آخر المواضيع

آخر الأخبار

28‏/07‏/2011

وائل قنديل : العبث بشخصية الميدان «خط أحمر»

129

تصاعد الكلام عن ملامح «لبننة» يمكن أن تصيب المشهد المصرى، يبدو لى وكأنه «فزاعة» جديدة، حتى وإن كانت فزاعة حميدة وإيجابية، تقصد محاصرة مستصغر الشرر قبل أن يستحيل نارا.
والمؤكد أن خصائص وسمات المجتمعين المصرى والتونسى أيضا، تختلف كثيرا عن مثيلاتها فى أى مجتمع عربى آخر، ذلك أن التركيبة المجتمعية والفكرية فى مصر تحديدا لا تسمح بأن تدخلها أتون صراع أهلى واحتراب داخلى، مهما بدت قريبة ــ شكلا ــ من الوقوع فى هذه الحالة.
ولا يذكر التاريخ أن المصريين دخلوا معركة ضد بعضهم البعض، اللهم إلا إذا كانت معارك على ورق الجرائد، أو فوق أثير التوك شو، وحتى فيما يتعلق بكابوس الطائفية، فإن الأحداث التى جرت طوال أكثر من ثلاثين عاما مضت، وعلى اتساع بعضها، إلا أنها لم تكن أبدا بذلك العمق الذى يخشى معه على سبيكة المجتمع المصرى.
ومن ثم فإن المبالغة فى إظهار الخوف من سيناريوهات «لبننة» أو «عرقنة» لا تزيد عن كونها ــ بافتراض حسن النوايا ــ ضربا من ضروب التشدد فى التحذير من عواقب ما قد ينزلق إليه البعض، أو هى أحيانا محاولة لعقلنة وتدجين بعض الغضب الموجه ضد بعض ممارسات مديرى عموم البلاد الآن، أو هى نوع من المجاملة اللطيفة لمن ينشطون فى إنتاج وترويج مثل هذه الفزاعات مدفوعين بتصور أن ذلك مما يمكن به ضبط الأمور وإحكام الإمساك بالزمام.
وعليه فإن هذه الحالة أوجدت نوعا من «فوبيا الخطوط الحمر» ولا يكاد يطلع علينا نهار إلا ويقرر أحدهم أن «هذا أو هذه أو تلك» خط أحمر، على نحو صار معه اللون الأحمر الفاقع غالبا على اللوحة السياسية المصرية التى لم تكتمل رتوشها حتى الآن.
وبما أن الحياة فى مصر صار لونها أحمر، فإننى أهمس فى أذن القائمين على مليونية غد الجمعة بأن يضعوا فى حسبانهم خطيب جمع التحرير المتعاقبة الشيخ مظهر شاهين خطا أحمر منذ يناير وحتى هذه اللحظة، ذلك أن هذا الإمام الشاب صار من معالم وأيقونات الثورة المصرية، وبشكل خاص فى خطب جمع الثورة منذ 28 يناير وحتى هذه اللحظة.
وأتمنى على العائدين إلى الميدان ألا يأخذهم الحماس والرغبة فى وضع بصمة خاصة إلى التفكير فى المساس بجغرافيا الميدان وتاريخه، ووحدته العضوية الرائعة التى شكلت وعاء حضاريا حقيقيا استوعب ــ بعبقرية ــ التنوع الفكرى والسياسى والعقائدى لكل الموجودين فيه.
وبما أنها جمعة لم الشمل ووحدة الصف، فإن قداس الإخوة المسيحيين الذى يقيمه الواعظ الشاب هانى حنا يجب أن يكون حاضرا أيضا، كى يحتفظ الميدان بروحه وشخصيته الفريدة التى ألهمت العالم كله.
باختصار شديد وبمناسبة مهرجان الخطوط الحمراء، فإن المساس بسكان الميدان الأصليين خط أحمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى