إخلاء سبيل "عبد المنعم سعيد" على ذمة قضية "فساد الأهرام"

قررت محكمة جنايات القاهرة، في مارس الماضي، قبول استئناف النيابة العامة على قرار قاضي التحقيق، بأنه لا وجه لإقامة الدعوى بالنسبة للرئيس الأسبق حسني مبارك و20 متهما آخرين من رموز نظامه بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"هدايا الأهرام"، وإعادة القضية للنيابة مرة أخرى للتحقيق. 

والمتهمون في القضية رقم 576 لسنة 2012 حصر أموال عامة، بلغوا 21 متهما وهم: محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية الأسبق، ونجلاه علاء وجمال، والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية الأسبق، والدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، وسامي مهران وأبو الوفا رشوان سكرتير الرئيس الأسبق حسني مبارك، ويسري زكي الشيخ، وأحمد فتحي سرور رئيس مجلس النواب الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري الأسبق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وسامى مهران وعلي أحمد هاشم وأبو طالب محمود ومحمد سامي سعد زغلول ومحمد عباس مهدى وحسن حمدي، رئيس مجلس النادى الأهلي السابق وإبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، وعبد المنعم السعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، ومرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق وصلاح الغمري".

وتولى التحقيق في القضية ما يقرب من ثلاثة مستشارين آخرهم المستشار محمد عمارة الذي قرر بعد مضي 6 أشهر من التحقيقات، أنه لا وجه لإقامة الدعوى بالنسبة لكل المتهمين في القضية.

وننشر في السطور التالية نص التحقيق مع علاء مبارك في قضية «هدايا الأهرام».

في سؤال المتهم بالآتي أجاب:

اسمي: علاء محمد حسني السيد مبارك، 52 سنة، رجل أعمال، ولا أحمل تحقيق شخصية.

س: ماقولك فيما هو منسوب إليك من أنك اشتركت بطريقي الاتفاق، والمساعدة مع موظفين عموميين هم كلًا من إبراهيم نافع، وصلاح الغمري،  ومرسي عطا الله ، وعبد المنعم سعيد رؤساء مجلس إدارة مؤسسسة الأهرام الصحفية فى تسهيل الاستيلاء على المال العام بأن اتفقت معهم، وتوافقت على قبول أشياء ثمينة مشتراة من أموال مؤسسة الأهرام الصحفية على أنها هدايا فى خلال الفترة من 1984 حتى عام 2011 مبلغ 2127350 جنيه،  وساعدتهم بأن تسلمتها منهم فى بداية كل عام ميلادي فى هذه الفترة فتمت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة.

ج: محصلش وأنا عايز دليل بأنني تسلمت هذه الهدايا،  ومن الممكن أن أى جهة حكومية تنسب لي زورًا وبهتانًا حصولي على أشياء منها أكون مطالب بإثبات براءتي من هذا الفعل، وعلى سلطة الاتهام المتمثلة فى النيابة العامة أن تعمل شئونها فى إثبات هذا الفعل لي أما الأخذ بأقوال أى جهة،  والاعتماد على كلام، فهذا هو الظلم والافتراء،  ومن ممكن اللي بيحصل معى، ومع أسرتى وهذه ليست عدالة وحرام كده، وعمومًا أنا حفاظًا على أسرتي من هذا الجور والظلم أعرض أنا وشقيقي جمال مبارك سداد مناصفة بيننا، وأطلب استدعاؤه لسؤاله حيث أنه يرغب فى إبداء أقواله ودفع هذا الاتهام عنه،  وأنا أحب أن أضيف أنه لولا خشيتي من قيام سلطات التحقيق باستدعاء والدتي وزوجتى،  واتخاذ الإجراءات قبلهم ما كنت أعرض السداد حتى ولو كنت سوف أبقى لنهاية عمري في السجن لأن هذا الفعل لم ارتكبه وحسبي الله ونعم الوكيل.

س: ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك اشتركت عن طريقي الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين، وهم رؤساء مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية سالفوا الذكر فى الحصول بغير حق على ربح من أعمال وظيفتهم،  وبأن اتفقت وتعاقدت معهم على ذلك،  وساعدتهم بقبولك بالحصول على أشياء ثمينة بمبلغ 2127350 جنيها مشتراة من أموال المؤسسة على أنها هدايا فى بداية العام الميلادي من عام 2006 حتى 2011 فتمت الجريمة بناء على هذا الاتفاق والمساعدة.

ج: محصلش وهذا افتراء وكذب وعمومًا أنا أعرض السداد أنا وشقيقي خشية من أن ينال والدتي وزوجتي أدنى أذى أو اتخاذ قرار قبلهم بالحبس ولولا ذلك ما كنت أعرض السداد،  وكنت سوف أناضل لإثبات براءتي مهما كلفنى ذلك من تعبات.

س: ما قولك فيما جاء بالكشف المرفق بتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات وما شهد به بعد التقرير محمد إبراهيم السيد العوضي وكذا ما شهد به الممثل القانوني لمؤسسة الأهرام الصحفية ميسرة عبد الوهاب من أنك حصلت على هدايا فى عام 2006 تتمثل فى ساعة  قيمتها 130000 جنيه،  وثلاثة كرفتات قيمتهم 4500 جنيه،  وزجاجتين برفان قيمتها 1600 جنيه وقلم حبر" مون بلو" قيمته 5000 جنيه ،ومحفظة "مون بلو" قيمتها 2500 جنيه.

ج: محصلش.

س: ما قولك فيما أضافه سالف الذكر بتحقيقات النيابة العامة من أنك حصلت على هدايا من مؤسسة الأهرام الصحفية فى عام 2008 تتمثل في ساعة رجالي قيمتها 350000 جنيه،  وحزامين جلد بقيمة 6000 جنيه، ومحفظتين جلد قيمتهما 10000 جنيه؟

ج: محصلش.

س: ما قولك فيما أضافه أيضًا سالف الذكر بتحقيقات النيابة العامة من أنك حصلت على هدايا من مؤسسة الأهرام الصحفية فى عام 2009 تتمثل في ساعة رجالي قيمتها 6000 جنيه وستة زجاجات برفان قيمتهم 7500 جنيه، وقلمين حبر قيمتهم 10000 جنيه، ومحفظتين جلد قيمتهم 10000 جنيه؟

ج: محصلش.

س: ما قولك فى إضافة أيضا سالفي الذكر بتحقيقات النيابة العامة من أنك حصلت علي هدايا من مؤسسة الأهرام الصحفية تتمثل فى ساعة "بلجاري" قيمتها 560000 جنيه،  ومحفظة جلد قيمتها 7000 جنيه،  وقلم" شوبار" قيمته 6800 جنيه، و6 كرفتات قيمتهم 15000 جنيه،  وطقمين أزرار قيمتهم 25000 جنيه،  وشنط جلد قيمتها 3000 جنيه،  واحد برفيوم قيمته 1750 جنيه وذلك من عام 2010؟

ج: محصلش وأنا عايزأقول علي ملاحظة تكشف لي تثبت هذا الإفتراء أنه من بعض السنوات وردت هدايا بقيم نقدية مماثلة  للسنوات السابقة بما يؤكد تلفيق هذا الكشف  والتزوير فيه بإثبات أشياء لا يتصورها عقل حيث أنه لو افترض جدلًا أنه منح شخصا هدية معينة فهل يتصور أن يعيد تقديمها له فى السنه التالية دون أي معايرة يعني كل سنه هيجبلي من نفس النوع وبنفس التمن ده حتي هذا لا يقبله حتي المجانين .

س: ما هو قولك فيما ثبت فى الكشف المرفق بتقارير الجهاز من حصولك علي هذه الهدايا كان بصفتك نجل رئيس الجمهورية السابق؟

ج: هو أي حد يقول حاجة تتصدق أين الدليل على هذا الكلام.. فلو فرض أنه كتب فى الكشف أنهم منحوني الأهرام الثلاثة هدية يتصدق فما الدليل على إني أستلمت هذه الحاجة وأطلب من سلطة التحقيق العدل فقط لا غير وأن يعلموا بأن الله فوق الجميع،  وسوف نمثل جميعآ أمامه ويقتص من كل واحد الظلم الذي أوقعه بأخيه.

س: ما هو تعليلك لـ إدراج اسمك ضمن هذه الكشوف؟

ج: يسأل فى ذلك ملفق هذه الكشوف ودليله علي ذلك.

س: هل كانت توجد تعاملات بينك وبين مؤسسة الأهرام الصحفية؟

ج: لا.

س: ما هي علاقتك بكل من إبراهيم نافع  وصلاح الغمري ومرسي عطالله  وعبد المنعم سعيد؟

ج: أنا معرفهمش ولا توجد لي أي صفة بهم.

س: ما هو تعليلك لتوافقهم جميعآ علي إدراج اسمك وأسماء أفراد أسرتك ضمن الحاصلين علي هدايا من مؤسسة الأهرام الصحفية ودون أن تتحصل عليها فعليآ حسبما قررت.

ج: هذا السؤال المفروض يتسأل لهم.

س: هل يمكن تصور إدراج اسمك وأسماء أفراد أسرتك ضمن الحاصلين على هذه الأشياء الثمينة دون أن يتحقق تسلمك لها حال تولي والدك رئاسة  الجمهورية؟

ج: بتصور كل حاجة فى هذه البلد الآن.

س: ما قولك وقد ثبت  لنا فى القضايا المعروضة علينا حصولك وأفراد أسرتك علي هدايا من مؤسسة الأخبار الصحفية ومؤسسة دار التحرير فهل يتصور توافقهم مع مؤسسة الأهرام الصحفية علي ذلك؟

ج: كل شىء جايز والسؤال لماذا لم تظهر هذه الكشوف إلا الآن، علمًا بأن الجهاز المركزي للمحاسبات يراقب ميزانيات هذه المؤسسات سنويًا ولكن أنا عمومًا أدرأ لهذا الاتهام حفاظًا على سمعتي وسمعة أفراد أسرتي سوف أسدد قيمة الهدايا المزعومة مناصفة أنا وشقيقي جمال مبارك،  وأنا أرغب فى تسديد مبلغ 9286250 جنيها،  والباقي سوف يقوم شقيقي جمال بسداده والسداد الذي أبديته ليس إقرارًا مني بالفعل المنسوب لي ولكن خشية من أن يصدر قرار بحبس زوجتي أو والدتي.

س: ما هو المبلغ الذي ترغب فى سداده؟

ج: هو مبلغ 9286250 جنيها، والباقي سوف يسدده شقيقي جمال مبارك من حسابه الشخصي .

س: ما هو سند أداءك للمبلغ؟

ج: أنا المحامي بتاعي الأستاذ فريد الديب أعد لي صيغة لأمر دفع المبلغ من حسابي لدي البنك الأهلي فرع مصر الجديدة، وأنا سوف أوقع عليه أمامك.

ملحوظة : قام الماثل أمامنا بالتوقيع علي أمر دفع موجه إلى مدير البنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة ثابت به ما يلي:

أرجو تحويل مبلغ 9286250 تسعة مليون ومائتان وستة وثمانون ومائتي وخمسون ألف جنيه مصري فقط لا غير إلى خزينة مؤسسة الأهرام الصحفية،  والكائن مقرها شارع الجلاء بالقاهرة،  وذلك خصمًا من حسابي طرفكم رقم 01000864359 ولو اقتضي الأمر نظرًا لعدم كفاية الرصيد فى هذا الحساب أن يتم الخصم علي أحد الودائع بالجنيه المصري فى حسابتي طرفكم أرجو أن يوضح إشعار التحويل أن هذا المبلغ يمثل سداد للقيمة المبينة فى كشوف هدايا مؤسسةالأهرام والتي تدعي بإهدائها لي ولأسرتي موضوع التحقيق فى القضية رقم 765 لسنه 2012 حصر أموال عامة علينا والمؤرخ 22/1/2013 وقد أشرنا عليه بالنظر والأرفاق بتاريخ اليوم تمت الملحوظة "

س: أنت متهم فى تسهيل الأستيلاء علي المال العام بأن إشتركت بطريقي الأتفاق والمساعدة مع موظفين عمومين هم سالفي الذكر

بأن أتفقت معهم وتوافقت علي قبول أشياء ثمينه مشتراه من أموال مؤسسة الاهرام الصحفية علي أنها هدايا خلال الفترة من 1984 حتي عام 2011 بلغ وأمكن حصره من قيمتها خلال الفترة من عام 2006 حتي عام 2011 مبلغ 2127350 جنيه، وساعدتهم بأن تسلمتها منهم فى بداية كل عام ميلادي فى هذه الفترة فتمت الجريمة بناء علي هذا الأتفاق وتلك المساعدة فما قولك .

ج: محصلش.

س: كما أنك متهم بأنك أشتركت بطريقي الأتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين هم سالفوا الذكر فى الحصول بغير حق علي ربح من أعمال وظيفتهم علي النحو المبين سلفاَ.

ج: محصلش.

س: هل لديك أقوال أخرى؟

ج: أيوة أريد أيضًا أن أثبت فى هذا المحضر أن ما جاء على لسان المستشار مصطفي حسين من أقوال كذبه فى جريدة الشروق بأن مبارك وأسرته أيديهم ملطخة  بدماء المصريين ما هو إلا كذب وافتراء وأن مصطفي حسين بتصريحاته الكاذبة التي أدلي بها لهذه الجريدة المذكورة عليه أن يرجع ويقرأ ويتفهم الآية الكريمة فى سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " وأرجو أن يتعظ المستشار مصطفي حسين،  ويعلم أن هذه الآية الكريمة تحذر لمن أطلق اللسان وأهمله مرض العنان ما سلك به الشيطان في كل مكان ، وليعلم المستشار مصطفي حسين بهذا التصريح الكاذب أن أكثر ما يدخل الناس به النار النطق بألسنتهم فإن معصية النطق يدخل بها الشرك وهو أعظم الذنوب عند المولي عز وجل،  ويدخل فيها شهادة الزور والكذب فأتمني أن يضع المستشار مصطفي حسين هذه الآية الكريمة أمام عينيه وأن يقرأها كل يوم وأن يتفهم معناها جيدًا قبل أن يطلق لسانه بأقوال تعينه علي كذب باطل بما لا يرضي الله فأرجو أن يخاف الله وحده لأن لن ينفعه أصحاب السمع والطاعة فى يوم هو ليس ببعيد حيث يقف الجميع أمام الله عز وجل بما نطقوا أو كتبوا أو ظلموا .. فما عساهم يقولون.

س: هل لديك أقوال أخرى عدا ما قررت؟

ج: لا.

تمت أقواله وتليت عليه فأقر بصحتها ووقع. 

أودعت محكمة جنايات القاهرة حيثيات حكمها بقبول الاستئناف المقدم من النيابة العامة على قرار قاضى التحقيق المنتدب: «بألا وجه لإقامة الدعوى الجانئية» في قضية هدايا الأهرام المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته 18 آخرين.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد محمود الشوربجي وعضوية المستشارين محمد كامل حسيبو وجوزيف إدوارد وبحضور هيثم نصار وكيل النيابة وبأمانة سر حسن عبد الله.