ما تمشي يقعد يبكي, الكلام ده من قبل التنحي, يا بهاء بتبكي ليه, قال لي يا دكتور الناس اللي بيقولوا كلمة ويمضوا في الأوتوغراف ويمشوا لو ثورتنا نجحت حيسرقوها, حيطلعوا فوق كتافنا, كان كل ليلة بهاء يقعد يبكي ويقول الجملة ديت.

أحمد منصور: أنت شايف ده بيحصل الوقت.

صفوت حجازي: آه بيحصل, لكن أنا على يقين إن الثورة تنجح, وأن نجاح الثورة عندي..

أحمد منصور: منين جالك اليقين ده, في ظل الآن, يعني المؤامرات على الثورة مش بسيطة والناس اللي بتسرق الثورة فيهم ناس لصوص حرمية محترفين سرقة, في الحياة يعني..

صفوت حجازي: اللي يقرأ تاريخ الثورات, يعرف كويس أوي ان ده شيئ طبيعي جدا, وهي الانقضاض على الثورة, وركوب الموجة وحصد مكاسب الثورة، ده مش حيحصل في ثورتنا علشان سببين اتنين.

أحمد منصور: إيه هم؟

صفوت حجازي: السبب الأول أن هذه الثورة صنعها الله, والله عز وجل يحمي هذه الثورة.

أحمد منصور: بس روح ميدان التحرير ما عادتش موجودة عند الناس؟

ثلاثة أهداف لنجاح الثورة

صفوت حجازي: مش مهم روح ميدان التحرير, لكن المهم روح الثورة, ما زال الشعب لما بنقول مليونية بيجي, والثورة دي ربنا عز وجل أراد لمصر بها الخير وإن شاء الله حتم وحتنجح, وأنا نجاح الثورة عندي أنا متخيل إن هو إذا تحققت ثلاث أشياء الثورة حتبقى نجحت بنسبة تسعين بالمية.

أحمد منصور: ايه هم؟

صفوت حجازي: دستور حر نزيه يرضي كل المصريين.

أحمد منصور: ما هو مش حيصنعوا غير انتخابات وهم مش عايزين الانتخابات تصير.

صفوت حجازي:حتم الانتخابات غصبن عن أي حد, إن شاء الله الحاجة التانية انتخابات برلمانية حرة نزيهة.

أحمد منصور: كل اللي بتعمل ده عشان ما تحصلش.

صفوت حجازي: حتحصل,إن شاء الله.

أحمد منصور: ويفضل العسكر موجودين.

صفوت حجازي:حتحصل إن شاء الله, غصبن عن أي حد, لأن دي إرادة الله عز وجل.

الحاجة التالتة رئيس منتخب.

أحمد منصور: برضه مش عازيين البلد توصل لدي.

صفوت حجازي: هم حرين, ما حدش كان عاوز حاجة, كل اللي إحنا وصلنا له يا أستاذ أحمد محدش كان يحلم بيه, ولا حد كان بفكر بيه فيه, ومن أول يوم من يوم 29 يناير, وهذه الثورة تقاوم ونجحت, نجحت بكل قوة رغم كل الأسلحة اللي استخدمت, وحتنجح وحتكمل, لما تتحقق التلات حاجات دول, حنبقى حققنا تسعين في المية.

أحمد منصور: الناس اللي بيؤمنوا بالمعايير المادية لو سمعوا كلامك ده حيقولوا الراجل ده بخرف.

صفوت حجازي: يقولوا, الناس اللي بيؤمنوا بالمعايير المادية, والتحليلات السياسية والاستراتيجية, يوم 25 يناير كانوا بيقولوا علينا بنخرف, ويوم 28 يناير كانوا بيقولوا دول شوية عيال, وأحمد شفيق قال أنا حبعتلهم بونبوني وملبس، كل اللي حصل..

أحمد منصور:انتا عايز يترشح ويبقى رئيس..

صفوت حجازي: مش حيحصل الملف بتاعه بيتجهز, كل الناس دي وكل التحليلات قبل 25 و28 يناير حد كان يتوقع, كلها كانت بتكذب اللي حصل.

أحمد منصور: بس برضه أتباع النظام موجودين وكل ما منصب جديد بيجي, بتلاقي واحد من أتباع النظام.

صفوت حجازي: والثوار موجودين, أنا متفائل.

[فاصل إعلاني]

معركة السيطرة على الميدان بين الثوار والبلطجية

أحمد منصور: أنا عايز أرجع لفجر يوم 3 فبراير, بدأ الشهداء يتساقطوا الآن برصاص القناصة اللي كانوا موجودين على فندق, أو موجودين في فندق هيلتون رمسيس, وعلى مبنى دوحة ماسبيرو.

صفوت حجازي: نعم, زي ما قلت لحضرتك الشباب لما طلعوا على الكوبري والبلطجية ردوهم ومسكوا الاثنين دول, فوجئنا بزيادة أعداد البلطجية بطريقة مهولة.

أحمد منصور: الكلام ده بعد الفجر.

صفوت حجازي: بعد الفجر, وبدأنا نسمع أصواتهم.

أحمد منصور: يعني بقوا قريبين جدا منكم.

صفوت حجازي: ده تحت على الأرض وفوق الكوبري, وهو بعد الفجر الدنيا الجو بيبدأ, يهدى قوي ويصفى وسكون والصوت ينتقل, وبدأنا نسمع أصوات كأنها قيادة, ياد إنت وهو اضرب, امشي من الناحية دي، واحد بيوجه, حد بيوجه هذه الجموع, لغاية تقريبا ضوء الشمس ما بدأ يطلع, إحنا أنا واحد من الناس كنت خلاص أنهكت تماما, ذراعي ماعدتش قادر أشيله من التحديف, ومش قادر أظهر أي نوع من أنواع التعب, ولا الإرهاق.

أحمد منصور: حواليك ناس بيبصوا لك.

صفوت حجازي: حوالية ناس بيبصوا لي, وكلهم شباب فيهم سمة الطيبة, سمة الإصرار القوة ومن الحاجات العجيبة أستاذ أحمد, كان في مجموعة قدامنا متقدمة قدام شوية كده, وكلهم رابطين العصابات بتاعة العلم الفلسطيني, فوجئت ان دول خمس بنات, بقالهم ييجي ساعة ونص واقفين قدامنا بيحدفوا.

أحمد منصور: وأنتم فاكرهم شباب.

صفوت حجازي: إحنا فاكرهم شباب, كلنا فاكرينهم شباب.

أحمد منصور: لابسين بناطيل يعني.

صفوت حجازي: لابسين بناطيل, وهم راجعين شفنا الحلق في ودانهم, لما تعبوا وأيديهم تخدلت, يعني الناس كلها بعد يوم الأربعاء ده, كنت تلاقي الشباب ماشيين أيديهم كلها مدلدلة مش قادرين يشيلوها, مش عاوز أقول لحضرتك الولاد لما شافوا البنات دول كأنهم يعني ولعت فيهم نار، ودي كلها مواقف أنا بعتبرها رسالات من ربنا عز وجل.

أحمد منصور: كثير قالوا لي إن البنات والستات لعبوا دور لدرجة إن لو إن واحد كبير في السن كان يتعب يروح يرجع ورا النسوان كانوا ببهدلوه النساء ببهدلوه لا عارف حتى يقعد، هو كبير في السن.

صفوت حجازي: أنا قبل الساعة 2 وأنا بتردد بين، لقيت واحدة ست واقفة عند المسلة، قاعدة على الأرض وجمبيها 2 شباب قاعدين فانا بصيت لهم كده وضحكت، يعني كأني بقول لهم قاعدين ليه.

أحمد منصور: كان فيك روح تضحك.

صفوت حجازي: آه، فواحد منهم قال والله يا دكتور ذراعي مش قادر برتاح شوية، فلقيت الست دي بصتلي قالت لي دول ولادي.

أحمد منصور : يا سلام.

صفوت حجازي: بيرتاحوا وأخوهم الثالث راح مكانهم، وقعدت تبدل في ولادها، واحد يروح على بال ما واحد يرتاح التاني يتعب الثالث يروح.

أحمد منصور: أنا هنا برضه لاحظت حاجة محدش كان خايف على ولاده.

صفوت حجازي: أبداً.

أحمد منصور: ولما أشوف ناس جايبين ولادهم الصغيرين يعني عايز أقول لهم روحوا العيال بس بقيت خايف أكلم الناس.

صفوت حجازي: لقيت ولد عمره 12 سنة بقول له إنت عمرك كام سنة، قال لي 12 سنة، شايل طوب في الجاكيت بتاعه وبقول له حبيبي إنت أكلت كان عند الساعة 9 بالليل تقريباً، قال لي أصل بابا وأخويا الكبير قدام فأنا بديلهم الطوب، قلتله أوعى تقول إن ماما معاك، قالي لي آه أهي هناك بتكسر الحجارة، تخيل الأسرة ديت، أم بتكسر طوب والطفل الصغير بشيل الطوب ده على شان يديه لباباه وأخوه الكبير إللي واقفين قدام، دي مواقف ولذلك أنا يوم الأربعاء، يوم الخميس 3 فبراير، أنا كنت شخص تاني.

أحمد منصور: إزاي بقى قول، لأن يوم الأربعاء ده في حالة انهزام سيطرت بشكل كبير على كثير من الناس وحالة من المعنويات المنخفضة.

صفوت حجازي: أنا الصبح الساعة، يوم الخميس الساعة 10 بدأت أشوف الجزيرة، أنا ما كنتش متابع، ولقيت رد الفعل في الإعلام على اللي حصل يوم الأربعاء.

أحمد منصور: أنتم في الحالة دي الصبح بدأت أعداد من الناس تيجي.

صفوت حجازي:دي الحالة التانية خلتي أتأكد إن إحنا إن شاء الله مكملين، إن يوم الثلاثاء بالليل الناس مشيت، يوم الأربعاء بالنهار الإقبال ضعيف والعدد ضعيف جداً، يوم الخميس إحنا عدينا نص مليون والناس جت، جت بقى إيه جت متحفزة يوم الخميس بالليل، إحنا كان في الميدان ده من أكتر الليالي اللي نام فيها الناس في الميدان، في أكثر من 200 ألف واحد في الميدان.

أحمد منصور: تقريباً أكبر عدد نام طوال الأيام السابقة.

صفوت حجازي: إحنا حضرتك في الليلة ديت كان عندنا مشكلتين، وهي مشكلة البطاطين ومشكلة الأكل، الناس عاوزة بطاطين وعاوزة أكل.

أحمد منصور: لأن في اليوم ده أنا شفت كميات هائلة من البطاطين بالليل دخلت الميدان في وقت كان في تعليمات لكل بائعة البطاطين إن أي حد ياخد كميات ما يدلوش أو يبلغوا عنه.

صفوت حجازي: ده كانوا بيروحوا يجيبوا البطاطين من شارع الأزهر، ومن السبتية ومن أحمد حلمي، بطاطين السمرا بتاعة الجيش، ده كان في يوم الخميس بالليل فش أقل من ميتين ألف، لذلك بقول لحضرتك ابتداءً من الساعة 10 الصبح يوم الخميس لما بدأت أشوف الناس جاية والناس جاية بروح تحدي روح رفض كامل اللي حصل يوم الأربعاء طول النهار وطول الليل، كان ناس كتير جاية حاسة شعور بالذنب أنه هم ما كانوش موجودين.

أحمد منصور: هنا أطلقت الدعوة لما سمي بجمعة الرحيل، خلاص تحدي بعد ما الناس 3 بالليل تعاطفت مع حسني مبارك إلى ظهر الأربعاء، أو بعد ظهر الأربعاء، الخميس مصر كلها خدت قرار إن يوم الجمعة جمعة الرحيل.

صفوت حجازي: وكان اليوم ده يوم الخميس بالمناسبة كان عندنا برضة مشكلة ضخمة البلطجية اللي اتقبض عليهم.

أحمد منصور: أنتم برضه هنا يوم الخميس كان في ضرب بالليل لم يتوقف.

صفوت حجازي: بالليل في ضرب.

أحمد منصور: وأحمد شفيق طلع.

صفوت حجازي: وأحمد شفيق طلع وقال ما فيش ضرب نار.

أحمد منصور: وقال أنا معرفش إيه إللي بيجرى وطلع كده.

صفوت حجازي: الضرب لم ينته إلا يوم الجمعة الفجر.

أحمد منصور: عمر سليمان ظهر برضه في حوار تلفزيوني في اليوم ده وقال إن مبارك وابنه مش حيترشحوا وظهر في هذا اليوم شعار جديد إللي هو الشعب يريد محاكمة السفاح.

صفوت حجازي: نعم، لأن الناس، الشعار ده بالمناسبة مش إللي إحنا طلعناه، الناس إللي بدأت تيجي يوم الخميس وشعورهم زي ما بقول لحضرتك، عندهم شعور بالذنب وشعور بالتقصير، وخاصة الناس إللي كان في مثلاً حوالي أربعين ألف مثلاً إللي بيبيتوا معنا ومشيوا يوم الثلاثاء، شعروا بذنب ودول يوم الخميس بالليل إللي هي ليلة الجمعة، الجمعة 4 فبراير وفجر الجمعة دول إللي كانوا بيقاتلوا قتال مرير مع البلطجية، إحنا إحنا تعبنا، يعني أنا يوم الخميس أو الجمعة بالليل أنا محدفتش طوبة لأن أنا لقيت الناس حاسة فعلاً بالذنب، مش عايز أقول لحضرتك إنه هم زعلوا لما البلطجية بقت بطلوا يضربوا.

أحمد منصور: إنت تقييمك إيه لما سمي بموقعة الجمل في ظل أن حسني مبارك بعد ما كسب تعاطف الناس بخطابه العاطفي، قاموا رجالته، رجال الحزب والأمن وطبعاً في عناصر كتيرة متورطة وأسماء كتيرة لكن لتقصي الحقائق ربما ما ذكرتهاش لكن بدأنا كل يوم الآن نشوف ناس بتتسجن باسم موقعة الجمل وتنقلب موازين الثورة والمعركة بهذا الشكل.

صفوت حجازي: أنا متصور أن ده غباء من إللي خططوا لهذا الحدث، وهم كانوا مراهنين على هذا الحدث، إذا كان أحمد عز ولا جمال مبارك ولا صفوت الشريف هم كانوا مراهنين وكانوا واثقين ثقة كاملة إن العدد إللي حيبعتوه مش حيقل عن مية ألف لكن حقيقة في رجال أعمل كتير رفضوا يخرجوا العمال بتوعهم والعدد إللي جه ما كانش يصل أبداً لعشرة ألاف واحد، وهي كانت دي الضربة إللي قسمتهم ودول ما كانوش بلطجية دول ناس موظفين وعمال في شركات ناس تابعين للحزب.

أحمد منصور: في برضه كتير قالوا لي إنهم مسكوا كتير من أمناء الشرطة والأمن المركزي.

صفوت حجازي: ده من يوم السبت.

أحمد منصور: في قنابل مسيلة للدموع أطلقت في اليوم ده.

صفوت حجازي:لأ.

أحمد منصور: بس في قنابل أطلقت في وقت ما، قالوا في قنابل مسلية للدموع أطلقت وده حتى علامات استفهام.

صفوت حجازي: قنابل مسيلة للدموع أطلقت في شارع طلعت حرب لكن عند ميدان منعم رياض ما فيش قنابل مسيلة اطلاقا.

أحمد منصور: ده بيدل برضه إنه مين اللي حيستخدم قنابل مسيلة للدموع، وقوات الأمن المركزي أو قوات الشرطة.

صفوت حجازي: طبعاً ، حضرتك من يوم السبت 29.

أحمد منصور: وعشان كده وجهت اتهامات لوزير الداخلية محمود وجدي إن هو متورط في الموضوع ده.

صفوت حجازي: من يوم السبت 29 حضرتك، إحنا مسكنا أمناء شرطة ومعاهم الكرنيهات بتاعتهم، مسكنا مخبرين سريين، مسكنا مجندين وبطاقاتهم، وكرنيهاتهم موجودة ومصورة، وأظن بعض الشباب ما زال معاهم بعض الكرنيهات.

أحمد منصور: جمعة الرحيل جمعة 4 فبراير.

صفوت حجازي: قبل جمعة الرحيل أنا عاوز بس أكمل قصة أم محمود.

أحمد منصور: أه أم محمود اللي أنت قابلتها عند شارع محمد محمود عند الهارديز.

صفوت حجازي: أه وقاعدة بتكسر طوب وبتقول يا رب طوبة من دول تيجي في دماغ إللي قتل ابني، أم محمود فضلت قاعدة نفس القعدة لغاية يوم الجمعة الجمعة، جمعة الرحيل قبل الصلاة.

أحمد منصور: اللي هي جمعة التنحي.

صفوت حجازي: لأ، الرحيل.

أحمد منصور: الرحيل كانت 4 فبراير.

صفوت حجازي: 4 فبراير، فضلت قاعدة بتكسر طوب.

أحمد منصور: ما راحتش تتدفن ابنها؟

صفوت حجازي: ما دفنتش ابنها، يوم الجمعة لما حسينا بعد صلاة الجمعة وحسينا أنه مفيش بلطجية خلاص فجات لي قالت لي أنا عاوزة أسألك سؤال في الشرع، قلت لها تفضلي يا أم محمود، قالت لي أنا مش حطلع محمود من المشرحة ومش حسيب الميدان غير لما الراجل ده يمشي وشتمته.

أحمد منصور: حسني مبارك.

صفوت حجازي: أه، ده حرام علي، أنا خفت أقول لها حرام أصدمها، قلت لها.

أحمد منصور: أنت معندكش يقين إنه حيمشي.

أم مكلومة في ميدان التحرير

صفوت حجازي: معنديش يقين، في الوقت ده أنا كان عندي زي ما قلت لحضرتك لما جاه يوم الخميس حسيت أنه بقى عندي شبه يقين أنه إحنا منتصرين إن شاء الله، قلت لها أم محمود.

أحمد منصور: ومليونية الجمعة.

صفوت حجازي: مليونية الجمعة، هي جات لي بعد صلاة الجمعة قبل العصر، قلت لها يا أم محمود إن شاء الله حيمشي وروحي ادفني ابنك، قالت لي مادام حيمشي مش حدفنه غير لما يمشي بتحدي ونظرة تحدي في عينيها الست المصرية اللي الغل.

أحمد منصور: ده ابنها الوحيد.

صفوت حجازي: ابنها الوحيد.

أحمد منصور: وكان حيتجوز.

صفوت حجازي: وكان حيتجوز يوم الجمعة 11 فبراير، عارف الست المصرية اللي الغل والثأر مالي قلبها شفت اللحظة دي في عينيها، قالت لي مادام حيمشي مش حدفنه، أنا خايفة يمشي وأنا بدفنه مفرحش معاكم، أنا قاعدة، كل يوم أشوف أم محمود.

أحمد منصور: كنت بتشوف أم مكلومة ولا أم فيها تحدي، فيها رغبة في الثأر.

صفوت حجازي: أه، أم لا مش ضعيفة، أم زي ما قلت لحضرتك الغل جواها والثأر والغيظ ومش عاوزة.

أحمد منصور: وثأرها مع حسني مبارك.

صفوت حجازي:: لما البلطجية مشيوا بقى خلاص بقى ثأرها على اللي جابوا البلطجية، يوم الجمعة 11 فبراير..

أحمد منصور: اللي هي جمعة التنحي.

صفوت حجازي: جمعة التنحي أه، الساعة تقريباً 2 بالليل، 3 بالليل.

أحمد منصور: ده فجر السبت؟

صفوت حجازي: فجر السبت، لقيت أم محمود جاية بتزغرت وبتاخدني بالحضن، بتحضني أنا بقيت مكسوف.

أحمد منصور: بعفوية الأم.

صفوت حجازي: بعفوية الأم تماماً.

أحمد منصور: الإنسانة البسيطة.

صفوت حجازي: بسيط، بقلها مبروك..

أحمد منصور: ابنها لسه في المشرحة، لم تدفنه.

صفوت حجازي: ألف مبروك يا أم محمود، شفتي فرح محمود بقى شكله إيه، قالت لي لا يا ابني ده فرح مصر مش فرح محمود وأم محمود وقاعدة بتزغرت، تخيل أم ابنها في المشرحة.

أحمد منصور: ده كان يوم فرحه.

صفوت حجازي: وده كان يوم فرحه، أنا كنت خايف عليها تجنن، نظرة الذهول اللي في عينيها تخيل عين من نظرة تحدي وإصرار وغل لنظرة ذهول، بقيت خايف عليها، لقيتها يوم السبت اللي هو 12 الصبح بتقول لي أنا عاوزة منك خدمة، قلت لها أأمري، تيجي معايا ندفن محمود، الست بقى ما تقرأش في وجهها حاجة لا هو حزن ولا هو تحدي ولا هو، وش بلا تعبير، رحت معاها المشرحة خرجنا محمود، دماغه مفتوح، صباعه عامل كده.

أحمد منصور: لا إله إلا الله.

صفوت حجازي: أنا مرضتش أغسله لأني أنا على يقين.

أحمد منصور: أن الشهداء لا يغسلوا.

صفوت حجازي: الشهداء لا يغسلوا، رحنا دفناه، وصلنا الست بيتها، قالت لي أنا كان لي أمنية، محمود كان حيعملها لي بعد ما يتجوز أنت ممكن تعملها لي، قلت لها إيه يا أم محمود، قالت لي كان نفسي أروح أزور سيدنا النبي وأعمل عمرة، قلت لها حاضر يا أم محمود، قالت لي إمتى، قلت لها حاضر إديني تليفونك أخذت تليفون بيتها، أنا فضلت في الميدان لغاية يوم الاثنين 14، بعد كده كل يوم بتصل بيها أطمن على أم محمود لغاية قبل الجمعة اللي أقيل فيها، استقال فيها شفيق.

أحمد منصور: أحمد شفيق.

صفوت حجازي: أه، كانت الجمعة أظن 18.

أحمد منصور: أحمد شفيق أقيل يوم الخميس 24 فبراير.

صفوت حجازي: يوم الخميس 24 فبراير.

أحمد منصور: وعصام شرف جيه..

صفوت حجازي: جمعة النصر، لغاية يوم الاثنين اللي قبل الجمعة بتاعت إقالة أحمد شفيق إللي هو حيبقى يوم 21، أنا كان المفروض أنه أنا حروح السعودية أجدد الإقامة بتاعتي أنا وولادي اتصلت بأم محمود عشان آخذ الباسبور بتاعها وأجيبلها تأشيرة وأخذها معايا تعمل عمرة، الكلام ده كان يوم الاثنين فاكر الاثنين أو الأحد، يا الأحد 20 يا الاثنين 21.

أحمد منصور: أنت قلت لي وقتها حتسافر يوم الثلاثاء.

صفوت حجازي: أه يبقى يوم الاثنين.

أحمد منصور: لأنه أنا برضه سافرت الدوحة بنفس اليوم.

صفوت حجازي: أه، اتصلت بها، أنا أول مرة يمكن أحكي القصة دي إن كان أظن جريدة الأسبوع نشرتها تقريباً على لسان حد ثاني وحدة صحفية كانت شافت أم محمود في الميدان، فردت علي وحدة صوت ثاني بقلها أم محمود فين، قالت لي أنت مين، قلت لها أنا فلان، قالت لي أم محمود تعيش أنت.

أحمد منصور: لا إله إلا الله.

صفوت حجازي: ماتت، مش عاوز أقول لحضرتك كان من أول الحاجات اللي شعرت فيها شعور غريب جداً من يوم التنحي لغاية يوم 21 فبراير.

أحمد منصور: عشرة أيام تقريباً.

صفوت حجازي:أنا كنت عايش في نشوة النصر ومش حاسس إن في ظلم في مصر، لما الست دي ماتت أنا حسيت إن هي مظلومة وإن هي ماتت مظلومة، أنا أحد الأسباب الرئيسية اللي خلتني أصر أني أنا أسافر رغم أنه كان عندنا مليونية كان أنه أنا أعمل عمرة لأم محمود وسافرت عملت العمرة لأم محمود، كثير من الشباب لما كانوا بيشوفوا أم محمود كانوا بيحسوا أن دي أمهم والست دي أنا بدلل بها على أن دي ثورة كل الشعب مش ثورة الشباب ولا طائفة معينة ولا فرقة معينة، لا دي ثورة كل الشعب وفي جنود مجهولين صنعوا الثورة ديت وممكن عشان خاطر الناس دي ربنا عز وجل حب وأراد أن يتم هذا النصر.

أحمد منصور: نكمل في الحلقة القادمة، شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية حول أسرارها، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبتمبر 11, 2011

صفوت حجازي.. شاهد على الثورة المصرية ج5

369
- التحرير من ميدان إلى جمهورية
- تداعيات الخطاب العاطفي
- موقعة الجمل
- أكثر الأيام قسوة
- حجارة على الكوبري
- هتافات وحكايات مؤلمة في الميدان

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الداعية الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية، دكتور مرحبا بك.
صفوت حجازي: أهلا وسهلا أستاذ أحمد.
أحمد منصور: توقفنا في الحلقة الماضية عند صبيحة الأربعاء 2 فبراير 2011 أو ما سُمي بموقعة الجمل إعلاميا أو موقعة الجحش كما أطلق عليه ثوار التحرير، اليوم ده كان صبيحة الخطاب العاطفي إللي ألقاه حسني مبارك مساء الثلاثاء وإللي انقسم فيه المصريين نصفين، نصف بعاطفة تقال ندعه يكمل حتى نهاية فترة الرئاسية بينما قسم آخر قال لا بد أن يرحل لأنه قاتل ومجرم ويديه ملطخة بدماء الشهداء.
صفوت حجازي: يوم الأربعاء بالنهار..
أحمد منصور: الساعة سبعة الصبح.
صفوت حجازي: الساعة سبعة الصبح، كان العدد قليل جداً يمكن كان أقل يوم بالنهار.
أحمد منصور: يعني كم يعني؟
صفوت حجازي: ما يزيدش عن عشرين ألف، إحنا إللي كان بايت يوم الثلاثاء يعني ما بين عشرة، خمسة عشرة ألف، المعتدين ابتداء من الساعة سبعة الصبح يبدأ الناس ييجوا لغاية الساعة 8، 8 ونص مش الكثافة إللي إحنا معتادينها، لغاية صلاة الظهر تقريبا برضه العدد وصل خمسين ألف، ستين ألف، بعد ما كنا يوم الثلاثاء مليون، إحنا كنا لينا طريقة بنعد بيها.
أحمد منصور: أه قولي لأن برضه في ناس، الناس بتقول إزاي كانوا بيعرفوا العدد وصل لمليون..
صفوت حجازي: إحنا كان عندنا اللجنة الهندسية.
أحمد منصور: دي بطريقة علمية يعني.
صفوت حجازي: أه، مهندسين، مجموعة مهندسين إحنا عملنا دورات مياه في ميدان التحرير.
أحمد منصور: عملتوها إزاي.
التحرير من ميدان إلى جمهورية
صفوت حجازي: بدأنا نجيب كرفانات خشب في حد اسمه عبد الرحمن حمدي وبدأنا نجيب النجارين إللي في الميدان، الميدان في كل أنواع المهن، مجرد ما نطلع في الميكرفون يا جماعة لو عاوزين نجارين يروحوا المكان الفلاني، عاوزين سباكين يروحوا المكان الفلاني.
أحمد منصور: هي دي لأن دي ثورة شعب فمهم تشير لي للنقطة دي، كنت بقابل ناس من كل فئات المجتمع.
صفوت حجازي: كل فئات المجتمع، إحنا بصيت لقيت جاي واحد معاه حوالي عشرين، ثلاثين واحد، قال لي يا دكتور أنتم قاعدين تقولوا نجارين وسباكين وحدادين مش عاوزين نقاشين، قلت له لا والله مش عاوزين نقاشين مش مندهن ميدان التحرير، فعملنا.
أحمد منصور: على فكرة معظم العمال إللي اشتغلوا لي في بيتي قابلتهم في الميدان.
صفوت حجازي: أنا كنت بقابل، أنا أصلا عندي شركة مقاولات فبقابل الناس، العمال إللي معانا وإللي بيشتغلوا معاي والحدادين والنجارين موجودين في الميدان فكنا رحنا بالحاجات، بعض المواد من عند مخزن المقاولين العرب والمشروع إللي بيبنوه عملنا دورات مياه، عملنا في الميدان، مستمرة الدولة زي ما هي.
أحمد منصور: جمهورية ميدان التحرير.
صفوت حجازي: جمهورية ميدان التحرير.
أحمد منصور: كل ما مشكلة تظهر بتتحل.
صفوت حجازي: أه، فكنا..
أحمد منصور: كان مشكلة دورات المياه لمليون بني آدم دول حيروحوا فين دول.
صفوت حجازي: بالضبط، ودي عملناها.
أحمد منصور: يعني الحكومة السعودية ظلت تعاني سنوات طويلة عشان العدد تقريبا قرب إللي بيتواجد في الميدان.
صفوت حجازي: بدأنا نعملها من يوم الثلاثاء.
أحمد منصور: إللي هو يوم 1 فبراير.
صفوت حجازي: لما لاقينا المليون بالنهار ما فيش غير دورة مياه وحدة إللي هي دورات مياه مسجد عمر مكرم، وبدأت في مشكلة فعلاً.
أحمد منصور: كان في دورات مياه عمومية في امتداد شارع باب اللوق بس طبعاً كانوا البلطجية هناك يخطفوا الناس.
صفوت حجازي: كان في نوعين، في باب اللوق كان في دورات عمومية وفي بميدان عبد المنعم رياض دورات عمومية بس دي كانت في نطاق سيطرة قوات البلطجة، فعملنا دورات المياه، المهندسين.
أحمد منصور: أنا برضه عايز أقول حاجة كان في ناس عشان يحلوا المشكلة دي وأنا واحد منهم، شربة ميّ وبدون أكل، غير مرة وحدة، وأكل بسيط.
صفوت حجازي: أه، لكن الناس إللي بتبات
أحمد منصور: لكن لقيت ناس كتير بتعمل كده.
صفوت حجازي: أه، بس لازم نحلها، فجت الفكرة دي لشاب أظن اسمه حسام، مهندس وجمع مجموعة من المهندسين وعمل الدورات داهين، قسم الميدان لقطاعات وعملي الميدان خريطة دقيقة جداً، وخريطة كبيرة على ورق وبدأ يحسب.
أحمد منصور: يعني القطاع ده لما يمتلئ ياخد على عددهم.
صفوت حجازي: أه المنطقة ديت لما تتملى العدد إللي فيها كذا
أحمد منصور: خمسين ألف، مية ألف.
صفوت حجازي: خمسين ألف، مية ألف، فييجي آخر النهار يقولنا..
أحمد منصور: العدد التقريبي كام.
صفوت حجازي: العدد التقريبي قد كده، فكان عدد الموجودين.
أحمد منصور: يعني كان في وسائل الإعلام الرسمية والحكومية وبعض المراسلين وكده، كانوا يقولوا مثلاً موجود في الميدان ثلاثين ألف، خمسين ألف ويطلعوا الناس إللي في الميدان يقولوا لأ إحنا ثلاثمية ألف إحنا خمسمية ألف.
صفوت حجازي: بالضبط.
أحمد منصور: فالفوارق بتكون هائلة جداً، فعشان كده بسألك على أي أساس كنتم بتحددوا العدد.
صفوت حجازي: كنا بنحددها على أساس القطاعات الهندسية دي والمهندسين هم إللي كانوا بيحسبوها ويمشوا ويلفوا في الميدان وكان في عمارة فندق..
أحمد منصور: أحيانا كنت بتقولي أنت تقدر العدد بكام تسألني فأنا أديلك رقم ما بحبش أبالغ يعني أنزل في العدد، أنت تسكت..
صفوت حجازي: لأن إحنا حضرتك كان عندنا فندق ورا المنصة، اسمه أكرم إن، كنا نطلع فوق.
أحمد منصور: ده عالي وفي الدور الأخير.
صفوت حجازي: أه نطلع فوق يعني كان المهندسين يطلعوا يبصوا على الميدان علشان يقدروا المساحة وأنا كنت أطلع فوق أبص أشوف الميدان شكله إيه، إحنا حضرتك المليونية بتاعت يوم الثلاثاء إللي هو 1/ فبراير الميدان مليان لغاية كوبري قصر النيل، وكوبري قصر النيل مليان، عمر مكرم مليان لغاية الحواجز بتاعت السفارة.
أحمد منصور: يعني قيل أن العدد عدى المليون في دي.
صفوت حجازي: التقدير إللي عندنا كان، هو تقدير في نسبة خطأ كنا دايما بنقول من تسعمية لمليون في يوم الثلاثاء إللي هو 1/ فبراير.
أحمد منصور: وده كان أول مرة ميدان التحرير يمتلئ ويبقى فيه مليونية في تاريخ مصر.
صفوت حجازي: أه، ولذلك يوم الأربعاء الصبح الفارق الشاسع حسسنا بالرعب، إن لأ دا إحنا حنتاكل خاصة لما بدأ ييجلنا الكلام أن أنصار الرئيس بيتجمعوا.
أحمد منصور: في المهندسين.
صفوت حجازي: في مصطفى محمود، وقالوا لنا في ربعمية ألف، بقول لحضرتك الإشاعات بأه إحنا بعثنا ناس.
أحمد منصور: أنا رحت.
صفوت حجازي: تقدر العدد، فقالوا لنا خمسة آلاف.
أحمد منصور: كانوا أربع آلاف تقريبا، أربعة، خمسة.
صفوت حجازي: أه الشباب لما جم إحنا اطمئنينا لكن.
أحمد منصور: طبعا الأهرام خرجت يوم الخميس قالت الملايين يخرجون تأييداً لمبارك على الأربعة آلاف دول.
صفوت حجازي: الناس دول كان زي ما بقول لحضرتك لولا أن الله عز وجل أراد لهذه الثورة أن تنتصر فسبب لها الأسباب، موقعة الجحش ديت كان من أسباب انتصار هذه الثورة، لو لم تحدث.
أحمد منصور: لو لم تحدث كان الناس حتنفض وتروح.
صفوت حجازي: تماما، إحنا كنا حنبدأ ندور على أماكن نهرب فيها عشان ما نتقتلش.
أحمد منصور: الساعة كام جالكم الإحساس ده.
صفوت حجازي: جالي الإحساس ده بعد صلاة الظهر، لأن كنا معتادين الذروة بيبدأ من الظهر إلى العصر ويبدأ من بعد العصر العدد يقل فبعد ما صلينا الظهر لأ ما فيش العدد اللي في الميدان ما يجوش 100 ألف.
تداعيات الخطاب العاطفي
أحمد منصور: أنا عايز أستشهد بحاجة الحقيقة هي مش شخصية ولكن تتعلق بشخص أرعبني يوم الأربعاء قبل الظهر بشوية قبل صلاة الظهر، اللواء جمال حمّاد اللي هو كتب البيان الأول لثورة يوليو وأنا من مدة ما كنتش كلمته ففوجئت به بيتصل علي على البيت وهو في شبه رعب إنت فين الثورة بيتتسرق تعالالي فوراً، هو طبعاً ساكن في المهندسين جمب مصطفى محمود ده اللي خلاني رحت لما رحتله شفت المنطقة هناك وشفت الخيول بقى وهي كانت رايحة على ميدان التحرير وبعدين لما رحت التحرير شفتها بعد كده، لكن اليوم ده كل الناس اللي كانت قلوبها متعلقة بالثورة حست إن الثورة إنتهت يعني حتى الناس اللي برة التحرير.
صفوت حجازي: بعد صلاة الظهر إللي حسسني بأن فعلاً ممكن نفقد كل شيء..
أحمد منصور: بس كان عددكم كام في الوقت ده؟
صفوت حجازي: يعني ما يوصلش 100 ألف..
أحمد منصور: لأ 100 ألف يبقوا كثير..
صفوت حجازي: لأ ده بالنسبة لنا كان قليل قوي إحنا يوم السبت زي ما قلت حضرتك كان تقريباً حوالي 300 ألف، يوم الأحد من لـ400 لـ 500 لـ 600 يوم الإثنين نفس العدد، يوم الثلاثاء المليون، يوم الأربعاء الصبح 70 80 100 ألف ما تزدش عن كده، جاللي تليفون من أحد رجال الأعمال..
أحمد منصور: الساعة كام؟
صفوت حجازي: الساعة 12:30 ما بين 12:30
أحمد منصور: خلي بالك كل دقيقة هنا لها توقيت.
صفوت حجازي: أه 12:30 لـ 1:00 قال لي يا دكتور امشي من الميدان
أحمد منصور: مين ده؟
صفوت حجازي: دون ذكر أسماء.
أحمد منصور: ده تبع الحزب الوطني.
صفوت حجازي: أه حد من رجال الأعمال المقربين.
أحمد منصور: واحد كبير يعني.
صفوت حجازي: أه.
أحمد منصور: من المتهمين في الجمل؟
صفوت حجازي: لأ، قال لي امشي من الميدان قلت له في إيه يا فلان بيه، قال لي الحزب وصفوت بيه بيحشدوا مليونية وحيجوا يهجموا عليكم في الميدان ومعاهم جمال وأحصنة علشان يحتلوا الميدان واللي حيتمسك منكم حيتقتل، بالنص، أنا بقول لك الكلام ده علشان أنا خايف عليك، الراجل ده بالنسبة لي صادق جداً وأنا أعرفه من قبل كده.
أحمد منصور: من القاهرة هو.
صفوت حجازي: أه من القاهرة، أنا مش لاقي حد خايف أقول الكلام لحد الناس تخاف وتترعب، ولذلك أنا بدأت ألف في الميدان زي النحلة.
أحمد منصور: لوحدك؟
صفوت حجازي: معاي مجموعة شباب بس بلف بدون هتافات بدون حاجة.
أحمد منصور: بتلف بتعمل إيه؟
صفوت حجازي: أنا مش عارف عاوز أتوقع هم حيجوا منين.
أحمد منصور: الميدان كان فيه متاريس قوية وكان فيه كذا مرحلة للتفتيش، وكان في سلك شائك كان السلك الشائك اتحط.
صفوت حجازي: أه السلك الشائك كان محطوط لكن كان حصل حاجة بالليل إن بدأ في الوقت ده حصار ميدان التحرير من خارج الميدان، ما بدأش يدخل أكل إحنا كان بيجيلنا الأكل إزاي، الناس وهو جاية كانت بتجيب معاها أكل الناس وهي جاية بتجيب معاها مية
أحمد منصور: كل الناس بيمشوا يوزعوا فيها.
صفوت حجازي: بيجيبوا فاكهة وبيمشوا يوزعوا، ابتداء من يوم الثلاثاء المغرب بدأ الناس اللي بتيجي وإحنا كان عندنا ناس منخرجها يجيبوا أكل، فوجئنا بالناس في مناطق عابدين باب اللوق ما بيرضوش يبيعولنا.
أحمد منصور: الناس بتوع الساندويشات نفسهم؟
صفوت حجازي: أه ما يرضوش يبيعولنا، بدأنا نخرّج ناس يجيبوا أكل من برة وهم جايين اللجان الشعبية بتاخد الأكل من الناس.
أحمد منصور: وأنا هنا استغربت في حاجة لأن برضه لما كنت باجي ادخل بالعربية بتاعتي ما كنش حد بيفتشلي العربية، لقيت بتوع اللجان الشعبية دول بدأوا يفتشوا العربية.
صفوت حجازي: من يوم الثلاثاء..
أحمد منصور: فاشتبكت معاهم فعلاً ورفضت وعرفوني الشباب يعني وقلت لهم مش حسمحلكم تفتشوا العربية، ففعلاً يوم الثلاثاء ده حصل معاي.
صفوت حجازي: نعم، ده كان بداية سميناها حصار الشعب..
أحمد منصور: يعني أنا قلت له إنت واقف تحرس بيتك مالك ومال العربية اللي ماشية في الشارع.
صفوت حجازي: نعم، حصار شعب أبي طالب، أنا سميته كده.
أحمد منصور: أنا أول مرة أفهمها دلوقتي.
صفوت حجازي: وإحنا تحققنا بقى من الموضوع، أنا لما قالوا لي الولاد الكلام ده يوم الثلاثاء قبل الخطاب، وقالوا لي الكلام ده فخرجت من الميدان ورحت مشيت ناحية العجوزة وأنا راجع ولفيت اشتريت كراتين مية ولفيت عشان اتأكد الكلام ده صحيح ولا لأ، لقيت اللجنة الشعبية وقفتني وبيفتشوا العربية واتخانقت معاهم وعملت معاهم مشكلة وعرفوني وسابوني، إنتم يا ابني بتعملوا كده ليه، قالولي والله دي تعليمات الجيش، عرفنا أن الجيش الكلام ده بدأ يظهر في الميدان إن الجيش مانع الناس من الأكل، مع الخطاب، ومع انصراف الناس فبقى عندنا إحساس إن الجيش حينقلب علينا.
أحمد منصور: نعم، والجيش كان وىخد موقف لا مع ولا ضد.
صفوت حجازي: محايد تماماً، إحنا عرفنا بقى قبل كده إن الجيش جاءت له إشاعة إن في أكل مسموم حيدخل الميدان عشان يموتوا الناس اللي في الميدان، ولذلك كانوا مش بيفتشوا دا كانوا بيمنعوا دخول الأكل نهائي عشان كده، فكان بقى يعني اجتمع علينا كل هذه العوامل يوم الأربعاء الصبح، والعدد القليل والمكالمة بتاعت التلفون ديت، والراجل بالنسبة.. إحنا كانت مكالمات التليفون خدنا عهد وتعاهدنا إن إحنا لا نستمع إلى أي مكالمة تليفون وهمية.
أحمد منصور: يعني في حرب إشاعات موجودة.
صفوت حجازي: تماماً فأنا مش قادر أصدق إن دي حرب إشاعة وإن فلان ده ممكن تكون دي إشاعة وفي نفس الوقت مش عارف أعمل إيه، فبدأت ألف في الميدان كل همي أنا وأحمد توفيق وحمزة والشباب اللي معانا إن إحنا نقوي المتاريس.
أحمد منصور: الناس هنا في الميدان يوم الثلاثاء بعد الظهر قبل الهجوم بشوية.
صفوت حجازي: يوم الأربعاء.
أحمد منصور: يوم الأربعاء عفواً 2 فبراير، الناس كانت بتتكم في إيه، يعني هنا كان في انقسام كبير.
صفوت حجازي: معظم الناس اللي كانوا جايين أنا بقول لحضرتك إحنا كان عددنا من 70 80 100 ألف أقصى حد معظم الناس اللي جايين هم أباء وأمهات الشباب.
أحمد منصور: جايين يقنعوهم يمشوا.
صفوت حجازي: جايين يقنعوهم يمشوا .
أحمد منصور: أيوه.
صفوت حجازي: ولذلك في الوقت ده كان في الميدان كمية نساء أكثر بكثير من المعتاد لأن دول أمهات الشباب الموجودين، إحنا كان كل همنا إن إحنا نقوي المتاريس.
أحمد منصور: يعني اسمحلي هنا إحنا لو قلنا 70 ألف حنقول نصهم معتصمين ونصهم أهالي جايين يقنعوا ولادهم إن هم يروحوا.
صفوت حجازي: لأ أقل من النص معتصمين.
أحمد منصور: يعني المجموعة اللي نامت تقريبا وقبالهم 5 آلاف كمان والباقيين دول أهاليهم وقرايبهم جايين يقنعوهم.
صفوت حجازي: أهالي وناس جاي تتفرج، والناس اللي كانوا بيجوا يتفرجوا كانوا كثير مش قليلين.
أحمد منصور: ياخد لفة ويمشي.
صفوت حجازي: أه بالضبط إحنا حضرتك بعديها الساعة 1 تقريباً جاللي تليفون تاني من نفس الراجل قال لي يا دكتور حيجوا من عند عبد المنعم رياض وكوبري 6 أكتوبر، ولذلك بدأنا إحنا.
أحمد منصور: أول متاريس بدري.
موقعة الجمل
صفوت حجازي: أول متاريس، يا دوب ملحقناش وأنا رايح ناحية عبد المنعم رياض بروح وباجي ومنحمس الناس ونحفز الناس، بس مش قادرين نقول لهم إيه إللي هيحصل، أنا قلت لكذا حد من إللي جمبي، كانت الخطة بتاعتهم إن الجمال والبغال والأحصنة هتهجم على الميدان، الناس إللي في الميدان هيجروا وحيتفرقوا، المجموعات البشرية العشرة ألاف ولا عشرين ألف ولا المائة ألف إللي هم جايين، بمجرد الأحصنة والجمال ما هتدخل هم بيدخلوا وراهم.
أحمد منصور: ده التفكير الحربي القديم.
صفوت حجازي: ده التفكير إللي عندهم وده إللي كان حيتنفذ، وإللي قال لي الكلام ده هذا الرجل.
أحمد منصور : قال هولك كله الساعة واحدة الظهر.
صفوت حجازي: قال لي الكلام ده بالنص.
أحمد منصور : معنى كده إنه واحد من وسطهم، أصل ترتيب الخطة بالشكل ده يعني حد قاعد شايف الخطة.
صفوت حجازي: آه، انا بدأت قلت لمجموعة الشباب إللي حواليه وما نشرتهاش، حتى الدكتور أسامه إللي هو مسؤول، أنا ما قلتلوش، لكن بدأت أقول للناس.
أحمد منصور : ما قلتلوش ليه.
صفوت حجازي: أنا خايف الموضوع.
أحمد منصور : يعمل خوف ورعب.
صفوت حجازي: يعمل خوف ورعب، فعوزه في أضيق الحدود، انا أخر مرة رحت ناحية عبد المنعم رياض فوجئت بقى بالأحصنة.
أحمد منصور : الهجوم بدأ الساعة كام بالزبط.
صفوت حجازي: والله أنا مش فاكر الساعة كام.
أحمد منصور : تنين ونص ثلاثة.
صفوت حجازي: تقريباً، قبل العصر، قبل العصر، كان بأذن.
أحمد منصور : لأنه تنين ونص ثلاثة أنا كنت موجود في الحتة دي وما معرفتش أدخل بقا بسبب.
صفوت حجازي: آه، بدأت كده في الحدود ديت، دي هنا في اللحظة دي يعني سبحان الله، الفطرة بتاعت الناس، الأحصنة والخيل والكلام ده، الكادر بتاع الكاميرات مش جايب كل المنظر إللي هم كانت كمية من الجمال والأحصنة.
أحمد منصور : حتى كل إللي طلع في التلفزيونات ما جابش حقيقة المشهد.
صفوت حجازي: لا لا ده كمية أكتر، إحنا أخدنا 12 أسف، 12 جحش.
أحمد منصور : يعني هنا كان في حمير.
صفوت حجازي: حمير وجحاش الجحاش إللي هو الحمار الصغير وبغال وأحصنة وجمال.
أحمد منصور : كل أنواع القرون الوسطى.
صفوت حجازي: آه، والعيال إللي راكبينهم عيال ما تعفرش سبحان الله يعني سحنتهم شكلها إيه، إحنا يا دوب، ده المشهد إللي أنا شفته.
أحمد منصور : إنت شفت دول هاجمين مرة واحدة.
صفوت حجازي: أنا رايح ناحية الميدان عبد المنعم رياض، أحفز الناس وأقف معاهم، أول ما وصلت قبل ما أوصل المتحف، قبل ما أوصل المسلة إللي موجودة قدام المتحف، لقيت الجمال والأحصنة هاجمة، كان معايا شب اسمه خالد، نطينا وقفنا فوق خزان مية بتاع المقاولين العرب في المشروع إللي بيعملوه، أنا فوجئت بخالد، خالد ده أظنه من المنية، وزنه ما يجيش أربعين خمسين كيلو، ناطط من فوق الخزان على جمل بيجري، نط على رقبة الجمل، خد راس الجمل وثناها ووقع الجمل وخالد فوقيه، الشباب جم واقعين كلهم فوق الجمل مكتفين الجمل والتكبيرات.
أحمد منصور : المنظر ده ما تصورش.
صفوت حجازي: المنظر ده موجود في بعض الناس صورته، لما الناس كبرت، الميدان جوه بقى هناك ناحية عبد المنعم رياض، ناحية عمر مكرم وقصر النيل والقصر العيني جوه خالص دي مش حاسين إيه إللي بيحصل عند عبد المنعم رياض، فلما التكبير عيلي الناس بدأت جت، إحنا كنا بنعمل إيه لما يبقى في دفعات هجوم كان في مجموعة موجودة كنا مسمينهم مطبلتيه، المطبلتية دول ماسكين حديدة وأول ما في هجوم يخبطوا على السور الحديد نعرف أنه في.
أحمد منصور : طبول الحرب.
صفوت حجازي: طبول الحرب، همه ما خبطوش لأنه المفاجأة أسرع وإحنا ما كناش بالنهار كان بيبقى الجو هادي شوية.
أحمد منصور : عادةً البلطجية بييجوا بالليل.
صفوت حجازي: بالزبط، فملحقوش يخبطوا فالتكبير خلى الناس تشعر بأن في هجوم، الأحصنة لما دخلت الناس إللي جايين بقى وراهم الخمسة ألاف، ولا سبع ألاف تأخروا لحظة، فبدأ الشباب بتوعنا يقفلوا على الأحصنة جوه، وبدأوا يقفوا قدام.
أحمد منصور : البلطجية إللي على رجليهم.
صفوت حجازي: البلطجية، وإللي كانوا جايين أغلبهم مش بلطجية، لأ ده أغلبهم ناس جايين من الشركات بتوع رجال الأعمال، ولذلك هربوا مجرد الشباب بتوعنا ما طلعوا عليهم، جريوا، ودي في بعض اللقطات مبينة الكلام ده، أنا فضلت واقف على الخزان حصان معدي، انا فجأة لقيت نفسي فوق الحصان.
أحمد منصور : ما تعرفش إزاي.
صفوت حجازي: انا عمري ما ركبت حصان، أول مرة في حياتي أركب حصان.
أحمد منصور : نطيت من الخزان على الحصان، الحصان كان عليه حد.
صفوت حجازي: والحصان كان عليه ولد وقعته وبدأ الحصان يجري بيا بقيت أنا البلطجي، مش عارف أوقفه أنا عمري ما ركبت حصان، لغاية ما شب من الشباب بتوعنا مسك الحصان ودخلنا في الزحمة فالحصان هدي، لما الجمل وقع إللي وقعه خالد والناس كبرت، أمهات وآباء الولاد بدأوا يجوا على شان ناحية عبد المنعم رياض يدافعوا عن ولادهم، الواد إللي أخد الحصان ده، مسك الحصان وثبته وبدأ.
أحمد منصور : إللي إنت كنت راكبه.
صفوت حجازي: إللي أنا كنت راكبه وبدأ يلف بيا الميدان وبدأت أهتف من فوق الحصان، دي كانت طبعاً كان ليها فعل السحر عند لناس، الناس ولعت.
أحمد منصور : كنت بتقول إيه في الهتافات.
صفوت حجازي: كنت بهتف الهتافات المعتادة بتاعتنا يسقط يسقط حسني مبارك، الهتافات المعتادة، وبس كان معظمها التكبير، كان معظمها التكبير، والشباب بقى إللي عند قصر النيل بدأوا ييجوا وبدأوا الدنيا خلاص، والأحصنة دخلت الجمال.
أحمد منصور : الجمال صح وصلت لحد عمر مكرم أو إللي جوه.
صفوت حجازي: لا لا لا، وصلت لغاية الصينية، لغاية الصينية.
أحمد منصور : وكتير من الأحصنة إللي خادوها الناس والولاد رجعوا.
صفوت حجازي: الولاد اتمسكوا، العيال إللي كانوا على الأحصنة أتمسكوا، ودخلوا السجن إللي إحنا كنا عاملينه، في مداخل الميترو، وبدأنا ندخل الأحصنة والجمال إللي معانا في ناحية عمر أفندي إللي عند شارع طلعت حرب، كان شاب أسمه مصطفى هويدي كان هو إللي ماسك.
أحمد منصور : قالوا لي تعال شوف الغنائم كانوا قالوا لي سبع خيول وحاجات كده.
صفوت حجازي: بقيت الأحصنة كانت ورا الناس بتوعهم، فجريوا ورا تاني.
أحمد منصور : يعني الدخلة الأولى ديت لما اتهزموا فيها وسيطرتوا على الموقف، إللي ورا اتهز وخاف.
صفوت حجازي: ده ما استغرقش ربع ساعة، كل المشهد ده، ما استغرقش ربع ساعة والتانيين بدأوا جريوا وخافوا، هم كانوا اقتحموا المتراس الأولاني والتاني، ورجعوا تاني جري وبدأ الشباب بتوعنا يسيطروا على المتراس التاني والأولاني.
أحمد منصور : كان في إصابات بينكم في الوقت ده.
صفوت حجازي: لا ما كانش في إصابات.
أحمد منصور: كان فيه إصابات بينكم في الوقت ده؟
صفوت حجازي: لا، مكانش في إصابات، لكن بدءوا الناس دول يمشوا رواء كوبري 6 أكتوبر، إحنا آخر متراس عندنا كان عند تمثال عبد المنعم رياض فبدأ الناس يمشوا وراء الكوبري وبدأ بتقدم قدام مجموعات بقا من البلطجية ويطلعوا فوق كوبري 6 أكتوبر.
أحمد منصور: أنا شفت المتراس ده من على الكوبري وقلت ليه هم متقدمين وفي مرمى لأنه لقيت بلطجية على الكوبري وناس جم يضربونا أنا كمان وناس ثانيين زقوني ومشيت، المتراس ده والناس كانوا في مرمى البلطجية إللي على الكوبري.
صفوت حجازي: ليه إحنا عاملين المتراس قدام، المتراس ده كان ورا، كان في عمارتين على اليمين..
أكثر الأيام قسوة
أحمد منصور: إللي هم من شارع شامبليون، بعد شامبليون..
صفوت حجازي: أه، العمارتين دول يوم كان من أقسى الأيام عندنا في الضرب كان يوم الاثنين ودي كانت قنابل المولوتوف..
أحمد منصور: كانوا بطلعوا فوق وبيضربوا..
صفوت حجازي: بطلعوا جوا العمارات ديت وبضربوا علينا..
أحمد منصور: والعمارات ديت كانت بوم الجمل كانت من الأماكن الاستراتيجية..
صفوت حجازي: أه بالضبط، فإحنا قدمنا المتراس..
أحمد منصور: على شان تحافظوا على..
صفوت حجازي: على شان ندخل العمارتين دول جوا النطاق بتاع إمبابة، ده التفكير العسكري والتفكير الاستراتيجي بتاع الشباب بالفطرة، يوم تقديم المتراس ده كانت مشكلة والشباب تخانقوا ورحت وأنا مش عايزهم يقدموا المتراس والدكتور أسامة، وفي النهاية هم الشباب قدموه وخلاص وكان تقديمه مصلحة لينا على شان العمارتين دول، كان مصدر..
أحمد منصور: السيطرة على العمارتين دول طول الليل كان هو هدف استراتيجي للطرفين..
صفوت حجازي: بالضبط، بالنهار يوم الأربعاء محصلش الخسائر، لكن يوم الأربعاء بالليل..
أحمد منصور: إمتى بدأت معركة الحجارة والرخام والطوب؟
صفوت حجازي: يوم الأربعاء المغرب..
حجارة على الكوبري
أحمد منصور: المغرب..
صفوت حجازي: بالضبط، مجرد ما صلينا المغرب أو قبل ما نصلي المغرب، عربيات نقل بتفضي حجارة على كوبري 6 أكتوبر، إللي إحنا..
أحمد منصور: دي اتصورت..
صفوت حجازي: والحجارة دي كسر رخام..
أحمد منصور: كسر رخام، هو قطع رخام بتبقى عادةً حروفها حادة جداً..
صفوت حجازي: بالضبط، أنا أظن أنها متكسرة في محاجر مخصوص، الكسر الرخام أو الرخامة لما تيجي في الرأس غير لما تيجي طوبة..
أحمد منصور: إيه الفرق بين الاثنين؟
صفوت حجازي: لا الطوبة ممكن تتكسر..
أحمد منصور: الرخامة بتفتح..
صفوت حجازي: الرخامة ما بتتكسرش ووزنها تقيل، لو أنت جبت طوبة بنفس الحجم ده وجبت رخامة بنفس الحجم ده، الرخامة ممكن وزنها أربع أضعاف الطوبة..
أحمد منصور: ممكن تقتل..
صفوت حجازي: أه، وده إللي حصل، إحنا يوم الأربعاء تقريباً بالليل ابتدءاً من المغرب لغاية فجر الأربعاء ميت 18 واحد أو 16 واحد..
أحمد منصور: هو هنا المعركة دي كانت على جزأين، كانت على مرحلتين..
صفوت حجازي: بالضبط..
أحمد منصور: مرحلة بدأت من المغرب للساعة..
صفوت حجازي: لا، على ثلاث مراحل، مرحلة الجمال..
أحمد منصور: ودي قضيتوا على في ربع ساعة، نصف ساعة..
صفوت حجازي: بالضبط..
أحمد منصور: وهزموا هزيمة ونكراء وأخذتم غنائم، المعكرة الثانية كانت معركة البلطجية والطوب ودي بدأت من المغرب لغاية الساعة 12 بالليل تقريباً..
صفوت حجازي: من المغرب ولغاية 12 بالليل..
أحمد منصور: ودي كانت مولوتوف وطوب..
صفوت حجازي: مولوتوف وطوب، وبعد الساعة 12 بالليل بدأ ضرب الرصاص..
أحمد منصور: أنا هنا من المغرب للساعة 12 قلي تفاصيل المعركة دي إيه وإزاي الناس صمدت في الميدان قعدت؟
صفوت حجازي: اليوم ده، أما إذاعة الأخبار..
أحمد منصور: الجزيرة كانت تنقل على الهواء..
صفوت حجازي: الجزيرة تنقل على الهواء وإحنا عملنا حاجات يعني قصص كبير جوا الميدان مع الجزيرة، كان في محطة بث والكلام ده كله، في ناس مشيوا وجريوا وخافوا وفي ناس بدأت تيجي من البيوت، لكن العدد مكنش برضه يعني لما وصلنا بالليل من المغرب..
أحمد منصور: الدخول كان صعباً لأني أنا حاولت أدخل الميدان من عدة شوارع معرفتش..
صفوت حجازي: الجيش بدأ يمنع الناس من الدخول خوفاً، كما قيل لنا من زيادة عدد القتلى، لأنه هم خلاص خلي إللي جوا دول..
أحمد منصور: الجيش كان بيقول كده؟
صفوت حجازي: أه، ده إللي قدمنا..
أحمد منصور: لكن برضه أخذ عليه موقف سلبي أنه شايف ناس جاية تقتل ناس واقفين يتفرجوا..
صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك أنه في ميدان طلعت حرب كان في ضابط اسمه ماجد مسيحي، إحنا سميناه ماجد قلب الأسد، ماجد ده وقف في وسط شارع طلعت حرب بين المتاريس بتاعتنا وضرب نار في الهواء ودي كانت أول مرة يتضرب نار في الهواء، ده كان بعد صلاة العشاء..
أحمد منصور: لأنه كان برضه ده مكان رئيسي لهجوم البلطجية..
صفوت حجازي: جداً وقدروا يجتاحوا المتراس الأولاني، فضرب نار في المكان ده..
أحمد منصور: المتراس الأولاني عند شارع البستان تقريباً كده.
صفوت حجازي: المتراس الأولاني لا كان عند..
أحمد منصور: أه بعد الميدان بشوية صغيرين..
صفوت حجازي: أه بالضبط، وضرب نار في ميدان عبد المنعم رياض، عبد المنعم رياض برضه الجيش ضرب نار يوم الأربعاء على أساس أنه هو يصرف البلطجية لأنه هم بعد المغرب بدءوا بأعداد كثيفة من تحت الكوبري يزحفوا علينا وبدأ الناس بتوعنا يتراجعوا ده لغاية الساعة 12 بالليل، في الوقت ده ودي كانت أول ليلة البلطجية يبقوا موجودين من كل الاتجاهات في وقت واحد ما عدا قصر العيني وعمر مكرم وقصر النيل، قصر العيني مكانش بيجي بلطيجة خالص لأن ده كان مكان سيطرة للجيش..
أحمد منصور: قافلوا عشان مجلس الشعب وعشان مجلس الوزراء..
صفوت حجازي: بالضبط، لكن كان محمد محمود، شارع التحرير، طلعت حرب، شامبليون، صبرا، كل في نفس الوقت وده كان يعني، إحنا كان الشباب لما بيضربوا طبول الحرب إحنا ماببنقاش عارفين الضرب حنروح فين وفي الوقت ده كان المنصة ما بتعملش أي حاجة غير يا جماعة الشباب يروحوا جبهة طلعت حرب، الشباب، ده لغاية الساعة..
أحمد منصور: تحولت إلى جبهة قتال حقيقية..
صفوت حجازي: جبهة قتال حقيقية وبدأنا إحنا نفكر..
أحمد منصور: لا اسمعني هنا قبل ما تفكر، احكيلي كده بعض القصص لأن أنت كان ليك دور رئيسي جداً وحاسم، في تحميس الشباب وفي شباب استشهدوا على يديك كثير..
صفوت حجازي: هو ده بعد الساعة 12، بعد الساعة 12 بالليل..
أحمد منصور: لكن في الجزء الأول من المعركة..
صفوت حجازي: لا في الجزء الأول من المعركة كانت المعركة كل همنا فيها هي الأعداد الغفيرة إللي بهاجمونا..
أحمد منصور: من البلطجية..
صفوت حجازي: من البلطيجة..
أحمد منصور: وكان هنا الهجوم فقط بالرخام..
صفوت حجازي: بالرخام فقط وبيحاولوا معهاهم..
أحمد منصور: والمولوتوف بدأ بدري..
صفوت حجازي: المولوتوف بدأ من على الكوبري ومعاهم سيوف بيحاولوا يقتحموا بها الناس بتوعنا..
أحمد منصور: كل وسائل العصر الحجري استخدمت..
صفوت حجازي: بالضبط وإحنا كنا بنعاني من مشكلتين، مشكلة نقص العدد ومشكلة السلاح، إحنا معندناش طوب، معندناش حجارة..
أحمد منصور: فالسلاح بقا هو الطوب..
صفوت حجازي: هو الطوب، إحنا بالنسبة لنا هو الطوب وبدأ يبقى في عندنا مجموعات دول سميناهم مجموعات الإنبات..
أحمد منصور: قسمتوا الناس بقا..
صفوت حجازي: أه قسما الناس، الناس الرجالة الكبار والستات دول كانوا بيخلعوا البلاط إللي موجود في الأرصفة وبيكسروه..
أحمد منصور: هنا كل الناس إللي في الميدان إللي جاية تقول لولادها روحوا، الكل خلاص فانقلبوا وبقوا بيدافعوا عن الميدان..
صفوت حجازي: بالضبط، وإحنا بقا بصراحة يعني الجزيرة مباشر كانت قايمة بدور ضخم جداً، بدأنا نتكلم بقا باستغاثات بالأهالي وبالناس..
أحمد منصور: كانت الجزيرة تقريباً هي مصدر الناس للمعلومة الناس قعدت قدام التلفزيون إللي معرفتش تدخل الميدان يعني كان ده مصدرها الرئيسي..
صفوت حجازي: ومن يومها كان السقوط الشنيع للتلفزيون المصري، إللي مصور كوبري قصر النيل والحبيبة ماشين عليه، إحنا قسمنا المجموعات بقا..
أحمد منصور: مكانش في حبيبة، الدنيا كانت..
صفوت حجازي: لا، دي كانت صورة قديمة جايبينها، بدأنا نقسم الناس مجموعات، الناس الكبيرة والستات بيكسروا الحجارة وبيخلعوا البلاط، ناس بتشيل الحجارة من عند عمر مكرم ومن عند مجمع التحرير ومن عند الجامعة الأميركية يوزعوها على الجبهات، الناس كانوا بيشيلوا الحجارة في قمصانهم وفي هدومهم يعني القميص في حزام وماليين أجسامهم جوا ويروحوا يجي تلاقي الأخ ماشي عرضة قد كده مليان طوب والستات في الخمارات بتاعتهم وفي الأحجبة ، دول بيودوها عند الجبهة، مجموعة ثانية بتلم الطوب إللي إحنا بنتحدف به علشان يوديه..
أحمد منصور: ودي فيها خطورة شوية..
صفوت حجازي: ودول كانوا بصراحة مجموعة من الشباب إلى الآن أنا مش متخيل قلبهم كان شكله إيه..
أحمد منصور: طبعاً هنا ظهرت بقا اختراعات إزاي الشباب يحمي رأسه..
صفوت حجازي: دي أه..
أحمد منصور: فظهرت فيها طرائف المصريين في وسط الهم ده..
صفوت حجازي: أنا أنا واحد من الناس لقيت الشباب جايبنلي حلة ملبسنهالي، أنا عند عبد المنعم رياض..
أحمد منصور: عندك صورة بالحلة دي؟
صفوت حجازي: أه، عندي أظن في صورة، وبعد كده جابولي خوذه..
أحمد منصور: أعتقد شفت صورتك بالخوذة..
صفوت حجازي: وأنا أنتقل بقا من عبد المنعم رياض لقصر النيل، لشمبليون..
أحمد منصور: إيه نوعية الإصابات إللي كنت بتشوفها في المعركة الثانية دي؟
صفوت حجازي: كان كله بالطوب بقا إللي واخد طوبه في دماغه، إللي واخد طوبه في قرته، في رجله..
أحمد منصور: ناس تفقع عنيها..
صفوت حجازي: ناس تفقع عينيها إحنا في اليوم ده تقريباً كان عدد الإصابات فوق الـ 2000 يعني كنت تلاقي مشايين في الميدان ناس مربطة دماغها، بدأ الناس يحسوا أو بعد الساعة 12 بالليل بدأت الناس تضعف وبدأنا نعمل ورديات إيديهم بدأت توجعهم من ضرب الطوب، بدأنا نعمل ورديات لقيت الناس محتاجين تحمييس اختفيت ومشيت..
أحمد منصور: هنا طلعت إشاعات إن في آلاف الإخوان دخلوا ناس.
صفوت حجازي: أه هي دي لما اختفيت طلعت إشاعة إن الدكتور صفوت حجازي خرج ورايح راجع معاه 5000 واحد، ودكتور بلتاجي راجع ومعاه 10000 واحد جايين من شبرا وسربنا الإشاعة إحنا اللي سربناها جوى الميدان.
أحمد منصور: رتبتها مع دكتور بلتاجي، دكتور بلتاجي هو من شبرا نائب الإخوان في مجلس الشعب.
صفوت حجازي: أه، وحقيقة جملة بقولها للتاريخ لولا أن الله عز وجل ثبت شباب الإخوان في هذه الليلة وطوال الليالي كان الناس اللي في الميدان انذبحوا
أحمد منصور: كل الناس اللي في الميدان من كل الاتجاهات قالوا الكلام ده.
هتافات وحكايات مؤلمة في الميدان
صفوت حجازي: أه ده كلام يعني لا يخفيه إلا حاقد أو مخادع، أنا رحت ناحية قصر النيل، كوبري قصر النيل وناحية عمر مكرم ودول كان في كمية كبيرة من الشباب هناك محافظين على مسجد عمر مكرم عشان كان في نساء موجودين هناك، فبدأت أجيبهم، أنا كان مجرد ما الشباب يشيلوني أبدأ ألف الشباب يتلموا وراي ويمشوا وراي على الاتجاه إللي أنا موديهم، فرحت واخد كمية ضخمة من الشباب من عند عمر مكرم، من عند قصر النيل وجينا رايحين عند ميدان عبد المنعم رياض بالهتاف الصوت الشديد يعني" علي الصوت علي الصوت"..
أحمد منصور: إللي حيهتف مش حيموت..
صفوت حجازي: إحنا كنا بنقول" علي الصوت علي الصوت خلي يسمع في تل أبيب"، والشباب بمجرد ما وصلنا عند عبد المنعم رياض " الله أكبر"
أحمد منصور: يبقى أنت جبت الخمسة الآلف بتوعك.
صفوت حجازي: أه، طبعا الشباب أول ما شافوا، المدد جاي، والمدد.. حضرتك الولاد بتوعنا طلعوا فوق كوبري 6 أكتوبر.
أحمد منصور: من الهجوم إللي عملوه المضاد.
صفوت حجازي: من الهجوم، ولادنا طلعوا ورا البلطجية 6 أكتوبر، كان الموقف ده أظن الساعة 12 ونص يعني حمس الشباب بطريقة رهيبة.
أحمد منصور: دكتور بلتاجي عمل نفس..
صفوت حجازي: الدكتور بلتاجي عمل نفس القصة.
أحمد منصور: بس، الإنهاك والحالة النفسية كان شكلها إيه..
صفوت حجازي: بمجرد ما شافوا المدد إللي جاي، الشباب كأنهم عفاريت.
أحمد منصور: وأنتم ما فيش مدد ولا حاجة ده أنت عملت تحريك للقوات جوا الميدان.
صفوت حجازي: ولا أي حاجة، ولا مدد ولا أي حاجة.
أحمد منصور: ما كنش حد عارف يدخل الميدان.
صفوت حجازي: بالضبط، قبل المدد ده تقريبا الساعة عشرة بالليل، كان في موقف عجيب..
أحمد منصور: إيه هو..
صفوت حجازي: قدام هارديز جنب المنصة، وأنا خارج كده من عند المنصة لقيت وحدة ست.
أحمد منصور: ده على منصة شارع محمد محمود..
صفوت حجازي: أه، لقيت وحدة ست قعده على الرصيف وبتخلع البلاط وبتكسر، بتقول يا رب طوبه من دول تيجي بدماغ إللي قتل ابني، أنا الكلمة دي سمعتها وأنا ماشي فوقفت فلقيتها كررت نفس الجملة ومرة ثالثة فجيت قاعد جنبها، هي قاعدة ست لابسة عباية سودا، عمرها فوق الستين سنة ولابسة حجاب بتاعها، بقولها هو مين إللي قتل ابنك، فبصت لي كده، مش أنت صفوت حجازي إللي بتطلع في التلفزيون، قلتلها أيوه، قالت دم ابني برقبتك، أنا ترعبت، قلت لها مين ابنك ودمه برقبتي ليه، قالت لي: ابني اسمه محمود هو ابني الوحيد، ومن يوم الجمعة وهو عاوز ييجي ميدان التحرير وأنا منعاه لغاية إمبارح شفناك على الجزيرة وأنا بحبك وابني بحبك، ابني كل ما يعوز يخرج أقول له يا بني المشايخ بيقولوا حرام ما تخرجش، فلما شفناك في الجزيرة ابني قال لي أهو الشيخ صفوت أهو، فالست قالت له خلاص اخرج فجاه يوم الثلاثاء الميدان في المليونية، يوم الأربعاء ده كان من أوائل الشباب إللي ماتوا بالطوب.
أحمد منصور: آه في مجموعة ماتت مبكر جدا أربعة خمسة
صفوت حجازي: تلاتة.
أحمد منصور: تلاتة.
صفوت حجازي: و دول ماتوا بالطوب دا واحد منهم.
أحمد منصور: يعني طوبة تيجي بالمخ أو.
صفوت حجازي: طوبة جت بدماغة مخه بره أنا شفت.. ابني جه ومن شوية ولادي زمايله قالولي ان محمود مات, وودوه مشرحة زينهم, وأنا رحت شفته في مشرحة زينهم وأنا جايه هنا مش ماشية غير لما تجيبولي جثة من إللي قتلوه لابني ودمة في رقبتك..
أحمد منصور: يعني دا أم لسه مكلومة اللحظة يعني..
صفوت حجازي: جات الميدان ما بآلهاش ساعة, أم محمود ديت.
أحمد منصور: شفتها الساعة كام دي..
صفوت حجازي: أنا شفتها الساعة عشرة عشرة ونص, ابنها مات تقريبا المغرب.
أحمد منصور: يعني لا راحت فكرت تدفن ابنها ولا.
صفوت حجازي: سابته في المشرحة قالت مش حطلعه مش حدفنه مش حمشي من هنه غير لما شوف اللي قتل ابني, إحنا في المناسبة مفيش حد من البلطجية مات خالص, مفيش ولا واحد مات, أنا ساعتها حسيت إني أنا شايل هموم الدنيا كلها.
أحمد منصور: لما سمعت الأم دي.
صفوت حجازي: لما سمعت الأم بتقولي دمه فرقبتك, وده اللي خلاني مش عاوز أقول لحضرتك أنا في اليوم ده كان نفسي قوي أموت, علشان مشيلش دم حد, نفسي كان أموت, نوارة نجم كانت بتقولي جملة, بتقولي أنا كنت بشوفك في كل مكان في موت, بس يا خسارة يا دكتور ما عرفتش تموت, وده جملة فعلا معرفتش أموت, أو ماستاهلش إني أنا أبقى شهيد, لكن كان نفسي قوي في اليوم ده بعد ما شوفت الست دي بتقولي دم محمود في رقبتك, كانت أول مرة أكره الحياة بجد, وبالليل الساعة واحدة أنا أصريت إني أنا أبقى عند المتراس الأولاني.
أحمد منصور: عبد المنعم رياض.
صفوت حجازي: عبد المنعم رياض
أحمد منصور: ده لما المعركة التانية اشتعلت.
صفوت حجازي: لما المعركة التانية اشتعلت وبدأ الرصاص وبدأ الكلام, في اليوم ده مات 18 واحد، تلاتة ماتوا بالطوب و14 أو 15 يعني مش متأكدين من الرقم ماتوا بالرصاص, كان منهم شاب اسمه عبد الكريم من الشرقية, كان واقف في المجموعة اللي أنا واقف فيها عند المتراس الأولاني, وبدأنا نتعرف على بعض كنا بنفضل نحدف لغاية الدراع ما يتملخ, نعد نريح شوية ومجموعة تانية, كان أزهري, بقوللي يا دكتور, أو قبل ما يقوللي, طول ما هو قاعد بحدف طوب قاعد بيقرأ قرآن, كان أظن بيقرأ في سورة الرعد, صوته مكنش جميل لكن تحس بيه, جينا صلاة الفجر صلينا الفجر, مجموعة راحت تصلي ومجموعة فضلت في المجموعة اللي معايا, كل المجموعات بالشكل ده, اتأخروا لقيت أربع شباب جايين بيقولوا يا دكتور أنت صليت, قولتلهم لأ ما صليتش, قالوا لي طيب قوم صلي واحنا هنحرسك, قولتلهم انتوا صليتوا قالولي لأ ما بنصليش, يعني بهزار ليه يا ولاد أنتم ما بتصلوش, قالوا علشان إحنا مسيحيين, دا كان موقف يعني من المواقف إللي أسرت فيّ يعني, وقفنا نصلي, دخلت عبد الكريم يصلي إمام, خلصنا صلاة يعني عبدالكريم ضل يقوللي, بيقوللي يا دكتور , احنا على حق , قولتلوا إن شاء الله يا عبد الكريم إحنا على حق قللي يعني اللي يموت فينا الليلة دي يموت شهيد, قولتلوا أيوه يموت شهيد على ما أعلم, قاللي إيه الدليل, إحنا قاعدين والضرب شغال.
أحمد منصور: ضرب الرصاص..
صفوت حجازي: ضرب الرصاص وضرب الطوب, قولتلو أنت خرجت ليه , قاللي عشان أقول للظالم أنت ظالم, قولتله طيب, الحديث إللي رواه الحاكم في المستدرك سيد الشهداء حمزة, ورجل قام الى حاكم ظالم فنصحه فقتله, إحنا ما قومناش غير عشان نقول للحاكم الظالم أنت ظالم فبيقتلنا, فمد ايده فمديت إيه ليه قاللي أمانة يا دكتور لو انت مت قبلي سلملي على سيدنا حمزة, أنا بلا شعور قولتله أمانة يا عبد الكريم لو مت قبلي, احضنلي سيدنا حمزة, سكت عبد الكريم شوية ولقيته قايم, بقوله رايح فين, قاللي رايح أسلملك على سيدنا حمزة, خلصت الكلمة لقيته واقف ويا دوب وقع فوقيه ومضروب بطلقة في دماغه.
أحمد منصور: من قناص طبعا..
صفوت حجازي: من قناص نعم, وقع وشه كله دم غمضت عينه بايديه, ومسكت بيدي بمسحها في هدومي, شميت من ايدي ريحة مسك.
أحمد منصور: في نفس اللحظة..
صفوت حجازي: في نفس اللحظة, كبرت, فأحد الشباب المسيحيين, وطى على عبد الكريم فشم الريحة أنا مش فاكر هو قال الله أكبر وكبر ولا قال أشهد أن لا اله إلا الله, أنا قعدت ما قدرتش أقوم من مكاني الشباب جم شالوا عبد الكريم ما قدرتش أقوم من مكاني من الحزن, مش الحزن على أن عبد الكريم مات, الحزن على إني أنا اللي ما متش, لو أنا اللي قمت وقفت كانت الرصاصة حتيجي فيّ أنا, وقتها برضه دي كانت من الحاجات إللي حسسيتني أن الثورة دي حتنجح, لما شب زي ده حافظ كتاب الله عزوجل, يموت في وقت ده وباليقين ده, كلمة أنا رايح أسلملك على سيدنا حمزة كل ما بفتكرها, أنا دلوقتي قاعد وصوته فودني.
أحمد منصور: تسمحلي نكمل الحلقة الجاية.
صفوت حجازي: ماشي إن شاء الله.
أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم, في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الداعية الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى