24/01/2024
06/01/2022
05/01/2019
16/12/2016
16/12/2015
21/12/2012
صورة رائعة للشهيد الشيخ عماد عفت وابنته
17/12/2012
البِشارة الأخيرة للشيخ «عماد عفت».. (ملف خاص)
يُرْوَى، ضمن ما جاء في سيرة الثورة، أن الشيخ عماد عفت قد وقف بالميدان ذات ليلة في اعتصام يناير البعيد، استنشق الهواء بملء رئتيه، وقال –مبتسمًا- لقريب إن «هواء التحرير في تلك اللحظة أطيب من هواء الكَعبة»، ثم نظر حوله، وأضاف بصوت خفيض، كمن يبيح سرًّا، «يا فلان، إنها الجنة وربّ النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد».
لاحقاً، صار تَلامذة الشيخ ومُريدوه ينقلون الحكاية فيما بينهم، ويختمونها بنفسٍ مُطمئنة، عن أن ذلك هو وعد الله بالبِشْر للمؤمنِين.
البِشْر بالحُسْن: طالِب العِلم الذي أصبح وليًّا
الشيخ عماد عفت أثناء إلقاء إحدى دروسه
للشّهادَةِ أهلها، والشَّهيد لا يَصِير شَهيداً عند صعود روحه، بل يَصطفي الله أفضل من فينا، أَجَلَّهم وأطهرهم وأتقاهم وأحسَنَهُم، ويُوْدِع الشهادة في قلبه منذ اليوم الأول في حياته.
«حِلْمَى رُشدي»، الطالبة الإندونيسية التي جاءت إلى القاهرة طلباً للعلم، لا تعرف الكثير عن حياة الشيخ قبل أن تأتي إلى مصر وتراه، ولكنها رأت الكثير بعد أن عرفته، لا تَعرف عن ساعات طَلب العلم الطويلة التي قضاها جالساً في صَحنِ الأزهر.. ولكنها رأت أن الصَّحن نفسه الذي يمتد فقط لبضعِ مترات كان الشيخ يَمُرّه في ساعةٍ كاملة، لسلامٍ من عابر وطمأنة عن الأحوال وطَلب للمعرفة من كل شخص فيه، ورغم مشاغل حياته وساعات يومه الضيقة على ما فيها.. فإنه لم يَرُد سائلاً أبداً.
لم تَرَ «حِلْمَى» الشيخ عماد وهو يجلس بجانِب قَدم الشيوخ والعلماء، إجلالاً وتقديراً، أثناء دروس العِلم والشريعة التي داوم عليها لعقودٍ من حياته، ولكنها رأته وهو يرفض الجلوس على الأريكة المُخصّصَة له بعد أن أصبح هو مصدر العلم والمعرفة، وبدلاً من ذلك يَطلب من البنات اللاتي تحضرن الدرس الجلوس عليها، «رفقاً بهن ومَحَبةً لَهُن».
و«حِلْمَى» -قطعاً- لم تَعرف الشيخ في سِني حياته الأولى، ولم تتنقل معه بين أربع كليَّات في 15 عاماً طَلباً لعلومِ اللغة والشريعة والفقه والتفسير، ولكنها كانت تشعر بريحِ العلماءِ في نَفسه عند كل مرة تجلس في حضرته، كي تستمع لدروسه، أو تستشيره في رسالة «الماجستير» التي تُحضَّرها.
«حِلمَى» لم تَرَ أو تَعِش مع الشيخ الكثير، ولكن الصورة الأولى التي تتذكره بها كافيَة لتبقي محبَّته في قلبها أبدَ الدَّهر: كانت تطأ إلى مسجد السلطان حسن للمرة الأولى عقب صلاة إحدى الجُمَع قبل عدة سنوات، من بعيد كان جَسد الشيخ الصغير جالساً في خشوع، وعامِل المسجد يَطْوِي من حوله السجاجيد، حتى لم تبقَ إلا السجادة الرفيعة التي يجلس عليها، الريح كانت تلفّ التراب حول جسده، بينما بقى ثابتاً كأنَّه في عالمٍ آخر، اقتربت منه ورأته مُغمضاً، يُذَكّر ويُرَتّل بصوت خفيض، ظلت تتابعه حتى انتبه، ونَظَر إليها بوجهٍ بَشوش، عَرَّفته بنفسها وبقت بجوارِه أبداً.. حتى انتهى.
و«حِلْمَى» تُدرك بعد وقت طويل أن ما من شيءٍ كان ليتحقق لو لم يكن الشيخ «عماد» بالجوار، راعياً قبل أن يكون أستاذاً، تُعَرّفه بأنه «خير من عرفتهم»، وكل من عرفه يُعَرّفه بذلك، «إن لم يَكُن ولياً.. فما على الأرضِ وَلِيّ».
البشر بالحق: الوليّ الذي أمسى شهيداً
الشيخ عماد عفت مع ابنه في ميدان التحرير
الله يُوْدِع الشهادة في قلوبِ الناس، ولشدَّة الرحمة فإنه يَنتظر حتى يطلبوها، والشيخ «عماد عِفّت» كان يَطْلُب شهادته لعشرين عاماً، في كُلّ مَوضع وكُلّ صلاة.
السيدة «نشوى عبد التواب»، زوجة الشيخ «عماد»، لا تذكر يقيناً ما إذا كان قد تواجد في ميدان التحرير يوم 25 يناير أو لا، ولكنها تذكر جيداً –وأكثر من أي شيء- جَسده الذي عاد ممتلئاً بالخراطيش والرصاص المَطَّاطي في نهايةِ يوم 28.
الأمور سارت على نحو غريب، «إبراهيم».. الابن الأصغر والأخير للشيخ «عماد» وُلِدَ في الخامس من يناير، وقرر الزوجان أن تكون عَقيقته في الخامس والعشرين، قبل أن تؤجَّل بشكلٍ قَدري لتصبح في الثامن والعشرين.
والشيخ «عماد» لم يحضر عقيقة ولده إبراهيم، رأى الجهاد بعينيه واتبعه، يقود مسيرة انتظرها طوال عمره بين أهم مكانين في سيرته، جامع الأزهر وميدان التحرير، ويعود في الثانية صباحاً إلى البيت، يمسك بابنه ذي الأيام القليلة بين ذراعه، وينظر إلى عينيه مُعتذرًا، ويخبره بأنها «وقفة يا إبراهيم تُرضي الله تعالى وتُرضي رَسُوله».
السيدة نشوى لم ترَ الشيخ طوال الأيام اللاحقة إلا لسويعاتٍ قليلة، يَبقى بـ«ميدانِ الحق» -كما أسماه- بعد أن ينتهي من عمله في الأزهر، ويخبرها أن «التواجد في التحرير الآن والاعتصام به أكبر عند الله من قيامِ الليال وصوم الدَّهر».
ولَم يَكتفِ الشيخ بـ«قولِ الحق عند السلطان الجائر»، بل امتد بقولِه إلى صُحبته، و«هو أمر أصعب على النفسِ أحياناً» كما قال، يُرسِل خطاباً إلى شَيخه ومُعلمه «علي جمعة» يَطلب منه التواجد في الميدان والانحياز للحقّ البيّن، ويُخبر زملاءه في الأزهر بأن علمهم ودينهم سيكون دَيْناً في رقبتهم يوم القيامة إن عَرفوا الحق بداخلهم ولم ينصروه.
ولم يندهش «إبراهيم الهضيبي»، تلميذ الشيخ عماد، من كل هذا، بقدر ما شَعر بالفخر لأن تصرُّفات شَيخه كانت متسقة مع كل ما عَلَّمه وأفهمه طوال سنوات.
ورغم ذلك، فإن الدهشة قد ظهرت في نفسِ إبراهيم يوم موقعة الجمل، لأن الشيخ لَم يكتفِ بنصرة الحق بالقولِ والعمل، أو مواجهة الداخلية والبَطش قبل أيام، ولكنه الآن وهُنا.. يَشُد المتاريس لصُنع سواتِر عند مداخل الميدان، الشيخ الذي خَلَعَ جلبابه وعِمامته كي يتواجد وسط الناس بصفته الشخصية.. كان مِثلهم، يُكسّر الطوب، ويَدُق على المَعْدَن، يقف بصدره في الصفوف الأولى ليَرُدّ القوم المعتدين، ويُدافع عن الميدان «كأنَّه الوطن، كأنَّه بَيت الله» مثلما قال.
لاحقاً، وطوال شهور، كان الشيخ يسير بجانب إبراهيم ويحمل إبراهيم الآخر على ذراعه في كل جمعة من الجمع الثورية بالميدان، «يهتف مع الناس بكلماتِ الحق»، و«يَحْمَد الله على نعمة الثورة» كما وصف.
حتى حين وصلت تلك الثورة لمرحلتها الأكثر ضبابية، وبدأت الفتنة مع حوادث متتالية انتهت بمذبحة ماسبيرو، وتهييج الكثير من الشيوخ للمشاعر الطائفية المحتقنة عند الناس، كان «الله يُبَشّرنا بكلمةٍ منه على لسانِ عماد عفت» كما علق أحد القراء على بيانه، ذلك الذي هاجَمَ فيه الشيخ الجميع «لأجلِ الحق»، يضع قواعد المعركة القادمة واضحة مع «مجلس عسكري يجب زواله»، ويعيب اتخاذ المنابر «بجهاد زائف» على حساب «دماء مواطنين وأرواح مصريين»، يعتبر «النداء السحري التوافقي: الشعب يريد إسقاط النظام» أبقى كثيراً من تحزُّب طائفي وراء «يا للمسلمين ويا للنصاري»، قبل أن يَحمل الشيخ رُوح الدين والثورة وهو يُذكّر غَفَلة النَّاس بأن «هؤلاء المتأقبطين كانوا في الميادين طوال الثورة يتحملون الرصاص والغاز والفلول والخيول والجمال وحملات التخوين وإعلام النظام البائد على حين كان كثير من أصحاب حملات التخوين يتابعون أخبار الثورة من على الكنبة عندما يبقى له وقت فراغ»، ويُعيد بأن الدَّرس الوحيد الذي ينبغي تَعَلُّمه هو {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.
وحين جاءت أحداث «محمد محمود»، أكمل الشيخ –كعادته- جهاد القول بجهادِ العمل، ونصرة الحق بالقلبِ واللسان إلى نصرته باليد والساعِد، «ليرد البلاء عن القومِ المؤمنين»، يُخاطب الإخوان «الذين ما نزلوا لنصرة الثوار واستنكار مجازر المجلس الأعلى» بأن «أشخاصاً من عموم الناس الذين ليس لهم انتماءات حزبية ولا فكرية نزلوا لنصرة المظلومين بدافع ديني أو بدافع أخلاقي أو بدافع إنساني، وباتوا يحرسون ميادين التحرير، وأنتم بتم مقيدين بمواقف قادة الجماعة واستجبتم لها حتى قبل أن يصدر بيان منهم يبرر قعودهم، وهذه هي الطاعة المذمومة التي ما أنزل الله بها من سلطان: طاعة لمجهول في غير مشروع، ظلمات بعضها فوق بعض»، قبل أن يُذكر نفسه ومن حوله في صلواتِ ما بين الاشتباكات بالخير الذي يقدمونه لأنفسهم وينبغي أن يَحْمَدوا عليه، مرتلاً القول القرآني «من جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين».
و«إبراهيم الهضيبي» رأى ذلك كله، ولكنه لم يندهش في تلك المرة، فقد صار يَعْهَد الشيخ دوماً بالجوار.
بعدها.. قُتِلَ الشيخ. لم يَعُد بالجوار.
الله استجاب لطَلَب الشهادة الذي تَمناه «عماد عفت» لعشرين عاماً، والسيّدة «نشوى» كانت تعلم، ولذلك فقد أسرت الحُزن في نَفسها ولَم تُبدِه لأحد، ظَهرت متماسكة ومؤمنة، تفرَح بالشهادة قدر ما يَعْتَل قلبها من الفراق، «إبراهيم» الصغير كان يَكبُر مع صورة والده بالميدان، و«إبراهيم» الكبير ظل صوته مُختنقاً بالبكاء لأيامٍ وهو يُردَّد «قتلوا شَيْخِي قتلهم الله».
البِشر بالسيرة: الشهيد الذي صار رُشْدَاً
رسم جرافيتي للشيخ عماد عفت
في كُلّ مَوضع وكل صلاة كانت الشهادة نِعمة مَرْجُوَّة، كُتِبَت في قَلبه، وعَاشَ بها، وابتسم حين رآها، فتفتَّتَتْ رُوحه لتُنِير قلوب الناس.
««وأنتَ يا شيخ.. لماذا تَطلب من الله الشهادة وأنتَ مُوقِن أنه سيُجيبك؟ ألَم تَدرِ أننا سَنُجَنّ بَعدك؟ سامحك الله، لماذا لم تأخُذ ساتراً أمامك؟ لماذا لم تحمِ ميراثاً من النبيين أودَعه الله قَلبَك؟، ونَحن.. لماذا لم نَصْطَفّ في الميدانِ حَوْلَك؟ لماذا لَم نَكُن لَكَ آباءَ بَكر في هِجرة المُصطفى؟»، هكذا كتبت إحدى تلمِيذات الشيخ، حين علمت بالخبر في بلاد بعيدة، جلست تَستحضر رُوحه في نَفسها، وتُحادثه على الورق، تَدعوه وتُعاتبه وتَسْتَبقيه ذِكْراً، ثم تُناجي الله أن يَجْمَعها به.
فقط تلك الفكرة آنستها، حين جاء الشيخ في غفوتها، تماماً كما رأته آخر مرة في جامع الأزهر، يُحادثهم بقولِ النَّبي عن عَملِ ابن آدم الذي يَنْقَطِع إلا من ثلاث، ثم استيقَظَت وهي تُفكّر أن الله قد رزق شيخها بالصدقَة الجارية والعلم الذي يُنتفع والأبناء الصالحين الذين يَدعُون له، فاطمأن قلبها واسْتَصْبَرت الحُزن.
في الناحية الأخرى من العالم، كان الدكتور «عادل القاري»، أحد تلامذة الشيخ النجباء، يتذكر حين رآه للمرة منذ اثنين وعشرين عاماً، دخل إلى المسجد، وكان الشيخ يُصلي، فلم يَستَطِع أن يَصرف العَين عَنه، وعن صورته التي اتفقت مع صورة الإمام العابِد محمد بن واسِع في ذهنه، تذكَّر حينها قول جعفر بن سليمان «كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه ابن واسع»، فأراد أن يبقى إلى جانب هذا الرجل الذي لا يعرف اسمه، ويُفتّت القسوة في قلبه برؤياه.
تذكَّر الحُلم الذي رآه ليلتها، الشيخ «عماد» يَمشي مُسرعاً، ويحاول هو أن يجاريه، يمسك في قَميصه، ويسير مُسرعاً مثله، لا يُفلته، ثم وقف الشيخ وتوضأ، فأسرع الخُطى من جديد، فأتبعه «عادِل» وهو يقول «لن أتركك».
حينها، قرَّر ألا يَتركه إلى المثوى الأخير دون أن يكون مَوجوداً، نزل إلى مصر ليومٍ واحد كَي يَسير في جَنازة الشيخ، رأى الآلاف والآلاف يجتمعون في صَحن الأزهر الذي عاشَ فيه نِصف حياته، ويُكَبّرون –كما يَليق بإمامه الثائر الشهيد- أن «يسقط يسقط حُكم العسكر»، حمل النَّعش على كتفيه، ورَقَّ دَمعه لكثرة أحبة الشَّيخ من حوله، فكّر في مُعَلّمِه التَّقي الذي عاش حياته غير مُحِبّ للظهور، لا يعرف عنه وعن عِلمه إلا نفر قليل من أصحابه، ولكن الله كَتَب له غَير ذلك، فأحيا سِيرته بمماته، ورأى «عادل» في ذلك فَصلاً من الرَّحمة والمَحَبَّة.
وفي الليلة ذاتها، رأى «عادل» نفس رؤياه القديمة قبل اثنين وعشرين عاماً، يسير الشيخ ويُحاول أن يَلحقه، يتوضأ ويُكمل خُطاه، يَتَشَبَّث في جِلبابه، وفي البِشْر الأخير للشيخ «عماد» نظر إليه وتَبَسَّم، قبل أن تُرفَع قَدمه عن الأرضِ، ويَختفي مَع حَبَّات النور.
البِشر أيضاً للصَّابرين
والدة الشهيد خالد سعيد مع أبناء الشهيد عماد عفت
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ
وفي كُلّ هذا، فإن الله لَم يُبَشّر فَقَط المؤمنين والشُّهداء، بَشَّر الصَّابرين.. في الدُّنيا ببقاء مَن رَحَل وإن لَم يُرَ، وفي الآخرةِ بالشَّفاعة والجَمْع بالأحبَّة.
«حِلمَى» انتهت من رسالة «الماجستير»، وأهدتها إلى الشيخ الذي شَعرت برُوحِه في قاعة المُناقشة.
«إبراهيم الهُضيبي» ونفر من تلامذة الشيخ أسسوا «دار العِماد» لتدريس علوم الشريعة، لتكتمل الصَّدَقة الجارية على رُوح مُعَلّمهم.
«عادل القاري» لم يَرَ الشيخ في مَنامه مرة أخرى، وصار كلما تُتعبه الوحشة يَتذكر صورته في الرؤيا التي عَدَّها بِشْراً واضحاً، ويُعيد سَردها على المَسامِع مُتبعاً بأن كل ما عاشه في حضرة الشيخ كان خيراً كثيرًا.
السيدة «نشوى» كانت تَسير ذات يوم إلى إحدى المسيرات، تُكْمِل مَسيرة الشيخ التي لَم تَنقطع، وتُحادثه في سَيرها بصوت مسموع، وما إن وَصلت حتى وجدت صورة زوجها المُتْبَسّم على أحد الأعلام الكبيرة، فأيقنت من جديد أنه لم يَزَل حيَّاً، وأن «الله كريم.. بيطَبْطَب»، فأدمعت بِشراً وفرحاً.
«محمد وخديجة وسميَّة وإبراهيم» يَكْبرون كُل يَوم، حامِلين بَعضاً من رُوحِ أبيهم، وفي اليوم الذي زارتهم فيه السيّدة «ليلى»، والدة «خالد سعيد»، التفوا حَولها، وكان نهار عيد يَجمع كُل الأحبَّة، الأطفال الأربعة والعَجوز الثّكلى والزوجة الصابرة، روح الشيخ وروح الفَتى، وفي أنفسهِم جميعاً الكثير من رَوحِ الله.
والشَّيخ «عماد» ظلَّ هُنا، صُورته رُشداً للناسِ على جُدران المَدينة، وسيرته التي لم تحمل إلا حسناً تُفْرح ألسنتهم، عِلْمه الواسَع يَتنقل بينهم وينتفعون به، وعَلَمَه المَرسوم يُشاركهم في كُل مَسيرة وخَطوة، رُوحه الطيبة بقَت جانبهم.. مُعلَّقَة بالثورة وأهلها، وسَتَشْفَع لهم حين يَقولون يوماً «نَحن أمّة عماد عفت»، فيَكْتَمِل البِشْر.. له وبه.
21/09/2012
09/01/2012
الشهيد الشيخ عماد عفت دعا الله لنيل الشهادة بين الثوار.. وأسرته تنعيه للأمة
أصدرت أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، بيانا اليوم السبت، نعت فيه الشيخ لتلامذته ومحبيه والأمة كلها، مؤكدة أنها ستسعى لتحقيق حلمه في فك أسر الوطن واستعادته، فضلا عن محاسبة المسئولين عن قتله.
وأكد أسرة الشهيد الشيخ، في بيانها، أنه كان قد دعا الله لنيل الشهادة بين الثوار، وذلك خلال أدائه فريضة الحج هذا العام..
إليكم نص البيان التي حصلت بوابة الشروق على نسخة منه..
أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت:
القاهرة 17 ديسمبر 2011
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
إننا إذ نحتسب عند الله تعالى الشيخ، فإننا نحمده جل شأنه أن أكرمه بالشهادة التي طالما تمناها وكان قد دعا الله وهو يؤدي فريضة الحج هذا العام أن يمنحها له، وفي وسط الثوار الذين شاركهم الاعتصام منذ اليوم الأول للثورة المباركة، وسارع بالتواجد معهم كلما دعا داعا الوطن، وكان معهم في معركة تحريره من أسر المتجبرين، من غير أن يقصر في المهمة العلمية التي سخره الله تعالى لها في بيان الأحكام الشرعية للخلق وإرشادهم لطريق الحق جل في علاه.
ونحن إذ تعتصر قلوبنا ألما على فراق الشيخ، فإننا نؤكد عزمنا سلوك كل الدروب، واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسؤولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما خرج من أجله في أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به ليدافع عن الأمة ويحرر أراضيها ويحقق مصالحها، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحقق بمشيئة الله تعالى تلك المقاصد السامية، التي سالت من أجلها الدماء الزكية للشيخ وغيره من الشهداء الذين سبقوه.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا فضيلة الشيخ لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل، إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله تعالى الشيخ، وأسكنه والشهداء الأبرار فسيح جناته، وألحقنا بهم على خير، وحرر الوطن من الفاسدين والظالمين.
أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت
من هو شيخ الثوار عماد عفت
كان مكتوبا على جبينه «وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».
وعلى ابتسامته.
«فإما إن كان من المقربين، فروح وريحان وجنة نعيم».
هكذا عاش. وهكذا استشهد. الشيخ عماد عفت.
حينما دخل «هولاكو» بغداد، جمع علماء الأئمة وسألهم: «أيهما أفضل. حاكم مسلم ظالم. أم حاكم كافر عادل؟». فأجابوا: «الكافر العادل». ولم يجب أحد الإجابة الصحيحة «لا هذا ولا ذاك. بل حاكم يخضع لأحكام الدستور والقانون والشريعة. فلا يملك أن يكون عادلا أو ظالما. وإنما معبرا عن إرادة الشعب». ومنذ تلك الإجابة الخائنة بل وقبلها بقرون، وحتى هذه اللحظة ونحن نعيش بين خيارات السوء، إما العادل الكافر وإما الظالم المسلم. إما القهر وإما الفوضى. إما الخبز وإما الحرية. خيارات كلها تحض على أن تختار الخنوع. ولا تطمع فى أن تعيش كما يعيش الناس مستقرا على أبسط المبادئ الإنسانية. وشارك فى تأكيد خيارات السوء أنظمة السوء بآلتها الجهنمية التى يتقدمها علماء السلطان. الذين يستغلون الدين فى خراب دنيانا. وقليلون هم. قليلون هم. الذين وقفوا مع الحق والعدل والخير والجمال مثل شيخنا الشهيد عماد عفت الامتداد الحقيقى لعلماء الحقيقة مثل أبى ذر الغفارى رضى الله عنه وعز الدين بن عبدالسلام والحلاج والأفغانى ومحمد عبده ومحمد الغزالى.
والشهيد ولد يوم السبت 15 أغسطس 1959م بالجيزة، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامى من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عام 1999م، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم، ومتزوج ولديه أربعة أطفال ذكران وأنثيان، آخر الوظائف التى عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003م.
وكانت أهم فتاواه حرمة التصويت للفلول الذين أفسدوا حياتنا مستندا إلى أن من يفسد ولو بالصمت، ومن شارك فى سن التشريعات والقوانين التى أطالت عمر النظام السابق وعمر شقائنا الممتد لا يستحق أن يمثلنا، ووجدت الفتوى صداها فى تصويت المصريين بغض النظر عمن اختاروه بدلا وربما لهذا ردوا على رأيه بالرصاص. وربما لأنه كان واحدا من الذين أسهموا فى إطفاء النار التى اشتعلت فى شارع محمد محمود وراح فيها خير شهداء مصر، خافوا أن يكرر نفس الفضيلة أمام مجلس الوزراء فقرر مشعلون الحرائق أن يتخلصوا من سلامه القادم. ولأنه ثائر حقيقى والثائر الحقيقى لا يقتل ولا يحرق ولا يراهن على مستقبل بإحراق ماضيه خصوصا لو كانت كتبا وعلما، قرروا التخلص منه، ولأنه مصرى يخاف على كل المصريين ولا يقبل قتلهم وسحلهم وتعريتهم، قرروا التخلص منه، لكن أحدا لا يستطيع التخلص من الشهداء، لأنهم يعيشون بأمر إلهى فى قلوب الأوطان والشعوب. فما زال شهداء أكتوبر يحييون بيننا، ولا يزال شهداء 25 يناير يعيشون لنا، كما ستظل ابتسامته عنوانا على ابتسامة الشهداء. ابتسامة الشهيد التى ترى فى الأفق وطنا جديدا حرا لكل المصريين.
ابتسامة الشهادة هى التى ستبقى وهى التى عرفناه بها، فنحن لم نعرفه من دعاة الفضائيات والمخمليات، فلا هو عمرو خالد ولا هو خالد الجندى ولا سلفى من «الحكمة» ولا سلفى من «الرحمة» فلا هو محمد حسن يعقوب ولا هو محمد حسان ولا من جناح السلطة فى الأزهر ولا حتى من جناح المعارضة بل عمود من أعمدة الفقه المستنير الذى لا يوقف رأيه وفتواه حسب جناحه، ولا هو وفدى ولا تجمعى ولا ناصرى ولا ساداتى ولا تطبيعى ولا علمانى ولا ليبرالى. ولا. ولا. ولا. من كل تلك الأوصاف التى تدين الموصوفين. كان فقط مصريا. والذى قتله لا يمكن أن يكون مصرى الروح والقلب والهوى. والذى قتله كان يعرفه فالنتائج المبدئية لتحقيقات النيابة تؤكد أن الرصاصة التى تسببت في استشهاده عيار 9 ملى أصابته من مكان قريب جدا بزاوية مستقيمة لا يوجد بها أي انحراف. وأكدت شهادات بعض المجاورين للشيخ عماد قبل لحظات من استشهاده، الرواية الموجودة في تسجيل على موقع «يوتيوب» أثناء سقوط الشيخ على الأرض، وتتضمن أن الرصاصة جاءت من مكان قريب جدا، لدرجة أن الشيخ قال له قبل لحظات من سقوطه إن هناك شخصا يضرب طلقات صوت بجواري، إلا أن المتحدث وجد أنه سقط بإحداها فجأة، ما يؤكد أن الرصاصة كانت من شخص بجوار الشيخ بحسب الفيديو المسجل. وستمضى الجريمة والقاتل سيظل دون عقاب. لكن الله يعرف والوطن يعرف. ولن يضيع الشهيد أبدا بعد أن رسم ابتسامته على روح كل المصريين.
مخلص :
الشيخ عماد عفت الشهير بشيخ الثوار هو أحد شهداء أحداث مجلس الوزراء ٢٠١١/١٢/١٦
وهو أحد كبار علماء الأزهر الشريف وكان متخصصاً في اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم .
شغل الشيخ عماد عدة مناصب في دار الإفتاء المصرية كان آخرها أمين الفتوى بدرا الإفتاء المصرية
شارك الشيخ في الثورة المصرية منذ يوم 27 يناير 2011 وكان من المعتصمين في ميدان التحرير حتى خلع مبارك
ثم شارك بعد ذلك في جميع المليونيات والوقفات التي تمت لتحقيق أهداف الثورة حتى استشهد في أحداث مجلس الوزراء يوم 16/12/2011
31/12/2011
21/12/2011
المفتي في حفل تأبين الشهيد عفت: قتلوا ابني وحرقوا كتابي
قامت دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع نقابة الدعاة بوزارة الأوقاف حفل تأبين لشهيد الأزهر ودار الإفتاء الشيخ عماد عفت بالجامع الأزهر بعد صلاة الظهر أمس حضره فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية
وحضر من وزارة الأوقاف الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل أول الوزارة ممثلا عن د.عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف ومئات من أئمة الأوقاف وعلماء دار الإفتاء ومجموعة من طلاب الشيخ عماد عفت.
وبدأ مفتي الجمهورية كلمته قائلا: نقتدي في الصبر علي مصائبنا بإمام الصابرين رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي فقد زوجته وعمه والفارق بينهما ثلاثة أيام وفقد من بعدهما ابنه إبراهيم وهنا وقفت كلمات المفتي بسبب البكاء وواصل كلامه قائلا: نتضامن مع رسول الله في قوله: إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا علي فراقك يا عماد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب حسبنا الله ونعم الوكيل سيؤتينا الله من فضله.
وتابع المفتي قائلا: قتل علماء الأزهر ليس حادثا مستجدا في التاريخ يذكر أن نابليون كان يقتل كل يوم5 من علماء الأزهر حتي وصل عدد من قتلهم1500 عالم كانوا نواة النهضة المصرية, وإن كان قتل علماء الأزهر من الفرنساوية مفهوم فقتلهم علي يد أبناء وطنهم غيلة غير مقبول ومهما فعلوا فسيبقي الأزهر ويذهب الناس وشدد المفتي علي أن الشيخ عماد كان مشاركا في الثورة من أول يوم وقد ثار من أجل قضية قدم فيها روحه الطاهرة هي صلاح البلاد وكرامة العباد.
وعاد المفتي ليقف بسبب البكاء ويقول: قتلوا ابني وحرقوا كتابي فإنا لله وإنا إليه راجعون وتابع المفتي كلامه عن الشيخ عماد واصفا إياه بالثائر الحق الذي كان ينزل في ميدان التحرير وظل يؤم الناس ويعلمهم أمور دينهم إلي أن لقي ربه شهيدا.
وأضاف المفتي إذا أحببنا أن نلخص عماد عفت في كلمات معدودات فهو العلم والخلق والعبادة والدعوة في أحسن صورها مضيفا أن الأزهر الشريف سيبقي منتجا للعلماء والصديقين والشهداء ما احتاج إليهم الوطن وطلبتهم الأمة وقال المفتي: قررنا إطلاق اسم الشهيد عماد عفت علي رواق الأتراك بالجامع الأزهر وأطلقنا أسمه علي أكبر قاعات دار الإفتاء, وأرسلنا مذكرة إلي محافظ القاهرة ليطلق اسمه علي الشارع الذي قتل به أو الشارع الذي يقيم فيه مؤكدا أن دار الإفتاء لن تعوض رحيل عالم فاضل في قيمة وقامة الشيخ عماد عفت.وقال المفتي إنه حضر الحفل نائبا عن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذي كان علي علاقة بالراحل فقد قرر تعيينه بدار الإفتاء عندما كان مفتيا للديار المصرية.
18/12/2011
فهمي هويدي : من قتل الشيخ عماد؟
لا أعرف شيئا عن الشابين الآخرين، لكنى أراهما ينتميان إلى ذلك الجيل النبيل الذى تعتز به مصر، والذى كان له إسهامه فى تفجير الثورة وزلزلة قواعد النظام المستبد.
شهود العيان الذين رأوا جثمان الشهيد عماد عفت رأوا رصاصة أصابت جنبه ووصلت إلى قلبه، وشاهدوا على وجهه آثار خرطوش استهدفه. ولم أسمع شيئا عن كيفية قتل الشهدين أحمد منصور وعلاء، لكن ما أعرفه انهما قتلا فى موقعة مبنى مجلس الوزراء. وليس بمقدورى أن أشير إلى القاتل أو أعرفه، لكنى لا أفهم أن يقول المسئولون فى الدولة إنهم بدورهم لا يعرفون. ولا استطيع أن أصدق حكاية الطرف الثالث الذى دأب على الاندساس فى كل مظاهرة أو اعتصام، وظل يطلق النار على المتظاهرين فى مناسبات مختلفة خلال الأشهر العشرة الماضية. ولم تنجح أجهزة الدولة فى أن تقدم دليلا واحدا يشير إلى هوية أو عناصر ذلك الطرف.
إن المسئولين ما برحوا يؤكدون أنهم لم يطلقوا النيران على المتظاهرين، وان الاشتباك بدأ ــ فى كل مرة ــ باعتداء بعض المتظاهرين على رجال الشرطة والجيش. من ثم كان على الأخيرين أن يدافعوا عن أنفسهم. الأمر الذى أوقع الإصابات التى خلفتها المظاهرات.
لم نعد نثق الآن فى هذا الكلام، بعدما رأينا بأم أعيننا بعض ضباط الشرطة وهم يطلقون النار على المتظاهرين، كما رأينا الجنود وهم يمطرون المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع. كما شاهدنا العربة المدرعة التى سحقت بعض المتظاهرين. وخلال اليومين الماضيين تابعنا على الفضائيات واليوتيوب صور جنود القوات المسلحة وهم يرشقون الناس بالحجارة من فوق أحد المبانى. ورأينا أولئك الجنود يعتدون بوحشية على فتاة ثم يجرونها من شعرها ولا أعرف إلى أين ذهبوا بها.
إذا طالبنا المسئولين فى المجلس العسكرى أو رئيس الوزراء بأن نصدق أن طرفا مندسا هو الذى قتل الشهداء الثلاثة وأيقظ الفتنة النائمة، فإننا نطالبهم بدورنا بأن يقدموا دليلا على وجود ذلك الطرف، وليعذرونا إذا أسأنا الظن بهم إذا عجزوا عن ذلك.
إن محاولة فض الاعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء يعيد إلى أذهاننا المحاولة الأخيرة لفض الاعتصام بميدان التحرير يوم 15 نوفمبر الماضى، التى انتهت بمقتل أكثر من أربعين مواطنا مصريا، لم نعرف حتى الآن من الذى قتلهم. وقيل وقتذاك كلاما مشابها لما تردد هذه الأيام عن الفئة المندسة والطرف الثالث والعفاريت الزرق الذين يرتكبون جرائمهم ثم تبتلعهم الأرض بعد ذلك على الفور.
المحزن فى أحداث الشهر الماضى أن قرارا صدر بفض اعتصام ميدان التحرير، ولم يعلم به وزير الداخلية السابق إلا بعد صدوره. ومعلوماتى ان الوزير السابق اللواء منصور العيسوى روى القصة فى اجتماع لمجلس الوزراء بحضور الدكتور عصام شرف. لكن أحدا لم يجرؤ على الإشارة إلى الجهة التى أصدرت القرار الذى أدى إلى مقتل الأربعين مواطنا، وبطبيعة الحال فإن أحدا لم يحاسب على ما جرى. وأغلب الظن أن أحدا لن يحاسب.
ثمة علامات استفهام حول ملابسات استمرار الاعتصام لعدة أسابيع أمام مجلس الوزراء ومن ثم منع رئيس الوزراء من ممارسة عمله من مكتبه. وهناك علامات استفهام أخرى حول توقيت فض الاعتصام وتزامن الغارة على المعتصمين مع إعلان نتائج انتخابات المرحلة الثانية. وهذه وتلك نضمها إلى قائمة الأسئلة الحائرة المثارة حول المسئولية عن قتل الشيخ عماد وصاحبيه، وإصابة المئات من المتظاهرين الآخرين، الأمر الذى يعيدنا إلى زمن نظام مبارك، حين ظللنا ثلاثين عاما نتراوح بين حالتين، أن نطرح اسئلة بلا أجوبة أو نطرح اسئلة ونتلقى عليها أجوبة مغلوطة. الأمر الذى ذكرنا بحكاية الرجل الذى دهش من سخرية الناس من سماع اسمه أحمد زفت، فقرر أن يغيره إلى حسن زفت!
"الإفتاء": دم الشهيد عماد عفت لن يضيع هدرًا
أبدت دار الإفتاء المصرية استياءها الشديد من تناقل البعض لتصريحات نسبت إليها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة كذب تلك التصريحات وافترائها. وقالت في بيان صادر عنها مساء اليوم السبت، إن الأمانة تقتضي تحري الصدق في مثل تلك التصريحات، وأن من يتناقلها دون أن يعلم مصدرها هو مروج للشائعات.
وشددت الدار على أن المرجعية الأولى لأي تصريحات تنسب إلى فضيلة المفتي، أو أي من رموز الدار هو الموقع الرسمي لها على شبكة المعلومات الدولية، والبيانات الرسمية التي تصدر عنها.
وفي البيان ذاته وتعليقًا على الأحداث استنكرت الدار الصور التي تم تناقلها عبر وسائل الإعلام والتي يظهر فيها الاعتداء الوحشي على بعض المتظاهرين، مذكرة بفتاويها السابقة بجواز التظاهر السلمي وشددت الدار مجددا علي أن دم الشهيد عماد عفت الطاهر لن يضيع هدرا.
وناشدت الدار الأطراف جميعها بضبط النفس ومحاولة وأد الفتنة التي تطل برأسها، داعية الله عز وجل أن يحفظ مصر من كل سوء.
17/12/2011
مع السلامة يا شهيد : جثمان الشيخ الشهيد عماد عفت بعد استشهاده
مع السلامه يا ابتسامة الزهر
مع السلامه يا نسيم الحياه
مع السلامه يا ابن عاشت مصر
انت الشهيد الى اتقتلنا معاه
مع السلامه يا ابتسامة الزهر
مع السلامه يا نسيم الحياه
مع السلامه يا ابن عاشت مصر
انت الشهيد الى اتقتلنا معاه
أنت بتبعد ليل بعيد
واحنا بيكسرنا العنيد
رسمنا وشك شمس عيد
ضحكة وليد
شهدة نشيد وطن جديد وطن سعيد
والاسم مصر
منتدى يلا جامعه
يا صرخه تصعد للعلا وتبوح
بالقسوه على ارض الحياه والبشر
هانت عليك الروح وقولت تروح
تدق بايديك قلب باب القدر
بعت الحياه بالموت
ولا انت بالموت اشتريت الحياه
ووقفت للجبروت
ووقفنا بعدك مرفوعين الجباه
اتمد يا دراع الشهيد اتمد
وشهد الناس والشهود
ماهو انت كنت همنا
واحنا همكت يا شهيد
دمك بقى من دمنا
ورسمنا وشكـ شمس عيد
ضحكة وليد
شهقة نشيد وطن جديد وطن سعيد والاسم مصر
جنازة ''شهيد الإفتاء'' تلتقي بمسيرة ''شهيد الطلبة'' بميدان التحرير
تنطلق جنازة الشيخ عماد عفت، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، عقب تأدية صلاة الغائب في مسجد الأزهر الشريف بعد صلاة الظهر يوم السبت.
ولقى الشيخ الأزهري، الذي شارك في ثورة 25 يناير، ودعا إلى عدم انتخاب بقايا النظام السابق في انتخابات مجلس الشعب الجارية، مصرعه - مساء الجمعة - إثر إصابته بطلق ناري خلال الاشتباكات الدائرة في محيط مقر مجلس الوزراء وشارع القصر العيني.
وفي إطار موازٍ، من المقرر أن تنطلق مسيرة حاشدة من جامعة عين شمس، ظهر اليوم، تأبينًا لـ"شهيد الطلبة"،علاء عبد الهادي، الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس، والذي لقى مصرعه - الجمعة - إثر إصابته أيضًا بطلق ناري أمام مجلس الوزاء.
ودعا نشطاء ومتظاهرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن تلتقي جنازة الشيخ عماد عفت "شهيد الإفتاء"،ومسيرة تأبين علاء عبد الهادي "شهيد الطلبة"، في ميدان التحرير، والذين انتقلا إلى مثواهما الأخير من نفس المكان وفي ساعات متقاربة وبطريقة واحدة.
ويُشار إلى أن الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية، قد صرح عقب تفقده لجثمان الشيخ عماد عفت، قائلاً: "إذا لم تتحول جنازة الشيخ عماد عفت غدا في جامع ا?زهر إلي (مليونية).. فليس في هذا البلد من يستحق الحياة".
لحظات استشهاد علاء عبد الهادي وعماد عفت في مواجهات مجلس الوزراء
سجلت عدسات أحد المعتصمين وقائع استشهاد علاء عبد الهادي طالب طب عين شمس والشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء إثر إصابتهما بطلقات نارية أثناء مواجهات مجلس الوزراء .. جاد الشهيدان بأنفاسهما الأخيرة على طاولات الإسعاف وباءت جهود انقاذهما بالفشل .
وكانت المواجهات الدامية قد أدت إلى استشهاد 4 وإصابة المئات بينهم 130 في حالة حرجة ، في وقت كان فيه معظم المصريين منشغلا بالانتخابات البرلمانية ونتائجها.