قصة «الظافر والقاهر»: صاروخان فشلت تجربة إطلاقهما رغم نظرة عبدالناصر للسماء
تكسو الأعلام شوارع القاهرة المبتهجة بحلول الذكرى العاشرة لثورة 23 يوليو 1952، والتي تزامنت مع ترقب الجميع الإنجاز العربي الفريد من نوعه بإطلاق صاروخ «الظافر» من قلب الصحراء بحضور الرئيس جمال عبدالناصر ونائبه المشير عبدالحكيم عامر، لتعنون صحيفة «الأخبار» عددها في اليوم التالي بـ«الصاروخ»، وفسرت: «صاروخ عربي يستطيع إصابة تل أبيب إذا أُطلق من القاهرة».
ومرت السنون وحلت النكسة على المصريين في 5 يونيو 1967، والتي عندها تساءلت الأغلبية عن مصير ذلك الصاروخ الذي أضيف إليه آخر باسم «القاهر»، ومع كثرة الشائعات أوضح الأمر الدكتور محمد بهي الدين عرجون، مدير برنامج الفضاء المصري السابق، في برنامج «الطبعة الأولى».
في 1958 كانت الأوضاع داخل مصر بدأت تستقر عقب العدوان الثلاثي قبلها بعامين، ليقر الرئيس جمال عبدالناصر مشروعه المتمثل في بناء السد العالي وتحقيق نهضة علمية.
في المقابل كانت دول العالم تعاني من آثار الحرب العالمية الثانية، وكانت ألمانيا الأكثر ضررًا من الأحداث لدرجة منع علمائها من إكمال أبحاثهم على أراضيهم، ليبحثوا عن مكان آخر يحتويهم.
وقتها اتفق الرئيس جمال عبدالناصر مع نظيره الهندي «نهرو» على استقبال العلماء الألمان بعد أن قررا إدخال مجالي الصواريخ والطائرات بجانب العلوم المتقدمة في بلادهما.
وبالفعل جاء العلماء الألمان إلى مصر وعلى رأسهم «بينز» الذي قاد مشروع الصاروخ المصري، لكنه رحل متوجهًا إلى الصين بعد إصابة السكرتيرة الخاصة به من طرد مفخخ ضمن عمليات الموساد الإسرائيلي التي استهدفت العلماء الألمان.
ومن المفارقة أن «بينز» أسس أول صاروخ فضائي صيني فور رحيله من مصر حسبما رواه «العرجون».
وعن صاروخي الظافر والقاهر أوضح أن العلماء المصريين شاركوا في تصنيعهما بجانب الألمان، وهو الغرض الذي من أجله تأسست الكلية الفنية العسكرية كذلك، كما ساهم في الأمر قسم هندسة الطيران والفضاء في جامعة القاهرة.
كذلك أُنشئ وقتها مصنع حلوان للطائرات بإشراف مجموعة من العلماء المصريين، وهم من صنعوا محركات طائرة «القاهرة 200» ونجحوا في مد القوات المسلحة بـ80 طائرة منها.
كذلك نجحت تلك المجموعة في تطوير «القاهرة 200» وبالفعل صنعوا المقاتلة المصرية «القاهرة 300»، والتي كان مقررا لها خوض تجربة طيران تجريبية بعد عام 1967 لكن لم يتم الأمر لأسباب غير معلومة.
صورة ذات صلة
وأكمل «العرجون» أن طائرتي «القاهرة 200» و«القاهرة 300» كانتا نتيجة طبيعية لاستضافة العالمين الألمانيين «شميت» و«هاينكل»، وهما من كانت المقاتلات الحربية تحمل اسميهما.
وعن فشل تجربة إطلاق صاروخي الظافر والقاهر أرجع «العرجون» سببه إلى استحداث نظام «التحكم الإلكتروني» في الصواريخ وإحلاله مكان «التحكم الميكانيكي»، وهي المشكلة التي لم يستطع العلماء الألمان التغلب عليها وقتها.
هذه المشكلة تسببت في فشل العلماء في التحكم في الجهة التي يتحرك إليها الصاروخ، وروى «العرجون» بخصوص ذلك: «قيل وقتها إنه عند ضرب الصاروخ مكناش عارفين بيروح على فين».
ومن هنا تسلم الكاتب الصحفي أحمد المسلماني طرف الحديث وختم: «في الستينيات كان في تجربة حقيقية كان فيها صاروخا الظافر والقاهر وفيما بعد طُورت لصاروخ اسمه الرائد بمدى 1000 كيلو، واللي كان قادر فيما بعد اختراق الغلاف الجوي ويحمل قمر صناعي، وده اللي خلى إسرائيل تقف لنا وتبعت لنا الطرود الإرهابية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى