آخر المواضيع

آخر الأخبار

07‏/08‏/2011

جلال عامر : إسماعيل صدقى.. وإسماعيل يس

299

الديكتاتور لا يجد من يصدقه، لكنه، مع الأسف، يصدق نفسه وأحياناً كانت فكاهات الديكتاتور «إسماعيل صدقى»، رئيس الوزراء الأسبق، تتفوق على فكاهات «إسماعيل يس»، ويبدو أن الازدواجية فى السلوك كانت سمة كثير من رجال هذا العصر، كما صورها أديبنا الكبير «نجيب محفوظ» فى الثلاثية.. فقد تضمن خطاب العرش الذى ألقاه «إسماعيل صدقى» عند تكليفه برئاسة الوزارة ثلاث كلمات. تعالوا نفحص معاً هل نفذها أم تجاوزها! والكلمات هى: (كرامة المواطن) - (طهارة الحكم) - (الحوار الوطنى).. فبالنسبة لكرامة المواطن اتهم رجل صعيدى بقتل مأمور مركز البدارى فأمر إسماعيل صدقى بتعذيبه وحلق شاربه ووضع «تبن» البهائم فى فمه وتسميته بأسماء النساء وتعرية قريباته من السيدات وإخراجهن من البيوت عاريات، فقامت الدنيا وهاج الإعلام وكتب «العقاد» يهاجمه حتى سقطت الوزارة، وثانياً تعالوا نفحص طهارة الحكم التى تحدث عنها، فقد هاجم البوليس عوامة عند إمبابة فوجد رجلاً وامرأة عاريين.. الرجل هو السيد المحترم المعروف بتشدده فى مسائل الأخلاق «إسماعيل صدقى»، والمرأة هى ابنة «يحيى إبراهيم»، رئيس الوزراء فيما بعد، وانتحرت المرأة وسار «إسماعيل صدقى» فى جنازتها وهدد إذا عزلوه بأن يفضح علاقة زميله وزير العدل «عبدالخالق ثروت» بسيدة مجتمع متزوجة، ومع ذلك عزلوه وأتوا بـ«إبراهيم فتحى» وزيراً وقال سعد زغلول يومها: (إنهم جاءوا ليكحلوها فأعموها، فقد عزلوا رجلاً يتهتك فى النساء وأتوا بآخر يتهتك فى الأولاد!!).. وهو ما يذكرنا بقصة حدثت مواتية لهذا الموضوع، عندما قبضوا على الممثل «أحمد سالم» فى قضية فساد، زارت زوجته «أمينة البارودى» رئيس الوزراء «أحمد ماهر» فى بيته، ليفرج عنه وقد سألها أستاذنا «محمد التابعى» ببجاحة: (وبعدين؟).. فقالت: (ولا قبلين..أخذ أحمد ماهر ما يريد وأخذ أحمد سالم ما يريد وكنت أنا الضحية).. «طهارة حكم بقى».. أما بالنسبة لـ«ثالثاً»،

وهو الحوار الوطنى وحرية التعبير، فقد قرر «مصطفى النحاس» زعيم الأمة وقتها وزعيم الوفد وزعيم المعارضة أن يخطب فى مؤتمر حاشد منعقد فى طنطا على شرفه، وركب القطار المتجه إلى طنطا مع مرافقيه من محطة القاهرة ومر توقيت تحرك القطار ولم يتحرك ثم مرت ساعة وراء ساعة، والوفد جالس فى القطار والقطار لا يتحرك، وعندما بحثوا عن السبب اكتشفوا أن السيد رئيس الوزراء «إسماعيل صدقى» كان قد أمر بفصل «القاطرة» عن «القطار»، حتى لا يتحرك ولا يذهب النحاس إلى طنطا، وعندما سألوا «إسماعيل صدقى» عن ذلك قال ببجاحة: (أنا خايف عليكم من حوادث القطارات).. لقد كان «إسماعيل يس» يقوم بدورين فى الفيلم الواحد: الفقير والمليونير، والطيب والشرير، والذكى والغبى، لكن «إسماعيل صدقى» فى الازدواجية تغلب عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى