آخر المواضيع

آخر الأخبار

28‏/06‏/2013

عن شهيد

كوجه أبى .. كوجه أصدقاءه فى الشعبة وفى كل شعبة، بنفس الابتسامة المعهودة المبذولة لكل البشر .. بذات السمت واللحية ونسبة الأبيض فيها إلى الأسود .. سأخبركم قصته التى لم أعرفها قط ! 

سأخبركم عن أسرته الطيبة زوجه المختمرة أو المنتقبة التى صحبته فى تلك الرحلة الطويلة منتظرة ساعة الابتلاء فى كل لحظة طيلة السنوات الماضية، ربما كانت تتوقع أن أقصاه فترة اعتقال طويلة أو قصيرة .. أولاده الذين تعهدهم بما تيسر من القرآن، و حثهم على الالتزام والتفوق فى الحياة .. 

دعوته التى عمل لها طويلا، على الأغلب قد اشترك فى جميع معتراكتها .. أصبح فى موقع إدارى فى نقابته يوما ما يخدم الناس .. له ملكة خطابية يستخدمها أحيانا فى المؤتمرات الصغيرة وخطب الجمعة فى بعض الزوايا .. له كلمات رقيقة يهفو إخوانه ممن هم أصغر منه سنا إلى الاستماع إليها عندما يحين دوره فى فقرة الخاطرة بكتيبة أو أسرة ما .. 

خلوق إذا قوبل بالمهاجة قبل الثورة أو بعدها من بعض جيرانه أو زملاءه فى العمل، يبسم ويحاول أن يدفع عن أخطاء قياداته التى يجد لها فى قلبه مرارة .. حازم إذا خلا ببعض المسئولين أخذ يعنفهم طويلا على ما يتخذه الإخوة من تصرفات غير محسوبة .. هادىء إذا ما جاء إليه الشباب شاكيا من الجماعة أخذ يخفف عنه ويتلطف معه ويقنعه بأن الإخوة يعرفون كل شىء وفى الوقت المناسب سينجلى الأمر وأن علينا الصبر .. والسمع والطاعة ! 

شهد الزحف يوم 28 يناير .. ورابط فى الميدان معظم الوقت .. كان يمكث فى الحافلة المتجهة إلى القاهرة كل شهر مرة أو مرتين بالثلاث ساعات فى كل مليونية تحتفل بالثورة أو تدعوا للقصاص أو تؤيد الدستور أو تدعم الشرعية .. يفرش ملاءة واسعة فى أحد أطراف الميدان ويجلس وأسرته لتناول الغداء وانتظار إذن المسئول بالعودة .. 

كان عضوا بارزا فى منطقته فى الحملة الرئاسية .. سهر طوال أيامها ومشى على قدميه ليقطع كل شوارع منطقته فى المسيرات التى لم تترك جحر ضب إلا ودختله .. كان مندوب لجنة انتخابية حمى أصواتها وأبلغ عن نتيجتها بكل صدق قبل أن ينبس أى قاض ببنت شفة .. وعندما كان يوم النتيجة وإعلانها اغرورقت عيناه بالدموع وهو يرى أخوه الدكتور مرسى أصبح رئيسا لجمهور مصر العربية بفضل الثورة وبفضل مجهود إخوانه عبر السنين الذى لم يضع هدرا ! 

لم يكن يعلم أن الهاتف الذى جاءه بالأمس للنزول فى مسجد الجمعية الشرعية مناصرة لأخونا الدكتور مرسى سيكون آخر تكليف بالنسبة له، ولو علم أنه آخر تكليف له لا أعتقد أنه كان يحجم .. تمتم دعاء الخروج من المنزل، وانطلق لإخوانه .. نعم كان يدفع عن أخونا الدكتور مرسى الذى يحضر ساعتها لخطاب طويل ويراجع صفحاته، بينما قطرات دم الرجل تسيل على قارعة الطريق .. يزيد سطرا فى شكر الداخلية .. و رجالها يقفون هناك على رأس المشهد يباركون الدم المسال ! 

تنطلق اليوم جنازته .. يحضر زملاءه من شعبته ومن كل شعب، غائبة الابتسامة على وجوههم .. مختلطة مشاعرهم ومرهقة أفكراهم، شغلهم دم إخوانهم عن متابعة كلمة أخوهم الطويلة بالأمس .. يحدقون فى النعش من أمامهم ويتسائلون عن الدعوة والسلطة والخلافة والمجتمع المسلم الذى ينشدونه ! 

حسبنا الله ونعم الوكيل .. غفر الله له ولهم !

كوجه أبى .. كوجه أصدقاءه فى الشعبة وفى كل شعبة، بنفس الابتسامة المعهودة المبذولة لكل البشر .. بذات السمت واللحية ونسبة الأبيض فيها إلى الأسود .. سأخبركم قصته التى لم أعرفها قط !
سأخبركم عن أسرته الطيبة زوجه المختمرة أو المنتقبة التى صحبته فى تلك الرحلة الطويلة منتظرة ساعة الابتلاء فى كل لحظة طيلة السنوات الماضية، ربما كانت تتوقع أن أقصاه فترة اعتقال طويلة أو قصيرة .. أولاده الذين تعهدهم بما تيسر من القرآن، و حثهم على الالتزام والتفوق فى الحياة ..
دعوته التى عمل لها طويلا، على الأغلب قد اشترك فى جميع معتراكتها .. أصبح فى موقع إدارى فى نقابته يوما ما يخدم الناس .. له ملكة خطابية يستخدمها أحيانا فى المؤتمرات الصغيرة وخطب الجمعة فى بعض الزوايا .. له كلمات رقيقة يهفو إخوانه ممن هم أصغر منه سنا إلى الاستماع إليها عندما يحين دوره فى فقرة الخاطرة بكتيبة أو أسرة ما ..
خلوق إذا قوبل بالمهاجة قبل الثورة أو بعدها من بعض جيرانه أو زملاءه فى العمل، يبسم ويحاول أن يدفع عن أخطاء قياداته التى يجد لها فى قلبه مرارة .. حازم إذا خلا ببعض المسئولين أخذ يعنفهم طويلا على ما يتخذه الإخوة من تصرفات غير محسوبة .. هادىء إذا ما جاء إليه الشباب شاكيا من الجماعة أخذ يخفف عنه ويتلطف معه ويقنعه بأن الإخوة يعرفون كل شىء وفى الوقت المناسب سينجلى الأمر وأن علينا الصبر .. والسمع والطاعة !
شهد الزحف يوم 28 يناير .. ورابط فى الميدان معظم الوقت .. كان يمكث فى الحافلة المتجهة إلى القاهرة كل شهر مرة أو مرتين بالثلاث ساعات فى كل مليونية تحتفل بالثورة أو تدعوا للقصاص أو تؤيد الدستور أو تدعم الشرعية .. يفرش ملاءة واسعة فى أحد أطراف الميدان ويجلس وأسرته لتناول الغداء وانتظار إذن المسئول بالعودة ..
كان عضوا بارزا فى منطقته فى الحملة الرئاسية .. سهر طوال أيامها ومشى على قدميه ليقطع كل شوارع منطقته فى المسيرات التى لم تترك جحر ضب إلا ودختله .. كان مندوب لجنة انتخابية حمى أصواتها وأبلغ عن نتيجتها بكل صدق قبل أن ينبس أى قاض ببنت شفة .. وعندما كان يوم النتيجة وإعلانها اغرورقت عيناه بالدموع وهو يرى أخوه الدكتور مرسى أصبح رئيسا لجمهور مصر العربية بفضل الثورة وبفضل مجهود إخوانه عبر السنين الذى لم يضع هدرا !
لم يكن يعلم أن الهاتف الذى جاءه بالأمس للنزول فى مسجد الجمعية الشرعية مناصرة لأخونا الدكتور مرسى سيكون آخر تكليف بالنسبة له، ولو علم أنه آخر تكليف له لا أعتقد أنه كان يحجم .. تمتم دعاء الخروج من المنزل، وانطلق لإخوانه .. نعم كان يدفع عن أخونا الدكتور مرسى الذى يحضر ساعتها لخطاب طويل ويراجع صفحاته، بينما قطرات دم الرجل تسيل على قارعة الطريق .. يزيد سطرا فى شكر الداخلية .. و رجالها يقفون هناك على رأس المشهد يباركون الدم المسال !
تنطلق اليوم جنازته .. يحضر زملاءه من شعبته ومن كل شعب، غائبة الابتسامة على وجوههم .. مختلطة مشاعرهم ومرهقة أفكراهم، شغلهم دم إخوانهم عن متابعة كلمة أخوهم الطويلة بالأمس .. يحدقون فى النعش من أمامهم ويتسائلون عن الدعوة والسلطة والخلافة والمجتمع المسلم الذى ينشدونه !
حسبنا الله ونعم الوكيل .. غفر الله له ولهم !

آلاء عبدالفتاح سليمان

‏آلاء عبدالفتاح سليمان‏

https://www.facebook.com/profile.php?id=100001289897889&hc_location=timeline

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى