حسن زنيند
2025/12/12١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أثارت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية صدمة في أوروبا والتي تؤسس لتغيير جذري في عقيدة واشنطن الخارجية لم تعد فيه القارة العجوز أولية استراتيجية. موضوع استأثر أوروبيا باهتمام سياسي وإعلامي واسعين.
عرض دونالد ترامب الجمعة (الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2025) استراتيجية تقوم على تحوّل جذري في أولويات سياسة واشنطن الخارجية تقوم على نقل وإعادة تركيز القوة من الساحة العالمية إلى الجوار الإقليمي. الاستراتجية الجديدة تُنذر بزوال الحضارة الأوروبية وتقفل بشكل جذري أبواب الهجرة الجماعية. العقيدة الجديدة تُحدد رؤية أمريكية خارجة عن المألوف، تتصدّر فيها أميركا اللاتينية أجندة واشنطن وبالتالي الابتعاد عن آسيا في مواجهة صعود الصين، مع تسجيل تراجع كبير في اهتمام الإدارة الحالية بالشرق الأوسط وفي أوروبا. وفي تدخل مباشر في الشؤون الداخلية للحلفاء الأوروبيين، أكدت العقيدة الأمريكية الجديدة ضرورة العمل على "تنمية المقاومة لمسار أوروبا الراهن داخل البلدان الأوروبية نفسها". التوجه الأمريكي الجديد ستكون له تداعيات على عدد من الملفات الاستراتجية المهمة بالنسبة لأوروبا كالحرب في أوكرانيا على سبيل المثال لا الحصر.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "إندبندنت" اللندنية (الثامن من ديسمبر) معلقة "من المؤكد أن فكرة كون دونالد ترامب، المنغمس في بريق جائزة الفيفا للسلام عديمة المصداقية، قد يكون في مزاج يسعى فيه لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا هي مجرد وهم (..) إن القلق الكبير يكمن في أن التعاطف العميق لترامب مع روسيا وسعيه لتحقيق أي اتفاق، مهما كان غريبًا، قد يؤدي إما إلى فشل المفاوضات بشكل كامل، بحيث تتخلى أمريكا عن أوكرانيا تمامًا وتخفف العقوبات ضد روسيا، أو إلى اتفاق يتوافق تقريبًا مع شروط الكرملين، مما يعرض أوكرانيا والدول الأوروبية الأخرى وحلف الناتو نفسه إلى موقف خطير. وتزداد هذه المخاوف مع الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة، التي تكشف أن سياسة واشنطن تشمل تقويض الحكومات الأوروبية الليبرالية المنتخبة ديمقراطيًا، وإضعاف الاتحاد الأوروبي برمته، ومنع توسيع حلف الناتو، وبدلاً من معاملة الحلفاء الأوروبيين كشركاء يقتسمون مع الأمريكيين قيما مشتركة، تفضل إدارة ترامب أن تجعلهم قريبين من نموذج المجر".



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى