آخر المواضيع

آخر الأخبار
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عربة الترحيلات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عربة الترحيلات. إظهار كافة الرسائل

18‏/08‏/2018

أغسطس 18, 2018

أبرز 9 محطات في قضية «سيارة ترحيلات أبو زعبل»

أبرز 9 محطات في قضية «سيارة ترحيلات أبو زعبل»

سماح عوض الله

جريمة يأتى حكم محكمة جنح مستأنف الخانكة، الذي صدر، اليوم الخميس، في قضية "سيارت ترحيلات أبو زعبل"، بالسجن 5 سنوات لنائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، والحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لـ3 ضباط، بتهمة قتل 37 شخصًا وإصابة 8 آخرين، عن طريق الخطأ والإهمال الوظيفي، بالتزامن من الذكرى الثانية لأحداث الواقعة التي جرت في 19 أغسطس 2013.

بداية الأحداث

بدأت أحداث القضية يوم 19 أغسطس 2013، حين ألقت قوات الأمن القبض على عشرات المتهمين المنتمين لجماعة الإخوان، والتجمهر والتظاهر وإثارة الشغب، وعقب اقتيادهم إلى قسم شرطة مصر الجديدة، تقرر نقلهم إلى سجن أبو زعبل بالقليوبية، وتم إيداع المتهمين البالغ عددهم نحو 45 متهمًا داخل سيارة ترحيلات واحدة لنقلهم. وأعلنت زارة الداخلية مساء ذلك اليوم، أن عددًا من المتهمين المقبوض عليهم، تدافعوا وحاولوا الهروب من سيارة الترحيلات التي كانت تنقلهم إلى السجن أبو زعبل، ونجحت القوات في السيطرة على الموقف، وتحرير ضابط احتجزه المتهمون عن طريق التعامل من المتهمين بقنابل الغاز المسيل للدموع. وأوضحت وزارة الداخلية أن 37 محبوسًا قتلوا داخل سيارة الترحيلات اختناقًا بالغاز، جراء التعامل معهم، دون هروب أي متهم.

النيابة العامة تحقق

وفى صباح اليوم التالي، باشرت النيابة العامة التحقيقات، التي انتهت في 22 أكتوبر، بقرار النائب العام ذلك الوقت المستشار هشام بركات، إلى إحالة 4 ضباط بقسم مصر الجديدة هم: المقدم عمرو فاروق ، نائب مأمور قسم مصر الجديدة، والنقيب إبراهيم محمد المرسي، والملازم إسلام عبد الفتاح حلمي، والملازم محمد يحيى عبد العزيز، إلى المحاكمة العاجلة. وأسندت النيابة للضباط الأربعة، تهمتي القتل الخطأ لـ37 شخصًا، والإصابة الخطأ لـ8 آخرين؛ حيث أطلق المتهمون قنابل الغاز المسيلة للدموع والدخان، داخل سيارات ترحيلات المتهمين المقبوض عليهم في أحداث عنف، بسبب شكواهم وهياجهم لاحتجاز في السيارة لعدة ساعات، دون وجود منفذ تهوية، وهو ما تسبب في مصرع المقبوض عليهم خنقا. ووصفت النيابة، تعامل ضباط الشرطة مع المتهمين، بأنه شابه الإهمال والرعونة، وعدم الاحتراز لأرواح الضحايا، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم وظيفتهم من المحافظة على المتهمين. وأوضحت التحقيقات أن النيابة استمعت إلى 8 من المجني عليهم الذين نجوا من الحادث، علاوة على 40 شخصًا آخرين من قوات الشرطة والأطباء الشرعيين وخبير وزارة العدل الذي أعد تقريرا أورد به أن صندوق حجز سيارة الترحيلات محل الواقعة لا يتسع سوى لـ24 شخصا، وأن السيارة غير صالحة لنقل 45 شخصا جرى ترحيلهم بصندوق حجزها، علاوة على كون جهاز تهوية السيارة "الشفاط" كان معطلاً. وشهدت التحقيقات، إنكار الضباط المتهمين، جميع الاتهامات المنسوبة لهم، وأصروا على أنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس، ولمنع السجناء من محاولة الهرب من سيارة الترحيلات، إلا أن تقارير المعمل الجنائي والطب الشرعي، أثبتت تعمدهم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على السيارة، مما تسببت في مقتل السجناء.

محكمة أول درجة

وفي 29 أكتوبر 2013، نظرت محكمة جنح الخانكة أولى جلسات القضية، بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، بدلاً من مقر المحكمة الأصلي بمحافظة القليوبية؛ لدواعٍ أمنية.

تنحى المحكمة بسبب المجني عليهم

أعلنت هيئة المحكمة تنحيها عن نظر القضية، في 30 ديسمبر لنفس العام، لاستشعار المحكمة الحرج بعد طلب المدعين بالحق المدني من المصابين وأسر المتوفين رد المحكمة، فأحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف التي حددت دائرة بديلة لنظرها.

حكم إدانة الضباط

وفي اليوم التالي 31 ديسمبر، تم نظر القضية أمام الدائرة الجديدة، واستمرت في نظرها قرابة ثلاثة أشهر، حتى أصدرت حكمها بتاريخ 18 مارس 2014، بمعاقبة نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، بالسجن المشدد 10 سنوات، والحبس سنة مع إيقاف التنفيذ للضباط الثلاثة الآخرين.

إلغاء الحكم وإعادة التحقيق

واستأنف المتهمين والنيابة العامة على الحكم، وتم قبول استئنافهم، وقررت محكمة جنح مستأنف الخانكة في 7 يونيو 2014 إلغاء الحكم الصادر بحبس نائب المأمور بالسجن المشدد 10 سنوات، والحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لباقي المتهمين، وأمرت بإعادة أوراق القضية إلى النيابة العامة لإعادة التحقيق فيها مرة أخرى.

النيابة تستأنف والنقض تقبل

ولم تقبل النيابة العامة بإلغاء حكم الإدانة وإعادة تحقيق القضية من جديد، وطعنت بدورها على الحكم أمام محكمة النقض، والتى قضت فى 22 يناير 2014، بقبول طعن النيابة العامة حكم محكمة جنح مستأنف، وقالت في حيثيات قبول النقض، إن الحكام قاصر في التسبيب، وفاسدة في الاستدلال، ولذلك المحكمة إعادة القضية إلى محكمة استئنافية أخرى.

نظر إعادة القضية

لمدة 5 أشهر وحددت محكمة بنها الابتدائية جلسة 18 مارس 2015، لبدء إعادة محاكمة الضباط المتهمين بقتل 37 شخصًا، وذلك أمام الدائرة السادسة بجنح مستأنف الخانكة، برئاسة المستشار شريف محمد سراج الدين، والتي نظرت القضية على مدار 5 أشهر.

المشهد الختامي

قضت محكمة جنح مستأنف الخانكة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الخميس، بتخفيف حكم السجن على عمرو فاروق، نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، إلى 5 سنوات مع الشغل بدلاً من 10 سنوات في إعادة محاكمة 4 ضباط متهمين بقتل 37 شخصًا وإصابة 8 آخرين من أنصار جماعة الإخوان، عن طريق الخطأ داخل سيارة ترحيلات سجن أبو زعبل.  كما أيدت المحكمة، الحكم بحبس الضباط الثلاثة إبراهيم محمد، وإسلام عبد الفتاح، والملازم أول محمد يحي، سنة مع إيقاف التنفيذ.

21‏/08‏/2017

أغسطس 21, 2017

الجارديان : كيف مات 37 سجينا في سيارة ترحيلات أبو زعبل ؟في محاولة لاعادة تصوير ما حدث

Media preview


تحقيق:باتريك كينجسلي-ترجمة:لينة الشريف
نشر فى : الأحد 23 فبراير 2014 - 10:07 م | آخر تحديث : الإثنين 24 فبراير 2014 - 7:22 ص
في أغسطس الماضي، مات 37 سجينًا مصريًا في سيارة شرطة خارج سجن أبو زعبل، مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات في سيارة الترحيلات في فصل الصيف، وصحيفة «الجارديان» البريطانية، أجرت تحقيقًا حول القضية، وأظهرت فيه للمرة الأولى، شهادات الناجين من سيارة الموت.

ونظرًا لطول التحقيق المنشور بالصحيفة، حرصت «بوابة الشروق» على ترجمة الجزء الأكبر منه، ونشره بالعربية لقرائها.


بعد ظهر يوم الأحد 18 أغسطس 2013 نطق المخرج المصري محمد الديب الشهادتين ووصيته الأخيرة، لقد كانت عملية غير رسمية، فلم يكن محمد يمتلك أي ورقة لتوقيع اسمه عليها، ولم يكن هناك محام لتوثيقها.

التفت محمد ببساطة إلى الرجل المكبلة يداه بجواره وأفصح له عن ديونه المطلوب سدادها إذا توفي، كما أبلغه بما يريد قوله وماذا يقول لوالدته بشأن تفاصيل وفاته.


«6 ساعات محشورين»

كان لدى محمد سبب وجيه لكي يخشى على حياته. فقد كان ضمن 45 سجينًا «محشورين» في الجزء الخلفي من عربة ترحيلات الشرطة الضيقة التي ترتفع فيها درجة الحرارة والموجودة في فناء سجن أبو زعبل شمال شرق القاهرة. وكان قد مضى عليهم في السيارة أكثر من ست ساعات.

كانت درجة الحرارة في الخارج أكثر من 31 درجة مئوية، وكانت في الداخل أكثر بكثير. ولم يكن هناك مكان للوقوف، ولم يكن لدى السجناء أي مياه للشرب، وانتزع بعضهم قمصانهم المبللة بالعرق ليعصروا منها قطرات العرق وشربوها. بينما فقد العديد منهم بالفعل الوعي.

معظم الرجال داخل الشاحنة كانوا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنهم محمد عبد المعبود وهو تاجر حبوب يبلغ من العمر 43 عامًا، وجلس أيضًا محشورًا إلى جوار محمد الديب.


«تعاطف النائب العام»

وفي يوم الأحد 18 أغسطس، وصل الدكتور جمال صيام، أستاذ الأقتصاد بجامعة القاهرة، إلى مكتب النائب العام هشام بركات، وكان ابنه شريف قد اعتقل يوم الأربعاء «14 أغسطس»، أثناء فض اعتصام رابعة، وقال د. جمال للنائب العام إن الأمر به خطأ ما وإنه يحتاج إلى مساعدة.

لم يكن «شريف» عضواً في الإخوان، ولا مؤيدًا لمرسي. وسبق له أن كتب على «فيس بوك» أن عزل مرسي ليس إنقلابًا وإنما ثورة، بالتأكيد ذهب لرابعة مرتين أو ثلاث مرات، ولكنه أيضًا خرج في المسيرات المناهضة لمرسي، وعند فض رابعة ذهب إلى هناك لمساعدة الجرحى، كما قال والده.

النائب العام بدوره أبدى بعضًا من التعاطف، وقدم للوالد رسالة موقعة منه لتقديمها لمسئولين في السجن للتسريع في النظر في حالة شريف. غير أن صيام مثله مثل النائب العام لم يكن يتصور أنه فات أوان أي تدخل.

فقبل دقائق قليلة فقط، أُطلق على شريف صيام وزملائه الـ36 «المحشورين» في سيارة الترحيلات الغاز المسيل للدموع حتى قضى عليهم.




«هنا مشرحة زينهم»

وفي اليوم التالي، ظهرت لقطات للجثث أثناء وصولها إلى مشرحة زينهم مع تحذير مصاحب مما قد تثيره رؤيتها. كانت معظمها منتفخة وقد تلونت الوجوه إما باللون الأحمر أو الأسود. وكان وجه محمد الديب من الوجوه القليلة التي لم تتشوه، غير أنه كان منتفخًا وأسود لدرجة قد يصعب معها التعرف عليه.

وسرعان ما ألقى باللوم على السجناء أنفسهم فيما حدث. فوفقًا لضباط الشرطة فإن السجناء اختطفوا شرطياً، عندما فتح باب السيارة لإخراجهم. وهو ما دفع زملاء الضابط «المختطف» الى إطلاق الغاز المسيل للدموع داخل العربة للسيطرة عليهم.

«محاكمة شرطيين»

تم محاكمة 4 من أصل 15 رجل شرطة رافقوا العربة بتهمة الإهمال، ولكن المحاكمة تأجلت في يناير الماضي دون تحديد موعد جديد لها. ولا يزال المسئولون قادرين على الإدعاء بأن ما يحدث كان نتيجة لتصرف السجناء متجاهلين شهادة 8 من الناجين: 4 لايزالون قيد الحبس وأربعة من الضباط الذين كانوا يرافقون السجناء.

وبعد مرور خمسة أشهر، خرجت إلى النور شهاداتهم المجمعة للمرة الأولى عن قصة مختلفة، «قصة عن قسوة الشرطة»، وعن محاولات التستر عما حدث وهى المحاولات التي لم تبدأ يوم الحادث «الأحد 18 أغسطس»، وإنما بدأت قبل ذلك بأيام، وتحديدًا يوم الأربعاء، عندما «اعتقل» السجناء الـ45 من بين الآلاف في رابعة العدوية وما حولها.


«مأساة اسمها شريف»

كانت الشرطة اعتقلت «شريف» منتصف النهار على بعد بضعة شوارع من اعتصام رابعة، حيث بدأ إطلاق النيران قبل ذلك بست ساعات. ويوضح فيديو صوره أحد الأشخاص «شريف» مرتديًا قميص أزرق يقوده ضباط باتجاه سيارة شرطة، بينما يسرع ضابط آخر نحوه يوجه له ركلة في صدره توقعه أرضًا.

ومثل آلاف من المعتقلين في هذا اليوم، اٌتهم شريف بقائمة طويلة من التهم، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية (وهو الوصف الذي أطلقته الدولة على جماعة الإخوان فيما بعد) ، ومحاولة القتل وحيازة أسلحة فتاكة، ومن المستحيل معرفة الظروف الدقيقة لاعتقاله، ولكن عائلته ترى أن هذه التهم من غير الممكن تصديقها.

ووفقًا للناجين كان شريف صيام واحدًا من ثماني ضحايا على الأقل من ضحايا أبو زعبل لم يكونوا من أنصار مرسي أو ليس لهم علاقة برابعة.

«إحنا بتوع الحزب الوطني»

أما شكري سعد فكان من سكان مدينة نصر، واشتري لتوه علاجا لمرض السكري يكفيه لمدة شهر عندما أوقفته الشرطة، واشتبهوا في شرائه الدواء لجرحى رابعة. ويقال إن سعد ظل يصرخ أثناء الدفع به إلى داخل سيارة الشرطة «لست من الإخوان المسلمين، أنا من الحزب الوطني».

وفي مكان ليس ببعيد، كان «طلعت عليّ» يقدم الشاي للجنود والضباط أثناء استراحتهم من فض الاعتصام، وقرر صاحب المقهى الإغلاق مبكرًا؛ لأن الضباط رفضوا دفع ثمن المشروبات، لذلك انطلق عليّ في طريقه إلى منزله. وقال إن الضباط الذين ألقوا القبض عليه هم الذين قام على خدمتهم. يقال إنه ذكر لهم أثناء القبض عليه: «أنا صبي القهوة، أنا من قدمت لكم الشاي».

في وقت لاحق، انضم إليه بائع الخضر محمد رمزي، الذي جاء من غرب القاهرة إلى مدينة نصر لبيع الخيار. ثم كان هناك أحمد حمراوي الذي كان في طريقه لبيع ملابسه في وسط البلد.

وأوقف رفيق عبدالغني أثناء طريقه للعمل، وصدر لاحقا قرار بإطلاق سراحه بكفالة مالية، لكنه نقل إلى أبو زعبل قبل دفع الكفالة. وكان هناك أيضًا عضو يحمل كارنيه حزب «غد الثورة» الليبرالي.


«معسكر رابعة»

اعتقل محمد عبد المعبود بعيدًا عن الاعتصام أثناء عودته لمنزله، بعد ساعات عديدة من وقف إطلاق النار. وكان عبد المعبود قد بدأ في الاعتصام في رابعة منذ أن نصب خيمته في أواخر يونيو. وعندما بدأ حصار المنطقة ظل بها.

ردت مجموعة من أنصار مرسي على نيران الجنود، في محاولة يائسة لصد القوة الأمنية التي ضمت قناصة على الأسطح المحيطة، والتي أوقعت ضحايا أكثر بكثير من الضحايا التي تسببت فيها فرقة الدفاع محدودة العدد.

يقول عبد المعبود إنه مكث في الخلف لمساعدة الجرحى. وبعد الثالثة مساءًا، أصبح إطلاق النيران كثيفًا لدرجة يصعب معها إنقاذ المصابين.

في وقت لاحق، انضم إلى مجموعة من الأصدقاء من أهالي بلدته الصغيرة في الدلتا. سمعوا أن أحد الأصدقاء أصيب في الفوضى، وكانوا يبحثون عن جثمانه في مسجد الإيمان، على بعد بضعة شوارع شرق مما كان سابقًا «معسكر رابعة».

على بعد أمتار قليلة، كان جمال صيام يبحث عن ابنه. ومع اقتراب منتصف الليل شاهد فيديو يظهر فيه شريف وهو يتعرض للضرب من رجل شرطة. يقول الأب «كنت سعيدًا، على الرغم من أنه كان غير إنسانيًا، فعلى الأقل كان حيًا».

عثر عبد المعبود وأصدقائه على جثة صديقهم. حملوها في مؤخرة شاحنة صغيرة في طريقهم الى الشرقية لدفنها. كان هناك نحو عشرين منهم يجلسون فوق الجثة لإخفائها، يشقون طريقهم في الظلام. بعد عشرة أميال من الرحلة لاحت في الأفق نقطة تفتيش تابعة للجيش.

كان حظر التجوال قد أعلن للسيطرة على الاشتباكات العنيفة، وكانوا بذلك يخترقونه. يقول عبد المعبود «أنزلنا الجنود وبدأوا في مضايقتنا وسؤالنا من أين جئنا بالجثة؟ وهل لدينا تصريح بدفنها؟».

أخذ الجنود متعلقات الرجال وأموالهم، واستدعوا الشرطة. وبعد ساعة أطلق سراح معظم المجموعة باستثناء خمسة على ما يبدو اختيروا بصورة عشوائية. و كان من بينهم عبد المعبود، وشخص أخر يدعى عبد المنعم .

وقال الثالث محمد سيد جبل، البالغ من العمر 29 عاما: «قالوا إن هناك أوامر باعتقالنا، كان هذا أمر مفاجئًا؛ لأن أيا منا لم تكن لديه سوابق مع الشرطة».


«ستاد القاهرة.. سجن مؤقت»

اعيد الخمسة الى شمال شرق القاهرة وتحديدا الى قسم شرطة بمصر الجديدة. وهناك وجه إليهم الاتهام بحمل جثة دون ترخيص والتخريب، وألقي بهم في زنزانة مزدحمة مع بزوغ الفجر.

قضى حسين عبد العال البالغ من العمر 60 عامًا والموظف السابق في إحدى شركات البترول، الليلة محتجزًا في ملعب لكرة القدم، مع الآلاف من السجناء الآخرين. فقد اعتقل العديد من الناس داخل رابعة وحولها وتم ترحيلهم لستاد القاهرة مساء الأربعاء، حتى توفير أماكن لهم في أقسام الشرطة.

وكان عبد العال قد وصل إلى رابعة قبل ساعات قليلة من فض الاعتصام وكانت هناك شائعات أن الجنود سوف يقتحمون رابعة في هذا الصباح، وأراد أن يكون هناك عند الفض بعد أن تحولت رابعة بالنسبة له الى رمز. كما كان يريد أن يكون بجوار ابنه رمزي، المسئول في الإخوان والذي كان في الاعتصام منذ البداية.

حين بدأ الفض العنيف، قتل رمزي برصاص قناص من أعلى بناية قريبة. يتذكر والده «كنا بعيدا عن الخطوط الأمامية، ولكن ابني تلقى رصاصة في جبهته، وخرجت من مؤخرة جمجمته».

أخذ أصدقاء رمزي جثته إلى مستشفى ميداني أنشأه الإخوان في احد أركان المعسكر. ولكن عندما امتلأ المبني بالغاز المسيل للدموع، أجبروا على التحرك واستطاعوا إيجاد سيارة تقلهم إلى مستشفى خاص.

أوقف ضابط جيش السيارة عند أبواب المستشفى، وطلب من عبد العال الخروج، وقال الأخير لمراسل «الجارديان» في نوفمبر الماضي، إنه توسل للضابط لكي يبقى مع ابنه وقال «سأقبل قدميك ولكن أتركني مع ابني».

ولكن ألقي القبض عليه ورحل إلى استاد القاهرة، حيث عاملته الشرطة كـ«حيوان» وقاموا بضربه وتوجيه «الشتائم» له، وبمصادرة أمواله وهاتفه المحمول.


«فيس بوك أنقذني»

وفي مكان آخر على أرض الملعب، ألتقى شريف صيام بشخص كان لا يزال يحتفظ بهاتفه استخدمه ليكتب على فيس بوك: «إلى كل من يقرأ هذه الرسالة، اخبروا والدي أنني في ستاد القاهرة».

وعندما انتهى حظر التجوال في الصباح التالي، حاول جمال صيام إيجاد محامي لإخراج ابنه. وبالرغم من علاقاته المتعددة حيث أنه كان مستشارا لوزير الزراعة في عهد مبارك، إلا أن أحدا من أصدقائه لم يجرؤ على التدخل. لذا ذهب بنفسه إلى الاستاد، ولكن عند وصوله صباح الخميس كان شريف قد نقل إلى أحد أقسام الشرطة في مصر الجديدة.

وبعد زيارة ثلاثة أقسام شرطة مختلفة، استطاع جمال صيام وأسرته أخيرا الوصول إلى مكان شريف يوم الجمعة. في البداية، انكر الضباط وجوده، ولكن بعد جدال سمح لأسرته برؤيته. لم يتحدث شريف كثيرًا ولم يذكر الكثير عن ملابسات اعتقاله، ولكنه بكى عندما احتضنه والده.

كان شريف أكثر هدوء عندما عاد والده في مساء يوم السبت. يقول صيام : «طلب منا فرشاة أسنان وأدوات نظافة شخصية، وآيس كريم للجميع». وكانت هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها صيام مع ابنه.

وحوالي السادسة والنصف صباحًا من يوم الأحد 18 أغسطس، تم تكبيل 45 سجينًا. ربط كل اثنين معا فيما عدا محمد عبد المعبود الذي قيد برجلين. وكان السجناء الخمسة من الشرقية أخر من حُشر في عربة الترحيلات، التي كانت ممتلئة بالفعل.

يقول سيد جبل: «قلت للضابط: كيف يمكننا الركوب هناك؟ فأجاب أن السيارة تتسع لـ 70 شخصًا، ودفعنا للداخل»، إلا أن تقريرا فنيا أمرت به النيابة فيما بعد قال إن سعة الشاحنة لا تزيد عن 24 شخصًا.


«عربة ترحيلات الموت»

وبعد ما يزيد قليلًا عن الساعة، وصلت عربة الترحيلات والموكب المصاحب لها إلى السجن. وساءت الأحوال عندما وصلوا إلى الفناء، فأثناء الطريق كانت إمكانية التنفس سهلة، فالهواء كان يتسلل عبر الشبابيك الأربعة المغلقة بالأسلاك. ولكن عند الوصول، توقف اندفاع الهواء وعانى من بداخل السيارة من ضيق التنفس.

ما حدث بعد ذلك كان محل تحقيق أدلى خلاله أحد رجال الشرطة بشهادة تطابق شهادة الناجين من السجناء. وقد رفض الضابط عبد العزيز ربيع الحديث إلى الجارديان، إلا أن شهادته أمام النيابة كشفها محامي الناجين، وأيدها مصدران أخران من الشرطة.

قال عبد العزيز إن أنابيب التهوية في السيارة كانت تالفة. غير أن الضابط عمرو فاروق - قائد القافلة - قال إنه تفقد بنفسه نظام التهوية ووجده يعمل.

كانت درجة حرارة الجو في ذلك اليوم من أيام أغسطس نحو 31 درجة مئوية. وأجبر السجناء على البقاء حتى ينتهي تسليم 600 من معتقلي رابعة لسجن أبو زعبل. وكان الانتظار طويلا.

يقول الناجون إن الحرارة أصبحت لا تطاق. كانوا يقفون على قدم واحد، وبدأ الأكسجين يقل، والناس تصرخ من أجل المساعدة. يقول عبد المعبود: «بدأنا في الطرق على جدران السيارة وبدأنا في الصراخ ولكن دون مجيب».


«سب مرسي طوق النجاة»

ومع مرور الوقت، كان حسين عبد العال البالغ من العمر 60 سنة، وشكري سعد المريض بالسكري الأكر معاناة. يقول «عبد العال» الذي أجرى عملية قلب مفتوح قبل عامين : «شعرت أنني على وشك الموت. وعندما نظر إلى مقلتي سعد رأيتها وقد بدأت تتسع وبدأ يفقد الوعي. أخذنا نصرخ بأن هناك شخصا يحتضر. أجابونا بأنهم يتمنون موتنا جميعًا».

ووفقًا للناجين، بدأ رجال الشرطة في السخرية من السجناء. يواصل عبد العال حديثه، قائلا: «اخبرونا علينا سب مرسي كي نخرج. لذا بدأ الأصغر سنًا في توجيه الشتائم له، ولكن الشرطة قالت إنه لا يمكننا الرحيل، ثم أخبرونا أن نطلق على أنفسنا اسماء نساء، ففعل البعض، ولكنهم قالوا: نحن لا نتعامل مع النساء».



«شربة ماء»

وفي شهادته، لم يذكر عبد العزيز أن رجال الشرطة أهانوا من كان في العربة، ولكنه قال إن عشرات من رجال الشرطة الأصغر رتبة والذين كانوا يحرسون السيارة طلبوا من قادتهم الأربعة الذين كانوا يحتسون الشاي على مسافة قريبة، طلبوا منهم الموافقة على فتح أبواب السيارة وإعطاء السجناء المزيد من المياه.

رفض الضباط كل هذه الطلبات عدا طلب واحد: وفي وقت ما بين العاشرة صباحًا والحادية عشرة، أي بعد حوالي أربع ساعات من دخول السجناء إلى السيارة، قدمت لهم المياه.

في البداية، لم تتمكن الشرطة من فتح الباب؛ لأن الضباط أضاعوا المفتاح. واستخدم الضابط محمد يحيى قطعة من الحديد لتحطيم القفل. وحتى مع ذلك، أبقى على أغلب السجناء في الداخل، وسمح لعبد العال وحده الذي كان يقف بجوار الباب بالوقوف لفترة وجيزة على الحافة ورش المياه. ثم دفع مجددًا إلى الداخل.

بينما تركت سيارات الترحيلات الأخرى الأبواب مفتوحة، عندما وصلت الى داخل السجن، أغلق حراس سيارة «مصر الجديدة» الباب المكسور بواسطة الكلبشات.


«تضارب الشهادات»

وقال الضابط فاروق إنه سمح للسجناء بالخروج ثلاث مرات، وهو ما نفاه الناجون وعبد العزيز الذي كان يصاحب السجناء طيلة اليوم باستثناء عشر دقائق ابتعد فيها لقضاء حاجته. وقال في النهاية: «أخذنا على عاتقنا كحراس مهمة إحضار المياه في زجاجات وسكبها من خلال النوافذ».

وداخل السيارة بدأ العديد من السجناء في التساقط مع ارتفاع درجة الحرارة. الكثير كان يهذي بينما كان البعض الآخر يسلم بعضه بعضا رسائل الى عائلاتهم. يقول سيد جبل: «بالطبع كان الأكبر سنًا أول من سقط.. وبدأ الآخرون في إحداث ضجيج أعلى وأعلى، بينما كنا نسمع من الخارج المزيد من الضحك ومن الشتائم لمرسي».

ولفت عبد العزيز إلى نه كان من الواضح «أن الأوضاع في السيارة قد تؤدي إلى اختناق السجناء، ولكن الضباط الأربعة كانوا لايزالون يرفضون فتح الباب». ساد الصمت في السيارة. وانهار أغلب المحتجزين بداخلها.

وفي وقت ما بعد الواحدة ظهرًا، سمع من بقى متيقظًا من السجناء أصواتا في الخارج. جاء دورهم في النزول. كانت الأصوات تطلب منهم ذلك كما كانت تطلب منهم تسليم أي متعلقات ثمينة لموظفي السجون. ولكن كان القليل منهم فقط قادرًا على الوقوف على قدميه.

ما حدث بعد ذلك كان موضع روايتين متضاربتين. فاروق وأغلب مرؤوسيه قالوا في التحقيقات إنه عندما فتح الباب بالقوة أخيرًا، شد السجناء الضابط يحيى إلى الداخل واحتجزوه.

وأدت الفوضى إلى اندفاع مزيد من رجال الشرطة من السيارات الأخرى الى المكان. وأصيب عبد العزيز وزميل آخر أثناء محاولة انقاذ يحيى.

وأثناء الضجة، وفي محاولة للسيطرة على «الشغب»، أطلق ضابط مجهول من الشرطة أسطوانة غاز يحملها الضباط عادة للدفاع عن أنفسهم، وذلك من إحدى نوافذ السيارة.

وذكر الضابط فاروق أن يحيى واثنين آخرين نقلوا في وقت لاحق إلى المستشفى لتعرضهم للغاز، بينما كان عبد العزيز يعالج من إصابات في الوجه.


«عالم بلا معنى»

ولكن وفقًا للناجين ولعبد العزيز فإن هذه الرواية مزيفة. عبد العزيز قال للنيابة إن هذا لم يحدث، وإن أحد الضباط ضربه على وجهه ليبدو كأنه كان في اشتباك مع السجناء.

بينما أوضح عبد المعبود: «دعنا نكون منطقين، لقد كنا مرهقين للغاية، لم نكن قادرين حتى على السير. انهار أغلبنا داخل السيارة، كان بإمكان خمسة أو ستة منا فقط الوقوف، كيف سنتمكن من ضرب ضابط؟»

رفضت وزارة الداخلية التعليق لـ«الجارديان»، أو السماح للصحيفة بإجراء مقابلات مع مسئولين في الشرطة والسجون. ولكن شهادة عبد العزيز تشير إلى أن السجناء لم يكونوا في حالة تمكنهم من خطف حارس.

يقول عبد العزيز: «بالنظر عبر النافذة الخلفية للسيارة كان المنظر يبدو مروعًا (الجميع ملقى على بعضه البعض)».

بدوره، قال الدكتور هشام فرج من المشرحة التي نقلت إليها الجثث الـ37 إن السجناء كانوا لا يزالون أحياء عند إطلاق الغاز، حيث وجد آثار لغاز سي اس في دماء كل جثة.

وشكك في إمكانية أن تكون اسطوانة غاز واحدة تحتوى على ما يكفي لقتل هذا العدد من الأشخاص. ولكن من المحتمل أن تكون القشة التي قصمت ظهر مجموعة عانت لفترة طويلة من نقص الأكسجين.

وذكر «فرج» في شهادة مكتوبة للصحيفة البريطانية: «قررنا أن الشرطة مسئولة عن جميع هذه الضحايا؛ لأنهم أتخموا السيارة بـ 45 سجينا. وهو عدد كبير للغاية. ولذا كان هناك نقص في الأكسجين وهو ما عجل من الوفيات عند استخدام الغاز».

يقول الناجون إنهم لم يغلقوا الباب عن قصد. حقيقة الأمر أنهم كانوا غير قادرين على الحركة. وكان أغلبهم فاقدي الوعي، والقلة التي لم تفقد الوعي كانت مكبلة الأيادي بفاقدي الوعي.

بينما يتابع «عبد العال»، الذي كان بالقرب من الباب: «حاولت إيقاظ أحدهم بيدي الحرة، لكمته، فليسامحني الله، ولكنه لم يستجيب».

وظل عبد المعبود يغيب ويعود إلى وعيه، ويتذكر قائلًا «بدأ الضابط في سؤالنا: من يقف خلف الباب؟، لم نتمكن من التعامل مع الموقف، كنا في حالة غريبة للغاية، لم نستطع الحركة».

أحضر الضباط «حديدة» من السجن لفتح الباب بالقوة، وعندما فشل الأمر، أحضروا مثقابًا. وفي النهاية تمكن رجال الشرطة من فتح الباب قليلًا.

يقول عبد العزيز إن يحيى ضغط نفسه إلى الداخل، وبدأ الضباط في شد السجناء عبر الفتحة الصغيرة الى الخارج. خرج ثمانية على قيد الحياة وإن أصيب جلدهم بالخدوش.

ويذكر سيد جبل «بمجرد خروجي وتنفسي الهواء النقي لم أشعر بشيء وسقطت على الأرض، ثم بدأوا في ضربنا، كان هناك صفان وضربوني بينما كنت على الأرض».

وبمجرد اخراج السجناء القريبين من الباب، استطاع رجال الشرطة أخيرًا دخول السيارة. يقول عبد العزيز: «وجدت الجميع ملقين على بعضهم البعض». كانت هناك رائحة كريهة جعلته يلهث أثناء جره لعشرة آخرين خارج السيارة.

وأثناء حملهم، أدرك عبد العزيز حقيقة رهيبة: لقد مات أغلب المحشورين في السيارة الساخنة. يقول عبد العزيز «بعد ذلك، أصبح العالم بلا معنى».

18‏/08‏/2015

أغسطس 18, 2015

"الوطن" تنشر التفاصيل الكاملة لقضية "ترحيلات أبوزعبل"

السجن خمس سنوات لضابط شرطة في قضية مقتل 37 سجينا فى عربة الترحيلات

خففت محكمة جنح مستأنف الخانكة الحكم الصادر على المقدم عمرو فاروق، نائب مأمور مصر الجديدة من الحبس 10 سنوات إلى 5 فقط مع الشغل، فيما أيدت حبس 3 ضباط آخرين لمدة سنة واحدة مع إيقاف التنفيذ، لإدانتهم بالتسبب في مقتل 37 إخوانيًا أثناء ترحيلهم بالقضية التي عرفت إعلاميًا بـ"سيارة ترحيلات أبوزعبل".

وقررت المحكمة قبول تدخل وزير الداخلية بصفته مسؤول عن الحقوق المدنية، والمتهمون الـ3 الآخرون هم النقيب إبراهيم محمد المرسي، والملازمان إسلام عبد الفتاح حلمي ومحمد يحيى عبدالعزيز، من قوة قسم مصر الجديدة.

صدر الحكم برئاسة المستشار شريف سراج بعضوية المستشارين حسام أيوب وسهيل نبيل، بحضور أحمد الحناوي وحسام شاهين رئيسي النيابة العامة وأمانة سر شريف الخولي وحسام الخولي وسامح الطناني.

كان المستشار الراحل هشام بركات، النائب العام السابق، أمر بإحالة المتهمين للمحاكمة لقيامهم بالتسبب في وفاة 37 متهمًا إخوانيًا وإصابة آخرين من المتهمين المرحلين بسيارة الترحيلات من قسم شرطة مصر الجديدة لسجن أبو زعبل.

وأشار تقرير الأطباء الشرعيين وخبير وزارة العدل، أن صندوق حجز سيارة الترحيلات محل الواقعة لا يتسع سوى لـ24 شخصًا فقط، وأن السيارة غير صالحة لنقل عدد 45 شخصًا جرى ترحيلهم بصندوق حجزها، وأن المتهمين تعاملوا مع مأمورية الترحيلات المكلفين بها بالإهمال والرعونة وعدم الاحتراز والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم من الحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين.

وقضت محكمة أول درجة بمعاقبة نائب المأمور بالحبس مع الشغل والنفاذ لمدة 10 سنوات وبمعاقبة باقي المتهمين من ضباط الشرطة بالحبس لمدة عام مع وقف تنفيذ العقوبة بالنسبة لهم إلا أنهم قاموا باستئناف الحكم.

فقضت محكمة جنح مستأنف الخانكة ببراءة ضباط الشرطة وإلغاء الحكم الصادر بحبس المتهم عمرو فاروق نائب المأمور 10 سنوات إلا أن النيابة العامة طعنت على أحكام البراءة أمام محكمة النقض التي أصدرت حكمها بإعادة محاكمة المتهمين من جديد أمام دائرة جنح مستأنف جديدة.
أغسطس 18, 2015

الجارديان : كيف مات 37 سجينا في سيارة ترحيلات أبو زعبل ؟

في محاولة لاعادة تصوير ما حدث

متظاهرون في ميدان رابعة العدوية -تصوير: مصعب الشامي

تحقيق:باتريك كينجسلي-ترجمة:لينة الشريف

نشر فى : الأحد 23 فبراير 2014 - 10:07 م | آخر تحديث : الإثنين 24 فبراير 2014 - 7:22 ص

في أغسطس الماضي، مات 37 سجينًا مصريًا في سيارة شرطة خارج سجن أبو زعبل، مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات في سيارة الترحيلات في فصل الصيف، وصحيفة «الجارديان» البريطانية، أجرت تحقيقًا حول القضية، وأظهرت فيه للمرة الأولى، شهادات الناجين من سيارة الموت.

ونظرًا لطول التحقيق المنشور بالصحيفة، حرصت «بوابة الشروق» على ترجمة الجزء الأكبر منه، ونشره بالعربية لقرائها.

بعد ظهر يوم الأحد 18 أغسطس 2013 نطق المخرج المصري محمد الديب الشهادتين ووصيته الأخيرة، لقد كانت عملية غير رسمية، فلم يكن محمد يمتلك أي ورقة لتوقيع اسمه عليها، ولم يكن هناك محام لتوثيقها.

التفت محمد ببساطة إلى الرجل المكبلة يداه بجواره وأفصح له عن ديونه المطلوب سدادها إذا توفي، كما أبلغه بما يريد قوله وماذا يقول لوالدته بشأن تفاصيل وفاته.

«6 ساعات محشورين»

كان لدى محمد سبب وجيه لكي يخشى على حياته. فقد كان ضمن 45 سجينًا «محشورين» في الجزء الخلفي من عربة ترحيلات الشرطة الضيقة التي ترتفع فيها درجة الحرارة والموجودة في فناء سجن أبو زعبل شمال شرق القاهرة. وكان قد مضى عليهم في السيارة أكثر من ست ساعات.

كانت درجة الحرارة في الخارج أكثر من 31 درجة مئوية، وكانت في الداخل أكثر بكثير. ولم يكن هناك مكان للوقوف، ولم يكن لدى السجناء أي مياه للشرب، وانتزع بعضهم قمصانهم المبللة بالعرق ليعصروا منها قطرات العرق وشربوها. بينما فقد العديد منهم بالفعل الوعي.

معظم الرجال داخل الشاحنة كانوا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنهم محمد عبد المعبود وهو تاجر حبوب يبلغ من العمر 43 عامًا، وجلس أيضًا محشورًا إلى جوار محمد الديب.

«تعاطف النائب العام»

وفي يوم الأحد 18 أغسطس، وصل الدكتور جمال صيام، أستاذ الأقتصاد بجامعة القاهرة، إلى مكتب النائب العام هشام بركات، وكان ابنه شريف قد اعتقل يوم الأربعاء «14 أغسطس»، أثناء فض اعتصام رابعة، وقال د. جمال للنائب العام إن الأمر به خطأ ما وإنه يحتاج إلى مساعدة.

لم يكن «شريف» عضواً في الإخوان، ولا مؤيدًا لمرسي. وسبق له أن كتب على «فيس بوك» أن عزل مرسي ليس إنقلابًا وإنما ثورة، بالتأكيد ذهب لرابعة مرتين أو ثلاث مرات، ولكنه أيضًا خرج في المسيرات المناهضة لمرسي، وعند فض رابعة ذهب إلى هناك لمساعدة الجرحى، كما قال والده.

النائب العام بدوره أبدى بعضًا من التعاطف، وقدم للوالد رسالة موقعة منه لتقديمها لمسئولين في السجن للتسريع في النظر في حالة شريف. غير أن صيام مثله مثل النائب العام لم يكن يتصور أنه فات أوان أي تدخل.

فقبل دقائق قليلة فقط، أُطلق على شريف صيام وزملائه الـ36 «المحشورين» في سيارة الترحيلات الغاز المسيل للدموع حتى قضى عليهم.


«جمال صيام - ابنه شريف توفى في السيارة»تصوير مصعب الشامي

«هنا مشرحة زينهم»

وفي اليوم التالي، ظهرت لقطات للجثث أثناء وصولها إلى مشرحة زينهم مع تحذير مصاحب مما قد تثيره رؤيتها. كانت معظمها منتفخة وقد تلونت الوجوه إما باللون الأحمر أو الأسود. وكان وجه محمد الديب من الوجوه القليلة التي لم تتشوه، غير أنه كان منتفخًا وأسود لدرجة قد يصعب معها التعرف عليه.

وسرعان ما ألقى باللوم على السجناء أنفسهم فيما حدث. فوفقًا لضباط الشرطة فإن السجناء اختطفوا شرطياً، عندما فتح باب السيارة لإخراجهم. وهو ما دفع زملاء الضابط «المختطف» الى إطلاق الغاز المسيل للدموع داخل العربة للسيطرة عليهم.

«محاكمة شرطيين»

تم محاكمة 4 من أصل 15 رجل شرطة رافقوا العربة بتهمة الإهمال، ولكن المحاكمة تأجلت في يناير الماضي دون تحديد موعد جديد لها. ولا يزال المسئولون قادرين على الإدعاء بأن ما يحدث كان نتيجة لتصرف السجناء متجاهلين شهادة 8 من الناجين: 4 لايزالون قيد الحبس وأربعة من الضباط الذين كانوا يرافقون السجناء.

وبعد مرور خمسة أشهر، خرجت إلى النور شهاداتهم المجمعة للمرة الأولى عن قصة مختلفة، «قصة عن قسوة الشرطة»، وعن محاولات التستر عما حدث وهى المحاولات التي لم تبدأ يوم الحادث «الأحد 18 أغسطس»، وإنما بدأت قبل ذلك بأيام، وتحديدًا يوم الأربعاء، عندما «اعتقل» السجناء الـ45 من بين الآلاف في رابعة العدوية وما حولها.

«مأساة اسمها شريف»

كانت الشرطة اعتقلت «شريف» منتصف النهار على بعد بضعة شوارع من اعتصام رابعة، حيث بدأ إطلاق النيران قبل ذلك بست ساعات. ويوضح فيديو صوره أحد الأشخاص «شريف» مرتديًا قميص أزرق يقوده ضباط باتجاه سيارة شرطة، بينما يسرع ضابط آخر نحوه يوجه له ركلة في صدره توقعه أرضًا.

ومثل آلاف من المعتقلين في هذا اليوم، اٌتهم شريف بقائمة طويلة من التهم، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية (وهو الوصف الذي أطلقته الدولة على جماعة الإخوان فيما بعد) ، ومحاولة القتل وحيازة أسلحة فتاكة، ومن المستحيل معرفة الظروف الدقيقة لاعتقاله، ولكن عائلته ترى أن هذه التهم من غير الممكن تصديقها.

ووفقًا للناجين كان شريف صيام واحدًا من ثماني ضحايا على الأقل من ضحايا أبو زعبل لم يكونوا من أنصار مرسي أو ليس لهم علاقة برابعة.

«إحنا بتوع الحزب الوطني»

أما شكري سعد فكان من سكان مدينة نصر، واشتري لتوه علاجا لمرض السكري يكفيه لمدة شهر عندما أوقفته الشرطة، واشتبهوا في شرائه الدواء لجرحى رابعة. ويقال إن سعد ظل يصرخ أثناء الدفع به إلى داخل سيارة الشرطة «لست من الإخوان المسلمين، أنا من الحزب الوطني».

وفي مكان ليس ببعيد، كان «طلعت عليّ» يقدم الشاي للجنود والضباط أثناء استراحتهم من فض الاعتصام، وقرر صاحب المقهى الإغلاق مبكرًا؛ لأن الضباط رفضوا دفع ثمن المشروبات، لذلك انطلق عليّ في طريقه إلى منزله. وقال إن الضباط الذين ألقوا القبض عليه هم الذين قام على خدمتهم. يقال إنه ذكر لهم أثناء القبض عليه: «أنا صبي القهوة، أنا من قدمت لكم الشاي».

في وقت لاحق، انضم إليه بائع الخضر محمد رمزي، الذي جاء من غرب القاهرة إلى مدينة نصر لبيع الخيار. ثم كان هناك أحمد حمراوي الذي كان في طريقه لبيع ملابسه في وسط البلد.

وأوقف رفيق عبدالغني أثناء طريقه للعمل، وصدر لاحقا قرار بإطلاق سراحه بكفالة مالية، لكنه نقل إلى أبو زعبل قبل دفع الكفالة. وكان هناك أيضًا عضو يحمل كارنيه حزب «غد الثورة» الليبرالي.

«معسكر رابعة»

اعتقل محمد عبد المعبود بعيدًا عن الاعتصام أثناء عودته لمنزله، بعد ساعات عديدة من وقف إطلاق النار. وكان عبد المعبود قد بدأ في الاعتصام في رابعة منذ أن نصب خيمته في أواخر يونيو. وعندما بدأ حصار المنطقة ظل بها.

ردت مجموعة من أنصار مرسي على نيران الجنود، في محاولة يائسة لصد القوة الأمنية التي ضمت قناصة على الأسطح المحيطة، والتي أوقعت ضحايا أكثر بكثير من الضحايا التي تسببت فيها فرقة الدفاع محدودة العدد.

يقول عبد المعبود إنه مكث في الخلف لمساعدة الجرحى. وبعد الثالثة مساءًا، أصبح إطلاق النيران كثيفًا لدرجة يصعب معها إنقاذ المصابين.

في وقت لاحق، انضم إلى مجموعة من الأصدقاء من أهالي بلدته الصغيرة في الدلتا. سمعوا أن أحد الأصدقاء أصيب في الفوضى، وكانوا يبحثون عن جثمانه في مسجد الإيمان، على بعد بضعة شوارع شرق مما كان سابقًا «معسكر رابعة».

على بعد أمتار قليلة، كان جمال صيام يبحث عن ابنه. ومع اقتراب منتصف الليل شاهد فيديو يظهر فيه شريف وهو يتعرض للضرب من رجل شرطة. يقول الأب «كنت سعيدًا، على الرغم من أنه كان غير إنسانيًا، فعلى الأقل كان حيًا».

عثر عبد المعبود وأصدقائه على جثة صديقهم. حملوها في مؤخرة شاحنة صغيرة في طريقهم الى الشرقية لدفنها. كان هناك نحو عشرين منهم يجلسون فوق الجثة لإخفائها، يشقون طريقهم في الظلام. بعد عشرة أميال من الرحلة لاحت في الأفق نقطة تفتيش تابعة للجيش.

كان حظر التجوال قد أعلن للسيطرة على الاشتباكات العنيفة، وكانوا بذلك يخترقونه. يقول عبد المعبود «أنزلنا الجنود وبدأوا في مضايقتنا وسؤالنا من أين جئنا بالجثة؟ وهل لدينا تصريح بدفنها؟».

أخذ الجنود متعلقات الرجال وأموالهم، واستدعوا الشرطة. وبعد ساعة أطلق سراح معظم المجموعة باستثناء خمسة على ما يبدو اختيروا بصورة عشوائية. و كان من بينهم عبد المعبود، وشخص أخر يدعى عبد المنعم .

وقال الثالث محمد سيد جبل، البالغ من العمر 29 عاما: «قالوا إن هناك أوامر باعتقالنا، كان هذا أمر مفاجئًا؛ لأن أيا منا لم تكن لديه سوابق مع الشرطة».

«ستاد القاهرة.. سجن مؤقت»

اعيد الخمسة الى شمال شرق القاهرة وتحديدا الى قسم شرطة بمصر الجديدة. وهناك وجه إليهم الاتهام بحمل جثة دون ترخيص والتخريب، وألقي بهم في زنزانة مزدحمة مع بزوغ الفجر.

قضى حسين عبد العال البالغ من العمر 60 عامًا والموظف السابق في إحدى شركات البترول، الليلة محتجزًا في ملعب لكرة القدم، مع الآلاف من السجناء الآخرين. فقد اعتقل العديد من الناس داخل رابعة وحولها وتم ترحيلهم لستاد القاهرة مساء الأربعاء، حتى توفير أماكن لهم في أقسام الشرطة.

وكان عبد العال قد وصل إلى رابعة قبل ساعات قليلة من فض الاعتصام وكانت هناك شائعات أن الجنود سوف يقتحمون رابعة في هذا الصباح، وأراد أن يكون هناك عند الفض بعد أن تحولت رابعة بالنسبة له الى رمز. كما كان يريد أن يكون بجوار ابنه رمزي، المسئول في الإخوان والذي كان في الاعتصام منذ البداية.

حين بدأ الفض العنيف، قتل رمزي برصاص قناص من أعلى بناية قريبة. يتذكر والده «كنا بعيدا عن الخطوط الأمامية، ولكن ابني تلقى رصاصة في جبهته، وخرجت من مؤخرة جمجمته».

أخذ أصدقاء رمزي جثته إلى مستشفى ميداني أنشأه الإخوان في احد أركان المعسكر. ولكن عندما امتلأ المبني بالغاز المسيل للدموع، أجبروا على التحرك واستطاعوا إيجاد سيارة تقلهم إلى مستشفى خاص.

أوقف ضابط جيش السيارة عند أبواب المستشفى، وطلب من عبد العال الخروج، وقال الأخير لمراسل «الجارديان» في نوفمبر الماضي، إنه توسل للضابط لكي يبقى مع ابنه وقال «سأقبل قدميك ولكن أتركني مع ابني».

ولكن ألقي القبض عليه ورحل إلى استاد القاهرة، حيث عاملته الشرطة كـ«حيوان» وقاموا بضربه وتوجيه «الشتائم» له، وبمصادرة أمواله وهاتفه المحمول.

«فيس بوك أنقذني»

وفي مكان آخر على أرض الملعب، ألتقى شريف صيام بشخص كان لا يزال يحتفظ بهاتفه استخدمه ليكتب على فيس بوك: «إلى كل من يقرأ هذه الرسالة، اخبروا والدي أنني في ستاد القاهرة».

وعندما انتهى حظر التجوال في الصباح التالي، حاول جمال صيام إيجاد محامي لإخراج ابنه. وبالرغم من علاقاته المتعددة حيث أنه كان مستشارا لوزير الزراعة في عهد مبارك، إلا أن أحدا من أصدقائه لم يجرؤ على التدخل. لذا ذهب بنفسه إلى الاستاد، ولكن عند وصوله صباح الخميس كان شريف قد نقل إلى أحد أقسام الشرطة في مصر الجديدة.

وبعد زيارة ثلاثة أقسام شرطة مختلفة، استطاع جمال صيام وأسرته أخيرا الوصول إلى مكان شريف يوم الجمعة. في البداية، انكر الضباط وجوده، ولكن بعد جدال سمح لأسرته برؤيته. لم يتحدث شريف كثيرًا ولم يذكر الكثير عن ملابسات اعتقاله، ولكنه بكى عندما احتضنه والده.

كان شريف أكثر هدوء عندما عاد والده في مساء يوم السبت. يقول صيام : «طلب منا فرشاة أسنان وأدوات نظافة شخصية، وآيس كريم للجميع». وكانت هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها صيام مع ابنه.

وحوالي السادسة والنصف صباحًا من يوم الأحد 18 أغسطس، تم تكبيل 45 سجينًا. ربط كل اثنين معا فيما عدا محمد عبد المعبود الذي قيد برجلين. وكان السجناء الخمسة من الشرقية أخر من حُشر في عربة الترحيلات، التي كانت ممتلئة بالفعل.

يقول سيد جبل: «قلت للضابط: كيف يمكننا الركوب هناك؟ فأجاب أن السيارة تتسع لـ 70 شخصًا، ودفعنا للداخل»، إلا أن تقريرا فنيا أمرت به النيابة فيما بعد قال إن سعة الشاحنة لا تزيد عن 24 شخصًا.

«عربة ترحيلات الموت»

وبعد ما يزيد قليلًا عن الساعة، وصلت عربة الترحيلات والموكب المصاحب لها إلى السجن. وساءت الأحوال عندما وصلوا إلى الفناء، فأثناء الطريق كانت إمكانية التنفس سهلة، فالهواء كان يتسلل عبر الشبابيك الأربعة المغلقة بالأسلاك. ولكن عند الوصول، توقف اندفاع الهواء وعانى من بداخل السيارة من ضيق التنفس.

ما حدث بعد ذلك كان محل تحقيق أدلى خلاله أحد رجال الشرطة بشهادة تطابق شهادة الناجين من السجناء. وقد رفض الضابط عبد العزيز ربيع الحديث إلى الجارديان، إلا أن شهادته أمام النيابة كشفها محامي الناجين، وأيدها مصدران أخران من الشرطة.

قال عبد العزيز إن أنابيب التهوية في السيارة كانت تالفة. غير أن الضابط عمرو فاروق - قائد القافلة - قال إنه تفقد بنفسه نظام التهوية ووجده يعمل.

كانت درجة حرارة الجو في ذلك اليوم من أيام أغسطس نحو 31 درجة مئوية. وأجبر السجناء على البقاء حتى ينتهي تسليم 600 من معتقلي رابعة لسجن أبو زعبل. وكان الانتظار طويلا.

يقول الناجون إن الحرارة أصبحت لا تطاق. كانوا يقفون على قدم واحد، وبدأ الأكسجين يقل، والناس تصرخ من أجل المساعدة. يقول عبد المعبود: «بدأنا في الطرق على جدران السيارة وبدأنا في الصراخ ولكن دون مجيب».

«سب مرسي طوق النجاة»

ومع مرور الوقت، كان حسين عبد العال البالغ من العمر 60 سنة، وشكري سعد المريض بالسكري الأكر معاناة. يقول «عبد العال» الذي أجرى عملية قلب مفتوح قبل عامين : «شعرت أنني على وشك الموت. وعندما نظر إلى مقلتي سعد رأيتها وقد بدأت تتسع وبدأ يفقد الوعي. أخذنا نصرخ بأن هناك شخصا يحتضر. أجابونا بأنهم يتمنون موتنا جميعًا».

ووفقًا للناجين، بدأ رجال الشرطة في السخرية من السجناء. يواصل عبد العال حديثه، قائلا: «اخبرونا علينا سب مرسي كي نخرج. لذا بدأ الأصغر سنًا في توجيه الشتائم له، ولكن الشرطة قالت إنه لا يمكننا الرحيل، ثم أخبرونا أن نطلق على أنفسنا اسماء نساء، ففعل البعض، ولكنهم قالوا: نحن لا نتعامل مع النساء».

«حسين عبد العال -  وقوفه بجوار باب السيارة أنقذ حياته»تصوير مصعب الشامي

«شربة ماء»

وفي شهادته، لم يذكر عبد العزيز أن رجال الشرطة أهانوا من كان في العربة، ولكنه قال إن عشرات من رجال الشرطة الأصغر رتبة والذين كانوا يحرسون السيارة طلبوا من قادتهم الأربعة الذين كانوا يحتسون الشاي على مسافة قريبة، طلبوا منهم الموافقة على فتح أبواب السيارة وإعطاء السجناء المزيد من المياه.

رفض الضباط كل هذه الطلبات عدا طلب واحد: وفي وقت ما بين العاشرة صباحًا والحادية عشرة، أي بعد حوالي أربع ساعات من دخول السجناء إلى السيارة، قدمت لهم المياه.

في البداية، لم تتمكن الشرطة من فتح الباب؛ لأن الضباط أضاعوا المفتاح. واستخدم الضابط محمد يحيى قطعة من الحديد لتحطيم القفل. وحتى مع ذلك، أبقى على أغلب السجناء في الداخل، وسمح لعبد العال وحده الذي كان يقف بجوار الباب بالوقوف لفترة وجيزة على الحافة ورش المياه. ثم دفع مجددًا إلى الداخل.

بينما تركت سيارات الترحيلات الأخرى الأبواب مفتوحة، عندما وصلت الى داخل السجن، أغلق حراس سيارة «مصر الجديدة» الباب المكسور بواسطة الكلبشات.

«تضارب الشهادات»

وقال الضابط فاروق إنه سمح للسجناء بالخروج ثلاث مرات، وهو ما نفاه الناجون وعبد العزيز الذي كان يصاحب السجناء طيلة اليوم باستثناء عشر دقائق ابتعد فيها لقضاء حاجته. وقال في النهاية: «أخذنا على عاتقنا كحراس مهمة إحضار المياه في زجاجات وسكبها من خلال النوافذ».

وداخل السيارة بدأ العديد من السجناء في التساقط مع ارتفاع درجة الحرارة. الكثير كان يهذي بينما كان البعض الآخر يسلم بعضه بعضا رسائل الى عائلاتهم. يقول سيد جبل: «بالطبع كان الأكبر سنًا أول من سقط.. وبدأ الآخرون في إحداث ضجيج أعلى وأعلى، بينما كنا نسمع من الخارج المزيد من الضحك ومن الشتائم لمرسي».

ولفت عبد العزيز إلى نه كان من الواضح «أن الأوضاع في السيارة قد تؤدي إلى اختناق السجناء، ولكن الضباط الأربعة كانوا لايزالون يرفضون فتح الباب». ساد الصمت في السيارة. وانهار أغلب المحتجزين بداخلها.

وفي وقت ما بعد الواحدة ظهرًا، سمع من بقى متيقظًا من السجناء أصواتا في الخارج. جاء دورهم في النزول. كانت الأصوات تطلب منهم ذلك كما كانت تطلب منهم تسليم أي متعلقات ثمينة لموظفي السجون. ولكن كان القليل منهم فقط قادرًا على الوقوف على قدميه.

ما حدث بعد ذلك كان موضع روايتين متضاربتين. فاروق وأغلب مرؤوسيه قالوا في التحقيقات إنه عندما فتح الباب بالقوة أخيرًا، شد السجناء الضابط يحيى إلى الداخل واحتجزوه.

وأدت الفوضى إلى اندفاع مزيد من رجال الشرطة من السيارات الأخرى الى المكان. وأصيب عبد العزيز وزميل آخر أثناء محاولة انقاذ يحيى.

وأثناء الضجة، وفي محاولة للسيطرة على «الشغب»، أطلق ضابط مجهول من الشرطة أسطوانة غاز يحملها الضباط عادة للدفاع عن أنفسهم، وذلك من إحدى نوافذ السيارة.

وذكر الضابط فاروق أن يحيى واثنين آخرين نقلوا في وقت لاحق إلى المستشفى لتعرضهم للغاز، بينما كان عبد العزيز يعالج من إصابات في الوجه.

«عالم بلا معنى»

ولكن وفقًا للناجين ولعبد العزيز فإن هذه الرواية مزيفة. عبد العزيز قال للنيابة إن هذا لم يحدث، وإن أحد الضباط ضربه على وجهه ليبدو كأنه كان في اشتباك مع السجناء.

بينما أوضح عبد المعبود: «دعنا نكون منطقين، لقد كنا مرهقين للغاية، لم نكن قادرين حتى على السير. انهار أغلبنا داخل السيارة، كان بإمكان خمسة أو ستة منا فقط الوقوف، كيف سنتمكن من ضرب ضابط؟»

رفضت وزارة الداخلية التعليق لـ«الجارديان»، أو السماح للصحيفة بإجراء مقابلات مع مسئولين في الشرطة والسجون. ولكن شهادة عبد العزيز تشير إلى أن السجناء لم يكونوا في حالة تمكنهم من خطف حارس.

يقول عبد العزيز: «بالنظر عبر النافذة الخلفية للسيارة كان المنظر يبدو مروعًا (الجميع ملقى على بعضه البعض)».

بدوره، قال الدكتور هشام فرج من المشرحة التي نقلت إليها الجثث الـ37 إن السجناء كانوا لا يزالون أحياء عند إطلاق الغاز، حيث وجد آثار لغاز سي اس في دماء كل جثة.

وشكك في إمكانية أن تكون اسطوانة غاز واحدة تحتوى على ما يكفي لقتل هذا العدد من الأشخاص. ولكن من المحتمل أن تكون القشة التي قصمت ظهر مجموعة عانت لفترة طويلة من نقص الأكسجين.

وذكر «فرج» في شهادة مكتوبة للصحيفة البريطانية: «قررنا أن الشرطة مسئولة عن جميع هذه الضحايا؛ لأنهم أتخموا السيارة بـ 45 سجينا. وهو عدد كبير للغاية. ولذا كان هناك نقص في الأكسجين وهو ما عجل من الوفيات عند استخدام الغاز».

يقول الناجون إنهم لم يغلقوا الباب عن قصد. حقيقة الأمر أنهم كانوا غير قادرين على الحركة. وكان أغلبهم فاقدي الوعي، والقلة التي لم تفقد الوعي كانت مكبلة الأيادي بفاقدي الوعي.

بينما يتابع «عبد العال»، الذي كان بالقرب من الباب: «حاولت إيقاظ أحدهم بيدي الحرة، لكمته، فليسامحني الله، ولكنه لم يستجيب».

وظل عبد المعبود يغيب ويعود إلى وعيه، ويتذكر قائلًا «بدأ الضابط في سؤالنا: من يقف خلف الباب؟، لم نتمكن من التعامل مع الموقف، كنا في حالة غريبة للغاية، لم نستطع الحركة».

أحضر الضباط «حديدة» من السجن لفتح الباب بالقوة، وعندما فشل الأمر، أحضروا مثقابًا. وفي النهاية تمكن رجال الشرطة من فتح الباب قليلًا.

يقول عبد العزيز إن يحيى ضغط نفسه إلى الداخل، وبدأ الضباط في شد السجناء عبر الفتحة الصغيرة الى الخارج. خرج ثمانية على قيد الحياة وإن أصيب جلدهم بالخدوش.

ويذكر سيد جبل «بمجرد خروجي وتنفسي الهواء النقي لم أشعر بشيء وسقطت على الأرض، ثم بدأوا في ضربنا، كان هناك صفان وضربوني بينما كنت على الأرض».

وبمجرد اخراج السجناء القريبين من الباب، استطاع رجال الشرطة أخيرًا دخول السيارة. يقول عبد العزيز: «وجدت الجميع ملقين على بعضهم البعض». كانت هناك رائحة كريهة جعلته يلهث أثناء جره لعشرة آخرين خارج السيارة.

وأثناء حملهم، أدرك عبد العزيز حقيقة رهيبة: لقد مات أغلب المحشورين في السيارة الساخنة. يقول عبد العزيز «بعد ذلك، أصبح العالم بلا معنى».


«محمد عبد المعبود - أحد الناجين من أصل 45 سجينا»تصوير مصعب الشامي

13‏/08‏/2015

أغسطس 13, 2015

دويتش فيله: الناجون من “ترحيلات أبو زعبل” يحتفظون بأمل ضئيل في العدالة

قتل 37 شخصاً في أغسطس 2013 مختنقين داخل عربة ترحيلات فيما يرى الناجون وعائلات الضحايا أن المتهمين سيحظون بأحكاماً مخففة

دويتش فيله – ناعومي كونراد – ترجمة: محمد الصباغ
كان آخر مكان رأى فيه جمال صيام ابنه عبارة عن زنزانة مزدحمة في أحد سجون القاهرة، وطلب منه شريف أن يحضر له ”آيس كريم“ ليشاركه مع رفاق زنزانته. يقول صيام بصوت خافت ”لقد أحب الآيس كريم“. لم يكن يعلم أن المرة القادمة التي يرى فيها ابنه الأصغر البالغ 28 عاماً ستكون في جنازته. كان شريف يدرس هندسة الاتصالات ووجهه كان مستديراً ومبتسماً كما ظهر في الصور التى وضعتها عائلته في المنزل الكائن بأحد ضواحي القاهرة.
بالعودة إلى 18 أغسطس 2013، كان شريف ومعه 44 آخرين متواجدين داخل سيارة ترحيلات صغيرة، وذلك رغم أن سعة السيارة تسع فقط لنصف هذا العدد. ألقي القبض على الرجال خلال المظاهرات الكبيرة التي تبعت إطاحة الجيش بالرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي. جاء ذلك بعد عدة أسابيع من المظاهرات المناهضة لحكم مرسي الذى رآه كثيرون استبدادي وغير ديمقراطي. وبعد ستة أسابيع وتحديداً في 14 أغسطس، تحركت قوات الأمن إلى اعتصام رابعة العدوية حيث قتلت وألقت القبض على مئات المتظاهرين في عدة ساعات.
يقول والد شريف، مدرس فخري بمركز الدراسات الإقتصادية الزراعية بجامعة القاهرة، إن ابنه لم يكن عضواً بجماعة الإخوان المسلمين ولا حتى متعاطفا معهم. ذهب إلى الاعتصام صبيحة يوم الفض لمساعدة المصابين. ويضيف: ”أشعر بالعذاب.. كان يجب أن أمنعه من التوجه إلى الاعتصام، كان يجب أن أبقيه في المنزل، فقد كان يوماً خطيراً“.
بعد ستة أيام، كانت عربة الترحيلات التي تحمل شريف ورفاقه، جميعهم متهمين بالاعتداء وحيازة أسلحة ومجموعة أخرى من التهم التي تنفيها عائلاتهم بشكل قاطع. بحركة بطيئة كانت السيارة في طريقها إلى سجن أبو زعبل في شمال شرق القاهرة، وبدأت الحرارة في الارتفاع. ويقول أحد الناجين الثمانية لدويتش فيله ”كنا نختنق في العربة، كان الجو شديد الحرارة“، ويضيف حسين عبدالعال، 61 عاماً، إن المكان كان شديد الازدحام لدرجة أننا ”كنا نتحرك بصعوبة، كان بعض الأشخاص مستلقين على الأرض ومتكومين فوق بعضهم البعض. نقلونا كالأغنام“.
ويكمل عبد العال حديثه بأنه توجه يوم فض الاعتصام إلى رابعة العدوية من أجل أن يتوسل إلى ابنه بأن يترك المظاهرات ويأتي معه، يعمل ابنه طبيب وعضو بجماعة الإخوان المسلمين وكان بالمستشفى الميداني. ويضيف أنه بعد عدة ساعات، أصيب ابنه، أب لطفلين، في رأسه وقام هو بنقله إلى سيارة الإسعاف لكنه مات بعد ساعات قليلة بالمستشفى.
في صباح الأحد، استغرق سيارة الترحيلات التى تنقل شريف وعبدالعال ومن معهم ساعة كي تصل إلى سجن أبو زعبل. وظل المساجين محتجزين بداخل العربة لساعات داخل ساحة السجن، ثم بدأوا في الانهيار. يقول حسين عبدالعال: ”طرقنا الأبواب وتوسلنا إلى الضباط من أجل المساعدة“. وأكد عبدالعال في مكالمة هاتفية من مكان إقامته بالمنصورة أنه نجا من الموت لأنه كان قريباً من باب السيارة. وأضاف أن الضباط تجاهلوا توسلاتهم و بدأوا في السباب والضحك على الرجال المختنقين بالداخل. ولمرة واحدة ألقوا ببعض المياه إلى داخل العربة عبر الفتحات الضيقة التي بالكاد قد يطلق عليها اسم شبابيك.  ويضيف ”بعضنا فقط كان قادراً على التقاطها بالأيدي“.
وألتقت دويتش فيله بناج آخر هو محمد عبد المعبود، وقال إن قنابل الغاز ألقيت إلى داخل السيارة قبل أن تفتح الأبواب بقليل. وأضاف: ”احترقت عيناي ولم أستطع التنفس، لقد خنقتنا“. وأقر عبد المعبود بأنه من المحتمل أن قنابل الغاز قد ألقيت وهو بداخل السيارة ”لقد كنت في نصف واعي بما يدور حولي، من يدري“. وأكمل بأنه عندما كان خارج السيارة قام أحد الضباط بـ”رش وجهه بمادة فسفورية” على حد تعبيره.
لكن هل قتلت قنابل الغاز من كانوا داخل سيارة الترحيلات؟ لا يستطيع عبد العال الذى نجا من الأمر أن يؤكد ذلك، ويقول: ”أنا لست طبيبا. كان الكثير من الأشخاص ممددين على الأرض وبالكاد يتحركون“، وأضاف أنه بمجرد مغادرته العربة قام بتحريك أحد الرجال الممددين على الأرض، ”لم يتحرك، ربما كان ميتاً، لا أعرف“.
ويوافقه على ذلك عبد المعبود: ”كيف يمكنني القول إن كان الغاز قتلهم؟ أصيبوا بحالة إغماء. وربما كانوا بالفعل قد ماتوا“.
من المحتمل أن قنابل الغاز قد قتلت بعض الرجال، لكن أيضاً من الممكن أن بعضا منهم على الأقل قد ماتوا قبل ذلك. لكن لماذا أطلق الضباط قنابل الغاز على السيارة مزدحمة بالمساجين النصف واعين؟ تقول الرواية الرسمية إن المساجين حاولوا خطف ضابط شرطة، مما أجبر الحراس على إطلاق قنابل الغاز كدفاع عن النفس لتحرير زميلهم. لكن عبد المعبود يقول إن ذلك كذب ولا يمكن تصديقه ”كنا بالكاد نستطيع الحركة، فما بالك بفكرة احتجاز ضابط شرطة كرهينة“.
هل المحاكمة عادلة؟
يقول محمد هاشم، محامي الناجين وأقارب الذين قتلوا في أبو زعبل، إنه مقتنع بأنها كانت محاولة للتستر على ”محاولة قتل من الدرجة الأولى“. أصدرت إحدى المحاكم في مارس حكماً بالسجن عشر سنوات على الضابط ،عمرو فاروق، والسجن سنة لثلاثة ضباط آخرين من مساعديه، وهو الحكم غير المعتاد عليه في مصر حيث أفراد الأمن غالباً ما يهربون بفعلتهم.
وجدت محكمة استئناف في يونيو 2014 أن الضابط فاروق اتبع الأوامر وانتهت إلى أن المذنب هو ”شخص مجهول“ وأمرت بتحقيق جديد.
وقال المحامي، محمد هاشم، لدويتش فيله: ”هذه ليست محاكمة عادلة“ وقد رفض القاضي طلبه باستدعاء شهود رئيسيين. وقع الحادث داخل السجن، وسيكون من السهل أن نجد الضابط الذي أطلق قنابل الغاز ”ففي نهاية اليوم يقوم كل ضابط بتسليم قنابل الغاز التي تسلمها إلى سلطات السجن، وكل ما يجب عليها فعله هو أن تفحص من منهم لم يسلم ما كان بحوزته“.
ويأمل هاشم أن يتم الحكم بحبس فاروق عشر سنوات مرة أخرى وإن لم يحدث فسيقوم بالطعن.
وبالعودة إلى الشقة المليئة بالحزن في القاهرة، لا تعتقد عائلة شريف صيام أن العدالة ستتحقق. ويقول والده: ”تم تسييس القضية منذ بدايتها، سيخرج ضباط الشرطة من الأمر بسهولة“، وأضاف أنه يشعر بأن النظام لن يسمح بإدانة ضباط شرطة ”هذه دولة بلا قانون“. وانهارت زوجته بجواره وبكت في منتصف حديثه مشيرة إلى صورة ابنها وقالت ”أنا في ألم مستمر، لا أستطيع النوم“.
وبينما أخرج من المنزل قال الوالد ”نحن نريد العدالة، لكن حتى لو حكم على الضباط بعشر سنوات، فلن يبعد ذلك الألم الذي نعانيه“.
** (أصدرت المحكمة التى تنظر القضية حكما، اليوم الخميس، بتخفيف الحكم الصادر بحق مأمور قسم شرطة مصر الجديدة إلى 5 سنوات)
أغسطس 13, 2015

السجن خمس سنوات لضابط شرطة في قضية مقتل 37 سجينا فى عربة الترحيلات




القاهرة (أ ف ب) - حكمت محكمة استئناف مصرية الخميس بالسجن خمس سنوات على ضابط شرطة وبالسجن سنة مع ايقاف التنفيذ بحق ثلاثة اخرين في اعادة محاكمة متعلقة بقتل 37 سجينا اسلاميا عن طريق الخطأ في عام 2013، بحسب مسؤول في المحكمة.
وكانت محكمة اول درجة قضت في آذار/مارس 2014 بالسجن عشر سنوات لمقدم شرطة في قضية مقتل 37 موقوفا اسلاميا اختناقا بالغاز المسيل للدموع في حافلة تابعة للسجن في 18 اب/اغسطس 2013، وبالسجن سنة مع ايقاف التنفيذ لثلاثة اخرين. والغيت هذه الاحكام في الاستئناف في حزيران/يونيو 2014.

وفي كانون الثاني/يناير، قررت محكمة النقض اعلى هيئة قضائية جنائية في البلاد الغاء احكام البراءة واعادة المحاكمة.
وقال المسؤول القضائي ان "محكمة جنح مستأنف الخانكة خففت الحكم الصادر بحق نائب مامور قسم مصر الجديدة من الحبس 10 سنوات الى الحبس 5 سنوات وأيدت حبس ثلاثة ضباط لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ".
ويمكن للمتهمين الطعن مرة اخيرة امام محكمة النقض والتي ستؤكد الحكم نهائيا او تلغيه. واذا ما الغت الحكم حينها فانها ستصدر حكما جديدا بنفسها.

وتعرف القضية اعلاميا في مصر باسم "سيارة ترحيلات ابو زعبل".

وجاء مقتل الموقوفين الاسلاميين في سيارة السجن الذي اثار انذاك انتقادات داخلية ودولية واسعة، في خضم حملة قمع واسعة ضد انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.

وكان الموقوفون الاسلاميون ال37 لقوا حتفهم اختناقا بعد ان اطلق رجال الشرطة قنبلة غاز مسيل للدموع داخل سيارة السجن التي كانت تقلهم الى محبسهم وهي سيارة اشبة بصندوق مغلق به فتحات تهوية صغيرة للغاية.

هذه الحادثة وقعت بعد اربعة ايام فقط من فض قوات الامن المصرية اعتصاميين لانصار الرئيس الاسلامي محمد مرسي في ساحة رابعة العدوية (شرق القاهرة) والنهضة (غرب القاهرة)، فيما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش بانه "واحدة من اكبر عمليات قتل المتظاهرين في يوم واحد" في مصر.

واعلنت المنظمة ان هذه الاحداث شهدت مقتل 817 متظاهرا على الاقل.
ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد الاسلاميين خلفت اكثر من 1400 قتيل وقرابة 42 الف محبوسا بحسب منظمات حقوقية دولية.

وكانت تجاوزات الشرطة التي بلغت حدودا غير مسبوقة في السنوات الخمس الاخيرة من حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك، احد الاسباب الرئيسية لاندلاع الثورة التي ادت الى اطاحته مطلع العام 2011.

واستعادت الشرطة التي كانت مكروهة شعبيا في عهد مبارك جزءا من مكانتها بعد تأييدها التظاهرات الحاشدة التي ادت للاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

ولكن الاشهر القليلة الماضية شهدت عودة تجاوزات الشرطة ضد مواطنين واحالة عدد من ضباط وافراد الشرطة للمحاكمة في قضايا متعلقة بقتل وتعذيب محتجزين او هتك عرض فتيات.

السجن خمس سنوات لضابط شرطة في قضية مقتل 37 سجينا اسلاميا في مصر
FRANCE24
Thu, 13 Aug 2015 16:45:23 GMT













16‏/04‏/2015

أبريل 16, 2015

شاهد «سيارة الترحيلات»: قائد المأمورية قال لي: إن شاء الله يموتوا كلهم

Media preview

واصلت  محكمة جنح مستأنف الخانكة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، جلسات إعادة محاكمة نائب مأمور قسم مصر الجديدة، على الحكم الصادر ضده و3 آخرين، بالحبس 10 سنوات بتهمة التسبب في وفاة 37 عن طريق الخطأ في قضية سيارة ترحيلات أبوزعبل.

وأكد الشاهد بالقضية المساعد عبد العزيز ربيع الذي يعمل بقسم شرطة:  ان المتهمون لم يعتدوا على احد من الضباط وأنهم كانوا يطلبون شرب الماء وبقوا في سيارة الترحيلات من السادسة صباحا حتى قطعوا النفس .
وأكد عبد العزيز تزوير دفتر الأحوال أكد ان المعتقلين في سيارة الترحيلات كانوا يصرخون ومات منهم واحد ثم الثاني ، وقد أبلغنا قائد المأمورية نائب المأمور وطلبت منه ان نفتح لهم باب السيارة لكنه رفض وقال بالنص  "ان شاء الله يموتوا كلهم " وبعد فترة سكتت أصوات المعتقلين في السيارة واكتشفنا انهم ماتوا  .


يذكر أن قضية سيارة ترحيلات أبو زعبل أحطها ضجة كبيرة محليًا ودوليًا واتهمت منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية كثيرة النظام المصرى بالقتل العمد للمقبوض عليهم وليس القتل الخطأ.

15‏/11‏/2013

نوفمبر 15, 2013

الطب الشرعي يؤكد : "الداخلية" وراء مجزرة "أبو زعبل"



ننشر نص أقوال "الناجين" من حادث أبو زعبل، وأيضًا أقوال الأطباء الشرعيين اللذين أكّدوا أن وفاة المجني عليهم نتجت عن اسفكسيا الاختناق نتيجة التعرُّض للغاز المسيل للدموع.وكشف الأطباء الشرعيون أن جثث الضحايا كانت بها سحجات وكدمات وآثار قيد المعصمين، ولكنها ليست سببًا للوفاة، وأنّ الغاز بطبيعته ليس قاتلاً أو سامًا في الظروف العادية ولكن إذا تمَّ استنشاق الغاز أكثر من المعدل الطبيعي فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تهيج شديد للمسالك التنفسية عن طريق زيادة الإفرازات بالمسالك التنفسية، وتورم شديد بالأغشية المخاطية، بما فيها مدخل أو فتحة الحنجرة، وإذا لم يتم إسعاف المصاب بسرعة، وخلال 10 دقائق، قد تحدث الوفاة.
فيما أكد الناجون أن عدد مَن كانوا داخل صندوق السيارة 40 سجينًا، 6 منهم فقط كانوا يقفون على أقدامهم، أما الباقي والبالغ عددهم 34 سقطوا جميعًا مغشيًا عليهم، ومنهم من لفظ أنفاسه بعد قذف السيارة بالغاز بنصف ساعة تقريبًا وفقا لمصر العربية... وإلى نص أقوالهم:
- ما اسمك؟
* اسمى محمد عبدالصبور إبراهيم أحمد، وأعمل مؤذنًا بالأوقاف ومقيم بمركز أبوكبير بالشرقية. - ما معلوماتك بشأن الواقعة محل التحقيق؟
* اللى حصل النهاردة الساعة 6 صباحًا، كنت فى حجز بتاع مدنيين قسم مصر الجديدة وصحونا وطلعونا علشان نترحل الساعة 6 صباحًا ووصلنا للسجن بعدها بنصف ساعة وكنا 45 واحد جوه اللوري وكنا محشورين جوه، وبعد ما وقفنا فى السجن بحوالي ساعتين بدأ الناس اللى معانا في اللوري يغمى عليهم واحد ورا التاني وبدأنا نخبط على الصاج بتاع اللورى ومكنش حد بيرضى يفتح لنا، وكان فيه أوقات ناس اللى بره اللورى يقولوا لنا نقول "أنا مرة ونشتم في محمد مرسى" ولما فتحوا لنا حوالى الساعة 3 مساء لأن بعدها العصر أذن وكان الباب مش راضى يفتح غير فتحة صغيرة علشان فى ناس مغمى عليهم وراء الباب وبعد الضابط ما كان بيفتح الباب معرفش يفتحه افتكروا إننا واقفين وراء الباب علشان ما ينفتحش سعتها شميت ريحه غاز يشبه غاز المسيل للدموع بعد كده فتحوا الباب فتحة بسيطة وعرفنا نطلع منها بالعافية ولما كنا نزلين من اللورى كانوا بيضربونا وراحوا مدخلنا فى بوابه جوه السجن واحنا كنا 6 اللى نزلنا على رجلنا من اللورى وأنا ماشفتش اللى كان نزل بعدين ولا لا. - فى تلك المدة هل وقعت ثمة إعياءات أو إغماءات من تحركوا من القسم؟
* لا- متى تم فتح باب الترحيلات لكم؟
* حوالى الساعة 3 مساءً - كم عدد الأشخاص الباقين؟
* مفيش غير إحنا الـ6 اللي كنا واقفين على رجلينا. - هل ثمة استغاثات صدرت منكم قبل فتح باب الترحيلات؟
* أيوه إحنا كذا مرة من ساعة ما الناس بدأت يغمى عليها خبطنا أكتر من مرة. - ما هى كيفية فتح باب سيارة الترحيلات؟
* فى ضابط لابس ملكي حاول يفتح الباب علشان الناس كانوا واقفين ورا الباب. - هل من سمة حوار بينكم وبين الضابط؟
* لم يكن هناك كلام غير إن الضابط كان بيقول شيلوا الناس من ورا الباب علشان تعرفوا تخرجوا. - كم عدد الأشخاص الذين سقطوا على الأرض قبل إطلاق ذلك الغاز هل كانوا متوفين أو مغمى عليه؟
* العربية كلها كانت على الأرض ماعدا الستة اللى نزلوا على رجليهم.- ما هو مكان إطلاق ذلك الغاز داخل سيارة الترحيلات؟
* الغاز كان جاي من باب اللوري- ما قولك فيما قرره المقدم عمرو فاروق من أنكم قمتم بسحب الملازم أول محمد يحيى داخل السيارة وتعديكم عليه بالضرب وإنكم أحدثتم إصابات بالرقيب بهنس خميس وعبدالعزيز ربيع؟
* الكلام ده ما حصلش
 **********************************

- ما اسمك؟
* اسمى مصطفى أحمد مصطفى 54 سنة وأعمل صاحب شركة العالمية ومقيم أبوكبير بالشرقية - متى بدأت مظاهر الإعياء تظهر عليكم عقب وصولكم بالسجن العسكري بأبوزعبل؟
* بعد أذان الظهر حوالي الساعة الواحدة مساء بدأ ناس يغمى عليها علشان مفيش هوى يتنفسوه. - ومتى تم فتح باب السيارة للخروج؟
* حوالي الساعة الثالثة مساء. - ما قولك فيما قرره المقدم عمرو فاروق بأنكم قمتم بجذب ملازم أول محمد يحيى داخل صندوق السيارة وتعديتم عليه بالضرب وأحدثتم إصابته وكذا كل من رقيب بهنس خميس بهنس وعبدالعزيز عبدالعزيز؟
* محصلش.
**************************************-
 ما اسمك؟
* اسمى السيد محمد إبراهيم طه 46 سنة عامل فني كهربائي مقيم بالإسكندرية - متى قمت بالتحرك من أمام قسم شرطة مصر الجديدة؟
* حوالي الساعة 6 صباحًا - متى وصلتم للسجن العسكري بأبوزعبل؟
* حوالى الساعة 6 مساء. - متى بدأ الإعياء يظهر عليكم عقب وصولكم للسجن العسكري؟
* كان فى ناس كبيرة معايا مغمى عليها ووقعوا على الأرض بعد حوالي نص ساعة من وصولنا السجن ولما الحرّ اشتد فيه ناس كتير ابتدى يغمى عليها ولما دخل العصر بدأت أحس بتعب وأغمى عليّ. - هل يمكنك تحديد عدد الأشخاص الذين أغمى عليهم أثناء فترة شعورك وكذا الأشخاص الباقين؟
* هما فى اتنين كبار أغمى عليهم بعد نصّ ساعة وفيه أربعة كمان أغمى عليهم فى وقت الظهر تقريبًا. - وهل تبين إذا كان الأشخاص الذين كانوا على أرض سيارة الترحيلات مغمى عليهم أم متوفين؟
* هما الاتنين اللى وقعوا فى الأول فى ناس معانا اتشهدوا عليهم وقالوا إنهم ماتوا بس أنا مش متأكد.

*****************************************

الأطباء الشرعيون : قلة التهوية والازدحام والإجهاد سبب وفاة المجني عليهموإلى نص أقوالهم: - ما اسمك؟
*اسمى محمد فاروق إبراهيم السيد 44 سنة طبيب شرعي بوزارة العدل. - هل قمت بتشريح جثث المجني عليهم فى القضية محل التحقيق؟
* أيوه أنا قمت بتشريح 6 جثث من المتوفين المبينة أسماؤهم بالتقارير الشرعية. - ماهى نتيجة تشريحك لجثث المجني عليهم الذين قمت بتشريحهم؟
* نتجت وفاة المجني عليهم الذين قمت بتشريحهم عن اسفكسيا الاختناق نتيجة التعرض للغاز المسيل للدموع - وهل تبين لك وجود إصابات أخرى بجثث المجني عليهم؟
* أيوه كان فيهم سحجات وكدمات وآثار قيد المِعْصَمين. - هل هذه الإصابات الأخرى تؤثر فى إحداث الوفاة؟
* تلك الإصابات السالف ذكرها إصابات سطحية ولا دخل لها فى إحداث الوفاة. - وماهو الذى أدى إلى هذا الاختناق؟
* وفقًا للأعراض والعلامات التشريحية من احتقان الوجه، وزرقة بالشفتين والأظافر ورسوب الدم واحتقان واضح للمسالك التنفسية ورغوى المسالك التنفسية. - ما هو نوع هذا الغاز؟
* الثابت من تقرير المعمل الكيميائي أنه غاز (csg) وهو من الغازات المسيلة للدموع. - هل هذا الغاز قاتل؟
* الغاز المسيل للدموع ليس من الغازات القاتلة بصفة عامة. - هل هذا الغاز سام؟
* لا هو ليس سامًا وليس قاتلاً ولكن تأثيره يشمل تهيج الأغشية المخاطية للعين والجهاز التنفسى والتهاب الجلد. - قررت بأن الغاز ليس قاتلا أو سامًا بطبيعته واعتبرت أن وفاة المجني عليهم ناتجة عن اسفكسيا الخنق بسبب استنشاق الغاز؟
* الغاز بطبيعته ليس قاتلا أو ساما فى الظروف العادية ولكن إذا تم استنشاق الغاز أكثر من المعدل الطبيعى، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تهيج شديد للمسالك التنفسية عن طريق زيادة الإفرازات بالمسالك التنفسية، وتورم شديد بالأغشية المخاطية، بما فيها مدخل أو فتحة الحنجرة، وإذا لم يتم إسعاف المصاب بسرعة، وخلال دقائق معدودة، تحدث الوفاة، ويضاف إلى ذلك العوامل الخارجية المؤثرة بدرجة كبيرة فى زيادة تأثير الغاز منها الحالة الصحية والبدنية للشخص المتعرض للغاز والظروف المحيطة من درجة التهوية والتدخل الطبى. - هل كانت وفاة المجني عليهم الذين تم تشريحهم ناتجة مباشرة من تعرضهم للغاز المسيل للدموع؟ * الغاز ليس قاتلاً بطبيعته وهو يؤدي إلى حالة من حالات الاختناق للمجنى عليهم والذين تم تشريحهم ساعد على زيادة تأثيره عوامل محيطة أخرى متعلقة بظروف الواقعة حيث تعرض المجني عليهم للغاز فى مكان ضيق مغلق وسيئ التهوية ودرجة الحرارة بالإضافة إلى الإجهاد الشديد من بقاء المجني عليهم فى صندوق الترحيلات من الساعة السابعة صباحًا حتى الثانية ظهرًا وفقا لما جاء بمذكرة النيابة.

******************************-
 ما اسمك؟
* اسمى هشام عبدالحميد أحمد على فرج، 51 سنة، مدير عام إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعى بالقاهرة. - هل أشرفت على عمليات تشريح جثث المجنى عليهم؟
* نعم أنا كنت مشرفًا على الأطباء الشرعيين أثناء قيامهم بالتشريح بالإضافة إلى أننى قمت بمراجعة التقارير التى أعدتها الوحدة الفنية. - وما نتيجة تشريح جثث المجنى عليهم؟
* إن المظاهر التشريحية لهذه الحالات أظهرت وجود مظاهر اختناق التنفس نتيجة استنشاق غاز ثبت معمليًا أنه غاز مسيل للدموع (cs) - هل كان بالمجنى عليهم الذين تم تشريحهم بإشرافك إصابات؟
* كانت هناك إصابات طفيفة نتيجة تواجدهم فى صندوق سيارة الترحيلات وهى إصابات ليست من شأنها إحداث الوفاة وليس لها علاقة بأي مظاهر اعتداء جنائي ولكنها وقعت نتيجة الازدحام داخل هذا الصندوق بالإضافة إلى تواجد القيد الحديدي لتقييد المتهمين. - وما سبب وفاة المجني عليهم الذين تم تشريحهم؟
* المظاهرة التشريحية من وجود احتقان بالوجه وزرقة تدلّ على وجود مظاهر اختناق تنفس ثبت معمليًا أنها نتيجة تعرضهم لغاز مسيل للدموع - هل هذا الغاز مصرح باستخدامه؟
* هذا مصرح باستخدامه فى حالات فضّ الشغب وغير مصرح باستخدامه دوليًا فى الحروب وفقًا للاتفاقيات الدولية. - هل وفاة المجني عليهم كانت نتيجة حتمية ومباشرة لتعرضهم للغاز المسيل للدموع؟ * نعم فى مثل هذه الظروف التى ذكرتها من سوء التهوية والرطوبة والحرارة والزحام والإجهاد تؤدي إلى زيادة تركيز هذا الغاز بالنسبة لحجم الهواء المتاح ما يؤدي إلى الوفاة، ولولا هذه الظروف ما حدثت الوفاة، حيث إن إطلاق هذا الغاز فى الهواء الطلق لا يمكن أن يؤدي إلى وفاة الشخص الطبيعي. - ما المدة الزمنية التى يستغرقها التعرض للغاز المسيل للدموع مع العوامل التى سردتها سلفًا حتى تحدث الوفاة؟
* هى فترة بضع دقائق وغالبًا تقل عن 10 دقائق. - هل غاز الرادع الشخصي "سلف ديفينس"  يعد من الغازات المسيلة للدموع؟
* الرادع الشخصي لا يعد من الغازات المسيلة للدموع ولكن توجد بعض أنواع الروادع الشخصية التى تحتوي على نسبة ضئيلة من الغاز المسيل للدموع.. - وما درجة تركيز الغاز المسيل للدموع فى هذا الرادع الشخصي؟
* تعتمد على الشركة المصنعة ولكنها عادة تكون ضئيلة جدًا، لأن غاز الرادع الشخصي يقوم على تهيج العين والوجه والأنف مما يقلل من مقاومة أو قوة اندفاع المهاجم. - هل من شأن إطلاق غاز الرادع الشخصي المحتوي على نسبة من الغاز المسيل للدموع إحداث وفاة المجنى عليهم؟
* هذا مستبعد تمامًا. - لكن بعض المجني عليهم الذين نجوا أقروا فى التحقيقات أن الغاز المطلق كان بلا دخان وبعضهم أقر بأنه كان مادة سائلة لها أثر فسفورى فما تفسيرك لذلك؟
* الدليل الفنى هو الذى نأخذ به وليس القولي ووفاتهم جاءت نتيجة استنشاق الغاز والإجهاد الذي كانوا عليه. - ثبت بالتحقيقات أنَّ عدد المتهمين المرحلين بصندوق حجز سيارة الترحيلات محل الواقعة كان فيه 45 شخصًا فهل هذا العدد يؤثر فى شيء مع مراعاة أن الصندوق حديدي، ومساحته 370 سم فى 202 سم في ارتفاع 190 سم، فضلاً عما ورد بتقرير لجنة الخبراء بأنَّ هذا الصندوق لا يسع لأكثر من 24 شخصًا فى ظل ظروف جوية وبيئية سيئة فما التأثير على الواقعة محل التحقيقات؟
* تواجد الأشخاص بداخل هذا الصندوق يؤدي بجانب سوء التهوية وضيق التنفس كعامل رئيسي ومؤثر وفعال في زيادة تركيز واستنشاق هذا الغاز المسيل للدموع وبالتالى من شأنه أن يؤدي إلى وفاة هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة. - وهل إذا تم فتح باب صندوق الحجز للمجنى عليهم مرتين أو ثلاث مرات على مدار اليوم يؤثر فى حالتهم البدنية والتهوية وقدراتهم على التحمل؟
* هذا غير كاف لأن حبس الأشخاص من الساعة السابعة صباحًا وحتى بعد منتصف اليوم فى جو شديد الحرارة والرطوبة مع هذا العدد الكبير، يجعل فتح الباب مرتين أو ثلاثة أو حتى طول اليوم غير كافٍ للحفاظ على تهوية المكان للمتواجدين بداخل هذا الصندوق وبالتالي فهذا عامل مؤثر وهو سوء التهوية فى إحداث الوفاة.

*************************************-

 ما اسمك؟* اسمى صلاح عزالرجال أحمد أبوزيد 49 سنة رئيس قسم الطب الشرعى بالمنصورة. - ما الذى أسفر عن معاينتك لسيارة الترحيلات؟
* تبين لنا من المعاينة أن سعة صندوق سيارة الترحيلات لا تتوافر فيها من الناحية الصحية اشتراطات التهوية المناسبة لنقل سبعة وثلاثين شخصا. - الثابت من التحقيقات أن هناك غازا ثبت معمليا بالتحاليل أنه نوع من الغازات المسيلة للدموع وأن هذا الغاز أطلق على صندوق تلك السيارة..فهل تمكنت من الوقوف على وجود أكثر تلوثات من هذا الغاز بالسيارة؟
* لم يتبين بالصندوق آثار تلوثات مشتبهة أو للغاز المسيل للدموع حيث إن الغاز المسيل للدموع من الغازات المتطايرة ويزول آثارها سريعا ولا يترك أثرا لمثل صندوق سيارة الترحيلات. - وكم يتسع هذا الصندوق من الأفراد؟
* الصندوق لا يتسع لأكثر من 25 فردا فى ضوء حالته ومساحته وارتفاعه والعدد الذى كان به عدد كبير بالمقارنة للمساحة والتهوية.
http://elshaab.org/thread.php?ID=82075

07‏/11‏/2013

نوفمبر 07, 2013

أسرار التحقيقات في "محرقة أبوزعبل"

أسرار التحقيقات في "محرقة أبوزعبل"

ضحايا "الترحيلات": "الضباط قالوا لنا إحنا عايزينكم تموتوا فطيس" مفاجآت مثيرة كشفتها تحقيقات النيابة العامة في واقعة تورط الشرطة فى قتل 37 متهمًا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين لقوا حتفهم فى سيارة ترحيلات قسم شرطة مصر الجديدة داخل أسوار سجن أبو زعبل. إذ أكد تقرير مفتش الصحة الذى ناظر الجثث والتقرير المبدئى للطب الشرعى مصرعهم خنقًا بالغاز، ونفت التحقيقات وقوع أى محاولات للاعتداء على سيارة الترحيلات التى كانت تنقل المتهمين سواء بالأسلحة النارية أو غيرها من أنصار الرئيس المعزول. وأكدت التحقيقات أن تفاصيل الواقعة بدأت الساعة السادسة والنصف صباحًا داخل سجن أبو زعبل، حيث وصلت مأمورية ترحيلات قسم مصر الجديدة إلى السجن ودخلت من الأبواب الرئيسية للسجن، وتم التوقيع على تسلمها وإثباتها بالبوابة الرئيسية لسجن أبو زعبل، وعقب دخولها فوجئ ضباط السجن عند استلامهم المتهمين بالواقعة واستمعت النيابة إلى أقوال المتهمين السبعة الناجين من المجزرة الذين أكدوا فى أقوالهم بالتحقيقات أنهم تم نقلهم داخل سيارة واحدة وصل عددهم 44 متهمًا داخلها، وفوجئوا عقب وصولهم سجن أبو زعبل تنفيذًا لقرار النيابة العامة بحبسهم 15 يومًا, بقوات الشرطة تعتدى على زملائهم بأول السيارة بجوار الباب بالضرب، ثم قام الضابط المسئول عن المأمورية بإلقاء قنبلة غاز داخل السيارة وإغلاق بابها وفى مشهد غير إنسانى رفض الاستجابة إلى توسلاتهم وصرخاتهم بفتح الباب واكتفى بالانتظار والفرجة بجوار زملائه من المسئولين عن المأمورية وضباط سجن أبو زعبل، الذين رفضوا التدخل وحماية السجناء وانتظروا حتى تأكدوا من مصرع كل الموجودين بالسيارة، ثم قام بفتح بابها وقاموا بفرز الجثث وتفاجأوا بأننا على قيد الحياة، فقاموا بنقلنا إلى المستشفى للعلاج ونقل الجثث إلى مشرحة المستشفى. ونفى شهود العيان فى أقوالهم أن يكون قد تم تتبعهم على طول الطريق كما يدعى ضابط الشرطة، وأوضحوا أن توقيت نقلهم يعتبر سرًا لدى الجهة المسئولة على عملية النقل، وأن العملية تمت عقب رفع الحظر مباشرة نحو الساعة السادسة والنصف ولم يوجد أى مواطن على طول الطريق، وقال بعض السجناء فى أقوالهم كشهود عيان على الواقعة إنهم تشبثوا بشبابيك السيارة من أجل الاستنجاد بالضباط. وأكد الضحايا أن الضباط راؤهم يموتون ولم يتدخلوا لإنقاذهم وتساقط زملائهم واحدا تلو الآخر مغشيًا عليه، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة فى دقائق، أما ضابط الشرطة المسئول عن مأمورية الترحيلات فى تحقيقات النيابة فقال إنه فوجئ أثناء قيامه بفتح باب سيارة الترحيلات بالمتهمين يقومون بالاعتداء عليه، مما دفعه إلى إغلاقها بمساعدة زملائه الذين أنقذوه من بين أيديهم وقاموا بإلقاء قنبلة مسيلة للدموع داخل السيارة تسببت فى مصرع المتهمين واختناقهم. وأكد حسين عبد العال (59 عامًا)، أحد السجناء الناجين، أنه أثناء ذلك صرخ بصوت عال قائلا: "أحنا بنموت"، فرد عليه أحد ضباط المأمورية من الخارج بجملة: "إحنا عايزينكم تموتوا". وأضاف أن تساقط السجناء داخل صندوق سيارة الترحيلات ظل متواصلا واستمرت معه الاستغاثات دون جدوى، وأشار إلى أن استغاثاتهم استمرت 7 ساعات متواصلة، اكتفى خلالها ضباط الشرطة والأفراد المرافقين للمأمورية برش المياه عليهم، من النوافذ الخاصة بصندوق السيارة لمرة واحدة فقط ولم يكرروها. إلى أن جاءت الساعة الثانية ظهرًا, حيث حاول الضباط والأفراد المرافقين للمأمورية فتح باب الصندوق المحتجزين بداخله بالسيارة، إلا أنهم وجدوا صعوبة فى ذلك لأن بعض السجناء الذين سقطوا داخل السيارة سقطوا خلف الباب مباشرة فصَعَب ذلك من فتحه. وقال محمد عبد المعبود، أحد السجناء الناجين، إن الضابط الذى تمكن من الدخول للصندوق حاول إفاقة السجين الذى كان مقيدًا معه، ولكنه فشل، ومن ثم طلب المساعدة من ضباط المأمورية المتواجدين خارج السيارة، وهنا أطلق غاز له رائحة نفاذة داخل صندوق السيارة. واتفق عدد من الناجين على أنهم تعرضوا للضرب والصعق بالكهرباء من قبل ضباط المأمورية أثناء إنزالهم من سيارة الترحيلات، وأنكروا أثناء التحقيقات الواقعة التى ترددت عقب الحادث بشأن جذبهم لأحد الضابط داخل السيارة وخطفه. من جانبه قام فريق من نيابة الخانكة برئاسة محمد عزوز، وإشراف المستشار حاتم الزيات المحامى العام لنيابات شمال القليوبية بمعاينة موقع الحادثة، وفحص المركبات والسيارات الخاصة بالترحيلات وجثامين القتلى، وأمرت النيابة باستدعاء عدد من أفراد القوات التى كانت مكلفة بتأمين المأمورية وشهود العيان لسؤالهم حول ظروف وملابسات الواقعة، كان 37 مسجونا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى قد لقوا مصرعهم بالاختناق داخل سيارة ترحيلات داخل سجن أبو زعبل، عقب قيام قوة تأمينهم بإلقاء قنابل مسيلة للدموع داخل سيارة الترحيلات التى كانوا يستقلونها داخل أسوار السجن فى أثناء قيام مأمورية من مديرية أمن القاهرة بتسليمهم لتنفيذ قرار النيابة العامة بحبس المتهمين المشار إليهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات التى تباشرها النيابة العامة فى أحداث الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الشرطة، يذكر أن التحقيقات فى الواقعة تمت إحالتها بالكامل إلى مكتب المستشار هشام بركات النائب العام للتحقيق فيها وأمر النائب العام بانتداب المستشار محمد عبد الصادق المحامى العام بالمكتب للنائب العام بالتحقيق فى الواقعة نظرًا للأهمية القصوى لهذه القضية، التى حملت رقم 5144 إدارى مركز الخانكة. وأجلت محكمة جنح الخانحكة برئاسة المستشار علي مشهور الثلاثاء الماضى أولي جلسات محاكمة نائب المأمور و3 ضباط آخرين متهمين فى الواقعة إلي جلسة 12 نوفمبر المقبل للاطلاع.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون

28‏/10‏/2013

أكتوبر 28, 2013

للتوثيق تفاصيل : مقتل 38 من أنصار الإخوان بعربة الترحيلات !

    «راغب»: نشعر بعدم وجود شفافية فى تحقيقات النيابة والسجون وأوامر الضبط..
    بلاغ يتهم النيابة بالتعنت مع محامى ضحايا ترحيلات «أبو زعبل»
    نشر فى : الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 10:13 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 10:13 ص
    سجن أبو زعبل
    علياء حامد
    تقدم محامو الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب العام، أمس الأول، ضد ما وصفوه بتعنت النيابة العامة ورفضها بدون حق طلبات المدعين بالحق المدنى فى قضية وفاة 37 شخصا على يد قوات الشرطة فى عربة ترحيلات خلال ترحيلهم من قسم مصر الجديدة إلى سجن أبوزعبل.
    وعرض البلاغ، رقم 12165 عرائض النائب العام، وقائع رفض أحد أعضاء المكتب الفنى للنائب العام، وهو المستشار المُكلف بالتحقيق فى القضية، السماح لمحامى الجماعة الوطنية ووكيل المدعين بالحق المدنى بسداد الرسوم المقررة للادعاء المدنى، رغم مرور المواعيد القانونية على تقديم الطلبات، وكذا رفضه الاطلاع وتصوير أوراق القضية أو حضور التحقيقات، وطالب البلاغ بطلب التمكين من سداد رسوم الادعاء المدنى، وكذا السماح بالتصوير والاطلاع على أوراق القضية.
    وقال عضو الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان، المحامى أحمد راغب، لـ«الشروق» إنه ليس من حق النيابة أن تفعل هذا، موضحا أنها يمكن أن ترفض الادعاء المدنى صراحة، وبالتالى يقوم المحامون بالطعن على القرار أمام المحكمة، مضيفا: «وفقا لقانون الإجراءات فأنا مدع بالحق المدنى بعد مرور ثلاثة أيام من تقديم الطلب وعدم صدور قرار بشأنه».
    وتابع راغب: «هذا يجعلنا نشعر أنه لا توجد شفافية فى تحقيقات النيابة، وهو جزء من أداء النيابة فى الفترة الماضية، سواء فى التحقيقات التى تتم فى السجون وأوامر الضبط والإحضار واعتماد تحريات أظن أنها غير مضبوطة»، على حد قوله.
    يُذكر أن الجماعة الوطنية تقدمت يوم الثلاثاء الماضى بطلب للمستشار القائم بالتحقيق للتصريح بالادعاء المدنى عن أحد الضحايا وهو والد الشهيد شريف جمال صيام، وحتى اليوم لم ترد النيابة العامة على هذا الطلب بالقبول أو بالرفض، سوى بوعود شفوية غير مبررة بالتمكين من الادعاء المدنى بعد مرور أسبوع من الآن.
    وتقدمت الجماعة، أيضا، بطلب مماثل يوم الخميس الماضى عن أحد الضحايا، وهو الراحل عادل عبدالشافى عبدالحافظ، كما تقدمت أمس بطلب بالتصريح بالاطلاع وتصوير أوراق القضية، لكنها كلها رفضتها النيابة العامة رفضا شفويا غير مبرر، كما قال محامو الجماعة الوطنية، مما ألجأهم إلى تقديم بلاغ بتلك الوقائع إلى النائب العام.
    بوابة الشروق
    النيابة تكشف تورط «الداخلية» فى مجزرة سجن أبو زعبل

    محمد إبراهيم وزير الداخلية
    كشفت تحقيقات النيابة العامة عن تورط الشرطة فى قتل 37 متهما من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين لقوا حتفهم فى سيارة ترحيلات قسم شرطة مصر الجديدة داخل أسوار سجن أبو زعبل، وأكد تقرير مفتش الصحة الذى ناظر الجثث والتقرير المبدئى للطب الشرعى مصرعهم خنقا بالغاز، ونفت التحقيقات وقوع أى محاولات للاعتداء على سيارة الترحيلات التى كانت تنقل المتهمين سواء بالأسلحة النارية أو غيرها من أنصار الرئيس المعزول.
    واستمع المستشار محمد عبد الصادق المحامى العام بالمكتب الفنى للنيابة العامة إلى أقوال 30 شخصا من بين شهود عيان حول الواقعة وضباط وأفراد بسجن أبو زعبل ومأمورية ترحيلات مصر الجديدة، واستعجلت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة للكشف عن المتورطين فيها، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثث المجنى عليهم لإثبات السبب النهائى للوفاة، وأمر بالتحفظ على ضابط الشرطة وفردى شرطة كانوا موجودين معه فى أثناء المأمورية وتستكمل النيابة تحقيقاتها لكشف الأسباب وراء تورطهم فى الواقعة.
    وأكد مصدر قضائى مطلع أن تفاصيل الواقعة بدأت الساعة السادسة والنصف صباحا داخل سجن أبو زعبل، حيث وصلت مأمورية ترحيلات قسم مصر الجديدة إلى السجن ودخلت من الأبواب الرئيسية للسجن، وتم التوقيع على تسلمها وإثباتها بالبوابة الرئيسية لسجن أبو زعبل، وعقب دخولها فوجئ ضباط السجن عند استلامهم للمتهمين بالواقعة، استمعت النيابة إلى أقوال المتهمين السبعة الناجين من المجزرة الذين أكدوا فى أقوالهم بالتحقيقات أنهم تم نقلهم داخل سيارة واحدة وصل عددهم 44 متهما داخلها، وفوجئوا عقب وصولهم سجن أبو زعبل تنفيذا لقرار النيابة العامة بحبسهم 15 يوما بقوات الشرطة تعتدى على زملائهم بأول السيارة بجوار الباب بالضرب، ثم قام الضابط المسؤول عن المأمورية بإلقاء قنبلة غاز داخل السيارة وإغلاق بابها وفى مشهد غير إنسانى رفض الاستجابة إلى توسلاتهم وصرخاتهم بفتح الباب واكتفى بالانتظار والفرجة بجوار زملائه من المسؤولين عن المأمورية وضباط سجن أبو زعبل، الذين رفضوا التدخل وحماية السجناء وانتظروا حتى تأكدوا من مصرع كل الموجودين بالسيارة، ثم قام بفتح بابها وقاموا بفرز الجثث وتفاجؤوا بأننا على قيد الحياة، فقاموا بنقلنا إلى المستشفى للعلاج ونقل الجثث إلى مشرحة المستشفى. ونفى شهود العيان فى أقوالهم أن يكون قد تم تتبعهم على طول الطريق كما يدعى ضابط الشرطة، وأوضحوا أن توقيت نقلهم يعتبر سرا لدى الجهة المسؤولة على عملية النقل، وأن العملية تمت عقب رفع الحظر مباشرة نحو الساعة السادسة والنصف ولم يوجد أى مواطن على طول الطريق، وقال بعض السجناء فى أقوالهم كشهود عيان على الواقعة أنهم تشبثوا بشبابيك السيارة من أجل الاستنجاد بالضباط، وأكدوا أنهم يموتون ولكن لم يتدخلوا لإنقاذهم وتساقط زملائهم واحدا تلو الآخر مغشيا عليه، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة فى دقائق، أما ضابط الشرطة المسؤول عن مأمورية الترحيلات فى تحقيقات النيابة فقال إنه فوجئ فى أثناء قيامه بفتح باب سيارة الترحيلات بالمتهمين يقومون بالاعتداء عليه، مما دفعه إلى إغلاقها بمساعدة زملائه الذين أنقذوه من بين أيديهم وقاموا بإلقاء قنبلة مسيلة للدموع داخل السيارة تسببت فى مصرع المتهمين واختناقهم، ومن جانبه قام فريق من نيابة الخانكة برئاسة محمد عزوز، وإشراف المستشار حاتم الزيات المحامى العام لنيابات شمال القليوبية بمعاينة موقع الحادثة، وفحص المركبات والسيارات الخاصة بالترحيلات وجثامين القتلى، وأمرت النيابة باستدعاء عدد من أفراد القوات التى كانت مكلفة بتأمين المأمورية وشهود العيان لسؤالهم حول ظروف وملابسات الواقعة، كان 37 مسجونا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى قد لقوا مصرعهم بالاختناق داخل سيارة ترحيلات داخل سجن أبو زعبل، عقب قيام قوة تأمينهم بإلقاء قنابل مسيلة للدموع داخل سيارة الترحيلات التى كانوا يستقلونها داخل أسوار السجن فى أثناء قيام مأمورية من مديرية أمن القاهرة بتسليمهم لتنفيذ قرار النيابة العامة بحبس المتهمين المشار إليهم 15 يوما على ذمة التحقيقات التى تباشرها النيابة العامة فى أحداث الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الشرطة، يذكر أن التحقيقات فى الواقعة تمت إحالتها بالكامل إلى مكتب المستشار هشام بركات النائب العام للتحقيق فيها وأمر النائب العام بانتداب المستشار محمد عبد الصادق المحامى العام بالمكتب للنائب العام بالتحقيق فى الواقعة نظرا للأهمية القصوى لهذه القضية، التى حملت رقم 5144 إدارى مركز الخانكة.

    "النيابة العامة تتعنت وترفض طلبات أهالى شهداء سيارة ترحيلات أبوزعبل"
    سبت, 07/09/2013 - 17:58 — editors

    تقدم اليوم محامو الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان ببلاغ إلى النائب العام، وذلك بخصوص تعنت النيابة العامة ورفضها بدون حق  طلبات المدعين بالحق المدنى فى القضية رقم 5144 لسنة 2013 إدارى الخانكة، وهى القضية التى راح ضحيتها 37 شخص على يد قوات الشرطة فى عربة ترحيلات بعد ترحيلهم من قسم مصر الجديدة إلى سجن أبوزعبل ، وتضمن البلاغ الذى حمل رقم 12165 عرائض النائب العام وقائع رفض أحد أعضاء المكتب الفنى للنائب –وهو المستشار المُكلف بالتحقيق فى القضية-  السماح لمحامى الجماعة الوطنية ووكيل المدعين بالحق المدنى بسداد الرسوم المقررة للإدعاء المدنى، رغم مرور المواعيد القانونية على تقديم الطلبات، وكذا رفضه الإطلاع وتصوير أوراق القضية أو حضور التحقيقات، وأخُتتم البلاغ بطلب التمكين من سداد رسوم الإدعاء المدنى، وكذا السماح بالتصوير والإطلاع على أوراق القضية.
    يُذكر أن الجماعة الوطنية قد تقدمت يوم الثلاثاء الماضى بطلب للمستشار القائم بالتحقيق للتصريح بالإدعاء المدنى عن أحد الضحايا وهو والد الشهيد/ شريف جمال صيام، وحتى اليوم لم ترد النيابة العامة على هذا الطلب بالقبول أو بالرفض، سوى بوعود شفوية غير مبررة بالتمكين من الإدعاء المدنى بعد مرور إسبوع من الآن.
    كما تقدمت بطلب مُماثل يوم الخميس الماضى عن أحد الضحايا وهو الشهيد/ عادل عبدالشافى عبدالحافظ ، وتقدمت اليوم بطلب بالتصريح بالإطلاع وتصوير أوراق القضية. إلا أن كل هذه الطلبات قُوبلت من النيابة العامة بالرفض السلبى الشفوى الغير مُبرر، ما دفع محامو الجماعة الوطنية لتقديم بلاغ بتلك الوقائع إلى النائب العام.
    http://www.nchrl.org/ar/node/116

    تصور متكامل لمذبحة أبو زعبل
    ‏24 سبتمبر، 2013‏، الساعة ‏09:01 صباحاً‏
                                     تصور متكامل لمذبحة أبو زعبل
                                     والمسئولية الجنائية والسياسية
                              د. جمال صيام ( والد "شريف" أحد ضحايا المذبحة)
    يوم القبض على الضحايا : يوم فض اعتصام رابعة (14 أغسطس 2013)
    هوية المقبوض عليهم : من تواجد بالصدفة فى محيط رابعة يوم الفض
                                من تواجد من باب حب الاستطلاع وحضر يوم الفض
                                من تواجد يوم الفض بقصد إنسانى وتقديم المساعدة للمصابين
                                من تواجد مبيتا ومعتصما فى رابعة من غير الإخوان
                                من تواجد مبيتا ومعتصما فى رابعة من الإخوان ( الظن أنهم يشكلون
                                   أغلبية الضحايا)
                                هناك 5 سجناء مقبوض عليهم فى كمين خارج رابعة على طريق القاهرة
                                     السويس
    التهم الموجهة لسجناء رابعة : التخريب ، التجمهر ، حيازة أسلحة بيضاء وأسلحة نارية ،
                              الانتماء لجماعة إرهابية ،  القتل والشروع فى قتل قوات الأمن                        
    أدوات القتل : التعذيب والغاز والرادع الشخصى وصندوق (سيارة) الترحيلات
    سيارة الترحيلات : مساحتها 6م  وسعتها 24 شخصا ، تم تحميلها ب 42 شخصا أى بمعدل 7
                           سجناء فى المتر المربع الواحد  (يعنى هذا فى حد ذاته الشروع فى قتل
                          السجناء نظرا لضيق نوافذ السيارة وانعدام التهوية فى يوم حار جدا قى
                          صحراء أبو زعبل)
    مسار رحلة الموت : تحركت عربة الترحيلات من أمام قسم مصر الجديدة (ميدان الجامع) إلى
                         سجن أبو زعبل (الملحق العسكرى)
    تاريخ المذبحة : الأحد 18 أغسطس 2013
    مدة المذبحة : 10ساعات (من الساعة 6 صباحا (الأحد) إلى الساعة 4 عصرا (الأحد)
    مكان المشهد الأخير للمذبحة : فناء (ساحة) السجن العسكرى الملحق بسجن أبو زعبل ، مركز 
                      الخانكة ، قليوبية
    عدد القتلى  : 37 من السجناء (15 يوم حبس احتياطى )
    الناجون من المذبحة : 5 سجناء وهم من كان قد تم القبض عليهم فى كمين على طريق القاهرة         
                   السويس حيث كانوا يحملون معهم جثة أحد أقربائهم توفى يوم الفض وكانت التهمة  
                  الموجهة إليهم هى حمل جثة بدون تصريح وحمل أسلحة نارية) ،لاحظ أن هذه التهم  
                  تختلف عن تلك الموجهة لسجناء رابعة . وقد قام القتلة بسحبهم من السيارة وهم ما
                  زالوا أحياء ثم أغلقوا باب السيارة على سجناء رابعة لاستكمال إعدامهم (أقوال أحد 
                  الناجين : محمد عبد المعبود ابراهيم المقيم بقرية هربيط ابو كبير على اليوتيوب)
    المقر الأخير لرحلة الموت : مشرحة زينهم
    سيناريو القتل : بدأ تساقط السجناء بعد وصول السيارة بساعة واحدة بفعل سوء التهوية وارتفاع
                     درجة حرارة  الجو وعدم إمداد السجناء بالمياه والتكدس الشديد للأجساد ، وكما
                    ذكرنا أن حشر 42 سجينا فى حيز لا يسع إلا 24 شخصا يعد بمثاية شروع فى قتل
                   من جانب مسئولى ومخططى ومنفذى مأمورية الترحيل
    • لسبب ما غير واضح ،هاجم القتلة من ضباط الشرطة بقيادة المقدم عمرو فاروق نائب مأمور قسم  مصر الجديدة بمشاركة العساكر السيارة بالغاز من نوافذها ، هم يدعون أنهم استخدموا الرادع الشخصى للسيطرة على السجناء الذين يدعون أنهم كانوا فى حالة "هرج ومرج" . بالطبع كذب مكشوف لأن السجناء لا يستطيعون حتى تحريك أرجلهم ولا حتى أيديهم لأنهم مقيدى الأيدى بعضهم ببعض و محشورين فليس هناك أي مجال للحركة . عمليا كيف يمكن تصور أن الرادع الشخصى يمكن أن يقتل هذا العدد من الأشخاص فى هذا الحيز الضيق ، إلا فى حالة واحدة أن يكو القتلة قد أخرجوا السجناء وقتلوهم
                 واحد اواحدا , علينا إذن أن نستبعد رواية الرادع الشخصى كلية
        • قضى الغاز ، الذى يقال أنه سى اس المسبل للدموع ، على البقية الباقية من مقاومة السجناء فلفظوا أنفاسهم الأخيرة الواحد بعد الآخر  والقتلة
          الساديون يستمتعون بمشاهد الموت ربما كانو يتناولون المشروبات المثلجة و يضحكون بينما المتهمين في دخل هذا الجحيم يتساءلون " هل هي حقاً نهايتنا ؟" .لاحظ أن القتلة كانوا بالقطع يعلمون ما كان يحدث بالسيارة وأن الموت يحصد الضحايا داخلها طوال 5-6 ساعات .ثم تركت فى السيارة  وهى مغلقة لعدة ساعات أخرى مما جعل لون أجسادهم،  وخاصة لون الوجوه ، يتغير إلى الأسود وكأنها متفحمة
        • و انتفخت كلية بالغاز فبات من الصعب تبين ملامح الوجه الأصلية
          تم إبلاغ نيابة الخانكة حوالى الرابعة عصر الأحد بينما كانوا جميعا قد ماتوا حوالى الواحدة والنصف
        • قامت النيابة بمعاينة الحادث حيث وجدت ال37 جثة بداخل السيارة ربما كلها فى الوضع واقفا (مشهد غاية فى الرعب والوحشية )
        • هنا سؤال كبير وخطير  : هل حاول القتلة أن يفحصوا الأجساد ربما يمكن اسعاف بعضها ، وكان عليهم حينئذ أن يخرجوا الأجساد كلها من السيارة لفحصها ، هل فحصوها ثم وجدوها كلها جثثا فأدخلوها مرة ثانية ورصوهم داخل السيارة حتى يطبخوا كذبة الهرج والمرج ، أم أنهم لم يحاولوا أصلا أن يبحثوا عما إذاكان هناك حياة فى أى من ال 37 جسدا . فى الحالتين هناك بالقطع جريمة "قتل عمد" من السهل جدا أن تكون النيابة الموقرة قد رصدتها من خلال التدقيق فى الإجابة على هذا السؤال المهم
          • الشركاء فى تنفيذ الجريمة :- قسم مصر الجديدة  : المأمور ، نائب المأمور (المقدم عمرو
                                           فاروق ) ، ضباط  مأمورية الترحيلات ، عساكر القسم المصاحبين 
                                              للمأمورية
                                           - سجن أبو زعبل : المأمور – طاقم السجن
                                           - مصلحة السجون :رئيس المصلحة
                                           - وزارة الداخلية : السيد/ وزير الداخلية – مساعد الوزير للترحيلات
            المسئولية السياسية : المستشار/ عدلى منصور ، رئيس الجمهورية المؤقت
                                    السيد الدكتور/ حازم الببلاوى ، رئيس مجلس الوزراء
            18 ++
            http://www.youtube.com/watch?v=pi-3deBhc0w
            http://www.youtube.com/watch?v=sDJVAV1hYWA
            http://www.youtube.com/watch?v=_PWXLJ0_ljQ
            http://www.youtube.com/watch?v=WazjNpO9cu4
            http://www.youtube.com/watch?v=Bgan9KEMIEo
            http://www.youtube.com/watch?v=xfH_yh6fHdc

            المصدر
            تفويض بالبطش!
            بلال فضل | نشر فى : الأربعاء 4 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
            للأسف، لم تعد حرمة الدم في مصر مرتبطة بكرامة الإنسان وحقه في الحياة، بل صارت مرتبطة بموقفه السياسي الذي يجعلك تبكي عليه إذا كان معك وتبرر قتله أو تغض الطرف عنه إذا كان ضدك، لذلك لن تجد معاديا للإخوان يبكي على دماء ضحايا رابعة وطريق النصر ويطالب بمحاكمة من سفكوها، ولن تجد مناصرا للإخوان يبكي على دماء ضباط وجنود الشرطة الذين يقتلون غدرا وعدوانا، ولذلك أيضا لن تجد أحدا من الذين كانوا يبكون على إهدار كرامة الإنسان في زمن مرسي وهو يقرأ غاضبا على هواء الفضائيات هذه السطور الحزينة التي أنشرها اليوم مساهمة في كسر حالة الصمت التي أعادت من جديد أي شكاوى من القمع والبطش ليتم تداولها فقط على ساحات الإنترنت.
            «أنا والد  شريف جمال صيام أحد ضحايا حادث أبوزعبل، أو كما أسميه هولوكوست أو محرقة أبو زعبل، أعمل أستاذا بجامعة القاهرة ،وأكتب إليكم بشأن هذا الحادث الذى يواجه رغم بشاعته والقتل المتعمد لهذا العدد من السجناء، الذين هم فى حوزة النيابة، تعتيما إعلاميا واضحا شاكيا هذا التعتيم ومطالبا بكشف الحقائق، إذ أخشى أن يؤول الأمر إلى مجرد إدانة عدد من جنود مأمورية سيارة الترحيلات بالقتل الخطأ.
            يعمل شريف مهندسا بشركة أورانج للاتصالات وفى نفس الوقت يعمل مدربا للتنمية البشرية واستضافه برنامج «إفطار» عدة مرات للتحدث قى مواضيع متعلقة و هو لم يكن اخوانياً ولم  ينتم مطلقا لأي احزاب دينية أو غير دينيه, شريف لم يكن من المعتصمين .وأنا مضطر أن أؤكد على ذلك .أنا بالمناسبة ضد الإخوان (كفصيل سياسى) ومع ذلك لست مع سحلهم وقتلهم وخاصة بطريقة هولوكست أبوزعبل،. أما شريف فقد شارك بقوة فى 25 يناير وكذلك فى 30 يونيو، ولكنه كان متحفظا إلى حد ما بالنسبة لـ3 يوليو ربما لأنه رأى أن فكرة التفويض ربما تقود إلى اتباع سياسة البطش والذى هو كان بالفعل أحد ضحاياه فى الحادث المشئوم.وكان لديه قناعة ومشاركة فعلية بفكرة المصالحة التى تبناها فضيلة شيخ الأزهر قبل أحداث الفض.
            القبض على شريف الأربعاء الساعة 12 ظهرا:ألقت قوات الأمن القبض على شريف وقد سجلت  CNN فى تقرير لها عما حدث لشريف من طريقة القبض عليه العنيفة التي تم رصدها على يوتيوب ،وهو ذلك الشاب ذو «التي شيرت» الأزرق الذي كان يبدو مسالما تماما ومع ذلك ركض جندي الأمن المركزي من مسافة بعيدة ليركله ركلة قوية فى صدره من الوضع طائرا! ثم يساق إلى السيارة الشرطة وهم يمطرونه بالعصي ضرباً. ولم نكن نعلم عن هذا الفيديو إلا بعد ترحيله إثر القبض عليه إلى استاد القاهرة ولكن لم نستطع الوصول إليه هناك.
            مرحلة الفقد بين الساعة 12 ظهر الأربعاء والساعة 1 صباح الخميس: وقد ظللنا نبحث عنه  طيلة الليل في المستشفيات ووسط مئات الجثث بمسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد حتى شاهدنا رسالة منه على صفحته فى الساعة الواحدة صباح يوم الخميس 15/8 إنه بخير وإنه بإستاد القاهرة.
            الترحيل إلى قسم شرطة مصر الجديدة: علمنا من خلال أحد مواقع الإنترنت أنه تم ترحيله مع أربعين آخرين من الاستاد إلى قسم مصر الجديدة، ذهبنا لزيارته اليوم التالي ولم يدل لنا بأي معلومات عن سبب اعتقاله وكان قليل الكلام بطريقة غريبة.
            العرض على النيابة: تم عرض شريف هو وباقي المحتجزين وعددهم واحد وأربعون على النيابة بذات القسم مساء الجمعة 16/8 وكان القرار هو الحبس 15 يوم على ذمة التحقيق للمجموعة كلها وكانت هناك قائمة طويلة من التهم تشمل حيازة سلاح ناري أو أبيض ، والتجمهر ،والتخريب ،الإنتماء لجماعة ارهابية والشروع في قتل رجال الشرطة.
            آخر زيارة لشريف: رأينا شريف لآخر مرة مساء يوم السبت 17/8 وشعرنا إنه كان قليل الكلام جداً، وطلب أن نحضر له بعض الأغراض الشخصية.
            يوم القتل: كان اليوم المشؤوم الذي ذهبنا فيه لزيارته (الأحد 18/8) فقيل لنا أنه كان قد تم ترحيله في الصباح إلى سجن أبوزعبل.وفي المساء توالت الأخبار عن حادث سيارات الترحيلات وأنه تم مقتل 37 مسجونا أعلنت بعض القنوات التليفزيونية أسماءهم وكان بينهم شريف، بينما بقى 7 من المسجونين على قيد الحياة.
            كيف تم القتل: هناك ملا بسات شديدة الغموض بالنسبة لتنفيذ عملية الإعدام الجماعى على النحو الذى تمت عليه. على أن شهود العيان وهم السبعة مساجين الذين نجوا من المحرقة، وبعيدا عن روايات وزارة الداخلية الملفقة والمتناقضة وغير المنطقية، يؤكدون أن السيارة بقيت نحو سبع ساعات داخل فناء السجن وبعد احتجاجات المساجين وتشابك لفظى بينهم وبين أحد الضباط ،أدخلت قوة الحراسة قنبلتى غاز إلى داخل السيارة وأغلقوا عليهم بابها وانتظر الضباط بضع دقائق حتى لقى الـ37 سجينا مصرعهم. والله يا سيدى لو أن مشاهد هذا الحادث كنت ضمن فيلم سينمائى لمحارق النازية ما كان يمكن تصديقها .
            رد فعل مؤسسة الرئاسة: عندما سألت مذيعة الـCNN د.مصطفى حجازي المستشار السياسى للرئيس عن استخدام القوة المفرطة فى القبض على شريف (الفيديو المتداول على اليوتيوب) وإعدامه ضمن حفلة الإعدام الجماعى فى سجن أبوزعبل، كان رده لماذا تركزون على هذا الحادث وتتجاهلون حادث مقتل الـ22 جندى على أيدى المسلحين فى سيناء.وسؤالى ياسيدى: هل هناك أى وجه للمقارنة بين الحادثين؟ وما هى الدلالات المريبة لهذه المقارنة؟.
            موقف لا أحسد عليه كوالد: بينما تم القبض على ابنى بهذه الطريقة الباطشة والمهينة التى شاهدها الملايين ثم لقى مصرعه فى سيارة الغاز فى تقليد سيئ لأفران النازى، فإن على فى نفس الوقت أن أدفع عنه تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية (هذا مسمى أحد التهم التى وجهت إليه بجانب تهم أخرى)، كل ما أطالب به أن أعرف حقيقة ما حدث، وأن يتحمل المسئولون عنه مسئولياتهم بدءا من وزير الداخلية، ومدير مصلحة السجون ومأمور سجن أبوزعبل، وأفراد القوة المرافقة لسيارة الترحيلات والمنفذين للإعدام، بالإضافة إلى أفراد القوة التى نفذت القبض عليه. لقد كنت أتمنى أن يكون التفويض لا يعنى تفويضا بالبطش».
            ألا لعن الله قوما ضاع الحق بينهم.
            مقاطع فيديو ذات صلة جثامين شهداء المذبحة/المحرقة (+18) http://bit.ly/161sn05 شهادة أ. حسين عبد العال http://goo.gl/rM2mFI اخر خمسة أيام http://bit.ly/15jN7Ed برنامج ’مانشيت‘http://bit.ly/17kCa9l برنامج الصورة الكاملة http://bit.ly/1gQdVng ب. ص. الكاملة – م. لمياء http://bit.ly/19HJhWL لقاء د. مصطفى مع قناة CNN http://on.fb.me/17kBX5V

          ADDS'(9)

          ADDS'(3)

           


          -

          اخر الموضوعات

          مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

          مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

          مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

          مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

          من نحن

          author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
          المزيد عني →

          أنقر لمتابعتنا

          تسوق من كمبيوتر شاك المعادى