آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وائل عبد الفتاح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وائل عبد الفتاح. إظهار كافة الرسائل

08‏/06‏/2012

يونيو 08, 2012

وائل عبد الفتاح : لا تضحكوا على شفيق

 

شفيق ليس كوميديا.

إنه حامل رسائل من جمهورية الاستبداد ودولتها العميقة.

الصورة التى يرسمها للثورة: شعب طيب غضب قليلا… لكن جماعة الأشرار حولت هذا الغضب إلى مسرحية قامت بها بكل الأدوار: قتلت الثوار وفتحت السجون واستعانت بعناصر خارجية… كل هذا وشاركت فى استمرار الغضب حتى سقوط الديكتاتور.

هذه هى الصورة: جماعة الإخوان هى صانعة الشرور أما الشعب الطيب فسنوزع عليه منحا مدهشة ليست العلاوات فقط كما كان الحال أيام مبارك، لكن تقنين وضع المخالفين الذى يبنون على الأرض الزراعية.

صور يبدو معها شفيق مثيرا للسخرية لكنه يخاطب بها كتل تصويت بعيدة عن القاهرة والمدن الكبرى، يستدعيها لتحل مشكلاتها الصغيرة، ويخرب وعيها لتوافق على شيطنة الإخوان بهذه الطريقة المستوحاة من سيناريوهات ١٩٥٤.

وهى طريقة تختلف تماما عن المسافة السياسية بين الثورة والإخوان التى تتسع منذ ١٩ مارس أى الاستفتاء الذى نجح العسكر فى تحويله إلى يوم أسود على الثورة.

شفيق يلعب على صورة الإخوان المثيرة للرعب ويضخمها ليبدو أنه الفارس القادم على حصان أبيض من زمن الجمهورية الاستبدادية.

ويروج شفيق إلى خرافة أنه «الدولة المدنية»، وهى الخرافة التى عاشت بها جمهوريات عبد الناصر والسادات ومبارك، وكلها مع الاختلاف بين نبل عبد الناصر وحنكة السادات وانحطاط مبارك، لكنهم جميعا أبناء جمهورية الاستبداد المحكومة بقانون عسكرى خفى، وشرعية الغالب مسيطر، وثقافة الثكنات التى تبحث عن «الاصطفاف» الوطنى خلف الزعيم أو القائد، لهذا كان كل رئيس قائد حتى لو مبارك الذى لم يكن له ذكر إلا فى عالم البيروقراطية العسكرية.

شفيق خرج من أطلال هذه الجمهورية وعلى وجهه علامات ضرب الأحذية، ليبشر الناس أنه سوبرمان المدنى الذى سينقذ المدينة من شياطين الطائفية.

باسم الرعب من الإخوان يبيع شفيق كوميديته بعد أن يداعب أحلام المواطن الذى عاش سنوات طويلة بالتحايل على الدولة، فيأتى من يقترب من رئاسة هذه الدولة، ويقول له سأغمض عين الدولة وسأجعل تحايلك قانونيا.

غواية مثيرة للدهشة السياسية، تشير إلى أن هذا ما تبقى من جمهورية الاستبداد بعد أن صنعت شعبيتها بقوانين الإصلاح الزراعى مع عبد الناصر، ها هى تنادى على آكلى الأرض الزراعية لتمنحهم رخصة مخالف مقابل صوت فى الصندوق.

هذه أخلاق عصابة تسرب للجمهور المحروم من كل اهتمام والمقيم على هامش النشاط السياسى والاقتصادى، سنتذكركم معنا بقطعة من الكعكة.

شفيق يوقظ المصالح النائمة التى تعوق التغيير الحقيقى، ويحول عناصر مقاومة الثورة إلى ترسانة قوية، بعد أن عاشت أيام الشتات فى ظل مجلس عسكرى أراد الحفاظ على استقرار المصالح بأقل قدر من التغيير الاضطرارى. حاكم مبارك دون أن يحاكم بارونات الدولة الأمنية، حل جهاز أمن الدولة لكنه أعاد تشكيله.. إلى القبض على لصوص الثروات لكن محاكماتهم شكلية وعلى السطح وتطارد المسروقات التافهة، بينما البنية الأساسية لدولة الفساد ما زالت مستمرة.

المجلس العسكرى حافظ على استقرار المصالح ومنحها قوة بإجراءات دعائية لم تلمس أعمدة الاستبداد، وها هو شفيق يبشر الخفافيش أن وقت الظلام سيعود من جديد وستعلن دولتهم من جديد.

شفيق ليس كوميديانا… لا تضحكوا عليه.

17‏/05‏/2012

مايو 17, 2012

إلى متى سيظل شفيق مثيرا للسخرية؟

وائل عبد الفتاح يكتب :
وائل عبد الفتاح يكتب : إلى متى سيظل شفيق مثيرا للسخرية؟


أيقظ شفيق التماسيح النائمة.
كل من شعر بالعجز أمام الثورة يضع كل أحلامه فى سلة شفيق الآن.


هو المرشح المثالى لكل شبكات المصالح القديمة، بعدما اكتشفت أن عمرو موسى لن يعيد إحياء المصالح القديمة بهذه الفاعلية، فهو بعيد عن مراكز هذه الشبكات بسبب عمله بالجامعة العربية، كما أنه قادم من عالم الدبلوماسية البعيد إلى حد كبير عن هذه الشبكات.
شفيق ابن النظام وأحد مفاصله، كما أنه لا يقدم نفسه باعتباره كاريزما أو شخصية لها استقلالها، كما يركز عمرو موسى فى حملته.
شفيق هو موديل مناسب لكل من يتصور أن وصول رئيس إلى القصر هو إعلان نهاية الثورة، وهذا ما أشعل الحماس فى القلوب اليائسة وأنزلها الملعب من جديد، بداية من رجال أعمال الخارج (لندن تحديدا) إلى رجال أعمال هاربين من محاولة المجلس العسكرى تهدئة الثوار بالقبض على من تطالهم اليد القريبة من أصحاب الملايين.


الشبكات التى يُحْييها شفيق، تضم صحفيين (تصوروا هم أنفسهم أنهم خرجوا من الخدمة لكن شفيق استدعاهم وضخ فى شرايينهم الحياة) وسماسرة محترفين فى الانتخابات، استخدمهم الحزب الوطنى طويلا فى السيطرة من أسفل على الكتل الانتخابية. والسماسرة أنواع متعددة يستعمل منهم شفيق الآن نوعين، الأول هم «مورّدون متخصصون فى فرق الحماية السرية» وهذا ما جعل قوات أمن فى إحدى القنوات الفضائية تكتشف من بين جمهور شفيق عندما كان ضيفا على القناة عددا كبيرا من حملة السلاح القادمين من محافظات مصر المختلفة. النوع الثانى وهو الأخطر يمثل شبكة قوية من موظفى المحليات الذين يقومون بتكوين قاعدة انتخابية فى الشارع للمرشح عبر نفوذ الموظف على أصحاب المحلات والباعة الجائلين، بينما يعتبر تثبيتا للمصلحة عبر الاتفاق مع مندوب الحكومة أو صورتها فى الشارع وهو موظف المحليات.


وهذه شبكات لا تتحرك عفويا أو دون مقابل، إنهم موظفون فى شبكة مصالح تُدار لصالح مافيا تدافع عن وجودها عبر مرشح ينتمى إليها.
وهذا ما يفسر إشارة الأمان التى منحها شفيق لجهاز أمن الدولة، متجاوزا أنه سقط شكليا وما زال ملعونا من الثورة.
شفيق هدد عصام سلطان بمعلوماته المستوحاة من ضباط أمن الدولة، وهو ما يعتبر كشفا عن الطرف الخفى فى الشبكات العائدة من الموت المؤقت.
كما كشف عن أن الفريق المثير للضحك والسخرية ليس كذلك عندما يكون فى يده سلطة، فهو لم يحتمل الخلاف، واستعان بأقذر ما فى دولة التسلط: أجهزتها السرية.
شفيق هو رمز الانتقام من الثورة، وهذا ما يبدو فى تصريحاته القوية عن استخدام القمع فى مواجهة الخصوم وإيقاظ دور الأجهزة القذرة فى الحياة السياسية.
هذا ما يعلى من قدر شفيق الآن مقارنة بعمرو موسى، ويضعه فى مصاف قائد عملية تصفية الثورة كما تتصور الشبكات الداعمة لوصوله إلى قصر الرئاسة.
هذه الشبكات تنفق الملايين وتحيى التربيطات القديمة أملا فى النصر على الثورة والعودة إلى ما قبل ٢٥ يناير حين كانت السياسة مجرد مصارعة ثيران. شفيق هو مرشح الخوف، وكلما ظهرت أنيابه تحت ابتسامته الساذجة زادت شعبيته عند هذه الشبكات، هذه مقومات الرئيس لمن كان مبارك رئيسهم ومؤسس دولتهم، هم رعايا الديكتاتور ضعيف الشخصية التى تمنحه السلطة إكسير القوة وتجعله يوزع منحه وعطاياه على الشطار والحبايب. شفيق يحتفظ برتبته العسكرية رغم أنه فى العمل المدنى منذ سنوات طويلة، هى كارت الإرهاب وبالضبط مثل لسانه الذى تعثر فى الانتقال من الريفية الصِّرفة إلى الأرستقراطية العسكرية، فكانت النتيجة هذه الطريقة غير المفهومة من الكلام.
شفيق يلتقى تحت وجهه المهذب كل شبكات البكتيريا السياسية التى امتصت الدولة، يلتقون عنده مثل مصاصى الدماء الذين يتجسدون فى وجه رجل طيب.
الوجه الطيب يصطاد جمهورا ستعيش البكتيريا العائدة إلى الحياة على امتصاص دمها.
هذا هو شفيق المتحول من الطِّيبة إلى الشر فى لحظة واحدة.
هذا هو شفيق الذى يثير ضحكك الآن، لكنه سيترك مصاصى الدماء يلعقون دمك بعد قليل.
هذا هو شفيق.. فتأملوا كيف تصنع الأنظمة الميتة بطلها الجديد.

09‏/05‏/2012

مايو 09, 2012

وائل عبد الفتاح: يحدِّثونك عن عمرو موسى السوبر مان

أضحك عندما أستمع إلى عمرو موسى وهو يتحدث كأنه المنقذ الذى سيعيد مصر كما كانت.
لم يحدد طبعا كما كانت فى أى زمن: عبد الناصر أم السادات أم السنوات العشر الأولى التى قالوا إنها كانت الأفضل فى عصر مبارك.
لكنه ينطلق بداية من أن مصر فى أزمة، وأنها مقبلة على كارثة لن ينقذها منها إلا رجل دولة.. وهو هنا يشير إلى نفسه.. إلى نقطة قوته الوحيدة تقريبا أنه كان أحد الموظفين فى دولة مبارك.
ومبارك دولته انتهت النهاية المأساوية لأنها لم تكن دولة، وقادها طول عمر الرئيس إلى مصيرها المتوقع: مافيا كاملة الأوصاف.
هل هذه هى الدولة التى يروِّج بها عمرو موسى لنفسه؟
هو ابن هذه الدولة، وعقله تربى فى ممراتها، وخياله لا يتجاوز حدود موظف مميز بحكم موقعه فى الخارجية.
هذه هى الدولة وهذا هو رجلها الذى يعتمد على أننا فى أزمة وهو المنقذ.
وهى نظرة قصيرة ومحدودة، لأن الثورة ليست أزمة، والإنقاذ ليس فى رجل ولكن فى بناء دولة غير التى كان عمرو موسى أحد رجالها.
عمرو يلعب على وتر قلق الناس من مغامرة الثورة، ويتصور أنه يمكن إعادة إنتاج الديكتاتور فى صورة أحد موظفيه.
هو كما قلت من قبل مينى ديكتاتور لا يملك إلا إعادة تركيب ماكينة مبارك بعد التخلص من الوجوه القديمة.
هذه الماكينة ستنتج فى النهاية ديكتاتورا بلا دولة.. أو ديكتاتورا يمتص مشروع الدولة التى ظلت تحت الإنشاء بسبب الاستبداد الذى رعى الفساد.
عمرو موسى ابن فكرة الحكم التى تقول إن هناك مجموعة محددة اسمهم رجال الدولة هم الذين يعرفون مصالحها وأسرار تشغيل ماكينتها.
هو سليل دولة الكهنة.
وهذا ما يضحكنى عندما يقول إنه مع الثورة أو فى قلبها، لمجرد أن مبارك غضب عليه أو لم يستطع استكمال الطريق إلى أذنه ليكون مسيطرا بما يكفى.
فشْل عمرو موسى فى الاقتراب أكثر من مبارك لا يعنى إلا أنه من مطاريد الحاشية.. ليس إلا.. ولا يملك إلا الخبرة فى الدهاليز.. خبرة مملوك لم يصل إلى الحكم.
وكلما تصورت عمرو موسى هابطا بأجنحة سوبرمان.. المنقذ للبلد من الكوارث.. ضحكت لأن الثورة قامت ضد فكرة السوبر مان.. أو الديكتاتور الهابط من غرف الكهنة ليكون منقذ البلاد.
وفى وقت مبكر كان السؤال: هل انتهت الثورة؟ هل تحولت الثورة إلى انقلاب عسكرى؟
كنا فى قلب الميدان، والجدل دائر حول «شكل الميدان» وصورته أمام المجتمع.
الميدان انقسم فى ساعات الفجر الأولى إلى حلقات نقاشية.. حول المستقبل وموقع كل مؤسسة فى تركيبة الحكم الجديدة.. ماذا تعنى الديمقراطية؟ وهل الثورة مجرد غزوة تحرر الصندوق وتخطف الحكومة؟
الإخوان والجيش والسلفيون وائتلاف الثورة والشباب والبلطجية والباعة الجائلون والمقيمون على الكنبة.. وكل هذه عناصر تتناثر بين كلمات حول ما سيحدث فى الغد؟
الثورة هنا بالضبط.. كل شخص يتصور أنه شريك فى صناعة الغد.
شراكة لم تتحقق بسهولة، وربما لم تتحقق حتى الآن، لأننا أسرى تربية عاطفية ترى الحاكم أبًا، والخروج عليه معصية، والثورة عليه نكرانا للجميل. الثورة فى عمقها كانت على هذه التربية العاطفية التى حولت الشعب إلى قطعان عبيد ينتظرون كل شىء من أعلى.. لهذا يلعب الفلول والثورة المضادة على فكرة الأب الغائب (أو رجل الدولة.. الغائب أيضا).
رغم أن مبارك لا يصلح لدور الأب حتى فى المسلسلات الفاشلة التى تملأ ساعات رمضان بكل أنواع الغثاء الإنسانى.
هكذا كتب المصريون على جدران البيوت ليلة وداع عبد الناصر: «إلى جنّة الخلد».. ظلت العبارة على جدران البيوت سنوات طويلة، مرفقة برسم للرئيس وهو يطير بأجنحة الملائكة إلى السماء. آخر بقايا الجنازة التاريخية لافتقاد زعيم مارس أبوّته فى عقد الستينيات، وظلت الجماهير متمسكة بهذه الأبوة رغم الهزيمة فى ١٩٦٧.. أنور السادات كان زعيما بمعنى مختلف. لم تُكتب له عبارات الخلود على الجدران. كاريزمته لها طبيعة نجوم السينما، وصناع الصدمات الكهربائية، كاريزما عشاق المتع لا الأبطال المستعدين لتقديم تضحيات، وعشّاقه سجلوا على قبره المجاور للجندى المجهول: عاش ومات من أجل السلام.
وهنا فإن شرعية الجمهورية الجديدة فى مصر، هى شرعية يناير التى تحاول إنهاء سنوات طويلة من حكم الآباء القادمين من الثكنات.. وكواليس الدولة الفاشلة.
وهذا هو الفرق بين يوليو ويناير

14‏/02‏/2012

فبراير 14, 2012

وائل عبد الفتاح : عامر والعامرية

59
هل أكتب عن العامرية أم عن جلال عامر؟
الحياة إذن بين الحزن والمسخرة.
بين غياب كاتب صياد للكتابة الرشيقة المتقشفة المشحونة بحكمتها.. والعودة إلى حكم القبيلة فى زمن الثورة.
هذه هى الثورة التى جعلت جلال عامر فى قلبها وفى وعى ثوار عرفوا الفرق بين سخرية تقتنص من السلطة قداستها وصولجانها.. وسخرية تحتقر الشعب وتضحك عليه لتبنى تمثالا من النفاق للسلطة وركابها، بين ساخر كبير يبنى من كتابته فلسفة، ومصطفى حسين الذى يضع نفسه أداة للجالس على الكرسى.. يستخدمها ضد من يشاء.
جلال عامر أضحك الشعب على سلطته وكشف عوراتهم، ومصطفى حسين يضحك على الشعب برسوم تشبه ملصقات الدعاية النازية مشغولة بثقل دم يفضح صاحبها.
الساخر إلى جوار شعبه، هكذا كان جلال عامر كاشفا لمدرسة قدمت أوراق توظيفها فى حاشية السلطان لتدين الحروب على خصومه من القذافى إلى الشعب.. من أحزاب خارج التدجين إلى ثوار لا يقبلون بإغلاق كتاب التمرد إلا باكتمال أحلامهم.
الساخر لم يحتمل قلبه وطار.. بينما بقت المسخرة وأجبرت ٨ عائلات مسيحية على مغادرة قريتها… أو بالتعبير الدقيق هجرت العائلات تنفيذا لاتفاق عرفى برعاية رسمية.
مشكلة روميو وجوليت: المسيحى والمسلمة، تفجرت من جديد فى قرية تابعة للعامرية بمحافظة الإسكندرية… وبالطبع وجدت من ينفخ فى الرماد لتصبح فتنة.. بين المسلمين والمسيحيين.
كيف يمكن أن تشتعل فتنة فى قرية خارج الزمن بسبب صورة على مواقع أحدث شبكات التواصل الزمنى؟
إنه عبور زمنى تم عبر وسطاء.. بينهم أو على رأسهم ضابط محترف فى جرائم التعذيب.. وبمساعدة شرائح فى السلفيين تريد العودة إلى حكم الأعراف بقوة تشبه ما كان يحدث فى زمن القبائل.
بأعراف دائما تأتى على الجانب الأقل قوة؟
لم نسمع مثلا عن أسر مسلمة تم تهجيرها لنفس السبب الذى وجدت ٨ عائلات مسيحية نفسها بسببه ضحية قرار بالعقاب الجماعى على خطأ ارتكبه شخص ولم يحقق فيه ولم يسمح له بالدفاع عن نفسه.. وبالطبع عن العائلات الملعونة بتواطؤ الدولة مع جماعات مهاجرة إلى زمن آخر.
العقاب فى الدولة الحديثة فردى.. لكن السلفيين التقوا مع الجانب المظلم فى نظام مبارك والذى كان الضابط ينفذ فيه العقوبة بيده.. يعذب ويقتل ويسحل…خارج القانون… وبقراره الشخصى.. ويمنح لنفسه رخصة تنفيذ قانونه الخاص.
هذه هى دولتهم فى العامرية، اشهد عليها يا عامر يا من فشلت فى منح الثوار هديتك.. لأن مدينة كبيرة مثل الإسكندرية ليس فيها بنك للقرنية.. تبرعت بقرنيتك لواحد من ضحايا قناصى العيون… لكنها لم تصل.
هذه هى تدوينتك التى لم تكتبها؟
دولة شبه الدولة.
دولة لا تتذكر حداثتها إلا عندما يتعلق الأمر بالحكام.. مبارك وورثته من مومياوات صحتهم محفوظة ومحمية بأكثر الوسائل حداثة.. لكن عندما يحتاج الثوار هدية جلال عامر فالإجابة: لا يوجد.
هى الإجابة نفسها إذا بحثت عن حماية للأسر المسيحية فى قرية العامرية… لماذا تستطيعون إذن حماية مبارك والمشير من بعده، ليس من فورة غضب عابرة ولكن من غضب ملايين تريد العبور إلى زمن بلا مومياوات؟
لماذا لم تتذكروا هيبة الدولة عندما أشرف المحافظ بنفسه على قرار ظالم يفتقر إلى العدالة؟
إنها إرادة بالحفاظ على التخلف لأنه السد العالى لدولة الاستبداد.
آلهة الدولة وكهنتها يفكرون بعاليات قديمة وتحميهم شخصيا كل سبل الحداثة ووسائلها بينما يتركون الشعب فريسة التخلف.. هذه هى دولتهم التى يلتقون فيها مع تيارات حلمها النقى بإعادة الدولة البدائية وتيارات أخرى تكرس مبادئ الرأسمالية المتوحشة حين تلغى حق العامل فى الإضراب وتعتبر ممارسة هذا الحق خيانة تستحق العقاب.
إنهم يلتقون إذن ليصنعوا دولتهم ويحموها بأسوار ومتاريس وقوانين تمنح رخص إطلاق النار.. وتتيح لمن لا يحب جاره المسيحى أن يدس عليه صورة ويثير بها فتنة روميو وجوليت ويجمع مجلسا عرفيا سيقرر له فى النهاية التهجير.
تهيم العائلات المسيحية المغضوب عليها دون مجتمع يحميها.. وستفسد هدية جلال عامر للثوار… بينما يضغط خيرى حسن على حروف بيان المجلس العسكرى وهو يقول لقد وعدناكم وسنوفى بعهودنا.
شكرا… لم نعد فى حاجة إلى وعودك ولا إلى دولتكم.

14‏/01‏/2012

يناير 14, 2012

وائل عبد الفتاح : طبَّاخ السمّ

427
يحيّرنى دائما طهاة السلطة: هل يذوقون طبختهم؟
هل يصدقون ما يقولونه؟ أم أنها طبخات للاستخدام وملء فراغ الأدمغة الحائرة؟
هل يصدق طهاة المجلس العسكرى مثلا أن مجرد ظهور فقرة الساحر وهبوط الكوبونات ببضاعة المصانع الحربية سيعود بالشعب إلى الغناء «الجيش والشعب إيد واحدة»؟
أو أن مجرد الحديث عن إنهاء الاحتقان بين الشباب والمجلس سيزيل آثار جرائم لا تسقط بالتقادم ولا بابتسامات اللواء إسماعيل عتمان وهو يعلن برنامج الاحتفال بالثورة؟
هل يتوقع الطهاة أن الاعتماد على صحافة «تحت الطلب» الجاهزة للأدوار والخدمات سينشر الرعب بالحديث المتكرر عن مؤامرة التخريب وسيناريو حرق القاهرة الثانى؟
ألم يتوقع الطهاة أن يسأل أحد متى سيكون الحريق إذا كانت الهليكوبتر ستطوف بالبلد كلها؟ وإذا كان هناك مخطط فهل هناك مخطِّطون؟ وهل هو نفس المخطط الذى يخرج من ثلاجات السلطة كلما شعرت بالأزمة؟ أم أنه مخطط جديد؟ وهل التحقيق مع شخصيات عامة أو القبض على نشطاء تمهيد ليكونوا هم المتهمين فى حريق القاهرة الثانى؟ متى سيكون الحريق؟ قبل أم بعد فقرة الكومبونات؟
أم أن الحريق سيكون بعد هبوط ميليشيات تحدث عنها أكثر من شخص ينتمون غالبا إلى فئة الدعاة التليفزيونيين؟
يا طهاة المجلس ما كل هذا العكّ؟ معدتنا مرهقة؟ وأنتم بلا خبرات ولا موهبة! ذوقكم قديم وطبختكم ثقيلة على المعدة والمخ؟ وأنتم أنفسكم تعرفون أنها فاسدة.
الطهاة لايذوقون السمّ، لأنهم لو فعلوا لكانوا أنقذوا مبارك.
طهاة مبارك سبقوه إلى النهايات الفاجعة.
أتذكر الآن الدكتور مفيد شهاب مثلا.. أين هو؟ إنه فى الكهف ينتظر.. أو ربما يرسل نصائح إلى طهاة المجلس، وكلهم من أصحاب مهارات تشبه بائع ساندوتش الديناميت فى المطاعم الشعبية.. كل صنعته فى إثارة صاحب المحل.. فى بيع شطارته المعدومة.. يضع كل شىء فى الساندوتش.. فول طعمية باذنجان بطاطس… لا تتعرف على أى طعم… ولا تلتقط حواس التذوق سوى هذه اللخبطة المثيرة.
الفارق الوحيد أن ساندوتش الديناميت يكون لذيذا عندما يبحث الجائع عن مزاج حريف، بينما ديناميت طهاة المجلس سينفجر فى وجه الجميع.
كيف يفكرون؟
هل يخيفون القطاعات المذعورة أكثر مما هى خائفة؟ أم يحرضون قواعد التنظيمات الإسلامية وربما قادتهم على المشاركة فى إنهاء فكرة استمرار الثورة؟
هل هم جادون فعلا فى طبختهم؟ أم أنهم يكسبون الوقت؟
لو كانوا جادين فهذه طبخة مسمومة، لن تؤدى إلا إلى مزيد من الاحتقان والاشتعال… وإذا كانوا يكسبون الوقت، فالوقت ليس فى صالحهم لأن الثورة لم يعد من الممكن أن تعود إلى البيوت وتتحول إلى ذكريات على طريقة جمهورية زفتى.
الثورة لن تكون احتفالا ما دام القتلة بعيدا عن المحاسبة.. هم ومن ارتكب جرائم ضد الثوار منذ ٩ مارس حتى اليوم.
الثورة ستحتفل ببرلمان لم يكن من الممكن أن ينعقد لولاها.. كما لن تترك البرلمان يتحول إلى ألعوبة فى يد الجالس على مقعد السلطة.. أو يتحول إلى مسرح عرائس دون صلاحيات.
الثورة لن تتنازل عن دولة القانون.. وستحارب تحويل القانون إلى أداة استبداد.
الثورة لن تسمح بالاعتداء على حرية وكرامة الفرد العادى باسم أى سلطات مقدسة أو مرجعيات عليا.
.. هذه هى الثورة… فما طبختكم؟

03‏/01‏/2012

يناير 03, 2012

وائل عبد الفتاح : من يعلمنا الوطنية؟

380
اخترت سميرة إبراهيم عندما كتبت عن شخصية العام فى جريدة «الأخبار» اللبنانية.
وهزتنى شعبية أحمد حرارة عندما غنى له على الحجار ليلة رأس السنة فى ميدان التحرير.
ورأيت أن اهتمام الناس بمولود علاء عبد الفتاح إشارة إلى تحول لم تعد فيه السلطة هى صانعة الحكايات.
كل منهم له حكاية عن قوة الفرد فى مواجهة دولة استبداد تعيش على تحول المجتمع إلى قطعان تسوقها فى الصباح إلى مكاتب ومصانع وتعيدها إلى البيوت فى المساء بعد أن تكون قد اكتملت رحلة الترويض.
سميرة وحرارة وعلاء.. حكايات تفتح أفقا جديدا، لأنها تشير فى كل منها إلى طريق جديد.
سميرة خرجت من قفص الأخلاق البليدة لتواجه «سلطة» صنعت بالخوف قداستها، وحرارة أكد بفقدانه نور العين قيمة الكرامة والحرية وأن الاستسلام للقهر والخلاص الفردى هو عمى أكبر.. علاء امتنع عن الامتثال لخطيئة تمنحها السلطة العسكرية قوة القانون، الاستسلام لخطايا تستخدم القانون للقهر، تكسرت مع الإرادة القوية لفرد واحد.
هؤلاء جميعا حكايات جديدة كشفتها الثورة التى جعلت مصر تكتشف نفسها بعد ٦٠ سنة من ثقافة القطيع القائمة على وطنية الامتثال للأوامر.
‎المجلس العسكرى يحارب بكل ما أوتى من أدوات وأجهزة قمع للدفاع عن الجمهورية القديمة، جمهورية الاستبداد وحكم الأجهزة الأمنية. الجمهورية الشمولية حيث الحاكم أو السلطة الحاكمة هى كل شىء.
يتهم المجلس المختلفين معه بالخيانة، ويحارب كل الكيانات التى لم تدخل حظائر التدجين، ويشن حربا نفسية لإعادة ثقافة القطيع… كل هذا باسم «وطنية» ترى فى كل المعارضين عملاء وواجهات لقوى خارجية.
وهذا ما كان يفعله مبارك بالضبط، كان يتحدث عن «المصالح العليا للوطن» التى لم تكن سوى قيم غامضة يمكنه باسمها أن يروض شعبا كاملا إما بالتخويف وإما بالتخوين.
«الوطنية» هى الطاعة فى رأى من يمسك السلطة، ويروض الشعب إلى الطريق الذى يريد.
كانت «الوطنية» أو قمتها العالية هى الحرب مع إسرائيل، وعندما هزمت القوات المسلحة أصبحت الوطنية هى الاستنزاف فالحرب الكبرى، ثم فض الاشتباك، وهنا اختلفت الآراء إلى «تفاوض» و«لا تفاوض»… لكن السلطة أصرت على أن اختيارها هو الوطنية… وهى نفسها التى اعتبرت الوطنية هى السلام مع إسرائيل، والمختلف معها جاسوس وعميل لقوى خارجية، ويحاكم ويوضع فى السجون.
وهكذا فالمصالح العليا هى ما تراه السلطة وتريده.
والخارج عنها جاسوس… وحاقد ومأجور.
هذه تقاليد ما سميته من قبل «الوطنية» الكاكى، وطنية الطاعة والطوابير وقطعان تحارب بأوامر وتسالم بأوامر.
‎المشكلة عندما انتقلت هذه الوطنية الكاكى إلى المجال المدنى، وطلبت السلطة من الشعب التحول إلى «جنود» فى معركة لا أحد يعرف متى ينتهى.
هل يعقل أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تقنع فيه السلطة شعبها بأنه معرض للمؤامرات ولا فرق بين عبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكرى؟
هل من الطبيعى أن كل معارضة لا تسمع الكلام تصبح مأجورة وتعمل ضد «المصالح العليا»؟
.. الحقيقة أن هذه كلها مفاهيم مستوحاة من تصور هتلر عن الدولة.
تصور يضع الشعب فى حالة طوارئ، ويبعده عن المشاركة أو المطالبات لأننا فى «حرب» وهى شىء لا يفهمه سوى قلة قليلة، أو خبراء هم الذين يعرفون وحدهم «المصالح العليا» للوطن.
وهذه تصورات واهمة.. لأن المصالح العليا للوطن هى الفرد الذى يجب أن يشعر بالأمان والكرامة والحرية والعدالة قبل الخبز دائما.
‎الفرد هو الأمن القومى فى الدول الديمقراطية… حين لا يتعلم الشعب الديمقراطية ولا الوطنية من الجيوش.
لم يعد الكاكى مسطرة الوطنية.
المجتمع يصنع حكاياته ومفاهيمه.. وهنا تشتعل حرب الأجهزة القديمة كلها ضد المجتمع لإعادة المجتمع إلى الحظيرة والمسطرة إلى السلطة

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى