أما في باب - في المقامات الكندوز لابن عزوز ومحل جزارة الأديب محمود رضوان عزوزـ فقد واصل بقية الحوار بين مبارك والعادلي، وعدد من الوزراء، وجاء فيه:
'وأكمل رئيس العسس الكلام، وهو ينظر نظرة لئام، وقال: إذا استعملنا مع الشعب الحنان، سوف يصاب بالجنان، ويتقاتل المسلمون والأقباط، وترى المواطنون يضربون الضباط، فقلت: إذن، إذا الشعب هاج، نضربه بالكرباج، ليكن ويلبد، ويظل مستعبد، فقال وزير الخزانة، الذي كان يتابعنا بأذانه: ونجعله يعيش على الكفاف، إذا وجد الفرش لا يجد اللحاف، ونجعله ينشغل بالمصائب، ونفرض عليه الكثير من الضرائب، حتى يمكننا فرض ضريبة، على 'الضريبة والشريبة'، وكل من يحل به هم، وكل من يمارس الشم، فقلت له: يالك من وزير لئيم، تجعلنا نعيش في نعيم، وفي الآخرة نذهب معاً إلى الجحيم، فضحك اللئيم وابتسم، والهدوء على وجهه ارتسم، وقال: وإذا أردنا الشعب يمارس الهتاف، ويحملنا فوق الأكتاف، ويصفق لنا بحرارة، نلقي له بخيارة، وسوف يشعر اننا أحسن من ماما، إذا ألقينا له شمامة، وهنا دخل هامان في الحديث، وهو يعمل للوزراء رئيس وهو فارع الطول، وله شنب مفتول، وقال: وسوف يقول الشعب عليك أقاويل، تشعرك بأنك فيل، يتهادى كالطاووس..أمام قطيع من الجاموس، فقلت: هذا كلام معقول: لا يصدر من حشاش أو مسطول يصدر من رئيس وزراء، ينام شعبه في العراء'.
رائع ابو عزوز
ردحذف