منظمة حقوقية تتهم الشرطة بتعذيب شاب حتى الموت في سجن «طرة»
تهم مركز النديم للتأهيل النفسي لضحايا العنف، إدارة سجن طرة شديد الحراسة (العقرب)، بتعذيب السجين عصام علي عطا حتى الموت، وأوضح المركز، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن عصام حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن لمدة عامين في 25 فبراير الماضي.
وقال المركز إن وفاة عصام (23 سنة) جاءت «عقاباً له على تهريبه شريحة تليفون محمول إلى محبسه، حيث تعرض عصام (بعد اكتشاف الأمر) لتعذيب وحشي بإدخال خرطوم مياه في فمه، وآخر من فتحة الشرج، مما أدى لوفاته، تم نقله مساء الأربعاء، إلى مستشفى قصر العيني دون إبلاغ أسرته».
وأضاف المركز: «تم نقل الضحية من سجن شديد الحراسة طرة بواسطة الضابط بيتر إبراهيم إلى مركز السموم بمستشفى قصر العيني، حيث توفى بعد ساعة واحدة، وقد لاحظ الأطباء وجود إفرازات من الفم، وأرجع التقرير الأولى وفاة عصام لهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب، من المقرر نقل الجثمان صباح الجمعة إلى مشرحة زينهم حيث تنتقل النيابة للمعاينة، واتخاذ الإجراءات اللازمة». وتحرر المحضر رقم 5537 إداري لسنة 2011، بقسم شرطة مصر القديمة، حول الواقعة. ونشرت صفحة المركز، صورة للضحية، فيما نشرت صفحة «كلنا خالد سعيد»، صورة أخرى للجثمان.
وقال المحامي، مالك عدلي في شهادته لـ«المصري اليوم»، إنه عرف بالواقعة من منى سيف، إحدى الناشطات في مجموعة «لا للمحاكمات العسكرية»، فذهب لمستشفى قصر العيني، وشاهد الجثمان هناك «والماء يخرج من فتحات جسم الضحية»، وأضاف:«سألت الطبيبة التي استقبلته وتدعى إيناس، فقالت إنه وصل إلى المستشفى وكل وظائف جسده معطلة فلم نستطع إسعافه».
وتابع عدلي: «سألتها إذا كانت الوفاة بسبب إدخال خرطوم مياه في فمه ودبره كما قال لنا بعض زملائه في السجن؟ فأجابت: التشريح وحده يمكنه إثبات ذلك، لكنه ربما لا يستطيع إثبات إدخال خرطوم المياه من فتحة الفم، لأننا حاولنا إسعافه بإدخال أنبوب حنجري، لمساعدته على التنفس».
وأكد أن مأمور قسم مصر القديمة، أبلغه أن الضابط بيتر سامي إبراهيم حرر محضراً بالواقعة في القسم، وكتب فيه أن سبب الوفاة «قيء دموي حاد أدى لتوقف الدورة الدموية نتيجة تسمم».
وحسب شهادة مالك، فإن والدة الضحية، أخبرته أن ولدها اتصل بها من داخل السجن، الأربعاء، وأخبرها أن ضابطًا يدعى نور عذبه بإدخال خراطيم المياه في فمه ودبره، لمعاقبته على تهريب شريحة المحمول.
وتابع المحامي: «اتصل زملاء عصام بوالده، الخميس، وقالوا له إن التعذيب تكرر مرة أخرى اليوم، وأن عصام دخل الزنزانة وأبلغهم بتكرر التعذيب، ثم فوجئوا به يتقيأ دماً، وبعدها وقع على الأرض فاقداً الوعي». ولفت المحامي إلى أن زملاء عصام في السجن يخشون تعرضهم هم الآخرين لـ«عقاب شديد، بسبب اتصالهم بأسرة عصام وإبلاغهم تفاصيل ما حدث».
المصرى اليوم