واقعة تستحق القراءة : تلاميذ الأزهر يردون على عدلي منصور تلاميذ الأزهر

هل تحسم نتائج الاستفتاء مصير السيسي وخارطة الطريق موازين القوى واحتمالات التصويت على الدستور موقف الإسلاميين من التصويت على الدستور الطلبة يبعثون جذوة الثورة من جديد من ينفق على دعاية الاستفتاء الدستوري ؟! 144 كان هذا المشهد العجيب والمدهش يوم الخميس الماضي في أحد المعاهد الأزهرية الخاصة بالقاهرة ، وبينما أطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة ينصتون باهتمام إلى مدرسة الفصل وهي تشرح لهم شيئا من الرياضيات إذا بقدم خشنة وغليظة وعصبية تضرب باب الفصل بقوة انخلع لها قلوب الأطفال كما عبر بعضهم ، من فرط الصدمة والرعب ، وعلى أثرها دخل ثلاثة ، شيخ أزهري معمم وضابط جيش وضابط شرطة يرتدي ثيابا سوداء ونظارة شمسية داكنة ، تفرس الثلاثة في وجوه التلاميذ الذين تحولت وجوههم إلى اللون الأصفر ، بينما انزوت مدرستهم الشابة إلى ركن بعيد وهي ترتعد من هول المفاجأة ، وغاب عنها الكلام نهائيا ، أحدهم وضع قدمه على كرسي المدرسة الفارغ وقدمه الأخرى على الأرض وهو يتفرس بعنجهية زائدة وجوه الأطفال البريئة ، والآخر تقدم يتنقل بين التلاميذ وهو يتفرس ثيابهم وصدورهم كأنه يبحث عن أي علامة فوقها ويطلب من كل منهم أن يسلمه حقيبته المدرسية ، بينما الشيخ الأزهري يشخط في الأولاد من أجل سرعة الاستجابة للطلبات ماذا وإلا ، أمسك ضابط الشرطة بحقيبة فتاة صغيرة وقلبها كلها على الأرض أمام الجميع ، وراح ينكش فيها والصبية تنظر له في ذهول وهي عاجزة عن النطق ، ثم سألها : فين مسطرتك يا حلوة ، سلمته المسطرة فراح يقلبها على وجهها كأنه يبحث عن شيء فيها ، ثم سألها : معاك دبابيس وأمسك برأسها يقلبه ذات اليمين وذات الشمال ، انتقل إلى فتاة أخرى وفعل الأمر نفسه وقلب حقيبتها كلها على الأرض ثم طلب منها أن تناوله الكتب والكشاكيل والكراسات ففعلت بطريقة لا إرادية ، فراح يقلب في الكشاكيل وفي تجليد الكشكول وفي باطنه وبين طياته كأنه يبحث عن آثار جريمة أو مخدرات مثلا ، وفي فصول الأولاد كان يقلب في جيوب الأطفال ويتحسس حتى جواربهم بطريقة بالغة الغرابة مع أطفال كلهم أبناء أسر من الطبقة الوسطى المحترمة وليسوا من أبناء البلطجية أو تجار المخدرات مثلا ، في فصل الفتيات بعد أن أنجز الضابط العظيم عملية التفتيش والبحث راح يسأل باستخفاف واستفزاز : يا ترى مين هو الشهيد بقى يا حلوين ؟ ، لزم الجميع الصمت إلا طفلة واحدة قالت بصوت خفيض : الشهيد هو اللي قتلوه في رابعة ، عظيم عظيم ، أجابها ، ثم اقترب منها وتفحص اسمها وكراساتها من جديد ويبدو أنه نقل الاسم ، قبل أن يخبروه بعد ذلك أن هذه الصبية والدها أحد ضحايا اعتصام رابعة العدوية ، هذه المشهد المهيب تنقل بين الفصول ليثير الرعب والفزع بين التلاميذ والمدرسين ، قبل أن يسجل الوفد الأمني والعسكري ملاحظاته ويغادر الثلاثة ، الأزهري المعمم وضابط الجيش وضابط الشرطة ، من حيث أتوا . القصة حكاها لي أولياء أمور بعض هؤلاء التلاميذ ، كما استمعت إلى التفاصيل من الأطفال أنفسهم ، الذين كانوا يروون ما حدث وهم في حال مزيج من الرعب والغضب والذهول والشعور بالإهانة وعدم إدراك أي معنى لما حدث معهم فهو لم يسبق له مثيل ، وأنا أنقل هذه الواقعة بكل أمانة إلى الرأي العام وإلى السيد المستشار الرئيس عدلي منصور الذي كان يبشرنا في خطاب الدعوة للاستفتاء على الدستور بأن غدا سيكون مستقبلا مشرقا وواعدا لمصر والمصريين ، وأن شمس الديمقراطية التي أشرقت على مصر لن تغيب ، ولا عودة إلى الوراء ، وطالب من يعيشون في الوهم أن يفيقوا على الواقع ، وأنا لا أدري بالضبط ما هو الواقع وما هو الوهم ، وصدقني يا سيادة المستشار ، بعد أن استمعت لخطابك واستمعت لشهادة الأطفال الأبرياء الأكثر صدقا وتلقائية ، تمنيت أن أكون مع الذين يعيشون في الوهم مثلك ، وليس مع الذين يعيشون الواقع الكئيب .
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/11-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86/331467-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D9%8A%D8%B1%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%AF%D9%84%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1

مواضيع مشابهة