آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرار التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرار التاريخ. إظهار كافة الرسائل

17‏/10‏/2013

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : أسرار مكتبة ايفان الرهيب المفقودة

أسرار مكتبة ايفان الرهيب المفقودة

 

إن اللغز الغامض الذي يحوم حول مجموعة المخطوطات القديمة والثمينة للقيصر الروسي ايفان الرهيب الذي حكم روسيا القيصرية في منتصف القرن السادس عشر يبقى الشغل الشاغل للعلماء والباحثين عن الكنوز منذ اختفائها.

لم يكن إيفان الرهيب صاحب هذه المجموعة الأول لأن هذه المكتبة جمعت في بداية القرن الأول من قبل الأباطرة البيزنطيين. يذكر أن العاصمة القسطنطينية التي تدعى حالياً اسطنبول كانت مركزاً لاستقبال المخطوطات الأكثر قيمة من جميع أنحاء العالم – فعلى سبيل المثال تم جلب مخطوطات قيمة وثمينة من مكتبة الإسكندرية الشهيرة في مصر. وفي عام 1453 استولى الأتراك على القسطنطينية وتم الحفاظ على هذه المكتبة بأعجوبة بعد أن تعرضت المدينة لحريق كبير. وبعد مرور 19 عام تزوجت آخر أميرة بيزنطية واسمها صوفيا من ايفان الثالث جد ايفان الرابع الرهيب، ومع قدوم الأميرة–العروس إلى موسكو اصطحبت معها قافلة كبيرة من أمتعتها الشخصية بما في ذلك تلك المجموعة الثمينة. ومنذ ذلك الحين أصبحت المخطوطات الكنز الرئيسي في المكتبة الإمبراطورية ملكاً للقياصرة في موسكو.

عرف ايفان الرهيب تاريخيا بأنه حاكماً طاغية قاسياً في تعامله لكنه بالمقابل كان أحد أكثر الرجال المتعلمين في زمنه وكان يتمتع بذاكرة هائلة وذهن حاد وكان هذا القيصر يحب الكتب ولذلك قام باختيار المخطوطات شخصياً وأضافها إلى مكتبته حيث تم تخزين آلاف من المخطوطات التي لا تقدر بثمن في صناديق من الحديد ولم يكن يسمح الاقتراب منها إلا لشريحة محدودة من المقربين منه.

على العموم! في السنوات الأخيرة التي اشتهرت بغموض كبير لم يعد القيصر يثق بأحد وبعد وفاة ايفان الرهيب المفاجئ عام 1584 اختفت المكتبة.

أخذ الجميع يبحث عنها! حيث تشير وثائق الأرشيف التي تعود للقرن الثامن عشر عن وجود شخص يدعى كونن اوسيبوف وقد حدثه صديقه قبل وفاته عن الصناديق الثمينة الموجودة في غرفة سرية عثر عليها في إحدى أنفاق ممرات الكرملين. وقد قرر أوسيبوف البحث عن هذه الغرفة ولكن النفق الذي أشار إليه صديقه كان مهدماً مما اضطره لطلب المساعدة من السلطات حيث قام عمال الحفريات بتنظيف الممر ولكن لم يتم العثور على أية غرفة.

وفي عام 1822 ذكر البروفسور دابيلوف بإحدى مقالاته عن وثيقة تتضمن لائحة مخطوطات مكتبة ايفان الرهيب مما أثار فضول العلماء الكبير لأن القائمة تحتوي على أعمال غير معروفة لفنانين كلاسيكيين من اليونان وروما مثل أريستوفانس وسوتونيوس وتاسيتوس وفيرجيل وشيشرون علماً أن قيمة هذا الاكتشاف لا تقدر بثمن للثقافة العالمية. ولكن الذي تبين أن دابيلوف يمتلك نسخة عن هذه الوثيقة فقط وأن النسخة الأصلية اختفت. يا لا العجب؟ لم يتمكن دابيلوف من تقديم أي شرح لأنه توفي بعد اكتشافه والسؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاع البروفسور الخبير أن يفقد مثل هذه الوثيقة الهامة؟.

حيث أكد عالم الآثار اغناطيوس استيليتسكي الذي كرس حياته للبحث عن المكتبة القيصرية للمشككين بأنه في عام 1914 استطاع العثور على هذه اللائحة الغامضة. ولكن ... اختفت هذه القائمة في ظروف غامضة أيضاً ولم تكن هناك نهاية لهذا الأمر. فقد استمر استيليتسكي ولم يفقد الأمل وتابع البحث بشكل منهجي وبإصرار كبيرين عن المكتبة في المقرات التي كان يعيش فيها ايفان الرهيب – في فولغدا والكسندروف وبالطبع في الكرملين في موسكو. وفي عام 1933 توجه عالم الآثار هذا بطلب للمساعدة من يوسف ستالين الذي أمر بتخصيص فريق للتنقيب والبحث لكن جميع المساعي والجهود ذهبت أدراج الرياح.

وفي أيامنا هذه وبالتحديد عام 1995 شرعت حكومة موسكو بالبحث عن المكتبة وبعد مضي أربعة أعوام من العمل المضني لم يتم العثور على شيء.

يتساءل عدد من المحللين والعلماء والمراقبين هل هناك دواعي للبحث عن هذا الكنز المفقود؟ فتلك المخطوطات يمكن أن تكون تعرضت للتعفن أو للحرق أو أنها وقعت في أيدي اللصوص. هناك احتمال أخر كبير وهو أن المكتبة القيصرية قد تم العثور عليها جزئياً لأنه وبحسب أقوال العاملين في المكتبة الحكومية الروسية يوجد لديهم 600 ألف مخطوطة منها 60 ألف قديمة وهذه من المتوقع أن تكون بعض من مخطوطات ايفان الرهيب.

والسؤال الذي يحير الجميع من خبراء واختصاصيين ومؤرخين: ما العمل؟ هل نتوقف عن البحث أو نتابعه بعزيمة أكبر لاستعادة هذه الكنوز القيمة التي لا تقدر بثمن؟ ومهما كان من أمر فمن السابق لأوانه وضع نقطة النهاية على القصة الأسطورية- قصة المكتبة المفقودة.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : القيصر الرهيب إيفان الرابع

Иван Грозный Иоанн Грозный

لم يكن لقب القيصر إيفان الرابع الذي حكم روسيا في منتصف القرن السادس عشر بالرهيب محض صدفة فقد تميز حكم أول قيصر روسي بأحداث فظيعة متناقضة.فمن جهة تمكن القيصر من توسيع حدود البلاد وأجبر جيرانه على احترام بلاده والأخذ بعين الاعتبار مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن ناحية أخرى لم تتسم سياسته الداخلية بالوضوح وكان نهجه غريب الأطوار خاصة في سن الشيخوخة، وبسبب قسوته وضراوته ضد خصومه كانت حاشيته دوماً تشعر بالتوتر الدائم

الرعب من المقصلة والمشنقة

شهد عهد إيفان الرابع حالات إعدام جماعية التي أدهشت المعاصرين. ومع ذلك وفي وقت لاحق قدر المؤرخون أن خلال حكم إيفان الرهيب الذي دام 40 عاماً لم يصل عدد الذين أعدموا إلى ما وصل إليه عدد الذين قتلوا على سبيل المثال في العاصمة الفرنسية باريس في ليلة القديس بارثولوميو. حدث هذا عام 1572 عندما وافق الملك فرنسيس على قتل 30 ألف من رعاياه في ليلة واحدة... لكن لم يصفه أحد آنذاك بالرهيب.

القيصر اليتيم

أصبح إيفان الرابع يتيماً في سن الثامنة من عمره وأخذ البويار يحكمون ويعبثون في البلاد باسمه، ويتذكر في وقت لاحق كيف أنه كان يفتقر للطعام والملابس. ولهذا يعتقد المؤرخون أن الذل والخوف الذي شعر بهما أثناء تيتمه انعكس على سلكوه ومزاجه لاحقاً.

أناستاسيا الزوجة الأولى والمفضلة

توج القيصر إيفان في سن 16 من عمره في شهر كانون الثاني/يناير من عام 1547، وبعد شهر واحد أي في شباط/فبراير تزوج من فتاة هادئة ورقيقة تدعى أناستاسيا. جدير بالذكر أن القيصر آنذاك كان يشعر بآثار المؤامرات تحوم من حوله، والآن بعد مرور قرون من الزمن من الصعب التأكيد فيما إذا كانت هذه المؤامرات حقيقية أم أنها محض خيال، لكنه بإمكاننا القول بأن هؤلاء المتآمرين الحقيقيين والافتراضيين قد تم إعدامهم حتماً.

لقد زرعت الوحشية التي كان يتمتع بها القيصر الرعب في قلب ملكته الشابة التي حاولت جاهدة التخفيف من روعه عن طريق مشاعر الحب والاهتمام، وقد ساعدها في ذلك الكارثة الفظيعة التي حلت بموسكو عندما اندلع حريق حوّل معظم المدينة إلى رماد، وعندما شاهد القيصر هذه المأساة ومعاناة شعبه أصيب بصحوة وأصبح سلوكه أكثر ليونة ورقة. وبدأت على أثر ذلك حقبة من الازدهار دامت 13 عام...ولكن فجأة توفيت أميرة قلبه أناستاسيا بشكل غامض ولا أحد حتى الآن يعرف سبب الوفاة هل كان مرض أم نتيجة مؤامرة؟ المعروف هو أن القيصر إيفان حزن كثيراً على فراقها، وعاد إلى عهده في البطش واستؤنفت عمليات الإعدام ولم يكن هناك ذلك الشخص القادر على تهدئة روعه، وأصيب إيفان بفورة دموية وتزوج من بعد أناستاسيا بست زوجات وكانت لديه الكثير من الجواري ولكن بالرغم من ذلك لم يحظى القيصر بحب كحبه الأول والأخير.

الزوجات التعيسات

لحق الشؤم زوجات القيصر فقد توفيت الأميرة ماريا الزوجة الثانية في ظروف غامضة، أما الزوجة الثالثة مارثا فقد عاشت بعد زواجها 15 يوماً فقط، أما آنا وهو اسم أطلق على زوجتيه الرابعة والخامسة فقد تم زجهما قسراً في دير كنسي بأمر من القيصر، أما الزوجة السادسة واسمها ماريا وهي من أسرة دولغوروكي العريقة فقد أمر إيفان بإعدامها غرقاً في اليوم التالي من زفافهما زاعماً أنها لم تكن عذراء يوم تزوجت منه. وفي عام 1580 أصبحت ماريا، وهذه هي الثالثة بهذا الاسم، الزوجة الأخيرة لايفان الرهيب التي أنجبت ابناً منه يدعى ديمتري...ولكن سرعان ما فقد الشعور نحوها ونفاها مع ابنها الأمير الصغير إلى بلدة أوغليتش.

مصير الأولاد التعيس

كان مصير أولاد إيفان الرهيب تعيساً أيضاً فقد توفي ثلاث بنات من زوجته المحبوبة وهن في مهدهن وغرق ابنه الصغير عندما أسقطته المرضعة سهواً في النهر.

أما ابنه الآخر البالغ من العمر 27 عاماً وهو وريث عرش إيفان المحبوب فقد قتل على يد والده القيصر خلال نوبة من الغضب أصابته عندما ضربه في رأسه فأرداه ميتاً، وما كان للقيصر إلا أن يشعر بقية حياته بالندم من هذه الفعلة الشنعاء.

في حين توفي الأمير ديمتري ابن زوجته الأخيرة بعد وفاة القيصر نفسه، ولم يحظى جميع أولاده بنعمة العيش إلى مرحلة البلوغ إلا ابنه المريض فيودر الذي لم يكن قادراً على حكم البلاد ولكن بالرغم من ذلك خلف فيودر والده عام 1584 ولم يترك وراءه ذرية تخلفه...وبذلك انتهت سلالة الأمير الأسطوري روريك.

زمن الفوضى والاضطرابات

شهدت روسيا بعد هذه الحقبة من حكم إيفان الرهيب زمناً من الاضطرابات والدمار دام 15 سنة وأصبح يطلق على هذه الفترة بحقبة الفوضى والاضطرابات. وهنا يتساءل المؤرخون هل يمكن اعتبار هذه الاختبارات عقوبة حلّت بسبب أخطاء إيفان الرهيب؟

ولكن الحقيقة الدامغة هي أن إيفان الرهيب زرع الرعب والبؤس في قلوب حاشيته وأقربائه وعائلته، ومن الممكن أن يكون القدر عاقب هذا الطاغية بلا رحمة ولا هوادة بشخصه وبأسرته.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : ثلاثة أسرار موت جوزيف ستالين

ثلاثة أسرار موت جوزيف ستالين

توفي جوزيف ستالين في منزله الريفي خارج موسكو منذ 60 عاماً. وتقول الشائعات بأن الزعيم والديكتاتور الرهيب ترك تحت رحمة أعوانه الذين سئموا مخافة قائدهم. وقد ظهرت روايات عديدة بدءً من قيام متآمرين بدس السم للزعيم الفولاذي وانتهاءً بالفرضية التي تقول أن الشخص الذي دفن قرب جدار الكرملين ليس ستالين

الرواية الرسمية

بحسب ما قاله خروتشوف ففي 28 من شهر شباط/فبراير لعام 1953 استدعى ستالين الدائرة المقربة منه إلى الكرملين لمشاهدة فيلم جديد ومن ثم تناولوا طعام العشاء حتى وقت متأخر من الليل وبعد ذلك غادر الأعوان في الساعة الخامسة صباحاً. ويزعم أن ستالين أمر حراسه بالذهاب إلى النوم بإشارة منه أنه سيستيقظ في وقت متأخر، ولهذا لم يكلف أحداً من حراسه نفسه عناء معرفة حال الزعيم حتى مساء الأول من آذار مارس للعام نفسه.

وفي هذه الأثناء شعر الحراس بالقلق إزاء الصمت المخيم في غرفة ستالين فدخلوا الغرفة وقاموا باستدعاء على الفور الأطباء الذين وصلوا في صباح الثاني من آذار/مارس حيث كان التشخيص بأن الزعيم مصاب بالشلل في الجزء الأيمن من جسمه وغير قادر على النطق وفاقداً للوعي. ولهذا تم استدعاء مجلس استشاري طبي من نخبة الأطباء الذين هم أيضاً شخصوا بأن ستالين مصاب بجلطة دماغية.

في الرابع من شهر آذار/مارس من عام 1953 أبلغت القيادة السوفيتية الشعب بأن زعيمهم مريض، وفي الخامس من شهر آذار/مارس في الساعة 9.50 مساءً توفي ستالين بعد إصابته بنزيف حاد في الدماغ. حيث تم تشريح الجثة في أقل من يوم واحد بحضور مجلس طبي استشاري رفيع المستوى مع العلم أن النخبة الحاكمة قررت في عجل من أمرها بتحنيط الجثة ووضع ستالين في الضريح بالقرب من لينين.

وتتالت الإشاعات في العاصمة السوفيتية التي تقول بأن ستالين قد تعرض للتسمم، على كل حال فقد أضفى خروتشوف وشهود عيان آخرين الغموض على قصة موت ستالين، وانتشرت شائعة لسنوات عديدة تفيد بأن بيريا ترك ستالين بعد إصابته بجلطة دماغية دون علاج لمدة 30 ساعة مما أدى إلى استحالة شفائه.

العشاء الأخير

جدير بالذكر أن ستالين لم يشتك من صحته، ويكتب خروتشوف أن السبب يعود لكبريائه ورغبته بأن يظهر ذلك الزعيم الحديدي الذي يعرفه الجميع. ولكن في واقع الحال فإن ستالين البالغ من العمر 73 عاماً تعرض لأزمتين دماغيتين وأنه كان يتعب بسرعة ويمرض بسرعة وكان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم لكنه استمر المشاركة في حفلات العشاء كل ليلة مع المقربين منه ولم يلتزم بأي نظام غذائي، ولذلك لا عجب في أن يصاب بجلطة دماغية!

الغريب في الأمر هو أنه لم يتم العثور على المعلومات عن العشاء الفاخر الأخير إلا أنه تم الاحتفاظ بقائمة الطعام التي طلبها ستالين مساء 28 شباط /فبراير والتي ضمت فطائر وخضار وعصير ولبن علماً أن هذه القائمة تصلح لعشاء شخص وحيد. يشار إلى أن الزعيم لم يحضر إلى الكرملين في 28 من شباط /فبراير لأنه لم تكن هناك علامة في سجل مكتبه، في حين اختفى السجل الخاص بمزرعته في ظروف غامضة.

بدا أن سلوك حراس الزعيم غريباً بعض الشيء علماً أن ستالين لم يستيقظ لتناول طعام الإفطار، وبحسب زعمهم أنهم كانوا يخافون إيقاظه من النوم، ومن ثم لم يطلب طعام الغداء وقرروا عدم إزعاجه، كما أنه لم يطلب طعام العشاء ولذلك حاولوا اختلاس النظر من ثقب الباب ومن ثم قرروا الدخول وشاهدوا الزعيم مستلقياً على الأرض فاقداً للوعي وتم وضعه على الأريكة واتصلوا برئيسهم المباشر على الفور.

بالمناسبة كتب نيكولاي سيدورفيتش فلاسيك رئيس حراس ستالين أنه في يوم من الأيام تأخر الزعيم لمدة 30 دقيقة في حمام بخاري فقام على أثرها وزير الأمن بكسر الباب، نذكر هذه المعلومات لنبين أن الشائعات التي أشارت إلى أن ستالين أمر حراسه في تلك الليلة للذهاب إلى النوم أمر يتناقض مع التعليمات الأمنية المتعلقة برئيس الدولة وينبغي عليهم الالتزام بها. وهنا لابد من التنويه بأن الحراس لم يتعرضوا للعقاب والمحاكمة من جراء هذا الإهمال القاتل.

تمكن الأطباء الذين تلقوا تعليمات صارمة بأمر من بيريا، في الساعة 9 من صباح الثاني من شهر آذار/مارس بفحص المريض الذي كان مازال مستلقياً على الأريكة، ولكن الغريب في الأمر أن الزعيم كان ما يزال مرتدياً ملابسه اليومية بدلاً من ثياب النوم.

بالمناسبة تم دعوة المجلس الطبي الاستشاري للاجتماع بحالة تدعو للغرابة. نظرياً اجتمع حول سرير الزعيم ثلة من خيرة العلماء وهم عبارة عن 7 أساتذة منهم 6 أكاديميين ودكتور واحد. أما عن اختصاصاتهم فمنهم 4 أطباء عصبية وخبير واحد في مجال التهاب الكبد وآخر متخصص في الأمراض الرئوية وطبيب واحد فقط متخصص في أمراض القلب. تعالوا معنا لنتصور أن شخصاً يموت من جلطة دماغية ويجتمع حوله خيرة الأطباء الذين لا علاقة لهم بهذا المرض.

علاوة على ذلك كانوا جميعهم مدراء لمراكز علمية ورؤساء أقسام وبعبارة أخرى أنهم لم يشخصوا حالة مرضية منذ زمن بعيد مع العلم أنه تم دعوة أطباء الإنعاش مثل نيغوفسكي وتشيسنوكوف فقط في الخامس من شهر آذار/مارس في حين أن أخصائيين مثل فينوغرادوف وبريوبراجينسكي اللذان كانا على إطلاع جيد بحالة ستالين الصحية بقيا في السجن بسبب تهمة سابقة.

حتى أنه لم يتم دعوة طبيب ستالين الخاص الدكتور كولينيتش علاوة على أن المجلس الاستشاري الطبي الخاص لم يطالب بإضبارة ستالين الطبية التي كانت موجودة في مستشفى الكرملين إلا أنهم قاموا على الفور بتشخيص المرض على أنه جلطة دماغية مع توقف كامل للجزء الأيسر من الدماغ عن العمل ...الواضح أنه لا أحد من أعضاء المكتب السياسي كان راغباً في علاج ستالين؟

الأسرار الطبية

لم يستجوب المجلس الاستشاري لا الحراس ولا الخدم ولم يتساءل حول الطعام الذي تناوله ستالين وكيف استلقى وهل تناول الأدوية ولا حتى كيف وجدوه في آخر لحظة، بعبارة أخرى لم يكن أحداً مهتماً بصياغة إضبارة للمريض، علماً أن هذا الأمر يتم تدريسه في السنوات الأولى في كلية الطب. بالرغم من السلوك غير المهني للمجلس الطبي إلا أن شهيتهم في ذلك الوقت كانت ممتازة حيث أشار أحد الطهاة أنهم كانوا يحضرون الطعام دون توقف للمجلس الطبي الاستشاري.

كما أنه لم تتم مناقشة نقل ستالين إلى المستشفى ووصفت له الراحة التامة مع حقنة مؤلمة من المغنيسيوم والكافور بكميات كبيرة، وبدا العلاج عشوائي ومثير للسخرية حيث كانت توصف له الأدوية في الصباح وتلغى في الليل بالإضافة إلى أن سلوك الأطباء لم تكن تتوافق مع التشخيص، وما يثير للدهشة هو أن المريض فاقداً للوعي ومصاب بالشلل في الجانب الأيمن من جسمه وغير قادر على النطق. من أين لهم معرفة بأنه غير قادر على النطق إذا كان المريض فاقداً للوعي!

وبحسب قول بعض الأخصائيين فإن مجموعة الأدوية التي كانت تعطى لستالين كان لها تأثير سلبي على صحته حتى أن الأطباء تجاهلواً عمداً بعض نتائج التحاليل ولم يقوموا ببعض الدراسات الطبية الأخرى، ناهيك عن أن العلاج الذي وصف إثر التشخيص الطبي الذي أجري في الثاني من شهر آذار/مارس لم يعطى إلا في الخامس من آذار/مارس، علماً أنه وصف له العلق وهذا الدواء بالمناسبة لا يعطى في حالة الجلطة الدماغية لأنه يميع الدم.

عصابة من الأكاديميين

نريد هنا القول أن نتائج بعض الاختبارات تشير بوضوح على وجود علامات تسمم إلا أنه لم تجرى الدراسات المطلوبة للتأكد من هذه الحقيقة. ويعتقد الخبراء والأخصائيون المعاصرون بأن أعراض مرض ستالين الغريب شبيه إلى حد بعيد بالتسمم عن طريق مادتي الوارفارين أو ديكومارول.

يشار إلى أن هذه الأدوية تشكل خطراً على كبار السن وتساهم في نقص التروية للشرايين أي أنها بعبارة أخرى تؤدي إلى حدوث جلطة دماغية سريريه. نذكر هنا أن مادة الوارفارين تم تصنيعها في أمريكا عام 1948 ولذلك فإن استخدامها لم يشكل خطراً في الاتحاد السوفيتي آنذاك، ولكن بشرط واحد أن يكون هناك إجماع من قبل جميع أعضاء المجلس الاستشاري الطبي.

بالمناسبة إن الأورام الدموية التي ظهرت أثناء تشريح الجثة تبين إلى أنه من الصعب على ستالين أن يصمد 4 أيام وهذا يعني أن الأورام تشكلت أثناء العلاج أو بسببه، علاوة على أنه هناك أدلة تشير إلى أن ستالين كانت صحته تتحسن من فترة إلى أخرى وفي هذه اللحظة بالذات كان الأطباء يحقنونه بمادة المغنيسيوم والكافور التي لا فائدة منها حتى أن جرعة واحدة منها كافية لتسبب فشل كلوي وتشمع في الكبد. ومما زاد الطين بله هو قيام الأطباء بحقن المريض بمادة الأدرينالين التي تسبب تشنج في الأوعية الدموية وهذا أمر مرفوض أثناء الإصابة بالجلطة الدماغية. كانت هناك أراء من بعض الخبراء التي تشير إلى أن برنامج العلاج كان خاطئاً لكن الجميع غضوا البصر عن الأعراض التي ظهرت وبالتالي يمكن القول أن هذا المجلس الطبي الاستشاري ليس إلا عصابة من الأكاديميين كانت تعمل تحت جناح المكتب السياسي.

هل كان ذلك ستالين؟؟

حدثت أمور غريبة الأطوار بين الأول والخامس من شهر آذار /مارس أولها إهمال الحراس، وهنا لابد أن نشير بأن طاقم الحرس كان يتم اختياره بعناية شديدة وكان عليهم إدراك أن ستالين يمكن في أي لحظة أن يعود إلى وعيه ويعاقب جميع المسؤولين عن هذا الإهمال وهذا ما ينبغي أن يدركه أيضاً الأطباء. فالموت من جراء الجلطة الدماغية لا يعتبر حتمياً مئة بالمئة وكان هناك احتمال أن يبقى ستالين على قيد الحياة حتى ولو كان مقعد على كرسي متحرك ومن المرجح أن يقوم بتصفية حساباته مع الحراس والضباط. هذه الفكرة كانت لابد من أن تحوم في أذهان أعوانه المقربين مثل خروتشوف وبيريا وبولغانين وكاغانوفيتش ومالينكوف وميكويان الذين كانوا وراء هذه المؤامرة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف لهؤلاء أن يقدموا على هذه الخطوة مع أنهم يعرفون تمام المعرفة كيف سيكون غضب الزعيم في حال بقائه على قيد الحياة.

بداية لابد من الإشارة بأن أحداً من الذين تم ذكرهم أنفاً لم يقدم على كتابة مذكراته باستثناء خروتشوف الذي فضح ستالين على أنه شخص فظيع ومصاب بجنون العظمة ومن هنا أخذ خروتشوف يؤكد بأنه لا غرابة في أن طاقم الحراسة شعر بالخوف ولم يدخل إلى ستالين عندما كان على فراش الموت بالإضافة إلى أنهم احتسوا الخمر في العشاء الأخير ولا عجب هنا في أن يصاب الزعيم بجلطة دماغية.

هناك كذبة أخرى لخروتشوف والتي أشار فيها إلى سوء صحة ستالين علماً أنه ليس هناك أي معلومات عن تعرض جوزيف لأي جلطة دماغية وخير دليل على ذلك ظهوره الساطع على شاشات التلفزة، بالإضافة إلى ذلك أن ستالين لم يكن يعاني من ارتفاع في ضغط الدم حتى أنه تم الاحتفاظ على صورة تخطيط القلب التي أجريت في أوائل عام 1950. والسؤال ما الحاجة لمثل هذه التلفيقات والكذب؟.

إضافة إلى كل ما تم ذكره آنفاً هو فقدان سجل الزوار في ظروف غامضة ولذلك من الصعب إعادة الصورة الكاملة للأيام الأخيرة من حياة الزعيم. وعلى الرغم من أنه تم الاحتفاظ على الإضبارة المرضية لستالين إلا أنها في حالة سيئة وفقدت منها بعض الصفحات، أما ما تبقى منها تم خياطتها وإعادة كتابتها بشكل مبعثر معظمها عبارة عن مسودات غير موقعة عليها وتشير الإضبارة إلى أن المجلس الطبي الاستشاري صادق على الحالة المرضية بتاريخ تموز/يوليو 1953.

إن حجم المؤامرة بالإضافة إلى الإهمال في العمل يجعلنا نصل إلى فكرة واحدة وهي أنه في شهر آذار/مارس من عام 1953 لم يكن أحد من أعضاء المكتب السياسي ولا من مرؤوسيهم يهاب ستالين وهذا ممكن في حالة واحدة هي أن يكون الزعيم ميت منذ فترة.

الدمى المحكوم عليها

في الواقع إن التعامل مع المريض لا يشير أنه هو الطاغية الرهيب وهنا لابد أن نتذكر بأن ستالين بالمناسبة كان لديه أكثر من شبيه أشهرهم يفسي لوبيتسكي وهو محاسب من فينيتسا حيث وقف أكثر من مرة على منصة الضريح وشارك في المباحثات مع الوفود الأجنبية وفي عام 1952 فجأة وفي شهر آذار/مارس أفرج عنه ونفي إلى دوشامبي إلى أن توفي عام 1981.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك احتمال أن تكون تلك الشخصية التي رقدت على فراش الموت ليست ستالين الحقيقية؟ ربما، إذا تمعنا النظر في الإجراءات التي اتخذت من أجل تشريح الجثة وعملية الدفن. المثير للاهتمام أنه لا يتم تشريح الموتى بهذه السرعة بعد الوفاة لأن الجثة ما تزال دافئة عوضاً عن ذلك تم اختيار مكان غير مناسب جداً لإجراء هذه العملية ولم يحضر جميع أعضاء اللجنة الطبية للمشاركة في التشريح ولكن كان هناك حراس كثر. المعلوم هو أن الأعضاء الداخلية للمتوفي اختفت وكأنهم يريدون طمس الآثار.

بالإضافة إلى ذلك لم تلاحظ اللجنة أي خلل عضوي في جسم ستالين. نذكر ذلك لأن حراس القيصر آنذاك كانوا قد ذكروا بأن الإصبع الثاني والثالث للقدم اليسرى كانتا ملتحمتان وهذا ما تم ذكره من قبل أطباء الكرملين في الأعوام 1925 و1931، إلا أنه لم يتم ذكر ذلك عند تشريح الجثة عام 1953، كما أنهم لم يلاحظوا عند التشريح الخلل الموجود في كوع اليد اليسرى التي كان مصاب بها ستالين بسبب كسر تعرض له وهو في السادسة من عمره، بالإضافة إلى أن سجل الطب الشرعي لم يذكر حقيقة اختلاف في حجم القدمين في حين أن أطباء الكرملين ذكروا ذلك في عام 1929. إذاً يمكن القول أن الجثة التي شرحت ليست جثة ستالين ...أليس كذلك؟

التشخيص النهائي

تعرض ستالين لمرض خطير في 26 من شهر آذار/ مارس عام 1947 حيث كانت درجة حرارة جسمه مرتفعة وكان يتقيأ الدم ولديه إسهال حاد وبدت الحالة المرضية تشتد أكثر فأكثر حتى أن التحاليل تظهر أن الوضع الصحي يزداد سوءاً كما لو أنه مصاب بمرض "الدوسنتاريا" أو تعرض لتسمم ولم يكن بإمكان الأطباء فعل أي شيء وفجأة كتب في إضبارته الطبية في 30 من شهر تموز /يوليو: "إن الظاهرة التي لاحظناها تدل على أن الزحار المزمن بدأ يتلاشى". ولا يبقى لنا إلا أن نتساءل من كان ذلك الشخص ستالين أم شبيهه.

بالمناسبة كان سلوك القائد المتعافى غريب بعض الشيء فقد أبعد عن اتخاذ القرارات الحكومية الهامة ولم يعد يشارك في الاجتماعات وانخفض حجم المراسلات المباشرة التي كان يحصل عليها ستالين وكان يقول أعضاء الدائرة المقربة له بأنه تعب من إدارة الدولة وانصب تركيزه على حل الخلافات بين نوابه حتى أن ستالين في المرحلة الأخيرة كان يقف على منصة الضريح على الأطراف وكان يجلس في مؤتمرات الحزب لوحده بمعزل عن قيادة الحزب.

والسؤال هل كان ذلك لعدم رغبة النخبة في أن يستمع شبيه ستالين لما كان يدور من حديث بينهم؟ نذكر هنا بأن الزعيم تعرض لمرض خطير في نهاية عام 1937 بداية عام 1938 وقتها ذكر الأطباء أنه تعرض للتسمم أو التهاب حلق حاد. لكن لم يتم الإعلان عن هذا الأمر نهائياً ولهذا يمكن القول بأن المريض هو الزعيم الحقيقي ويتساءل المراقبون ألم تخسر البلاد ستالين لأول مرة في ذلك الوقت؟ وما جرى بعد ذلك هو عملية استبدال دمية بدمية أخرى. على كل حال يمكن ملاحظة أن ستالين أصبح لين القلب فيما يتعلق بأعوانه المقربين بعد عام 1938.

من الصعب تفسير وشرح أسباب لجوء المقربين إلى أكثر من شبيه لستالين، وهنا يمكن القول أن النخبة كانت تخاف الوقوع في صراع على السلطة أم أنها كانت خائفة من انتقام القادة العسكريين. على الأرجح أنه في عام 1947 كانت القيادة بحاجة للبقاء على سمعة ستالين الدولية لأن الحرب الباردة كانت قد بدأت آنذاك.

على ما يبدو أنه في الفترة ما بين 1952-1953 خرج شبيه أخر عن نطاق السيطرة ولم يعد هناك حاجة إليه وإلا كيف نفسر القرار الذي صدر في المؤتمر التاسع عشر عندما اقترح ستالين " توسيع اللجنة الرئاسية لتصبح 25 شخصاً مع إبعاد مولوتوف وميكويان منها؟

في الثامنة مساء الخامس من آذار /مارس 1953 شارك أعضاء اللجنة المركزية ومجلس الوزراء وهيئة رئاسة مجلس السوفيت في اجتماع مشترك، ولم يكن هناك 25 شخصاً من اللجنة المركزية وإنما شارك فيها أعضاء الحرس القديم. وسرعان ما ظهرت قيادة جديدة للبلاد مؤلفة من مالينكوف رئيس مجلس الوزراء وبيريا وزيراً للداخلية وخروتشوف الرئيس الفعلي للحزب الشيوعي وبولغانين وزيراً للدفاع ومن هنا يمكن القول أن القرار الذي اتخذ في مؤتمر الحزب ألغي خلال 40 دقيقة، وبعد ساعة من ذلك اجتمعت النخبة في مزرعة ستالين حيث قامت الممرضة موساييفا بحقن المريض حقنة قاتلة من الأدرينالين ليتقرر موت ستالين بشكل نهائي.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : وصية هتلر السرية

وصية هتلر السرية

بدأ هتلر بكتابة وصيته في 4 من شهر شباط/فبراير لعام 1945 وأنهاها في 26 من الشهر نفسه ونحن هنا سنقوم بنشر والتعليق على أكثر نقاط هذه الوصية أهمية من وجهة نظرنا لأن النص ضخم جداً وليس هناك حاجة للتطرق إليه بشكل كامل
اللوم كل اللوم على تشرشل.... واليهود
"للأسف تشرشل مجرد رجل عجوز ولا يمكنه سوى أداء الطاعة وتنفيذ أوامر المجنون روزفلت. في بداية الحرب تصرفت بناء على فرضية أن تشرشل كان قادراً على فهم المغزى العظيم من توحيد أوروبا، وفي لحظة ما تخيل لي بأنه أدرك ذلك. ولكن عندما قمت بمهاجمة الاتحاد السوفيتي لاحقاً وكشفت عن التقيح البلشفي كنت آمل بأن هذا العمل سيشعل شرارة من الحس السليم في أذهان الدول الغربية. لقد قدمت للغرب، دون أن يحرك ساكناً، فرصة للمشاركة بشكل آمن تماماً في عملية التطهير العظيمة مع العلم أن ألمانيا وحدها هي التي قامت بجميع الأعمال التطهرية. ولكن كراهية هؤلاء المنافقين للرجل النزيه كانت أكبر بكثير من شعور الحفاظ على النفس. يبدو أنني فعلاً قللت من أهمية نفوذ اليهود في انكلترا!".
هذه هي بداية الوصية التي كتبت في الرابع من شهر شباط/فبراير عام 1945 وها قد مضت 3 سنوات فقط إلا أسبوع واحد من الوقت الذي تخلى فيه هتلر وبشكل نهائي عن عملية "أسد البحر" التي كان مخطط لها بفضل حنكة قائد القوات البحرية الألمانية الأدميرال ايريك ريدر. ووفقاً للمرسوم رقم 16 الذي أصدره هتلر بتاريخ 16 تموز/يوليو 1940 فقد كان الغرض من العملية القضاء على الجزيرة البريطانية وإذا لزم الأمر احتلالها. وهنا لابد من القول أن الحادثة كانت تشكل حرجاً كبيراً لهتلر ولذلك كان يبتعد عن ذكرها.
في ميونيخ عرضت ألمانيا الحكيمة على بريطانيا وعلى أوروبا مواجهة الشيوعية العالمية والصهيونية لكن بريطانيا وأوروبا رفضتا، ولم يعد مهماً القول أن العرض الألماني كان أكثر ما يشبه بالإنذار.

الصورة: تراودل يونغي – أصغر سكرتيرات هتلر التي كتبت وصيته.
يا لفظاعة العم سام
نتابع قراءة النص عندما كان هتلر يتحدث عن أمريكا قائلاً: "لقد فشلت السياسة الاستعمارية لأوروبا فشلاً ذريعاً. أنا أتذكر النجاح الباهر الذي توصلت إليه إحدى الدول وهو نجاح مادي بحت يفتقد تماماً للروحانية وأنا هنا أقصد بالوحش الذي يدعى الولايات المتحدة. وصفة الوحش هي الصفة المناسبة الوحيدة كتعريف لأمريكاً! وفي حال لم تتمكن أمريكا الشمالية على تغيير عقيدتها الإيديولوجية بشكل تصبح أقل ضرراً مما هي عليه الآن فإنه من المشكوك فيه أنها ستكون قادرة على البقاء كقارة بيضاء.
لم يكن هتلر معجب بأمريكا على الرغم من أن المهاجرين الألمان وذريتهم كانوا يشكلون أكبر مجموعة من المهاجرين الأوروبيين إلى أمريكا حيث وصل عدد المهاجرين الألمان في منتصف القرن التاسع عشر إلى 1.3 مليون نسمة وهذا يعني أكثر من ثلث المهاجرين الموجودين في أمريكا. لقد كان زعيم الرايخ الثالث على علم بهذه المعلومات وكان يعزي نفسه بكل صدق قائلاً: "أنا مستاء جداً من فكرة وجود الملايين من الألمان المهاجرين في الولايات المتحدة وهم يشكلون العمود الفقري لهذه البلاد، لأنهم إذا لاحظتم لم يكونوا تلك المجموعة من خيرة الألمان التي فقدتها البلاد فقط وإنما أصبحوا أعداء لدودين لألمانيا أكثر من الأعداء أنفسهم. نعم بالطبع يحافظ المهاجر الألماني أينما ذهب على صفاته التي يتميز بها من الجودة والدقة في العمل لكنه سرعان ما يفقد هويته، ولذلك علينا في المستقبل اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة ضد هجرة الدم الألماني. إذا كان لابد أن يتدفق الدم الألماني إلى الخارج فليتدفق نحو الشرق فقط، فالألماني يبقى ألمانياً إذا عاش في كييف لكنه سرعان ما يصبح أمريكياً إذا انتقل للعيش في ميامي.

صورة: كارل دونيتس خلف هتلر في منصب رئيس الرايخ وأصبح القائد العام للجيش والقوات المسلحة لمدة 20 يوماً.
أوروبا ليست العدو الخطير
لنعد إلى أوروبا، وفي حديث لزعيم النازية الألمانية عن فرنسا أشار قائلاً: "لم أكن معجباً لا بفرنسا ولا بالفرنسيين وكنت أقول ذلك مراراً وتكراراً ولكن على الرغم من ذلك يجب أن أعترف بوجود بعض الشخصيات الفرنسية التي تستحق التقدير".
وتحدث عن إيطاليا قائلاً: "عندما كنت أقيّم الأحداث بكل موضوعية بعيداً عن الأحاسيس والانفعالات يتعين لي أن أعترف بأن صداقتي مع إيطاليا كانت خطأً لأنها كانت تصب في مصلحة العدو أكثر مما كانت تصب لصالحنا، فالمشاركة الإيطالية جلبت الفائدة الشحيحة مقارنة مع العديد من الصعوبات التي نشأت بسبب هذه المشاركة".
وعن إسبانيا أشار قائلاً: "كنت أتساءل أحياناً ألم نرتكب خطأً لعدم جر إسبانيا إلى الحرب عام 1940. أنا واثق بأن فرانكو كان سيوافق على تحالف معنا وفق شروط مقبولة، على سبيل المثال تقديم وعود له بمنحه قطعة صغيرة من الأراضي الفرنسية كعزاء لكبريائه الوطني وقطعة كبيرة من الأراضي الجزائرية كهدية حقيقية ذات قيمة رائعة.
وعن اليابان قال: "لم يسبب دخول اليابان الحرب خوفاً أو قلقاً بالنسبة لنا على الرغم من أنه كان من الواضح أن اليابانيين قدموا هدية عظيمة لروزفلت في معركة بيرل هاربور حيث استخدمتها الولايات المتحدة ذريعة لإعلان الحرب على اليابان".
لماذا روسيا؟
لم تكن قراراتي التي اتخذتها خلال هذه الحرب كارثية مثل قرار مهاجمة روسيا مع العلم أنني كنت أقول دائماً أنه يجب علينا تجنب شن حرب على جبهتين مهما مكلف الأمر. أؤكد لكم بأنني كنت أفكر بقلق عميق حيال تجربة نابليون في روسيا".
إذاً السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اندلعت الحرب ضد روسيا؟ لقد أجاب أدولف هتلر على هذا السؤال قائلاً: "كان لدينا سبب وجيه للقيام بهذا العمل والحديث هنا يدور عن التهديد والخطر القاتل الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي لوجودنا، لأنه كان من الواضح تماماً أن الاتحاد السوفيتي كان سيهاجمنا إما اليوم أو غداً. ولذلك كانت فرصتنا الوحيدة هي تدمير الاتحاد السوفيتي عن طريق القيام بالهجوم أولاً وذلك لأن الدفاع السلبي كان أمراً ميؤساً منه تماماً ونحن لا يمكننا أن نسمح للجيش الأحمر بأن يستخدم شبكة الطرق السريعة الحديثة والسكك الحديدية لنقل دباباته ومعداته وجميع مستلزماته إلى الضفة الأخرى من الجبهة. ولكن لو قمنا بالهجوم أولاً فستكون لدينا فرصة للانتصار على الجيش الأحمر على أرضه وفي مستنقعاته ومساحاته الشاسعة القذرة. في حين لم يكن لدينا أي فرصة للنجاة لو قام الجيش الأحمر بالهجوم أولاً على منطقتنا الحضارية، ولو تم ذلك لأصبحنا نقطة انطلاق لهجوم السوفييت على أوروبا وسحقها. ولذلك كان الكابوس الذي راودني طيلة حياتي هو الخوف من أن يستلم ستالين زمام المبادرة".
وفي الختام، خطاب النبوءة لهتلر عندما قال: "مع هزيمة إمبراطوريتنا ومع ظهور قوميات آسيوية وأفريقية وأمريكية جنوبية سيكون هناك في العالم قوتان قادرتان على المواجهة هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي".

مجرد نسخة
هذه الوثيقة، وفقاً لمصادر مختلفة، شهدت الكثير من المغامرات. فالنسخة الأصلية من الوصية مفقودة وذلك لأن هتلر في شهر نيسان/أبريل من عام 1945 قبل انتحاره قام بإجراء بعض التعديلات على وصيته بما في ذلك إقصاء مارشال الرايخ السابق هيرمان غورينغ من الحزب وحرمانه من جميع حقوقه.
بالإضافة إلى ذلك إقصاء وزير الداخلية هنري هيملر من الحزب وطرده من جميع المناصب الحكومية، وتعيين الأدميرال كارل دونيتس حسب الوصية رئيساً للرايخ وقائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة الألمانية. ومن ثم تم نقل نص الوصية سراً عن طريق أحد الضباط المقربين من هتلر إلى بنك نمساوي مع العلم أن هذه الشخصية تم زجها في السجن وكانت قلقلة من تمكن قوات التحالف العثور على الوصية لأنها ستكون ذريعة لتشديد العقوبة عليه.
وفي النهاية تمكن الضابط السجين من إقناع محاميه بسحب الوثيقة من البنك وحرقها، ولكن بالطبع قام المحامي بقراءة الوثيقة، وعندما أدرك أن أمامه وثيقة نادرة قام بنسخ صورة عنها ومن ثم قام بحرق الأوراق الأصلية استجابة لرغبة الموكل.
أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : أدولف هتلر وسر السلاح النازي

أدولف هتلر وسر السلاح النازي

يتساءل المراقبون عما إذا تمكن طرف ما الكشف عن سر السلاح المعجزة الذي تم تصميمه في ألمانيا النازية؟ ربما هو موجود الآن في مكان ما؟لم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة هل كان سلاح المعجزة مجرد خدعة أم مجرد إنقاذ أو خلاص لألمانيا النازية؟ وبفضل المؤرخين الأوروبيين استطاع الخبراء تسليط الضوء على واحدة من أهم أسرار القرن العشرين

منذ 70 عاماً تماماً أي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1942 أصدر وزير التسليح والإنتاج الحربي للرايخ الثالث البرت شبير بياناً مثيراً: "نحن على وشك الانتصار، وسوف ننتصر على البلاشفة بفضل السلاح المعجزة وهو سلاح فريد من نوعه". لاحقاً كرر وزير الدعاية غوبلز أكثر من مرة معلناً للشعب الألماني أن هذا السلاح في طريقه لتوجيه ضربة مميتة. وفي 29 من شهر نيسان/أبريل من عام 1945 ذكرت إذاعة برلين ما يلي: "سوف يحرق السلاح المعجزة في الساعات المقبلة أعداء الرايخ وقد أمر أدولف هتلر بنفسه البدء باستخدامه". على كل حال بعد يوم واحد فقط انتحر أدولف هتلر وبذلك نشب جدال كبير بين المؤرخين فيما إذا كانت ألمانيا بالفعل تعمل على تطوير أسلحة قوية قادرة على تغيير مسار الحرب أم أنها كانت مجرد دعاية من حيل غوبلز؟

كاملر مصمم سلاح المعجزة؟

يؤكد ألويز فوديدشكا الموظف السابق في أرشيف الدولة التشيكوسلوفاكية أن موضوع تصميم السلاح المعجزة ليس خرافياً. فقد بدء الألمان في الرابع من شهر آذار/مارس عام 1944 ببناء منشآت تحت الأرض في مدينتي بلسن وبرنو خصيصاً لتصميم هذا السلاح تحت إشراف مكتب التصاميم برئاسة هانز كاملر البالغ من العمر 43 عاماً. وفي أقل من عام واحد تم إنشاء مجمع بحثي ضخم تحت مصنع "سكودا"، هذا ما تدل عليه الأنفاق العميقة التي تم العثور عليها مع مختبرات للعلماء ومناجم لإطلاق أجسام طائرة بالإضافة إلى حقول لاختبار سلاح المعجزة. حتى أن الأمريكيين الذين استولوا على مدينة بلسن قبل نهاية الحرب بثلاثة أيام عثروا على 35 كم من المرافق التي بنيت في زمن قياسي.

وقد تضمن تقرير المخابرات الأمريكية المرسل إلى مقر القوات الجوية الأمريكية في 14 من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1945 ما يلي: "نحن عثرنا تحت الأرض في تشيكوسلوفاكية والنمسا والمجر على 107 مصانع وهذا أكثر بكثير مما كنا نتصوره، نصفهم كان يعمل في مجال تطوير أسلحة غير معروفة بالنسبة لنا". جدير بالذكر أن مكتب التصاميم في بلسن كان محاط بثلاثة أطواق من حماية القوات الخاصة الألمانية وكان يعمل أفضل علماء أوروبا في الملاجئ التي لا تدخلها الشمس.

جدير بالذكر أن معظم العلماء كانوا يعملون هناك رغماً عنهم، وبعد انتهاء الحرب اختفى هؤلاء الناس ولم يتم العثور حتى على جثثهم. وفي الثالث من شهر نيسان/أبريل عام 1945 أصدر هتلر مرسوماً خاصاً يمنح كاملر حق الإشراف على جميع المشاريع السرية في ألمانيا، وفي اليوم نفسه يكتب وزير الدعاية غوبلز في مذكراته: "إن هانز على مقربة من اكتشاف هام جداً وإن تصاميمه سوف تذهل أي خيال". ويقول المؤرخ البولندي إيغور فيتكوفسكي أن كاملر قبل أسبوع من نهاية الحرب أصبح ثاني أقوى رجل في الرايخ الثالث بعد هتلر نفسه. وفي ربيع عام 1945 بدأت تنهال عليه فجأة وبدون أسباب واضحة الألقاب والجوائز العديدة، ولا يمكن تفسير هذا الكرم العجيب والمفاجئ إلا في حال تمكن كاملر من إنتاج سلاح المعجزة القادر على إنقاذ الرايخ الثالث. يشار إلى أن جميع رفاق هتلر الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة أكدوا في مذكراتهم أن هتلر كان على ثقة تامة بأن سلاح المعجزة سوف يستخدم قريباً وسوف يحول الأعداء إلى حطام ورماد. وهناك فرضية كانت تقول بأن كاملر كان يحتاج لشهر واحد من أجل الانتهاء من سلاح المعجزة.

الصورة: صورة أرشيف لأوبر جوربن فوهرر إس إس هانز كاملر عام 1945

سر اختفاء المصمم كاملر

يصل هانز كاملر فجأة إلى براغ في الرابع من شهر أيار/مايو عام 1945 ويعطي التعليمات النهائية حول الجدول الزمني لعمل المصانع والمنشآت الموجودة تحت الأرض بكل هدوء وكأن شيئاً لم يحدث، وهو لا يقدم أي توضيحات لموظفي مصنع "سكودا" المذهولين والذين يتساءلون ما معنى استخدام سلاح المعجزة بعدما أصبحت برلين تحت سيطرة الجيش الأحمر؟. يشار إلى أن أرشيف الوثائق السرية من مخططات وأبحاث تم نقلها على الفور إلى بلسن.أما المصمم كاملر اختفى عن الوجود ولم يعد هناك أثر لمحبوب هتلر لا حياً ولا ميتاً.

هناك ثلاث فرضيات حول اختفائه: أولها، يزعم أنه انتحر في التاسع من شهر أيار/مايو في غابة بالقرب من بلسن، ولكن في اليوم نفسه شاهده العالم في مجال الصواريخ فيرنر فون براون في أحد فنادق بلدة أوبرميرغاو. وقد صرح براون في وقت لاحق أثناء استجوابه أن كاملر أراد أن يحرق بزته العسكرية والاختفاء في قبو داخل دير محلي. وفي فرضية أخرى تقول أن زعيم المشاريع الخاصة توفي في ملجأ بعدما أن تعرض لهجوم من قبل الفدائيين. والفرضية الثالثة مبنية على شهادة مجموعة من الأشخاص الذين حضروا جنازة كاملر. في الواقع لم يكن هناك بحث خاص عن كاملر..لا بل أكثر من ذلك فقد تجاهل كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ذكر أي شيء عن هانز كاملر خلال محاكمات نورمبيرغ على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن مشاريع هامة جداً للنازيين وكان مقرباً جداً من هتلر، في حين كان البحث قائماً على قدم وساق بحق رئيس ديوان الرايخ بورمان ورئيس الجستابو ميولر واللذان اختفيا في نهاية الحرب، أما عن مصمم سلاح المعجزة فقد أصبح صفحة مطوية وتم نسيانه. وبهذا الصدد تم الإعلان في السابع من شهر أيلول/سبتمبر من عام 1948 عن وفاة كاملر خلال محكمة رسمية في برلين.

ويؤكد إيغور فيتكوفسكي قائلاً: "ليس لدي أدنى شك أن مصمم سلاح المعجزة هرب وأنا اطلعت شخصياً على خارطة كانت موجودة في محفظة كاملر والتي تحتوي على ملاحظات كتبت بقلم رصاص وهي عبارة عن الممرات الآمنة عبر الجبهة". إن الأسرار التي كان يمتلكها تسمح لأي دولة السيطرة والهيمنة على العالم بأسره ولذلك كان الأمريكان والروس مهتمين بالاستيلاء على مصنع سكودا وكاملر نفسه في أقرب وقت ممكن.

في السادس من شهر أيار/مايو 1945 أمر قائد الجيش الأمريكي في أوروبا دوايت أيزنهاور قواته عدم التقدم نحو مدينة بلسن وفقاً للاتفاق المبرم مع الاتحاد السوفيتي، ولكن تجاهلاً لهذا الأمر قامت الفرقة المدرعة 16 تحت إمرة الجنرال باتون باستيلاء خاطف لمدينة بلسن التي تقع تحت سيطرة السوفييت، وبدأت المخابرات الأمريكية بدراسة أنفاق مصنع سكودا. وفي 12 من شهر أيار/مايو فقط وتحت تأثير احتجاجات السوفييت دخل الجيش الأحمر إلى بلسن، والسؤال الذي يطرح نفسه عما كان يبحث عنه الأمريكان في أرشيف كاملر؟

يؤكد الخبراء إلى "إنها ليست قنبلة نووية وإنما شيء أخطر منها بكثير، حيث كان بإمكان هتلر عن طريق استخدام السلاح بحرق الأرض برمتها".

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : سر التخلي عن عرش روسيا ووفاة الإمبراطور الكسندر الأول

سر التخلي عن عرش روسيا ووفاة الإمبراطور الكسندر الأول


يحتفظ الأرشيف بمعلومات شبه كاملة عن حياة وموت حكام سلالة عائلة رومانوف، والمعروف أن بيوتر الثالث وبول الأول والكسندر الثاني ونيكولاي الثاني قد توفوا من خلال تعرضهم لاغتيالات، أما الحديث عن مصير الكسندر الأول فلا توجد حتى الآن معلومات كافية

إن الحقائق المحيطة بوفاتهم معروفة للجميع، أما الكسندر الأول فقد ترك أثراً واضحاً في تاريخ روسيا علماً أنه تعلم على يد مواطن فرنسي وقد جعل من سبيرانسكي الشخصية التي سعت لإجراء إصلاحات ديمقراطية في روسيا من المقربين منه.

ليلة الإمبراطور الأولى

لا يزال هناك سر واحد يثير اهتمام الباحثين والحديث هنا عن سر وفاته. من المعروف أن الكسندر الأول كان ينوي التنازل على العرش بمحض إرادته، والسؤال لماذا؟. إليكم ما كتبه الإمبراطور في مذكراته: " يمكن تلخيص سيرتي الذاتية في ثلاث ليال التي لا يمكن أن أنساها أبداً...".

أولها ليلة مقتل والدي والذي كان فيها الكسندر الأول سبباً بشكل غير مقصود عندما اقتنع من المتآمرين الذين أكدوا له بأن أياً منهم لا يريد أن يقتل بول! لقد وصفت فترة حكمه التي دامت طويلاً بالدموية مع العلم أن الكسندر لم يكن يرغب بذلك لأنه كان على معرفة بنشاط الثوار "الديكابريين" ولأنه كان على معرفة شخصية ببعض منهم.

ليلة الإمبراطور الثانية

لقد كان الكسندر منذ طفولته الحفيد المحبب لدى الجدة يكترينا العظيمة التي قامت بتربيته شخصياً، وليس من المستغرب أن تكون الجدة الخبيرة في شؤون العشق قد فوتت لحظة بلوغ الشاب سن المراهقة، وقتها استدعت الجدة عام 1792 من مدينة بادن الأميرة لويزا البالغة من العمر 14 عاماً والتي أصبحت لاحقاً الإمبراطورة الروسية اليزابيت.

ويكتب الكسندر بعد يومين من زفافهما" "الله، كم هي جميلة". بالطبع لم يدرك آنذاك ولي العهد حجم الألم وخيبة الأمل التي ستواجهه بسبب زوجته الشقراء الجميلة في السنوات القادمة مع الإشارة إلى أن اليزابيت كان لها تأثيرها ليس فقط على الكسندر وإنما على بلاطون زوبوف البالغ من العمر 60 عاماً الشخصية المفضلة لدى الجدة يكترينا والذي لاحق الأميرة الألمانية السابقة في كل مكان، بالطبع لقد عرفت الملكة يكترينا بالأمر لكن هذا لم يكن ليغير أي شيء بالنسبة لحبيبها الكسندر المغلوب على أمره –فالزوجة الشقراء لم تكن باردة جنسياً مع عشاقها كما كانت مع الكسندر...

ليلة الإمبراطور الثالثة

تعتقد المؤرخة آللا خليبنيكوفا أن سر وفاة الإمبراطور يكمن في هذه الليلة بالتحديد، وآخر ما كتبه في مذكراته هو في هذه الليلة الغامضة، وبأي حال من الأحوال لم يكشف ولم يعلق الكسندر الأول على أحداث الليلة الثالثة التي كان يعتبرها الجزء الأهم من سيرته الذاتية وبالتالي ما تزال أحداث تلك الليلة غامضة حتى وقتنا هذا. لكن المعلوم أن الكسندر بحسب كتاباته في مذكرات أخرى، كان يعلم مسبقاً ماذا سيحدث في هذه الليلة.

دعونا نتذكر أنه كان قد مضى 20 عاماً على حكم الكسندر الأول قبيل حلول تلك الليلة التي تحتفظ بسر وفاته، علماً أن سنوات حكمه شهدت انتصارات وانتكاسات، ازدهار وفقر. وفي هذه الفترة تم نفي سبيرانسكي، وبدلاً من إلغاء نظام القنانة بعد الانتصار على الفرنسيين في حرب 1812 كانت هناك المستوطنات العسكرية، وبالإضافة إلى ذلك كان الأصدقاء المقربين السابقين يشحذون سكاكينهم في وجه الإمبراطور. كيف يمكن للمرء ألا يشعر باليأس بعد ذلك؟ ومنذ ذلك الحين لم تفارق الإمبراطور أفكاراً عن عدم جدوى كل الجهود التي قام بها، والجحود الذي واجهه من قبل المقربين والشعب مقابل كل ما هو خير قدمه الكسندر الأول لهم. أم أن الكسندر الأول قد أساء تفسير معنى الخير؟ على كل حال كما يقولون الأمل يموت أخيراً وهذا هو الشيء الوحيد الذي تسلح به الكسندر لإنقاذ روحه ولكن كان عليه أن يتخذ إجراءات حاسمة.

مع بداية شهر أيلول/سبتمبر عام 1825 أعد الكسندر الوثائق اللازمة للتنازل عن العرش وأعطى المغلف الذي يحتوي هذه الوثائق إلى رئيس الأساقفة فيلاريت في موسكو قائلاً: "احتفظ بها حتى آمر لك بذلك ....وفي حال اختفائي أو كما كان مكتوب على المغلف "موتي"، افتح المغلف .....".

وقد كانت خطوة الكسندر التالية هي مصالحته لزوجته، وبالفعل بعد أن لمست اهتماماً كبيراً من قبله قررت الذهاب معه. وبعد ذلك بيومين وصل الكسندر إلى تاغانروغ لوحده دون مرافق على أن تلحق به اليزابيت بعد عشرة أيام. وفي طريقه إلى تاغانروغ قام الإمبراطور بزيارة دير الكسندر نيفسكي، وبحسب قول سائق العربة فقد اصطحب الإمبراطور سراً من الدير راهب مريض جداً إلى تاغانروغ وعاش معه.

وفاة القيصر الروسي

عاش الكسندر وزوجته اليزابيت في تاغانروغ حياة متواضعة جداً من دون استخدام أي خدم باستثناء الحدائقي القديم. ولقد كان من الصعب أن نتصور حياة مغلقة كالتي عاشها الإمبراطور وزوجته، كل هذا يشير بشكل أو بآخر إلى أن المنزل الذي لم يسمح بدخول أي غريب كان يحتفظ بسر ما.

توفي الإمبراطور الكسندر الأول في كانون الأول/ديسمبر في عام 1825 في تاغانروغ في منزل بابكوف بعد معاناته من مرض الحمى مع التهاب بالدماغ عن عمر يناهز 47 عاماً.

وقد كتب بوشكين يرثيه: "لقد أقضى كل حياته على الطريق ومن ثم مرض وتوفي في تاغانروغ". يشار إلى أنه تم تنظيم متحف تذكاري لأول مرة في روسيا في المنزل الذي مات فيه الإمبراطور حتى عام 1925.

أثارت الوفاة المفاجئة للإمبراطور إشاعات كثيرة بين الناس حتى أن الكاتب شيلدر ذكر 51 فرضية في كتابه والتي ظهرت في الأسابيع الأولى بعد وفاة الكسندر. وتفيد إحدى الإشاعات بأن الإمبراطور فر سراً إلى كييف ليعيش حياة كما عاشها السيد المسيح وليقدم النصائح للإمبراطور نيكولاي الأول من أجل إدارة أفضل للدولة.

وفي وقت لاحق ما بين الثلاثينات والأربعينات من القرن التاسع عشر ظهرت شائعات تقول أن الكسندر الذي كان يشعر بتأنيب الضمير طيلة حياته بسبب تواطئه كما كان يزعم في مقتل والده، زور وفاته بعيداً عن العاصمة وبدأ حياة انفرادية تحت اسم مستعار وهو الشيخ فيودر كوزميتش الذي توفي في الأول من شهر شباط/فبراير من عام 1864 في مدينة تومسك.

في القرن العشرين ظهرت أدلة غير موثوق بها تشير إلى أنه خلال عملية نبش قبر الكسندر الأول في كاتدرائية بطرس وبولس عام 1921 كان القبر فارغاً! كما ظهر في الصحافة الروسية في المهجر عام 1920 قصة للكاتب بالينسك عن رواية نبش قبر الكسندر الأول عام 1864 والتي تفيد هي الأخرى بأن القبر كان فارغاً ويزعم أنه وبحضور الإمبراطور الكسندر الثاني ووزير القصر أدلر بيرغ تم وضع جثة الشيخ فيودر في هذا القبر.

لم يتمكن المؤرخون من تحديد العلاقة بين فيودر كوزميتش والإمبراطور الكسندر ومدى التطابق بينهما، ولا يمكن الإجابة وبشكل قطعي على هذا السؤال إلا عن طريق الفحص الجيني الذي يمكن أن يجريه خبراء المركز الروسي للطب الشرعي، وحتى ذلك الحين ستبقى الحقيقة لغزاً.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : الأسلحة الخيالية للمصريين القدماء

الأسلحة الخيالية للمصريين القدماء

في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1932 قام موظف في النشرة الجيولوجية المصرية باتريك كلايتون برحلة في سيارته وسط الكثبان الرملية الصحراوية بالقرب من هضبة سعد، وفجأة سمع صوت غريب كان.. تحت عجلات سيارته وعندما خرج منها وجد قطع كبيرة من الزجاج الشفاف الأصفر والأخضر متناثر في الطريق

كان الزجاج يتكون بنحو 100 بالمئة من مادة السيلكون ويتمتع بنقاوة غير عادية، ولم يكن باتريك المكتشف الأول لحقول الزجاج في الصحراء الليبية التي أصبحت مشهورة في جميع أنحاء العالم. وقد أكد العلماء أن هذا الزجاج كان يستخدم من قبل الصيادين القدماء والبدو الرحل لصنع أدوات العمل والسلاح الأبيض وغيرها من المواد، كما أن هناك معلومات تشير إلى أنه تم اكتشاف خنفساء من هذا الزجاج في قبر توت عنخ أمون الشهير.

انتشر هذا النوع من الزجاج على مساحة تمتد لمئات الكيلو مترات حتى أن بعض القطع كانت تزن إلى نحو 26 كيلو غرام لكن معظمها لديه وزناً خفيفاً وأكثر ما تذكرنا بالشظايا المتناثرة من جراء كسر زجاجة كبيرة.

وهناك فرضية تقول بأن تحويل الرمال إلى زجاج أصبح نتيجة لوقوع كويكب الذي أثار انبعاث قوي للطاقة الحرارية، ولكن فإن لهذه النظرية العديد من العيوب فكما هو معلوم لم يتم العثور على سطح بحر الرمال العظيم على أي أثر لحفر تشبه "القمع" والتي يتم العثور عليها أثناء التصوير للطبقات الأرضية العميقة عن طريق الأقمار الصناعية.

هناك نظرية تقول بأن سفينة فضائية غريبة أو نيزك لم يسقط على سطح الأرض وإنما انفجر في الفضاء على بعد بضعة ألاف من الأمتار من الكوكب وهذا ما يفسره عدم وجود أفواه للبراكين، ولكن هناك أمر غريب آخر لقد تم العثور على تراكم كثيف لهذا الزجاج في منطقة أخرى من الصحراء وبالتالي فبحسب هذه النظرية فإنه هناك جسمين فضائيين بدل من جسم واحد.

بعد الاختبار الذي جرى في نيومكسيكو خلال انفجار قنبلة نووية تحولت الرمال إلى زجاج منصهر أخضر، وهذا الشيء يدعم فرضية أن حقول الزجاج الموجودة على الأراضي المصرية هي آثار لحروب استخدم فيها الخصوم أقوى أنواع الأسلحة والتي كانت قادرة على تحويل شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية إلى صحراء.

هنا وهناك وفي مختلف بقاع الأرض يمكن العثور على شظايا الزجاج الأخضر. هل هذا يعني أن الأرض شهدت حرباً نووياً أما أنه تم على الأقل استخدام كوكبنا كحقل للتجارب النووية.

هناك اكتشاف آخر يمكن وضعه على قدم المساواة مع لغز الحقول الزجاجية في الصحراء الليبية والحديث هنا يدور عن قلعة тэп о'нот التي تقع على ارتفاع 560 متر على قمة جبل. وإذا ما نظرنا من بعيد على هذه القلعة فإنه يبدو لنا أن جدرانها مصنوعة من أكوام من الحجارة ولكن عندما نقترب أكثر ونلقي نظرة فاحصة فإننا نرى بأنها ليست مصنوعة من الحجر الصلب وإنما من صخور منصهرة.

ليس هناك جدل من بين النظريات الموجودة حول ظاهرة تزجيج القلعة. فوفقاً لإحدى النظريات فإن أولئك الذين بنو تلك القلعة قاموا بحرق وصهر وتحويل الصخور إلى زجاج وذلك برغبة منهم لتمتين الجدران. لكن هذه النظرية برأي البعض مثيرة للاهتمام ومشكوك فيها في أن واحد وذلك لأسباب عديدة أولها أن النار لم تعزز من قوة الجدران فقط وإنما دمرت بعض المناطق منها، وثانيها المعروف أن درجة الحرارة المطلوبة لتزجيج صخور جدران القلعة يجب أن تصل إلى 1100 درجة مئوية، وهذه الحرارة لا يمكن الحصول عليها من مجرد استخدام الخشب والأشجار كوقود.

هناك فرضية أخرى تقول بأن جدران القلعة لم يتم حرقها من قبل من بناها ولكن السؤال لماذا اضطر الغزاة لبذل كل هذه الجهود الكبيرة من أجل تحويل الجدران إلى زجاج بدل من تدميرها؟، وفي هذا الصدد هناك تفسير واحد فقط وهو أنه كان بحوزتهم سلاح مدمر قادر على صهر الحجارة.

هناك معلومات كانت شائعة قديماً تتحدث عن مادة تسمى "النار الإغريقية" وهذه المادة هي بمثابة النابالم القديم. هذا النابالم كان يتمتع بقوة اشتعال كبيرة ولا يمكن إخماده عن طريق الماء وكان يصل بواسطة المنجنيق. وبفضل هذه الخاصية كان تستخدم النار الإغريقية في المعارك البحرية مع العلم أنه لم يتم حتى الآن حل لغز هذه النار. هناك رأي يقول بأنها إرث من الآلهة التي جاءت من كواكب أخرى.

ويعتقد أنصار نظرية "باليو كونتاكت" بأن جدران القلاع الاسكتلندية تفحمت من قبل غرباء من الفضاء وهذه النظرية أكثر واقعية وإلا فإن تزجيج جدران القلعة تشير إلى أنه في العصور ما قبل التاريخ كانت تقطن أراضي بريطانيا الحديثة حاضرة قديمة قادرة على بناء القلاع الضخمة والقتال مع قوة كبرى أخرى عن طريق استخدام الأسلحة النووية أو الليزر ذو الاستطاعة الهائلة، ولكن برأي المراقبين والمحللين كان ينبغي على هذه الحضارة الأسطورية القديمة أن تترك أثراً مما هو موجود الآن.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : سر موت الفرعون رمسيس الثالث

سر موت الفرعون رمسيس الثالث


خلصت مجموعة من علماء الآثار الأوروبيين لدى تحليلها لطبيعة الإصابة التي لحقت بمومياء الفرعون رمسيس الثالث إلى استنتاج مفاده أن الحاكم قتل نتيجة مؤامرة أحكيت ضده

ووفقاً لتقارير الأبحاث التي نشرت في مجلة "BMJ " فإن رمسيس الثالث وقع ضحية انقلاب في قصره بتنظيم من زوجته تيي وابنه بنتافيروم، وعلى الرغم من أن حقيقة نجاح خطة المتآمرين كانت معروفة من قبل إلا أنه لم يكن معروفاً حتى الآن فيما إذا نجا الفرعون منها أم لا.

ومن خلال الإمعان جيداً ودراسة أحشاء مومياء رمسيس الثالث وابنه بواسطة التصوير الطبقي المحوري قام الباحثون بفحص جميع الجروح السطحية وغيرها من الأضرار التي تعرضت لها بشرتهما. بالإضافة إلى ذلك تم أخذ عينات من الأنسجة العظمية لكلا الجثتين وذلك من أجل تحديد النسب بينهما.

وكما اتضح فيما بعد فإنه هناك أثر لجرح عميق على عنق رمسيس طوله 7سم يصل حتى العامود الفقري، حتى أن القصبة الهوائية والأوعية الدموية الكبيرة التي تمر في هذا الجزء كانت مقطعة جميعها. وكما يعتقد العلماء فقد توفي الفرعون بعد بضعة دقائق من تعرضه لهذه الإصابات الخطيرة علماً أن علماء الآثار كانوا قد عثروا على قلادة وهي عبارة عن عين حورس التي ترمز لسلطة الحاكم وللصحة وفقاً للمعتقدات المصرية. وهذا يمكن أن يعني أن الجرح لم يكن ملتئماً قبل بداية التحنيط.

وقد حدد علماء الآثار في وقت لاحق لدى التحقق من المواد الجنينية التي تم الحصول عليها من عظام مومياء ابنه، أن الأخير هو الذي قتل الفرعون، وبعد أن تم اكتشاف المذنب في وفاة رمسيس الثالث شرع المتخصصون لدراسة عملية تحنيط الحاكم، ولكن ما أدهش الخبراء هو أن الأعضاء الداخلية ودماغ الفرعون كانت موجود أثناء التحنيط على الرغم من أن هذا يتعارض مع كل مفاهيم هذه الطقوس. أما فيما يتعلق بقاتل رمسيس فإنه كما يعتقد العلماء تم دفنه وهو على قيد الحياة أو أنه مات خنقاً قبل الدفن.

والآن يأمل الخبراء أن تساعد المعلومات الجديدة حول ملابسات وفاة رمسيس الثالث التي تم اكتشافها أثناء الدراسة في فك بعض الرموز الغامضة في الكتابات المقدسة القديمة.

جدير بالذكر أن رمسيس الثالث حكم مصر القديمة في الفترة ما بين 1185-1153 قبل الميلاد وهو ينتمي إلى السلالة العشرين من الفراعنة المصريين، وقد أصبحت فترة حكمه الفترة النهائية للعظمة الفرعونية في عصر الدولة الحديثة آنذاك والتي تميزت بالحروب وبناء العديد من المعابد الضخمة.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ :الاستخبارات الأمريكية شاركت بانقلاب عام 1953 في إيران

الاستخبارات الأمريكية شاركت بانقلاب عام 1953 في إيران

كشفت إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية وثائق تثبت اشتراكها مباشرة في انقلاب عام 1953 في إيران. وقد نشرت هذه الوثائق على موقع أرشيف وكالات الأمن القومي (National Security Archive ) وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع الوثائق السرية المكشوف عنها. كما عرضت هذه الوثائق "BBC News ".

أكدت 12 وثيقة نشرت للعيان اشتراك الاستخبارات المركزية الأمريكية في تحضير وتنفيذ عملية "آياكس" (TPAJAX ) التي سعت لخلع رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وعودة الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة. وشرح مؤرخو الإدارة الإجراءات المتخذة لتقليص الآثار السلبية على الولايات المتحدة الأمريكية بعد المشاركة في العملية.

ومن بين الأسباب التي دعت إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية للتدخل في السياسة الداخلية لإيران والواردة في الوثائق إمكانية إسدال "الستار الحديدي" على هذه الدولة. "ما يعني فوز الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة وخسارة الغرب في الشرق الأوسط"، كما كتب أحد واضعي العملية دونالد ويلبير في تقريره.

وقدمت هذه الوثائق بطلب من نائب رئيس الأرشيف مالكولم بيرن بمناسبة مرور 60 عاما على الانقلاب الذي جرى في 19 آب/أغسطس عام 1953. وتحدث بيرن بأنه "لا توجد الآن أسباب تدعو لإخفاء هذه الجزء الهام من ماضينا"، مشيرا إلى أن العديد من الوثائق حول الأحداث في إيران ما تزال سرية إلى الآن.

ونذكر أن الوثائق التي تؤكد مشاركة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الانقلاب في إيران قد نشرت للعموم. فقد أوردت صحيفة "The New York Times " عام 2000 مقالا حول دعم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لإسقاط الحكومة الإيرانية. وأعلنت الوثائق وقتئذ أسماء المشاركين في العملية من عناصر الاستخبارات المركزية الأمريكية.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : بالصور: سر حاملة طائرات هتلر المدمرة

بالصور: سر حاملة طائرات هتلر المدمرة

أثارت تقارير بناء أول حاملتي طائرات في ألمانيا والتي ظهرت للمرة الأولى في الصحافة البحرية العسكرية عام 1936 جدلاً كبيراً بين الخبراء. وقد سمح التحليل الذي نشر في الصحافة بالوصول إلى استنتاج أن العقيدة الحالية للأسطول الألماني يتيح الفرصة ليس فقط لمشاركة السفن في معارك المدفعية ضد العدو وإنما في حالة عندما تستخدم فيها المدفعية للدفاع عن النفس

وقد اعتبر تسليح السفينة بـ16 رشاش من عيار 150 ملم واحدة من أكثر السمات الهامة لحاملات الطائرات الألمانية. يشار إلى أن موضوع التركيز على تسليح الطيران وإبقاء المدفعية فقط للدفاع عن النفس الذي ظهر في النصف الثاني من الثلاثينات من القرن الماضي، أثار لدى أنصار النظرية الأمريكية الخاصة بحاملات الطائرات، دهشة حذرة. والأكثر من ذلك كم ستكون دهشتهم لو علموا بأن مخطط الألمان كان يتضمن تسليح حاملات طائراتهم بمدفعية ثقيلة قوامها 8 رشاشات من عيار 203 ملم. جدير بالذكر أن الأمريكيين أنفسهم قاموا في بداية العشرينات من القرن الماضي بالشيء نفسه مع حاملات الطائرات من طراز ليكسينغتون، ولكن هذه السفن كما هو معروف تم بناؤها وفق معادلة جديدة، ولهذا أصبحت استثناءً من القاعدة. على كل حال فإن عملية تسليح حاملات الطائرات الألمانية بالمدفعية كانت سرية للغاية ولم تكن معروفة لدى الغرب.

تعود بداية تصميم حاملات الطائرات في ألمانيا إلى شتاء 1933/1934 عندما وضعت المتطلبات التكتيكية والتقنية: السعة نحو 20 ألف طن والسرعة 33 عقدة وعدد الطائرات يتراوح بين 50-60 و8 مدفعيات من عيار 203 ملم مع أسلحة مضادة للطائرات بالإضافة إلى الحماية الواقية المخصص للطرادات الخفيفة.

الصورة: مشروع حاملة الطائرات "غراف زيبلين"

تم تنفيذ التصميم الأولي تحت إشراف المهندس الألماني المختص في مجال صناعة السفن هيديلر في غضون عام 1934. وقد تقرر أثناء عملية البناء تغيير المدافع الثقيلة ذات عيار 203 ملم بأخرى عيار 150 ملم وتزويد المدفعية المضادة للطائرات بعشرة سبطانات من عيار 105 ملم بالإضافة إلى زيادة عدد الرشاشات الثقيلة، وزيادة سرعة السفينة لتصل 35 عقدة. ويرى المراقبون في ذلك الوقت، من خلال هذه المواصفات، أنه كانت هناك مفاهيم أساسية وضعت في ذلك المشروع لكي تميز هذه الحاملات عن غيرها من الحاملات الأجنبية، ومن هذه الميزات يمكن أن نذكر سطح السفينة المصفح واختيار مخطط لحظائر ذي طابقين تسمح بزيادة عدد الطائرات الموجودة في هذه السفينة.

وقد أدى التعرف على سفينة اكاجي اليابانية في خريف عام 1935، ومن خلال دراسة الوثائق الفنية التي تم الحصول عليها من قبل اليابانيين، إلى ظهور المصعد الثالث والمتوسط في حاملة الطائرات الألمانية.

أما فيما يتعلق بالمخطط المعماري لهذه الحاملات فيمكن القول أنها تركت انطباعاً تقليدياً: مدرج الطيران متين مع مقدمة منحنية إلى الأعلى، بالإضافة إلى وجود "الجزيرة" على طرف السفينة يمر من خلالها خطوط الغاز الرئيسية للمراجل.

أما هيكل السفينة الذي يصل طوله إلى 250 م وارتفاعه 22.2 م فقد تم تقسيمه إلى 19 مقصورة محكمة الإغلاق عن طريق حواجز عرضية وصل ارتفاعها حتى سطح الحظيرة.

تم تطبيق نموذج حماية السفن الألمانية عن طريق بناء سطح مصفح للسفينة مع حافات سميكة تتراوح بين 40-60 ملم وحزام مقوى تصل سماكته 100 ملم على سفن حاملات الطائرات. أما سماكة سطح السفينة أو ما يسمى بالمدرج فقد وصلت إلى 20 ملم. ومن خلال ضمان حماية الأجهزة الميكانيكية عن طريق التصفيح بدا وكأن المصممون الألمان تركوا الجزء العلوي العائم الموجود أمام الحظيرة دون وقاية تقريباً. ولكن جزئياً ينبغي على المدفعية ذات العيار 150 ملم المثبتة على متن السفينة المصفحة أن تحمي الحظيرة العليا من قذائف العدو، أما الجزء الآخر سيكون محمياً عن طريق الحدود الطولية للحظيرة المصفحة والتي تصل سماكتها نحو 30 ملم.

الأكثر إثارة للاهتمام في مشروع حاملة الطائرات الألمانية هو الجزء المتعلق بالطيران. الحديث يدور هنا عن إطلاق الطائرات من سطح السفينة التي كان من المتوقع أن تنفذ خلافاً لما هو عليه في سفن حاملة الطائرات الأجنبية، عن طريق اثنين من المنجنيق المتمركزين في مقدمة السفينة. مع العلم أن المنجنيق من طراز K-252 المزود بتصميم انزلاقي من صنع شركة "Deutsche Werke " مصمم لتأمين 4 انطلاقات دون الحاجة لإعادة شحن اسطوانات الهواء.

أما عن مدرج الطيران المزود بقضبان من خشب الساج تصل سماكته 50 ملم، يبلغ طوله 241 م وعرض قدره 30.7 م ومزود بحظيرة علوية وأخرى سفلية وثلاثة مصاعد كهربائية متوضعة على محور واحد مع إزاحة بسيطة نحو الجزء الأيسر من سطح السفينة. أما فيما يتعلق بالمصاعد الموجودة في مقدمة السفينة وفي وسطها والمزودة ب اثنين من منصات التحميل ثمانية الأضلاع، فباستطاعتها نقل الطائرات من كلتا الحظيرتين. كما أنه هناك مصاعد مصممة لإعادة الطائرات إلى الحظيرة في مقدمة وفي مؤخرة مدرج السفينة.

وما يميز عمليات الإقلاع هو استخدام عربات إطلاق يتم تركيبها على الطائرات في الحظيرة وتصطحبها حتى مدرج الإقلاع. ومن منصة المصعد الكهربائي عبر القضبان الحديدية تنتقل العربة مع الطائرة إلى المنجنيق. وبعد انطلاقة الطائرة تنزل العربة بواسطة سلسلة من الناقلات المائلة المتوضعة أمام مقدمة مدرج الإقلاع، إلى حظيرة سطح السفينة ويتم نقلها إلى الحظيرة الأساسية عبر خطوط حديدية أحادية. وهنا يكمن دور المصعد الكهربائي فقط في حال فشل عمل الناقلات المائلة.

الصورة: كيل، كانون الثاني/يناير 1941. تم التقاط الصورة من قبل طائرة تجسس بريطانية.

في نهاية صيف عام 1939 التحقت دفعة صغيرة من طراز Ju-87C-0 إلى السرب الرابع لمجموعة حاملة الطائرات رقم 186 التي تم تشكيلها في شهر كانون الأول/ديسمبر 1938 في مدينة كيل، حيث زودت الطائرة بجهاز ليتم إقلاعها من المنجنيق بالإضافة إلى مربط ليمكنها من الهبوط على سطح سفينة حاملة الطائرات.

ومن أجل حماية الطائرات الموجودة على سطح السفينة من الرياح تم تخصيص دروع مضادة للرياح ترتفع بشكل شاقولي عن طريق محركات كهربائية خلال بضع ثواني. أما بالنسبة لهبوط الطائرات فقد تم توفير ذلك بواسطة حبال متوضعة على سطح السفينة وتعمل كفرامل للطائرات. ومن أجل تأمين هبوط الطائرات في ظروف الرؤية المنخفضة فقد تم تجهيز مدرج الطيران بإنارة خاصة مكان الهبوط متوضعة على الأرضية الخشبية.

وقد تميز الهيكل الداخلي للحظيرة وهيكلية تصميم نظام الوقود والتزويد بزيت المحركات والمعدات المضادة للحريق الموجودة على السفينة الألمانية بمجموعة من الحلول التقنية المميزة من بينها الستائر المثبطة للحريق ونظام نقل عربات الإطلاق ومحركات الطائرات ومحطات تزويد الوقود والزيت في الحظيرة.

ويبلغ سعة مستودعات البنزين المخصصة للطائرات والموجودة في القسم الأمامي من جسم السفينة إلى ما يزيد عن 330 ألف لتر. أما عملية التزود بالوقود والزيت فقد كان من المقرر أن تنفذ في الحظائر المجهزة بمحطات التعبئة.

تم اختيار التوربينات البخارية كمحركات للسفينة وفقاً للمعايير المعتمدة في الأسطول الألماني. أما الاستطاعة المطلوبة والتي تقدر ب 200 ألف حصان فقد تم توزيعها على 4 محاور توربينية والتي كان عليها أن تسبب في إنتاج استطاعة قدرها 50 ألف حصان لكل واحدة منها ولذلك تم تزويد كل وحدة ببخار وفق المؤشرات التالية ضغط قدره 75ATM وحرارة قدرها 450 درجة و4 مراجل من طراز لامونت يمكنها إنتاج 50 طن على الساعة. يشار إلى أن احتياطي وقود المراجل الذي يقدر ب 6500 طن كافية لضمان إبحار على مسافة تقدر ب 6 ألاف كيلو متر. وما يميز حاملة الطائرات الألمانية تقنياً هو استخدام نظامين من طراز "فويت-شنايدر" وهذه عبارة عن ريش مروحي لسهولة القيادة أثناء السرعات المنخفضة.

تم حجز حاملة طائرات بسعة 24114 طن من شركة دوتش ويرك كيل في 16 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1935، وقد تم وضع حجر الأساس لحاملة الطائرات تحت رقم تسلسلي 252 في 28 من شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 1936، وبعد عامين أي في الثامن من شهر كانون الأول /ديسمبر 1938 تم حفل افتتاح تدشين السفينة حضره كبار القادة في الرايخ الثالث من بينهم هتلر وغيرينغ، حيث تم في ذلك اليوم تسمية حاملة الطائرات تكريماً لوالد الكونتيسة هيل فون زبلين.

لقد كان تصنيع الطائرات الخاصة بسفن الحاملات واحدة من الصعوبات الرئيسية التي واجهت أول حاملة طائرات ألمانية. وقد رأى وزير الطيران في الرايخ الثالث غيرينغ في الرغبة الملحة لحصول الأميرال ريدر على طائرات خاصة بالحاملات تهديداً لاحتكاره، وبطبيعة الحال لم يظهر أي اهتماماً لهذه الصناعة الجديدة فقد كان يردد المقولة الشهيرة له: "كل ما يطير في الجو هو لي". ومع ذلك وفي الفترة ما بين 1938-1939 تم اختبار مقاتلة من طراز بيبلان "أرادو -197" والتي تعتبر نموذجاً متطوراً عن "أرادو -68". وأخيراً تمت المصادقة على مقاتلة من طراز "مي -109 ت" وعلى طائرات هجومية من طراز "يونكيرز-87 اس". وفي هذا الإطار تم اختبار 5 طائرات من طراز "يونكيرز-87 اس" القابلة للطي والتي تم صنعها واختبارها في معهد "لوفتواف" في مدينة ترافيميوند . وقد خطط الألمان لاستخدام طائرات من طراز "فايسلر 187" و"أرادو 195" كطائرات متعددة الأغراض: استطلاعية وقاذفات خفيفة.

ووفقاً للتغيرات التي حصلت في عملية بناء مجموعة الطائرات المخصصة لسفينة الحاملات وفقاً لتاريخ شهر آذار/ مارس من عام 1941 فقد كان ينبغي أن تضم الحاملة 20 طائرة متعددة الأغراض من طراز "فاي 167" و10 مقاتلات من طراز "109ت" و13 قاذفة هجومية من طراز "جو 87 اس" علماً أن مجموعة الطائرات هذه توزعت على الشكل التالي: 18 طائرة في الحظيرة السفلى و25 الباقية في الحظيرة العليا.

في نهاية شهر نيسان/ابريل من عام 1941 وبناء على اقتراح القائد العام للقوات البحرية توقف العمل في بناء حاملات الطائرات وتم تفكيك المدافع ذات العيار 150 ملم وإرسالها إلى النرويج لتعزيز الخطوط الدفاعية الساحلية. وفي 6 من شهر تموز/يوليو من عام 1940 تم جر "غراف زيبلن" إلى غوتين هافن وذلك لاستخدامها كمخزن عائم. وقبيل الهجوم على الاتحاد السوفيتي قام مصممو الحاملة، تخوفاً من احتمال وقوع غارات جوية سوفيتية، بسحب "غراف زيبلن" إلى شتيتن في 21 من شهر حزيران/يونيو لعام 1941، وفي شهر تشرين الثاني نوفمبر عاد المصممون الألمان السفينة إلى غوتين هافن حيث مكثت هناك حتى ربيع عام 1942.

وفي 16 من شهر نيسان/أبريل لعام 1942 قرر هتلر استئناف العمل في بناء "غراف زيبلن".

ونظراً لاحتمال وقوع غارات جوية تم تأجيل نقل السفينة إلى كيل، مع أنه تم في ذلك الوقت تثبيت 6 رشاشات من عيار 37 ملم و8 من عيار 4 ملم بالإضافة إلى كشافات مضادة للطائرات. وفي 30 من شهر تشرين الثاني /نوفمبر من عام 1942 قامت ثلاث قاطرات بسحب غراف زيبلن إلى البحر، وفي 5 من شهر كانون الأول/ديسمبر للعام نفسه وصلت سفينة "غراف زيبلن" بأمان إلى مدينة كيل بصحة 3 كاسحات ألغام و6 سفن خفر السواحل وتم وضعها على الفور في حوض عائم لإجراء عمليات البناء اللاحقة. ومع ذلك ففي 30 من شهر كانون الثاني/يناير من عام 1943 صدرت أوامر جديدة من هتلر بوقف أعمال البناء ... حينها وصف الأدميرال ريدر هذه الحدث بأنه أرخص قرار في تاريخ انتصارات الانكليز في البحر، ونتيجة لذلك تم نقل "غراف زيبلن" إلى شتيتن مرة أخرى في 21 من شهر نيسان /أبريل من عام 1943 وحتى نهاية الحرب العالمية.

وبحلول شهر نيسان/أبريل عام 1945 وصفت حالة حاملة الطائرات كما يلي: لم يكن على متنها سلاح مدفعية ولم تنتهي أعمال تركيب الأجهزة والمعدات الخاصة بإدارة والتحكم بإطلاق النار كما أنه لم تنتهي أعمال الأجهزة الكهربائية بالإضافة إلى الأجهزة التقنية الخاصة بالطيران.

وفي أثناء هجوم القوات السوفيتية على المدينة كانت حاملة الطائرات "غراف زيبلن" في مصب مون لنهر أودر. وفي تمام الساعة السادسة مساءً من يوم 24 نيسان/أبريل لعام 1945 أمر قائد القوات البحرية في شتيتن الكابتن كاهلر عن طريق الراديو القيادة الخاصة التي كانت موجودة على ظهر الحاملة بتفجير السفينة، حيث أدت هذه الانفجارات إلى تعطيل عمل التوربينات والمولدات والمصاعد الرئيسية التي لم تعد صالحة للاستخدام. وفي أثناء دخول القوات السوفيتية إلى المدينة تسربت المياه عبر ثقوب صغيرة وشقوق إلى داخل السفينة وبالتالي كانت الحاملة في حالة من الغرق.

وفي صيف عام 1945 وبواسطة سفن الإنقاذ والطوارئ تم رفع السفينة، وفي 19 من شهر آب/أغسطس اعتبرت هذه السفينة تابعة للقوات البحرية السوفيتية كإحدى الغنائم الحربية التي تم الاستيلاء عليها.

وبعد التوقيع على استسلام القيادة الألمانية في الحرب العالمية الثانية انعقد مؤتمر بوتس دام جمع قادة الدول الثلاث العظمى تقرر خلالها تقسيم غنائم سفن الأسطول الألماني الصالحة للاستخدام بالتساوي بين الدول الثلاث على أن يتم تدمير باقي الأسطول الألماني. وفي 23 من شهر كانون الثاني /يناير من عام 1946 نشرت صحيفة برافدا بياناً سوفيتياً انكليزياً أمريكياً بتحديد أعضاء اللجنة الثلاثية البحرية الحربية.

ورث الاتحاد السوفيتي نتيجة القرعة "غراف زيبلن" الذي كان ضمن المجموعة "س" والتي تتضمن السفن التي تعرضت للغرق وللتلف أو تلك التي لم يتم بناؤها حتى النهاية والتي كانت تحتاج إلى إصلاحات لمدة 6 أشهر على الأقل.

وفي هذا الإطار قدمت اللجنة الثلاثية توصيات تقتضي بموجبها تدمير جميع السفن القتالية التابعة لمجموعة "س" في وقت محدد عن طريق إغراقها في أعماق البحار أو تفكيها واستخدام أجزائها كمعادن.

وفي عام 1947 صدر مرسوم رقم 601 حول تدمير السفن الألمانية التابعة لمجموعة "س" في عام 1947، وبحسب اقتراح القيادة البحرية الجديدة للاتحاد السوفيتي تقرر استخدام هذه السفن لإجراء التجارب ودراسة عامل مدة صلاحية السفن البحرية.

أما فيما يتعلق بعملية تدمير "غراف زيبلن" فقد كان من المفترض أن تجري في إطار التجارب العلمية العسكرية. ولتحقيق ذلك تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة نائب الأدميرال يوري فيودوروفيتش رال والتي كانت مهمته إغراق السفينة عن طريق إجراء اختبارات تحمل السفينة للقصف الجوي وقذائف المدفعية والطوربيدات. وقد كان من المفترض أن يتم تفجير مختلف أنواع القذائف والقنابل التي تم تثبيتها في السفينة بشكل مسبق ومن ثم قصف الحاملة من قبل الطائرات وتعرضها لقذائف من مدفعية السفن وفي الختام كان ينبغي أن تتعرض السفينة لهجوم مدمر بالطوربيدات. كما كان من المخطط تفجير بعض الألغام على مختلف الأعماق، وبطبيعة الحال بين كل عملية وأخرى كان ينبغي على العلماء العسكريين إجراء قياسات وحسابات لعناصر السفينة لمعرفة قدرة السفينة على تحمل مثل هذه الضربات.

ومع اتخاذ هذا القرار لم تكن الحاملة غراف زيبلن في أفضل حالاتها. وبحلول يوم 17 من شهر آب/أغسطس لعام 1945 تم فحص السفينة في قاعدة شتيتن البحرية من قبل الوحدات 77 التابعة للأسطول البلطيقي، وقتها كانت "غراف زيبلن" موجودة على اليابسة مع ميلان طفيف باتجاه الجانب الأيمن. وقد كانت جميع التوربينات والمولدات والمراجل معطلة من قبل الألمان الذين قاموا بتفجير هذه المعدات وأحدثوا ثقوباً في الجزء المغمور بالمياه تصل قياساتها 0.8 و0.3 م وتصدع وصل طوله نحو 0.3 م. بالإضافة إلى كل ذلك فقد تم تعطيل مصاعد الطائرات حتى ان المصعد الخلفي الموجود على المدرج كان معطوباً مع انحراف قدره 0.2 م علاوة على أن سطح السفينة تعرض لخدوش عميقة جراء سقوط القذائف.

لقد تم رفع "غراف زيبلن" عن طريق مضخات المياه بعدما أغلقت جميع الشقوق والثقوب الموجودة في الجزء السفلي المغمور أما الثقوب الموجودة في جسم السفينة العلوي والنوافذ المحطمة تم لحمها وإغلاقها ولكن لم يتمكن الخبراء من إصلاح عامل نفاذية المياه للمدرج وذلك لعدم وجود الوقت الكافي لذلك.

بعد ذلك تم سحب "غراف زيبلن" إلى سوينميوند وعندما وصلت السفينة في ليلة من 15 من شهر آب/أغسطس إلى المكان المحدد لها اتضح أنه بسبب وجود خلل في سلسلة المرساة لم يكن بالإمكان وضع السفينة في مكانه المحدد في حين أن المرساة الصغيرة كانت تقي السفينة فقط من الانجراف إلى حد طفيف. هذا، كما سنرى، كان له الأثر الحاسم في برنامج الاختبار.

في صباح يوم 16 من آب/أغسطس بدأت اختبارات تأثير الذخائر على السفينة. بداية تم تفجير القذائف الصاروخية من عيار 1000 وثلاثة أخرى من عيار 100 وتم قصف السفينة بقذائف مدفعية من عيار 180 ملم في المنطقة الواقعة أسفل المدرج. وفي أثناء إجراء الاختبار الثاني من التفجيرات تم قصف مدرج السفينة بقذيفة صاروخية من عيار 1000 مرة أخرى أما السلسلة الثالثة من التفجيرات فقد شملت توجيه ضربات من قذائف صاروخية عيار 250 وقذيفتين مدفعية من عيار 180 ملم.

وبعد الانتهاء من السلسلة الأولى من التفجيرات تعرضت الحاملة لقصف صاروخي، حيث تم تخصيص من أجل تحقيق هذه المهمة 39 طاقم تابع لفوج 12 للطيران و8 طوربيدات و25 طائرة من طراز ب-2 مع العلم أن معظم هذه الطائرات قامت بقصف السفينة بأول إشارة من قائد العمليات أما جزء الطائرات من طراز ب-2 فقد هاجمت الهدف بشكل منفرد عن طريق طائرتين من طراز كاتالين، إحداها كانت موجودة فوق الهدف مباشرة والثانية عملت كطائرة إنقاذ وبحث واستطلاع.

جدير بالذكر أن المجموعة الأولى هاجمت الهدف وقصفته من ارتفاع 2070م ورمت على السفينة 28 قذيفة صاروخية أما المجموعة الثانية فقد رمت من نفس الارتفاع تقريباً 36 قذيفة، في حين أن المجموعة الثالثة وهي الطائرات المنفردة فقد وجهت ضرباتها بواسطة 24 قذيفة. وكانت نتيجة هذا القصف الموجه ضد سفينة لا حول لها ولا قوة ثابتة لا تتحرك مذهلاً: فمن أصل 100 قذيفة وصل إلى الهدف 6 فقط علماً أنه تم العثور على 5 أثار فقط لقصف سطح السفينة. في حين أكد الطيارون بأنهم أصابوا 11 إصابة لأن بعض القنابل والقذائف كانت تقع في نفس المكان الذي تعرض له القصف السابق، على كل حال أياً كانت الإصابات فإن قصف حاملة الطائرات من وجهة نظر التحمل لم تؤت بنتيجة حتى أن القذائف من طراز "ب -50 " كانت ضعيفة ولم تحدث تأثير قوي على السفينة باستثناء بعض التشوهات التي تعرض لها المدرج بعمق يتراوح بين 5-10 سم. ويبدو أن التدريبات القتالية هذه لم تكن إيجابية بالنسبة للصقور الستالينية التي قامت بقصف غراف زيبلن، وإنما كمن كان يتدرب في حقل رمي، حيث لم تكن هناك أنظمة دفاع جوي وكانت الطائرات تسدد دون أن تواجه أي عوائق وتحلق بحرية فوق الهدف بالإضافة إلى أن ارتفاع المقاتلات كان ملائماً للقيام بضربات نارية مكثفة.

هكذا انتهى برنامج اختبار تحمل السفينة من نقطة الثبات فوق الماء، وبدأت الإعدادات لاختبار تحملها تحت تأثير الطوربيدات والأسلحة التي تقصف من تحت الماء. ولكن في 17 من شهر آب/أغسطس بدأت الأحوال الجوية تستاء تدريجياً وبدأت السفينة تتعرض لرياح قوية وصل ل 5-6 درجة وبدأت الحاملة بالانجراف إلى مناطق المياه القليلة وظهرت خطورة حقيقية حول إمكانية إغراق السفينة على أعماق كبيرة مع العلم أن الاختبار الأول جرى على عمق 113 م وفي نهاية هذا الاختبار كانت السفينة على عمق 82م. لذلك اتخذ نائب الأدميرال يوري رال قراراً انفرادياً بوقف الاختبارات وإغراق الحاملة بـ الطوربيدات الموجودة على السفن. ولهذا تم استدعاء زوارق من طراز ايلكو من أسطول البلطيق والمدمرات "سلافني وستروغي وسترويني". بالطبع كانت الزوارق أول من وصل إلى الحاملة لكن الهجوم لم يكن ناجحاً. وبعد مرور ساعة واحدة وصلت المدمرات حيث وجهت المدمرة سلافني طوربيدا في الجهة اليمنى من السفينة وأصابتها إصابة مباشرة بدأت بعدها الحاملة غراف زيبلن بالانحراف تدريجياً إلى الجهة اليمنى بزاوية قدرها 25 درجة.

في الوقت نفسه زاد ميلان مقدمة السفينة. وبعد ثماني دقائق أخرى، أي بعد 23 دقيقة من الانفجار الثاني، بدأ غراف زيبلن بانحراف 90 درجة، بالاختفاء من سطح البحر.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : المغول الدمويون وسر دفن جنكيز خان

المغول الدمويون وسر دفن جنكيز خان

من المعروف أن للشرق عقلية خاصة ودقيقة، وهذه الحقيقة تبدو جلياً بفضل الفيلم السوفياتي الشهير، فالشرق يجذب انتباه السياح الذين يرون الشواطئ الفلبينية والمعابد الصينية ومنتجعات تايلاند في الصور وعلى شبكة الإنترنت. كما يجذب الشرق انتباه المؤرخين، الذين يواجهون العديد من أسرار أغنى ثقافات الحضارات القديمة، منها سر موقع قبر واحد من أكبر القادة البربرية في تاريخ البشرية - جنكيز خان .
يعتبر جنكيز خان واحدا من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في التاريخ . فمن ناحية، ينظر إليه البعض على أنه القائد العظيم المنغولي المبجل، الذي ولأول مرة كان قادرا على توحيد قبائل المغول المتحاربة إلى الأبد، والرجل الذي نجح آنذاك في تأسيس جيش قوي لا يمكن مقارنته مع أي جيش في العالم، والرجل الذي أسس العاصمة المنغولية القديمة في كاراكورام، ولكن، من ناحية أخرى، جنكيز خان - هو طاغية متعطش للدماء القادر على تدمير وقتل ومحو التاريخ والثقافات لشعوب بأكملها دون ندم .

ويسجل التاريخ قصة غزو قوات جنكيز خان لبكين، حيث سمح لجنوده بعد حصار طويل للعاصمة الصينية الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الناس في بسبب الجوع والمرض، لنهب المدينة. ويصف المؤرخون أسوأ فظائع المغول، عندما كانوا يحرقون البشر وهم على قيد الحياة في منازلهم أو وضعهم في ماء مغلي في الشوارع والساحات وذلك بحجة أنهم لم يستسلموا لجيش جنكيز خان في الوقت المحدد لهم، ويتابع أحد المؤرخين قوله أن طبقة من الشحوم والعظام البشرية المحترقة كانت تغطي الشوارع القديمة في بكين بعد مرور عام على الحادثة. ومع ذلك، فقد كان كل هذا بالنسبة لجنكيز خان أمراً شائعاً جدا، ولم يكن يشعر بأي ندم على أفعاله حتى وفاته في عام 1227 .

أقيمت جنازة مهيبة لجنكيز خان بعد وفاته. ومع ذلك، فإن أيا من المصادر القديمة لا تعطي وصفاً دقيقاً عن الجنازة ولا عن المكان الذي دفن فيه جنكيز خان. فكما جاء في التقارير التي نشرت حول هذا الموضوع فإن خليفة جنكيز خان أوغودي (ابن خان) أمر بإعدام جميع الذين شاركوا في مراسم الجنازة .

اليوم هناك العديد من الآراء حول موضوع مكان ضريح جنكيز خان مع إن إحدى التخمينات كانت تتمركز نحو مدينة قره قوم حيث يعتقد بعض المؤرخين أنه في محيط هذه المدينة يستقر ضريح زعيم المغول العظيم. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي دليل على هذه النظرية حتى الآن .وقد تحولت كاراكوروم من عاصمة رائعة إلى بلدة منغولية عادية

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : اكتشاف لغز حريم هتلر والرايخ الثالث

اكتشاف لغز حريم هتلر والرايخ الثالث

وأخيراً، وبعد مرور ثلاثة أرباع قرن من الزمان ظهر إلى الضوء مجموعة من القيم المثلى التي يجب أن تتوفر لدى عائلات ضباط قوات الأمن الخاصة للرايخ الثالث. فقد كان على زوجات النازيين ليس فقط أن يكن من دم ألماني صافي، ولكن أيضاً يتمتعن بأخلاق عالية ويتمرسن التدريب المنزلي...وغير ذلك من الواجبات، عندها فقط يمكن منحهن شهادات العرائس.

لذلك كانت هناك ما يسمى بمدراس العرائس برئاسة هيرترود شولتز والتي كانت تعتبر المثل الإيديولوجي لعرائس النازيين وكانت تشغل منصب رئيسة الاتحاد النسائي الوطني الاشتراكي ومنصب المرأة الرائدة في الرايخ الثالث. حيث تخضع الفتيات إلى دورات تعليمية في هذا المجال. وبما أن فكرة التفوق العالمي للجنس الآلي كان الهاجس الوحيد لهتلر وأعوانه، لذا وفي عام 1936 وقع هنريخ هيملر قائد قوات الأمن الخاصة مرسوماً بشأن تأسيس دورات خاصة للبنات اللواتي يرغبن في أن يصبحن زوجات للنازيين، وبالطبع افتتحت أول مدرسة في جزيرة شوانن ويردر الواقعة على بحيرة وانسي بالقرب من برلين، ومن أجل تنفيذ هذا المشروع دعيت هيرترود شولتز لإدارة المدرسة، فقد كان ينظر للفتيات الألمانيات النبيلات على أنهن آلات لإنتاج شباب وشابات رايخ المستقبل.

ومن أجل أن تتمكن الفتيات من الالتحاق في هذه المدرسة كان ينبغي أن تتوفر لديها صفات خاصة منها ألا تكون يهودية أو غجرية وغير مصابة بأي مرض مزمن أو مرض عضال أو أن تكون مصابة باضطرابات بدنية أو عقلية. أما العرائس فقد كن لا يتدربن خلال هذه الدورة التي تستغرق ستة أسابيع، فقط على فن العمل المنزلي والطبخ والخياطة فحسب وإنما كن يتعلمن أساسيات علم الوراثة ونظرية الأجناس. بالإضافة إلى ذلك كانت الفتيات يخضعن لدروس في تعلم القدرة على التحدث بشكل صحيح وإجراء نقاش رفيع المستوى. أما فيما يتعلق بواجبات زوجات ضباط قوات الأمن الخاصة فقد كانت تتضمن: الغسيل وكي الملابس والخياطة والطبخ والقدرة على تزيين وترتيب المنزل والتحدث بشكل صحيح ورعاية وتعليم الأطفال لتبجيل الفوهرر بدلاً من عبادة الله عز وجل أو يسوع المسيح، وبالطبع الالتزام التام بنهج الحزب والإخلاص لقائده ولهملر وللنازيين من المهد إلى اللحد. وفي نهاية الدورة كانت الفتيات في حال نجاحهن يحصلن على شهادات تؤهلن للزواج، ولكن ليس في الكنيسة كما كانت العادة في ألمانيا القديمة، وإنما بصحبة ضباط من الجيش الألماني أمام هيكل مزين برموز نازية.

تشير الشهادات والكتيبات المدرسية التي تم العثور عليها في الأرشيف الفيدرالي إلى أن فكرة مدارس العرائس ازدهرت على نطاق واسع، فبحسب تقارير الاستخبارات كان هيلمر نفسه يراود في كثير من الأحيان هذه المدارس ويسترق النظر على التلميذات عندما كنا يرقصن ويتدربن، ولكن كل هذا كان لفترة زمنية معينة!!. فبسبب استمرار الحرب والمعارك الضارية على جميع الجبهات بدأت البلاد تشعر بنقص كبير للعنصر الذكري، ولهذا بدأت هيرترود شولتز تبحث عن قيم جديدة مثلى للمرأة...لا ربة منزل ولا أم كما كان الحال وإنما فتيات كادحات ومحاربات.

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : سر كنوز الرايخ الثالث

سر كنوز الرايخ الثالث


لم تكن البنوك السويسرية فقط المكان الوحيد الذي أبقى فيه الألمان النازيين على أموالهم ووثائقهم. حيث قاموا بتخبئة جزء من "ذهب الحزب" وفق الطريقة القديمة عن طريق دفنها في الأرض

وها هو راؤول جيفال المدرس السابق وهو الآن متقاعد فرنسي، يعمل في البحث عن الكنز النازي منذ 19 عاماً، ولكن فقط نظرياً أي ليس عن طريق الحفريات وإنما عن طريق البحث في الأوراق الأرشيفية. ومع ذلك، فقد حقق نقلات نوعية في هذا الاتجاه متغلباً بذلك على العديد من صيادي الثروات الذين يعتمدون بشكل أساسي على المطرقة والمعول.

أولاً، يعتقد راؤول أن الأجهزة الاستخباراتية السوفييتية والأمريكية كانوا يبحثون في الفترة ما بين 1945 - 1960 سنة عن الصناديق البنكية التي استأجرها النازيون لتخزين السندات المالية، وليس بحثاً عن حساباتهم المالية والمصرفية. وهذه الصناديق لا تحتوي فقط على أسرار سياسية خطيرة وقوائم بالوكلاء والعملاء السابقين، ولكن تحتوي على أسرار أكثر فظاعة مثل المواد التي كان الرايخ يقوم بتصنيعها في المختبرات السرية.

البعض منهم شارك في تطوير الأسلحة التي تفوق فظاعتها القنبلة النووية. حيث يشير راؤول في هذا الصدد عن وقوع حادثة غريبة في جنوب بافاريا في شهر أيار/مايو من عام 1944: حيث تم تدمير جميع الكائنات الحية في إحدى القرى هناك في ليلة وضحاها، بدءً من البشر وانتهاءً بالنباتات. وبعد ثلاثة أيام فقط قامت طائرات الحلفاء بتوجيه ضربة كبيرة على منشأة عسكرية تعرف رسمياً باسم "مصنع لإنتاج أجهزة الاستقبال " والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات من القرية.

ثانياً، برأي المتحمس المتقاعد، تم إخفاء أهم اكتشافات علماء النازية ليس في البنوك التي لم تكن تحظى بثقة النازيين، وإنما في زوايا منعزلة من العالم كما كان القراصنة يقومون بتخبئة كنوزهم. ولكن على عكس الكنوز في كيدا ومورغان فإن الوصول إلى هذه الكنوز كان صعباً ومحمياً بشكل موثوق...

في شهر شباط/فبراير لعام 1946 وفي جبل رواهفانغ في النمسا توفي 3 من متسلقي الجبال بحثاً عن الكنز، علماً أنه عثر على واحد منهم وقد شقت معدته. وفي شهر آب/أغسطس من عام 1949 فقد ستة من زملائهم في كهف بالقرب من بلدة لانديك. وفي عام 1950، تم العثور على صيادين في جبل غروس ويزر وقد تعرضوا للضرب المبرح وفقيت أعينهم. كل هذا حدث في جبال الألب، حيث يعتقد الكثيرون أن النازيين قاموا بدفن أسرارهم هناك.

وقد تميز عام 1952 بحدوث سلسلة من الوفيات، حيث قتل بداية، الباحث عن الكنوز جان دي سوز في جبال الألب، ومن ثم تم العثور على جثث لضباط سابقين في القوات النازية الخاصة على شاطئ بحيرة توبليس المعنية بعمليات تحت الماء وثلاثة ضباط من البحرية الامريكية. ويعتقد المحللون أنه من الممكن أن يكون هؤلاء قتلوا بعضهم البعض في معركة بين الباحثين عن الكنز من جهة والمدافعين عنه من جهة أخرى.

ولكن إذا كانت الحوادث المأساوية أعلاه أمر مفهوم إلى حد ما، فإن ما حدث في جزر الكناري في فصل الصيف لعام 1962 يصعب شرحه وتفسيره. وقتها وصل أحد عشر أميركياً إلى جزيرة هييرو. وبما أن هؤلاء ينتمون إلى جهاز المخابرات، فإن ذلك يعارض حقيقة أنهم منذ الليلة الأولى، بعد أن تعاطوا المخدرات، بدؤوا يتحدثون للصيادين المحليين بأنهم جاؤوا للبحث عن "الذهب النازي". وبالطبع فإن السياح الذين اعتادوا على سماع مثل هذه القصص، لم يبالوا أو يهتموا لها، ولكن الذي حصل أنه بعد أيام قليلة انقطعت أخبار الباحثين عن الكنوز.

وهنا شعر المواطنون المحليون بقلق وتوجهوا نحو مخيم الأميركيين وشاهدوا منظراً رهيباً: جميعهم لقوا حتفهم باستثناء واحد فقيت عيناه ولم يعد بامكانه التكلم، وقد توفي لاحقا في المستشفى، لكنه تمكن من كتابة كلمتين "ذهب يحترق"...

بالاضافة إلى كل ذلك ظهرت أشياءً أكثر غرابة وفظاعة حول كنز أحد القادة النازيين "هاوبت شتورم فيورر" كورميز من قوات "إس-إس" النازية الذي كان عضوا في واحدة من الحملات التي أجرتها القوات الخاصة، ولكن في طريق عودته اعترضته وحدات خاصة من جهاز أمن الدولة والاستخبارات السوفييتية سابقاً. وبعد تمكنه من الهروب، قام كورميز بدفن عدة حاويات من الاكتشافات الأثرية في رمال جنوب ايران، التي عثر عليها الألمان في أنقاض المدن القديمة في آسيا. ومن المثير للاهتمام أن منطقة الكنز تعتبر "مكاناً سيئاً" – يفترض أنه كان هناك معبداً ما قبل الآرية من السكان السود في إيران.

وفي عام 1975، توجهت مجموعة من الباحثين في رحلة استكشافية بعد العثور على يوميات كورميز. ولكن الذي حدث هو أن الدلال اختفى مباشرة بعد وصول البعثة وأصبح في عداد المفقودين، ومن ثم تعطلت أجهزة التصال اللاسلكية، في حين أن المصور "إبراهيم بيت"، الذي صور الحفريات، بدأ يشكو من صداع شديد وأصبح يرى الكوابيس في نومه .

وفي يوم من الأيام أصيب المنجم بنيامين ريكروك الذي كان يرافق المجموعة بحالة من الجنون، وعندما حاول رفاق ريكروك الذي أصبح يركض ويصرخ بعبارات غير مفهومة، تهدئته أضرمت النار في جسده حتى أن النار استمرت بعدما تم تغطيته بقماش من القنب. بعد ذلك من الطبيعي أن توقف البعثة عملها وأن تعود إلى بريطانيا .

وعند وصول أعضاء البعثة إلى بريطانيا قام "إبراهيم بيت" بتحميض أفلامه ولكن...شاب شعره بالكامل عند رؤيته الصور وقام بحرقها على الفور وغادر إلى مكان مجهول ...

أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : أدولف هتلر وإيفا براون: مغامرات جنسية أم أسرة مثالية

أدولف هتلر وإيفا براون: مغامرات جنسية أم أسرة مثالية
نبذة عن حياة الفتى هتلر
ولد أدولف هتلر في 20 من شهر نيسان/أبريل 1889 في عائلة يعمل والده موظف في إدارة الجمارك ووالدته فلاحة، وكانت العائلة تتنقل من مكان إلى آخر حتى تمكنت من شراء منزلاً في ضواحي ليوندنغ. وفيما يتعلق بكنية هتلر فهي حتى الآن موضع جدل، لأن معظم الأجيال السابقة كانت، على ما يبدو، أمية ولهذا كانوا يكتبون أسماءهم في أشكال مختلفة، مما أدى إلى تشويه في النطق والكتابة.
لم يكن أدولف هتلر مهتماً بالدراسة، لذلك لم يتمكن من التخرج حتى من معهد مهني. وبعد وفاة والده استقر مع أمه في لينز، حيث أصبح من الممكن للشاب أن يتعلم فن الموسيقى وحضور حفلات الأوبرا، وبشكل عام يمكن قضاء الوقت في هذه المدينة بتراخ وخمول.
وفي سن الـ 18، ذهب أدولف إلى فيينا، حيث حاول مرتين الالتحاق في أكاديمية الفنون الجميلة، لكنها كانت محاولات فاشلة حتى أن جميع المعلمين كانوا ينصحونه بالالتحاق في معهد الهندسة المعمارية، ولكن لم يكن لدى الصبي شهادة الدراسة الثانوية، ولهذا لم يسمح له إجراء فحوص القبول.
في هذا الوقت، بدأ أدولف بحماس لقراءة البحوث الفلسفية والاجتماعية، وبطبيعة الحال، لم تحل هذه المعلومات المقتضبة التي تعلمها أدولف من أعمال مشاهير الفلسفة محل التعليم الجيد، ولكن، في وقت لاحق أصبحت أساساً لمفهوم هتلر الفلسفي. وفي عام 1909، بعد وفاة والدته، انتهت الحياة الهنيئة حتى أن أدولف أحيانا كان يضطر إلى النوم في الشارع. وبعد مرور بعض الوقت، استقر زعيم الرايخ الثالث في مؤسسة خيرية تدعى مينيرخايم، وقتها كان عاملاً فاشلاً، كان يشغل نفسه بممارسة فن الرسم وأصبح يرسم في وقت لاحق المناظر الطبيعية من فيينا التي انتقل اليها في عام 1913.
تكون شخصية الطاغية
عندما كان أدولف في الـ 25 عاماً من عمره بدأت تراوده نوبات من اليأس، وهذا أمر طبيعي لأنه في ذلك الوقت لم يكن لديه وظيفة دائمة، ولا عائلة، ولا رغبة في المضي قدما، وها هو الوقت قد حان للالتحاق في صفوف الجيش، ولكن سارع هتلر للهروب من تأدية هذا الواجب الوطني وفرّ إلى ميونيخ. ولكن بطريقة أو بأخرى لم يذكرها التاريخ، اعتبر أدولف أنه غير صالح للخدمة العسكرية، وبشعور بارتياح كبير أخذ هتلر يمارس مهنة الرسم مرة أخرى.
في بداية الحرب العالمية الأولى، قرر هتلر أن الوقت قد حان للتخلص من حالة الضعف والعمل على إثبات الشخصية، ولهذا تطوع هذه المرة للخدمة في الجيش وخلال سنوات أربع من الحرب حصل على أعلى الجوائز: ميداليات لتعرضه للإصابة ووسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية.
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب، عاد هتلر وأصبح عضواً في لجنة التحقيق التي تم تنظيمها من أجل تطهير صفوف الجنود السابقين. وبعد خضوعه للتثقيف السياسي، تم تعيينه عميلاً في المنظمة التي كانت مهمتها مكافحة الضباط اليساريين. ربما في ذلك الوقت، بدأت تظهر الطبيعة الشريرة للطاغية المستقبل. لابد من القول أن أدولف كان وفياً في التزامه بمسؤولياته تجاه هذه المهمة عن طريق تحديد الغرض الذي ترمي إليه هذه المجموعة أو تلك من الضباط وكان ينقل جميع المعلومات عنها للقيادة. تجدر الإشارة إلى أنه في فترة ما بعد الحرب سيطر الجوع والدمار في ألمانيا، ولهذا خشيت الحكومة من انتفاضة الأوساط الثورية في البلاد.
لقد كان الثاني عشر من شهر أيلول/سبتمبر لعام 1919 علامة بارزة في تاريخ حياة الدكتاتور، في ذلك اليوم نفسه ذهب هتلر إلى اجتماع حزب العمال الألماني الذي كان يناقش مسائل جذبت اهتمامه مثل الحديث عن رأس المال المنتج والمتاجر والأحاديث المشبعة بمعاداة السامية والشوفينية، ولذلك قرر الانضمام إلى صفوف الحزب.
أدولف يتسلم السلطة
ومنذ ذلك الحين بدأ الفوهرر الصعود إلى سلم السلطة فلقد كان يتمتع بمواهب خطابية فذة عمل على تنميتها في سنوات حياته الفاشلة. والآن بدأ هتلر يحاول اللحاق بالركب، وخلال عامين فقط انضم إلى صفوف حزبه قرابة 3000 آلاف عضو، ولم يتوقف أدولف عند أي شيء وأصبح الزعيم الوحيد للحزب الذي أطلق عليه آنذاك حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني بعد أن سقط القادة السابقين تدريجياً إلى الهاوية واختار هيرينغ مساعداً له.
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1923، تزعم هتلر عصياناً أطلق عليه اسم عصيان البيرة عندما أخذ بعض البلطجية يرددون شعارات لا إنسانية متوجهين نحو بناء الحكومة البافارية. ومع ذلك، كانت الشرطة بالفعل على استعداد تام وقادرة على صد هؤلاء المتمردون الذين خسروا 16 شخصا وتم القبض على هتلر ووجهت إليه تهمة الخيانة، ولكن لم تتوقع الحكومة مدى حجم العاصفة التي هبت بعد اعتقاله حتى أن الصحف هللت لهذا الحدث وجعلت من زعيم الحزب النازي بطلاً قومياً. كل هذه الظروف كانت من صالح هتلر الذي أطلق سراحه من السجن بعد أن قضى ما مجموعه 9 أشهر.
بعد خروجه من السجن في ندسبرغ، والذي أطلق عليه اسم المصحة النازية لأن هتلر كان يجول ويتصرف بحرية تامة، أعلن الديكتاتور الحرب على اليهود أصبح يشيع بين الشعب أن ألمانيا المباركة ستشهد تغييرات كبيرة بعد تدميرهم، وأن جميع الفقراء سوف يصبحون أغنياء، وأن الأطفال المرضى سينقلبون أصحاء، والنساء سوف يصبحن جميلات. على ما يبدو سقطت بذور معاداة السامية على أرض خصبة، ووجهت أغلبية الشعب للإيمان في دين جديد.
وفي عام 1934، قام هتلر بحملة تطهير في صفوف حزبه، وفيشهر آب/أغسطس من نفس العام، استغل وفاة الرئيس هندنبرغ، وأعلن نفسه رئيساً للبلاد برتبة الفوهرر- القائد الأعلى للرايخ الثالث. وهكذا شق هتلر طريقه إلى السلطة بسرعة عن طريق القضاء على خصومه أو شراء الناس الذين يمكن الاستفادة منهم.
"حواء" إحدى عشيقات آدم هتلر
ترتبط حياة أدولف هتلر ارتباطا وثيقاً مع اسم إيفا براون. حيث كانت فتاة تبلغ من العمر 18 سنة عندما التقى بها وكانت من السذاجة بمكان لأنها مثل الكثيرين كانت تبجل اسمه، وبناء على إصرار والديها ذهبت للعمل في محل للتصوير وهو لشخص يدعى هاينريش هوفمان أحد أتباع المتحمسين للاشتراكية القومية. ذات يوم حضرت الفتاة إحدى المسيرات التي أقيمت كحملة انتخابية لهتلر الذي استطاع من خلال الكاريزما التي يتمتع بها أن يخضع الناس وإجبارهم على الانصياع، حتى أنه في بعض الأحيان كانت الحكومة تضطر لاستخدام الشرطة الخيالة من أجل تفريق المتظاهرين وفتح الطريق. ومن بين المسحورين بشخصية الفوهرر كانت إيفا علماً أن هتلر نفسه أعجب ببساطتها ووجهها الحلو، فبعد أن أجرت مقابلة متلفزة معه دعاها زعيم الرايخ الثالث إلى مأدبة عشاء رومانسية انتهت بممارسة الجنس في سريره.
ولكن لم يكن هذا الولاء قبل الزواج يعني شيئاً لهتلر لأنه على مدى 9 سنوات كان يفضل جيلي راوبال ابنة أخته غير شقيقة (من نفس الأب)، إلا أن كل شيء تقرر في صالح إيفا في شهر أيلول/سبتمبر 1931 عندما وجدت جيلي مصابة برصاصة في صدرها وهي في شقتها في ميونيخ، وقتها أصيب هتلر بصدمة حتى أن أصدقاءه راقبوه عن كثب لأنهم كانوا يشعرون بقلق مخافة أن ينتحر.
لم يعزز نبأ وفاة جيلي من موقف إيفا وكانت ترافق موكبه مع سيارة الحرس، ولم تكن تظهر معه في الأماكن العامة، ومع تنصيبه مستشاراً فقد هتلر كل معنى للحياء، وأصبح يتعرف على المعجبات جهارة، مع العلم أن الضباط استغلوا ضعف هتلر لأغراضهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، كان روبرت لي يأمر زوجته إنجي بارتداء فساتين فاضحة أو كان يعرض صورها وهي عارية على الضيوف، وفي بعض الأحيان كان يطلب منها تنفيذ أي نزوة يمكن أن يبديها الفوهرر. ومن الطبيعي بعد هذا التعذيب المستمر، أن تقدم هذه المرأة على الانتحار بالقفز من النافذة.
نعود مرة أخرى إلى العلاقة التي تربط هتلر وإيفا براون التي حاولت مرتين الانتحار خلال ثماني سنوات من حياتها مع هتلر، ولكن في النهاية، طالب والدا إيفا من هتلر تحديد موعد الزواج، لكنه قال لهم بأنه مشغول بإعداد حملة ضد النمسا ويمكن أن يتزوج بعد انتهاء الحرب.
وفي عام 1936، انتقلت إيفا إلى منزل بني خصيصاً لها في بيرغوف، وبالرغم من أنها أمضت الأيام والليالي وحدها، إلا أنها تمكنت من أن تجد لنفسها عملاً عن طريق ممارستها الألعاب الرياضية، وولعها بالطبخ، وقراءة الروايات البوليسية وروايات كارل مايو الهندية.
عندما تذكر هتلر أخيراً "زوجته"، بدأت الحياة تأخذ طابع الملل على الرغم من وجود الضيوف باستمرار إلا أنهم كانوا يستمعون حديثاً مملاً لصاحب المنزل. وقد كان البرنامج الترفيهي يتكرر نفسه أثناء العشاء: أمسية سينمائية تبدأ عادة بالاستماع ومشاهدة آخر الأخبار عن الوقائع العسكرية، ومن ثم يعرض على الضيوف للجلوس بجانب الموقد مرة أخرى بصحبة رب المنزل الذي كان لا يعرف الكلل والملل، وبعد ذلك في النهاية، يتوسل الضيوف للسماح لهم أن يذهبوا إلى شققهم لأخذ قسط من الراحة، وفي اليوم التالي كان المشهد يتكرر.
وكان الموضوع المفضل لدى هتلر هو الحديث عن النضال من أجل نقاء الأمة، فعلى سبيل المثال لم يكن يعترف إلا بالفتيات اللواتي أصلهن أوروبي، ولهذا كان دائماً يتمعن بعناية شديدة في صور عرائس الضباط قبل الزواج. وفي هذا الإطار تمكن هيملر إقناع هتلر لاتخاذ قرار يسمح بإنشاء علاقات جنسية خارج إطار الزواج، معتبراً أنه بهذه الطريقة سيكون من الممكن تحسين نسل الأمة.
في أوائل شهر نيسان/أبريل 1945 غادرت إيفا بسيارتها البيضاء المكشوفة من طراز "مرسيدس" من بيرغوف، متجهة نحو شاطئ هيرتينزي حيث كان جمال الطبيعة الربيعي بانتظارها: الطيور تحوم في السماء الصافية مسرعة إلى صغارها، وأغصان الشجر الأخضر ينحني ترحيباً بإيفا. نعم لقد عانت الكثير على مدى السنوات الـ4 الماضية التي أمضتهم في مقر إقامة الفوهرر، وكان عليها أن تتحمل الكثير، لأن هتلر لم يعد يتحكم ويسيطر على نفسه وأصبح مزاجي بشكل لا يطاق.
لم يكن أحد من نزلاء ملجأ الفوهرر يتوقع ظهور إيفا التي أمرها هتلر للتحرك بشكل عاجل على حين غرة. أما الملجأ فقد كان بالنسبة لإيفا بمثابة سرداب ينبعث منه برودة القبر، لكن إيفا كانت قد اتخذت قرارها ولم تكن مستعدة للتراجع عنه حتى أنها ذات يوم قالت لهتلر بأنها ستبقى معه مهما كانت الظروف، وكان الرد بأن انحنى برأسه فقط، مشيراً إلى أنه سعيد لسماع مثل هذا القرار الخطير.
تم تخصيص غرفة في الطابق الأرضي لإيفا بجانب مقسم الهاتف وغرف الفوهرر الخاصة. جدير بالذكر أن المصور هوفمان ظهر بعد أيام قليلة من وصول إيفا إلى الملجأ، بالطبع لم يكن ليدع الفرصة تفوته من أجل التقاط بعض من مشاهد نهاية الرايخ الثالث. ومن المفارقات، أن الفوهرر كان في منتهى السعادة لرؤية المصور الذي قال بعد محادثة مع هتلر "يا له من تغيير جذري... انه شخص مختلف تماماً". إلا أنه في هذه الأثناء أخذ المصور حقيبته وسارع إلى ترك المثوى الأخير للأشخاص الذين وافقوا طوعاً قضاء الساعات الأخيرة من حياتهم.
وعندما علم هتلر أن القوات الروسية وصلت إلى القصر الرئاسي أعلن أن الوقت قد حان للاختيار بين السم والرصاص. ومع ذلك، لم ينس الطاغية ما كان يجب أن يفعله بعد الحرب، فبناء على إصرار إيفا تم تكليل زواجهما بحسب التقاليد الكاثوليكية. والآن بعد هذه الإجراءات ذهبت إيفا هتلر إلى مضجعها تنتظر زوجها. هكذا أتم الفوهرر الشكليات التي أخذها على عاتقه مع كتابة الوصية...
أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ : ابن هتلر غير الشرعي - فضيحة جديدة للرايخ الثالث

ابن هتلر الرايخ الثالث
أدولف هتلر وابنه جان ماري لوري

هل كان هناك ابن غير شرعي لزعيم النازية؟
في عام 1971 ، دخل رجل في منتصف العمر إلى مكتب المحامي الفرنسي فرانسوا غيبو وقد نفسه على أنه جان ماري لوري الذي بدا مرتبكاً جداً ولا يمكنه الحديث عن مشكلته بسهولة لكن استهله قائلاً "الحقيقة هي- أنني... ابن... هتلر" بدت الدهشة على وجه المحامي فجأة وأصبح يشكك بحقيقة هوية الرجل متسائلاً: "قلي ، ماذا أفعل ؟" وهنا سرد جان قصته الغريبة...
اعتراف علني للأم قبل وفاتها
لم يتسنى لجان ماري الذي ولد عام 1918 في قرية صغيرة شمال فرنسا أن يتعرف على والده طيلة حياته، فقد كان في الخامسة من عمره عندما أخذ كنية زوج والدته الوسيمة ابنة الجزار الريفي واسمها شارولوتا لوبجوا.
بطبيعة الحال لم تعني والدته ولا زوجها بتربية الطفل لأنهما كانا كثيراً ما يغادرا إلى باريس للعمل، ولذلك قضى عدة سنوات مع جدته، ولكن عندما توفيت تم إعطائه إلى عائلة ثرية من أقربائه، ومن ثم وضعوه في مدرسة كاثوليكية خاصة.
بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق جان ماري للخدمة في الجيش، وكان من بين صفوف المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب تزوج وأنجب أطفالاً وحاول القيام بأعمال تجارية. ومع ذلك وبعد إخفاقات مالية عديدة قرر ترك هذه المهنة، وحاز على عمل جيد كموظف في السكك الحديدية .
بشكل عام كان كل شيء في حياته يجري بشكل طبيعي نسبياً حتى عام 1951 عندما تعرضت والدته لمرض خطير قبل وفاتها، وهنا قررت شارلوتا فجأة الاعتراف لابنها فيما يتعلق بهوية والده الحقيقي، وهنا شعر الشاب البالغ من العمر 33 عاماً بصدمة كبيرة هزت مشاعره في الأعماق.
...خلال الحرب العالمية الأولى كانت شارلوتا في سن المراهقة ولم تكن تدرك ما يحدث حولها. وفي عام 1916 كانت في الثامنة عشر من عمرها مقيمة مع والديها في منطقة كان الألمان قد استولوا عليها، وبطبيعة الحال كان هناك فوجاً عسكرياً ألمانياً في تلك القرية.
وفي يوم من الأيام كانت مع صديقتها تقص العشب في أحد مروج القرية، وكان هناك في تلك المنطقة جندياً ألمانياً جذب انتباه الفتاتين: شاب ذو شاربين ونحيل كان جالساً يرسم بحماس، وهنا أقنعت الفتاة صديقتها شارلوتا للذهاب والتعرف على هذا الشخص.
كانت شارلوتا الوحيدة من بين صديقاتها تعرف الألمانية قليلاً، لذلك استطاعت التحدث مع هذا الشخص الغريب الذي بدا ودياً وكان متحدثاً لطيفاً، هكذا بدأت علاقة الجندي الألماني مع الشابة الفرنسية.
وفقا لمصادر مختلفة استمر الغرام بين شارلوتا والجندي الذي يدعى أدولف بشكل متقطع من عدة أشهر إلى سنة. وبعد ذلك ذهب أدولف ولم ير عشيقته الفرنسية أبداً، ولكن نتيجة لهذه العلاقة الغرامية أنجبت شارلوتا ابناً أطلقت عليه اسم جان ماري في عام 1918. بعد مرور سنوات عندما رأت شارلوتا في الصحف صورة الزعيم الألماني أدولف هتلر، عرفت الفرنسية الفقيرة من أصبح والد ابنها...
حقيقة مرة وواقع أليم
عندما سمع جان ماري هذه القصة من والدته فقد عقله إلى الأبد. في البداية حاول أن ينسى ماضيه من خلال انخراطه في العمل، حتى أنه عمل لمدة 20 عاماً دون أن يأخذ إجازة، ولم يذهب مرة واحدة إلى السينما ولم يفعل شيئا عدا العمل. ولكن ذلك لم يساعده في العثور على راحة البال.
وفي هذا الإطار تذكر المحامي فرانسوا غيبو قائلاً: "لقد كان ضائعاً ولم يعرف ما الذي يمكن القيام به: هل يعلن للعالم حقيقة أنه ابن أدولف هتلر، أو أن ينسى كل شيء مرة واحدة وإلى الأبد". بطبيعة الحال، كان يرغب في معرفة الحقيقة من جذورها، وفي هذا وافق المحامي على مساعدته...
جدير بالذكر أن المتخصصين الذين قدموا استشاراتهم كانت لديهم ردود فعل غريبة ومختلفة، حتى أن بعض المؤرخين اعتبروا أن هذا مناف للعقل و تبرؤوا من هذه المعلومات فوراً. ولكن كان هناك من أخذ ذلك على محمل الجد.
فعلى سبيل المثال، قابل المؤرخ فيرنر مازير الكثير من الناس الذين عاشوا في موطن شارلوتا لوبجوا وقاتلوا في الحرب العالمية الأولى مع هتلر. ونتيجة لهذه التحقيقات ظهر إلى النور كتاب "هتلر- الأسطورة والحكاية والواقع" وصف فيه بشكل تفصيلي هذه الرواية المزعومة.
وكما هو معروف جيداً، فقد ذهب أدولف هتلر البالغ من العمر 25 عاماً للقتال في الحرب العالمية تطوعاً. وهذا كان بالنسبة له طريقة للخروج من المأزق النفسي الذي كان يعيشه في حياته.
هذا الشاب الموهوب و الطموح من عائلة فقيرة لأب كان يعمل في مجال الجمارك، غادر أدولف في شبابه البلدة النمساوية المحافظة إلى فيينا ليصبح فناناً. لكنه، فشل مرتين في امتحانات القبول التي قدمها في أكاديمية الفنون الجميلة.
ومن أجل البقاء في العاصمة، اضطر فوهرر ألمانيا التعاقد للعمل بأقل الأجور وأبخسها. واللوحات التي استمر في رسمها وقت فراغه لم تعجب أحداً ولم يتمكن من بيعها. ولذلك في بعض الأحيان، كان يصاب هذا الشاب الفخور باليأس...
ووفقا لما ورد في الوثائق التاريخية فقد التحق أدولف هتلر في حرب عام 1914، بكل فرح وعنفوان، وكان جندي شجاع. وكانت الأوسمة التي حاز عليها في الجبهة، من أرفع الجوائز التي يمكن أن ينالها الجندي في ذلك الوقت.
خدم هتلر كضابط اتصال في الجبهة الغربية لمدة أربع سنوات حتى حاز على رتبة عريف مع العلم أنه أصيب أثناء تعرض وحدته لهجوم بالغاز. وكما يشير زملائه فقد كان يستغل أدولف كل دقيقة من وقت فراغه للرسم.
وبحسب ٍرأي فيرنار مازير عندما شارك في معارك على الأراضي الفرنسية، عاش هتلر العريف في مقر الفوج في عمق الأراضي الفرنسية وكان من فترة إلى أخرى يذهب إلى الجبهة لكتابة تقارير عن سير العمليات العسكرية.
بشكل عام وكما يعتقد المؤرخ مازير، فإنه كان لدى الشاب المقاتل كل الظروف من أجل الوقوع في حب الفتاة الفرنسية وهنا يشير المؤرخ إلى أن العلاقات الألمانية الفرنسية التي تجسدت في العلاقة الرومانسية بين هتلر وشارلوتا في الأعوام 1916-1917 لم تكن من العلاقات النادرة.
استجواب شارلوتا
حسب نظرية فيرنار مازير فإنه خلال الحرب العالمية الثانية عندما احتل الألمان مرة أخرى فرنسا أرسل هتلر عبر أجهزة استخباراته لمعرفة معلومات عن عشيقته السابقة وعن ابنه غير الشرعي، حتى أنه يزعم وجود بعض الوثائق في أرشيف الجيش الألماني والتي تثبت ذلك.
ووفق فرضية المؤرخ ففي عام 1940 تعقب عناصر الأجهزة الأمنية الألمانية شارلوتا لوبجوا في باريس وقاموا باستجوابها برفق وعناية تامة وسلموها مغلف فيه مبلغ من المال، ويحكى بأن صور شارلوتا التي حصل عليها الألمان تم عرضها على هتلر لاحقاً.
ويفترض فيرنار مازير أن هذه الصور التي شاهدها هتلر عام 1940 كانت لتترك انطباعاً سلبياً وكانت تدعو للاشمئزاز وذلك لأن الفتاة الجذابة الواثقة من نفسها تحولت إلى امرأة مدمنة على الكحول وبدا وجهها منهمك ومتهالك. ولهذا رفض هتلر مقابلة عشيقته السابقة وابنه الذي كان آنذاك يقاتل ضد الألمان.
وفي سبعينات القرن الماضي أجرى الابن المزعوم جان ماري لوري فحصاً طبياً في معهد الأنثربولوجيا وعلم الوراثة البشرية في جامعة هايدلبيرغ. والنتيجة هي أن مع وجود عدد كبير من أوجه التشابه للشكل الخارجي مثل شكل الوجه وحجم الجمجمة وميزات أخرى، خرج العلماء باستنتاج حذر مفاده أنه من الاستحالة بمكان التشكيك بأبوة هتلر للسيد جان.
جدير بالذكر أنه لم يكن هناك إمكانية في ذلك الوقت لإجراء الحمض النووي والخروج باستنتاج دقيق، فكما هو معلوم بعد انتحار هتلر عام 1945 تم حرق جثته، وإن القسم الوحيد الذي سلم من جسم هتلر وهو الفك يزعم أنه تم نقله إلى موسكو حيث أنه لا يزال حتى الآن في أرشيف الدولة الروسية.
وهنا لابد أن نذكر بأن الخبير في علم الخط عندما قارن نماذج من خط جان ماري وخط هتلر توصل إلى استنتاج لا لبس فيه مفاده أن هناك قرابة بين الشخصين.
وأخيراً هناك حجة أخرى تصب لصالح جان ماري لوري وهي اللوحة المحفوظة حالياً في ألمانيا والتي تعود لهتلر والتي تشير إلى أن الفتاة التي ظهرت في هذه اللوحة تشبه إلى حد كبير الفتاة شارلوتا لوبجوا.
وفي عام 1981 ظهر كتاب من تأليف جان ماري لوري بعنوان "والدك-هتلر"، علماً أن هذا الكتاب ترك ضجة كبيرة في أوروبا، ولكن معظم الفرنسيين والألمانيين تعاملوا مع هذا الكتاب بنوع من التشكيك. وفي عام 1985 توفي جان ماري لوري عن عمر يناهز 67 عاماً دون أن يتمكن من إثبات أن والده هو هتلر.
أكتوبر 17, 2013

أسرار التاريخ: من بدأ الحرب العالمية الثانية ومتى اندلعت "الحرب الباردة" ؟

من بدأ الحرب العالمية الثانية ومتى اندلعت 'الحرب الباردة' ؟

أصبحت مناقشة الموضوع المسهب، من الذي بدأ الحرب العالمية الثانية؟ والذي كان يبدو مغلقا منذ آمد بعيد، "موضة" شديدة الانتشار في الصحافة الغربية، ومع ذلك، يمكن تفسير هذه "الموضة" ببساطة، إذ أن "الحرب الباردة" التي يَعتبر الغرب أنه حقق النصر فيها قد انتهت منذ فترة طويلة، كما أن الوقت قد حان "لينظف" كل واحد ماضيه كي لايقلق على نصاعة هندامه في معارك مع "امبراطورية شر" جديدة

وذلك، لأن تهمة إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية قد تقرر إلقاؤها إما كليا على الاتحاد السوفييتي أو في أفضل الأحوال مناصفة على هتلر وستالين، وكما كتب المواطن الروسي المنشق ريزون/سوفوروف وهو جالس في بريستول (بريطانيا العظمى)، إن "الشيوعيين السوفييت يتهمون جميع بلدان العالم ببدء الحرب العالمية الثانية لإخفاء دورهم المشين في إشعالها".

إلا أنه ينبغي على "المؤرخين" المعاصرين في الغرب أن يدركوا أنه إذا كان هناك من يليق بهم في هذه الحال دور مشعلي الحرب، فإنها حكوماتهم في ذلك العهد، كالولايات المتحدة الأمريكية، التي نأت بنفسها عن المشاركة في ترتيب الشؤون الأوروبية بالإضافة إلى انكلترا وفرنسا بشكل رئيسي، حيث نضجت في هذه البلدان بالتأكيد سياسة التهدئة مع هتلر، الذي ُسمح له في البداية بإغفال شروط معاهدة فرساي للسلام، وخصوصا شرط تجريد ألمانيا من السلاح ومن ثم ببدئه التوسع الإقليمي. واليوم، يفضل الساسة الغربيون عدم العودة بالذاكرة إلى عار ميونيخ عام 1938، عندما، وبكل بساطة، قام رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلين والرئيس والفرنسي دولادييه بتقديم تشيكوسلوفاكيا إلى هتلر مقابل ورقة مشكوك في أمر ما تحمله من أنه لن يحارب ضدهما، حينها أعلن تشامبرلين، وهو يلوح بهذه القطعة من الورق "إنني أحمل السلام إلينا جميعا"، ما دفع تشرتشل المعارض حينذاك، أن يقول لقد "كانت لدينا إمكانية الاختيار بين الحرب والعار، وقد اخترنا العار، ولكننا سوف نحصل على الحرب أيضا".

وبهذا الصدد، كتب الرئيس الأمريكي روزفلت بعد الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي مباشرة، أن "ذلك يدل على تحرير أوروبا من الهيمنة النازية، وفي الوقت ذاته، إنني لا أعتقد أنه يجب أن نقلق بشأن احتمال ما لهيمنة روسية "، إلا أنه وبعد بضع سنوات، تغيرت الأمزجة في معسكر الحلفاء كليا.

ويمكن رسميا، اعتبار خطاب تشرشل في الخامس من آذار/مارس عام 1946 في المدينة الأمريكية فولتون (بمقاطعة ميسوري) أنه وضع بداية "الحرب الباردة"، ولكن الخطوط العريضة للسياسة الغربية تجاه موسكو جرى تحديدها في وقت أبكر من ذلك بكثير، أي في اجتماع روزفلت وتشرشل الذي جرى في الدار البيضاء (بالمغرب) في كانون الثاني/يناير عام 1943، كان ذلك في تلك الأيام، حين حاصر الجيش الأحمر فرقة الجيش الألماني في ستالينغراد، وحينها لم يكن الحلفاء قد شاركوا في هذه الحرب بعد على أرض القارة العجوز، ولكنهم كانوا يزحفون نحو أوروبا من الجنوب، في مسعى منهم لتصوير عملياتهم في شمال أفريقيا بأنه الحرب على "الجبهة الثانية"، بالرغم من أن عملياتهم لم يكن لها أي تأثير على مجرى الحرب مع هتلر. ويعتقد أن هدف تشرشل من خطابه في الدار البيضاء، كان إقناع الأمريكيين بالتخلي عن فكرة الإنزال في أوروبا عام 1943 من أجل زيادة فعاليات العمليات العسكرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم الزحف نحو مناطق البلقان لاعتراض التقدم الروسي هناك، ومن المعروف أن الغلبة كانت لهذا الرأي، وتؤكد الأراء المعاصرة أن الدار البيضاء أثبتت أنه كان لدى الأنكلوساكسونيين فهم مشترك، بأن مرحلة الانعطاف في الحرب قد حدثت، ولكن كلما تقوضت قوة الروس كلما كان ذلك أفضل.

أما بالنسبة لما يخص مرحلة ما بعد الحرب في عام 1946، فإنه كذلك وقبل خطاب تشرشل في فولتون، جرى هناك حدث ليس أقل أهمية منه، إذ أرسل في 22 شباط/فبراير الدبلوماسي الأميركي جورج كينان، الذي كان يعمل في موسكو حينذاك برقية إلى واشنطن تتضمن ثمانية آلاف كلمة، عرفت فيما بعد "بالبرقية الطويلة"، وكان فحوى هذه الرسالة الفريدة من نوعها (وليس من حيث إطالتها فقط) بسيط جدا، هو أن الروس لا يفهمون سوى منطق القوة، وعلى الغرب أن ينتقل إلى سياسة ردعهم في كل مكان.

وقال كينان في رسالته إن السوفييت لا يدركون ما هو الحل الوسط، وإن "الطابور الخامس للشيوعية" يعمل في مكان من العالم تحت قيادة "الكومنترن السري"، وإن هدف الروس هو تدمير "التعايش الداخلي في مجتمعنا ونمط الحياة التقليدي فيه" سيما وأن هذه السياسة "تعود بجذورها إلى التيارات القومية الروسية العميقة".

فهل من غرابة في خطاب رئيس الوزراء البريطاني المتقاعد في فولتون بعد هكذا "صراحة" لشخص كان يعتبر خبيرا بروسيا، فقد أعلن تشرشل عن شعاره السيء الصيت حول فرض "الستار الحديدي" من بولندا إلى البحر الادرياتيكي، وأعاد للأذهان أيضا مفهوم "الطابور الخامس للشيوعية" الذي يهدد الحضارة المسيحية، وقال "إنه ينبغي علينا الإعلان باستمرار عن المبادئ العظيمة حول الحرية وحقوق الإنسان، والتي هي من تراث عالم الناطقين بالإنكليزية".

وفي رده على ذلك – وقلما هو معروف – قارن ستالين في مقابلة مع صحيفة "برافدا" في آذار/مارس 1946 ذاته تشرشل بهتلر، وقال إن "السيد تشرشل بدأ بشن الحرب انطلاقا من النظرية العنصرية أيضا، ومؤكدا أن الأمم الناطقة باللغة الإنكليزية فقط، هي الأمم المتمتعة بالكمال والمدعوة لتقرير مصير العالم بمجمله".

وفي هذه الغضون، لم يتأخر "تقرير المصير" في الإعلان عن نفسه، حيث أن الرئيس الأمريكي ترومان وبعد انقضاء عام واحد من لقاء فولتون أعلن عن نهجه الجديد، الذي دُعي بمبادئ تحمل اسمه أو ما يعرف بمبادئ التدخل، مؤكدا بقوله إن الولايات المتحدة ستوافق فقط على تلك التغييرات الحاصلة في العالم، التي تعتبرها صحيحة، وعبر النهج الجديد عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الاقتصادية والمالية والسياسية العسكرية لجميع الأنظمة، حتى المعادية الديمقراطية، طالما أنها ليست "حمراء"، وبعد فترة قصيرة ظهرت "خطة مارشال"، التي ربطت أوروبا الغربية كليا اقتصاديا وسياسيا بالولايات المتحدة، والتي أصبحت فيما بعد أساسا لحلف شمال الأطلسي، وكما قال هاستينغز أول أمين عام للحلف، إن هدف هذا التحالف هو "تثبيت الروس خارج والأمريكيين داخل والألمان تحت سيطرته".

وفي النتيجة، كان العالم على مدى نصف قرن تقريبا مقسما تماما، بيد أن الروس لديهم اليوم إمكانية التأكد من أنه كما كان حينذاك، كذلك الآن، إن ما يهيمن على الفكر السياسي الغربي ليس الأيديولوجيا، وإنما مصالحهم الجيوسياسية فقط. وأنه ليس من قبيل الصدفة، أن يلجأ السياسة الأميركيون إلى خطاب أزمنة "الحرب الباردة" بصورة متزايدة، محاولين مرة أخرى إظهار روسيا بمظهر "إمبراطورية الشر".

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى