آخر المواضيع

آخر الأخبار

06‏/10‏/2017

الفريق الشاذلي يكشف في مذكراته عن فتح الساترالترابي وأهداف خطة العبور

Media preview
كتب الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب أكتوبر, فيما يتعلق باكتشاف طريقة فتح ثغرات الساترالترابي بواسطة المياه والصعوبات الموجوده يقول الفريق الشاذلي: كانت المشكلة الأولى والرئيسية هي فتوح ثغرات في السد الترابي حتى يمكن من خلالها عبور الدبابات وأسلحتنا الثقيلة سواء عبر المعديات أم الكباري وعندما شغلت منصب رئيس الأركان كانت العقيدة السائدة لفتح الثغرات في الساتر الترابي تتلخص فيما يلي:


1- يقوم المهندسون بالعبور في قواربهم المطاطية بمجرد أن تتمكن موجات المشاة من تحقيق الحد الأدنى من الوقاية لهم.

2- يقوم المهندسون بشق حفرة داخل السد الترابي مستخدمين في ذلك أدوات الحفر اليدوية (لاستحالة استخدام أدوات الحفر الميكانيكية نظراً لتهايل التربة) ثم تملأ هذه الحفر بالمتفجرات ويتم تفجيرها بعد أن ينسحب المهندسون إلى مسافة 200 متر بعيداً عن مكان التفجير, قد يبدو من الناحية النظرية أنه كلما عمق المهندسون الحفر داخل السد الترابي، وكلما زادت كمية المتفجرات المدفونة في السد زادت كمية الأتربة المزاحة، أما من الناحية العملية فقد كان الموقف مختلفاً، إذ كانت طبيعة التربة التي يتكون منها السد الترابي متهايلة، وكان ذلك يجعل من الصعب تعميق أي حفرة في جسم السد.

وكانت الأتربة والرمال على أجناب الحفرة تتهايل إلى داخلها مع كل محاولة لتعميقها، وبالتالي فقد كانت المتفجرات التي نقوم بدفنها داخل السد ليست على عمق كاف يسمح بإزاحة كمية كبيرة من الأتربة.

كانت النتائج غير مشجعة وكانت كمية الأتربة المزاحة نتيجة التفجير تصل إلى حوالي 200- 300 متر مكعب تاركة ما يقرب من 1200 متر مكعب أخرى تجب علينا إزاحتها بواسطة العمل اليدوي والميكانيكي.

3- يستأنف العمل اليدوي لتجهيز مطلع للبولدوزر الذي يتم نقله على معدية ثم يبدأ البولدوزر في العمل لاستكمال عملية فتح الثغرة في خلال شهرى مايو ويونيو 71 حضرت عدة بيانات عملية قامت إدارة المهندسين بتنظيمها لإظهار الأسلوب المتبع في فتح الثغرات في السد الترابي نهاراً أو ليلاً, كان يعيب هذا الأسلوب النقاط التالية:

1- أن عملية التنسيق بين المهندسين الذين يقومون بالتفجير، والمشاة التي تعبر أو التي عبرت وأصبحت على الشاطيء الآخر، قد لاتسير على الوجه الأكمل مما قد تترتب عليه إصابة بعض جنودنا نتيجة هذه التفجيرات.

2- إن تخصيص عدد كبير من المهندسين للقيام بأعمال الحفر اليدوي بعد عملية التفجير قد تترتب عليه زيادة خسائرنا فى أفراد المهندسين فيما لو وقعت هذه المجموعة تحت نيران العدو المباشرة أو غيرالمباشرة.

3- إن إرسال بلدوزر للعمل في استكمال فتح الثغرة مبكراً قد يعرضه للتدمير بواسطة نيران دبابات العدو، نظرا لكبر حجمه واضطراره للظهور في كثير من الأحيان على خط السماء وإذا تأخرنا في إرساله فسوف يتأخر فتح الثغرات، وبالتالى يتأخر تشغيل المعديات وبناء الكباري فتزداد فترة تعرض مشاتنا لهجمات العدو المضادة.

4- كان فتح الثغرات بهذا الأسلوب يعتبر باهظ التكاليف في الأفراد والمعدات والمواد، فقد كان فتح الثغرة الواحدة يحتاج إلى 60 فردا وبلدوزر و200 كغم من المتفجرات وعمل يستمر من5-6 ساعات دون حساب لأي تدخل من العدو.

وأضاف الفريق الشاذلي: لم يكن أمامي إلا أن أقبل العمل بهذا الحل إلى أن نجد ما هو أفضل منه، ولكني أخبرت اللواء جمال علي مدير إدارة المهندسين بضرورة البحث والتفكير في أسلوب آخر لفتح هذه الثغرات, مستطردا: خلال يونيو من العام نفسه أخبرني اللواء جمال على أن أحد ضباط المهندسين يقترح فتح الثغرة في الساتر الترابي بأسلوب ضغط المياه، وأنه قد مارس هذا العمل عندما كان يعمل في السد العالى وكانوا يفتتون الصخر بقوة اندفاع المياه كانت الفكرة سهلة وبسيطة ولا ينقص إلا تجربتها، وقبل انتهاء شهر يونيو حضرت أول تجربة لاختبار هذه الفكرة. استخدم المهندسون في هذا البيان ثلاث مضخات مياه صغيرة إنجليزية الصنع وكانت النتيجة رائعة.

وأشار في مذكراته: كان واضحاً أنه كلما زاد ضغط الماء زادت سرعة تهايل الرمال وبالتالي سرعة فتح الثغرة وبعد عدة تجارب اتضح لنا أن كل متر مكعب من المياه يزيح متراً مكعباً من الرمال، وأن العدد المثالي في كل ثغرة هو خمس مضخات.

وفي يوليو 71 تقرر أن يكون أسلوبنا في فتح الثغرات في الساتر الترابى هو أسلوب التجريف (ضغط المياه)، وقررنا شراء 300مضخة مياه إنجليزية وصل قسم منها قبل نهاية العام، والقسم الباقي وصل في عام 72.

وخلال عام 72 قررنا شراء 150 مضخة أخرى ألمانية الصنع وأكثر قوة من المضخة الإنجليزية، وبتخصيص 3 مضخات إنجليزية ومضختين المانيتين لكل ثغرة كان من الممكن إزاحة 1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين فقط وبعدد من الأفراد يتراوح ما بين 10-15 فرداً فقط, كان هذا حلاً رائعاً وسهلاً ويتلافى جميع العيوب التي كان يتسم بها الأسلوب السابق، فشكراً للمهندس الشاب صاحب الاقتراح وشكراً لجميع رجال المهندسين الذين قاموا بتطوير الفكرة وتهذيبها إلى أن أخذت لونها النهائى قبل حرب أكتوبر 73.

ومن الأحداث الغريبة حقاً أنه على الرغم من عشرات التجارب التى أجريت بهذا الأسلوب خلال الأعوام 71 و 72 و73 إلا أن الإسرائيليين لم يعرفوا اكتشافنا لهذا الأسلوب في فتح الثغرات في السد الترابي، وقد تحققنا من ذلك عندما وقع في أيدينا أحد جواسيسهم قبل بدء الحرب بشهرين.

ويكتب الفريق سعد الدين الشاذلي يقول حول “ذكاء الرئيس السادات في التخلص من الفريق صادق”:
لقد كان صادق هو أحد رجال الانقلاب الذي قام به السادات في مايو 71 وكانت هذه الصفة, بالإضافة إلى كونه وزيراً للحربية وقائداً عاماً للقوات المسلحة تعطيه سلطات واسعة على المستويين السياسي والعسكري كان الجميع يعرفون قوة صادق بما فيهم أنا طبعاً ولكنه مع ذلك كبشر كان أحياناً يحب أن يستعرض هذه القوة وفي ساعة من ساعات التجلي كنت في مكتبه أتناقش معه في بعض الموضوعات قبل سفره إلى السعودية في طائرة بوينج خاصة تنتظره في المطار فأخرج من جيبه كتاباً ناولني إياه وقال لي اقرأ، كان الكتاب في ظرف غير مغلق وهو معنون بإسم الملك فيصل وموقع من قبل الرئيس السادات وفيه يقول السادات للملك فيصل أن الفريق صادق هو موضع ثقتي الكاملة وأن أي شيء يقوله أو يعد به هو بأسمى تستطيع أن تتكلم وتتعامل معه كما لو كنت تتعامل معي.

وأضاف: ياللعجب ويالسخرية القدر فبعد عام واحد وبالذات في نوفمبر 72 اتهم السادات الفريق صادق أمامي وأمام ممدوح سالم ووصفه بأنه عميل للملك فيصل وبالطبع فإن السادات وهو يوجه هذا الاتهام للفريق صادق لم يكن يدري أن صادق قد أطلعني على خطاب السادات إلى الملك فيصل.

وحقيقة جديدة يكشفها الفريق سعد الدين الشاذلي عن خدعة القيادة السياسية المصرية ومعهم وزير الحربية المصري للقيادة السورية من أجل دخول الحرب فيقول: خلال شهر أبريل 1973 أخبرني وزير الحربية بأنه يرغب في تطوير هجومنا في الخطة لكي يشمل الإستيلاء على المضائق فأعدت له ذكر المشاكل المتعلقه بهذا الموضوع وأنه لم يطرأ أي تغيير على الموقف منذ أن ناقشنا هذه المشكلات معاً في نوفمبر 72 وبعد نقاش طويل أخبرني بأنه إذا علم السوريون بأن خطتنا هي احتلال 10-15 كم شرق القناه فإنهم لن يوافقوا على دخول الحرب معنا فأخبرته بأنه بإمكاننا أن نقوم بهذه المرحلة وحدنا وأن نجاحنا سوف يشجع السوريين على الانضمام إلينا في المراحل التاليه, ولكنه قال إن هذا الرأي مرفوض سياسياً وبعدنقاش طويل طلب إلى تجهيز خطة أخرى تشمل تطوير الهجوم بعد العبورإلى المضائق وأخبرني بأن هذه الخطة سوف تعرض على السوريين لإقناعهم بدخول الحرب ولكنها لن تنفذ إلا في ظروف مناسبة ثم أضاف قائلاً: فلنتصور مثلاً أن العدو تحمل خسائر جسيمة في قواته الجوية (وهو عنصر التهديد الأساسي) وأنه قرر سحب قواته من سيناء فهلسنتوقف نحن على مسافة 10-15 كم شرق القناه لأنه ليس لدينا خطة لمواجهة مثل هذا الموقف؟لقد كنت أشعر بالاشمئزاز من هذا الأسلوب الذي يتعامل به السياسيون المصريون مع إخواننا السوريين ولكني لم أكن لأستطيع أن أبوح بذلك للسوريين و قد ترددت كثيراً وأنا أكتب مذكراتي هذه، هل أحكي هذه القصة أم لا وبعد صراع عنيف بيني وبين نفسي قررت أن أقولها كلمة حق لوجه الله والوطن.

أضاف:إن الشعوب تتعلم من أخطائها ومن حق الأجيال العربية القادمة أن تعرف الحقائق مهما كانت هذه الحقائق مخجلة.
سعد الدين الشاذلى
وكتب الفريق الشاذلي فيما يتعلق بخسائر الدفاع الجوي المصري أثناء فترة الاستنزاف يقول:
لقد بدأنا في بناء القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو 1967جد وحماس شديدين، وبحلول سبتمبر 68 كانت قواتنا البرية قدوصلت إلى مستوى يسمح لها بتعدي الوجود الإسرائيلي شرق القناة، وهكذا بدأت حرب الاستنزاف.

ونوه إلى أن الهدف العسكري من هذه الحرب كان لرفع معنويات جنودنا التي اهتزت نتيجة هزيمة 67النكراء وفي الوقت نفسه إرهاق العدو وتكبيده اكبر ما يمكن من الخسائر في الأرواح، وقد كان أسلوبنا في ذلك هو قصف مواقع العدو شرق القناة بالمدفعية وإرسال الدوريات عبر الشـاطيء الآخر للقيام بأعمال الكمائن والإغارة ليلا، والتي كان يقع عبثها الأكبر على عاتق رجال الصاعقة وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد قررت إيقاف هذه العمليات بعد أن قامت إسرائيل بدفع جماعات التخريب المنقولة جوا إلى أعماق مصر وقامت بنسف بعض الأهداف الحيوية ومنها محطة كهرباء نجع حماد، وبعد توقف دام حوالي أربعة أشهر إستؤنفت حرب الاستنزاف مرة أخرى في مارس 69 ورد العدو على ذلك بتصعيد عمليات إغارته على أهدافنا في العمق.

وفي خلال يوليو 69 دفع العدو بقواته الجوية في معارك الاستنزاف وقام بتدمير دفاعنا الجوى في القطاع الشمالي من القناة وبذلك فتح ثغرة واسعة في وسط الدفاع الجوي ما بين بور سعيد شمالا والإسماعيلية جنوبا، وأصبح في استطاعته أن يعبر بطيرانه من خلال هذه الثغرة إلى قلب الدلتا, وفي صباح 9 من سبتمبر عبرت قوة إسرائيلية خليج السويس وأنزلت 9 دبابات، وعددا من عربات القتال الأخرى في منطقة الزعفرانة حيث قامت هذه القوة- تحت حماية الطائرات الإسرائيلية- بمهاجمة وتدمير بعض أهدافنا الأرضية الموجودة في المنطقة ثم انسحبت دون أي تدخل من قواتنا الجوية أو البحرية، حيث أن طيران العدو كان يسيطر على سماء لمنطقة طول فترة الإغارات لقد كانت هذه الإغارة دليلا ساطعا على مدىما يستطيع أن يفعله العدو في ظل سيطرة جوية كاملة , وأضاف:لقد اختار العدو منطقة الزعفرانة لهذه العملية بعناية فائقة, فقد كانت هذه المنطقة من وجهة نظر القيادة العامة للقوات المسلحة ذات أهمية ثانوية وبالتالي فإن القوات التي خصصت لها كانت قليلة ومنتشرة وضعيفة التسليح فقد كان واجبهم الأساسي هو المراقبة والعمل ضد جماعات التخريب الصغيرة التي تتسلل إلى المنطقة ولكن ليس لقتال قوة مدرعة , ونوه فى مذكراته لقد كانت لديهم بعض الأسلحة المضادة للدبابات التي يصل أقصى مداها إلى 600 متر، بينما كانت دبابات العدو تستطيع أن تدمر هذه الأسلحة وهي على مسافة 2000 متردون أن يكون في ذلك أية مغامرة.

وأضاف في مذكراته: قد بلغت مشكلة الدفاع الجوي في مصر أقصاها عندما كثف العدو غاراته في العمق، فدمر دفاعنا الجوي ثم بدا يوجه غاراته على الأهداف المدنية من مصانع وكباري ومدارس الخ ولكي يستعرض العدو إمكاناته وسيطرتة الجوية قام بعملية فريدة في نوعها غريبة في طبيعتها , إذ قام بعملية إغارة على محطة رادار في منطقة البحر الأحمر ثم قام بفك الجهاز وتحميله في إحدى طائرات الهيليكوبتر وعاد به من حيث أتى، وبنهاية عام 1969 كان دفاعنا الجوي قدانهار تماما و أصبحت سماء مصر مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية تمرح فيها مثلما تشاء وحيث تشاء لا يعرف الكثيرون مدى صعوبة عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف ولذا يوضح الفريق الشاذلى العوائق التي صنعها العدو فيما يلى:

1- مانع مائي صناعي يتراوح عرضه بين 180 و200 متر، وأجنابها حادة الميل ومكسوة بالدبش والحجارة لمنع انهيار الأتربة والرمال إلى القاع، وهذا يجعل من الصعب على أية دبابة برمائية أن تعبرها إلا إذا تم نسف أكتاف الشاطئ وتجهيز منزل ومطلع تستطيع المركبة البرمائية أن تستخدمهما فى النزول إلى الماء والخروج منه.

2- قيام العدو بإنشاء سد ترابي على الضفة الشرقية للقناة وبارتفاع يصل في الاتجاهات المهمة إلى 20 متراً مما يجعل من المستحيل عبور أية مركبة برمائية إلى الشاطيء الآخر إلا بعد إزالة هذا السد.

وقد عمل الإسرائيليون بجد في تعلية هذا السد وزحزحته إلى القناة حتى أصبح ميله يتقابل مع ميل شاطيء القناة أي أنه لم تكن هناك أى مصطبة أوكتف ظاهر لشاطيء القناة من ناحية العدو، وكان ميل هذا السد يتراوح بين 45 و65 درجة طبقاً لطبيعة التربة في كل قطاع.

3- وعلى طول هذا السد الترابي بني الإسرائيليون خطاً دفاعياً قوياً أطلق عليه خط بارليف.

وقد كان هذا الخط يتكون من 35حصناً تتراوح المسافة بين كل منها ما بين كيلو متر واحد في الاتجاهات المهمة و5 كيلومترات في الاتجاهات غير المهمة على طول القناة أما في منطقة البحيرات فقد كانت هذه الحصون أكثر تباعداً إذ وصلت إلى مابين 10-15 كم بين كل حصن وآخر.

كانت هذه الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف قوية تجعلها قادرة على أن تتحمل قصف المدفعية الثقيلة دون أن تتأثر بذلك، وكانت تحيط بها حقول ألغام وأسلاك كثيفة، ويمكن غمر القناة من مزاغل الدشم بنيران كثيفة، وبين هذه الحصون كانت هناك مرابض نيران للدبابات بمعدل مربض كل 100 متر , كان العدو لا يحتل هذه المرابض بصفة دائمة, كان يحتلها فقط في حالات التوتر، وكان في استطاعة دبابات العدو أن تتحرك بين مربض وأخر وهي مستورة تماماً عن النظر والنيران من جانبنا، وكانت حصون خط بارليف لديها الاكتفاء الذاتي لمدة 7 أيام، ولديها وسائل اتصال جيدة مع قيادتها الخلفية، وأما القوات المخصصة لاحتلال خط بارليف فكانت لواء مشاة وثلاثة ألوية مدرعة, كان لواء المشاة (حوالي2000-3000 رجل) يحتل الحصون، بينما كانت الألوية المدرعة (360 دبابة) تخصص حوالي ثلث قوتها للعمل كاحتياطيات قريبة تتمركز على مسافة 5-8 كيلومترات شرق القناة.

أما باقي المدرعات، فكانت تتمركز على مسافة 25-30 كم شرق القناة لقد قدرنا أنه لو أمكننا تحقيق المفاجأة التامة وبدأنا القتال دون أن يعدل العدو من أوضاعه فمن المنتظر أن يقوم بهجمات مضادة ضد قواتنا العابرة بواسطة سرايا أو كتائب دبابات في خلال 15-30 دقيقة من بدء الهجوم، وأن يقوم بهجوم مضاد بواسطة اللواءات المدرعة فى حدود ساعتين أما إذا شعر العدو بتحضيراتنا للهجوم، فقد ينجح في احتلال الفراغات التي تفصل بين الحصون بواسطة دباباته، وبذلك يمكنه أن يكبدنا خسائر كبيرة أثناء عملية العبور,علاوة على إمكان قيامه بهجمات مضادة على قواتنا التي تنجح في العبور بعد فترات تقل كثيراً.

4- كان كل هذه الموانع والعوائق لم تكف لكي تبعث الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين والرهبة في نفوس أعدائهم فأرادوا أن يبعثوا اليأس في نفوسنا، فأدخلوا سلاحاً جديداً رهيباً هو النيران المشتعلة فوق سطح الماء لكي تحرق كل من يحاول عبور القناة, ولتنفيذ هذه الفكرة الجهنمية بنوا مستودعات ملأوها بهذا السائل ووصلوا هذه المستودعات بأنابيب تنقل السائل إلى سطح الماء، ونظرا لأن كثافة هذا السائل أقل من كثافة الماء فأنه يطفو على سطح الماء، فإذا اشتعل بطريقة آلية أو بواسطة قنبلة فسفورية تحول سطح الماء إلى جحيم, ومع استمرار التغذية بالسائل تستمر النيران المشتعلة تلك هي قناة السويس، وهذا هو المانع المائي الذي كان علينا اقتحامه، وللتغلب على هذه المشكلة الكبيرة قمنا بتجزئتها إلى مجموعة من المشكلات الأصغر حجماً، وأخذنا نعمل على حل كل مشكلة على حدة إلى أن تم التغلب عليها جميعاً فكان العبور العظيم في أكتوبر 1973.

ويسرد الفريق الشاذلي الأهداف الرئيسية لخطة العبور ويقول:

كانت الخطوط العريضة لخطتنا الهجومية بعد أن أخذت صورتها النهائية وبعد أن تغير اسمها من (المآذن العالية) إلى (بدر) لم يطلق على العملية الهجومية هذا الاسم إلا خلال شهر سبتمبر 73 بعد أن تحدد يوم الهجوم ليكون يوم 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان تتلخص في ما يلي:

1- تقوم خمس فرق مشاة بعد تدعيم كل منها بلواء مدرع وعدد إضافي من الصواريخ مالوتكا المضادة للدبابات باقتحام قناة السويس من خمس نقاط.

2- تقوم هذه الفرق بتدمير خط بارليف ثم تقوم بصد الهجوم المضاد المتوقع من العدو.

3- ما بين سعت س+18 ساعة (سعت س: ساعة بدء الهجوم) وسعت س+24 ساعة تكون كل فرقة مشاة قد عمقت ووسعت رأس الكوبري الخاص بها لتصبح قاعدته حوالي 16 كم وعمقه حوالي 8 كم.

4- بحلول سعت س+48 ساعة تكون فرق المشاة داخل كل جيش ميداني قد سدت الثغرات الموجودة بينها واندمجت مع بعضها في رأس كوبري واحد لكل جيش. وبحلول سعت س+72 ساعة يكون كل من الجيشان الثاني والثالث قد وسعا رأس الكوبري الخاص به بحيث يندمج الاثنان في رأس كوبري واحد يمتد شرق القناة على مسافة تتراوح ما بين 10- 15 كم.

5- بعد الوصول إلى هذا الخط تقوم الوحدات بالحفر واتخاذ أوضاع الدفاع.

6- يتم استخدام وحدات الإبرار الجوي والبحري على نطاق واسع لعرقلة تقدم احتياطات العدو من العمق وشل مراكز قياداته.
يُذكر أن الفريق سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي (1 أبريل 1922 – 10 فبراير 2011)، قائد عسكري, شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري، يعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة, يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 و هو وااضع خطه العبور كاملة.

سعد الدين الشاذلى











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى