لم ينتظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى يتناول الحلوى في حفل عشاء خلال اجتماع مطول للقمة الآسيوية في كمبوديا، الإثنين الماضي، وأسرع عائدًا إلى غرفته في الفندق مرة أخرى، بعدما كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة والنصف مساء، ولم يكن الرئيس الأمريكي يفكر في الدبلوماسية الآسيوية بقدر ما يفكر في صواريخ غزة، ولذا رفع سماعة الهاتف ليتحدث إلى الرئيس مرسي، الذي بات يمثل الورقة الرابحة الجديدة في حسابات أوباما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.
وخلال تلك المكالمة الهاتفية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة، صباح الجمعة، والتي استمرت 25 دقيقة، تحدث الرئيسان عن سبل إنهاء أحداث العنف الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة، وهي المكالمة التي أدت فيما بعد إلى قيام الرئيس الأمريكي بإرسال وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إلى المنطقة.
وبعد ذلك بثلاث ساعات، وبالتحديد في تمام الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم التالي، كانت هناك مكالمة هاتفية أخرى بين أوباما ومرسي.
إن وقف إطلاق النار الذي تم بين إسرائيل وحركة «حماس»، الأربعاء الماضي، بوساطة مصرية يكشف رسميًا عن الشراكة الجيوسياسية الجديدة بين القاهرة وواشنطن، والتي لم تكن محتملة من قبل.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين أوباما ومرسي كانت متعثرة في بادئ الأمر، فإن أوباما قرر فيما بعد أن يتعامل بشكل مكثف مع مرسي الذي أثار صعوده لسدة الحكم في مصر قلقًا كبيرًا بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، ويرى أوباما أن مرسي يمكن أن يعمل «كوسيط يساعد على تحقيق تقدم في منطقة الشرق الأوسط، وفي قضايا تتجاوز الأزمة الحالية في غزة».
وكان أوباما قد تحدث مع مرسي ثلاث مرات في غضون 24 ساعة، وست مرات على مدى عدة أيام، وهو عدد مرات غير عادي لرئيس دولة.
وأخبر أوباما مساعديه بأنه «معجب للغاية بثقة وبراجماتية الرئيس المصري».
والأهم من ذلك أن أوباما أخبر مساعديه بأن مرسي «دقيق فيما يعد بالقيام به، ولا يعد بما لا يستطيع تحقيقه».
وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته: «أعجب الرئيس أوباما بالطريقة البراجماتية التي سارت عليها المحادثات، حيث تمت مناقشة الوضع الحالي والقضايا المثيرة للقلق. إنه شخص يركز على حل المشكلات».
وحذر بعض الباحثين في شؤون الشرق الأوسط من المبالغة فيما قام به الرئيس مرسي، مشيرين إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها تنتهج نفس فلسفة حركة «حماس»، حتى وإن تخلت عن العنف وأصبحت تمثل الحزب الحاكم في مصر.
وقال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف: «أود أن أحذر الرئيس أوباما من الاعتقاد بأن مرسي قد تخلى عن جذوره الأيديولوجية بأي شكل من الأشكال، ولكن إذا كان الرئيس قد أدرك أنه يمكن التأثير على سلوك مصر من خلال الاستخدام البارع للنفوذ، فهذا درس جيد. في الحقيقة، يمكن تشكيل سلوكه، ولكن لا يمكن تغيير أيديولوجيته».
وقال خبراء آخرون في سياسات الشرق الأوسط إنهم مع هذه الشكوك، لكنهم يرون أن هناك بذورًا من التعاون تنمو الآن بين القاهرة وواشنطن، وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق على نطاق أوسع.
مسؤول أمريكي: أوباما مُعجب بـ«براجماتية وثقة» مرسي
بوابة المصري اليوم
Fri, 23 Nov 2012 06:00:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى