آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرار التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرار التاريخ. إظهار كافة الرسائل

24‏/12‏/2024

ديسمبر 24, 2024

تحتمس هو اسم لعدة فراعنة من الأسرة المصرية الثامنة عشرة في الدولة الحديثة

 تحتمس الأول (حوالي 1506-1493 قبل الميلاد)


تحتمس هو اسم لعدة فراعنة من الأسرة المصرية الثامنة عشرة في الدولة الحديثة، وكانوا جميعًا من أبرز حكام مصر القديمة. أشهر من حمل هذا الاسم هم:


تحتمس الأول (حوالي 1506-1493 قبل الميلاد):


ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة.

توسعت مصر في عهده لتشمل أجزاء كبيرة من النوبة في الجنوب وسوريا في الشمال.

اشتهر ببناء معابد ومقابر ملكية مهمة، بما في ذلك وادي الملوك.




تحتمس الثاني (حوالي 1493-1479 قبل الميلاد):


خلف والده تحتمس الأول.

حكم لفترة قصيرة نسبيًا.

كان زوج الملكة الشهيرة حتشبسوت.




تحتمس الثالث (حوالي 1479-1425 قبل الميلاد):


يُلقب بـ"نابليون مصر القديمة" نظرًا لذكائه العسكري.

حكم في البداية تحت وصاية زوجة أبيه، الملكة حتشبسوت.

عندما أصبح الحاكم الفعلي، قاد حملات عسكرية ناجحة إلى بلاد الشام وفلسطين والنوبة، مما جعل مصر أقوى إمبراطورية في المنطقة.

ترك وراءه سجلات تفصيلية عن انتصاراته العسكرية على جدران معبد الكرنك.

تحتمس الرابع (حوالي 1401-1391 قبل الميلاد):


اشتهر بـ"لوحة الحلم"، وهي نقش تحت تمثال أبو الهول في الجيزة.

في هذه اللوحة، يذكر أنه حلم بأن الإله رع أمره بإزالة الرمال حول أبو الهول مقابل أن يصبح ملكًا.

عزز العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة، مثل ميتاني.


أهمية حكام تحتمس:

حكموا في فترة شهدت ازدهارًا ثقافيًا وعسكريًا وسياسيًا.

تركوا إرثًا معماريًا كبيرًا في مصر القديمة، بما في ذلك المعابد، المسلات، والمقابر الملكية.

أسهموا في تعزيز هيمنة مصر على المناطق المجاورة وتوسيع نفوذها الدولي.

07‏/12‏/2020

ديسمبر 07, 2020

معركة عين جالوت إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي 3 سبتمبر 1260

 

معركة عين جالوت إحدى أبرز المعارك الفاصلة  في التاريخ الإسلامي 3 سبتمبر 1260

 

معركة عين جالوت، تعتبر إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وجرت يوم (25 رمضان 658 هـ/ 3 سبتمبر 1260) إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، وقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي، فسقطت الدولة الخورازمية بيد التتار في 15 شوال 628 هـ/ 9 أكتوبر 1239، ثم سقطت بغداد وسقطت معها الخلافة العباسية بعد حصار دام أيامًا، انتهى بدخول المغول بغداد واستباحتهم للمدينة وقتلهم الخليفة العباسي المستعصم بالله في 4 صفر 656 هـ/ 10 فبراير 1258، ثم في نفس السنة استطاع هولاكو ومعه قائده كتبغا احتلال جميع مدن الشام وفلسطين وإخضاعها لهم، كانت مصر في تلك الفترة تئِنُّ من الصراعات السياسية الداخلية، انتهت هذه الصراعات باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 657 هـ/ 1259 سلطانًا لمماليك مصر، والذي بدأ بالتحضير لمواجهة التتار، فقام بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفوًا عامًا عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس.


ما إن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت الذي يقع تقريبًا بين مدينة بيسان شمالًا، ومدينة نابلس جنوبًا في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة واتجهوا قرب مدينة بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا، وأُبيد جيش المغول بأكمله.


كان لمعركة عين جالوت الأثر العظيم في تغيير موازين القوة بين القوى العظمى المتصارعة في منطقة الشام، فقد تسببت خسارة المغول في المعركة في تحجيم قوتهم والقضاء على أسطورتهم التي أرهبت القاصي والداني.

13‏/11‏/2015

نوفمبر 13, 2015

اسرار التاريخ : سر الشاهنشاه العظيم... الجزء الأول

 


منذ 2500 عاماً مضت قاد الشاهنشاه العظيم شعبه الرعوي الوفي القليل العدد، نحو حملة كبيرة على أعظم الممالك الشرقية. وتوج انتصاره بتأسيس أول إمبراطورية في التاريخ قادت وبيد من حديد عشرات البلدان والقبائل تحت حكم قانون واحد. وفي صفحات الكتاب المقدس وفي كتب الحكماء القديمة طبع اسمه على أنه كورش العظيم. وهنا سنتحدث عن حياته كما عن حياة الآخرين من أبطال الزمن القديم بلسان التاريخ

في الواقع كان قد بدا الأمر عندما قام أهمين جد كورش حاكم المنطقة الصغيرة أنشان الواقعة في جنوب غربي إيران قبل ميلاد كورش بـ 150 عام بإحضار وحدات من الفرسان المقاتلين معه من الشمال الذين كانوا جزءاً صغيراً من موجة الهنود الأوروبيين الكبيرة التي، وفي غضون قرون، تنقلت من السهول والبراري الآسيوية إلى أوروبا والشرق الأوسط. حصل هؤلاء المقاتلون الآريون وبشكل كبير على تقدير حكام بلاد ما بين النهرين لمهارتهم في ركوب الخيل، وهكذا عين أهمين وبسرعة كبيرة للخدمة عند حاكم عيلامة هذه الدولة التي اتصفت في الماضي بالقوة قبل هزيمة الأشوريين لها. وهكذا فقد حصل هذا الغريب على منطقة تكثر فيها التلال والتي سميت بأنشان والتي تحتوي على الكثير من المراعي، مقابل حماية حدود دولة عيلامة حيث كان يقيم هناك وبشكل حر ومستقل جميع أبناء قبيلته وأقربائه والذين أطلقوا على أنفسهم اسم "الفرس"، ولذلك فإن بلدهم الجديد حصل على اسم بلاد فارس "بارسوا".

أصبح الأخيمينون أي أبناء أخيمن أكثر قوة، عدا عن ذلك قام أحدهم والذي كان يدعى قمبيز بالزواج من ابنة استياجيس نفسه وهو إمبراطور ميديا العظيمة، وهو حاكم جميع أراضي غرب إيران. هكذا على الأقل تقول الأسطورة التي سردها هيرودوت الملقب بأبو التاريخ، الذي تحدث قائلاً: "حلم استياجيس بأن ابنته ماندانا كانت قد تبولت بكثرة لدرجة أنها أغرقت عاصمته وجميع أراضي آسيا". فسر السحرة هذا الحلم على أن ابن ماندانا سيصبح في المستقبل ملكاً عظيماً وسينتزع السلطة من جده. وبطبيعة الحال لم يفرح هذا الخبر الملك، الذي قرر أن يزوج ابنته من شخص يقطن في مكان بعيد قدر المستطاع في بلاد فارس. في الواقع لو قدر لهذا الزواج أن يتحقق لكان سيتم لأسباب أو أهداف أخرى تماماً. في ذلك الوقت وقعت دولة آشور، والتي كانت تتبع سياسة الاضطهاد ضد كل الشعوب المحيطة، تحت ضغط جارتيها ميديا وبابل. وما أن تواجد الغزاة على الأرض الآشورية حتى بدؤوا بالقتال بين بعضهم للحصول عليها، وبدأ الميديون بالبحث عن مساندين لهم في حربهم ضد البابليين واتخذوا من العيلامة شركاء لهم وكان هذا الاتحاد قد كبل أيدي البابليين.



على كل حال، فقد أنجبت ماندانا التي تزوجت في العام 595 قبل الميلاد ابناً أسمته كورش. هنا وفي هذه الأثناء حلم استياجيس حلماً جديداً مفاده: "بأن كرمة عنب تفرعت من رحم ابنته وتشعبت حتى غطت جميع أنحاء آسيا". وهنا بالطبع لجأ الملك الخائف ومن جديد للسحرة الذين أعطوه الجواب نفسه الذي حصل عليه في المرة الأولى. عندها أمر الملك قائد جنوده المقرب غارباغ بأن يخطف الطفل ويقتله، لكن ما كان من قائد الجنود غارباغ إلا أنه أشفق على ذاك الطفل وقام بإعطائه للراعي ميتريدات لتربيته ورعايته.

وتقول رواية أخرى بأن تربية كورش، مثل الكثير من أبطال الروايات كانت على يد ذئبة أو كلبة. ولكن هيرودوت لم يؤمن بهذه الرواية بل وبحسب ظنه فإن زوجة الراعي التي قامت بتربية كورش كانت تدعى باسم سباكو والذي يعني باللغة الميدية "كلبة". ومع مرور الزمن ترعرع كورش وكبر وكان ذو شخصية قيادية لدرجة أنه وفي أثناء لعبه مع أصدقائه كان دائماً يأخذ دور القائد. وفي إحدى المرات لم ينصاع ابن الميديانيني المعروف باسم ارتنبار ولذا قام كورش بضربه بالسوط، فما كان من والد الصبي إلا الذهاب إلى الملك وتقديم الشكوى له، وعندما دعا الملك كورش للنظر بالأمر، لاحظ على الفور بأنه يشبهه ليس فقط بالشكل بل وبطبعه المتسلط أيضاً، واستنتج من هذا بأن غارباغ قام بمخالفة أمره وبخيانته. عندها قام الطاغية استياجيس بمعاقبة العاصي غارباغ "بإغواء واستدراج ابنه الوحيد عن طريق الكذب ومن ثم أمر بقتله وشوائه على القدر. وقام بتقديمه كطعام للأب الذي لم يكن ليشك بشيء. لا أحد يعلم لماذا لم يعاقب الملك استياجيس حفيده كورش بل وقام بإرساله إلى وطنه في بلاد فارس.

في الواقع من الممكن القول بأن هذه الرواية تعتبر أسطورة لأنه وفي الوقت الذي ولد فيه كورش لم يكن استياجيس ملكاً على ميديا آنذاك وعمره لم يكن يتوافق مع دور الجد للملك الفارسي. إن الدلائل الموثقة عن حياة كورش ظهرت فقط حوالي 558 عام قبل الميلاد، عندما خلف كورش عرش قمبيز بعد أن توفي وأعلن نفسه ليس فقط مجرد ملكاً بل وملك الملوك أو شاهنشاه.

هذا كان بمثابة إعلان حرب ضد استياجيس الذي كان يحمل اللقب ذاته. وبحسب ما قاله هيرودوت، فإن غارباغ المفجوع أصبح حليفاً لكورش وقام بتحريض النبلاء الميديين للانتفاضة ضد ملكهم. وهكذا قام غارباغ بإعلام كورش عن اتفاقيته مع النبلاء وعن نيته بالانتقام من استياجيس بواسطة رسالة تمت حياكتها بجثة أرنب حفاظاً على سرية الاتفاق. في الحال قام كورش بجمع قواته وأجبرهم على قطع النباتات الشائكة بالمناجل كنوع من أنواع التدريب طوال اليوم. وفي اليوم التالي قام باستدعاء الجنود المتعبين وأجلسهم على وسادات ناعمة وأطعمهم حتى التخمة. وبعد ذلك سألهم أي الأيام أعجبهم أكثر البارحة أم اليوم؟ وعندما حصل على الإجابة قال لهم: "إذا أردتم إتباعي فسيكون لديكم كل هذا الخير بل وأكثر بألف مرة، وإذا لم تريدوا فسينتظركم جهد كبير لا نهاية له كالذي جربتموه البارحة".

وهكذا فإن المقاتلين الفرس الذين أقنعتهم خطبة الملك قاموا و بكل شجاعة وبسالة بالهجوم على العدو، و في الجولة الأولى من القتال قام غارباغ الذي عين قائد للميديانين بخيانة استياجيس والانتقال إلى جانب كورش. وهنا اختبئ استياجيس المهزوم في عاصمته الرائعة ايكباتانا "همدان الآن" ودعا جميع سكانها بمن فيهم الشيوخ والفتيان إلى حرب تعتبر هي الأمل الأخير له. وفي النتيجة انتصر الفارسيون ووقع الملك أسيراً، لكن كورش أشفق عليه وعينه واليا على مقاطعة بعيدة.ولدى سماع بسقوط ميديا خضع الكثير من القبائل الإيرانية بمن فيهم القبائل البعيدة كبارفيا وغيركانيا تحت سلطة الفرس، حتى أن هيرودوت أنهى قصته قائلاً: " ومنذ ذلك الوقت سيطر الفارسيون على كامل أراضي آسيا"...

نوفمبر 13, 2015

اسرار التاريخ :سر الشاهنشاه العظيم... الجزء الثاني

 


تتحدث مقالة "سر الشاهنشاه العظيم... الجزء الأول" عن انسان قاد شعبه الرعوي الوفي القليل العدد، نحو حملة كبيرة على أعظم الممالك الشرقية حيث أسس أول إمبراطورية في التاريخ قادت وبيد من حديد عشرات البلدان والقبائل تحت حكم قانون واحد

وعن حكاية أخرى حول اعتلاء كورش للعرش يحدثنا الكاتب الإغريقي كتيسي صاحب كتاب "تاريخ الهند". حيث أشار إلى أن كورش كان ابناً لقاطع طرق باسم أترادات من قبيلة "مارد" و الذي عمل ككناس في قصر الملك الميدي، والذي ترقى فيما بعد إلى رتبة قائد حربي، ومن ثم قاد تمرد ضد الملك. وبعد حرب طويلة انتصر بمساعدة المستشار الماكر غوبري، عن طريق اللجوء إلى المكر والخدعة على استياجيس. ونستنتج من كتابات الملك البابلي نابونيدوس، بأن حرب الفارسيين ضد ميديا كانت وبحق حرباً طويلة الأمد حيث دامت ثلاثة أعواماً كاملة. وتشير إحدى الكتابات إلى أن أشتوفيغ جمع قواته واتجه للقتال ضد كورش ملك أنشان عازما على هزيمته لكن القوات تمردت على أشتوفيغ وأسرته ومن ثم سلمته لكورش.

وقد تمكن الفرس من السيطرة على أرمينيا وسورية تلك المناطق التي كانت تخضع إلى دولة ميديا وهذا ما جعل كورش أكثر قرباً من حدود مملكة ميديا في آسيا الصغرى والتي كانت تحت حكم الملك كريز الذي حصل على مجده وثروته بسبب امتلاكه لرمال نهر غاليس التي كانت تحتوي على الذهب الخالص. و عندما علم كريز بما حدث في ميديا أراد الانتقام لأجل صهره استياجيس، فقام بإرسال رسله إلى موحى...للحصول على جواب حول نتائج حرب احتمالية يمكن أن تندلع في المستقبل، وجاء الرد كالتالي: "إذا أقدم كريز على حرب ضد الفرس فإنه بذلك سيدمر قوة عظمى".

وهكذا فإن الملك المتفائل تحرك بحملة ولقي الملك كورش عند قرية بتيريا الواقعة في كابودوكي، انتهت المعركة دون أن ينتصر أحد على الأخر. انسحب كريز بعد ذلك إلى عاصمته ساردي أملاً بالحصول على مساعدة حلفائه من المصريين والأسبرطيين، ولكن لم يستجب أي منهما له وسرعان ما تقدم الفرس نحو المدينة. فما كان من كريز إلا أن زجا بفوج الخيالة الشهير في المعركة، وبنصيحة من غارباغ قام كورش بإقحام فوج من الجمال في الخطوط الأمامية، مما أدى إلى هرع الأحصنة فزعاً من رائحة الجمال داهسة بذلك على صف المشاة الواقع خلفها. حينها اختبأ كريز المهزوم في قلعته التي استولى عليها الفرس بعد أسبوعين من الحصار. وهكذا فإن الموحى لم يكذب عندما قال بأن الملك سيقضي على الدولة العظمى، لكن هذه الدولة كانت مملكته.

وقع كريز أسيراً لدى كورش الذي أراد في البداية أن يحرقه مقدماً إياه كأضحية للآلهة لكنه لم يقتصر بالإعفاء عنه، لا بل عينه مستشاراً له. ويفسر هيرودوت ذلك بأن كورش اتخذ قراره هذا بعدما قام كريز بسرد مقولة الحكيم سولون التي تؤكد على أنه لا يمكن أن نقول عن شخص ما بأنه كان سعيداً قبل مماته". عندما سمع كورش هذا قال لنفسه "بأن كريز إنسان أيضا، لم يقل عنه مرتبة و لا مكانة فكيف له أن يحرقه حيا "، وهكذا ألغى الإعدام. ولقد كان كورش رحيما في معاملته مع جميع الأسرى أيضا محققا بذلك الحكمة الشرقية القائلة "ما الحاجة لذبح الخروف إذا كنا نستطيع أن نستفيد من صوفه كل عام؟".



سقطت ساردس في بداية شتاء عام 547 قبل الميلاد، وبعد ذلك عاد كورش إلى وطنه. وبحلول فصل الربيع قام النبيل الليدي باكتي بالتمرد عليه، والذي هرب مختبئا في جزيرة خيوس عند اقتراب القوات الفارسية منه. وهكذا اصطدم كورش مع الإغريقيين الذين يقطنون في المدن المستقلة والغنية التابعة لإيونيا عندها أرسل إليهم كورش رجله الوفي غارباغ والذي تمكن من السيطرة على مدينة تلو الأخرى. وهكذا سقطت آسيا الصغرى كلها في يد كورش الذي حصل على أفضل أسطول حربي إغريقي في تلك الأيام .

لا أحد يعرف ما الذي جرى من أحداث في السنين السبع التالية، باستثناء أن كورش كان قد سيطر على كامل أراضي إيران في أريا ورانغيانو وأراخوسيا وغيدروسيا وكذلك المقاطعات الواقعة في وسط آسيا مثل باكتريا وسوغديانا وخوريزم. يبدو أن الملك سيطر على هذه المناطق سلمياً وذلك عن طريق الحفاظ على مكانة كل والي من هذه المناطق. لكن الأمور لم تجري على نحو سلمي في بلاد الهند والتي توجه إليها كورش في عام 542 قبل الميلاد، حيث لقي معظم جيشه حتفه هناك. ولكنه لم يستسلم لليأس وقام بتوجيه الضربة الكبرى نحو الغرب حيث تقع مدينة بابل العريقة، وفي ربيع عام 539 قبل الميلاد توجه كورش إلى هذه المدينة العريقة مع عدد ضخم من قواته.

وفي بابل كان هناك بانتظاره خائن ممثل بشخصية حاكم منطقة كوتيف يدعى غوبري والذي وضع نفسه تحت إمرة كورش هو وجميع جنوده. ولكن كورش لم يكن على عجلة من أمره خاصة عندما أعاقته عن تقدمه مسألة غرق أحد الأحصنة البيض المقدسة في أثناء تجاوزهم لنهر الغيند فما كان من كورش إلا أنه أصدر أمراً بشق 180 قناة مما أدى إلى جفاف النهر. رأى هيرودوت في ذلك تعبيرا عن الحقد فقط، لكن كورش الذي كان على دراية كبيرة بطبيعة البابليين أراد بذلك تحقيق هدف آخر، فلقد وقع البابليون بنوبة من الهلع عندما عرفوا بالأمر قائلين: " إذا كان الملك قد أخضع مثل هذا النهر العظيم ،فما الذي سيفعله بنا؟ إضافة لذلك فإن هذه المياه روت أراضٍ واسعة محولة إياها إلى أراضي صالحة للزراعة. وفي أيلول/سبتمبر العام نفسه كان كورش قد أقدم على خطوة عسكرية تكتيكية عندما لم يدخل إلى بابل من جهة الشرق كما كان متوقعاً، بل دخل من الجهة الغربية. وقعت المعركة قرب مدينة أوبيس والتي هزم فيها البابليون مع قائدهم نابونيدوس فما كان منهم إلا الهرب، دخل كورش المدينة بعد حصار دام فترة قصيرة، أما بالنسبة لابن نابونيدوس الذي يدعى بلشاصر عند محاولته المقاومة. سلم نابونيدوس نفسه لكورش بعد مقتل ابنه ،فقام كورش بتعيينه حاكما على منطقة كارمينيا.

من الممكن قراءة أحداث هذه الحرب في كتاب الإنجيل للرسول دانيال الذي سرد لنا رؤية بلشاصر الرائعة والتي تحكي عن أحرف نارية ظهرت على حائط قصره. وقد ترجم الرسول دانيال هذه الكتابة كالتالي "توازن، مقدر،معدود"، وفسرها على أنها تنبؤ يحكي عن سقوط بابل المحتم. مقابل هذا وتكريماً لهذه الخدمة سمح كورش بعد انتصاره مباشرة لليهود العودة من الأسر البابلي إلى الوطن وتشييد معبد في القدس مرة أخرى كالذي هدمه نبوخذ نصر. وردا على ذلك أطلق النبي عيسى على الملك الفارسي لقب ذات العناية الإلهية هكذا قال المسيح لعبده كورش:"لقد اتخذتك مساعدي و يدي اليمنى وأداتي للسيطرة على الشعوب ...دعوتك باسمك، فضلتك على الآخرين، على الرغم من أنك لم تعرفني من قبل". بعد ذلك طلب الرسل اليهود من الملك أن ينتقم و بقساوة من مضطهديهم وأن يمحو مدينة بابل الضالة عن وجه الأرض، لكن كورش لم يقم بذلك بل إنه تصرف على العكس تماما فقد حرم سرقة المدينة خاصة المعابد بل وأخذ يتعبد الآلهة ماردوك بنفسه في مجمع المعابد الرائع المسمى بإيساغيل.

قام الكهنة البابليون المفتونون بهذا الفاتح العظيم بصنع تمثال اسطواني الشكل له من الطين الذي أصبح أحد المصادر المهمة التي تتحدث عن سياسة الملك. إن الكتابة المسمارية الموجود على التمثال الاسطواني والتي تكرر ما جاء في الإنجيل، تروي بأن نابونيدوس وابنه بلشاصر كانوا قد عصوا إرادة الآلهة ولذلك فإن الآلهة قد فضلت عليهم ذلك الملك الغريب والنبيل: "كل سكان بابل بما فيهم النبلاء والشعب انحنوا أمام كورش ساجدين وقبلوا قدميه، كانوا فرحين باستلام الملك للعرش وقد انعكس ذلك على وجوههم المشرقة". وقد ترجمت فيما بعد كلمات كورش التي وجهها للشعب آنذاك قائلاً: "أنا كورش ملك العالم، الملك العظيم، الملك القوي، ملك بابل، ملك سومر وأكاد، ملك البلدان الأربعة، ابن قمبيز الملك العظيم وملك مدينة أنشان حفيد كورش الملك العظيم وملك مدينة أنشان، ذات الملك الخالد الممتنة بذلك لبيل وناب اللذان حكماها بكل حب ووفاء. عندما دخلت إلى بابل بسلام وسط أجواء من الطرب والفرح، كان ماردوك يشغل كرسي العرش، ماردوك ذلك الملك العظيم الذي قام وانحنى لي بقلبه النبيل والذي يمثل قلب سكان بابل لأنني لم أكن له يوما غير الاحترام ...".

ولكي يؤكد على مكانة بابل العريقة قام بتعيين نجله قمبيز البالغ من العمر 17 عاماً ملكاً عليها وهو ابنه البكر من أم إيرانية تنحدر من عائلة ذات مكانة رفيعة باسم كاساندانا. ولكي يليق بمنصب السلاطين الشرقيين قام كورش باقتناء حريم لنفسه من بنات أولئك السلاطين الذين يحكمهم ولكنه لم يرزق إلا باثنين من الذكور قمبيز وبارديا.

وبعد عشرين سنة من الحروب استطاع الملك أخيراً أن يركز قواه على بناء إمبراطوريته، الممتدة من نهر السند إلى البوسفور، تاركاً الحكم للملوك المحلين وكان قد عين لكل حاكم مستشاراً فارسياً. وليتمكن المستشار من تقديم المعلومات بشكل سريع قام كورش ببناء محطات بريد في كل أرجاء المملكة حيث قام الرسل بتوصيل الرسائل المكتوبة أو الرسائل الشفهية لبعضهم البعض مترجما بذلك قوله بأن: "الحاكم الحقيقي يجب أن يكون على دراية كاملة بكل ما يحدث في مملكته". وقد قام الحكام المحليون بتمويل هذه المحطات ووعدوا بتقديم وحدات من المقاتلين في حال نشوب حرب، مقابل ذلك لم يدفعوا الضرائب كما سمح لهم بالحفاظ على ممتلكاتهم من الذهب والأحجار الكريمة. إن سياسة كورش هذه تدل على أنه لم ينجرف وراء حياة الترف رغم الفقر المتقع الذي عاشه صغيرا، فهو لم يفرض على الشعوب المحكومة عبادة آلهته بل و حافظ على الديانة في مدينة أهورا مزدا بينما كان يتعبد في بابل الآلهة ماردوك، وكان يتعبد آلهة أبولون في المدن الإغريقية. وأصبحت اللغة الآرامية، وهي لغة الكتاب البابليين والتجار اليهود، اللغة السائدة في الإمبراطورية، وذلك لأن اللغة الفارسية لم تكن تعرف الكتابة بعد.

حاول كورش مستخدماً المكر في سياسته للحفاظ على قوانين أجداده الآريين البسيطة والصارمة. يخبرنا هيرودوت عن هؤلاء الأجداد بإعجاب كبير قائلا: "البسالة هي الصفة الأهم لدى الفارسيين وكانوا يعلمون أولادهم من عمر الخامسة حتى عمر العشرين سنة ثلاثة أشياء فقط وهي ركوب الخيل، الرماية، والصدق...، حتى أن الملك لم يكن يتمتع بحق إنزال عقوبة الإعدام دون إثبات الإدانة... وبحسب تأكيد الفرس لم يكن لديهم حالات قتل الآباء أو الأمهات...، ولم يكن هناك شيء مزر بالنسبة لهم أكثر من الكذب أو الدين". في الحقيقة فإن فضائل الفارسيين المليحة كانت قد ضعفت في ذلك الوقت تحت تأثير العادات و التقاليد الأجنبية:"فقد كانوا يرتدون الملابس الميدية معتبرين إياها أجمل من زيهم المحلي، أما في الحرب فكانوا يرتدون الدروع المصرية. كما كان الفارسيون يتمتعون بجميع أنواع الترح والمرح الجديدة. وهكذا فقد أخذوا عن اليونانيين عادة اللواط".

وبدا الأمر بأن كورش لم يقلقه خطر انصهار شعبه قليل العدد داخل الإمبراطورية متعددة القوميات. لا بل على العكس بدا هذا الأمر و كأنه ساهم في إسراع هذه العملية محاولاً الربط بين جميع رعاياه بلغة واحدة وقانون واحد وحكم واحد. وانعكس ذلك من خلال بنائه لعاصمته الجديدة برسيليوس العظيمة في مركز الأراضي التي كان يسيطر عليها والتي قام ببنائها على طراز العواصم الأخرى بابل وهكمتانة. لم يكن بناء العاصمة قد انتهى عندما تحرك كورش وبشكل مفاجئ في حملته نحو حدود الإمبراطورية البعيدة، حيث كانت تعيش هناك قبائل ماساكت ولكن ما الغرض من ذلك؟ فلم يكن البدو الرحل يهددون سلطته ولم يكن لديهم غنائم كالذهب والفضة. ربما أن الملك كان قد سمع من تاجر ما عن الصين البعيدة وحلم أن يغزو هذا البلد؟ وربما أن قلب ساكن السهوب هذا كان يشعر بالضيق في متاهات المدن الشرقية المصنوعة من الطين؟ في جميع الأحوال وفي ربيع عام 530 قبل الميلاد توجه كورش في حملته والتي أصبحت الأخيرة بالنسبة له.

لم يكن أحد على علم بمصير هذه القبائل. جل ما نعلمه عنهم يرويه لنا هيرودوت قائلا: "كان كل رجل منهم يتزوج بامرأة واحدة ولكنهم كانوا يعيشون مع نسائهم بشكل جماعي...وإذا عاش أحدهم حتى الشيخوخة، كان يقوم أقاربه بتقديمه كأضحية، ومن ثم يقومون بسلق لحمه على النار مع لحم الحيوانات المذبوحة و يأكلونه. كان الموت بالنسبة لهم بهذه الطريقة هو النعيم الأعظم. لم يكن واضحاً لأحد أين كانوا يقيمون. يعتقد هيرودوت أبو التاريخ أنهم كانوا يقطنون أراضي تقع ما بعد منطقة أراكس، أي على أراضي القوقاز، ولكن معظم العلماء يعتقدون بأن الحديث يجري حول منطقة جيحون. بعد ذلك بوقت طويل عاش الماساغيتيون والساكيون في مناطق وسط آسيا بالتحديد.

وعن تفاصيل الحملة نطلع مرة أخرى من خلال المؤرخ هيرودوت حيث قال: "بأن كورش طلب يد توميريس ملكة المساغيتين، لكنها أدركت بأن كورش لم يكن يريد الزواج منها لشخصها بل كان يطمع بالسيطرة على مملكتها وبالتالي فقد رفضت عرضه". وقتها بدأت الحرب والتي استخدم فيها سكان السهوب تكتيك تقليدي كان يقوم على استدراج العدو إلى عمق الأراضي و محاصرته ومن ثم الانقضاض عليه وهكذا تم القضاء على القوات المتهادية على زوارق الملك الفارسي. كان الحظ في بادئ الأمر حليفاً للملك كورش: ففي إحدى المعارك أسر ابن الملكة سبارغابيت، وبحسب عادته كان قد أطلق سراحه ولكن الشاب المعتز بنفسه اعتبر هذا كإهانة لشرفه فانتحر. وعندها قامت الأم المفجوعة لدرجة الموت بجمع قوى المساغيتين كلهم وبالهجوم على القوات الفارسية، وفي مجرى هذه المعركة الأكثر قسوة قتل تقريباً كل الجنود الفارسيين فيما استطاع قمبيز أن يهرب مع مجموعة من المقاتلين. تم إدراج قصة مقتل كورش، والتي سردها المؤرخ هيرودوت، في الكتب المدرسية على النحو التالي: "أمرت توميريس بمليء أوعية من الفرو بدم البشر، ومن ثم أمرت رجالها بأن يبحثوا عن جثة كورش وسط جثث الفارسيين، وعندما وجدوا جثته أمرت الملكة بأن يضعوا رأسه في الزق ومن ثم قالت وبلهجة ساخرة: "أردت دماً إذاً اشرب منه حتى الثمالة".

من الواضح بأنه تم استرداد جثة كورش من البدو والتي دفنت في قبر مصنوع من الحجر في مدينة باسارغاد والتي تم الحفاظ عليها بأعجوبة حتى وقتنا هذا. وكان قد رسم على هذا القبر صورة الملك كما كتبت عليه العبارة التالية "الملك كورش- الأخيميني"، أما داخل القبر فقد أشعلت نار دائمة. وبقي ضريح الملك المؤسس للإمبراطورية الإيرانية دون أن يمسه أحد لمدة 200 عام على الرغم من الخلافات السياسية. مباشرة بعد موت والده قام قمبيز بإعدام أخيه بارديا والكثير من رجاله. بعد ذلك توجه إلى مصر حيث قام بالكثير من الفظائع، وفي النهاية لقي حتفه بسبب جرح عارض. قاد الحكم في العاصمة بعد ذلك أحد المدعين والذي قدم نفسه على أنه بارديا، وكانت الإمبراطورية على وشك السقوط قبل أن يقوم بإنقاذها أحد أقارب كورش المسمى بداريا "داريافاوش" والذي أصبح شاهنشاه الجديد. ظلت المملكة الفارسية قائمة حتى قدوم الكسندر المقدوني إليها وكانت قد قامت على حطامها مماليك أخرى. وفي الوقت الذي احتلها الكسندر المقدوني قام رجاله بتحطيم ضريحه ولكنهم لم يجدوا هناك أي غنائم. عندما علم الكسندر بذلك صرخ قائلاً: "هذا هو مثال القائد الحقيقي". وليس بوسعنا إلا الموافقة معه على ذلك.
...المزيد: http://arabic.sputniknews.com/arabic.ruvr.ru/2013_11_05/123917862/

نوفمبر 13, 2015

اسرار التاريخ : سر لعنة كتاب الإله المصري القديم تحوت




على مر العصور كانت هناك سلطات ومقاتلين وحكام متحمسين دائماً لتدمير الكتب ومؤلفيها في بعض الأحيان. ولكن كان هناك أيضاً ما يسمى بكتب اللعنات والسؤال ما الذي كانت تخفيه هذه الكتب؟

ويعتبر كتاب تحوت واحد من أكثر الكتب المصرية القديمة غموضاً. ويعتقد أن الإله الوثني المصري القديم إله الحكمة والمعرفة تحوت يمتلك معرفة كبيرة تمنحه السلطة على العالم. يشار بأن تحوت أعطى الناس الكتابة وكان مؤرخ الآلهة، حيث تم تصويره على شكل إنسان برأس أبو منجل، أما عبادته في مدينة هرموبوليس مرتبطة بالعالم السفلي ويكتنفها الغموض الكامل.

ويصادف أول ذكرى لكتاب تحوت في ورق البردى تورينو، حيث تم وصف المؤامرة ضد الفرعون لاستخدام السحر علماً أن جميع أعضائها تم إعدامه وتم حرق الكتاب الملعون الذي كان يدرس الخطوات والإجراءات غير القانونية.

ولكن بعد مرور بعض الوقت ظهر الكتاب مرة أخرى في حوزة ابن رمسيس الثاني مرنبتاح. وقد كان من المعتقد أن هذا النص يسمح للنظر على الشمس دون زغللة، كما أن هذا الكتاب منح السيطرة على البحار والأرض والنجوم ويكشف أسرار لغة الحيوانات وكان يسمح بإحياء الموتى والتأثير على الناس عن بعد. لذلك اعتبر ابن رمسيس الثاني أن هذا الكتاب هو خطير للغاية فحرقه؟.

ومنذ عام 300 قبل الميلاد تقريباً ظهر الكتاب مرة أخرى والذي لقي اهتماماً كبيراً من قبل هيرميس ثلاثي العظمة مؤسس علم الكيمياء. ففي ذلك الزمان كان كل ساحر في الإسكندرية يدعي بأنه يمتلك كتاب تحوت، ولكن كانت نهاية هذا التفاخر الموت الحتمي نتيجة للحوادث الفجائية.

وفي القرن الخامس عشر ظهرت أسطورة حول جماعة سرية عملت على نشر ملخص كتاب تحوت على شكل بطاقات حصلت على اسم بطاقات التارو. هذا ما ذكره العالم الفرنسي أنطوان كور ديجيبيلين في كتاباته التي أكد فيها بأن هذه المعرفة المنصوص عليها في الكتاب المصري القديم نجت من حادثة حرق مكتبة الإسكندرية. وفي كتاب تاريخ السحر عام 1876 للكاتبة بوليا كريستينا التي عملت أمينة مكتبة مديرية التعليم العام لدى نابليون الثالث، أيضاً أشار إلى أن أسرار علوم الحضارة المصرية الرئيسية وما يحتويه كتاب تحوت موجودة في بطاقات التارو.

الجدير بالذكر أن كتب القرن التاسع عشر والقرن العشرين مليئة بقصص السحرة والمشعوذين وأصحاب بردى تحوت، لكن لم يجرؤ أحد للاعتراف بأنه يمتلك للمعارف السرية لأن التاريخ أثبت بأن كل من اطلع على تعاليم كتاب تحوت لم يمت ميتة طبيعية.

يشار إلى أن مكتبة الإسكندرية حالياً تحتفظ ببعض وريقات متناثرة لنسخة البردى الأولى من كتاب تحوت، لكن بعض الباحثين يتساءلون فيما إذا كانت هذه الوريقات أصلية وتعود للكتاب نفسه.

نوفمبر 13, 2015

اسرار التاريخ: سر قبر جنكيز خان



يرتبط اسم جنكيز خان بأحد أكبر الأسرار، فهناك اليوم العديد من الروايات حول مكان ضريحه، إحداها يتجه نحو مدينة قراقورم، حيث يعتقد بعض المؤرخين، أن ضريح زعيم المغول العظيم، يقع في محيط هذه المدينة، ولكن لم يتم العثور على أي دليل على هذا الافتراض.

19‏/08‏/2015

أغسطس 19, 2015

فلاسفة لكن لصوص.. لايبنتز يغري فرنسا بغزو مصر




لايبنتز
قبل ظهور الإنسان على الأرض وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعا للتغيرات الجيوبوجية.
في عام 1486 تمكن ملاح برتغالي يدعى بيرتلمي دياز من الوصول إلى طرف قارة إفريقيا الجنوبي وكان يسمى برأس العواصف، وبعده تمكن زميله في الملاحة والوطن فاسكو دي جاما من تجاوز رأس العواصف، ليعلن للبشر رؤية اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح البحري.

أغسطس 19, 2015

لماذا رفض بن الخطاب اتصال البحرين مباشرة


قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليها في العصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.
أغسطس 19, 2015

حلم نابليون يتحطم قبل رحيله عن مصر..

 



محمد علي باشا ونابليون بونابرت

قبل ظهور الإنسان على الأرض وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعا للتغيرات الجيولوجية.
كان نابليون يريد حفر القناة، لإنشاء طريق بحري الشرق يكون تحت سيطرة فرنسا، فبعد ثلاثة قرون من اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، بدا أن الطريق طويل للغاية وحتى بغض النظر عن طول المسافة، فكما يذكر الدكتور عبد الرحمن برج في كتابه "100 عام على قناة السويس" الصادر عام 1969 بمناسبة مرور 100 سنة على القناة، مثلا أن المسافة بين بريطانيا ومستعمراتها في نيوزلندا، أقصر عن طريق المحيط، غير أن المسافة تخلو من أية مرافئ وهذا لا يشكل عنصر أمان للسفن التى تفضل أن تسير في طريق به مواني للتزود بالوقود أو سهولة اللجوء إليها أو الاتصال بها عند أي طاري يدعو للتوقف أو الاستغاثة ولذلك فإنها تفضل المرور عبر القناة في مسافة أطول ولكنها أكثر أمانا.

وهذا أمر في غاية الأهمية، هذا فضلا عن أن قناة السويس تختصر فعلا الطرق بالنسبة لكثير من دول أوروبا في تجارتها مع الشرق، فالمسافة ما بين لندن وبومباي أقل بـ11000 كيلومتر.

ورحل نابليون لكن الفكرة لم ترحل، فقد حضر إلى مصر مجموعة أطلقت على نفسها "أتباع سان سيمون" وهم ممن تأثروا بأفكار الفيلسوف الفرنسي سان سيمون (1760- 1825) وكان ذا أطروحات ثورية إصلاحية ورأوا في مصر أرضا بكرا لتطبيق مشروعاتهم، فزاروا والى البلاد محمد على في عام 1832 وعرضوا عليه فكرة العودة لحفر القناة عن طريق النيل، فأحسن استقبالهم لكنه لم يرتح لحقر قناة لأنه استشعر الخطر من ورائها، فوجود قناة للملاحة العالمية ستعطى مجالا للتدخل الدولي وستصبح المنطقة مسرحا للصراع هو ما حدث بالفعل.

كما أن العثمانيين الأتراك في الأستانة التابعة لهم سلطة البلاد، لا يريدون مثل هذا المشروع، واكتفي محمد على بعودة مرور حركة التجارة العالمية برا عبر الأراضي المصرية، فقد عادت لميناء الإسكندرية الأهمية التجارية عام 1839 بعد حفر ترعة المحمودية الصالحة للملاحة، فعادت المراكب لحمل البضائع إلى القاهرة، ثم تحمل بعد ذلك برا إلى السويس عبر عربات تجرها الجياد للأفراد، بينما تحمل البضائع فوق ظهور الجمال.

ومحمد على أعاد الحياة للقناة القديمة حتى البحيرات المرة، لكن فقط كمصدر للمياه العذبة لري الأراضي الزراعية دون التعويل عليها كممر ملاحي.
كما عادت ميناء السويس لاستقبال السفن، فرست سفينة بخارية قادمة من الهند في 22 أبريل 1829، رغم اعتراض الأستانة على ذلك، هذا الاعتراض لم يأبه به محمد علي.
كما كانت جمعية الدراسات التى اشترك فيها السان سيمونيون والمكونة من ثلاث مجموعات من مهندسين فرنسيين وغير فرنسيين وتأسست سنة 1846 قد كلفت خبيرا في الطبوغرافيا يدعى بور دالو بالاشتراك مع لينان الذي كان يشغل كبير مهندسي الحكومة المصرية، فأثبتت دراستهما في 1847، أن فارق منسوب المياه بين البحرين لا يكاد يذكر وأن القناة لا تحتاج إلى أهوسة لمعادلة المناسيب عند مرور السفن فيها وهنا رفض محمد على ذلك صراحة قائلا: "لا أريد بسفورا آخر" قاصدا أن مضيق البسفور الذي يصل البحر الأسود بالمتوسط والمار أمام الأستانة ويفصل ما بين أوروبا وآسيا، يمكن أن يكون مصدرا للخطر!.

على أثر ذلك اقترح الضابط الإنجليزي توماس واجهورن على حكومته، إنشاء خط مراسلات بريدية بين لندن وبومباي، عن طريق السويس، بديلا عن خط بريد رأس الرجاء وعندما تم تجربة الخط، اتضح لبريطانيا الفارق الشاسع في وصول البريد.

وعلى ذلك تم اقتراح إنشاء خط سكك حديدية عام 1856 من الشركات الملاحية، بين الإسكندرية والسويس، يمر بالقاهرة، بديلا عن الوسائل البدائية للنقل.

وبلغ من سعادة سفير إنجلترا "جورج بلدوين" بذلك أنه قام بعمل استعراضي طريف، حيث أحضر ثلاثة زجاجات كان في الأولى ماء من النيل والثانية ماء من نهر التايمز الإنجليزي والثاثة من نهر الجانج الهندي وصعد بالزجاجات الثلاث إلى الهرم الأكبر للاحتفال بهذه الاقتراح الذي رفضته الأستانة وقتها.

ونتيجة لكثافة الحركة التجارية العائدة بقوة، تأكد بذلك أهمية حفر القناة لتحقيق الاتصال المائي، حيث كان مهندس فرنسي يدعى لينان كانت له خبرة كبيرة في الأمور الإدارية المصرية حتى وصل إلى منصب وزير الأشغال وقد رأى أن زيادة منسوب البحر الأحمر لا تحول دون حفر القناة وأنه يمكن معالجة ذلك، فأرسل بدراساته إلى قنصل فرنسا في الإسكندرية، حيث طالع المهندس فردينان دي ليسبس هذه الدراسات حيث كان نائبا للقنصل.

أغسطس 19, 2015

سيتي يجدد القناة ومجد الإمبراطورية..




سيتى الاول يسجل انتصاراتة
قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.

بعد طرد الهكسوس وتمكن المصريين من حكم بلادهم على يد أمراء طيبة، عادت مصر لمجدها القديم واتخذت طريقها ثانية نحو الأوج تحت حكم الأسرة الثامنة عشرة التى كان البطل أحمس قاهر الهكسوس هو رأسها ومؤسسها.

واتسعت رقعة المملكة المصرية وثبتت أركانها حتى صارت إمبراطورية عظمى وصار جيش مصر أقوى الجيوش في العالم، استطاع ملوك الأسرة الثامنة عشرة، التى لا يضاهيها في التاريخ عظمة سوى الأسرة الثانية عشرة، أن ينهضوا بمصر ويجعلوها في مقدمة أمم العالم القديم ومعلمة له، فقد تجاوز التحامسة من ملوك هذه الأسرة العظيمة بجيوشهم مياه النهر المعكوس" الفرات" أي أن مياهه تسير من الشمال إلى الجنوب على العكس من نهر النيل الذي يسير بمياهه من الجنوب إلى الشمال.
وإن كانت مصر قد بلغت القمة في الحضارة رأسيا في داخلها على عهدي سنوسرت الثالث وأمنمحات الثالث في عصر الدولة الوسطى، فإنها بلغت القمة في الامتداد والتوسع الجغرافي أفقيا في عهد الأسرة الثامنة عشرة.

فقد تكونت الإمبراطورية الأولى في تاريخ الإنسانية على أرض الكنانة، لعدة عوامل، ليس الموقع الجغرافي هو الفاعل فيها وحده، فلم ينفع الموقع الجغرافي هذا المصريين عند تفككهم وغفلتهم في الفترات المعروفة بالفترات الانتقالية أو البينية ما بن عصور تاريخ الدول المصرية القديمة المتعاقبة ( الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة).
بل كان هذا الموقع الجغرافي المتميز بالتحكم في ملتقيات الطرق البرية والبحرية، وبالا على مصر وسببا لنكباتها على مر العصور، فقد أطمع الموقع الفريد، بقية الأمم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

ولا ندري ما السبب الذي أدى إلى تجاهل ملوك مصر وأباطرتها العظام من أبناء وأحفاد أحمس العظيم في أواخر عهد الأسرة لحفر أو تطهير مجرى القناة ما بين النيل والبحر الأحمر، ذلك حدث بالرغم من نشاط التجارة البرية ووجود سفن مصرية تمخر عباب البحرين الأحمر والمتوسط.

وتوالت الرحلات التحارية والحربية التى بينت أن قوة مصر هى الأولى عسكريا واقتصاديا ولاحت مظاهر هذه القوة في الرحلة التجارية الشهيرة إلى بلاد بونت جنوب البحر الأحمر على عهد الملكة العظيمة حتشبسوت، كذلك كانت قوى مصر في البحر المتوسط جلية في السيطرة على جزره الكبرى، خاصة كريت التى ارتبطت بعلاقات وثيقة ودانت للتاج الملكي المصري وسلمت لصولجانة.

وانتهى عهد الأسرة الملكية العظيمة بملوكها وملكاتها الذين واللائي لا نجد لهم ولهن في تاريخ الإنسانية مثيلا على مدى العصور، وربما انطمس ذكر القناة او القناة نفسها الذي كان في آخر الأسرة، قد حدث بعد الاضطرابات الدينية على عهد "أخناتون" الملك الذي احتل الترتيب العاشر بين أربعة عشر التى هددت البلاد بالفوضى وكادت تفكك أوصال الإمبراطورية المصرية العظمى، كما يتبين من الرسائل التى عثر عليها في تل العمارنة موقع مدينة "آخيت اتون" التى اتخذها أخناتون مركزا روحيا وعاصمة لدعوته الشهيرة.
لكن قوام الدولة كان قويا فلم تنهار بل ازدادت قوة في عهد آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة الفارس الجسور "حور محب" الذي لم يؤثر عنه أنه سعى للملك ولا كانت له أطماع فيه لكنه وجد نفسه كقائد للجيش المصري، في مكان الصدارة العظمى؛ حيث لا اختيار ما بين الصمود أو الانهيار.

فارتقى "حور محب" العظيم العرش وأعاد هيبة الدولة داخليا وخارجيا طوال ثلاثين عاما هي مدة حكمه البلاد، لينتقل بعده العرش المصري إلى حاكم جديد سيكون رأسا لأسرة عظيمة أخرى من الأسر الحاكمة في تاريخ مصر والعالم وهو قائد الجيش رمسيس، وكان الانتقال سلسا بلا أي شائبة بالرغم من أن رمسيس لم يكن من بين أبناء الأسرة الثامنة عشر التى رحلت لتسجل ملوكها بحروف من نور في سجلات الإنسانية.
وتلقب رمسيس هذا بلقب رمسيس الأول الذي اعتلى العرش شيخا كبيرا بلغ من الحكمة مبلغا عظيما، حعله يحسن إدارة شئون البلاد ويحافظ على ما أبقى عليه سلفه العظيم.

ورغم قصر مدة حكم الملك رمسيس الأول التى لم تزد على عامين، إلا أنه سار في ركب الملوك البنائين العظام، فبدأ في بناء بهو الأعمدة في منطقة معابد الكرنك وهو البهو الذي لا تزال أساطينه قائمة شاهدة في أكبر معابد الدنيا قديما وحديثا، على عظمة الحضارة المصرية وهو البهو نفسه الذي أكمل بناءه ابنه ووريثه الضابط الشاب تلميذ "حورمحب" ومحل ثقته ذلك الشاب المدعو "سيتى" ضابط حصن "ثارو" (اقنطرة شرق حاليا) على مدخل الحدود الشرقية التى تدخل من قبلها جيوش الفاتحين وتخرج من أو إلى مصر.

فما أن تولى الملك العجوز رمسيس الأول حكم البلاد حتى استدعى ولده الوحيد ليكون بجواره ويعاضده في أمور حكم البلاد وكانت المهمة شاقة أمام الأمير الفارس، فإن كان حور محب قد أعاد خلال حكمه هيبة الدولة، إلا ان كثيرا من الولايات التابعة للإمبراطورية المصرية، أثارت القلاقل وتطاولت على مصر، فكان على سينى الأول أن يعيد مصر كإمبراطورية قوية، كما أعاد أستاذه حور محب مصر كدولة قوية.
وشهدت مصر نهضة هائلة في البناء والفن وكان سيتى أول ملك يسجل تفاصيل معاركه في أرجاء الإمبراطورية على جدران المعابد من خلال لوحات جدارية كبيرة على معبد الكرنك.

وعادت بالفعل مصر إمبراطورية قوية على يد سيتى الذي خاض حروبا في كل الجهات لتأديب المتمردين من القبائل في أرجاء الولايات التابعة للحكم المصري في فلسطين وسوريا ولبنان والفرات.

و قام ستي بإعادة حفر القناة ليعيد اتصال البحرين عبر نهر النيل مرة أخرى لتعود الملاحة وينفتح الطريق المائي مارة أخرى ويصير العالم متصلا مائيا بلا عوائق تارة أخرى.

فقد ورد في بردية "أنسطاسي" أن الملك سيتي الأول بنى قلعة على القناة لحمايتها وأحاطها بالأشجار على ضفتيها لحمايتها من العواصف وزحف الرمال، كما سجلت البردية رحلات سيتي إلى القناة ورسم مصور لعودته منتصرا من إحدى حملاته الحربية على الولايات التابعة للتاج المصري في آسيا وهو في قلعة "ثارو" التى كان سيتي يتولى قيادتها في صدر حياته العسكرية.

فعادت مصر تتحكم في الطريق البحري وتحكم قناتها تحت حمايتها، لتنطلق مرة أخرى قوة عظمى هادرة في عهد سيتي وما بعده من ملوك خاصة ابنه رمسيس الثاني الذي لا حاجة بنا للإشارة إلى المجد الذي حقققه لنفسه ولبلاده، فرمسيس الثاني ابن سيتى الأول، فد سار على خطى الأباطرة العظام ولم يخف اهتمامه بالقناة التى أعاد أبوه حفرها، فقد اكتسف معبد صغير لرمسيس الثاني عند الكيلو 91 على القناة.

وقد بلغ رمسيس الثاني من الشهرة والفخار ما جعله أشهر ملوك التاريخ قاطبة في كل العصور القديمة والحديثة وصار رمزا بآثاره التى أحدث بها صخبا تاريخيا تتردد أصداؤه عبر العهود، بما لم يكن لملك غيره في شتى بقاع الأرض والذي لايزال اسمه هو الوحيد الذي يسمي به بعض المصريين أبناءهم به حتى اليوم، فشهرته بلغت العامة والخاصة.
وعن معالم هذه القناة يقول الدكتور جورج حليم كيرلس الملقب بمؤرخ قناة السويس في كتابه "قناة السويس من القدم إلى اليوم": ومازالت آثار هذه القناة واضحة تماما حتى يومنا هذا في محاذاة المجرى الملاجي الحالي لقناة السويس بالقرب من بلدة جنيفة (على مسافة 28 كيلومترا من مدينة بور توفيق ويكن تتبع مسارها حتى الكيلو 138 حيث حفرت قناة المياه العذبة في مجرى القناة القديمة نفسه، ثم تختفي بعد ذلك معالم هذه القناة، التى كلنت تمتد في القدم حتى ميناء كليسما (السويس حاليا).
ومن المعروف أن طول القناة كان نحو 150كيلو مترا وعمقها من 3:4 أمتار واتساعها يزيد على 25 مترا.

وظلت الإمبراطورية المصرية تحمى قناتها الواقعة في عمق أراضيها، غير أنه بعد أن ضعفت مصر وتوالى على عروشها ملوك ضعفاء في أواخر عهد الرعامسة "غلب اسم الرعامسة على ملوك الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين الذين تسمى معظمهم باسم رمسيس" كذلك فيما عرف تاريخيا بالعصر المتأخر فغلب اقتسام حكم البلاد بين الملوك والكهنة في الأسرة الواحدة والعشرين، فيما بين ملوك تانيس في الشمال وكهنة طيبة في الجنوب وارتقى بعد ذلك عرش مصر ملوك ولم يكونوا بقوة السابقين من الملوك العظام.

ها وقد تراجعت مصر تراجعا حادا، فتدهور كل شيء تقريبا، فانطمرت القناة التى شكلت عصب التجارة البحرية وعادت أثرا بعد عين، بل تراكمت الرمال والطمي في المنطقة الواقعة ما بين البحيرات المرة التى كانت تسمي بحيرات أميريس وبين خليج السويس، والمسافة بينهما صارت منخفضات جافة ومليئة بالكثبان، فتكون فيها سد رملي عملاق بطول 30 كيلومترا، فانقطعت الصلة نهائيا ما بين البحيرات المرة والخليج.
وكان تدهور حال القناة من مظاهر ضعف مصر وفي الوقت نفسه سببا من أسباب هذا الضعف أيضا، فيجب ألا ننسى ازدهار القناة مرتبط بقوة حمايتها، فإذا سادت الفوضى، صارت القناة مطمعا للأجانب الذين تمر سفنهم فيها، فيمدون أعينهم لاستغلال مصر وبعد عيونهم تمتد أيديهم.
أغسطس 19, 2015

القناة تدفع ثمن النزاع والأشوريون يغزون مصر

 


قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.
أغسطس 19, 2015

من نبوءة نخاو إلى نهاية أعظم عروش الدنيا.."


نخاو الثاني
قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.
"الملك والقناة والنبوءة"
زاد نخاو من قوة مصر البحرية عسكريا وتجاريا وراحت سفن الأسطولين اللذين بناهما نخاو، تجوب البحرين الأحمر والأبيض في ظل رواج تجارى بين موانيء العالم القديم لم يسبق لها مثيل وظهرت في التاريخ البحري لأول مرة سفن ذوات ثلاثة صفوف من المجاديف.
وأراد نخاو أن تنطلق السفينة من شاطيء طيبة مثلا، فتسلك النيل إلى أي ميناء في العالم سواء على البحر المتوسط أو على البحر الأحمر، عبر إعادة حفر القناة من جديد ما بين النيل وخليج السويس، ليعود الانفتاح المائي للعالم مرة أخرى، وبدأ بالفعل تنفيذ هذ المشروع التاريخي، فقام بحفر القناة قرب موضع الزقازيق الحالية، الفرع البوبسطي للنيل، ثم تسلك السفن ذوات الثلاث صفوف من المجاديف داخل القناة ثم إلى البحيرات المرة.
وكاد يتم له ما أراد لولا أن أرسلت الكاهنة ميليت كاهنة بوتو نبوءة تحذر بها نخاو من استكمال حفر هذه القناة التى حفرها قبله سيتي الأول وقبل أن يقوم برفع تلال الرمال التى تكونت ما بين البحيرات المرة وخليج السويس وفصلتها نهائيا عنه، قالت الكاهنة ضمن نص هذه النبوءة حسب الترجمة الواردة في كتاب د. جورج حليم كيرلس: "إنى أرى وراء الغيب أن عملك هذا سيجلب الضرر على مصر، فحفر القناة، سيعود بالفائدة على الغريب وعلى الأجنبي دون الوطنى، إنك اليوم تتقاضى الرسوم على مرور الناس بأرضك وعلى مرور التجارة، وتتحكم في مصير البضائع والناس، أما غدا عندما تفتح القناة، فسيمر بها الجميع وتجذب الجميع.. ستجذب مطامع أعدائك، فتفقد السيطرة على القناة، وتجعل للخطر منفذًا إلى قلب بلادك.. فبحق الآلهة وبحق الوطن مر بوقف العمل وكف عن مواصلة الحفر.. لا كانت القناة ولا كان الاتصال" وهذه النبوءة عثر عليها ضمن برديات بإحدى مقابر طيبة وحاليا تقبع في متحف برلين في ألمانيا.
إذن فهذه هي النبوءة التى كانت سببا رئسيا لإيقاف العمل في إتمام القناة، فتوقفت عند البحيرات المرة وأحجم نخاو عن المشروع نهائيا رغم ما كلفه من مال ورجال، فقد ذكر هيرودوت أن 120000عامل قد لقوا حتفهم خلال حفر هذه القناة التى وصل اتساعها إلى أنه كان يمكن لرتلين متقابلين من السفن ذات الثلاثة صفوف للمجادبف أن يمرا خلال المجرى الملاحي في منتهى اليسر.
"والعجيب أن الذين لقوا حتفهم خلال حفر قناة السويس الحالية على عهدي سعيد وإسماعيل في ستينيات القرن التاسع عشر، قد بلغوا هذا العدد أيضا"!.
وكانت السفن تسير حتى نهاية القناة ثم تنقل البضائع بالطرق البرية.
ومن المؤكد أن شعور نخاو بالخوف من تنفيذ هذا المشروع، يدل على أن لم يكن واثقا من قوة مصر العسكرية ولا قدرتها على حماية أرضها وقناتها، كما يدل كذلك على اعترافه بنمو قوى لدول أخرى حول مصر، خاصة أنه لم يفكر في مواجهة بابل بعدما لقي الهزيمة على يد ملكها نبوبختنصر، مما أدى إلى تخليه عن أحلام إعادة إمبراطورية التحامسة والرعامسة في العهود الغابرة.
لكن الذي كان واضحًا من إنجازات عهد نخاو هو نمو قوة مصر التجارية واذدهار مواني جديدة في البحر المتوسط علي الساحل الفينيقي واليونان وشمال إفريقية فقد كان الفينيقيون هم سادة البحار، بينما كان اليونانيون هم سادة التجارة وكما أسلفنا فقد كان لليونانيين وجود قوى في مصر وليبيا بعد هجرات أعداد كثيرة منهم، حيث شكلوا قوى اقتصادية وعسكرية تحت الريادة المصرية، كما كان نخاو معتمدا على البحارة الفينيقين العاملين تحت إمرته في الأسطول المصري.
"أهم رحلة بحرية في التاريخ"
مما يدل على براعة المصريين والفينيقيين معا على ارتياد البحار، هو تلك الرحلة البالغة الأهمية التى أمر بها نخاو لاستكشاف ما وراء أعالى البحار، حيث أبحرت السفن التى تحمل عددا من البحارة المهرة، في البحر الأحمر وسارت في الخطوط الملاحية التى طالما ارتادها المصريون في رحلاتهم إلى الجنوب في بلاد بونت واليمن لإحضار الاخشاب والبخور والتوابل وغيرها، لكن هذه المرة جاوزت السفن خليج عدن وأوغلت في محاذاة ساحل القارة الإفريقية حتى بلغوا "رأس" ساحلها الجنوبي وظلوا مدفوعين برغبة الاستكشاف، ليحققوا للمرة الأولى في التاريخ البشري أول دوران حول إفريقيا وعادوا من خلال مضيق جبل طارق إلى سواحل مصر الشمالية.
ومن المؤكد أن رحلة بحارة نخاو لم تكن بالمصادفة، فقد وضع البحارة في حسابهم أن رحلتهم ستطول، فقد أخذوا معهم من بذور النبات ما جعلهم ينزلون من السفن إلى الساحل عند اقتراب نفاد الحبوب الغذائية، حيث يقومون بزرع الأرض والحصاد، فقد استغرقت الرحلة ثلاث سنوات وقد لاحظو أن الشمس التى كانت تشرق من على يسارهم قد صارت تشرق من على يمينهم!.
فهم لم يدركوا هذا الإنجاز الذي تحدث عنه هيرودوت على أنه "أساطير" وظلت الإنسانية تجهل على تعاقب حضاراتها، هذا الكشف حتى أكده البحر البرتغالي فاسكو دا جاما بعد رحلته الشهيرة التى أدت لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح بعدها بما يقرب من ألف سنة، تأحر فيها بحارة العالم عن هذا الكشف المذهل.
فهذه الرحلة التى لم تتابع للأسف، تؤكد التقدم الملاحي والجغرافي الذي بلغته علوم مصر القديمة.. ولو وجد في العالم القديم من حاول الاستفادة من العلوم المصرية في الفلك والجغرافيا والخبرة الفينيقية الفريدة في الملاحة، لربما تغير وجه التاريخ في هذه المنطقة، فهذا التغير قد تأخر لما يقرب من ألف عام، بسبب أن الأمم المحيطة بمصر، كانت فقط تريد أن تستولى على خيراتها ولستغل موقعها وتذل شعبها.
وخلف نخاو على عرش مصر بسمتك الثاني ثم واح أب رع "أبريس" ثم أحمس الثاني "أمازيس" فجاهد كل منهم جهادا كبيرا للحفاظ على الاذدهار الاقتصادي والعسكري والعمل على استقرار الأمور في البلاد والمحافظة على قوتها واستقلالها، لكن بعد نهاية عهد الأخير ومجيء ولده بسمتيك الثالث، سقطت مصر بمعاونة أحد قواد الجيش من الضباط اليونانيين المرتزقة تحت الاحتلال الفارسي بزعامة قمبيز بن قورش الملك الشهير وغريب الأطوار فيما كان منه أو حكي عنه.
"ونبوءة أخرى أشد عجبًا"
فلقد تحطمت قوة مصر تحت سنابك خيل جيوش قمبيز بعد أن تمكن من دخولها في عام 525 قبل الميلاد وهو العام الفاصل في تاريخ مصر، حيث لم تعد بعدها كما كانت وقضي على كل أمل بعد هذا العام في عودة المصريين لينهضوا ببلادهم مرة أخرى، فبدخول قمبيز، خرجت مصر من حلبة المنافسة، فكان كل دورها المكتوب بعد ذلك، هي أن تستقبل الغزاة من الشرق والغرب ووتهب لمقاومته والتسليم لهم ما بين كل هبة وأخرى.
لكنمع ذلك، فقمبيز على قوته قد خرج من مصر مذموما مخذولا، فقد كان قد فقد جيوشه في مشهدين مأساويين يندر أن تجد مثليهما في التاريخ، فقد كان الغازي الفارسي قد أرسل جيشين بعد استيلائه على منف، الأول إلى مملكة نباتا في الجنوب وهم سلالة ملوك الأسرة الخامسة والعشرين التي كانت ترى أنها الأحق بملك، خاصة أنها مدعومة من كهنة طيبة، فأراد قمبيز أن يخلص له حكم البلاد بالقضاء عليهم، لكن الجيش الفارسي عندما وصل إليهم كان قد انهكته الطريق وحرارة الجو وقلة المؤن، فوقع صيدا سهلا في أيديهم وكأن قمبيز قد أرسله جنوده وعتاده هدية إليهم.
أما جيش الفرس الثاني، فقد وجهه قمبيز إلى واحة "سيوة" ليهدم معبد آمون ويقضي على خرافته كمركز للنبوءات التى اشتهر بها هذا المعبد وكانت قد ذاعت نبوءة كهنته بهزيمة قمبيز وخروجه من مصر سريعا ليلقى أسوأ مصير، فلما ملك قمبيز منف، أراد أن يبطل النبوءة بتدمير مركزها الأساسي، لكن الجيش العرمرم ما أن توسط الصحراء فيما بعد واحة الخارجة في الطريق إلى سيوة، فما أتم يوم المسير الرابع، حتى ثارت عليه ريح صرصرعاتية طمرته تماما ولم يعثر له على أثر حتى الآن وغاص في بحر الرمال الأعظم قبل أن يصل سيوة ولم ينج منه جندي واحد!.
إذن فقد تحققت النبوءة وخرج قمبيز من مصر لا يصدق ما جرى له، فقد كان أول ملك في التاريخ تهزمه الريح، فخرج من مصر ليلحق ببلاده ولكنه مات في سوريا وهو في الطريق وكان قد أصابه الجنون ولم يكن قد أكمل عامه الرابع منذ أن دخل مصر غازيا حتى خرج منها تائها مجنونا.
وقمبيز هذا قد ترك أسوأ سيرة لملك غاز، فقد دمر المعابد وحطم المسلات واستهزأ بعقائد المصريين وحتى عندما أصابته الرهبة بعد ما جرى، أراد أن يتودد للمصرييين اتخذ لنفسه ألقاب ملوكهم مقرا بمعتقداتهم، فلم ينفعه ذلك ولم يصدقه سوى من استطاع شراءهم من الخونة الذين عاونوه حتى دخل البلاد.
وما كان من وريث عرش الإمبراطورية الفارسية الجديد دارا بن قمبيز بن قورش، إلا أنه وعى الدرس جبدا، فمنع السخرية من عقائد المصريين وأمر بإصلاح ما أفسده أبوه وأتم معبدا في واحة الخارجة تلك التى كانت آخر نقطة مر عليها جيش أبيه قبل أن تدفنه رمال الصحراء وهذا المعبد اهو الذي كان أحمس الثاني قد بدأه ولم يتمه قبل موته.
لكم دارا أراد أن يوطد لملكه في مصر، ويجعلها أيسر اتصالا بفارس، فحتى يسهل أمر انتقال أساطيله الحربية و التجارية إلى عمق البلاد المصرية، أصدر أوامره بإعادة حفر وتطهير قناة نخاو ووصلها بالبحر الأحمر ليكمل ما أحجم عنه نخاو ويتمكن من السيطرة على هذا الشريان الملاحي المهم، فتحققت بذلك نبوءة العرافة ميليت كاهنة المعبد وجاء الهمج "كما تصف النبوءة الأجانب" ليحكموا في البلاد كما ذكرت سابفا: " ستجذب مطامع أعدائك، فتفقد السيطرة على القناة، وتجعل للخطر منفذا إلى قلب بلادك"!.
"القناة الناقصة"
استتبت الأمور للملك الفرسي دارا الذي حدث في عهده رواج تجارى كبير واستقرار في الأوضاع، واذدهر برزخ السويس باعتباره الطريق الموصل إلى فارس مارا بوادى الطميلات في محاذاة قناة نخاو التى أعاد دارا الحياة إلبها وجرت فيها مياه النيل مرة أخرى حتى البحيرات المرة وجرت السفن فيها من جديد، غير أن دارا عجز عن توصيل البحيرات بخليج السويس عبر التكوينات الرملية التى فصلت بينها وبين خليج السويس، فقام بحفر عدة قنوات لتوصيل المياه للخليج لكنها لم تكن لتصلح للملاحة، إلا مع مجيء فيضان النيل لتكتلأ بمستوى مياه يصلح للملاحة.
ولم يذكر أحد سببا لعجز دارا عن إتمام القناة كما كانت على عهد سيتى، لكن فيما يبدو أن وجود قناة ناقصة كان أفضل بكثير من عدم وجودها، فيبدو أن الفترة التى كانت تظل فيها مياه الفيضان كانت طويلة، خاصة أنها تأتى في الصيف حيث تنشط الحركة التجارية البحرية، كما أن المسافة الباقية بين البحيرات والخليج لم تكن طويلة، فيمكن نقل البضائع بعدها بريا لتكمل رحلتها عبر البحر الأحمر أو الطريق البري عبر سيناء إلى آسيا.
"نهاية أقدم عروش الدنيا"
لم بكن الوجود الفارسي في مصر مستقرا على مدى قرنين من الزمان، لكن المصريين لم يتمكنوا من العودة ببلادهم إلى ما تستحقه مما شغلته في الزمان بتاريخها أو في المكان بموقعها، وباءت كل محاولات النهضة مرة أخرى بالفشل خلال عهود الأسرات الحاكمة الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين والثلاثين التي توالت على العرش والتى انتهت تماما مع آخر ملوك الفراعنة نختنبو الثاني "نقطانب" الذي كان عهده بمثابة توهج اللهب الأخيرقبل انطفائه، فقد شهد عهده الذي بلغ ستة عشر عاما، حركة بناء في كل أنحاء مصر وترك آثارا باقية إلى اليوم.
فقد عاد الفرس لغزو مصر تحت قيادة أرتخشاشا الثالث "أرتكسركسيس" لتهزم نختنبو الثاني هزيمة منكرة ألجأته للهروب والاختفاء نهائيا من على صفحات التاريخ، ليس هو فقط، بل اختفى بعدها عرش جلس عليه أعظم ملوك الدنيا الذين بهروا ومازالو يبهرون العالم.
كانت تلك النهاية المخزية في عام 341 قبل الميلاد ليزول ملك مصر من يد المصريين وينقطع أثرملوكهم منذ أن أعلن الملك مينا "نعرمر" نفسه ملكا على الأرضين وتوج بالتاجين كاول ملك وكرأس لأول أسرة ملكية في التاريخ في عام 3200 قبل الميلاد.
أغسطس 19, 2015

أقدم ملاح في بحار العالم




قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.
 
أغسطس 19, 2015

أول مشروع لأعظم ملوك التاريخ


قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيوبوجية.
"أكبر مشروع لأعظم ملك في التاريخ"


أغسطس 19, 2015

الهكسوس يغزون مصر ويسيطرون على القناة..



الهكسوس
قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.


أغسطس 19, 2015

قصة أربعة آلاف سنة من عمر قناة السويس



قناة السويس قديمًا
قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعا للتغيرات الجيوبوجية.
غير أنه في "عصر البليوستين" حدث زلزال كبير جعل الاتصال يعود بين البحرين عن طريق ممر ضيق نسبيا ، بقيت آثاره على مدى السنين الطويلة في خليج السويس والبحيرات المرة، وبحيرة التمساح.
غير أن نهر النيل الذي كان يأتى بمياهه المتدفقة من منابعه محملا بالطمي أو الغرين ليصبها في روافد انتشرت في الجزء الشرقي من مصر، فراح على مدى القرون يلقى برواسبه في الامتدادات ما بين خليج السويس والبحر الأبيض المتوسط.
وجاء العصر الباليوليتي، لتختفي هذه الروافد وتتشكل ملامح سيناء بعد انكماش خليج العقبة في شرقيها وتراسجع خليج السويس حتى البحيرات المرة.
ومع بداية ظهور الإنسان وتجاوز عصور ما قبل التاريخ، بدأت الحضارة أولى خطواتها في وادي النيل واستقر الإنسان على ضفافه ليشرع في الدخول بالإنسانية إلى مرحلة عظمى من مراحلها التاريخية، حيث تمكن من كبح جماح النهر العظيم وسيطر على مياهه وعرف كيف يستفيد من المهدر منها وكيف ينظم سريانها وعرف الأجواء المناسبة لبذرالمحاصيل ونضجها وحصادها، فظهرت أشكال الاستقرار الزراعي وبدأ الإنسان يجنى ثمار هذا الكسب العظيم بالتفاعل مع الطبيعة لتعطيه ما يريده هو منها لا ما كانت تريد هي أن تعطيه إياه.
وكانت الزراعة التى اعتمد عليها الإنسان تاركا مرحلة التعيش بالصيد فقط، أحيانا وفيرة تجعل حياته حياة رغداء وأحيانا تخذله فلا تكفي حاجاته، خصوصا أن الإنسان قد عرف العيش في جماعات ونشأت القرى والمدن، فكان إن قصرت الزراعة عن تلبية حاجاته في منطقة ما، فيمكن أن تكون قد فاضت بالخير في منطقة أخرى، ومن هنا ظهرت التجارة، فكان الفائض يذهب إلى ما عرف بعد ذلك بالأسواق ليكفي حاجات من لم يجن ثمار جهده في الزراعة لأي سبب كان.
فنتج ذلك النشاط الجبار الذي شغل الإنسانية وكان سببا في قيام وانهيار مجتمعات بأكملها، لما جره من منافسات حادة بين المجتمعات الإنسانية، فإن كانت تلك المنافسات في إطار ما شرعه الإنسان من قانون ووضعه من أخلاق، عرف ذلك بالسلام وإن زادت حدة المنافسة وظهرت أطماع الكسب والتوسع، كانت الحرب.
فذلك النشاط الجديد المدعو بالتجارة هو الذي شغل الأمم وصار همها في السلم وفي الحرب.
وقد تمكن المصريون القدماء من بناء حضارة عظيمة وكان لهذه الحضارة نتاج لابد من تصريفه وكذلك احتياج لابد من توفيره، فسلك السبل إلى الأمم الأخرى بائعا أو شاريا أو مبادلا.
فقد كان قدر هذا الإنسان العائش على ضفاف النيل أن يكون في قلب هذا العالم، فلا سبيل إلا الاتصال بمن حوله، ولا سبيل لمن حوله إلا ان يتصلوا به أو يمروا عليه في تواصلهم، فإن كان قويا حافظ على حضارته واستقلاله وإن كان ضعيفا وقع تحت سيطرة من لا يرحم ممن عاشوا حوله.
وجميع أمم العالم القديم احتاجت إلى مصر لتسلك من خلالها في طرق تجارتها بر أو بحرا.
كذلك كانت حاجة مصر أيضا، أن تتصل هي بالعالم، فلم يكفل لها موقعها الفريد على سطح الأرض، عزلة يمكن أن تنفصل فيها عن العالم من حولها حتى تأمن أطماعهم فيها.
وأدرك المصريون ذلك مبكرا، فخبروا طرق التجارة برا وبحرا، فانطلقوا في قوافل إلى البلاد المحيطة بهم، فرأيناهم يتاجرون مع الأمم من حولهم فوجدناهم في ببلوس في الساحل الشرقي للبحر المتوسط وكذلك في الجنوب، حيث بلاد بونت.
فالمصري القديم كان يعي جيدا بموقعه في قلب العالم القديم وكان يدرك جيدا أن بلاده ملتقى للطرق البرية والبحرية وكانت مصر تطل على ساحلى بحرين تمر من خلالهما أهم طرق طرق التجارة العالمية في ذلك الوقت، فلا يمكن الانتقال من الشرق إلى الغرب عبر البر أو البحر، إلا من خلال مصر، لذلك كان الاتصال بين البحرين معناه انفتاح طريق التجارة بلا عوائق، فتنتقل سفن الركاب والبضائع عبر قناة تخترق كتلة اليابس، بلا عوائق.
"بين النيل والبحر"
كان الملك مرنرع (أحد ملوك الأسرة السادسة التى حكمت مصر من (2420 إلى 3380) يفضل الإقامة في جزيرة الفنتين "أسوان" حيث كانت سفن التجارة تأتى من الشمال بالبضائع عبر مجرى النيل، فتفرغ حمولاتها لتسير بها القوافل عبر الطريق الذي يخترق جبال الصحراء الشرقية إلى ميناء برنيس على ساحل البحر الأحمر ثم تنطلق في طريق بحري جديد وكذلك تستقبل حمولات السفن القادمة لتسلك الطريق عكسا، فكان هذا أو استغلال فعلى لموقع مصر على البحرين واستغلال اتصال النيل بالبحر الأبيض المتوسط في الشمال.
وهذا دليل بين لإدراك المصريين لأهمية التواصل بين الطريقين البحريين في الشمال حيث المتوسط والجنوب حيث الأحمر وأن بلادهم هى الرابط بينهما.
أغسطس 19, 2015

قصة القناة : بين المرة والبردويل.. القدر لم يمهل الإسكندر.



قبل ظهور الإنسان وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعًا للتغيرات الجيولوجية.
قاوم المصريون الفرس، لكنهم لم يفرزوا بطلاً يلتفون حوله ليحققوا استقلالهم، لكنهم انتظروا بطلاً يأتى من وراء البحار من اليونان "الإغريق" الذين طالما عاشوا بينهم منذ عهود طويلة ولم يعودوا غرباء عنهم رغم اختلاف لغتهم وثقافتهم ولون بشرتهم نسبيًا، رغم أن اليونان كانوا يرون في أن مصر هي منبع الحكمة وأن المصريين هم أقدم البشر، كما أقر بذلك حكماؤهم سولون وأفلاطون وأرسطو.
وكان الإسكندر بن فيلبب قد خبر طبيعة المصريين وكان هذا الملك اليوناني مبشرًا بملك العالم ولا يتسنى لتلميذ أرسطو أن يحكم العالم بالقهر والاستعباد، فلم يكن هذا الفتى المقدوني المبهر، ليخوض المعارك عن باطل، بل كان حاملاً لشعلى الحضارة وجاء في وقت احتاج العالم إلى الملك الفارس الحكيم وهو قد ورث الفروسية من أبيه العظيم، كما ورث الحكمة من أستاذه الأعظم أرسطو.
وقد أحب المصريون الإسكندر وأحبهم، فلم يكونوا هم ولا كنهتهم بالمجبرين على قبول الإسكندر وهم من قبل قد استنزلوا اللعنات على الغزاة قبله وقاوموهم ولم يعترفوا لهم بسلطان إلا غصبًا للعامة أو نفاقًا من البعض، وما ذكر قمبيز ببعيد، فهذا هو الإسكندر يسافر بنفسه إلى معبد آمون في سيوة على غير مقصد قمبيز، فيكرم آمون ويسجل زيارته لقاعة التنبوءات كحدث تاريخي يقرن ذكر الإسكندر باسم آمون كأب له على عادة ملوك مصر.
ويتم تتويج الإسكندر بن آمون فرعونا لمصر بعد دخوله في عام 332 قبل الميلاد، ليخرج من تحت أيدى الكهنة المباركين لملك بلادهم الإسكندر الأكبر ليكون أقوى ملوك الأرض ويبلغ منها بجيوشه مالم يبلغه غيره.
وراح الإسكندر الأكبر ملك الأرضين وصاحب التاجين، يبحث عن طريق لسفنه لتسلك البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، فالسفن لا يمكن أن تظل حبيسة البحر راسية أمام ميناء الإسكندرية التى بناها لتكون عاصمته في مصر والتى ارتبط بها اليونانيون على مدى العصور، وحتى يجد الإسكندر طريقًا مائيًا مباشرًا من البحر المتوسط للأحمر مباشرة، بدأ في تطهير مجرى القناة القديم وفي الوقت نفسه فكر في حفر قناة من بحيرة سيربونيس "البردويل" إلى بحيرة التمساح فالبحيرات المرة فخليج السويس.
وكان الإسكندر بفكرة حفر قناة البردويل، هو أول صاحب لمثل هذه الفكرة وهي كانت ستخدم السفن القادمة من المواني على ساحل البحر المتوسط الشرقي، حيث أعظم مواني العالم القديم مثل صور وصيدا وببلوس "الجبيل" وأوجاريت "رأس شمرا" وكذلك مواني سواحل كيليكيا.
ولكن الإسكندر سرعان ما وافته منيته بعد أن أوغل في فتوحاته في آسيا، ليخلفه على عرش مصر أحد أمهر قواده بطليموس "سوتير" رأس البطالمة الذين حكموا مصر قريبًا من ثلاثة قرون من الإسكندرية وقد حدثت نقلة اقتصادية هائلة في عهد سوتير بقيامه بسك أول عملة معدنية في تاريخ البلاد، على غرار ما كان قد فعله أهل ليديا على عهد ملكهم كورسيوس كما قيل أو قبله فتحولت أساليب التجارة هذا التحول الجوهري التاريخي الممتد عبر القرون والأجيال.
كما أنه اهتم بشبكة الري وتطوير أساليب الزراعة حتى تمكن المصريون من زراعة الأرض مرتين في العام.
ورغم إقامة ملوك البطالمة في الإسكندرية وانفصالهم في عاصمتهم الجديدة، إلا أن المصريين تعاملوا معهم على أنهم امتداد لملوك الفراعنة، خاصة أن البطالمة أعلوا من شأن المعتقدات الدينية المصرية وشيدوا المعابد لآلهة المصريين واتخذوا الألقاب الملكية التقليدية.
وجاء بطليموس الثاني "فلادليفوس" ليسير على نهج الإسكندر وأبيه مع المصريين، فقام بإعادة حفر القناة وتوسيعها من الفرع الشرقي للنيل حتى البحيرات المرة وتغلب على السد الرملي الهائل بين البحيرات والخليج، فشق خلاله قناة عريضة تسمح بمرور سفينتين متقابلتين بسهولة، فسارت السفن في مياه البحرين عبر القناة والنيل ذهابًا وإيابًا وكان فلاليفوس قد أنشأ ميناء "هيروبوليس" في "كليسما" في موضع السويس حاليًا.
وعادت الأسواق تعم بخيرات الشرق والغرب وعاشت مصر تحت حكم البطالمة لتعود كموقع لممارسة دورها الذي ميزها به التاريخ.
وفي أواخر عهد البطالمة تدهورت حالة القناة، حتى لم تعد صالحة للملاحة وتوقفت تماما في عام 48 قبل الميلاد وحتى سقط العرش البطلمي بنهاية مأساوية لآخر الملكات "كليوباترا السابعة" التى ربما كانت أقرب البطالمة للمصريين والوحيدة تقريبا التى تعلمت لغتهم وأجادتها وبعدها فقدت مصر استقلالها ولم تعد تحكم من داخل أراضيها، بل بالغ الرومان في إذلالها وجعلها في مرتبة أقل من مرتبة الولاية!.
وحتى الإمبراطور تراجان وهو من أعظم أباطرة الرومان أعمالا "98: 117 بعد الميلاد" لم يكن أحد يفكر في عودة الملاحة للقناة، فشرع في حفر قناة جديدة من مجرى النيل الرئيسي مباشرة بجوار حصن بابلياالوثني أو المسيء ون "منطقة مصر القديمة حاليًا" والذي بناه تراجان نفسه وحتى البحيرات المرة.
وكالعادة مع كل حفر وتجديد للقناة اذدهرت الحركة التجارية، لكن هذا الاذدهار لم يجن ثماره الشعب المصري الذي انزوى في الداخل وتدهورت أحواله وصار من أكثر شعوب العالم تخلفا تحت نير الاضطهاد الروماني الذي لم يسبق له مثيل في كل العصر الروماني سواء الوثني أو المسيحي وارتكبت مذابح في موجات الاضطهاد مازال التاريخ المصري عامة والكنسي خاصة يئن من أجلها ولبست مصر السواد عهودا طويلة وطمرت الرمال معالم حضارتها وكاد ينساها التاريخ مع أنها كانت جوهرة التاج الروماني وانزوي المصريون إلى الدرجة الثالثة من درجات المواطنة وعانوا الغربة والاضطهاد والجوع وبلادهم سلة خبز الإمبراطورية وجنى الرومان وحدهم خيرات الأرض والقناة.
وفي سنة 400 ميلادية مع ظهور ملامح الشيخوخة على الإمبراطورية الرومانية البيزنطية، كان قد عفي أثر قناة تراجان وثقلت وطأة الا ضطهاد والإهمال على كل شيء في مصر وظل الفلاح المصري فى الأرض يبذر ويرعى ويحصد لموائد السادة الرومان.
أغسطس 19, 2015

طبق المكرونة الذي غير مجرى التاريخ.. قصة أربعة آلاف سنة من عمر قناة السويس


"الحلقة الثانية عشرة"

ديليسبس وسعيد باشا
قبل ظهور الإنسان على الأرض وفي العصور الجيولوجية سحيقة القدم، لم تكن صورة خريطة مصر كما استقرت عليه في عصور ما قبل التاريخية، فقد كان البحران الأحمر والأبيض بعد ظهورهما على الأرض، يتصلان وينفصلان نتيجة حركات القشرة الأرضية التى تحدث على مدى ملايين السنين، فيتغير شكل الخريطة تبعا للتغيرات الجيولوجية.
"امتياز بطبق مكرونة"
ورغم أهمية ما وضعه المهندس الفرنسي لينان من أسس عن شق القناة، إلا أنه نشبت خلافات مع دي لسبس تسببت في أن لينان لم يشارك في في تنفيذ المشروع الذي استولى عليه دي ليسبس وحده، بالرغم من أن فردينان قد طالع الدراسات التى سبق أن كتبها لوبير أيضا.
وسعى دي ليسبس سعيا دؤوبا لدى صديقه سعيد بن محمد على والي مصر، لأخذ امتياز تنفيذ المشروع التاريخي، مستغلا العلاقة الوطيدة التى نشأت بينه وبين سعيد في مقتبل العمر، حيث كان سعيد يتردد على منزل أسرة ماتيو دي ليسيبس والد فيردنان صديق والده وكان محمد على في تلك الفترة قد فرض نظاما قاسيا على ولده لإرغامه على الحياة العسكرية من بينها فرض نظام صارم للغذاء ضج منه سعيد الأكول، فكان يجد في منزل آل دي ليسبس فرصة لكسر هذه التعليمات فكان يأكل بشراهة أكدتها بدانته التى سخر منها المصريون كعادتهم المتأصلة في السخرية حتى في القضايا المصيرية.
وكان لهذه السخرية ما يؤكد مبررارتها أولا في البدانه المفرطة الظاهرة على سعيد وثانيا ما وضح في هذه السهولة التى نال بها دي لسبس الامتياز، فقد كان سعيد متساهلا جدا في شروط الامتياز في منح الأراضي وتسخير العمالة اللازمة من أبناء الشعب لحفر القناة بلا أدني رعاية ملموسة من أي نوع.
وقد صدر الامتياز المجحف بحقوق مصر في حاضرها ومستقبلها، في 30 نوفمبر 1854 بمنح فردينان دي ليسبس، حق إنشاء "الشركة العالمية لقناة السويس البحرية" واستغلالها لمدة 99 عاما تبدأ من يوم افتتاحها للملاحة وتؤول كاملة للحكومة المصرية بعد تمام هذه المدة.
كما منح سعيد الشركة كل الأراضي التى تحتاج إلبهان كما منحها حق الحصول على جميع المواد اللازمة التى تحتاجها في أي عمل متعلق بالقناة أو منشآتها، باستخراجها من المناجم والمحاجر المصرية بدون أي مقابل وكذلك أعفى كل المعدات والأدوات من الجمارك!.
وتوزع الأرباح السنوية بتسبة 75% للشركة و15% للحكومة المصرية و10% للأعضاء المؤسسين للشركة.
كل ذلك مع تعهد من والي مصر بتقديم مساهمته الصادقة وكذلك جميع المستخدمين التابعين للحكومة، لتسهيل ما يلزم للمشروع.
وفي 5 يناير 1856 صدر الامتياز الثاني ليؤكد ما منحه سعيد في الامتياز الأول مع قيام الحكومة بحفر ترعة من النيل لتوفير المياه العذبة وتصب في بحيرة التمساح بعد أن يتفرع منها فرعان إلى السويس جنوبا وإلى بورسعيد شمالا في محاذاة القناة.
ووضعت الشركة المهندس لينان -المشارإليه - آنفا مع آخر يدعى وموجبل بك تحت تصرف الشركة للإشراف على تنفيذ القوانين الخاصة بالمشروع.
ولابد من الإشارة إلى أن كلا الفرمانين الصادرين بالامتيازين الممنوحين لدي ليسبس، قد كتبا باللغة التركية وتمت ترجمتهما إلى الفرنسية, دون أدنى التفات بلغة هذا البلد التي يتحدث بها شعبها الذي سخر لحفر هذه القناة وتنفيذ رغبة دي ليسبس!.
وتم تأسيس الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، خرجت للوجود في 15 ديسمبر 1858 برأس مال 200 مليون فرنك فرنسي (توازي 7715000 جنيه مصري) مقسمة على 400000سهم بقيمة 500 فرنك لكل سهم وكان نصيب مصر 91096 سهما ونصيب إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية والنمسا وروسيا، 85506 أسهم ولما رفضت هذه الول بعد طرخ الأسهم شراءها، اضطرت مصر للاستدانة بمبلغ 28 مليون فرنك (مليون وثمانون ألف جنيه مصري) ليصبح قريبا من نصف رأس مال الشركة ملكا لمصر.

17‏/10‏/2013

أكتوبر 17, 2013

الملف الكامل : أسرار من التاريخ حول العالم !!

أسرار التاريخ : بالصور: سر حاملة طائرات هتلر المدمرة

أثارت تقارير بناء أول حاملتي طائرات في ألمانيا والتي ظهرت للمرة الأولى في الصحافة البحرية العسكرية عام 1936 جدلاً كبيراً بين الخبراء. وقد سمح التحليل الذي نشر في الصحافة بالوصول إلى استنتاج أن العقيدة الحالية للأسطول الألماني يتيح الفرصة ليس فقط لمشاركة السفن في معارك المدفعية ضد العدو وإنما في




أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : الملكة البريطانية اليزابيت كانت رجلاً؟

الملكة البريطانية اليزابيت كانت رجلاً؟


حكمت الملكة اليزابيت الأولى انكلترا بيد من حديد لمدة 45 عاماً ولم تتزوج قط ولم تترك من يخلفها وبها انتهى عهد سلالة تيودور.قرارات تعسفية وعقل حاد وفطنة غير معهودة للنساء تم الكشف عنها بفضل الكاتب برام ستوكر الذي نشر كتابه "قصة التبديل" والتي اجبرت الرأي العام للشك حول جنس الملكة اليزابيت

لقية غير متوقعة

في بداية القرن العشرين بحث الكاتب برام ستوكر مع صديقه الممثل هنري ايرفينغ عن منزل صيفي في مناطق كوتسولد الخلابة، ولدى وصولهما إلى قرية بيسلي لرؤية منزل، صادف وجودهما عرض مسرحي بعنوان "يوم الملكة" حيث لعب أحد الصبية دور الأميرة الشابة وهو مرتدي زي من عهد حكم الملكة اليزابيت. وقد أثار الفنان الشاب اهتمام الكاتب وصديقه وسألا سكان القرية عن سبب قيام فتى بلعب دور الأميرة الفتاة!!؟ وجاء الرد بقصة مثيرة للاهتمام...

أسطورة فتى بيسلي

وفقاً للأسطورة فقد نقلت اليزابيت التي كانت في العاشرة من عمرها إلى قرية بيسلي عام 1543 بعيداً عن الطاعون الذي كان منتشراً آنذاك في لندن. ولكن ولسخرية القدر مرضت الأميرة..وتوفيت بعد فترة وجيزة. شعرن المربيات بخوف كبير لدى انتظارهن وصول الملك هنري الثامن من أن يكون العقاب صارماً، لذا قمن بإخفاء جثة الفتاة وهرعن للبحث في القرى المجاورة عن فتاة تشبهها تماماً.

كن يعولن على استبدال اليزابيت بطفلة تشبهها على أن يخبرن الملك بما حصل بعد رحيله في أمل أن يتجنبن العقاب الشديد. ولكن لم يؤت البحث ثماره ولم يتمكن من العثور على فتاة مناسبة لاستبدالها بالأميرة، لذا تقرر استبدالها بفتى من عمرها كان يعيش في المنزل نفسه.

لم يكن اختيار المربيات محض صدفة، فقد كان للملك جاريات يلدن منه أطفالاً غير شرعيين والذين كانوا محرومين من حقهم في العرش، وكان يسمح لهؤلاء الأطفال العيش مع أطفال الملك الشرعيين. ولهذا كان نيفيل، اسم الابن غير الشرعي لهنري الثامن، يشبه إلى حد بعيد اليزابيت بشعرها الأشقر وبعمرها وبطولها.

جدير بالذكر أن الملك هنري كان قد رأى ابنته آخر مرة وهي في الثالثة من عمرها وكانت تخاف منه كثيراً ولهذا لم تنشأ علاقة حميمة مع والدها. على كل حال لم يلاحظ ذلك الملك المتسلط عملية التغيير هذه ونجحت الخطة حتى أنه لم يعرف الحقيقة طيلة حياته.

حقائق وشائعات

ضم الكاتب برام ستوكر هذه القصة إلى كتابه "المحتالون المشهورون" الذي صدر عام 1910 والذي كان له صدى كبيراً في ذلك الوقت. وفي عام 1911 نشرت صحيفة نيويورك تايمز نبأ لاذعاً متهمة الكاتب ستوكر بنشر الكذب والشائعات والهراء، ولكن الكثيرين لم يتفقوا مع ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لأنه هناك أسراراً كثيرة كانت تحوم حول حياة الملكة اليزابيت الأولى.

فقد أكدت حاشية الملكة أن المربيات كن يحافظن، على خلاف ما كان متعارف عليه آنذاك، بعلاقتهن الوطيدة مع اليزابيت حتى بعد أن أصبحت بغنى عن خدماتهن. وقد كتب ألسير روبرت تيرويت لإدوارد سيمور عام 1549 قائلاً: "أنا واثق بأن هناك سراً بين السيدة كيت إشلي مربية اليزابيت والسيد توماس بيري وبلانش بيري لن يعترفوا به طيلة حياتهم". يشار إلى أن اليزابيت كانت تبقيهم إلى جانبها و تغدقهم بالأموال طيلة حياتهم.

الأمر الآخر الذي كان يثير تساؤلات كبيرة هو مظهر اليزابيت، فقد كان معروفاً أنها كانت تستخدم طبقة سميكة من مستحضرات التجميل، ربما لإخفاء بشرتها وأثار حلاقة ذقنها. كما كانت ترتدي شعر مستعار لأنها كما يشير البعض فقدت شعرها إلى حد الصلع عندما أصبحت في منتصف العمر، بالإضافة إلى أن اليزابيت نشرت موضة القبة الطويلة التي تتألف من عدة طبقات وكانت تخفي منطقة الكتفين. وعندما كان الفنانون يرسمون لوحاتها كانت الملكة ترتدي دائماً ملابس غير مكشوفة ومجوهرات ثقيلة حول عنقها، وبالمناسبة حظرت في وصيتها أن يتم الكشف عن جسدها بعد موتها.

يمكن القول أن الحجة الكبرى لمؤيدي الفرضية التي تقول أن الملكة كانت رجلاً مقنعاً هي عدم زواجها. فبعد اعتلائها العرش وهي في الخامسة والعشرين من عمرها كان بإمكانها اختيار زوجاً أجنبياً أو الزواج من أحد نبلاء انكلترا لتلد منه وريثاً لمواصلة حكم سلالة تيودور على الأقل هذه كانت رغبة والدها قبل وفاته. لكنها بقيت عزباء، ولهذا انتشرت شائعات في أوروبا تقول بأن اليزابيت لا يمكنها أن تنجب الأطفال. وفي شهر نيسان/أبريل من عام 1559 كتب مبعوث الأمير الإسباني فيريا عن لسان الأمير قائلاً: "إذا صدق جواسيسي، وأنا أعتقد بأنهم لن يكذبوا لسبب من الأسباب، فإن ما قالوا لي مؤخراً يثبت بأن اليزابيت لن يكون لها أطفالاً".

وفي عام 1588 عندما توجهت جيوش أرمادا الإسبانية التي لا تقهر باتجاه الجزر البريطانية، تحدثت الملكة اليزابيت لقواتها قائلة: "أنا أدرك بأن جسدي هو جسم امرأة ضعيفة، لكن قلبي قلب ملك انكلترا!".

وبعد عام 1543 تغير خط وأسلوب كتابة الأميرة. فقد كتب روجر ايشيما المربي والعالم ورئيس جامعة ستراسبورغ عام 1550 بأن عقل الأميرة تغير وتبدل وتحرر من التفكير الأنثوي بشكل عجيب فقد كانت تتمتع بإرادة الرجال، وقد لاحظ العالم نجاحات لا تصدق لتعلم اليزابيت اللغات الفرنسية والإيطالية واليونانية واللاتينية مؤكداً أن السيدة الشابة لا تبالي تماماً للزينة والمجوهرات ولا للمظهر الخارجي وكانت تتصرف أشبه بسلوك الفتيان من الفتيات.

ما جهله برام ستوكر

في نهاية القرن التاسع عشر حدث شيء كان يجهله الكاتب برام ستوكر، ففي عام 1870 قرر المالكون الجدد لقصر أوفر كورت التخلص من الحجارة القديمة وأرضية القصر، ولهذا بدأت عملية الترميم قام عمال البناء خلالها بنشل صندوق لم تلمسه يد انسان منذ مئات السنين. وكان الصندوق مغطى بالطحالب، وعندما فتح فوجئ الجميع بوجود رفات لفتاة مراهقة كانت ترتدي ثياباً من الحرير والديباج الرقيق.

وبعد إجراء دراسات على هذه الرفات تبين أن الفتاة عاشت في عهد سلالة تيودور وأن عمرها كان 11 عاماً وقت وفاتها. جدير بالذكر أن التابوت الحجري كان مطموراً في الحديقة تحت نافذة غرفة الأميرة. وقد أكد القس توماس كيبل الذي حضر عملية تشريح الجثة وهو شخص في غاية من الجدية بأن الفتاة هذه هي ابنة هنري الثامن، ولذلك قام القس بدفن الرفات مرة أخرى لكن القبر الجديد فقد بشكل مقصود مع مرور الوقت.

بالمناسبة بعد إصدار برام ستوكر لكتابه هذا تعالت أصوات تطالب بنبش رفات الملكة اليزابيت التي ترقد في كنيسة ويست مينسيرسك لإجراء فحوص على الجثة، إلا أن العائلة المالكة رفضت رفضاً قاطعاً إجراء أي تحقيقات حول ذلك تاركة الباب مفتوحاً أمام الشائعات والتكهنات.

كان هناك قولاً مأثوراً يتداوله الشعب بعد وفاة الملكة واعتلاء ابن ماريا ستيوورات العرش مفاده: "اليزابيت كانت ملكاً وجيمس أصبح الملكة".

كل الدلائل التي تم ذكرها آنفاً والسمات التي اكتسبتها الملكة خلال حكمها تشير إلى أن اليزابيت الأولى لم تكن امرأة.

ربما بمساعدة كتاب "قصة التبديل" يحاول أتباع هذه النظرية شرح استحالة قدرة النساء على حكم البلاد بهذه الصورة التي تألقت بها الملكة؟. الزمن كفيل لاكتشاف هذا السر العميق، وحتى ذلك الحين يعتبر الكثيرون ما تم ذكره آنفاً هو عبارة عن محض خيال فاضح.

موضوعات عشوائية

-

 


مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى