'مياه النيل كانت تمثل ورقة ضغط سياسى تستخدمها إثيوبيا فى مواجهة مصر، اعتماداً على كونها تغذى مجرى النيل الذى ينتهى إلى مصر بحوالى 85? من إجمالى مياهه، وإدراكاً لمدى أهمية نهر النيل بالنسبة إلى مصر واعتمادها الكلى عليه، مما جعل إثيوبيا تعتنق فكرة كونها صاحبة القوة الحقيقية وتستخدمها عند اللزوم للضغط على مصر''.
''توتر العلاقات المصرية - الإثيوبية يعود إلى زمن الفراعنة الذين اعتادوا إرسال وفود إلى إثيوبيا لمطالبتها بعدم إعاقة مياه النيل عن الوصول إلى مصر التى لا تقوم للزراعة فيها قائمة بدونها. ومع ظهور المسيحية ودخولها كلاً من مصر وإثيوبيا اتخذ التوتر بين الدولتين منحى جديداً، لأن العامل الدينى أصبح هو المسيطر على طبيعة واستقرار العلاقات بين الدولتين. فكم من مرة هددت إثيوبيا مصر بقطع مياه النيل عنها لاعتقادها أن الأقباط الأرثوذكس مضطهدون فى مصر، وهو تهديد وصل فى إحدى المرات إلى حد أن شن أحد ملوك إثيوبيا (داوود بن يوسف) هجوماً فعلياً على حدود مصر حتى بلغ حدود أسوان. فضلاً عن احتفاظ التاريخ ببعض وثائق رسائل التهديد التى بعث بها حكام الحبشة إلى مصر، والتى تثبت إيمان الحبشة بأن الوسيلة الوحيدة لمعاقبة مصر وإلحاق الأذى بها تكون من خلال مياه النيل''.
''فى 1957 وزعت إثيوبيا على جميع البعثات الدبلوماسية فى القاهرة مذكرة تؤكد حقها فى استعمال مواردها من مياه النيل لصالح شعبها وبغض النظر عن باقى دول حوض النيل. كما دأبت على التأكيد على هذا وعلى الهجوم على مصر التى تغترف ما تشاء من مياه النيل وذلك فى المحافل والمؤتمرات الدولية''.
''وحينما بدأت المفاوضات بين مصر والسودان والتى أدت إلى اتفاقية 1959، زاد تدهور العلاقات بين مصر وإثيوبيا، واستشاطت إثيوبيا غضباً نتيجة عدم دعوتها لحضور المفاوضات ولا الانضمام إليها، ومن ثم أعلنت أن اتفاقية 1959 بالنسبة لها ملغاة وغير صالحة، ثم انطلقت فى إجراء عدة دراسات لمشروعات تخزين على النيل الأزرق مما أثار قلق مصر، ويعد هذا من أهم أسباب حرص مصر على إتمام مشروع السد العالى''.
''وشهدت السبعينيات قمة التوتر السياسى بين مصر وإثيوبيا، حينما أعلن السادات عن عزمه مد مياه النيل إلى سيناء عام 1979 لاستصلاح 35 ألف فدان، ما أثار غضب وثورة إثيوبيا، التى عارضت المشروع بشدة وقدمت شكوى رسمية ضد مصر سنة 1980 إلى منظمة الوحدة الأفريقية. ولعل مساعدة مصر لحركة إرتريا ودعمها للصومال فى مواجهة إثيوبيا فى منتصف السبعينيات هو الذى يبرر تلك الثورة. وقد وجه السادات تحذيراً شديد اللهجة إلى إثيوبيا إذا حاولت المساس بحقوق مصر فى مياه النيل، وقال إذا حدث وقامت إثيوبيا بعمل أى شىء يعوق وصول حقنا فى المياه بالكامل فلا سبيل كما تعارف القانون الدولى إلا استخدام القوة''.
''فى أوائل التسعينيات تجدد الأمر بإعلان إثيوبيا عن عزمها الاستمرار فى خططها التنموية لمواردها من مياه النيل، وإقامة ما تحتاج إليه فى ذلك من سدود، مؤكدة عدم وجود أى قوة على وجه الأرض يمكن أن تمنعها من ذلك، مما دعا الرئيس مبارك إلى التهديد بقصف إثيوبيا إذا أقامت أى سدود على النيل وقد استقرت الأمور وهدأت بين الدولتين بتوقيعهما إطار التعاون سنة 1993 وبدء انضمام إثيوبيا إلى أنشطة التعاون المشترك فى إطار حوض النيل ومشاركتها فيه بفعالية''.
انتهى الاقتباس الطويل. عملية تنشيط للذاكرة التاريخية!!
مصراوى
http://www.masrawy.com/News/Writers/almasryalyoum/2013/may/29/5629280.aspx
افضل شركة عزل خزانات بمكة
ردحذفمعنا سوف تصل الى افضل شركة عزل خزانات بمكة من الممكن التعامل معها من اجل ان تحصل على مياه نظيفة لا يوجد بها رواسب او اتربة تسبب لك العديد من الاضرار لذلك ان اردت الحصول على عزل خزانات بمكة او تنظيف خزانات بمكة او غسيل خزانات بمكة اتصل بنا وسوف نساعد الجميع على ان يستخدموا مياه نظيفة تماما
عزل خزانات بمكة
https://elbshayr.com/6/Cleaning-tanks